طعم القروش وطعم الدروس

هل للقروش طعما ؟ كنا نسمع في البلد يقولوا: ( فلان ضاق طعم القروش وتاني ما بقعد ساكت ) . أما طعم الدروس فكانت هنالك أغنية يقول شاعرها ( شن طعم الدروس ما دام .... ) . وسنركز حديثنا أولا على طعم القروش ومن ثم نتناول طعم الدروس.
أنا أقول أن للقروش طعما فعلا ولكن ذوقها يتغير من شخص لآخر . هنالك من ضاق طعم الجنيه والدولار والريال والين والاسترليني وغيرها من العملات ولكل عملة طعمها.
فالعملة في تاريخها والتي كانت تسمي النقود منها الدينار والدرهم ومنها ماصنع من الذهب أو الفضة أو النحاس أو البرونز. ولقد كانت النقود الإسلامية مصدرا مهما من مصادر التاريخ الإسلامي فهي وثائق صحيحة ليس من السهل الطعن فيها، كما أن النقود تعتبر مرآة صادقة للعصر الذي ضربت فيه تعكس بصدق جميع أحوال الدولة التي سكتها من الناحية السياسية والدينية والمذهبية والاقتصادية والاجتماعية، فهي كانت إحدى شارات الملك والسلطان.
فالنقود أو المسكوكات أو القروش أو الدراهم أو الفلوس أو كما يسميها أهلنا في الجزيرة الضحاكات. لهما أهميتها في حياتنا. لذا سوف نناقشها ممن جميع النواحي. نواصل ...

القروش طعمها يتغير من شخص  الى اخر
وهذا التغير يتركز على كيفية معرفة الشخص
بامور دينه بتفقهه الجيد لنظام المعاملات من منظور اسلامى بحت
حتى يتسنى للشخص  معرفة من اين اتته القروش حتى ينفقها
بمعنى اخر نسبة الورع فى الشخص هى التى تحدد طعم القروش عنده

تسلم دكتور على هذه الروائع
 وأنا أتفق مع عباس
في عبارته الرائعة هذه

بمعنى اخر نسبة الورع فى الشخص هى التى تحدد طعم القروش عنده

أهلا بكما مهندس صديق وأستاذ الاساتذة عباس لكما التحية . فعلا القروش إذا كانت من رزق حلال وبعرق جبين تشعر أن لها طعم. أذكر  لما كنا صغارا ونحن في المدرسة الأولية كنا نفتل حبال الليف كما قال علي الحمود ونبيعها في سوق النعوفاب الحصيلة قرش أو تعريفة أو قرشين ثلاثة ولكن الواحد كان يشعر بطعمها يشعر الإنسان بقيمته وأنه اعتمد على نفسية وبهذه القريشات كنا نشتري الترمس واللقيمات ونفطر بها ونشرب بها الشاي ونترك الباقي عشان نشتري به حلاوة في المدرسة. ما أجمل طعم القروش. والآن رغم كثرة الدخل والقروش يمكن تكون دولارا وريالا أو استرلينيا ولكن لا طعم ولا بركة. كل الناس تشكي الفي السودان يشكي وفي دول المهجر يشتكي والرأسمالي يئن ويضج والموظف شايف لاعب الكورة أفضل منه ولاعب الكرة شايف الفنان أفضل منه وأكثر منه دخلا والعامل شايف نفسه بره الحلقة ماها مكفي حتى المواصلات.
كان زمان أهلنا الطيانة يأتون للبلد في الصيف ومعهم القريشات كانوا يتمتعون بهذه القروش ويذوقون طعمها ويقضون صيفا ممتعا. لباس نظيف وطواقي حمرة محدرة ومجاملات اجتماعية يشاركون الناس في الفرح والكرح ما بخلوا باشي وإلا يمشوا لها، يتسوقون بحرية وطيبة خاطر من السوق، يشترون الغالي والنفيس حتى الذهب لزوجاتهم وأطفالهم. يبنون ويؤسسون في بيتهم ... هي ده القروش الكان عندها طعم.
عرف القدماء وعرف المسلمون قيمة النقود فسطروا عبرها تاريخهم كانت بها شعارات الملك كانت بها عبارات النصر والقوة كانت بها علامات الحياة الاقتصادية التي يعيشونها، كانت ترمز لحضارتهم .... وكانت . هل فكر أحد الآن ماذا مكتوب على النقود وماذا مرسوم عليها وماذا تعني هذه ؟ أقطع يقينا في هذا الزمن لا أحد يلتفت لما رسم أو كتب على النقود. المهم كم عندي وكم صرفت وكم بقي لي وكم استلفت.

اهلنا   بيقولو  القروش   تغير  النفوس 

حمانا الله  من زى دا

حبيت  اوقع  على البوست 

 تشكر دكتور  مصباح

شكرا المرور الكرام أميرة المدينة وجانبو سامي . طعم القروش وحديثا عن الطعم طعمها يحلو إذا كانت من الحلال. وطعمها يحلو وتعمل لها ألف حساب إذا كانت تعبت في جمعها والحصول عليها ولم تأتيك بالسهولة لتنفقها بسهولة والخواجات لهم مثل يقولوا ( easy to com easy to go )  وكمان الواحد مايكون بخيل . وكمان لابد من معرفة قيمة القروش إذا اختلفت نوعيتها.

فى مثل يقول القرش الأبيض لليوم الأسود ، أى بمعنى أن تدخر مااستطعت من الفلوس
ليوم قد تحتاجها فيه مستقبلا ، وعبارة اليوم الأسود تعنى يوم الحوجة الضرورية لما تم
ادخاره من مال حينها يذوق صاحبها فائدتها وطعمها الحقيقى .
وكل قرش اكتسب بطريق شرعى له طعم لصاحبه يختلف عما لوكان قد اكتسبه بطرق
ملتوية وهو يعرف ذلك ...

شكرا ياهندسة على المرور وفعلا القرش ينفعك إذا ادخرته ولكن كيف الادخار في السودان مع هذه العملة الهابطة يوميا وبمعدل سريع. في واحد أخونا كان مغترب وكان الإنسان يكون عنده حساب في البنك وفي بنك فيصل بالذات (بنك إسلامي ) يكون هذا من أسعد الناس أخونا أراد أن يكون من أصحاب الحسابات فأودع حوالي 20 ألف جنيه في البنك وكانت في وقتها مبلغ ضخم ولو اشترى بها أراضي لحصل على قطعتين في أركويت على شارع الستين ولكنه أراد الأمان لقروشه وفي بنك إسلامي . انظر ماذا حدث تدهورت قيمة الجنيه وأصبحت العشرين ألف لا تساوي شيئا ولا تجيب قطعة أرض حتى في دردوق التي أصبحث الآن من الأحياء الراقية. لهذا لجأ المفكرون لشراء الأراضي وشراء الذهب للحفاظ على العملة.
وواحد أخونا قال القروش ما عندها طعم إذا لم تشتري بها الذي نفسك فيه ، فقلت له القروش التي لها طعم هي التي تجدها يوم الحوجة. وطعهما اللذيذ لا يدعك تفكر في الدين اللعين الذي نزلت فيه أطول آية في القرآن.

لك الشكر محمد على هذه الإضافة المفيدة وتسلم كثير وأصلها الحكاية في العكفة وطبعا الزمن ده كل المصنوعات تغيرت اصبحت من الفلين والفايبر والبلاستيك حتى بودي السيارات أصبح يصنع بما يشبه الكرتون نخشى أن تصنع العكفة من غير الخشب القوي ووقتها الذي يسمك فيها يضرب الدلجي.
وكما رأينا راعي الغنم السوداني رفض الفلوس واختار الأمانة فانصبت عليه القروش صبا. هذه القروش تعلي ناس وتدلي ناس فقط في الدنيا ما شفنا زول دفنه معاه قروشه ويقال أن المال عند سيدو والناس تريدوا . نسال الله أن لا نكون من المفتونين بالمال.
واحد زمان كتب مقال وقال إنه إذا كان عندك قروش تستطيع أن تملك الدنيا وقال: إذا كان عندك قروش تستطيع أن تتزوج أجمل وأذكى بنت، بالتالي أولادك يكونوا أذكياء وزوجتك تخلف لك بنات جميلات. بالفلوس تستطيع أن تعلم أولادك وبناتك في أرقى الجامعات وتزوجهم أجمل البنات وأغنى وأذكى البنين . وتستطيع أن تسكن في أرقى الأحياء ..... وهكذا عدد متاع الحياة الدنيا. وهو ناسي أن هذا المال ملك لله وأن شكله ليس بالوسيم والخلطه جاي جايه.
المال يتمناه المرء وكلما كثر قل طعمه. طعم القروش يتذوقه الكادحون الجامعون له بعرق الجبين.

أحيانا لا أجد ما أقرأه في المنتدى فأعرج على مشاركاتي القديمة ومنها مثل هذه المشاركة التي أوقفتني كثيرا. عن المال وأهله تحدثت وشارك معي الإخوة الكرام . وإن شاء الله نواصل في طعم الدروس.

طعم القروش  وطعم الدروس  هناك علاقه بين الاثنين  الدروس لغايه من هذه الغايات القروش  يعني طعمين  تربيع  وقطعا الطعم التربيعي له مذاق خاص فعندما تجتمع القروش مع حاصل طعم الدروس  يحدث بعض من الراحه والرضي عن النفس  اما موضوع  طريقه جمع الدراهم او القروش فهذا موضوع مختلف فاالنسبه الغالبه هي تلك التي تجري وراء جمع المال بغض النظر عن الطريقه  واكثر طريقه منتشره وغالبه الان هي تلك التي تستخدم السلطه في جمع القروش   تتكون مافيا تجمع بين  السلطه واصحاب المصالح وهذه اخطر الانواع وهي تدميريه لحد بعيد  تدمر الاقتصاد  وتدمر الافراد وتشرد الاسر ذات الكفأة  وتحل محلها طبقه  متسلطه وجاهله وذات نفوذ وينتشر التفاوت الطبقي في المجتمع  وتظهر الافرازات السالبه التي تنخر في قلب المجتمع وتظهر البغضاء والمشاحنات والكراهيه يعقبها ظهور بؤر للصراع
الجزئيه الثانيه  هي تلك التي تتعلق بالعنصر الاخر  علي الرغم من انني اميل الي هذا العنصر واري انه مظلوم  الا ان هذا لاينفي انهن لحب المال راغبات وبه معجبات لحد الهوس الا من رحم ربي  وهن كما ذكر ود بروي  قطعا لايردن جالب المالح  وانما الزارع القمح  او  نضمو باالسلك ( مابدوكي لواحدا مهيلك الا واحدا نضمه السلك ) ونضم السلك يرتبط ارتباط وثيق  بطعم الدروس ومن هنا تكون البدايه لما اردت ان تبدا به يا دكتور
باص في الثمانيات

شكرا المتداخلين الكرام الشكر اجزله الدكتور مصباح فعلا كما ذكر الباشمهندس ان طعم القروش يكون اجمل عند ارتباطه بالدروس وانا بدوري وبفهمي البسيط الانسان يجب ان يتوسط ولايسرح وتكون غايته جمع القروش ويغلب عليه حبها وادمانها كذلك هي الدروس ممكن تسرح وتدمنها فتضيع عليك اجمل الايام الحياة تحتاج الي توسط وكيف تستطيع ان تستمتع بما توفر لديك مامعني هذا ان الانسان لايكون طموح لكن الطموح مفترض يكون له سقف لان العمر محدود .

عازه الطموح  هو الشيء المفقود عند اهلنا  وهي سمه غالبه للاسف عن الاغلبيه من السودانين   اما موضوع الدروس  والزمن  ما بضرورري ان ترتبط الدروس باالعائد المادي اعني التاهيل من اجل الماده  التاهيل اساسي ولكن هناك الاطلاع  والتثقيف  فاالقراءه متعه واي متعه  وتكون اجمل عندما توظف لفائده الاخرين ورفع  المستوي التثقيفي والتنويري للمجتمع  فطعم الدروس متعدد
الليله يامصباح جبادتك قابضه كور

واصل د/مصباح واصل باشمهندس هاشم علي الجزولي شكرا لكم لقد اثيرتم ساحات المنتدي متابعين ذلك الابداع المتدفق

فعلا الباشمهندس لابد من الطموح في الحياة والتخطيط السليم وربنا يوفق انشاءلله الجميع وحتي تكون للحياة طعم يجب ان لانعيشها بروتين واحد اذا كان عندك قروش فلابأس ان تحاول ان تعيش فترة من دون قروش واذا تمتلك عربة دردرت المواصلات ستجعلك تتزوق طعم اخر وسيكون لعربتك معني اوقيمة الحياة تجارب لانحرم نفسنا من أحد جوانبها وننزوي في ركن محدد.

يفسر كثيرا من الناس أن طعم الدروس يتذوقه الإنسان عندما يتوظف ويصبح موظف كبير وبالتالي راتب كبير ولكن كلامي هذا أصبح نظريا في هذا الزمن أغلب الموظفين الآن هم تحت سقف الفقر وكما ذكرت يا هاشم أصبح اصحاب السلطة هم أصحاب المال وبذلك اختل الميزان الاقتصادي.
لكن في الماضي فعلا كان للدروس طعم ومثال على ذلك المدرسين في البلد كان وضعهم يحسدون عليه.
علم ، وظيفة ، راحة، راتب كافي، نظافة، صحة، مكانة اجتماعية، ( أظن انعدمت جميعها الآن عدا الوظيفة).