سلطة اقليمية للجميع -لم لا؟

الطريق الثالث –بكري المدني
سلطة اقليمية للجميع- لم لا؟!!
في نيالا البحير - كما يحلو لأهلها تسميتها- دشنت السلطة الإقليمية لدارفور برئاسة الدكتور السيسي قبل ايام معدودات مجلسها التشريعي بتشريف السيد النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ على عثمان طه وحضور والى ولاية جنوب دارفور الأستاذ حماد اسماعيل والسلطة الإقليمية لدارفور هي سلطة كاملة البيان –على الأقل على الورق –ان كان بنيانها غير مكتمل على الأرض وهي سلطة كاملة بوزاراتها ومجلسها التشريعي وهذا الوضع يجعل من علاقة اقليم دارفور بالمركز علاقة كونفدرالية ولا يتميز الأخير عن الأولى الا برئاسة الجمهورية ووزارتي الدفاع والخارجية –صحيح ان الوضع ليس كذلك على الأرض وان ولايات دارفور التى يقودها ولاة يتبعون للحزب الحاكم يطغون بسلطتهم الولائية المنتخبة بإختيار المركز على السلطة الإقليمية ولكن هذا لا يغير من حقيقة الوضع شيئا او ما يجب ان يكون عليه
* ان الوضع الحالي في دارفور - في تقديري- هو اكثر ما يناسبها ويناسب الخرطوم وما ينقصه فقط هو تفعيل كامل للسلطة الإقليمية وهو مع ذلك وضع لا يناسب دارفور وحدها بل هو الأنسب لبقية اقاليم السودان الأخرى والتى يجب ان يفصل في علاقتها بالمركز من خلال سلطة اقليمية كاملة الوزارات ومكتملة البيان والبنيان حتى لا يجمع بينها وبين الخرطوم الا رئاسة الجمهورية ووزارتي الدفاع والخارجية فقط وفيما عدا ذلك فلكل سلطة السلطة الكاملة على اقليمها تشريعا وتنفيذا فيكون هناك سلطة اقليمية للشمال النيلي واخرى للشرق وثالثة للوسط ورابعة لكردفان الكبرى وخامسة للنيل الأزرق –في اقليم تاني؟!!
*ان كانت دارفور قد نالت سبق وحق امتياز العلاقة الكونفدرالية مع الخرطوم بسبب ( تمرد) بعض ابنائها فمن الأولى ان يعطى المركز بقية الأقاليم في السودان هذا الحق عرفانا وهم الذين لم ولن يرفعوا السلاح من اجل حق واضح كالشمس في رائعة النهار والكل يعلم مركزا واقاليما وقيادات ان النظام الكونفدرالي هو الأنسب مطلقا للسودان وهو النقيض التام للتسلط المركزي
* قد يقول قائل ان النظام الكونفدرالي –بهذا الشكل – لن يحل اشكال السودان والمتمثل من قديم في حقيقة واحدة وواضحة وهي من يحكم السودان ؟اي الرجل الأول ونقول ان رئاسة الجمهورية في النظام الكونفدرالي ستكون اقرب للشرفية منها للرئاسة الفعلية ومهامها يجب ان تنحصر في متابعة ملفي الخارجية والدفاع ومع ذلك فلتكن دورية بين الأقاليم بمعنى ان يأتى رئيس السودان كل دورة من اقليم بعينه وعلى ان يختار اي اقليم ما يناسبه من اشكال الحكم –عدا الإنقلابات العسكرية طبعا –وفيما عدا ذلك يمكن لأي اقليم ان يختار النظام الذى يريد اما من ناحية التشريع فليحكم ايضا كل بما يناسبه ومايريده شريعة كانت او حقيقة او حتى طريقة !–المهم دعوا الناس احرارا وقد ولدتهم امهاتهم كذلك !
*على غير ما يتوقع البعض فإن الكونفدرالية وان كانت هي (شعرة معاوية)الا انها الضمان الوحيد لبقاء السودان موحدا في المستقبل البعيد فالناس سوف ترضى بعلاقات تقوم على التساوي والتراضى ولكنها لن ترضى بغير ذلك حتى وان كان مجرد احساس ما له من اساس !
*ومن بعد ومن بعيد يمكن لأهل السودان النظر في علاقة كونفدرالية اقتصادية تجمعهم مع من يشبهونهم وهؤلاء يمتدون من ارتريا شرقا وحتى مالي وتشاد غربا واكيد جنوب السودان جنوبا
على الطريق الثالث
كونفدرالية عديلة اذا ولا فدرالية مجهجهة ثم ما الذى تخسره الخرطوم من بعد غير الأعباء الزائدة والأحساس الواهم بالوصاية على الآخرين وهو احساس وان احس حامله بالمسؤولية تجاه الآخرين الا انه يعبر –في الآخر عن مرض فأنت لا تفرض نفسك وصيا على الناس و(قد) ولدتهم امهاتهم احرارا !