واحد منصوري أدوه قطعة ارض جنب القصر الجمهوري رفضها

مقطوع من مقال حبوبتي الحاجة حليمة بت حاج قيلي. عشان خاطر الناس البي يملوا المواضيع التوثيقية الطويلة بي هناك!
شوف بعض المناصير نظرتهم مرات ضيقة كيف؟ هم أسطوات طين ماهرين، قبل أن يعرف الناس فن المباني ولكن معظمهم كانت نظرته ضيقة إلا من رحم ربي.. يحكي الحسين ود الحسن من قرية( اب ركيبات) قريبة من قرية( الشلال) قال سنة 1920 كنت أسطى طين ماهر، نبني في بيت في الخرطوم، مكان السوق العربي حالياً.. قال فجأة أشوف ليك عربية المأمور الإنجليزي وقفت قدامي، نزل منها خواجة، قال أنا خفتا، لأن صاحب البيت الأرض كانت حقتو، لكن يبني بدون تصريح، وكانت العادة أن يستخرج تصريح للبناء.. قال نزلت من الساريقة، قال المأمور الإنجليزي يعرف عربي زي الترتيب.. قال لى إسمك مين؟
قلت ليهو: الحسين
قال لى هوسين؟
قال قلت ليهو نعم؟ وانا أعرف لكنة الخواجات ما بيقدروا ينطقوا حرف الحاء صحيح..
قال قال لى: شيخ هوسين ممكن أتفرج على بنيانك ده؟
قال قلت ليهو نعم
قال إتفرج وصنقع ودنقر.. ومشى هنا ومشي هنا..
قال قال لى: هوسين إستمر في البناء ما تهاف( تخاف) أنا عايز أعرف أنك بتبني كيف؟
قال استمريت في البناء، كل مرة أتوقف، حنيت على الخواجة ده من الشمس، قال قال لى إستمر.. إستمر شيه هوسين. قال أتاريهو الخواجة داير يشوفني لامن أكمل الساريقة وأجي عند الركن، عشان عايز يعرفني أني أقوِّم الركن كيف؟
قال لما وصلت الركن وفتوا بي قدر ضراع، قال قال لى.. شيه هوسين انزل تعال.
قال ، قال لى.إنت لاتستخدم مقاس ولا متر ولا عصاه ولاجريدة ولا سقالات، كيف تبني وتقوم الركن ومستوى الساريقة توزنوا كيف؟ بي لغة الخواجة طبعاً
قال قلت ليهو نظرية وعين المنصوري الذي لاتختا وفن الممارسة، والعين النجيضي..
قال الخواجة سبحان الله.
قال: أنا عايزيك يا حسين تبني لى، بكرة أنا بجيك في نفس المواعيد جهز رجالتك عشان يمشوا معاي
قال بكرة في نفس المواعيد بالضبط جانا وكان عندو حاجة زي الكومر كدة، ركبنا فيها كلنا ومشينا. قال الحسين ود الحسن هو يعرف المكان بالزبط.. جنب القصر الجمهوري.
قال لقيناهم بنوا مرافق من الطوب الأحمر والواجهة الأمامية من الطوب الأحمر.. والجنبات بتاعة الحوش عايزنا نحن نبنيهم ليهو من الجالوص.. قال وجدناه حافر الساس وداقينو حجر..وواضعين خيط على الساس.. قال، قال لنا بكرة تعالوا ابدوا طوالي..
قال قلنا ليهو يا خواجة نحن محلنا البي نبيت فيهو بعيد ونمشي ليهو بي كرعينا، فهل في طريقة تفرغ لينا غرفة من غرفكم دني نبيت فيها، ومكان نوقد فيهو حلتنا ونعوس وكدة..
عشان ننتهي ليك من شغلك ده سريع.. قال: الخواجة ضحك وقال لينا تمام.. خطة هلوة خالص. عندكم الغرفة الطرف دي من هسي فاضية.. قال الحسين دققت العمل وجودته بصورة أكثر مما كنت أبني زمان..
قال بعد انتهينا من العمل، قال الخواجة قال لينا حسابكم كم؟
.
صديق عبدالله علي أبوحنة
كبار الشخصيات









عدد المساهمات: 2706
نقاط: 10063
تاريخ التسجيل: 14/07/2010





.

قال، قلت ليهو كذا..
قال طوالي طلع من كيسو أدانا المبلغ بدون مناقشة..
لكن قال لى الخواجة( يا شيه هوسين أنا عايز اقدم لك مكافأة تتذكرني بيها مدى العمر..
قال قلت ليهو تمام إتفضل
قال قال لى أنت يا هسين مهندس ماهر وشغلك كان معاي ممتاز. عايز أديك قطعة أرض جنب المكان ده 600 متر تبنيها وتكون حقتك..
قال قلت ليهو: يا خواجة.. أنا البجيبني البلد البعيدي دي شنو؟ أنا عايز لى قريشات ألقطن لى ولادي في أب ركيبات وأمشي. البناء ذاتو عايز لو قروش، وعشان أبنيها لازم أقعد سني تاني ما أمشي ولادي، وأنا الغربة حرت فيا لازم أمشي آكل قريشاتي ديل الخدمتهن مع ولادي؟ دحين يا خواجة لو عايز تقدم لى هدية! بدلا أديني قروش.. زيد لى القروش.. قال الخواجة سكت كدة وقال لي تعال بكرة يا شيه حسين شيل القروش هسي دي القروش كملت.. قال جيت بكرة لقيتو مجهز لى قروش قدر نص القروش الادانا ليها..
يحكي هذه الواقعة الحسين ود الحسن في بيت أبنه جبريل الحسين الحسن في حي عد حسين قبل ما يرحل جبريل الى حى أم عشر فتيح العقليين.
قال جبريل لى أبوه يابا نحن بكرة ماشين للدكتور معاك يواصل ليك في علاجك.. وجبريل كان معه بوكسي؟
قال ليهو يابا لو وديتك قرب القصر الجمهوري تقدر تحدد لى الحتة البنيت فيها حيطة الحوش، والحتة القال ليك الخواجة قال داير يديك ليها
قال ليهو: نعم بالحيل أحددا ليك بالحتة، اعرفا زي عشاي بتاع البارح ده!
عرفت أن جبريل الحسين الحسن بعد أن أخذ والده لمقابلة الدكتور، عرج به ناحية القصر الجمهوري..
الحسين قال ليهو أمشي هنا أدخل هنا.. تعال هنا..
قالوا أبوي عرفتها كيف؟
قالوا: انا محددا تقع قصاد الطابية بميلان شوية جهة الجنوب.. أوقفهم الحسين ود الحسن أمام سور وزارة الداخلية بالقرب من القصر الجمهوري، وعرفت أن جبريل بدل ما يثير الشبهة، حكي القصة لعسكري نبطشي، قال لجبريل إتفضلوا أبحثوا زي ما عايزين..
الحسين مشى بالخلف محل جيهتم التى بنوها، طبعاً وجد السور إتعمل طوب أحمر مونتو أسمنت، كما هو جدار وزارة الداخلية المعروف، فجأة الحسين قال لابنه جبريل الحيطة الخلفية دي أكبر وأوسع من الحيطة البنيناها الحيطة البنيناها يبدو أنها كانت من جوه، ويبدوا أنهم نواحي أمنية وقتها لم يهدموا جدار الجالوص إلا بعد ان اكتمل سور الطوب من الخارج، والدليل على ذلك، أن الحسين ود الحسن لما دخل من الداخل، وجد باقي ساسهم الذي بنوه من قبل وحفر بيده في بعض الأمكنة وقال ليهو شايف سورنا البنيتو بي يدي، ده شغل يدي. بعد أن خرجوا من وزراة الداخلية، جبريل قال لوالده: طيب يابا القطعة الكان عايز يديك ليها الخواجة بي وين؟ قال ليهو قدر مائة متر من وزراة الداخلية في المباني التي خلفها..
استشهد جبريل واستغفر، قالوا يابا، ضيعتنا وضيعت نفسك؟ مناصير شنو وأب ركيبات شنو؟ وشلال شنو؟ ياخي كان غنينا لى جنا الجنا.. ياخي اقعد بي جوع بطنك وأبنيها..
قال الحسين: القسمي يا ولدي لا تندم، البركة فيكم إنتو ربنا يخدر ضراعكم؟
كل مرة يروي جبريل هذه القصة.
هذا شأن المناصير يومها، ولكنهم أخيرا انتبهوا وفي ستينات وسبعينات القرن الماضي، بنوا للناس وبدؤوا يأسسوا لأنفسهم أماكن في العاصمة ومنارات هداية للآخرين في مدن السودان المختلفة، وذلك أيضا يحتسب بعد نظر للمناصير الأوائل..
........................................
كان ممكن المناصير يمتلكوا نصف مباني العاصمة كانوا مهندسين بارعينن قبل ما يعرفوا الناس هندسة البناء.. لكن قصر النظر والجري على المناصير والأهل والمحنة الزايدة وعدم استحمال الغربة..

سبحان الله

كانوا غنوا لجنى الجنى

بس يللا هكذا قدر الله لهم

والله الزمن لاضاع ولا حاجة الارض ستظل الي الابد قيمة

الما عندوا ارض احسن يستعجل

بعد التحيه أهلي : والله بصراحه كدا انا من وجهة نظري أحي أبونا علي عودته وترك هذه البنايه التي لو امتلكت مثلها والعاصمه كلها ما كانت سوف تعوضو ,,ذهابه للبلد حينها ,,,والعين زي مايقولو اهلنا مايملاها الا التراب ,,,صحيح الناس تكوس الافضل لكن ليس علي انقاض المشاعر الجميله واللحظات التي لاتعوض في هذه الفانيه ,,,والاستمتاع باللحظات اهم من ان تكتنز الذهب والفضه ,,,ولكم التحايا

yousif كتب:بعد التحيه أهلي : والله بصراحه كدا انا من وجهة نظري أحي أبونا علي عودته وترك هذه البنايه التي لو امتلكت مثلها والعاصمه كلها ما كانت سوف تعوضو ,,ذهابه للبلد حينها ,,,والعين زي مايقولو اهلنا مايملاها الا التراب ,,,صحيح الناس تكوس الافضل لكن ليس علي انقاض المشاعر الجميله واللحظات التي لاتعوض في هذه الفانيه ,,,والاستمتاع باللحظات اهم من ان تكتنز الذهب والفضه ,,,ولكم التحايا

بعد التحية

كلامك صحيح يوسف

لو كان استلم القطعة كان صادروها منه الان احسن ليه اتلما علي وليداته

<script src='http://img193.imageshack.us/shareable/?i=46098368.jpg&p=tl' type='text/javascript'></script><noscript>[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]</noscript>