رؤية من وراء الأحداث لقضية المناصير
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
رؤية من وراء الأحداث لقضية المناصير
كان لابد أن يحصل حراكاً في المجتمع المنصوري،إرادة الله شاءت ذلك
معروف في التوحيد أن الله يريد شيئاً في كونه، ولكن لايرضاه، هذه من دقايق التوحيد، ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ثم لايدخل في ملكه إلا ما يريده هو جلت قدرته، والكون كلو هو ملك الله سبحانه وتعالي، هل أنت الفرد العادي يمكن أن تسمح لشخص، أن يبيت في بيتك بدون ما ترضاه، أو تضمن سلوكه! قطعاً لا.. لذلك صور الأشياء من الناس البي نشوفا تحرك الأفعال وتعمل الأعمال، هي ليست عبثاً.. بالرغم من الظلم الذي حصل هنا وهناك للمناصير، لكن في النهاية هنالك يد خفيه في خج ترعة المناصير وأرض المناصير هذه، ليه! عشان البقى فيها ورضى أن يكون فيها بي حالتا دي! تسلط عليه الأضواء وتكون عندو قضية يراها الناس، ، وتلفت الأنظار في بلد كلو قضايا الآن مفتوحة، ما كان الناس بي تلتفت للمناصير والمجتمع ساكن زمان. لأن مثله كثير، أقاليم كثيرة في السودان، مثلنا وأكعب منا.. عشان كدا من وراء الأفعال من حكمة الله جاء الخزان عشان يحرك هذه البؤرة الراكضة، وتدخل العصرنة الحديثة وتقدم لها الخدمات، حتى الناس الهاجروا صاروا في دائرة الضوء.. بجي أوضح ماهي دائرة الضوء التى أعنيها..
أولاً أن الله سبحانه وتعالي ما بيكافيء أو يعذب في الآخرة فقط.. ما يبدأ عمله هنا يكون تمامه في الآخرة.. لأن هذا الكون عالم الدنيا لم يخلق للمحاسبة النهائية، ولكن لابد من نعيم يجري فيه وعذاب يجري فيه بصور متفاوتة.. مكافأة’ على العمل (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾ ) يعني عالم الدنيا هذا الضيق لايسع ما يريده رب القدرة من النعيم لعباده الذين عرفوا واجبه.. ولايسع ولايستحمل أهوال العذاب لما صنعه للذين يجحدون نعمته ويكفرون به.. لذلك خلق عالم آخر سماه الأخرى.. للجزاء الأوفى وهو ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.. وخلق عالم الدنيا كأنك جالس على درج فصل تمتحن في ورقة امتحان.. وعليك تسليمها بعد ضرب الجرس.. كما الطالب الممتحن.. وهي أعمالك التى تجري منك في عالم الدنيا..
مكافأة:-
لذلك إن الله سبحانه وتعالي قد يجزي عباده المحسنين في الدنيا قبل الآخرة.. أليس هو الذي يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه!) يبقى موش ننتظر الأجر على العمل بعدين.. نعم تمامه هنالك.. ولكن بدايته هنا.. لذلك المجتمع المنصوري ، مجتمع كانت فيه قيم سمحة، قل أن تتوفر في مجتمع تاني من التماسك والتوادد والتراحم والتكاتف والتعاضد والمودة وإكرام الضيف.. وشكر النعمة والاجتهاد في سبيل الرزق في أرض ضيقة.. ومصادر رزق شحيحة.. عدد الخلاوي التى تكاد تكون في كل قرية تطعم الضيف مجاناً من رزق هم يكادوا يكدحون يومهم كلو.. عشان يطلعوا قمح أو ذره أو بلح.. ويكرمون به الضيف بكل طيب خاطر.. فلحوا الأرض الضيقة وكسروا الحجار وساقوها وزرعوا عليها النخيل. عاشو بالبسيط.. يكاد يكون الصحن الواحد والقدح الواحد.. تزوجوا بالبسيط وماتوا على البسيط.. هؤلاء هم شهداء الرزق الحلال ومافي أبرك من الرزق الحلال.. قال صلى الله عليه وسلم.. من أكل الحلال أربعين يوماً، لو أراد أن يعصى الله لم يعصه، ومن أكل الحرام أربعين يوماً ، لو اراد أن يطع الله لم يطعه.. وقال عليه السلام .. من أكل الحلال جرت الحكمة على فمه..
لذلك هؤلاء الناس في المناصير شاءت إرادة المولى أن يكون في هذا المجتمع حراك.. يراه السادة المسؤولين.. بعدين يخجلوا من أن لايقدموا شئ حتى وإن قل.. لابد أن يكتمل يوما ما.. برضو هذا الإغراق، نحن لسنا بملائكة.. وعندنا أخطاء في المجتمع أراد الله لها أن تغسل في الدنيا، قبل أن نعذب عليها في الاخرة رحمة بنا ومحبة لنا.. هذه المياه الغامرة الهادرة ، نسأل الله أن تكون قد غسلتنا وغمرت خطايانا، ونذهب لآخرتنا مغسولين من خطايانا.. وهي رأفة بنا ومحبة بنا وغيره علينا.. لأننا كنا مجتمعاً متماسكاً حد التماسك..
ثم ماذا:-
الحياة التى عاشها أسلافنا أبدعوا فيها وأحسنوها.. كانت متعبة قاسية، ولكن بفضل الله عليهم كان بيشوفوها حلوة وجميلة، وأعطاهم من قوة الأجسام أن يستحملوها، ولكن بفضل الله.. لابد أن يخرج الجيل الجديد منها بحياة أسهل.. ولو كانت المنطقة راكدة كما السابق، لعجز الجيل الجديد عن تكوين حياة فيها على شاكلة المجتمع القديم.. وكان لابد أن نشارك الأجيال المتمدنة الأخرى حياتهم الجديدة في المدن والقرى الكبيرة في سوداننا الحبيب.. لأن العولمة قد جعلت الحياة كلها مفتوحة على بعض.. وأصبح الجيل الجديد يطالب بحياة أرحب كما أقرانه في بقاع السودان المتمدنة.. لذلك جاءت هذه القضية لتسلط الأضواء علينا، وهي بي خيرها وبي شرها.. لكن عندي أن القصد منها هو الحراك.. الحراك في المجتمع المنصوري ، والحراك في المسؤولين على ظلمهم لنا في بعض الجوانب..
يعني هسه الجيل الجديد دا! يقدر يقرع ليهو موية وعيش صيف في بار.؟. والله يقدر سوق ليهو حمير نوريق اليوم كلو..؟ والله يقدر يشيل ليهو عربية طين..؟ والله يقدر يقلع ليهو ( كَر غنم) فيهو ( كَـفـّـان) ؟عشان يشيلو بي رحل يشتتوا في القمح.. والله ممكن يحرس ليهو طير النهار كلو..؟ والله ينقح ليهو بوغة... والله يدق ليهو سبلوق.. والله يشدد ليهو قصب فوق حمار..؟والله البنات ذاتن الإتعلمن الآن، يقدرن يردن موية بالصفيح من البحر..؟ والله يقدرن يعوسن كرة باشي كلها..؟ والله يقدرن يطبخن بالجريد والشـّعـال..؟ والله تقدر تطلع ليها في راس تمرة تجيب جريد يابس..؟
الكل عايز موبايل أحدث موديل، وما فايق من الواتساب والأنترنيت والفيس بوك.. وغيرها من وسائل التواصل.. حتى البنية الجسدية ذاتها تغيرت في هيكل الجيل الجديد الناشئ.. حتى كان عايزين يشتغلوا مثل أسلافهم ما راح يقدروا، فلتكن الهمّة قائمة ولكن الجسد جسد اليوم يخذلها .. لذلك نشأت الحياة الجديدة في المحلي وفي أماكن التهجير.. عندنا قضية عادلة وتضحية من أجل السودان الكبير، لكن من وراء ذلك عشان تتسلط الأضواء علينا، عشان تقدم لنا خدمات.. عشان تجي خدمات بالمجان برضو بني الإنسان العادي ما عندو فيها تدخل كبير.. تطلع البحيرة وتنزل.. الناس بدل تحفر بوغة . بس تشيل كوريتك الفيها التيراب وتشتت حب الجرم وحب المريق وحب البطيخ وحب الشمام. في الشقوق. السمك على قفا من يشيل.. القش على قفا من يشيل.. الخيران والوديان طلعت فتحت مناطق زراعية جديدة.. ولسه في مجال للابتكارات والصناعة والصيد ووسائل العيش الأخرى.. الزلط يربط البلد بمناطق المستشفيات.. الحركة النيلية صارت ساهلة مافي شلالات.. المرضان الجاتو زايدة دودية زمان كان لغاية ما يصل المستشفى يموت.. والمرأة المتعسرة في الولادة كانت لغاية ما تصل المستشفى تموت.. هسي دي بقينا قريباً من مركز الضوء.. نتعالج كما يتعالج الناس في المدينة.. ونعيش كما يعيش الناس في المدينة.. بدل ما تطبخ النساء بالحطب وتفتش الواقوود في راس التمر من الجريد الناشف! صارت الطباخة بالغاز .. طرق المواصلات والردميات سهلت الحركة صرنا نطبخ بالغاز ودخلت المكيفات والثلاجات في البلد بكثرة.. بعد أن كنا نشوفا بدعة.. ودخل التلج في المنطقة.. ودخلت وسائل الاتصالات والنت.. ولسه قضيتنا مفتوحة تجيب لنا الكثير، إذا ضممنا أيادينا لى بعض.. لأنو بؤرة القبيلة زي الشرف.. لابد أن يكون في ناس يبقوا يكونوا بؤرة القبيلة.. عشان لما تقول أنا منصوري، تقولا ورافع راسك لى فوق موش مدنقر.. لأنو لو هاجروا كلهم.. كان أقرب شافع من غيرنا ممكن يقول ليك.. تتنبر ساكت منصوري، منصوري أرضك وينا! عايش في أرض الناس.. كدا بملء فيك.. ممكن تقول عندي بحر وعندي عتمور وعندي أرض وعندي حدود القبائل التانية ما تعتدي عليها.. يعني بالفبركة التى حصلت.. تنظم المجتمع المنصوري في المحلي شيئاً ما .. وخرج الى بؤرة الضوء رغم الجراح.. لأنو التسديد في المنطقة قائم على قدم وساق بحسب الحمية المنصورية والطبيعة الحارة لإنسان هذه المنطقة.. والمحنّة زادت عشان يكون لنا وطن رغم الغمر والأغراق. شوف مناصير المدن تضافروا مع القضية كيف؟ شوف مناصير كسلا مثلا والقاش عامة.. شوف حتى مناصير الغرب الهاجروا زمان! برضو حرقتهم الحكاية إنو بؤرة قبيلتهم اتهبشت.. صارت الحكاية مثل الشرف.. أراضينا الباقية من بحرها وعتمورها كثيرة.. ممكن تشيل المناصير وأحفادهم حتى قيام الساعة.. لذلك الإصرار على خلق حياة في بؤرة القبيلة هذا شئ مهم للغاية.. بعد ما كنا مجتمع متقوقع مقفول.. خدماته محدودة.. هذه الخدمات المحدودة زمان قولا واحد ما كانت ستنفعنا في المرحلة الجديدة، لابد أن نخرج بثوب جديد في المرحلة الجديدة يتواءم مع التطور الطبيعي، لذلك ربنا ساق لنا هذا الحدث المؤلم في ظاهره، عشان تحصل هزّة كبيرة من خلالها تحصل فتحة في جدار الصمت من خلاله، نعيش حياة مختلفة عن أسلافنا وألين وأجمل.( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) بفضل ما قدمه أسلافنا من تجويد في أدائهم.. ما كان للمجتمع القديم أن يبقى في حاله قولاً واحداً ولا كان حد شايفنا من المسؤولين مالم تكن لنا قضية.. أهو جيراننا حولينا لسه يرزحوا في خدمات القرى البدائية، وإن نحن في بداية الطريق .. لكن قولاً واحدا سوف نكون أحسن منهم في القريب العاجل. لأننا ضحينا وقدمنا.. ولا غبار علينا في أن تجينا الخدمات..ولا اعتراض من جيراننا..
هنالك أخطاء صحبت التهجير قولاً واحدا.. وأخطاء صعب معالجتها من جديد.. لو كانت هذه المباني التى شيدت في الفداء والمكابراب.. لو شيدت في الطوينة.. والكاب.. وكبنة.. وساني.. والسهيب.. لما حصلت أي مشكلة ولا تزعزعت القبيلة بالهجرة.. ولفتحت موارد رزق جديدة من البحيرة ومن التعدين ومن غيرها.. ولكن حتى الذين هاجروا حصلت قفزة نوعية في حياتهم.. قرى مخططة.. خدماتها متوفرة نوعاً ما.. قريبين لدائرة الضوء.. قريبين للمدينة.. تخطيط عمراني منظم.. المدرسة .. المسجد.. السوق.. الموية في البيت.. الكهرباء.. برضو رغم ألم الهجرة وفراق مراتع الصبا.. هنالك أيضاً نقلة نوعية حصلت للمجتمع المنصوري، بعد كدا هو وهمتو يطورها ينميها.. يرجع للوراء.. المهم شاءت الحكمة الإلهية أن تختوا على السرج.. وأكيد في ناس استفادوا من مساكنهم الجديدة ومن حواشاتهم بصورة أو بأخرى..وأكيد في ناس استفادوا من بقائهم في بؤرة القبيلة..
عشان كدا قلنا هنالك حكمة من وراء بعض هذه المظالم.. هـزّة تحصل للمجتمع المنصوري، تخرجه لدائرة الضوء.. ويخرج من تحت جبروت المياه بملابسه ناشفة، بينما لازالت القرى من حوله ترزح تحت وطأة الإهمال.. أو بعضه قل.. نحن نحتلف لنا قضية وعملنا تضحية كبيرة .. كل ما تقدم لنا خدمات لا أحد يعترض... لأننا قد ضحينا من أجل الجميع..
مسؤولية:-
لذلك هنالك مسؤولية جسيمة على هذا الجيل الجديد، في توحيد الرؤى، وتمامة الناقص، بالمطالبة ، بالعون الذاتي، بالحراك المجتمعي، بسد الفرقات، بنبذ الفرقة والشتات.. بالاستفادة من موارد البحيرة، بابتكار أنواع عمل جديدة..
معروف في التوحيد أن الله يريد شيئاً في كونه، ولكن لايرضاه، هذه من دقايق التوحيد، ( إِن تَكْفُرُوا فَإِنَّ اللَّـهَ غَنِيٌّ عَنكُمْ ۖ وَلَا يَرْضَىٰ لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ ۖ وَإِن تَشْكُرُوا يَرْضَهُ لَكُمْ ۗ وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَىٰ ۗ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّكُم مَّرْجِعُكُمْ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ۚ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ) ثم لايدخل في ملكه إلا ما يريده هو جلت قدرته، والكون كلو هو ملك الله سبحانه وتعالي، هل أنت الفرد العادي يمكن أن تسمح لشخص، أن يبيت في بيتك بدون ما ترضاه، أو تضمن سلوكه! قطعاً لا.. لذلك صور الأشياء من الناس البي نشوفا تحرك الأفعال وتعمل الأعمال، هي ليست عبثاً.. بالرغم من الظلم الذي حصل هنا وهناك للمناصير، لكن في النهاية هنالك يد خفيه في خج ترعة المناصير وأرض المناصير هذه، ليه! عشان البقى فيها ورضى أن يكون فيها بي حالتا دي! تسلط عليه الأضواء وتكون عندو قضية يراها الناس، ، وتلفت الأنظار في بلد كلو قضايا الآن مفتوحة، ما كان الناس بي تلتفت للمناصير والمجتمع ساكن زمان. لأن مثله كثير، أقاليم كثيرة في السودان، مثلنا وأكعب منا.. عشان كدا من وراء الأفعال من حكمة الله جاء الخزان عشان يحرك هذه البؤرة الراكضة، وتدخل العصرنة الحديثة وتقدم لها الخدمات، حتى الناس الهاجروا صاروا في دائرة الضوء.. بجي أوضح ماهي دائرة الضوء التى أعنيها..
أولاً أن الله سبحانه وتعالي ما بيكافيء أو يعذب في الآخرة فقط.. ما يبدأ عمله هنا يكون تمامه في الآخرة.. لأن هذا الكون عالم الدنيا لم يخلق للمحاسبة النهائية، ولكن لابد من نعيم يجري فيه وعذاب يجري فيه بصور متفاوتة.. مكافأة’ على العمل (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ﴿٧﴾ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴿٨﴾ ) يعني عالم الدنيا هذا الضيق لايسع ما يريده رب القدرة من النعيم لعباده الذين عرفوا واجبه.. ولايسع ولايستحمل أهوال العذاب لما صنعه للذين يجحدون نعمته ويكفرون به.. لذلك خلق عالم آخر سماه الأخرى.. للجزاء الأوفى وهو ما لاعين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر، كما أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم.. وخلق عالم الدنيا كأنك جالس على درج فصل تمتحن في ورقة امتحان.. وعليك تسليمها بعد ضرب الجرس.. كما الطالب الممتحن.. وهي أعمالك التى تجري منك في عالم الدنيا..
مكافأة:-
لذلك إن الله سبحانه وتعالي قد يجزي عباده المحسنين في الدنيا قبل الآخرة.. أليس هو الذي يقول على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه!) يبقى موش ننتظر الأجر على العمل بعدين.. نعم تمامه هنالك.. ولكن بدايته هنا.. لذلك المجتمع المنصوري ، مجتمع كانت فيه قيم سمحة، قل أن تتوفر في مجتمع تاني من التماسك والتوادد والتراحم والتكاتف والتعاضد والمودة وإكرام الضيف.. وشكر النعمة والاجتهاد في سبيل الرزق في أرض ضيقة.. ومصادر رزق شحيحة.. عدد الخلاوي التى تكاد تكون في كل قرية تطعم الضيف مجاناً من رزق هم يكادوا يكدحون يومهم كلو.. عشان يطلعوا قمح أو ذره أو بلح.. ويكرمون به الضيف بكل طيب خاطر.. فلحوا الأرض الضيقة وكسروا الحجار وساقوها وزرعوا عليها النخيل. عاشو بالبسيط.. يكاد يكون الصحن الواحد والقدح الواحد.. تزوجوا بالبسيط وماتوا على البسيط.. هؤلاء هم شهداء الرزق الحلال ومافي أبرك من الرزق الحلال.. قال صلى الله عليه وسلم.. من أكل الحلال أربعين يوماً، لو أراد أن يعصى الله لم يعصه، ومن أكل الحرام أربعين يوماً ، لو اراد أن يطع الله لم يطعه.. وقال عليه السلام .. من أكل الحلال جرت الحكمة على فمه..
لذلك هؤلاء الناس في المناصير شاءت إرادة المولى أن يكون في هذا المجتمع حراك.. يراه السادة المسؤولين.. بعدين يخجلوا من أن لايقدموا شئ حتى وإن قل.. لابد أن يكتمل يوما ما.. برضو هذا الإغراق، نحن لسنا بملائكة.. وعندنا أخطاء في المجتمع أراد الله لها أن تغسل في الدنيا، قبل أن نعذب عليها في الاخرة رحمة بنا ومحبة لنا.. هذه المياه الغامرة الهادرة ، نسأل الله أن تكون قد غسلتنا وغمرت خطايانا، ونذهب لآخرتنا مغسولين من خطايانا.. وهي رأفة بنا ومحبة بنا وغيره علينا.. لأننا كنا مجتمعاً متماسكاً حد التماسك..
ثم ماذا:-
الحياة التى عاشها أسلافنا أبدعوا فيها وأحسنوها.. كانت متعبة قاسية، ولكن بفضل الله عليهم كان بيشوفوها حلوة وجميلة، وأعطاهم من قوة الأجسام أن يستحملوها، ولكن بفضل الله.. لابد أن يخرج الجيل الجديد منها بحياة أسهل.. ولو كانت المنطقة راكدة كما السابق، لعجز الجيل الجديد عن تكوين حياة فيها على شاكلة المجتمع القديم.. وكان لابد أن نشارك الأجيال المتمدنة الأخرى حياتهم الجديدة في المدن والقرى الكبيرة في سوداننا الحبيب.. لأن العولمة قد جعلت الحياة كلها مفتوحة على بعض.. وأصبح الجيل الجديد يطالب بحياة أرحب كما أقرانه في بقاع السودان المتمدنة.. لذلك جاءت هذه القضية لتسلط الأضواء علينا، وهي بي خيرها وبي شرها.. لكن عندي أن القصد منها هو الحراك.. الحراك في المجتمع المنصوري ، والحراك في المسؤولين على ظلمهم لنا في بعض الجوانب..
يعني هسه الجيل الجديد دا! يقدر يقرع ليهو موية وعيش صيف في بار.؟. والله يقدر سوق ليهو حمير نوريق اليوم كلو..؟ والله يقدر يشيل ليهو عربية طين..؟ والله يقدر يقلع ليهو ( كَر غنم) فيهو ( كَـفـّـان) ؟عشان يشيلو بي رحل يشتتوا في القمح.. والله ممكن يحرس ليهو طير النهار كلو..؟ والله ينقح ليهو بوغة... والله يدق ليهو سبلوق.. والله يشدد ليهو قصب فوق حمار..؟والله البنات ذاتن الإتعلمن الآن، يقدرن يردن موية بالصفيح من البحر..؟ والله يقدرن يعوسن كرة باشي كلها..؟ والله يقدرن يطبخن بالجريد والشـّعـال..؟ والله تقدر تطلع ليها في راس تمرة تجيب جريد يابس..؟
الكل عايز موبايل أحدث موديل، وما فايق من الواتساب والأنترنيت والفيس بوك.. وغيرها من وسائل التواصل.. حتى البنية الجسدية ذاتها تغيرت في هيكل الجيل الجديد الناشئ.. حتى كان عايزين يشتغلوا مثل أسلافهم ما راح يقدروا، فلتكن الهمّة قائمة ولكن الجسد جسد اليوم يخذلها .. لذلك نشأت الحياة الجديدة في المحلي وفي أماكن التهجير.. عندنا قضية عادلة وتضحية من أجل السودان الكبير، لكن من وراء ذلك عشان تتسلط الأضواء علينا، عشان تقدم لنا خدمات.. عشان تجي خدمات بالمجان برضو بني الإنسان العادي ما عندو فيها تدخل كبير.. تطلع البحيرة وتنزل.. الناس بدل تحفر بوغة . بس تشيل كوريتك الفيها التيراب وتشتت حب الجرم وحب المريق وحب البطيخ وحب الشمام. في الشقوق. السمك على قفا من يشيل.. القش على قفا من يشيل.. الخيران والوديان طلعت فتحت مناطق زراعية جديدة.. ولسه في مجال للابتكارات والصناعة والصيد ووسائل العيش الأخرى.. الزلط يربط البلد بمناطق المستشفيات.. الحركة النيلية صارت ساهلة مافي شلالات.. المرضان الجاتو زايدة دودية زمان كان لغاية ما يصل المستشفى يموت.. والمرأة المتعسرة في الولادة كانت لغاية ما تصل المستشفى تموت.. هسي دي بقينا قريباً من مركز الضوء.. نتعالج كما يتعالج الناس في المدينة.. ونعيش كما يعيش الناس في المدينة.. بدل ما تطبخ النساء بالحطب وتفتش الواقوود في راس التمر من الجريد الناشف! صارت الطباخة بالغاز .. طرق المواصلات والردميات سهلت الحركة صرنا نطبخ بالغاز ودخلت المكيفات والثلاجات في البلد بكثرة.. بعد أن كنا نشوفا بدعة.. ودخل التلج في المنطقة.. ودخلت وسائل الاتصالات والنت.. ولسه قضيتنا مفتوحة تجيب لنا الكثير، إذا ضممنا أيادينا لى بعض.. لأنو بؤرة القبيلة زي الشرف.. لابد أن يكون في ناس يبقوا يكونوا بؤرة القبيلة.. عشان لما تقول أنا منصوري، تقولا ورافع راسك لى فوق موش مدنقر.. لأنو لو هاجروا كلهم.. كان أقرب شافع من غيرنا ممكن يقول ليك.. تتنبر ساكت منصوري، منصوري أرضك وينا! عايش في أرض الناس.. كدا بملء فيك.. ممكن تقول عندي بحر وعندي عتمور وعندي أرض وعندي حدود القبائل التانية ما تعتدي عليها.. يعني بالفبركة التى حصلت.. تنظم المجتمع المنصوري في المحلي شيئاً ما .. وخرج الى بؤرة الضوء رغم الجراح.. لأنو التسديد في المنطقة قائم على قدم وساق بحسب الحمية المنصورية والطبيعة الحارة لإنسان هذه المنطقة.. والمحنّة زادت عشان يكون لنا وطن رغم الغمر والأغراق. شوف مناصير المدن تضافروا مع القضية كيف؟ شوف مناصير كسلا مثلا والقاش عامة.. شوف حتى مناصير الغرب الهاجروا زمان! برضو حرقتهم الحكاية إنو بؤرة قبيلتهم اتهبشت.. صارت الحكاية مثل الشرف.. أراضينا الباقية من بحرها وعتمورها كثيرة.. ممكن تشيل المناصير وأحفادهم حتى قيام الساعة.. لذلك الإصرار على خلق حياة في بؤرة القبيلة هذا شئ مهم للغاية.. بعد ما كنا مجتمع متقوقع مقفول.. خدماته محدودة.. هذه الخدمات المحدودة زمان قولا واحد ما كانت ستنفعنا في المرحلة الجديدة، لابد أن نخرج بثوب جديد في المرحلة الجديدة يتواءم مع التطور الطبيعي، لذلك ربنا ساق لنا هذا الحدث المؤلم في ظاهره، عشان تحصل هزّة كبيرة من خلالها تحصل فتحة في جدار الصمت من خلاله، نعيش حياة مختلفة عن أسلافنا وألين وأجمل.( عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) بفضل ما قدمه أسلافنا من تجويد في أدائهم.. ما كان للمجتمع القديم أن يبقى في حاله قولاً واحداً ولا كان حد شايفنا من المسؤولين مالم تكن لنا قضية.. أهو جيراننا حولينا لسه يرزحوا في خدمات القرى البدائية، وإن نحن في بداية الطريق .. لكن قولاً واحدا سوف نكون أحسن منهم في القريب العاجل. لأننا ضحينا وقدمنا.. ولا غبار علينا في أن تجينا الخدمات..ولا اعتراض من جيراننا..
هنالك أخطاء صحبت التهجير قولاً واحدا.. وأخطاء صعب معالجتها من جديد.. لو كانت هذه المباني التى شيدت في الفداء والمكابراب.. لو شيدت في الطوينة.. والكاب.. وكبنة.. وساني.. والسهيب.. لما حصلت أي مشكلة ولا تزعزعت القبيلة بالهجرة.. ولفتحت موارد رزق جديدة من البحيرة ومن التعدين ومن غيرها.. ولكن حتى الذين هاجروا حصلت قفزة نوعية في حياتهم.. قرى مخططة.. خدماتها متوفرة نوعاً ما.. قريبين لدائرة الضوء.. قريبين للمدينة.. تخطيط عمراني منظم.. المدرسة .. المسجد.. السوق.. الموية في البيت.. الكهرباء.. برضو رغم ألم الهجرة وفراق مراتع الصبا.. هنالك أيضاً نقلة نوعية حصلت للمجتمع المنصوري، بعد كدا هو وهمتو يطورها ينميها.. يرجع للوراء.. المهم شاءت الحكمة الإلهية أن تختوا على السرج.. وأكيد في ناس استفادوا من مساكنهم الجديدة ومن حواشاتهم بصورة أو بأخرى..وأكيد في ناس استفادوا من بقائهم في بؤرة القبيلة..
عشان كدا قلنا هنالك حكمة من وراء بعض هذه المظالم.. هـزّة تحصل للمجتمع المنصوري، تخرجه لدائرة الضوء.. ويخرج من تحت جبروت المياه بملابسه ناشفة، بينما لازالت القرى من حوله ترزح تحت وطأة الإهمال.. أو بعضه قل.. نحن نحتلف لنا قضية وعملنا تضحية كبيرة .. كل ما تقدم لنا خدمات لا أحد يعترض... لأننا قد ضحينا من أجل الجميع..
مسؤولية:-
لذلك هنالك مسؤولية جسيمة على هذا الجيل الجديد، في توحيد الرؤى، وتمامة الناقص، بالمطالبة ، بالعون الذاتي، بالحراك المجتمعي، بسد الفرقات، بنبذ الفرقة والشتات.. بالاستفادة من موارد البحيرة، بابتكار أنواع عمل جديدة..
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46220
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
رد: رؤية من وراء الأحداث لقضية المناصير
تسلم الخال كلام كالدرر وانشاءلله كلو خير وعسي ان تكرهو شئ ويكون فيهو خير كتير والحمدلله انو القبيله ماشه كويس علي كل المستويات رغم العراقيل والمتاريس والصعوبات قد كان الانسان المنصوري صامد وقوي وتحدي كل الكل وسجل ارقام والهزة دي لن تكون الاخيره اكيد سنواجه مشاكل قد تكون من نوع اخر علي المستقبل القريب والمستقبل البعيد ولكن سنتمكن من تجاوزها بأذن الله بنفس الحصافه والدبلوماسيه العاليه التي تعامل بها اهلنا فترة التهجير ولاخوف علي قبيله قد كانت مدرسة لكل السودان .
عازه- كبار الشخصيات
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1294
نقاط : 28580
تاريخ التسجيل : 19/12/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى