الحضري.. قصة سقوط أفضل حارس فى أفريقيا

الحضري.. قصة سقوط أفضل حارس فى أفريقيا
الأزمة بدأت من غانا,.. جوزيه السبب.. وأزمة في الزمالك أنقذتها المحكمة اعداد : سالم سعيد

لا يختلف اثنان على أن حارس المرمى المصري عصام الحضري من أميز من أنجبتهم الملاعب المصرية على مدار تأريخها، فقد تألق عندما كان يلعب للنادي الأهلي وحصل معه على العديد من البطولات سواء المحلية أو القارية وكذلك العالمية متمثلة في كأس العالم للأندية، كما تألق الحضري مع المنتخب المصري طوال الخمسة عشر عاماً الماضية، حيث حصل مع المنتخب على أربع بطولات لكأس الأمم الأفريقية (1998-2006-2008-2010) وكان سداً منيعاً وقف حاجزاً أمام عمالقة القارة السمراء وحرمهم كثيراً من التسجيل في مرمى المنتخب المصري خاصة في بطولة 2006 عندما كان صامويل إيتو ودروجبا في أوج تألقهما وكذلك في غانا 2008.
بداية القصة
بعد العودة من غانا حمل الحضري على الأعناق بسبب تألقه ودوره الفعال في التتويج باللقب، وبعد انتهاء الاحتفالات عاد ليشارك فريقه الأهلي في المسابقة المحلية وكانت تنتظر فريقه تحديات كبيرة في المسابقة الأفريقية" دوري الأبطال الأفريقي" ، لكن وبدون مقدمات اتخذ الحضري القرار الأصعب في حياته وهو الهروب إلى سويسرا بحجة الاحتراف في نادي سيون ، وترك فريقه في وسط الموسم وفي أصعب الظروف .
الهدف من الهروب
الهدف من هروب الحضري لم يكن من أجل الاحتراف بقدر ما كان انتقاماً من الأهلي بحجة المعاملة السيئة التي كان يلقاها داخل النادي وخاصة من جانب المدرب مانويل جوزيه، وما الشكوى التي تقدم بها الحارس إلى الفيفا والمؤلفة من (27) صفحة ضد النادي الأهلي إلا خير دليل على نوايا هذا الحارس.
جوزيه السبب
وتخيل الحارس الهمام أن الأهلي سيخسر الكثير بعد رحيله ولا يستطيع اللعب بدونه ، ونسي أن الأهلي هو الذي صنعه وأن مانويل جوزيه بالذات هو الذي عرف كيف يتعامل معه ويخرج كل إمكانياته، لأنه كان يعرف نفسيته وأنه لا يتألق ويبدع إلا عندما يوضع تحت ضغط ، ونتذكر أنه عندما تعاقد الأهلي مع نادر السيد - الحارس الأول في مصر في تلك الفترة- ظهر الحضري في قمة التألق ولم يعط أي فرصة لنادر السيد أو أميرعبد الحميد لكي يأخذ أي منهما مكانه ولو حتى بالتناوب، ونتذكر أيضا عندما سحب منه جوزيه شارة الكابتن تألق الحضري وأبدع لكي يرضى عنه المدرب ويعيد له الشارة مرة أخرى ، لكن جوزيه تعمد وضعه المستمر تحت الضغط لكي يظل يكافح ويحارب من أجل الاستمرار في التألق .
لم يتعظ من ابراهيم سعيد
وسارت قافلة الأهلي واستمرت في حصد البطولات وظهر أكثر من حارس في الأهلي وإن تأثر الفريق بغيابه بسبب فارق الخبرة الذي يتفوق به الحضري من دون شك عن بقية الحراس الذين تناوبوا على حماية عرين الأهلي بعد رحيله .
وأهم ما نسيه الحارس أو تناساه أن إدارة الأهلي كانت مستعدة للتضحية بجميع البطولات ولا تقبل أن يلوي ذراعها أي لاعب مهما كانت إمكانياته وقدراته وخير مثال تجربة إبراهيم سعيد الذي كان من أبرز المدافعين وارتكب الخطأ نفسه وتمرد على النعمة التي وهبها له رب العالمين وكيف هو الآن.
العودة الى مصر
وعندما فشلت خطة الحارس عاد إلي مصر وكان لابد أن يلعب لناد ذات جماهيرية تحميه والتحق بالإسماعيلي وتفاءلت جماهير الدراويش خيراً بوجود أفضل حارس في أفريقيا في فريقها، لكن ذلك لم يرض طموحات اللاعب فالأجواء غير الأجواء، فقد تعود مع الأهلي على رفع الكؤوس وسماع هدير أكثر من سبعين ألف حنجرة تهتف بعد كل بطولة ( ارقص يا حضري) فيعتلي عارضة أحد المرميين ويلبي طلب الجماهير ويتفاعل معها .
استجداء الاهلى
هنا خطرت ببال الحارس العملاق فكرة جهنمية أخرى وهي اللعب على وتر العاطفة مع جماهير الأهلي فهداه عقله الرزين وعقول بعض محبيه إلى الظهور على الشاشة وإظهار الندم والاعتراف بالخطيئة في حق النادي الأهلي وأبدى استعداده للعودة إلى بيته واللعب من دون أي مقابل وتكلمت دموعه أكثر من لسانه، وكانت هذه الغلطة أكبر من سابقاتها .. فلا الأهلي سيقبله ولا الجماهير ستنسى فعلته الشنعاء ، بل وخسر جماهير الإسماعيلي التي لفظت الحارس ، وتصادف ذلك مع حكم المحكمة الرياضية بإيقاف الحضري وتغريمه 900 ألف دولار .
الهروب الى الزمالك
هنا فقد الحارس اتزانه وأغلقت أمامه كل الطرق، لكن بما هو معروف عنه بحب التحدي والإصرار غير العادي فقد اهتدى إلى الطريق الذي سيحميه من جماهير الأهلي والإسماعيلي ، ووجد ضالته عند رفقاء الدرب الذين يستمتعون بفعل أي شيء "يعكنن" على القلعة الحمراء، وفي لمح البصر وجدنا الحضري داخل البيت الأبيض يدافع عن ألوان فريق الزمالك بصحبة التوأمين، وذلك بالرغم من تألق الحارس المخلص عبدالواحد السيد مع فريقه.
جدل انضمام الحضري
وانقسمت الجماهير البيضاء بين مؤيد ومعارض لانضمام الحضري ومتعاطف مع عبدالواحد ، وهنا كثر الجدل وبدأت المشاكل تظهر بين الحارسين فكلاهما متمسك بأنه الحارس الأول ، وقبل أن تشتعل الأجواء أكثر جاء الإنقاذ من المحكمة الفيدرالية بتأييد حكم المحكمة الرياضية بإيقاف الحضري وتغريمه مادياً عقاباً له على ما فعله مع الأهلي.
تبرأ منه الجميع
هنا تبرأ منه التوأمان والزمالك والإسماعيلي وسيون وحرس الحدود .. وبدلا ًمن أن يظل الحارس على القمة خانته ثقافته وبيده لا بيد عمرو هبط إلى الهاوية.. وبذلك يكون الحضري قد حرم من سماع النداء المحبب إلى قلبه وهو ( ارقص يا حضري) وإن كانت البدائل عند الجماهير كثيرة!.