+شهداء مصر والسودان !

+موقف الحكومة من احداث مصر

*بمعايير السياسة تستحق حكومة السودان اعلى الدرجات في موقفها مما جرى ويجري في مصر منذ سقوط مبارك الي عزل مرسي وحتى احداث

الأمس ولقد انتهجت الحكومة  كما هو معروف نهجا اقرب للحياد منه على التدخل في الشأن المصري ومحاولة لعب دور بلا مقومات واظنها –اي الحكومة –قد استفادت جيدا في ذلك من خلال موقفها السابق مما جرى بين العراق والكويت وثم العراق والمجتمع الدولي لاحقا وشيئا ما فلسطين حاليا ولقد كلفها موقفها (الأممى )السابق  ذاك الكثير فالله امر بإعمال العقل ولم يأمر بالتهلكة ولقد درجت السنة الشريفة رفض المنكر درجات من الرفض  باليد  الي اللسان وحتى القلب(وذلك اضعف الإيمان) وكل يقوم –من بعد- بتقدير قدرته واظن ان حكومتنا في السابق لم تقدر قدرتها القدر الصحيح وانبرت لتغيير المنكر باللسان وهو الشئ الذى كلف السودان الكثير وكانت حكومة السودان ستقود البلاد للمجهول اذا ما هى تورطت في الملف المصري سواء ان راهنت على عدم اسقاط  مبارك الذى سقط او هي وقفت الي جانب مرسي الذى عزل ولقد كان موقفها المعلن والموفق سياسيا هو اعتبار ما يجري في مصر شأنا داخليا !

*نذكر فقط قبل ان ترتفع حواجب الدهشة بالموقف الرسمي لحكومة مرسي من حكومة اخوانه في السودان والذى  كان ايضا موقفا سياسيا احترافيا بالدرجة الأولى (فالأخ) مرسي زار السودان بعد خمس دول خارجية زارها وابقى على سياسة مصر الخارجية تجاه السودان على ماهي سواء من استضافة للمعارضة والحركات المسلحة السودانية والي هضم حقوق السودان  في مياه النيل وحتى تمصير حلايب وحتى ما نسب اليه في ذلك من خلال الأشواق سارع الرجل الي نفيه!

 

+شهداء مصر والسودان !

·                ماحدث في مصر هز الضمير الإنسانى السليم وآلمه جدا ومن لم يحس به فهو فاقد احساس وانسانية ومن المفترض ان يشترك في هذا الشعور المؤلم ايما انسان مسلم كان ام غير مسلم - اسلامي او علماني فالروح واحدة في الآخر غير انى اعجب –حد العجب –لناس (قريعتي راحت ) في السودان من الإسلاميين ومن العلمانيين والذين ظهرت مشاعرهم الدفاقة سواء المتألمة منها او الشامتة على ما جرى في مصر وهى ذات المشاعر المتبلدة وغير المهتمة اصلا بذات فعل الموت الذى تتكرر مشاهده امام عينيها كل حين ولكن لا حياة لمن تنادي!

·                نعم –في الفترة القليلة الماضية-مات الناس بالمئات ايضا بدارفور (وربما اكثر )مما وقع في مصر واعنى احداث جبل عامر وشرق دارفور ولكن الخرطوم الشعبية لم يتحرك لها عضو او يشتكى لها جسد من السهر والحمى !

·                لم تتحرك مظاهرة واحدة من الرجال او النساء –الطلاب او الشباب تجاه وزارة الداخلية بإعتبارها المسؤول الأول عن حماية دماء السودانيين والمسلمين ولا حتى صوب مجلس الولايات ولا البرلمان ناهيك عن مجلس الوزراء للتعبير –فقط- عن حالة الحزن والحث على ضبط المتفلتين الذين يقتلون الناس على اساس الإنتماء للقبيلة ناسين انتماء الدين والوطن ولم تبد الخرطوم الشعبية اي عاطفة تذكر تجاه تلك الحالات وانما قرأت الجريدة وقلبتها وهى تمضى الي حال سبيلها !!

·                اذكر ايام احداث ليبيا وانشطارها الي كتائب وقبائل وصلتنى عدة رسائل نصية على الموبايل للدعاء والتضرع لإخواننا الليبيين ورددت عليها في حينها مذكرا الراسلين   بالدعاء ايضا لإخواننا من قبيلتي (المسيرية والرزيقات)واللتين اقتتلتا في فترة مقاربة وقتل بينهما العشرات –مشكلتى –ان كانت لدي مشكلة اننى اؤمن بالأولويات حتى في المشاعر والأحاسيس وماحدث في مصر يؤلمنى ولكن ما يحدث في السودان يؤلمنى اكثر واستغرب لمن لا يؤلمه ما يحدث في السودان ويؤلمه ما يحدث في الخارج اكثر !!