عسكورى :حكومة الاخوان: حوار الفرصة الأخيرة (1-3)
صفحة 1 من اصل 1
عسكورى :حكومة الاخوان: حوار الفرصة الأخيرة (1-3)
8 فبراير, 2014
على عسكورى
أشرنا فى موضوعنا السابق (نفض الغبار) إلى أن التجربة أثبتت أن تنظيم الأخوان المسلمين بلا فكرة محددة، ولا موجهات تنظيمية ضابطة، لكل ذلك فعندما يصل التنظيم للسلطة (بأى وسيلة) يشرع مباشرة فى تنفيذ أهدافه الخاصة على حساب مصالح المواطنيين الذين يحكمهم (تجربة مصر والسودان)، لذلك يتحول التنظيم الى مجموعة أقرب لتنظيمات وعصابات المافيا أو شركات نهب الموارد بالتعاون مع شركاء خارجيين، أكثر منه حكومة وطنية تسعى لخدمة مواطنيها ومساعدتهم على تحسين ظروفهم وحياتهم.
إن كانت تجربة حكم الأخوان قد أكدت على شئ فقد أكدت على هذا الأمر بصورة واضحة (إنعدام الأجندة الوطنية). أيضاً كشفت التجربة أن الشعوب - خاصة الشعب السودانى - لم تكن منتبهة لهذا الأمر الخطير. فبمجرد وصول الأخوان للسلطة وسيطرتهم على موارد الدولة يحولونها بالكامل لخدمة أهداف تنظيمهم العالمى ضاربين عرض الحائط بمهام ومسؤليات الدولة الأساسية!
يكشف ما حدث فى مصر وتونس مدى إستفادة شعوب الربيع العربى من تجربة حكم الأخوان المسلمين للسودان، حيث إنتبهت هذه الشعوب لحقيقة إستغلالهم لموارد الشعوب وتحويلها لخدمة تنظيمهم العالمى بدلاً من توظيفها فى تطوير الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنيات التحتية للدولة، لذلك أسرعت تلك الشعوب فى مواجهتهم وتحجيمهم وإفشال خطتهم.
فى السودان لم يترك الأخوان المسلمون من أصول الدولة السودانية فى داخل السودان وخارجه شيئاً إلا باعوه وذهب عائده لصالح الشركات التى يمتلكها التنظيم حول العالم تحت واجهات وأسماء عديدة.
فى إطار الحديث الدائر عن الحوار الوطنى نتناول فى هذه المقالات ثلاثة نقاط أساسية بهدف إثراء الحوار خاصة بين المعارضين لأن الأخوان – كما أثبتت التجربة – لا يؤمنون بالحوار حتى مع بعضهم البعض دع عنك معارضيهم.
هذه النقاط الثلاثة هى:
أ) الهدف من الدولة السودانية
ب) الجيش
ج) المصداقية
نتناول فى هذا الجزء النقطة الأولى.
أ) الهدف من الدولة السودانية
لفائدة التناول هنا، سنقبل بأن للأخوان المسلمين هدفاً يسعون لتحقيقة – بجانب نهب موارد الشعوب والتسلط عليها – وهو عودة الخلافة وقيام الدولة الاسلامية بتوحيد جميع المسلمين فى أركان الأرض. على المستوى النظرى والتطبيقى نجد أن هذا الهدف يتضارب مع المفهوم الأساسى الذى تقوم علية الدولة القومية. فمفهوم الدولة القومية يقوم على المساواة بين المواطنيين كشرط أساسى وشرط صحة. أول مهام الدولة القومية هى توفير الأمن (الحماية: الجيش والأمن)، وحفظ النظام والقانون (الشرطة). يلى ذلك خدمتهم وتوفير فرص المعيشة الكريمة لهم من خلال إستغلال الموارد لمصلحتهم. دائما ما يناط بالحكومات (كسلطة تنفيذية) إتباع وتنفيذ السياسات العملية لتحقيق تلك الاهداف أو العمل والمساعدة على تحقيقها. خلافاً لذلك، عند الأخوان المسلمين يتحول هدف الدولة القومية وأداتها التنفيذية (الحكومة)– حسب زعمهم الكاذب – الى " الدعوة لله"، أو هكذا يزعمون! بالرغم من أن واقع التجربة أثبت كذبهم ونفاقهم، إلا أنهم مازالوا يتخذون من " الدعوة لله" مصوغا ينهبون به الموارد ويحولونها لمصالحهم ومصالح تنظيمهم الخاصة. تحت بند " الدعوة لله" تنهب موارد ضخمة وتهمل الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنيات التحتية. لقد شهدت تجربة السودان أنواعاً متعددة لأكل أموال الناس بالباطل تحت بند "الدعوة لله".
فنجد على سبيل المثال لا الحصر، تنظيمات مثل "الذكر والذاكرين"، " الدعوة الشاملة"، " هيئة الائمة والدعاة"، " تزكية المجتمع"، " وهيئة علماء السودان" وما إلى ذلك من عشرات الهيئات والمنظمات التى يؤسسونها لعضويتهم لتصبح مصدر لأكل الأموال دون أن يحاسبهم أحد! كل هذه هيئات هلامية تصرف عليها موارد ضخمة ولا أحد يعلم ما هو العائد منها سوى أنها واجهات متعددة لأكل أموال الناس بالباطل. وبالرغم من أن هذه الهيئات يصرف عليها من الأموال العامة (ضرائب وزكاة)، لكن لا تتم مراجعتها ولم يسمع أحد بتقارير محاسبية عنها، وكيف يتم صرف الأموال وما هى ضوابط الصرف، دع عنك الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لها. ففى نهاية المطاف كما علمنا أساتذتنا – عفا الله عنهم - فإن الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لأى مشروع هى المعيار الأساسى لصرف المال العام فيه. والجدوى سواء كانت اقتصادية او إجتماعية لها معايير وطرق محاسبية لحسابها فى كل المشروعات حتى يعلم المواطن إن كانت ما تقوم به الحكومة شئ ذا فائدة أم أنه إهدار لماله! على العكس من ذلك، معيار الأخوان المسلمين لصرف المال العام هو " التقوى الدينية" !!! لم يتكرم الأخوان المسلمون علينا حتى اليوم بشرح الطريقة التى يمكن أن تقاس بها " التقوى"! فارتياد المساجد ووشم الجباة بعلامة الصلاة وإطلاق اللحى وغيرها، أثبتت التجربة أنها " تقية" لبلوغ المناصب ونهب المال العام، وتجنب الملاحقة القانونية. اثبتت التجربة أيضاً ان كل هذه ما هى إلا واجبات وتكاليف تنظيمية وليست عبادة خالصة لوجه الله! أكثر من ذلك أثبتت التجربة أن مثل تلك التكاليف التنظيمية هى الضامن الأكيد لحماية العضو من الجرائم الخطيرة فى حق المواطنيين كالاغتصاب والتعذيب وغيرها. فأعضاء التنظيم لهم درجات فوق المواطن كما أنهم فوق القانون!
وبما أن هدف الاخوان المسلمين ورؤيتهم للدولة يختلف عن هدف القوى السياسية الأخرى وبقية مكونات الشعب السودانى، أصبحت هنالك ضرورة ملحّة فى إطار الحديث عن حوار وطنى للإجابة على السؤال المركزى: ما هو الهدف الأساسى للدوله السودانية، أو بمعنى آخر، ما هو الهدف من أن يعيش السودانيون فى كنف دولة واحدة، ما هى أهداف هذه الدولة وما الفائدة من وجودها إبتداءً، أو ماذا يسعى السودانيون لتحقيقه من خلال العيش فى إطار دولة؟
الإجابة على هذه الاسئلة قد تبدوا بديهية للكثيرين، لكن واقع الحال وفى وجود تنظيم الاخوان المسلمين فالأمر غير ذلك تماماً. أثبتت التجربة أن لتنظيم الأخوان المسلمين والتنظيمات الأخرى من شاكلته أهدافا أخرى غير أهداف الشعب السودانى فى الحياة الحرة الكريمة. لذلك فهناك ضرورة ملحّة أن يتفق الناس و القوى السياسية على الهدف من تكوين الدولة قبل الشروع فى أى تفاصيل أخرى. ربما لم تحتاج كثير من شعوب العالم لطرح مثل هذه الاسئلة إبتداءً لأن الاجابة عليها تحصيل حاصل عندهم، غير أننا فى السودان و بعد تجربة ربع قرن من نهب مواردنا وتشتيت الطبقة المستنيره من مواطنى البلاد فى أركان الدنيا، نجد أنفسنا مضطرين لطرح هذه الاسئلة ومحاولة الاتفاق على إجابتها!
الإجابة عى هذه التساؤلات والاتفاق حولها من شأنه أن يساعد بصورة مباشرة فى وضع الدستور وإعادة تشكيل وتأسيس وبناء مؤسسات الدولة التى خربها الأخوان ودمروها.
لقد كانت تجارب الحكم السابقة فى مجملها وبالاً على الشعب السودانى وانتهت الى فساد وتدمير للذات بالحروب وتشريد السكان فى فجاج الأرض. لكل ذلك يجب أن لا تشرع اى جهة او حزب فى كتابة دستور او أى وثائق قبل الاتفاق على الهدف الاساسى من تكوين الدولة.
لقد ظلت الدولة السودانية منذ قيامها بدون هدف محدد، لا تعرف أصدقائها ولا أعدائها ليست لها إستراتيجية هادية ولا مؤسسات راسخة ولا برامج ولا خطط ولا مفاهيم للتعايش داخلها أو مع الإقليم من حولها او مع المجتمع الدولى. ولأنها بلا أستراتيجية وبلا أهداف ولا أصدقاء دائمين، فقدت ثقلها الاقليمى والقارى والدولى وأصبحت نطاقاً جغرافياً بلا قيمة إقتصادية او عسكرية او دبلوماسيه او حتى سياسية. سكانها غير منظمين، ضعيفى الانتاج، ظلوا لعقود يحتربون فى قضايا وفرت التجربة الانسانيه حلولاً كثيرة لها. ومع سيطرة الاخوان المسلمين عليها إزدادت ضغثاً على إبالة، واصبحت مسخاً لا يعرف له طعماً ولا رائحة بل نشاذاً وسط الأمم! ومع تفاقم الوضع تحت الاخوان المسلمين أصبحت الدولة منبوذة لا صليح لها تتخطفها القوى العظمى فتقضى منها وطراً ثم تتركها لحالها لا بواكى عليها. وكنتيجة حتمية لهذا الوضع إنهار ثقل الدولة فى المحيط الاقليمى والدولى وتآكلت مقومات التعايش بين مواطنيها ودخلت الكثير من المجموعات السكانيه فى حروب مع حكومة الاخوان وأصبح الجيش الرسمى هو العدو الاول لكثير من المجتمعات داخلها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
على عسكورى
أشرنا فى موضوعنا السابق (نفض الغبار) إلى أن التجربة أثبتت أن تنظيم الأخوان المسلمين بلا فكرة محددة، ولا موجهات تنظيمية ضابطة، لكل ذلك فعندما يصل التنظيم للسلطة (بأى وسيلة) يشرع مباشرة فى تنفيذ أهدافه الخاصة على حساب مصالح المواطنيين الذين يحكمهم (تجربة مصر والسودان)، لذلك يتحول التنظيم الى مجموعة أقرب لتنظيمات وعصابات المافيا أو شركات نهب الموارد بالتعاون مع شركاء خارجيين، أكثر منه حكومة وطنية تسعى لخدمة مواطنيها ومساعدتهم على تحسين ظروفهم وحياتهم.
إن كانت تجربة حكم الأخوان قد أكدت على شئ فقد أكدت على هذا الأمر بصورة واضحة (إنعدام الأجندة الوطنية). أيضاً كشفت التجربة أن الشعوب - خاصة الشعب السودانى - لم تكن منتبهة لهذا الأمر الخطير. فبمجرد وصول الأخوان للسلطة وسيطرتهم على موارد الدولة يحولونها بالكامل لخدمة أهداف تنظيمهم العالمى ضاربين عرض الحائط بمهام ومسؤليات الدولة الأساسية!
يكشف ما حدث فى مصر وتونس مدى إستفادة شعوب الربيع العربى من تجربة حكم الأخوان المسلمين للسودان، حيث إنتبهت هذه الشعوب لحقيقة إستغلالهم لموارد الشعوب وتحويلها لخدمة تنظيمهم العالمى بدلاً من توظيفها فى تطوير الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنيات التحتية للدولة، لذلك أسرعت تلك الشعوب فى مواجهتهم وتحجيمهم وإفشال خطتهم.
فى السودان لم يترك الأخوان المسلمون من أصول الدولة السودانية فى داخل السودان وخارجه شيئاً إلا باعوه وذهب عائده لصالح الشركات التى يمتلكها التنظيم حول العالم تحت واجهات وأسماء عديدة.
فى إطار الحديث الدائر عن الحوار الوطنى نتناول فى هذه المقالات ثلاثة نقاط أساسية بهدف إثراء الحوار خاصة بين المعارضين لأن الأخوان – كما أثبتت التجربة – لا يؤمنون بالحوار حتى مع بعضهم البعض دع عنك معارضيهم.
هذه النقاط الثلاثة هى:
أ) الهدف من الدولة السودانية
ب) الجيش
ج) المصداقية
نتناول فى هذا الجزء النقطة الأولى.
أ) الهدف من الدولة السودانية
لفائدة التناول هنا، سنقبل بأن للأخوان المسلمين هدفاً يسعون لتحقيقة – بجانب نهب موارد الشعوب والتسلط عليها – وهو عودة الخلافة وقيام الدولة الاسلامية بتوحيد جميع المسلمين فى أركان الأرض. على المستوى النظرى والتطبيقى نجد أن هذا الهدف يتضارب مع المفهوم الأساسى الذى تقوم علية الدولة القومية. فمفهوم الدولة القومية يقوم على المساواة بين المواطنيين كشرط أساسى وشرط صحة. أول مهام الدولة القومية هى توفير الأمن (الحماية: الجيش والأمن)، وحفظ النظام والقانون (الشرطة). يلى ذلك خدمتهم وتوفير فرص المعيشة الكريمة لهم من خلال إستغلال الموارد لمصلحتهم. دائما ما يناط بالحكومات (كسلطة تنفيذية) إتباع وتنفيذ السياسات العملية لتحقيق تلك الاهداف أو العمل والمساعدة على تحقيقها. خلافاً لذلك، عند الأخوان المسلمين يتحول هدف الدولة القومية وأداتها التنفيذية (الحكومة)– حسب زعمهم الكاذب – الى " الدعوة لله"، أو هكذا يزعمون! بالرغم من أن واقع التجربة أثبت كذبهم ونفاقهم، إلا أنهم مازالوا يتخذون من " الدعوة لله" مصوغا ينهبون به الموارد ويحولونها لمصالحهم ومصالح تنظيمهم الخاصة. تحت بند " الدعوة لله" تنهب موارد ضخمة وتهمل الخدمات الأساسية كالصحة والتعليم والبنيات التحتية. لقد شهدت تجربة السودان أنواعاً متعددة لأكل أموال الناس بالباطل تحت بند "الدعوة لله".
فنجد على سبيل المثال لا الحصر، تنظيمات مثل "الذكر والذاكرين"، " الدعوة الشاملة"، " هيئة الائمة والدعاة"، " تزكية المجتمع"، " وهيئة علماء السودان" وما إلى ذلك من عشرات الهيئات والمنظمات التى يؤسسونها لعضويتهم لتصبح مصدر لأكل الأموال دون أن يحاسبهم أحد! كل هذه هيئات هلامية تصرف عليها موارد ضخمة ولا أحد يعلم ما هو العائد منها سوى أنها واجهات متعددة لأكل أموال الناس بالباطل. وبالرغم من أن هذه الهيئات يصرف عليها من الأموال العامة (ضرائب وزكاة)، لكن لا تتم مراجعتها ولم يسمع أحد بتقارير محاسبية عنها، وكيف يتم صرف الأموال وما هى ضوابط الصرف، دع عنك الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لها. ففى نهاية المطاف كما علمنا أساتذتنا – عفا الله عنهم - فإن الجدوى الاقتصادية والاجتماعية لأى مشروع هى المعيار الأساسى لصرف المال العام فيه. والجدوى سواء كانت اقتصادية او إجتماعية لها معايير وطرق محاسبية لحسابها فى كل المشروعات حتى يعلم المواطن إن كانت ما تقوم به الحكومة شئ ذا فائدة أم أنه إهدار لماله! على العكس من ذلك، معيار الأخوان المسلمين لصرف المال العام هو " التقوى الدينية" !!! لم يتكرم الأخوان المسلمون علينا حتى اليوم بشرح الطريقة التى يمكن أن تقاس بها " التقوى"! فارتياد المساجد ووشم الجباة بعلامة الصلاة وإطلاق اللحى وغيرها، أثبتت التجربة أنها " تقية" لبلوغ المناصب ونهب المال العام، وتجنب الملاحقة القانونية. اثبتت التجربة أيضاً ان كل هذه ما هى إلا واجبات وتكاليف تنظيمية وليست عبادة خالصة لوجه الله! أكثر من ذلك أثبتت التجربة أن مثل تلك التكاليف التنظيمية هى الضامن الأكيد لحماية العضو من الجرائم الخطيرة فى حق المواطنيين كالاغتصاب والتعذيب وغيرها. فأعضاء التنظيم لهم درجات فوق المواطن كما أنهم فوق القانون!
وبما أن هدف الاخوان المسلمين ورؤيتهم للدولة يختلف عن هدف القوى السياسية الأخرى وبقية مكونات الشعب السودانى، أصبحت هنالك ضرورة ملحّة فى إطار الحديث عن حوار وطنى للإجابة على السؤال المركزى: ما هو الهدف الأساسى للدوله السودانية، أو بمعنى آخر، ما هو الهدف من أن يعيش السودانيون فى كنف دولة واحدة، ما هى أهداف هذه الدولة وما الفائدة من وجودها إبتداءً، أو ماذا يسعى السودانيون لتحقيقه من خلال العيش فى إطار دولة؟
الإجابة على هذه الاسئلة قد تبدوا بديهية للكثيرين، لكن واقع الحال وفى وجود تنظيم الاخوان المسلمين فالأمر غير ذلك تماماً. أثبتت التجربة أن لتنظيم الأخوان المسلمين والتنظيمات الأخرى من شاكلته أهدافا أخرى غير أهداف الشعب السودانى فى الحياة الحرة الكريمة. لذلك فهناك ضرورة ملحّة أن يتفق الناس و القوى السياسية على الهدف من تكوين الدولة قبل الشروع فى أى تفاصيل أخرى. ربما لم تحتاج كثير من شعوب العالم لطرح مثل هذه الاسئلة إبتداءً لأن الاجابة عليها تحصيل حاصل عندهم، غير أننا فى السودان و بعد تجربة ربع قرن من نهب مواردنا وتشتيت الطبقة المستنيره من مواطنى البلاد فى أركان الدنيا، نجد أنفسنا مضطرين لطرح هذه الاسئلة ومحاولة الاتفاق على إجابتها!
الإجابة عى هذه التساؤلات والاتفاق حولها من شأنه أن يساعد بصورة مباشرة فى وضع الدستور وإعادة تشكيل وتأسيس وبناء مؤسسات الدولة التى خربها الأخوان ودمروها.
لقد كانت تجارب الحكم السابقة فى مجملها وبالاً على الشعب السودانى وانتهت الى فساد وتدمير للذات بالحروب وتشريد السكان فى فجاج الأرض. لكل ذلك يجب أن لا تشرع اى جهة او حزب فى كتابة دستور او أى وثائق قبل الاتفاق على الهدف الاساسى من تكوين الدولة.
لقد ظلت الدولة السودانية منذ قيامها بدون هدف محدد، لا تعرف أصدقائها ولا أعدائها ليست لها إستراتيجية هادية ولا مؤسسات راسخة ولا برامج ولا خطط ولا مفاهيم للتعايش داخلها أو مع الإقليم من حولها او مع المجتمع الدولى. ولأنها بلا أستراتيجية وبلا أهداف ولا أصدقاء دائمين، فقدت ثقلها الاقليمى والقارى والدولى وأصبحت نطاقاً جغرافياً بلا قيمة إقتصادية او عسكرية او دبلوماسيه او حتى سياسية. سكانها غير منظمين، ضعيفى الانتاج، ظلوا لعقود يحتربون فى قضايا وفرت التجربة الانسانيه حلولاً كثيرة لها. ومع سيطرة الاخوان المسلمين عليها إزدادت ضغثاً على إبالة، واصبحت مسخاً لا يعرف له طعماً ولا رائحة بل نشاذاً وسط الأمم! ومع تفاقم الوضع تحت الاخوان المسلمين أصبحت الدولة منبوذة لا صليح لها تتخطفها القوى العظمى فتقضى منها وطراً ثم تتركها لحالها لا بواكى عليها. وكنتيجة حتمية لهذا الوضع إنهار ثقل الدولة فى المحيط الاقليمى والدولى وتآكلت مقومات التعايش بين مواطنيها ودخلت الكثير من المجموعات السكانيه فى حروب مع حكومة الاخوان وأصبح الجيش الرسمى هو العدو الاول لكثير من المجتمعات داخلها.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
نورالهادى- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 4904
نقاط : 41053
تاريخ التسجيل : 11/05/2010
مواضيع مماثلة
» عسكورى :حكومة الاخوان: حوار الفرصة الأخيرة (3-3)
» خواطر من إجازتي الأخيرة بالسودان
» تفاصيل القبض على (محمد بديع) مرشد الاخوان الذى (ابدع) فى تحطيم الجماعة
» بيان من الاخوان المسلمون حول الانفصال
» بين الشاعر الأبنودى و الاخوان وعبد الناصر
» خواطر من إجازتي الأخيرة بالسودان
» تفاصيل القبض على (محمد بديع) مرشد الاخوان الذى (ابدع) فى تحطيم الجماعة
» بيان من الاخوان المسلمون حول الانفصال
» بين الشاعر الأبنودى و الاخوان وعبد الناصر
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى