في ذمه الله والد الفكي والعقيد سامي

توفي  والد الفكي والعقيد سامي  له الرحمه ونسال الله له الرحمه  وتعازينا  لسامي وللفكي  بليبيا

يشهد الله انني ومنذ مدة أود أن أكتب شيئا عن والد أخينا الفكي وصديقي سامي ولكن  الكلمات كانت تتمنع وتجفل كما صيد البرية--لم أستطع نثرا ولا شعرا -حتي كلمات العزاء البسيطة التي درج عليها كل الناس لم يفلح إصطيادها --عزيت ذلك لعدم معرفتي اللصيقة بوالدهم رحمه الله ولكن سرعان ماعدلت عن هذا الرأي ---فقد إنتابتني هذه الحالة عند وفاة عمي محمد الحسن وخالي محمد حجازي ---كنت لصيقا وملتصقا بهم --كنت أحبهم حد العشق والوله --صلي عمي صلاة المغرب والشاي أمامه --تركته زوجته وأبناؤه لتفقد الأبقار والأغنام --حضروا فوجدوه قد لبى نداء ربه وباقي الشاي لم يفقد حرارته---خالي ذهب إلي المستشفي برجليه--كان يضحك ويمزح --عمل بعض الفحوصات ونصحه الطبيب أن ينتظر ضحي الغد لينقل له دما بعد أن تتكشف نتيجة الفحوصات--ذهب أبناؤه إلي منزلهم إلا واحدا--توضأ خالي وصلي ركعتين في ثلث الليل الأخير ثم ركل الدنيا برجليه ونتائج الفحوصات لم تظهر بعد --لا أخذ دماً ولم ينتظر الصبح ---رحلوا علي عجل ---
   الآن والكلمات تزدحم علي قلبي لعل الفكي يعذرني --لعل صديقي سامي يتفهمني--لا أود أن أستدعي الحزن --لكني أود أن اغتسل من الحزن بالمداد ثم اتجفف بالورق --
   رجل ملأه الإيمان حتي فاض --نظر إلي الأرض في خشوع --تحسسها --زرعها ورعاها --لم يسأل نفسه ولم يشك في قدرة ربه --الزرع حتما سينمو ---زرع أخضر يعجب الزراع --حصاده في حينه --لاتصيبه آفات الأرض والسماء ---كان عندما يتسرب إلي نفسه التعب يرفع رأسه إلي السماء --يمسح العرق ويدعو رب العباد--كلامه نجوي وسره تقوي---أكل الطير في السماء والهوام والحيوان في الأرض --عمل كله لله وفي الله --حلال مابعده حلال --والذرية تأكل الحلال وترضع التقوي والإيمان ---لم يجأر بالشكوي ولم يشتكي منه إنسان ---أي إنسان أنت عمنا أبو سامي 
  تسلل الداء إلي عمنا أبو سامي خجلا فيمم شطر الخرطوم --وليس كل الداء شرا--دعاء مخلص من خلص ينهال --والدعاء اليقين لايضيع في الهواء --هكذا علمنا ديننا الحنيف ---كان الداء سببا أن يكون عمنا أبو سامي في أحضان سامي --لعل الله أراد أن يريه أن زرعه قد استوي --ألم يري إبنه والنياشين تتلالأ علي كتفيه والكل طوع بنانه جيئة وذهابا --ألم يهاتفه الباشمهندس وجرس الهاتف يئن من الرنين --ألم تزره الخلوق أجمعين ---الم تعطه الدنيا فرصة ليقول قولته الأخيرة --ألم يثبت جلدا وصبرا إحتسابا عند من لايضيع عنده الإحتساب --الم يكن هذه علي ميزان الحسنات يسير --الم يطبع في نفس محبيه سيرة عطرة كافية تحتذي حذو النعل بالنعل -- 
     رحل عمنا ابو سامي إلي كريمٍٍ كرمه غير محدود 
     رحل وقد أدي رسالته كاملة غير منقوصة  
     رحل بعد أن إطمأن علي كل شئ 
     نقول رحل ولا نقول مات 
     فما مات من خلف مثل الفكي ---سامي والرشيد 
     مامات من ترك من يدعو له بظهر الغيب --ذرية يسكنها الصلاح ---عملا غير منقطع  
     ما مات من ترك سيرة كاملة عطرة يتبعها صالح القوم النعل حذو النعل ثم يدعون له شاكرين 
     ما مات من علم الناس الكفاح والعمل الدؤوب --رزقا حلالا طيبا مباركا فيه 
الا رحم الله عمنا أبو سامي رحمة واسعة واسكنه الفردوس الأعلي مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا 
اللهم إنه تركنا ورحل إليك اللهم تقبله القبول الحسن وانزله منزلا مباركا يكريم ياغفار 
 وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

نسأل الله أن يغفر الله له ويرحمه كان رجلا يحب العمل تجده يعمل في صمت وكما قال دكتور حسن لم يشتكي منه احدا ربى أولاده بعرق الجبين وخلف من بعده رجال ونساء من خيرة الشباب قطعا سيبروه ويدعوا له بالمغفرة والرحمة.

نسال الله له المغفرة والرحمة وجنات عرضها السموات والارض  وان يجعل البركة فى ذريته ويلهمهم الصبر الجميل .... انا لله وانا اليه راجعون

نسأل الله له الرحمة والمغفرة والقبول الحسن.