اعتصام المناصير - اني ارى شجرا يسير!

الطريق الثالث – بكري المدني
اعتصام المناصير – اني ارى شجرا يسير!
لطالما نبهنا الي خطورة ملف المناصير وما ينطوي عليه من مخاطر علي الوطن وعليهم حد سواء ولكننا كنا ولسنوات كمن نؤذن في مالطا والبعض يحس ويؤكد ويصدق ان كل شئ هادئ في الميدان الشمالي !وامس نفذ المئات من المناصير – ولا يزالون حتي كتابة هذه الأسطر – اعتصامهم امام مبنى امانة الحكومة بعاصمة ولاية نهر النيل الدامر والأخطر في ذلك – وهذا ما حذرنا منه –مراراوتكرارا- ليلا ونهارا - من ان اهمال هذا الملف وعدم انصاف المناصير الذين تأثروا بقيام سد مروي وفقا للإتفاق الموقع بينهم واطراف عديدة من الحكومة وحزبها الحاكم وحسب قرارات السيد رئيس الجمهورية المشير عمر البشير والذي قضي فيما هو قاضي بصرف تعويضات المتأثرين عاجلا وليس آجلا وتوافق مع المناصير علي قيام الخيار المحلي والخدمات فيه كخيار بديل للأغلبية التي اختارته ولكن لا احد انصف المتأثرين ولا احد استمع لكلام السيد الرئيس بدءا من ادارة سد مروي وانتهاء بحكومة ولاية نهرالنيل مرورا بكل الذين ادخلوا او تدخلوا في هذا الملف امثال البروف ابراهيم احمد عمر وشيخ الزبير احمد حسن وغيرهما كثر ولكن المجال يضيق!
اذكر انني كمراقب غير محايد لهذه القضية وافتخر واعتز بالإنحياز الواضح للمتأثرين ان السؤال المتكرر لمرشح المؤتمر الوطني وقتها الفريق الهادي عبدالله كان عن قضية المناصير والرجل – لا فض فوه – كان يرد علي دائما بالقول ان ثمة خارطة طريق سوف يضعها لحل مشكلة المناصير حال فوزه بمنصب الوالي ولما فاز لا رأينا منه خريطة ولا طريقة ولقد لجأ للتخدير كعادة السابقين في المركز والولاية وان استثنينا منهم الدكتور غلام الدين عثمان والبروف احمد مجذوب واللذين بذلا مجهودات مقدرة في هذا الملف ولكن المركز هزمهما معا بالضربة القاضية واخرجهما من الملعب نهاية!وكنا نتطلع والفريق الهادي عبدالله كوالي منتخب ان يأخذ ملف المناصير بقوة مستندا علي الشرعية الإنتخابية ومطمئنا الي مواطنيه ولكن الرجل ابى الا ان يتلكأ ويسوف المواضيع ويمارس الركض الي الأمام !ولكن الي اين؟!وهاهم المناصير يحيطون اليوم بمبنى حكومته احاطة الثوار بالمعصم – ولافكاك – فإما الحل اواستمرار الإعتصام والأخير هذا فيه قول كثير!!
اما اخطر ما حذرنا منه السلطات ومن سنين خلت هو ان يتطور خطاب المناصير من لغة مهادنة الي اخري مخاشنة و موقفهم مهادن ومسالم الي موقف متحدي ومعارض وهذا ما يحدث اليوم حرف بحرف اذ خاطب الأستاذ احمد عبدالفتاح جموع المعتصمين بلغة مختلفة فقد اشترط بإسمهم اما الحل او ذهاب النظام !– وهي لعمري لغة مختلفة وجديدة علي قاموس قضيتهم ولقد مضى عبدالفتاح في قراءة لمآلات تطور الأحداث لدرجة القول بأن المتأثرين علي استعداد لنقل تجربتي مصر وسوريا للسودان!وأكد ان ثمة صفحة جديدة قد فتحت في هذه القضية وان لا فك للإعتصام الا بحل القضية واحمد بذلك يضع السلطات هناك وفي المركز امام امران لا ثالث لهما فإما حل القضية وبما يرضي المناصير او قبولها استمرارهم في الإعتصام واستعدادهم كذلك لما قد ترى انه امر وحل ثالث وذلك بمواجهتهم عسفا!وان كان هذا حديث احمد والذي طالما اتسم بالهدوء والتهدئة فإن خطاب الطيب محمد الطيب رئيس اتحاد المتضريين واحد قيادات المناصير كان اكثر حدة اذ نادى الرجل صراحة بإلغاء الإتفاق القديم بين الحكومة والمناصير ونادى بإتفاق جديد ينص علي منح المتأثرين نسبة 2%من عائدات انتاج سد مروي وعمليات التعدين في منطقة المناصير اضافة للتعويض بمبلغ 50الف جنيه (بالجديد) لكل اسرة مع التعويض الأدبي للمناصير ونادي الطيب الي ذلك بضرورة التفاوض مع الحكومة والغاء كل القوانين القديمة التي تتعلق بقيام سد مروي وحذر رئيس اتحاد المتضريين –حتي لجنة المناصيرنفسها - من التهاون في قضية المتأثرين ونذكر اننا ايضا كنا قد حذرنا من ان اهمال القضية سوف يدفع بتسيسها وهذا ما حدث ايضا بالضبط فكل القوى السياسية التقطت القفاز في آن واحد واشتعلت مواقع النت والمجالس بالبيانات السياسية المتضامنة مع المعتصمين!فما الذي تبقي وقد بح الصوت وجف المداد ولم نذكره او نحذر منه ؟!حتي المواجهة التي حذرنا منها باتت اليوم وشيكة وما لم تتنبه السلطات في الدامر والخرطوم لضرورة حل القضية فأنها واقعة كالواقعة لا يكاد لا يراها الا من يعيش علي وهم ان كل شئ هادي في الميدان الشمالي وان كل شئ يسير علي ما يرام ما دام الماء يجري من بين بوابات السد والتيار يسري في الإسلاك ويغذي عموم شبكة السودان!
ولابد لي ان اشير ولقد التقيت بالسيد الي نهر النيل في منزله آخر يوم في عطلة العيد الأخير وكان موضوع المناصير اس واساس النقاش مع سعادة الفريق ان الرجل قطع لي بأن المناصير اخذوا ما نسبته 70%من حقوقهم وان السبب في تأخير قيام الخيار المحلي صراع بعض القيادات بينهم علي الزعامة!ومع اني اعرف ان نسبة ال70%التي ذكرها هي فقط من قيمة تعويضات النخيل وان ما ناله المناصير من عام التعويضات لا يصل الي ما نسبته ال15% ومع اني اعلم ان لاخلاف بين قيادات المناصير علي الزعامة الا اني اسأل ومن حق كل مراقب ان يسأل ان كان الحال كما ذكر والي نهر النيل ماهي قضية هولاء الذين يحيطون بمبني حكومته اليوم والتي ان عطس موظف داخلها بصوت عالي تكاد تسقط من تلقاء نفسها علي يدهم وفيه فطانة!
علي الطريق الثالث
لابد لي – وقد يطول الإعتصام – ان اشيد بوقفة اهل مدينة الدامر وقياداتهم مع المعتصمين فقد اغرقوهم بالكرم الخرافي ولا يزالون وليس لدي اكثر من القول بفخر – من وسط الدارة واتحزم – ولكل الدنيا واتنبر – ديل وديك اهلي !

الاخ بكرى المدنى لك التحية وانت اكبر المناضلين بقلمك

الذى لم يتاخر عن قضيتنا ساعة واحدة

والشكر لاهلنا بالدامر الذين استقبلوا اهلنا واكرموهم احسن التكريم

حياك الله أخى بكرى المدنى ...لا فض فوك ولا جف يراع قلمك ...مرحبا ً بك أخى فى منتداك ووسط أهلك والدار دارك ونتطلع للمزيد من تقاريرك الصحفية الرائعة _

لك تحياتى وتقبل مرورى ،،،

يا المجذوب مدد !ويا النفر مر مرور القائمين ابدا وليس العابرين احيانا!

لك التحية والإحترام أخى بكرى المدنى فكما عهدناك دوما تناصر الحق وينبرى فى ذلك قلمك فى زمن سكوت الاعلام الموجه والمطبل ..ا

الاف التحايا لك اخي الاستاذ بكري المدني

الاخ بكري لك التحية عرضك للحالة بطريقة مرتبة ومتصلة يدل علي فهمك العميق للمسألة لاني الحظ كثير من الناس عاجزين عن تبسيط المشكلة وطرحها للاخرين طرح منطقي مقنع واحيانا فية كثير من الهرجلة