الانتقام للذات (2 )....علي عسكوري

الانتقام للذات (1)
علي عسكوري
24 مارس 2013
هكذا وبدون مقدمات أصبح توقيع إتفاق بين إدارة السد واللجنه السابقه للمتأثرين عبر ممثلها الاستاذ ** عبد الخير أمرا يسيرا وسهلا ولا يحتاج لوساطات ولا مقدمات ولا حتي تحضير، بل أمر سلسلا يتم علنا وأمام أعين الشعب السوداني تنشره حتي الصحف ويطلع عليه الجميع وبداء الامر وكأن المناصير لم تكن لهم يوما قضيه أو خلاف مع إدارة السد!
يحدث هذا ولا يزال صدي هتافات بعض أهلنا ( إدارة السد لازم تنهد) يتردد بين جنبات صخور المناصير، ولايزال - حتي قبل شهر- يعتبر كل من يتعامل مع إدارة السد خائن وعميل يطرد من البلد ويهدم منزله وتحرق ممتلكاته وتفعل به الافاعيل! بل طال الامر حتي المواطنيين الأبرياء الذين صرفوا إستحقاقاتهم من الدوله وهي كسب يمينهم. وقد بلغ الشطط ببعض قيادات ما كان يعرف باللجنه أن اطلقوا العنان لبعض مناصريهم ليعوثوا فسادا في ديار المناصير يهدمون ويحرقون بلا وازع بينما كان هؤلاء يتفرجون علي الخراب من مكاتبهم في الخرطوم يتبادولن الإبتسامات الصفراء يدفعون بالفتنه الي أقصي مداها لتسيل دماء المناصير مدرارا دون أن يرتد لهم جفن! لقد أثبتت التجربه أن دوافع الانتقام للذات من خلال الفتنه وإراقة الدماء هدف ظل البعض يسعي له دون وازع، بينما يعتقد أهلنا البسطاء أن هؤلاء يخدمون قضيتهم ويطالبون بحقوقهم حتي تم تضييع حقوقهم كلها وتم إهدار حقهم في الحياه الكريمه وبعض أبنائنا – للاسف - يتفرج ! ولولا حفظ الله لأهلنا وعنايته لسالت دمائهم مدرارا ...وهو هدف سعي له البعض بكل ما يملك إلا أن حكمة وشجاعة أهلنا في الكربكان وام سفايه وغيرها أوقفت الفتنه عند حدها.
لن يكن بإمكان أحد إلغاء التاريخ أو إعادة ساعه الزمن للوراء... فتاريخ السودان مليء بالاضطهاد وليس وحدهم المناصير من انتهك حقوق الاخرين حتي يتحين البعض الفرصه ليسعي لفتنتهم والوقيعه بينهم ويهدر حقوقهم ويروج للبغضاء بينهم حتي ينفر الاخ من أخيه ويناصبه العداء، يقاطعون بعضهم حتي في واجبات العزاء والمآتم، يطرد الرجال النساء من بيوتهن الي المجتمعات الاخري أو العراء ولا يرتد لهم طرف! وهل هنالك فتنه لمجتمعنا أكبر من هذا و أكبر مما يجري.. تري اي مستوي من الكراهيه يريد هؤلاء زرعها بين أهلنا!
الآن فقط نفهم صمتهم علي الفتنه التي أججوا لها وأرادوا أن يكون ( ثفالها شرقي برتي ولهوتها أم سفايه أجمعينا). أرادوا ان يدمروا مجتمعنا من الداخل حتي يذبح الاخ أخيه وحتي تجري دماء أطفالنا ونسائنا كنهر النيل ليقفوا ويتفرجوا علي المآساة التي خططوا لها منذ عقود واداروها بحنكة كبيره .. ومن ثم يهللون بالنصر الذي حققوه!
كنا نظن – وبعض الظن إثم – أن خصمنا هو إدارة السد وأنها هي الوحيده المسؤوله عما يجري... لكن الأيام أثبتت أن الفتنه وتضييع الحقوق تتم إدارتها من داخل من يدعون القياده ليس فقط لمصالح ماليه – وما أهون المصالح الماليه – لكنها كانت بغرض تدمير مجتمعنا ومحوه من الوجود! ذلك كان الهدف الذي سعي له البعض وعمل له ليل نهار وتذاكي كثيرا في تحقيقه مستغلا حماس أهلنا من أجل حقوقهم، يدس السم في الدسم لينتقم لذاته الفانيه علي جماجم الاطفال وخراب دار ود قمر!
كان التوقيع سهلا ومسيورا مع إدارة السد لأن هؤلاء لم تكن لهم يوما قضيه او خلاف او نزاع معها، بل كان هدفهم تأجييج الفتنه مع الدوله أو بين أهلنا لتدمير مجتمعنا لارضاء حميتهم للانتقام. حاولوه بكل السبل.. سعوا للمواجهه مع الدوله منذ أكثر من عقد وظلوا يروجون لاهدافهم التي يغلفونها بقضية الحقوق! مضوا وأرسلوا الشباب لمعسكرات الحركه الشعبيه في شرق السودان وهذه كانوا في أوقات سابقه يجندون شباب المناصير لمقاتلتها في أدغال الجنوب ويبقوا هم في الخرطوم فذهب الكثير من أبنائنا في ريعان شبابه في حرب لا ناقة لهم فيها ولاجمل. وبعد أن أفشلنا لهم مخططهم إتجهوا للفتنه الداخليه بين المناصير يؤججون نيرانها ويضرمونها ويتفرجون علي تخريب ديار أهلنا... لقد كان تواطؤهم لا يحتاج لدليل... فالصمت علامة الرضاء!
عندما طرحنا لهم في إجتماع المجلس في ديسمبر 2008م في جزيرة شري أن نطرق البيوت من أبوابها ونذهب مباشرة لادارة السد لنحصل علي حقوق أهلنا حيث هي الجهه المنوط بها حقوقنا، وإن رفضت ذلك نتخذ من الاجراءات ما نراه مناسبا، قالوا فينا ما لم يقله مالك في الخمر واتهمونا بالعماله لادارة السد وأننا نتلقي الاموال منها ونواليها ...والله يشهد أننا لم نقابل اي من مسؤليها منذ تأسيسها الي اليوم ولم ندخل مكاتبها كما يفعلون!
لم نكن نعلم وقتها أن هدف هؤلاء ليس هو تضييع حقوق أهلنا فقط، بل تدمير المجتمع من أساسه وهده هدا وإزالته من علي الارض انتقاما للذات لتصحيح تاريخ لا يمكن إصحاحه ، فهنالك حقائق تاريخيه لا يملك الشخص إلا أن يقبل بها... تلك هي إرادة الله ولن تجد لارادة الله تبديلا.
وما كنا لنضطر لنكتب مثل هذا لولا ان تبينت وتكشفت لنا شواهد كثيره تؤكد أن البعض سعي بكل ما يملك لتدمير مجتمعنا من خلال الفتنه الداخليه وعندما سقطت آخر محاولاته، كشف.. بكل بساطه.. عن أين يقف من القضيه الاساسيه، قضية الحقوق والتعويضات! فاصبحت إدارة السد التي يهتف ضدها اهلنا في برهة عين ولي حميم!
لم يكن هؤلاء أبدا وفي اي يوم يهتمون بقضية حقوق أهلنا ومطالبهم العادله في الحياه الكريمه. فقضية المناصير من أوضح القضايا ومطالبهم جد متواضعه تتلخص في تعويض ما أغرق من حقوقهم وان تساعدهم الدوله في البقاء علي أرضهم! هذه الاهداف الواضحه وضوح الشمس تحولت بقدرة قادر مصدرا للكراهيه حتي بين أفراد الاسره الواحده وتم تحويل طاقات الشباب واستغلال مشاكلهم لتوجه ضد أهلهم وأسرهم تحت دعاوي واهيه لا تصمد أمام اي حجه! لقد سعوا لإفراغ الأرض من سكانها وعندما لم ينجحوا حاولوا تدمير المجتمع من أساسه وفي الحالتين كان هدفهم واحدا وهو محو مجتمع المناصير من الوجود !
لقد بين التوقيع مع إدارة السد أين يقف البعض من قضيه شغلت أهلنا وهدّت طاقاتهم. وربما يسأل البعض الآن إن كان التوقيع والاتفاق مع إدارة السد ممكنا وبهذه السهوله لماذا حدث ما حدث ولماذا أهدرت الطاقات ولماذا طردت النساء وهدمت المنازل وأحرقت المزارع!!!؟؟؟ سيجد الذي يتبادر له هذا السؤال الاجابه فيما كتبناه هنا من الاهداف التدميريه التي غلفت في إطار الحقوق. لم أكن قط أتوقع ..و..والله لم يخطر