من الشرق للغرب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
من الشرق للغرب
من الشرق للغرب
بقلم بكري المدنى
كانت الترتيب ان اقضى آخر يوم في العام الذى مضى وان استهل اول يوم في العام الذى أتى بشرق البلاد –يوم على جبل ويوم على بحر ولكن هاتف قبل اليوم الأخير الغى ذلك الترتيب رأسا عن عقب والأخ عادل سنادة من وزارة الثقافة يقول :ثمة خطأ في الترتيب والتقدير وليس عليك ان ان تصحبنا غدا الي نيالا هناك يطلبونك بالإسم ولا عذر ولا بديل ولا تأجيل -حسنا لنجري عملية تفاضلية بين الشرق والغرب وذكرت دارفور بكل تاريخها معي او قل تاريخي معها
اسماء في حياتي
ذكرت تلك الأيام على نزل فخيم بوسط الخرطوم رجال كانوا يأتوننا من دارفور منهم للذكر وليس الحصر و جبريل عبدالله وجبريل علي عبدالله وحماداسماعيل وعثمان كبر وآدم علي عليان وعمرهرون وابراهيم ابوخشب و ابومنصور واسامة عطاالمنان وجمالي وعيسي باسى وعبدالكريم- وقدير علي ذكين وسنوسى بشر ومبارك عبدالحميد -وآدم بوش وكانت الصالة تشهدت لقاءات على الحاج وخليل ابراهيم والتجاني آدم الطاهر وابراهيم سليمان وكثر هم ولكن المجال يضيق
بولاد والعدل والمساواة
ثم ما فتئت الذكرى تتفق عن جراح الحديث المبكر عن ظلامات دارفور وتكوين لجنة (العدل والمساواة) بالحركة الإسلامية وتقريرها الذى غلف باللون الأسود فيما بعد واصبح كتابا بذات اللون وذكرى المفاصلة بين الإسلاميين فيما بينهم وبين الإسلاميين الدارفوريين فيما بينهم كذلك والتى حملت بعضهم للمعتقلات ومن بينهم والي جنوب دارفور اليوم الأستاذ حماد اسماعيل كذلك ذكرت استفهامات احمد كمال الدين حول إحتمالات وجود يورانيوم مخصب في حقائب المسافرين من اللاجئين العراقيين و الصوماليين في النزل وان نسيت فلن انسى شغفي الشديد بالإستماع لحكاية يحي بولاد برواية جبريل عبدالله يحكيها من بدايتها وكنت احرص قبل نهايتها ان اسأله سؤالا يضطره للإعادة ويمنحنى ذلك مزيدا من فرصة الإستزادة في الإستماع ––كل ذلك كان يجري امامي واجري خلفه ثم ان ذكرى دارفور اهدتنى الحاضر الماثل من خلال فتى فاتح اللون يتحدث بلهجة فيها لكنة لبنانية لكثرة تسفاره بين السودان ولبنان اسمه عبدالرحيم دوسة –اين ذلك الرجل ؟ !ايامها كنت بالإستقبال ادون له مذكرات زواره فينشغل هو بلغتها اكثر من محتواها ويقول بلكنة لبنانية (انت مكانك مو هونى انت لازم بتكون صحفي ) وفيما بعد بعث بي دوسة للأستاذ صلاح خوجلي في صحيفة (اخبار المجتمع)ومن يومها لم افارق دنيا الأخبار ولم افارق مجتمعها حتى اليوم –تلك كانت بعض من ذكرى دارفور وانا اجري عملية تفاضلية ليوم غد بين الشرق والغرب وكان ان انتصرت الذكرى على الحاضر ووجدتنى في اليوم التالي اتجه للمطار لألقى بنفسي في جوف طائرة الميرسلاند المتجهة الي نيالا
الفوكرز وسؤال الوالي
–آخر رحلة لي قبلها ايضا كانت الي دارفور ايضا ولكن لولاية اخرى وكانت الطائرة مختلفة جدا وربما لضيق الوقت استأجر والي تلك الولاية (فوكرز) تابعة لطيران الشرطة بها اقل من عشرين مقعد وكنا ضعف الكراسي تقريبا !المضيف البوليس –مشكورا- جاءنى يومها بكرسي بلاستيك متحرك وقام بربطه على حافة احد المقاعد الثابتة دقائق وركب الوالي ونجح الكابتن الرائد في الإقلاع بالفوكرز المتهالكة بصعوبة بالغة وصفق له زملاؤه الذين على الأرض مما اوجس في نفوسنا خيفة –احدهم جاءنى بعد الأغلاق وهمس في اذني :السيد الوالي بسأل عنك فرددت عليه قل له :انا بخير ان وصلت حيا!
نيالا من الأفق وفوق الأرض
الوضع في (ميرسلاند) كان مختلف بكثير من العناية وقليل من القراءة وجدتنا نحلق في سماء نيالا –هي نيالا ذاتها اذا ولا ريب –بطن الوادي وجبل ام كردوس واشجار التبلدي والحراز المتباعدة ومبانيها الفسيحة ومن المطار اخذنا مباشرة الي
مكتب الوالي للسلام عليه ورحمة الله وبركاته وفي استقبال المكتب وجدنا وزير التربية الأستاذ الأمين الساكن ووزيرة الثقافة والإعلام الأستاذة بثينة احمد صافحنا الأول بحرارة بينما رحبت بنا الوزيرة وكأنها مضطرة لتلك التحية وبنصف ابتسامة ونظرة لم افهم لها معنى الا فيما بعد وسأعود اليها –الوالي حماد اسماعيل صافح الجميع بالإسم وخصنى بعناق اثار تساؤل الزملاء وجعلني احس بفخر واوشك ان اقول لهم :ما قلت ليكم ؟!ولم اكن حقيقة قد قلت لهم شيئا !!
الى السجن الحديقة !
تصادف ظهيرة وصولنا احتفالا للسادة اعضاء المجلس التشريعي بجنوب دارفور بحديقة السجن بنيالا فلحقتنا الدعوة او حقيقة لحقنا بها –حديقة السجن مكانا وريف الظلال وان كان ثمة ما يمكن ان يزعج قادمون من الخرطوم امثالنا هو اصطفاف افراد الشرطة المدججون بالسلاح وتمترس عربة عليها مدفع دوشكا في ذات في المكان –كلمات واغاني كانت في يوم النواب ولما طلب منى قول كلمة بإسم الزملاء قلت شيئا من تلك الذكرى التى مرت بالخاطر واكدت على حقيقة اننى وان كنت شمالي الهوية الا اننى دارفوري الهوى!
الإستقلال- معاني ومباني
على مدى خمسة ايام شاركنا احياء نيالا لذكرى أعياد الإستقلال معاني ومباني الأولى مشاعر تم التعبير عنها بالتهليل والتكبيروبالأهازيج والرقص وعروض الفروسية ايضا في احياء الوادي والجير وتكساس والثانية بيان بالعمل شمل افتتاح لشبكة طرق داخلية وفندق السافنا ومصنع للهيدروجين السائل ومشروع للتمويل الأصغر ومشاريع اخرى تحت التشييد منها مشافي وفندق ومدارس ومناطق للصناعة وبعضها ينتظر زيارة النائب الأول للرئيس وان صدق الوعد تنتظر نيالا ايضا زيارة رجب (الطيب)اردوغان ولتركيا ايادي في الحاضر على دارفور تحاول ان تكافي بها ايادي دارفور في الماضى والتى امتدت لتحارب مع تركيا ضد الكفار !
الوان في دافور
اكثر الأشياء التى تمنيتها في جنوب دارفور ان تنشر كلماتي التي كتبتها على عجل من منزل الراحل عيدالرحمن دبكة بنيالا وانا هناك وقد حدث لي اكثر من ذلك اذ فجر الأستاذ حسين خوجلي لغما داويا على ارض الخرطوم عندما كتب للوالي عبدالرحمن الخضر(انهم يغتصبون الخرطوم)فسار بمقاله ذلك الركبان وجاء به الي نيالا الطيران فأزددت به وازدانت الوان (عرض وطول )واضحى الحديث عن الوان سيد المجالس –احد المسؤولين حدثني بإعجاب عن الوان وقال لي (عندكم البت البورا دي اديبة ) يقصد (ميا) وقلت له:وجميلة ايضا !!
تحذير من حي الجير
المهرجان الكبير كان بحي الجير بنيالا وهو حي شعبي مكتظ بالسكان من مختلف الأعراق وكان واضح ان الوالي حماد اسماعيل اراد بالإحتفال فيه ارسال عدد من الرسائل ووضح ذلك من خلال قوله (في ناس قالوا ما تمشي حي الجير وانا اصلا ما بخاف من اهلي ونحن الدايرنا بلقانا ويومنا واحد يا اخوانا)وكان ان هتف الحضور من المدرجات
:الجير امان ياحماد ! وفي الجير لبست الأرض يومها كل الألوان الا ان الكاكي كان طاغيا –جيش وشرطة ودفاع شعبي وطلاب بالزي العسكري ومن لم يلبس عسكري حمل السلاح للإحتفال وكانوا كتائب جهاز الأمن والمخابرات الوطنى اما الألوان المدنية فقد كانت للفرق الشعبية وكان العرض
عرضا لا تصوره الكلمات وان بلغت
شيخة الحكامات وخيانة الرجال
في حي الجير بنيالا ايضا كان هناك يوم ثاني للإحتفال بذكرى أعياد الإستقلال نظمته فعاليات المرأة بجنوب دارفور وللمرأة في دارفور وضع مختلف ولئن كانت في غيرما مكان هي نصف المجتمع اخشى ان تكون في دارفور هي كل المجتمع وما الرجال الا ازواجها واخوانها وابناءها الذين يسمعون الكلام وليس ادل على ذلك من كلمات قوية قالتها شيخة الحكامات في دارفور والتى خاطبت الإحتفال في حضور الوالي بكلمات بسيطة قائلة(شوفوا يارجال انا عندي ليكم كلام واحد سبيوا الخيانة ومشكلة دارفور يتتحل)وقوبل قولها ذلك بالزغاريد من النساء وبالتصفيق والتهليل والتكبير من الأوزاج والإخوان والأبناء!
الطريق الي بليل نهارا
كلمات واجبة سطرتها من هناك في ألوان عن احتفال سكان حي الوادي بذكرى أعياد الإستقلال جعلت نفر كريم من ذلك الحي العريق على رأسه السيد ابكر كمون يزونا في نزلنا ويقدم لنا دعوة لتكريم الوفد الصحفي في يوم مفتوح بمحلية بليل ولما تعللنا ببرنامج الزيارة فتح ذلك الوفد يوم التكريم ليضم المضيفين ايضا وكان ان سار وفد يتقدمه والي الولاية وعديد من اعضاء حكومته نهارا الي محلية بليل حيث هبطنا في بستان وريف ذكرني بمتر الشمال وضم اليه من ثمار الأرض فاكهة الجنان وكان يوما خالدا وقف فيه زملائي الصحفيين كل يعرف نفسه ومنطقته للحاضرين ولسوء حظي فلقد كان ثلاثة منهم من دارفور وواحد من النيل الأزرق وآخر من الجزيرة واصروا جميعا على التذكير بأنهم من مناطق مهمشة واسقط في يدي ولم اجد الا ان اقدم تعريفا واعترافا جهيرا حيث قلت (انا من الدامر في ولاية نهرالنيل حيث الأحجار الكريمة ونحن طبعا الذين نهمش الآخرين)!فضج الحضور بالضحك وسحبت البساط من تحت اقدام الآخرين بنيل تعاطف الناس مع من يقر بالذنب!
حكايات مع الرجل الآلي
وراء السيد والي ولاية جنوب دارفور يسير دائما حرس شخصى لا يفارقه ابدا وبدأ لي كرجل آلي جامد القسمات جاد جدا يكاد يكون احيانا بين الوالي واعضاء جسمه والمرة الوحيدة التى نطق فيها ذلك الرجل الآلي قال عجبا اذ سمعته يتحدث للزملاء عن مشاهد شافها في دارفور وعن جرائم الخواجات والمنظمات وهو بعد جندي بالميدان اذ قال انه رأى سرقة الأعضاء الآدمية عبر الطائرات الي سماوات مفتوحة اضافة الي حمل بعض الثمار والأحجار من ارض دارفور وحدث عن عملية فدائية قام بها لتعطيل واحدة من تلك السرقات ولما جردت قلمي لأكتب صمت الرجل الآلي او قل حقيقة عاد الي صمته ولم ينطق بعد !
الحصان يجقلب والشكر لحماد!
واحد من البرامج التى شهدناها بنيالا وستظل عالقة بالذهن سباق للخيل بميدان الفروسية ولقد تعالت الهتافات بمجئ الوالي حماد للمضمار وطفق المذيع الداخلي يكيل الثناء للوالي والخيل تنهب الأرض فقلت في نفسي (حقيقة والله الحصان يجقلب والشكر لحماد!)ومثلما نال الوالي شكرا لجقلبة الخيول فلقد نال صاحب الفرس (زهرة الخليج) الكأس ومضى الفارس محمدصالح (قشيلي)خالي الوفاض من الحفل ومضت (زهرة الخليج)كذلك الي الإسطبل والحبس !
هند بنت عتبة في دارفور
في جميع فعاليات احتفالات نيالا بعيد الإستقلال كانت تظهر امرأة عربية من الحكامات تضع على رأسها جدلة من حديد وكأنها في ساحة حرب وهي تلقى شعر الحماسة للرجال وتفعل فيهم الأفاعيل –لم ارتح لشعر تلك المرأة ولا غطاء رأسها الحديدي وشئ ما جعلني ارى فيها صورة (هند بنت عتبة) وانفر منها !
دحدوح وسقدات
من الناس من تعجب الناس بشجاعته حتى في الباطل وفي نيالا يحدث الناس بإعجاب عن نموزجين لهؤلاء الأول قضى نحبه ولا يزال الآخر فار من العدالة او هي فارة من امامه ان اردت صدقا والأول هو الراحل سقدات وهو من فاتته المعرفة فهو رجل تخصص في اختطاف الأجانب بغية فدية من المال لمن يملك المال وسقدات هذا قتل بصعوبة من قبل الشرطة ولقد تأسف لمقتله من فرض شجاعته من بعد حتى الوالي حماداسماعيل حسبما سنقرأ ذلك في حوارنا معه في مكان آخر اما الثاني فهو شاب بل لعله حدث اسمه دحدوح وكان يتبع لقوات حرس الحدود بجنوب دارفور ولقد اتهم مع آخرين بنهب اموال بنك الخرطوم بنيالا ووجد من بعد النطق بالحكم من يأخذه عنوة من المحكمة والسجن الي البرية والحرية ولايزال البعض في نواحي نيالا ورغم الإدانة يحدثك بإعجاب عن شجاعة (دحدوح) ويحكي لك كيف ان الشاب يتجول اليوم في الأسواق ويأكل الشواء مع الأصحاب !
فيلم كرتون
ذكرت في البداية كيف ان السيدة وزير الثقافة والإعلام بولاية جنوب دارفور قد قابلت الوفد الصحفي بوجه غير طلق وقدرت من بعد –والله اعلم-ان السبب ربما يكون عائد لإفتراض ان دعوة ذلك الوفد لم تخرج من مكتبها او بالتنسيق معها علي اقل تقدير وهذا حق تستحقه ولكنه ليس مبرر بأن لا تقابل بوجهها الجميل زوار جاوءا من بعيد ولقد اثر ذلك فيهم ايما تأثير حتى انهم قابلوا هذا الفعل و-انا منهم طبعا - برد فعل تمثل في مقاطعتهم لمنشط خاص بإحتفالات الولاية بذكرى الإستقلال كانت تشرف عليه الوزيرة المعنية وتم من عجب بالإستراحة التى يقيمون فيها بينما تحولقوا هم حول شاشة التلفزيون بالصالة المجاورة لقاعة احتفال الوزيرة وطفقوا يشاهدون فليما للكرتون وقال اصغرهم سنا لما جاءهم المرسال لحضور المنشط المذكور (معليش والله نحن متابعين لينا فيلم!) والمرسال مشى وما جاء !–ومشى الجميع من بعد وبما فيهم السيدة الوزيرة وفي نفوسهم شئ من حتى من الأسف النبيل !
على طاولة البلياردو
في يوم افتتاح مدينة نيالا الجامعية حاول السيد والي الولاية الأستاذ حماداسماعيل والبروفيسور محمد عبدالله النقرابي الأمين لصندوق رعاية الطلاب حاولا ان يبديا شيئا من الرشاقة امام الطلبة و الطالبات وذلك بالمشاركة في لعبة البلياردو ولكن وضح جليا من مسك الأثنين للعصا ومن رمي الكرات التى اخطأت جميعها جميع الحفر ان الأستاذ والبروف من جيل الضالة او (الدالة)ان اردت تعريبا ونجاة من الإتهام بالتضليل!
الأحمدين بيضة وعبدالحميد وعلي منصور
بكلام الجيش فإن احد اكثر ثلاثة اكرموا قدوم الوفد الصحفي من الخرطوم كانوا هم الأساتذة المصور احمد بيضة والصحفيين احمد عبدالحميد مراسل (الوان)بجنوب دارفور و علي منصور والأخير كان يعمل مراسلا لصحيفة (الحرة) رد الله حراراتها ولقد اصر على منصور على زيارة الصحفيين بنزلهم رغم ظروفه الخاصة ورغم انه ومن شهور خارج الخدمة الصحفية نسبة لتوقف الحرة الإضطراري ولم يظهر وفقا لكل ذلك في تغطية مناشط احتفالات نيالا الا انه آثر واصر علي زيارة زملائه ضاغطا على ظروفه الخاصة والعامة وان كانت ملازمة مراسل الوان للصحفيين صباحا ومساء من قيم الحق والخير والجمال فإن موقف الأستاذ المصور احمد بيضة من ابنائه الصحفيين كان محل تقدير كبير فالرجل الكبير ظل رغم الأرجل التى هدها المسير يهرع لتفقد الصحفيين في حركتهم وسكونهم ويحرص دائما على مدهم بالصور الخاصة التى يلتقطها لهم وبالصور العامةلمناسبة الإحتفال ويسألهم دائما ان يرفعوا الحرج بالسؤال عما ينقصهم ولقد حاول الزملاء رد الجميل بالتوقف عند الإستديو الخاص به (رحاب) في اليوم الأخير للزيارة فكان ان وثق لذلك التوقف السريع بلقطة سريعة واصر على مصاحبة الوفد الى المطار لا بل والي سلم الطيارة وللأستاذ احمد بيضة هذا حكاية فهو الرجل صاحب الصورة الشهيرة للرئيس جعفر نميري وهو يقفز من على سلم الطائرة في واو ولقد اكرمه النميري بإهدائه ساعته السويسرية الخاصة ولايزال الرجل يرتديها حتى اليوم ولا زالت تدور من ذلك العهد ولقد طبع داخلها صورة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ويعيش المصور احمد بيضة اليوم بين ابنائه وبناته واصدقائه الكثر في نيالا التى له فيها استديوهين للتصوير يحملان اسمى بنتيه رحاب واميرة ويحمل ابتسامته الصادقة جواز سفر لتغطية كل المناسبات العامة والخاصة عبر كاميرته الصافية في نيالا ولكم اسفت وانا اكتب عن ذلك الرجل الأصل ان بحثت له
عن صورة من بين الصور الكثيرة التي جئت بها من نيالا فلم اجد وضحكت اذ تذكرت انه كان من يقوم بالتصوير وهو لذلك الرجل الأصل بلا صورة
انصار في المطار!
في طريق العودة من نيالا وعلى المطار قابلنا مجموعة قليلة من الناس في تجمهرة وعلي ايدهم علم واحد لحزب الأمة كانوا عددا من الرجال وامرأة واحدة وقليل من الشباب والشابات لا يتجاوز عددهم جميعا اصابع اليدين والقدمين وكانوا في استقبال نائب رئيس حزب الأمة القومي الذى يزور نيالا وهم يهتفون (لا نصادق غير الصادق –حزب الأمة رمز الأمة)ولقد احتج بعضهم على امن المطار الذى منعهم الدخول لصالة الإستقبال غير ان ضابطا كبيرا جاءهم وفتح لهم القاعة التى وسعتهم عليهم مكانا وما ضاقت بهم حضورا –هؤلاء اذا هم اعضاء حزب الأمة القومي في دارفور –اين الملايين ؟؟ماذا فعلت الحكومة بالأنصار ؟وماذا حل بالأنصار انفسهم ؟؟!وطارت بنا الطائرة بلا اجابة نجدها هناك عند من لم نسألهم ولعلنا نجدها هنا في الخرطوم بعد الهبوط الإعتيادي !
بقلم بكري المدنى
كانت الترتيب ان اقضى آخر يوم في العام الذى مضى وان استهل اول يوم في العام الذى أتى بشرق البلاد –يوم على جبل ويوم على بحر ولكن هاتف قبل اليوم الأخير الغى ذلك الترتيب رأسا عن عقب والأخ عادل سنادة من وزارة الثقافة يقول :ثمة خطأ في الترتيب والتقدير وليس عليك ان ان تصحبنا غدا الي نيالا هناك يطلبونك بالإسم ولا عذر ولا بديل ولا تأجيل -حسنا لنجري عملية تفاضلية بين الشرق والغرب وذكرت دارفور بكل تاريخها معي او قل تاريخي معها
اسماء في حياتي
ذكرت تلك الأيام على نزل فخيم بوسط الخرطوم رجال كانوا يأتوننا من دارفور منهم للذكر وليس الحصر و جبريل عبدالله وجبريل علي عبدالله وحماداسماعيل وعثمان كبر وآدم علي عليان وعمرهرون وابراهيم ابوخشب و ابومنصور واسامة عطاالمنان وجمالي وعيسي باسى وعبدالكريم- وقدير علي ذكين وسنوسى بشر ومبارك عبدالحميد -وآدم بوش وكانت الصالة تشهدت لقاءات على الحاج وخليل ابراهيم والتجاني آدم الطاهر وابراهيم سليمان وكثر هم ولكن المجال يضيق
بولاد والعدل والمساواة
ثم ما فتئت الذكرى تتفق عن جراح الحديث المبكر عن ظلامات دارفور وتكوين لجنة (العدل والمساواة) بالحركة الإسلامية وتقريرها الذى غلف باللون الأسود فيما بعد واصبح كتابا بذات اللون وذكرى المفاصلة بين الإسلاميين فيما بينهم وبين الإسلاميين الدارفوريين فيما بينهم كذلك والتى حملت بعضهم للمعتقلات ومن بينهم والي جنوب دارفور اليوم الأستاذ حماد اسماعيل كذلك ذكرت استفهامات احمد كمال الدين حول إحتمالات وجود يورانيوم مخصب في حقائب المسافرين من اللاجئين العراقيين و الصوماليين في النزل وان نسيت فلن انسى شغفي الشديد بالإستماع لحكاية يحي بولاد برواية جبريل عبدالله يحكيها من بدايتها وكنت احرص قبل نهايتها ان اسأله سؤالا يضطره للإعادة ويمنحنى ذلك مزيدا من فرصة الإستزادة في الإستماع ––كل ذلك كان يجري امامي واجري خلفه ثم ان ذكرى دارفور اهدتنى الحاضر الماثل من خلال فتى فاتح اللون يتحدث بلهجة فيها لكنة لبنانية لكثرة تسفاره بين السودان ولبنان اسمه عبدالرحيم دوسة –اين ذلك الرجل ؟ !ايامها كنت بالإستقبال ادون له مذكرات زواره فينشغل هو بلغتها اكثر من محتواها ويقول بلكنة لبنانية (انت مكانك مو هونى انت لازم بتكون صحفي ) وفيما بعد بعث بي دوسة للأستاذ صلاح خوجلي في صحيفة (اخبار المجتمع)ومن يومها لم افارق دنيا الأخبار ولم افارق مجتمعها حتى اليوم –تلك كانت بعض من ذكرى دارفور وانا اجري عملية تفاضلية ليوم غد بين الشرق والغرب وكان ان انتصرت الذكرى على الحاضر ووجدتنى في اليوم التالي اتجه للمطار لألقى بنفسي في جوف طائرة الميرسلاند المتجهة الي نيالا
الفوكرز وسؤال الوالي
–آخر رحلة لي قبلها ايضا كانت الي دارفور ايضا ولكن لولاية اخرى وكانت الطائرة مختلفة جدا وربما لضيق الوقت استأجر والي تلك الولاية (فوكرز) تابعة لطيران الشرطة بها اقل من عشرين مقعد وكنا ضعف الكراسي تقريبا !المضيف البوليس –مشكورا- جاءنى يومها بكرسي بلاستيك متحرك وقام بربطه على حافة احد المقاعد الثابتة دقائق وركب الوالي ونجح الكابتن الرائد في الإقلاع بالفوكرز المتهالكة بصعوبة بالغة وصفق له زملاؤه الذين على الأرض مما اوجس في نفوسنا خيفة –احدهم جاءنى بعد الأغلاق وهمس في اذني :السيد الوالي بسأل عنك فرددت عليه قل له :انا بخير ان وصلت حيا!
نيالا من الأفق وفوق الأرض
الوضع في (ميرسلاند) كان مختلف بكثير من العناية وقليل من القراءة وجدتنا نحلق في سماء نيالا –هي نيالا ذاتها اذا ولا ريب –بطن الوادي وجبل ام كردوس واشجار التبلدي والحراز المتباعدة ومبانيها الفسيحة ومن المطار اخذنا مباشرة الي
مكتب الوالي للسلام عليه ورحمة الله وبركاته وفي استقبال المكتب وجدنا وزير التربية الأستاذ الأمين الساكن ووزيرة الثقافة والإعلام الأستاذة بثينة احمد صافحنا الأول بحرارة بينما رحبت بنا الوزيرة وكأنها مضطرة لتلك التحية وبنصف ابتسامة ونظرة لم افهم لها معنى الا فيما بعد وسأعود اليها –الوالي حماد اسماعيل صافح الجميع بالإسم وخصنى بعناق اثار تساؤل الزملاء وجعلني احس بفخر واوشك ان اقول لهم :ما قلت ليكم ؟!ولم اكن حقيقة قد قلت لهم شيئا !!
الى السجن الحديقة !
تصادف ظهيرة وصولنا احتفالا للسادة اعضاء المجلس التشريعي بجنوب دارفور بحديقة السجن بنيالا فلحقتنا الدعوة او حقيقة لحقنا بها –حديقة السجن مكانا وريف الظلال وان كان ثمة ما يمكن ان يزعج قادمون من الخرطوم امثالنا هو اصطفاف افراد الشرطة المدججون بالسلاح وتمترس عربة عليها مدفع دوشكا في ذات في المكان –كلمات واغاني كانت في يوم النواب ولما طلب منى قول كلمة بإسم الزملاء قلت شيئا من تلك الذكرى التى مرت بالخاطر واكدت على حقيقة اننى وان كنت شمالي الهوية الا اننى دارفوري الهوى!
الإستقلال- معاني ومباني
على مدى خمسة ايام شاركنا احياء نيالا لذكرى أعياد الإستقلال معاني ومباني الأولى مشاعر تم التعبير عنها بالتهليل والتكبيروبالأهازيج والرقص وعروض الفروسية ايضا في احياء الوادي والجير وتكساس والثانية بيان بالعمل شمل افتتاح لشبكة طرق داخلية وفندق السافنا ومصنع للهيدروجين السائل ومشروع للتمويل الأصغر ومشاريع اخرى تحت التشييد منها مشافي وفندق ومدارس ومناطق للصناعة وبعضها ينتظر زيارة النائب الأول للرئيس وان صدق الوعد تنتظر نيالا ايضا زيارة رجب (الطيب)اردوغان ولتركيا ايادي في الحاضر على دارفور تحاول ان تكافي بها ايادي دارفور في الماضى والتى امتدت لتحارب مع تركيا ضد الكفار !
الوان في دافور
اكثر الأشياء التى تمنيتها في جنوب دارفور ان تنشر كلماتي التي كتبتها على عجل من منزل الراحل عيدالرحمن دبكة بنيالا وانا هناك وقد حدث لي اكثر من ذلك اذ فجر الأستاذ حسين خوجلي لغما داويا على ارض الخرطوم عندما كتب للوالي عبدالرحمن الخضر(انهم يغتصبون الخرطوم)فسار بمقاله ذلك الركبان وجاء به الي نيالا الطيران فأزددت به وازدانت الوان (عرض وطول )واضحى الحديث عن الوان سيد المجالس –احد المسؤولين حدثني بإعجاب عن الوان وقال لي (عندكم البت البورا دي اديبة ) يقصد (ميا) وقلت له:وجميلة ايضا !!
تحذير من حي الجير
المهرجان الكبير كان بحي الجير بنيالا وهو حي شعبي مكتظ بالسكان من مختلف الأعراق وكان واضح ان الوالي حماد اسماعيل اراد بالإحتفال فيه ارسال عدد من الرسائل ووضح ذلك من خلال قوله (في ناس قالوا ما تمشي حي الجير وانا اصلا ما بخاف من اهلي ونحن الدايرنا بلقانا ويومنا واحد يا اخوانا)وكان ان هتف الحضور من المدرجات
:الجير امان ياحماد ! وفي الجير لبست الأرض يومها كل الألوان الا ان الكاكي كان طاغيا –جيش وشرطة ودفاع شعبي وطلاب بالزي العسكري ومن لم يلبس عسكري حمل السلاح للإحتفال وكانوا كتائب جهاز الأمن والمخابرات الوطنى اما الألوان المدنية فقد كانت للفرق الشعبية وكان العرض
عرضا لا تصوره الكلمات وان بلغت
شيخة الحكامات وخيانة الرجال
في حي الجير بنيالا ايضا كان هناك يوم ثاني للإحتفال بذكرى أعياد الإستقلال نظمته فعاليات المرأة بجنوب دارفور وللمرأة في دارفور وضع مختلف ولئن كانت في غيرما مكان هي نصف المجتمع اخشى ان تكون في دارفور هي كل المجتمع وما الرجال الا ازواجها واخوانها وابناءها الذين يسمعون الكلام وليس ادل على ذلك من كلمات قوية قالتها شيخة الحكامات في دارفور والتى خاطبت الإحتفال في حضور الوالي بكلمات بسيطة قائلة(شوفوا يارجال انا عندي ليكم كلام واحد سبيوا الخيانة ومشكلة دارفور يتتحل)وقوبل قولها ذلك بالزغاريد من النساء وبالتصفيق والتهليل والتكبير من الأوزاج والإخوان والأبناء!
الطريق الي بليل نهارا
كلمات واجبة سطرتها من هناك في ألوان عن احتفال سكان حي الوادي بذكرى أعياد الإستقلال جعلت نفر كريم من ذلك الحي العريق على رأسه السيد ابكر كمون يزونا في نزلنا ويقدم لنا دعوة لتكريم الوفد الصحفي في يوم مفتوح بمحلية بليل ولما تعللنا ببرنامج الزيارة فتح ذلك الوفد يوم التكريم ليضم المضيفين ايضا وكان ان سار وفد يتقدمه والي الولاية وعديد من اعضاء حكومته نهارا الي محلية بليل حيث هبطنا في بستان وريف ذكرني بمتر الشمال وضم اليه من ثمار الأرض فاكهة الجنان وكان يوما خالدا وقف فيه زملائي الصحفيين كل يعرف نفسه ومنطقته للحاضرين ولسوء حظي فلقد كان ثلاثة منهم من دارفور وواحد من النيل الأزرق وآخر من الجزيرة واصروا جميعا على التذكير بأنهم من مناطق مهمشة واسقط في يدي ولم اجد الا ان اقدم تعريفا واعترافا جهيرا حيث قلت (انا من الدامر في ولاية نهرالنيل حيث الأحجار الكريمة ونحن طبعا الذين نهمش الآخرين)!فضج الحضور بالضحك وسحبت البساط من تحت اقدام الآخرين بنيل تعاطف الناس مع من يقر بالذنب!
حكايات مع الرجل الآلي
وراء السيد والي ولاية جنوب دارفور يسير دائما حرس شخصى لا يفارقه ابدا وبدأ لي كرجل آلي جامد القسمات جاد جدا يكاد يكون احيانا بين الوالي واعضاء جسمه والمرة الوحيدة التى نطق فيها ذلك الرجل الآلي قال عجبا اذ سمعته يتحدث للزملاء عن مشاهد شافها في دارفور وعن جرائم الخواجات والمنظمات وهو بعد جندي بالميدان اذ قال انه رأى سرقة الأعضاء الآدمية عبر الطائرات الي سماوات مفتوحة اضافة الي حمل بعض الثمار والأحجار من ارض دارفور وحدث عن عملية فدائية قام بها لتعطيل واحدة من تلك السرقات ولما جردت قلمي لأكتب صمت الرجل الآلي او قل حقيقة عاد الي صمته ولم ينطق بعد !
الحصان يجقلب والشكر لحماد!
واحد من البرامج التى شهدناها بنيالا وستظل عالقة بالذهن سباق للخيل بميدان الفروسية ولقد تعالت الهتافات بمجئ الوالي حماد للمضمار وطفق المذيع الداخلي يكيل الثناء للوالي والخيل تنهب الأرض فقلت في نفسي (حقيقة والله الحصان يجقلب والشكر لحماد!)ومثلما نال الوالي شكرا لجقلبة الخيول فلقد نال صاحب الفرس (زهرة الخليج) الكأس ومضى الفارس محمدصالح (قشيلي)خالي الوفاض من الحفل ومضت (زهرة الخليج)كذلك الي الإسطبل والحبس !
هند بنت عتبة في دارفور
في جميع فعاليات احتفالات نيالا بعيد الإستقلال كانت تظهر امرأة عربية من الحكامات تضع على رأسها جدلة من حديد وكأنها في ساحة حرب وهي تلقى شعر الحماسة للرجال وتفعل فيهم الأفاعيل –لم ارتح لشعر تلك المرأة ولا غطاء رأسها الحديدي وشئ ما جعلني ارى فيها صورة (هند بنت عتبة) وانفر منها !
دحدوح وسقدات
من الناس من تعجب الناس بشجاعته حتى في الباطل وفي نيالا يحدث الناس بإعجاب عن نموزجين لهؤلاء الأول قضى نحبه ولا يزال الآخر فار من العدالة او هي فارة من امامه ان اردت صدقا والأول هو الراحل سقدات وهو من فاتته المعرفة فهو رجل تخصص في اختطاف الأجانب بغية فدية من المال لمن يملك المال وسقدات هذا قتل بصعوبة من قبل الشرطة ولقد تأسف لمقتله من فرض شجاعته من بعد حتى الوالي حماداسماعيل حسبما سنقرأ ذلك في حوارنا معه في مكان آخر اما الثاني فهو شاب بل لعله حدث اسمه دحدوح وكان يتبع لقوات حرس الحدود بجنوب دارفور ولقد اتهم مع آخرين بنهب اموال بنك الخرطوم بنيالا ووجد من بعد النطق بالحكم من يأخذه عنوة من المحكمة والسجن الي البرية والحرية ولايزال البعض في نواحي نيالا ورغم الإدانة يحدثك بإعجاب عن شجاعة (دحدوح) ويحكي لك كيف ان الشاب يتجول اليوم في الأسواق ويأكل الشواء مع الأصحاب !
فيلم كرتون
ذكرت في البداية كيف ان السيدة وزير الثقافة والإعلام بولاية جنوب دارفور قد قابلت الوفد الصحفي بوجه غير طلق وقدرت من بعد –والله اعلم-ان السبب ربما يكون عائد لإفتراض ان دعوة ذلك الوفد لم تخرج من مكتبها او بالتنسيق معها علي اقل تقدير وهذا حق تستحقه ولكنه ليس مبرر بأن لا تقابل بوجهها الجميل زوار جاوءا من بعيد ولقد اثر ذلك فيهم ايما تأثير حتى انهم قابلوا هذا الفعل و-انا منهم طبعا - برد فعل تمثل في مقاطعتهم لمنشط خاص بإحتفالات الولاية بذكرى الإستقلال كانت تشرف عليه الوزيرة المعنية وتم من عجب بالإستراحة التى يقيمون فيها بينما تحولقوا هم حول شاشة التلفزيون بالصالة المجاورة لقاعة احتفال الوزيرة وطفقوا يشاهدون فليما للكرتون وقال اصغرهم سنا لما جاءهم المرسال لحضور المنشط المذكور (معليش والله نحن متابعين لينا فيلم!) والمرسال مشى وما جاء !–ومشى الجميع من بعد وبما فيهم السيدة الوزيرة وفي نفوسهم شئ من حتى من الأسف النبيل !
على طاولة البلياردو
في يوم افتتاح مدينة نيالا الجامعية حاول السيد والي الولاية الأستاذ حماداسماعيل والبروفيسور محمد عبدالله النقرابي الأمين لصندوق رعاية الطلاب حاولا ان يبديا شيئا من الرشاقة امام الطلبة و الطالبات وذلك بالمشاركة في لعبة البلياردو ولكن وضح جليا من مسك الأثنين للعصا ومن رمي الكرات التى اخطأت جميعها جميع الحفر ان الأستاذ والبروف من جيل الضالة او (الدالة)ان اردت تعريبا ونجاة من الإتهام بالتضليل!
الأحمدين بيضة وعبدالحميد وعلي منصور
بكلام الجيش فإن احد اكثر ثلاثة اكرموا قدوم الوفد الصحفي من الخرطوم كانوا هم الأساتذة المصور احمد بيضة والصحفيين احمد عبدالحميد مراسل (الوان)بجنوب دارفور و علي منصور والأخير كان يعمل مراسلا لصحيفة (الحرة) رد الله حراراتها ولقد اصر على منصور على زيارة الصحفيين بنزلهم رغم ظروفه الخاصة ورغم انه ومن شهور خارج الخدمة الصحفية نسبة لتوقف الحرة الإضطراري ولم يظهر وفقا لكل ذلك في تغطية مناشط احتفالات نيالا الا انه آثر واصر علي زيارة زملائه ضاغطا على ظروفه الخاصة والعامة وان كانت ملازمة مراسل الوان للصحفيين صباحا ومساء من قيم الحق والخير والجمال فإن موقف الأستاذ المصور احمد بيضة من ابنائه الصحفيين كان محل تقدير كبير فالرجل الكبير ظل رغم الأرجل التى هدها المسير يهرع لتفقد الصحفيين في حركتهم وسكونهم ويحرص دائما على مدهم بالصور الخاصة التى يلتقطها لهم وبالصور العامةلمناسبة الإحتفال ويسألهم دائما ان يرفعوا الحرج بالسؤال عما ينقصهم ولقد حاول الزملاء رد الجميل بالتوقف عند الإستديو الخاص به (رحاب) في اليوم الأخير للزيارة فكان ان وثق لذلك التوقف السريع بلقطة سريعة واصر على مصاحبة الوفد الى المطار لا بل والي سلم الطيارة وللأستاذ احمد بيضة هذا حكاية فهو الرجل صاحب الصورة الشهيرة للرئيس جعفر نميري وهو يقفز من على سلم الطائرة في واو ولقد اكرمه النميري بإهدائه ساعته السويسرية الخاصة ولايزال الرجل يرتديها حتى اليوم ولا زالت تدور من ذلك العهد ولقد طبع داخلها صورة الرئيس الراحل جعفر محمد نميري ويعيش المصور احمد بيضة اليوم بين ابنائه وبناته واصدقائه الكثر في نيالا التى له فيها استديوهين للتصوير يحملان اسمى بنتيه رحاب واميرة ويحمل ابتسامته الصادقة جواز سفر لتغطية كل المناسبات العامة والخاصة عبر كاميرته الصافية في نيالا ولكم اسفت وانا اكتب عن ذلك الرجل الأصل ان بحثت له
عن صورة من بين الصور الكثيرة التي جئت بها من نيالا فلم اجد وضحكت اذ تذكرت انه كان من يقوم بالتصوير وهو لذلك الرجل الأصل بلا صورة
انصار في المطار!
في طريق العودة من نيالا وعلى المطار قابلنا مجموعة قليلة من الناس في تجمهرة وعلي ايدهم علم واحد لحزب الأمة كانوا عددا من الرجال وامرأة واحدة وقليل من الشباب والشابات لا يتجاوز عددهم جميعا اصابع اليدين والقدمين وكانوا في استقبال نائب رئيس حزب الأمة القومي الذى يزور نيالا وهم يهتفون (لا نصادق غير الصادق –حزب الأمة رمز الأمة)ولقد احتج بعضهم على امن المطار الذى منعهم الدخول لصالة الإستقبال غير ان ضابطا كبيرا جاءهم وفتح لهم القاعة التى وسعتهم عليهم مكانا وما ضاقت بهم حضورا –هؤلاء اذا هم اعضاء حزب الأمة القومي في دارفور –اين الملايين ؟؟ماذا فعلت الحكومة بالأنصار ؟وماذا حل بالأنصار انفسهم ؟؟!وطارت بنا الطائرة بلا اجابة نجدها هناك عند من لم نسألهم ولعلنا نجدها هنا في الخرطوم بعد الهبوط الإعتيادي !
بكري المدني- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 408
نقاط : 26537
تاريخ التسجيل : 16/02/2011
رد: من الشرق للغرب
شكراً أستاذ بكرى على هذا التطواف الشامل الأدبى السياسى الجغرافى البديع
وكذلك لا يخلو من بعض الإشارات هنا وهناك
تسلم يا رائع
وكذلك لا يخلو من بعض الإشارات هنا وهناك
تسلم يا رائع
سامى احمد محمد- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1075
نقاط : 25358
تاريخ التسجيل : 04/07/2012
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى