كتاب / أيها السادة .. اخلعوا الأقنعه-مصطفى محمود
صفحة 1 من اصل 1
كتاب / أيها السادة .. اخلعوا الأقنعه-مصطفى محمود
أخطر أسلحة القرن العشرين ..
الاختراع رقم واحد الذى غير مسار التاريخ .. هو جهاز الإعلام ..
الكلمة .. زميل الذى يشكل العقول ..
أنهار الصحف التى تغسل أمخاخ القراء ..
اللافتات و اليفط .. و الشعارات .. التى تقود المظاهرات .. التليفزيون
الذى يفرغ نفوس المشاهدين من محتوياتها ثم يعود فيملؤها من جديد بكل ما هو
خفيف و تافه .
و أخطر ما فى سلاح الكلمة أنها دائما ذات وجهين و أنها توزن بمكيالين .. روسيا أقامت
الدنيا و أقعدتها حينما غزت أمريكا فيتنام ، و ارتفع صوت الأبواق من موسكو
و من ورائها كتائب اليسار فى كل بلد من شواطىء الأطلنطى إلى الهادى تحتج
على الظلم و القهر و الاستعمار و إهدار الحريات ، و تحركت المسيرات و نظمت
الإضرابات و ارتفعت اللافتات ، و امتلاءت الصحف بالهجوم على أمريكا و
الإشادة بنضال فيتنام الباسل الأسطورى ، و حينما داست الدبابات السوفيتية
أرض المجر .. وحينما أحتل الجيش السوفيتى تشيكوسلوفاكيا .. و حينما استولت
روسيا على أفغانستان بالغزو العسكرى السافر ، سكتت أبواق اليسار و أصابها
الصم و البكم ، و لم تتيقظ هذه الأقلام من سباتها العميق إلا حينما نزل
جنود المظلات الأمريكان على جزيرة جرانادا ، فعادت البرافدا تستصرخ العالم
على العدوان الأمريكى على الحريات و على الشعب الأعزل فى جرانادا ، و هو لا
يزيد على بضعة آلاف على رقعة أرض أصغر من طنطا .
و نسيت الأقلام و
تناست ما جرى و ما يجرى من قتل و تشريد الملايين من مسلمى أفغانستان و
إحراقهم بالنابالم و القضاء عليهم بالغازات السامة و إتلاف مزروعاتهم و
ماشيتهم بالمبيدات .
و كأنما للحرية وجهان و للموت مكيالان .
الاختراع رقم واحد الذى غير مسار التاريخ .. هو جهاز الإعلام ..
الكلمة .. زميل الذى يشكل العقول ..
أنهار الصحف التى تغسل أمخاخ القراء ..
اللافتات و اليفط .. و الشعارات .. التى تقود المظاهرات .. التليفزيون
الذى يفرغ نفوس المشاهدين من محتوياتها ثم يعود فيملؤها من جديد بكل ما هو
خفيف و تافه .
و أخطر ما فى سلاح الكلمة أنها دائما ذات وجهين و أنها توزن بمكيالين .. روسيا أقامت
الدنيا و أقعدتها حينما غزت أمريكا فيتنام ، و ارتفع صوت الأبواق من موسكو
و من ورائها كتائب اليسار فى كل بلد من شواطىء الأطلنطى إلى الهادى تحتج
على الظلم و القهر و الاستعمار و إهدار الحريات ، و تحركت المسيرات و نظمت
الإضرابات و ارتفعت اللافتات ، و امتلاءت الصحف بالهجوم على أمريكا و
الإشادة بنضال فيتنام الباسل الأسطورى ، و حينما داست الدبابات السوفيتية
أرض المجر .. وحينما أحتل الجيش السوفيتى تشيكوسلوفاكيا .. و حينما استولت
روسيا على أفغانستان بالغزو العسكرى السافر ، سكتت أبواق اليسار و أصابها
الصم و البكم ، و لم تتيقظ هذه الأقلام من سباتها العميق إلا حينما نزل
جنود المظلات الأمريكان على جزيرة جرانادا ، فعادت البرافدا تستصرخ العالم
على العدوان الأمريكى على الحريات و على الشعب الأعزل فى جرانادا ، و هو لا
يزيد على بضعة آلاف على رقعة أرض أصغر من طنطا .
و نسيت الأقلام و
تناست ما جرى و ما يجرى من قتل و تشريد الملايين من مسلمى أفغانستان و
إحراقهم بالنابالم و القضاء عليهم بالغازات السامة و إتلاف مزروعاتهم و
ماشيتهم بالمبيدات .
و كأنما للحرية وجهان و للموت مكيالان .
الباشق- عضو رائع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 225
نقاط : 25970
تاريخ التسجيل : 03/01/2011
العمر : 45
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى