التأثير الاقتصادى والاجتماعى لاهلنا فى الخلا(بادية المناصير) للتغير المناخى وانقطاع الخريف

من المعروف ان اهلنا فى الخلا او العتمور او بادية المناصيركانوا يعيشون حياة رغدة وميسورى الحال وذلك نسبة لكثرة الامطار والخريف وحيث السعايي من ابل واغنام وضان-ويكسبون كل مخرجاتها او ماتنتجه او تعود عليهم من ثروات –وسبق ان ذكرنا ان الخلا كان لايقل فى الكسب عن البحر بل احيانا يفوقونهم وخاصة فى الراحة النفسية والاستقرار والاستمتاع بالطقس الجيد- حيث نزح معظم ناس البحر ولضيق الاراضى وغيرها لمناطق اخرى كسبا للعيش فى القاش ووقر والعمل بالطين فى مختلف انحاء السودان خاصة فى الخرطوم والجزيرة—وكان الخريف ياتى قويا وكنا ونحن صغار السن نذهب للخلا القريب الينا ونشاهد مناظر بديعة من خضرة وجو صافى وجميل—وتزداد بالتاكيد الخضرة كلما اتجهت وتعمقت فى الخلا والوديان الكبيرة—مما يتيح بالتالى الحياة الرغدة للحيوان والإنسان—واتت معظم الاغانى فى المنطقة تمجد وتشبه بتلك المناظر—وكنا ايضا نشاهد ناس الخلا ياتون لبدلوا ما يأتون به من يهايم وسمن وصيد وحطب لناس البحر ويذهبون بالعيش والملاح وغيره—لااريد الاطالة فى هذا الامر –وادخل ما اريد كتابته وماحدث الان—فقد انقطع الخريف تماما عن اهلنا فى الخلا وجفت تلك المساحات الخضراء واصبحت مناطقهم طاردة وفقدوا ثرواتهم وتركوا الخلا واتجهوا لمناطق اخرى—ولم يبقى الا القليل— فمنهم من اتجه للشايقية وخاصة مناطق نورى تنقاسى القرير—ومنهم من اتجه للرباطاب—لمناطق الشريك وندى والباوقة وبربر وغيرها—وبالطبع يعملون فى حرف اخرى قد تكون هامشية بالاضافة للاحتفاظ ببعض من اغنامهم او العمل لسعايتها---اردت ا ن ابين ماحدث لهذه الشريحة الهامة من اهلنا وكيف دار بهم الزمان قبل ان يدور بناس البحر فيما حدث من اثار الخزان—لعل المناصير قد دعى عليهم –ولاننسي دورهم فى الدفاع عن القبيلة فى الحروب على الدخلاء فى السيطرة على حدود القبيلة ايام العمدة نعمان ودورهم فى المعارك التى دارت ضد الانجليز والاتراك—ورحم الله الشاعر حين قال : من ام سفاية لى عن برتى ما فى دخيل وما بننسى الخلا الرجالتو شادى الحيل ولاد راجل تمه وميزانا ديمه تقيل— لى عودة باذن الله

واصل اخونا سلمان عقيد والموضوع مهم والمناصير لان المناخ اتغير وطبيعة الحياة اكيد ستتغير ولابد ان يكون هناك بدائل لحلول عمليه للمشاكل التي يواجهها ابناء المناصير في كافة انحاء المعموره

ياود الاخت سلمان نذكر الأيام الجميلة التي كان يعيشها أهلنا في عتمور المناصير ولكن تقلبات المناخ حرمتهم من تلك العيشة الجميلة نذكر ذلك الزمان جيدا وكنا نفرح عندما نرى السحب الممطرة تغيم على سماء المناصير لانها سوف تمطر بالخير والخير الكثير لأهلنا في العتمور وعندما ينبت العشب يأتي سكان العتمور لأخذ أغنام وحلال ناس البحركما يسميه أهل الجزيرة العربية لترعى في تلك المراعي مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر وفي هذه الشهور نكون ارتحنا من رعية الغنم و ما أحلى وأسعد تلك الأيام. ولكن عدم التخطيط وعدم دراسة المناخ جيدا وإهمال أهلنا المناصير كالعادة من قبل الحكومات أدى إلى الوضع الحالي تشتت أهلنا بين الشايقية والرباطاب وقليل منهم في المناصير . نسأل الله أن يعيدهم إلى بلدهم سالمين بعد أن تهيأ لهم ظروف المعيشة. ولك شكري ابن الاخت.