امين حسن عمر -المحاولة الإنقلابية شكلت لنا ازمة وصدمة ولكن
3 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
امين حسن عمر -المحاولة الإنقلابية شكلت لنا ازمة وصدمة ولكن
الدكتور امين حسن عمر ل(ألوان )
الحوار مع الدكتور امين حسن عمر لا يحتاج الي تقدمة مثلما لا يحتاج (امين)نفسه الي تعريف وان كان الحوار معه يلزمه تعليق و(امين) نفسه يستحق توصيفا وسنترك هذا وذاك لمساحة اخرى وندعو انفسنا والقراء (هنا والآن) لهذه المادة الدسمة والتى قدمها لنا الدكتور امين حسن عمر
حوار بكري المدني بمشاركة معتز بركات
المحاولة التخريبية شكلت لنا ازمة وصدمة ولكن ..
*دكتور امين من المفترض ان تنتهي الحركة الإسلامية ببلوغها مرحلة الدولة وهذا يطرح السؤال ما دواعي عودة الحركةالإسلامية اليوم؟
-بداية هذا افتراض خاطئ وليس هدف الحركة الإسلامية ان تصل الي الدولة فهي حركة اجتماعية وهدفها الإصلاح الإجتماعي اساسا والدولة واحدة من وسائلها لهذا الإصلاح وعندما تصل الحركة للدولة تكون هذه مرحلة ازالة غالبية العوائق من امام الحركة لإنفاذ مشروعها وبعض المشروع ينفذ بواسطة الدولة نفسها ولكن ليس كل المشروع تنفذه الدولة وغالبيته يضطلع به المجتمع وذلك وفق الرؤية الإسلامية والتي تقدم المجتمع على الدولة دائما والخطاب القراني للمجتمع وليس للسلطان ومرحلة الدولة هي المرحلة التى تنفتح فيها الآفاق امام العمل الإسلامي والذى ينبغي ان يتعاظم لا ان يتراجع اما ان كان هناك تركيز على التقدم بسرعة نحو الدولة فهو عمل تاكتيكي وذلك لأن الدولة لم تصبح مجرد معوق اساسي لأهداف ومقاصد الحركة ولكن لإنتظامها ووجودها نفسه ولسلامة اعضاءها ولهذا اصبحت الدولة اولوية بحكم الواقع ولكنها ليست اولوية بحكم المقصد والأخير هو التحول الإجتماعى على نهج اسلامي
*على ذلك فإن وجود الحركة كتنظيم مطلوب على استمرار؟!
- ليس على استمرار طبعا فإذا انتقلت كل وظائفها للمجتمع ستذوب الحركة تلقائيا فيه وهناك فرق بين الوصول للدولة وفاعلية المجتمع والذى بالإنتقال الذى اشرت اليه يصبح كل المجتمع وكأنه اصبح حركة اسلامية والفرق بين مؤسسات المجتمع و الحركة الإسلامية ان الأخيرة مجموعة ناشطة برؤية محددة لتحقيق مقاصد معينة وفق اولويات معينة واذا انتقل هذا الترتيب للشعب كله واصبح غالبية الشعب ناشطا يكون وجود الحركة اشبه بوجود المصباح في رائعة النهار!
*اذا حل للحركة الإسلامية بمجئ الإنقاذ كان خاطئا ؟
- هي لم تحل وهذا القول (غلط) وما حدث كان تعليقا لبعض مستويات العمل فيها بمعنى علقت بعض مؤسساتها ولا احد يستطيع حل قواعد الحركة الإسلامية والذى علق كان هو مجلس الشورى وانا نفسي كنت عضوا فيه وعلق كذلك المكتب التنفيذى واحيلت مهام الجسمين للجنة سباعية وتمثلت فيها قيادات من الحركة الإسلامية وهذا الإجراء تم لأغراض التأمين ولحساسية تلك المرحلة والتى لم تكن تحتمل توسيع تداول المعلومات فيها ولا تحتمل ايضا اضاعة الوقت في شورى واسعة وحتى هذا التعليق رفع في العام 1996م بقرار من مجموعة اللجنة السباعية التى دعت مجلس الشورى للإنعقاد والمجلس اتخذ قرارا برفع تعليق مؤسسات الحركة واضافة اعدادا اخرى اليه وللقاعدة من المستقطبيين للحركة الإسلامية منذ سنوات وتم ذلك بنسبة 2-1وكانت الأولى من الجدد والثانية من القادمين وهذا اثار وقتها اعتراض البعض بمحاذير تذويب مجلس شوري الحركة في مجلس غالبا مستقطب بواسطة الأمين العام اومجموعة قليلة وقتها ولكن ذلك ما مضى وتوسع مجلس الشورى من اربعين عضوا حتى بلغ ثلاثمائة عضو
*اذا قرار تعليق بعض مؤسسات الحركة بمجئ الإنقاذ من خلال مجلس الشورى وليس بفعل فرد او قائد معين؟
- نعم كان قرار مجلس شورى ولقد حدثت في هذا القرار حاجة عجيبة فالمجلس كان قد اتخذ القرار قبل التغيير وبعد التغيير جاء بعض الناس لدى رئيس ذلك المجلس البروفيسور ابراهيم احمد عمر متسائلين عن صحة قرار حل مجلس الشورى فقام بجمع اعضاء ذلك المجلس واعلن تعليقه مجددا ولهذا فإنه القرار الذى اتخذ مرتين لتأكيده !
*اذا ما يثيره البعض ان الترابي حل الحركة بعد مجئ الإنقاذ وقام بتوزيع مصاحف على بعض شيوخها رواية غير صحيحة ؟!
- مسألة المصاحف هذى مختلفة وهي حدثت بعد التغيير صحيح انها حدثت ولكن الناس اختلفوا في تفسيرها فالدكتور الترابي فعلا دعا مجموعة من القيادات التاريخية وشكرهم على مجهودهم ووزع لهم مصتحف قال لهم نحن مقبلين علي مرحلة جديدة ولقد اختلف الناس على تفسير هذا الأمر ومن الممكن ان يؤول شخص هذا الأمر بإعتبار انه احالة للمعاش وآخر بأنه اعلان لبداية جديدة وبخطة وجيل جديد من دون استغناء عن القيادات وانا لا اعتقد ان حركة عاقلة من الممكن ولا اهتم الترابي بالمضي الي خيار الإستغناء عن تلك القيادات ويمكن ان دائما تبدأ بدايات جديدة والشكوى اليوم ليس من قلة وجود شيوخ الحركة في القيادة ولكن الشكوى من قلة وجود مستقبل الحركة بينما ماضيها وحاضرها موجود بكثافة ولكن مستقبلها ضعيف جدا وهذا ماثل الآن ولذلك لابد من استيراتيجة واضحة لذلك وان كان مقصود من توزيع تلك المصاحف احداث موازنة بين الأجيال فنحن في حاجة اكبر الآن لإحداث هذه الموازنة وادخال اجيال جديدة وليس في العمل الناشط فقط وانما حتى في المؤسسات الحاكمة كمجلس الشورى والمكتب القيادي وغيرها
*هل كانت القيادات التى اهداها الترابي مصاحفا هي مجلس شورى الحركة وقتها؟
-لا كانوا مجرد قيادات ولم يكونوا مجلس الشورى وحتى المجلس الذى انعقد فيما بعد لم يجتمع بقرار قانونى وكان مجلسا شبه مجمد بحكم الواقع فأثناء الجبهة الإسلامية ما كان لمجلس الشورى ان ينعقد وكانت وظيفته النظر في الأمور الإستيراتيجية فقط وطوال سنوات الجبهة الإسلامية الأربع كان الذى ينعقد هو مجلس هيئة شورى الجبهة الإسلامية ولم تدع حاجة لإجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية الا عندما بدأ التفكير في ان الحركة باتت في حاجة للنظر في وضعها الإستيراتيجي واذا ما كانت ستمضى للإنتخابات في تلك الظروف المعلومة والتى استبعدت فيها واخرجت من المؤسسات مع تهديد لتجميد الشريعة ام انها لن تمضى للإنتخابات وعليها ان تجترح مسارا جديدا فأجتمع مجلس الشورى ورأى ألا فائدة من مهادنة هؤلاء الناس وقرر بالإجماع على التغيير مع وجود صوت واحد فقط تحفظ عليه
*دكتور قيل انك شبهت يوما مسير الترابي بمسير الآخرين برجل كبير يقود طفلا على الطريق وبواقع خطوات الأول وليس الأخير-ما صحة هذا؟
-هذا لم يكن قولا وانما كانت حديثا بيني وبينه في وقت من الأوقات والترابي كان متعجلا لعمل اشياء كثيرة و بسرعة كبيرة وكان حديثي من باب المناصحة وان الساير ينبغي ان يسير بخطوات الجميع وليس خطواته هو والا انقطع ومن يسير سريعا ينقطع من الركب هذا ان كنا متأكدين على انه كان يسير في الإتجاه الصحيح !
*هل اثر تعليق بعض مؤسسات الحركة ذلك الوقت على عملها الإجتماعي وهو دورها الأساس
- نعم ولكن بأثر محدود فقواعد الحركة كانت تقوم بدورها الدعوي ولم يمنعها احد وهذا ليس عملا سياسيا اما النشاط الذى كانت عليه شبهة سياسية فهذا ما جمد حتى على مستوى القواعد وان كان ذلك التجميد بتصرف من تلك القواعد وليس بقرار من القيادة وذلك حتى لا يتم استفزاز الآخرين خاصة وان الأحزاب قد حلت وفي ذلك الوقت نشط العمل الدعوي جدا من خلال تنفيذ مشروع الدعوة الشاملة والألف داعية وعالم ومشاريع اخرى ضخمة جدا في وقت كان مطلوب فيه الا تنشط الحركة الإسلامية سياسيا وربما كان ذلك امرا مباركا وذلك لأنه ولما سمح لها بالعمل السياسي اختل الميزان بطريقة غير مناسبة
* دكتور لديكم حزب وفيه امانات تعني بشؤون الدعوة والفكر الم يكفكم عن الحركة ؟
لا يكفي الحزب عن الحركة والحزب ليس كل اعضاءه مسلمين حتى يصبحوا حركة اسلامية خاصة في الفترة التى كان فيها جنوب السودان جزء مؤسس من الحزب وكان هناك عشرات الآلاف من الجنوبيين ان لم نقل مئات الآلاف منهم اعضاء في الحزب وحتى الآن فإن الحزب مفتوح للمسلمين وغير المسلمين وللمتدينين وغير المتدينين وحتى الأخير هذا من الممكن ان يكون مقتنعا بمشروعك الإجتماعي وهناك احزاب في اوربا لها رؤى تقوم على المبادئ المسيحية ويصوت لها في الإنتخابات حتى العلمانيين واللادينيين الذين يقتنعون بمشاريعها الإجتماعية والسياسية وان لم يكونوا على قناعة بالدين ونحن وعلى الرغم من اننا في بلد فيه قبول واسع للدين الا ان هذا لا يعني اغفال دور غير المسلم وغير المتدين ان اراد ان يكون مواليا سياسيا ويدفعنا على طريق انجاز مشروعنا فلماذا نرفضه وليس هناك غضاضة في هذا وظل استيعاب هؤلاء مساير للحركة الإسلامية منذ بداياتها وحتى اليوم متمثل على الترتيب في احزاب جبهة الدستور وجبهة الميثاق والجبهة الإسلامية و المؤتمر الوطنى اليوم وكانت مكاتب ومجالس شورى الحركة الإسلامية ايضا موجودة ولكنها كانت محصورة في القضايا الإستيراتيجية بينما كانت قضايا السياسة اليومية من نصيب الحزب السياسي
*دكتور ما حاجتكم اصلا لحزب سياسي يجمع كل هؤلاء وانتم حركة لها اهداف محددة ومن المفترض ان تكون وسائلها كذلك ؟
-اولا انا محتاج لحزب اصل به للسلطة وحتى لا تقف احزاب اخرى كالشيوعي او البعث حائط صد بالسلطة امام مشروعي وانا محتاج للسلطة نفسها كأداة لخدمة مشروعي للإصلاح الإجتماعي ومن يرددون هذا القول اصلا اناس مغرضيين ويريدون للحركة الإسلامية ان تتحجم وان تبقى صغيرة كما هو حادث في باكستان والتي تجربة الجماعة الإسلامية فيها فاشلة حتى الآن فالجماعة هناك مصرة على ان تعمل في السياسة كجماعة اسلامية ورغم ان لها مقبولية سياسية واسعة الا انها لا تقبل اعضاءا فيها الا بشروط ولا تعمل في السياسة الا بأعضائها وهي من اقدم الجماعات الإسلامية في العالم واوسعها صفا واقدرها فكرا ولكنها ظلت مضطهدة لأنها اتخذت هذى الإستيراتيجية الصفوية والسؤال هل الغرض من الحركة عمل جمعية تواصي بالشعائر والأخلاق الحسنة ام اننى اريد عمل تغيير اجتماعي شامل ؟!وان كان الغرض هو الثاني فعلينا ان نتذكر ان الرسول (ص)قاتل بسلاح صفوان في حنين ومات ودرعه مرهونة ليهودي وتحالف مع يهود في المدينة
*بهذا العمل كأنك تجعل الحزب للسياسة والحركة للدين ؟
-الدين نظرية توحيدية ويدخل على الأشياء كما يدخل الهواء ولا يوجد شئ خالي من الدين ومن يقولون بغير ذلك قلوبهم خالية من الإيمان وهنالك تمييز بين اوجه النشاط وهذا موجود حتى في الدين بين هذا وذاك وكلها متفاوتة ولكنها كلها دين وان كان البعض لا يفهمون هذا فالمشكل في رؤوسهم وليست الدين وممارسة السياسة ليست كممارسة الشعائر فالأولى لها مقاصد وزرائع ووسائل وآداب واعراف مختلفة ومجتمع متنوع اكثر من مجتمع الجامع ولذا عندما نعمل سياسة لا نعمل كما نكون في المسجد والحزب ايضا ليس هو وسيلتنا الوحيدة للعمل السياسي ولدينا مؤسسات اخرى نعمل بها كهيئة الأعمال الفكرية –مثلا –ولكننا نعمل بها على مستوي الفكر وهيئات اجتماعية اخرى نعمل بها ايضا وهي تجلب لنا نوع من المحبة والولاء وكل ذلك سياسة واعضاء الحزب هم من ينشؤون تلك الأجسام وهى تدور كما يدور الحزب
*بهذا لا تمارس الحركة الإسلامية نشاطا سياسيا مباشرا؟
-الحركة الإسلامية لم تمارس عملا سياسيا بعنوانها الا في الجامعات فقط وسمت نفسها الإتجاه الإسلامية وان سمت نفسها مؤخرا بالحركة الإسلامية الوطنية ام اسم الحركة وحتى مسمى الإخوان المسلمون فلم يستخدم اصلا في نشاط سياسي عام وفي الفترة بين جعفر نميري والأحزاب استخدم الناس اسم الإتجاه الإسلامي في الندوات فقط وهي فترة محدودة
*اذا الحركة التى امينها العام اليوم الأستاذ الزبير احمد حسن لن تمارس السياسة؟
-لن تمارسها الا في اطار بناء الخطوط الإستيراتيجية ومثلا لن نترك امانة اقامة الشريعةالإسلامية لأي حزب حتى وان كان المؤتمر الوطنى وكذلك لن نترك له وحده حراسة المشروع الإسلامي في السودان وكافة ما يضمن استقامة المسيرة وهي بذلك تحتفظ بالإستيراتيجي وتترك اليومي للحزب وهي تقدم موجهاتها العامة لأعضاءها وهؤلاء يتبنونها في الحزب
*دكتور ما هو وضع الحركة الإسلامية القانوني اليوم والذى بموجبه تمارس العمل ؟
-هذا سؤال لا مسوغ له وهو غير مشروع ومغرض بغرض غير نبيل سواء ان هناك بعض الناس يعتقدون بأنهم و بهذه (الفلاحة) يمكن ان يحاصروا الحركة الإسلامية وانا لا اعنيك انت فأنت ناقل لهذا القول ولا اريد ان اقول الكفر وارد على اصحاب القول والذين يريدون به ان الحركة محدودة لماذا لا يسأل احدهم عن تسجيل الختمية والأنصار او القادرية والسمانية وهذه بطبيعتها مؤسسات اجتماعية ولا تسجل للعمل في كل الدنيا وتسجل عندما تتجه لنشاط معين كالفكر او الثقافة وهذا ما نقوم به من خلال منظمات كأروقة وهيئة الأعمال الفكرية والأصلاح والمواساة وذلك لحاجة مثل تلك الأعمال لمرافق عامة وموارد وهنا يكون التسجيل
*اذا الحركة الإسلامية مثلها مثل الطوائف الدينية كالختمية والأنصاروغيرها ؟
- لا ليست مثلها وانا ضربت لك مثلا حتى تفرق بين الأشياء وهناك كيانات ذات طابع اجتماعي ولكنها ليست بالضرورة ان تكون متشابهة وهذا قياس مع الفارق والتسجيل يكون عند الإتجاه لنشاط معين وبواجهة محددة ان كان سياسي فتكون الأحزاب وان كان ثقافي اوفكري له لافتات معينة تسجل وهذا معمول به للجميع والتشبيه للحركة على انها كيان اجتماعي كالكيانات التى ذكرتها لك ولكنها ليست طائفة مثلها والدليل ان من نكن تقدير عالي لما خرج منها خرج معه 3%
*هناك حديث عن تراجع دور الحركة الفكري؟
- البعض لا يفرقون بين الإنتاج الفكري وبين والدور الفكري فالأول ينتج من خلال انشطة معروفة ومن قال لك ان هذا الإنتاج قل اليوم يكون غير صادق ولكن بمقياس عضوية الحركة والفرص المتاحة نتائج هذا العمل اقل بكثير مما هو متوقع
*دكتور كتبت مؤخرا بالزميلة الرأي العام مقالا بعنوان(كذب المنجمون وما صدقوا)فدعني اقرأ عليك هذا المقولة واريد تعليقك عليها وهي للأستاذ محمود محمد طه في العام 1977م
(من الأفضل للشعب السوداني ان يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية اذ انها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذى الجماعة - وسوف تيسطر هذى الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية وسوف تزيق الشعب الأمرين وسوف يدخلون بلادنا في فتنة تحيل نهارها الي ليل وسوف تنتهي فيما بينهم وسوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا)بماذا تعلق عليها؟
-لا تعليق لي على مقولة هذا النبي الكاذب وان كنت مصدق انه نبي فكان من الممكن اعلق على نبواءته ولكن ليس لدي وقت اضيعه على قول نبي كاذب
*هناك كثير من الإسلاميين اعربوا عن ندمهم على استلام السلطة؟
*كم هم هؤلاء ومن هم ؟
-الدكتور الترابي على رأسهم؟
-ضاحكا والسبب معلوم وان كان في السلطة لما كان نادما ولا اعلم هل ندمه في الدخول في السلطة ام الخروج منها لأنه لم يكن هناك دخول لما كان هناك خروج !
*بعض الشباب يقولون ان الحركة لوصبرت على الديمقطراطية لجاءتها السلطة بلا انقلاب؟
-هذا كلام بلا قيمة علمية ومن يقول هذا من هؤلاء الشباب لو كانوا قد عاشوا تلك الظروف لما قالوا هذا القول والخيارات تدرس في اطارها الزمني والمكاني وانا عاد بي الزمن لتلك الأطر لأتخذت نفس القرار فلقد كان واضحا ان الهمة الدولية والأقليمية والتوابع المحليين متجهيين لإستصال الشريعة نهائيا كمشروع وكحركة مؤيدة له وهم حتى اليوم وبعد استقرار الشريعة في وجدان الناس لا يزالون يتلجلجون وتعرفهم في اقوالهم ومواقفهم من التزامنا الديني وهم دائما في موقف المساومة
*الي ماذا تعيد التململ وسط شباب الحركة اليوم؟
-لماذا تسميه تململا ؟انا اسميه ظاهرة طبيعية وتفاوت في الآراء ومن الطبيعي ان يفرز ذلك عدم رضا ووجود الشباب في الحركة اليوم نحو70%وفي قيادتها اقل من 7%وان كان مرد عدم الرضا لهذا الأمر فهذا مفهوم بالنسبة لهم ولتمثيل المرأة ايضا وان كنت لا ارى الحل في الترجي من الخارج ولابد ان يدخلوا من الباب
*صوت هؤلاء الشباب بدأ يرتفع جدا وهم لا يتحدثون عن تمثيل وانما عن المسيرة كلها ؟
*من اصحاب الصوت العالي هؤلاء؟!
*مجموعة سائحون مثلا؟
-هذا تضخيم للأمر سائحون صفحة في الإنترنت فيها ناس من الشعبي وآخرون لم نسمع بهم من قبل في المجاهدون وان كان فيها مجاهدون صادقون وكل هؤلاء اراؤهم متفاوتة ولكن الحديث يدور وكأن هناك حزب جديد اسمه السائحون وقبلا كانت هناك جمعية بهذا الإسم وعملها الشهيد عبدالقادر علي وكان المراد بها السياحة دعوة في الأرض والمرابطة للجهاد والغريبة ان انشط الناس في الكتابة السريعة والكثيرة والعدائية هم الشعبيون وهم مكشوفين بالنسبة للمجاهدين الآخرين وهذى فرصة لهم للتعبير ونحن لا نمنعهم والشعب سيعرفهم كلما تحدثوا اكثر ونحن لن نشقى بهذه المعرفة ونحن لا نرفض دعاوي الإصلاح الداخلية ومن قواعد الحركة وهي ليست موضوع خلاف وآخر حركة تغيير في المؤتمر الوطنى غيرت اكثر من 70% من الأمانات و100%من رؤساء القطاعات ولدينا ورقة لمراجعة السياسات استغرقت تسعة اشهر فهل هناك حزب يقوم بتغيير كهذا ؟!
*والحديث عن التغيير في الجهاز التنفيذى؟
- انا في المكتب القيادي ولم اسمع بذلك وان قرأته في الصحف وهي تكتب ما تريد والتغييرات
*المحاولة التخريبية الأخيرة الا تعتبر مؤشرا على ان الأوضاع (ليست على ما يرام) في الحزب والحركة؟
-الأوضاع ليست على ما يرام عند بعض الناس والذين من الواضح انهم انهزموا عند الحملات التشكيكية وبعضهم ربما عنده اسباب للغضب من هذا القرار او ذاك الشخص وهذا موجود في اي حزب اما ان يتم التعبير عن هذا الغضب ضد حزبك وخارج مؤسساته فهذا هو غير المقبول وانت قد تتفهم الظاهرة ولكنك لا تعذرها فهناك من يكون قد غضب لإحالته للمعاش فغضب واخذته الحماقة وانت قد تتفهم الغضب ولكن لن تعذر اي موقف وانا لن اتحدث عن اي اشخاص لأنهم في موضع اشتباه وهذا يفترض البراءة حتى تثبت ادانتهم ولا يجوز اصلا لا دينا ولا خلقا الحديث عنهم وهم لم يوجه اليهم اتهام حتى الآن
*بلا اسماء الا شكل لكم الإشتباه في المشتبه فيهم صدمة خاصة وانهم من القيادات المعروفة؟
- ما شكل لنا صدمة حقيقة اذا صح الإشتباه وتحول الي تهمة سلوكهم وليس الظاهرة لأنها ظاهرة بشرية وحدثت حتى بين الصحابة وان كان هذا لا يعني ان ما حدث لا يشكل صدمة او خيبة امل فلقد شكلت لنا ازمة وخيبة امل وسوف نجلس على الأرض لدراسة ما جرى واثاره في المستقبل ونحن جماعة تحاول دائما ان تتبصر في الأمور وهذا العمل ما يجعلنا دائما نتجاوز التحديات
الحوار مع الدكتور امين حسن عمر لا يحتاج الي تقدمة مثلما لا يحتاج (امين)نفسه الي تعريف وان كان الحوار معه يلزمه تعليق و(امين) نفسه يستحق توصيفا وسنترك هذا وذاك لمساحة اخرى وندعو انفسنا والقراء (هنا والآن) لهذه المادة الدسمة والتى قدمها لنا الدكتور امين حسن عمر
حوار بكري المدني بمشاركة معتز بركات
المحاولة التخريبية شكلت لنا ازمة وصدمة ولكن ..
*دكتور امين من المفترض ان تنتهي الحركة الإسلامية ببلوغها مرحلة الدولة وهذا يطرح السؤال ما دواعي عودة الحركةالإسلامية اليوم؟
-بداية هذا افتراض خاطئ وليس هدف الحركة الإسلامية ان تصل الي الدولة فهي حركة اجتماعية وهدفها الإصلاح الإجتماعي اساسا والدولة واحدة من وسائلها لهذا الإصلاح وعندما تصل الحركة للدولة تكون هذه مرحلة ازالة غالبية العوائق من امام الحركة لإنفاذ مشروعها وبعض المشروع ينفذ بواسطة الدولة نفسها ولكن ليس كل المشروع تنفذه الدولة وغالبيته يضطلع به المجتمع وذلك وفق الرؤية الإسلامية والتي تقدم المجتمع على الدولة دائما والخطاب القراني للمجتمع وليس للسلطان ومرحلة الدولة هي المرحلة التى تنفتح فيها الآفاق امام العمل الإسلامي والذى ينبغي ان يتعاظم لا ان يتراجع اما ان كان هناك تركيز على التقدم بسرعة نحو الدولة فهو عمل تاكتيكي وذلك لأن الدولة لم تصبح مجرد معوق اساسي لأهداف ومقاصد الحركة ولكن لإنتظامها ووجودها نفسه ولسلامة اعضاءها ولهذا اصبحت الدولة اولوية بحكم الواقع ولكنها ليست اولوية بحكم المقصد والأخير هو التحول الإجتماعى على نهج اسلامي
*على ذلك فإن وجود الحركة كتنظيم مطلوب على استمرار؟!
- ليس على استمرار طبعا فإذا انتقلت كل وظائفها للمجتمع ستذوب الحركة تلقائيا فيه وهناك فرق بين الوصول للدولة وفاعلية المجتمع والذى بالإنتقال الذى اشرت اليه يصبح كل المجتمع وكأنه اصبح حركة اسلامية والفرق بين مؤسسات المجتمع و الحركة الإسلامية ان الأخيرة مجموعة ناشطة برؤية محددة لتحقيق مقاصد معينة وفق اولويات معينة واذا انتقل هذا الترتيب للشعب كله واصبح غالبية الشعب ناشطا يكون وجود الحركة اشبه بوجود المصباح في رائعة النهار!
*اذا حل للحركة الإسلامية بمجئ الإنقاذ كان خاطئا ؟
- هي لم تحل وهذا القول (غلط) وما حدث كان تعليقا لبعض مستويات العمل فيها بمعنى علقت بعض مؤسساتها ولا احد يستطيع حل قواعد الحركة الإسلامية والذى علق كان هو مجلس الشورى وانا نفسي كنت عضوا فيه وعلق كذلك المكتب التنفيذى واحيلت مهام الجسمين للجنة سباعية وتمثلت فيها قيادات من الحركة الإسلامية وهذا الإجراء تم لأغراض التأمين ولحساسية تلك المرحلة والتى لم تكن تحتمل توسيع تداول المعلومات فيها ولا تحتمل ايضا اضاعة الوقت في شورى واسعة وحتى هذا التعليق رفع في العام 1996م بقرار من مجموعة اللجنة السباعية التى دعت مجلس الشورى للإنعقاد والمجلس اتخذ قرارا برفع تعليق مؤسسات الحركة واضافة اعدادا اخرى اليه وللقاعدة من المستقطبيين للحركة الإسلامية منذ سنوات وتم ذلك بنسبة 2-1وكانت الأولى من الجدد والثانية من القادمين وهذا اثار وقتها اعتراض البعض بمحاذير تذويب مجلس شوري الحركة في مجلس غالبا مستقطب بواسطة الأمين العام اومجموعة قليلة وقتها ولكن ذلك ما مضى وتوسع مجلس الشورى من اربعين عضوا حتى بلغ ثلاثمائة عضو
*اذا قرار تعليق بعض مؤسسات الحركة بمجئ الإنقاذ من خلال مجلس الشورى وليس بفعل فرد او قائد معين؟
- نعم كان قرار مجلس شورى ولقد حدثت في هذا القرار حاجة عجيبة فالمجلس كان قد اتخذ القرار قبل التغيير وبعد التغيير جاء بعض الناس لدى رئيس ذلك المجلس البروفيسور ابراهيم احمد عمر متسائلين عن صحة قرار حل مجلس الشورى فقام بجمع اعضاء ذلك المجلس واعلن تعليقه مجددا ولهذا فإنه القرار الذى اتخذ مرتين لتأكيده !
*اذا ما يثيره البعض ان الترابي حل الحركة بعد مجئ الإنقاذ وقام بتوزيع مصاحف على بعض شيوخها رواية غير صحيحة ؟!
- مسألة المصاحف هذى مختلفة وهي حدثت بعد التغيير صحيح انها حدثت ولكن الناس اختلفوا في تفسيرها فالدكتور الترابي فعلا دعا مجموعة من القيادات التاريخية وشكرهم على مجهودهم ووزع لهم مصتحف قال لهم نحن مقبلين علي مرحلة جديدة ولقد اختلف الناس على تفسير هذا الأمر ومن الممكن ان يؤول شخص هذا الأمر بإعتبار انه احالة للمعاش وآخر بأنه اعلان لبداية جديدة وبخطة وجيل جديد من دون استغناء عن القيادات وانا لا اعتقد ان حركة عاقلة من الممكن ولا اهتم الترابي بالمضي الي خيار الإستغناء عن تلك القيادات ويمكن ان دائما تبدأ بدايات جديدة والشكوى اليوم ليس من قلة وجود شيوخ الحركة في القيادة ولكن الشكوى من قلة وجود مستقبل الحركة بينما ماضيها وحاضرها موجود بكثافة ولكن مستقبلها ضعيف جدا وهذا ماثل الآن ولذلك لابد من استيراتيجة واضحة لذلك وان كان مقصود من توزيع تلك المصاحف احداث موازنة بين الأجيال فنحن في حاجة اكبر الآن لإحداث هذه الموازنة وادخال اجيال جديدة وليس في العمل الناشط فقط وانما حتى في المؤسسات الحاكمة كمجلس الشورى والمكتب القيادي وغيرها
*هل كانت القيادات التى اهداها الترابي مصاحفا هي مجلس شورى الحركة وقتها؟
-لا كانوا مجرد قيادات ولم يكونوا مجلس الشورى وحتى المجلس الذى انعقد فيما بعد لم يجتمع بقرار قانونى وكان مجلسا شبه مجمد بحكم الواقع فأثناء الجبهة الإسلامية ما كان لمجلس الشورى ان ينعقد وكانت وظيفته النظر في الأمور الإستيراتيجية فقط وطوال سنوات الجبهة الإسلامية الأربع كان الذى ينعقد هو مجلس هيئة شورى الجبهة الإسلامية ولم تدع حاجة لإجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية الا عندما بدأ التفكير في ان الحركة باتت في حاجة للنظر في وضعها الإستيراتيجي واذا ما كانت ستمضى للإنتخابات في تلك الظروف المعلومة والتى استبعدت فيها واخرجت من المؤسسات مع تهديد لتجميد الشريعة ام انها لن تمضى للإنتخابات وعليها ان تجترح مسارا جديدا فأجتمع مجلس الشورى ورأى ألا فائدة من مهادنة هؤلاء الناس وقرر بالإجماع على التغيير مع وجود صوت واحد فقط تحفظ عليه
*دكتور قيل انك شبهت يوما مسير الترابي بمسير الآخرين برجل كبير يقود طفلا على الطريق وبواقع خطوات الأول وليس الأخير-ما صحة هذا؟
-هذا لم يكن قولا وانما كانت حديثا بيني وبينه في وقت من الأوقات والترابي كان متعجلا لعمل اشياء كثيرة و بسرعة كبيرة وكان حديثي من باب المناصحة وان الساير ينبغي ان يسير بخطوات الجميع وليس خطواته هو والا انقطع ومن يسير سريعا ينقطع من الركب هذا ان كنا متأكدين على انه كان يسير في الإتجاه الصحيح !
*هل اثر تعليق بعض مؤسسات الحركة ذلك الوقت على عملها الإجتماعي وهو دورها الأساس
- نعم ولكن بأثر محدود فقواعد الحركة كانت تقوم بدورها الدعوي ولم يمنعها احد وهذا ليس عملا سياسيا اما النشاط الذى كانت عليه شبهة سياسية فهذا ما جمد حتى على مستوى القواعد وان كان ذلك التجميد بتصرف من تلك القواعد وليس بقرار من القيادة وذلك حتى لا يتم استفزاز الآخرين خاصة وان الأحزاب قد حلت وفي ذلك الوقت نشط العمل الدعوي جدا من خلال تنفيذ مشروع الدعوة الشاملة والألف داعية وعالم ومشاريع اخرى ضخمة جدا في وقت كان مطلوب فيه الا تنشط الحركة الإسلامية سياسيا وربما كان ذلك امرا مباركا وذلك لأنه ولما سمح لها بالعمل السياسي اختل الميزان بطريقة غير مناسبة
* دكتور لديكم حزب وفيه امانات تعني بشؤون الدعوة والفكر الم يكفكم عن الحركة ؟
لا يكفي الحزب عن الحركة والحزب ليس كل اعضاءه مسلمين حتى يصبحوا حركة اسلامية خاصة في الفترة التى كان فيها جنوب السودان جزء مؤسس من الحزب وكان هناك عشرات الآلاف من الجنوبيين ان لم نقل مئات الآلاف منهم اعضاء في الحزب وحتى الآن فإن الحزب مفتوح للمسلمين وغير المسلمين وللمتدينين وغير المتدينين وحتى الأخير هذا من الممكن ان يكون مقتنعا بمشروعك الإجتماعي وهناك احزاب في اوربا لها رؤى تقوم على المبادئ المسيحية ويصوت لها في الإنتخابات حتى العلمانيين واللادينيين الذين يقتنعون بمشاريعها الإجتماعية والسياسية وان لم يكونوا على قناعة بالدين ونحن وعلى الرغم من اننا في بلد فيه قبول واسع للدين الا ان هذا لا يعني اغفال دور غير المسلم وغير المتدين ان اراد ان يكون مواليا سياسيا ويدفعنا على طريق انجاز مشروعنا فلماذا نرفضه وليس هناك غضاضة في هذا وظل استيعاب هؤلاء مساير للحركة الإسلامية منذ بداياتها وحتى اليوم متمثل على الترتيب في احزاب جبهة الدستور وجبهة الميثاق والجبهة الإسلامية و المؤتمر الوطنى اليوم وكانت مكاتب ومجالس شورى الحركة الإسلامية ايضا موجودة ولكنها كانت محصورة في القضايا الإستيراتيجية بينما كانت قضايا السياسة اليومية من نصيب الحزب السياسي
*دكتور ما حاجتكم اصلا لحزب سياسي يجمع كل هؤلاء وانتم حركة لها اهداف محددة ومن المفترض ان تكون وسائلها كذلك ؟
-اولا انا محتاج لحزب اصل به للسلطة وحتى لا تقف احزاب اخرى كالشيوعي او البعث حائط صد بالسلطة امام مشروعي وانا محتاج للسلطة نفسها كأداة لخدمة مشروعي للإصلاح الإجتماعي ومن يرددون هذا القول اصلا اناس مغرضيين ويريدون للحركة الإسلامية ان تتحجم وان تبقى صغيرة كما هو حادث في باكستان والتي تجربة الجماعة الإسلامية فيها فاشلة حتى الآن فالجماعة هناك مصرة على ان تعمل في السياسة كجماعة اسلامية ورغم ان لها مقبولية سياسية واسعة الا انها لا تقبل اعضاءا فيها الا بشروط ولا تعمل في السياسة الا بأعضائها وهي من اقدم الجماعات الإسلامية في العالم واوسعها صفا واقدرها فكرا ولكنها ظلت مضطهدة لأنها اتخذت هذى الإستيراتيجية الصفوية والسؤال هل الغرض من الحركة عمل جمعية تواصي بالشعائر والأخلاق الحسنة ام اننى اريد عمل تغيير اجتماعي شامل ؟!وان كان الغرض هو الثاني فعلينا ان نتذكر ان الرسول (ص)قاتل بسلاح صفوان في حنين ومات ودرعه مرهونة ليهودي وتحالف مع يهود في المدينة
*بهذا العمل كأنك تجعل الحزب للسياسة والحركة للدين ؟
-الدين نظرية توحيدية ويدخل على الأشياء كما يدخل الهواء ولا يوجد شئ خالي من الدين ومن يقولون بغير ذلك قلوبهم خالية من الإيمان وهنالك تمييز بين اوجه النشاط وهذا موجود حتى في الدين بين هذا وذاك وكلها متفاوتة ولكنها كلها دين وان كان البعض لا يفهمون هذا فالمشكل في رؤوسهم وليست الدين وممارسة السياسة ليست كممارسة الشعائر فالأولى لها مقاصد وزرائع ووسائل وآداب واعراف مختلفة ومجتمع متنوع اكثر من مجتمع الجامع ولذا عندما نعمل سياسة لا نعمل كما نكون في المسجد والحزب ايضا ليس هو وسيلتنا الوحيدة للعمل السياسي ولدينا مؤسسات اخرى نعمل بها كهيئة الأعمال الفكرية –مثلا –ولكننا نعمل بها على مستوي الفكر وهيئات اجتماعية اخرى نعمل بها ايضا وهي تجلب لنا نوع من المحبة والولاء وكل ذلك سياسة واعضاء الحزب هم من ينشؤون تلك الأجسام وهى تدور كما يدور الحزب
*بهذا لا تمارس الحركة الإسلامية نشاطا سياسيا مباشرا؟
-الحركة الإسلامية لم تمارس عملا سياسيا بعنوانها الا في الجامعات فقط وسمت نفسها الإتجاه الإسلامية وان سمت نفسها مؤخرا بالحركة الإسلامية الوطنية ام اسم الحركة وحتى مسمى الإخوان المسلمون فلم يستخدم اصلا في نشاط سياسي عام وفي الفترة بين جعفر نميري والأحزاب استخدم الناس اسم الإتجاه الإسلامي في الندوات فقط وهي فترة محدودة
*اذا الحركة التى امينها العام اليوم الأستاذ الزبير احمد حسن لن تمارس السياسة؟
-لن تمارسها الا في اطار بناء الخطوط الإستيراتيجية ومثلا لن نترك امانة اقامة الشريعةالإسلامية لأي حزب حتى وان كان المؤتمر الوطنى وكذلك لن نترك له وحده حراسة المشروع الإسلامي في السودان وكافة ما يضمن استقامة المسيرة وهي بذلك تحتفظ بالإستيراتيجي وتترك اليومي للحزب وهي تقدم موجهاتها العامة لأعضاءها وهؤلاء يتبنونها في الحزب
*دكتور ما هو وضع الحركة الإسلامية القانوني اليوم والذى بموجبه تمارس العمل ؟
-هذا سؤال لا مسوغ له وهو غير مشروع ومغرض بغرض غير نبيل سواء ان هناك بعض الناس يعتقدون بأنهم و بهذه (الفلاحة) يمكن ان يحاصروا الحركة الإسلامية وانا لا اعنيك انت فأنت ناقل لهذا القول ولا اريد ان اقول الكفر وارد على اصحاب القول والذين يريدون به ان الحركة محدودة لماذا لا يسأل احدهم عن تسجيل الختمية والأنصار او القادرية والسمانية وهذه بطبيعتها مؤسسات اجتماعية ولا تسجل للعمل في كل الدنيا وتسجل عندما تتجه لنشاط معين كالفكر او الثقافة وهذا ما نقوم به من خلال منظمات كأروقة وهيئة الأعمال الفكرية والأصلاح والمواساة وذلك لحاجة مثل تلك الأعمال لمرافق عامة وموارد وهنا يكون التسجيل
*اذا الحركة الإسلامية مثلها مثل الطوائف الدينية كالختمية والأنصاروغيرها ؟
- لا ليست مثلها وانا ضربت لك مثلا حتى تفرق بين الأشياء وهناك كيانات ذات طابع اجتماعي ولكنها ليست بالضرورة ان تكون متشابهة وهذا قياس مع الفارق والتسجيل يكون عند الإتجاه لنشاط معين وبواجهة محددة ان كان سياسي فتكون الأحزاب وان كان ثقافي اوفكري له لافتات معينة تسجل وهذا معمول به للجميع والتشبيه للحركة على انها كيان اجتماعي كالكيانات التى ذكرتها لك ولكنها ليست طائفة مثلها والدليل ان من نكن تقدير عالي لما خرج منها خرج معه 3%
*هناك حديث عن تراجع دور الحركة الفكري؟
- البعض لا يفرقون بين الإنتاج الفكري وبين والدور الفكري فالأول ينتج من خلال انشطة معروفة ومن قال لك ان هذا الإنتاج قل اليوم يكون غير صادق ولكن بمقياس عضوية الحركة والفرص المتاحة نتائج هذا العمل اقل بكثير مما هو متوقع
*دكتور كتبت مؤخرا بالزميلة الرأي العام مقالا بعنوان(كذب المنجمون وما صدقوا)فدعني اقرأ عليك هذا المقولة واريد تعليقك عليها وهي للأستاذ محمود محمد طه في العام 1977م
(من الأفضل للشعب السوداني ان يمر بتجربة حكم جماعة الهوس الديني وسوف تكون تجربة مفيدة للغاية اذ انها بلا شك سوف تكشف مدى زيف شعارات هذى الجماعة - وسوف تيسطر هذى الجماعة على السودان سياسيا واقتصاديا حتى لو بالوسائل العسكرية وسوف تزيق الشعب الأمرين وسوف يدخلون بلادنا في فتنة تحيل نهارها الي ليل وسوف تنتهي فيما بينهم وسوف يقتلعون من ارض السودان اقتلاعا)بماذا تعلق عليها؟
-لا تعليق لي على مقولة هذا النبي الكاذب وان كنت مصدق انه نبي فكان من الممكن اعلق على نبواءته ولكن ليس لدي وقت اضيعه على قول نبي كاذب
*هناك كثير من الإسلاميين اعربوا عن ندمهم على استلام السلطة؟
*كم هم هؤلاء ومن هم ؟
-الدكتور الترابي على رأسهم؟
-ضاحكا والسبب معلوم وان كان في السلطة لما كان نادما ولا اعلم هل ندمه في الدخول في السلطة ام الخروج منها لأنه لم يكن هناك دخول لما كان هناك خروج !
*بعض الشباب يقولون ان الحركة لوصبرت على الديمقطراطية لجاءتها السلطة بلا انقلاب؟
-هذا كلام بلا قيمة علمية ومن يقول هذا من هؤلاء الشباب لو كانوا قد عاشوا تلك الظروف لما قالوا هذا القول والخيارات تدرس في اطارها الزمني والمكاني وانا عاد بي الزمن لتلك الأطر لأتخذت نفس القرار فلقد كان واضحا ان الهمة الدولية والأقليمية والتوابع المحليين متجهيين لإستصال الشريعة نهائيا كمشروع وكحركة مؤيدة له وهم حتى اليوم وبعد استقرار الشريعة في وجدان الناس لا يزالون يتلجلجون وتعرفهم في اقوالهم ومواقفهم من التزامنا الديني وهم دائما في موقف المساومة
*الي ماذا تعيد التململ وسط شباب الحركة اليوم؟
-لماذا تسميه تململا ؟انا اسميه ظاهرة طبيعية وتفاوت في الآراء ومن الطبيعي ان يفرز ذلك عدم رضا ووجود الشباب في الحركة اليوم نحو70%وفي قيادتها اقل من 7%وان كان مرد عدم الرضا لهذا الأمر فهذا مفهوم بالنسبة لهم ولتمثيل المرأة ايضا وان كنت لا ارى الحل في الترجي من الخارج ولابد ان يدخلوا من الباب
*صوت هؤلاء الشباب بدأ يرتفع جدا وهم لا يتحدثون عن تمثيل وانما عن المسيرة كلها ؟
*من اصحاب الصوت العالي هؤلاء؟!
*مجموعة سائحون مثلا؟
-هذا تضخيم للأمر سائحون صفحة في الإنترنت فيها ناس من الشعبي وآخرون لم نسمع بهم من قبل في المجاهدون وان كان فيها مجاهدون صادقون وكل هؤلاء اراؤهم متفاوتة ولكن الحديث يدور وكأن هناك حزب جديد اسمه السائحون وقبلا كانت هناك جمعية بهذا الإسم وعملها الشهيد عبدالقادر علي وكان المراد بها السياحة دعوة في الأرض والمرابطة للجهاد والغريبة ان انشط الناس في الكتابة السريعة والكثيرة والعدائية هم الشعبيون وهم مكشوفين بالنسبة للمجاهدين الآخرين وهذى فرصة لهم للتعبير ونحن لا نمنعهم والشعب سيعرفهم كلما تحدثوا اكثر ونحن لن نشقى بهذه المعرفة ونحن لا نرفض دعاوي الإصلاح الداخلية ومن قواعد الحركة وهي ليست موضوع خلاف وآخر حركة تغيير في المؤتمر الوطنى غيرت اكثر من 70% من الأمانات و100%من رؤساء القطاعات ولدينا ورقة لمراجعة السياسات استغرقت تسعة اشهر فهل هناك حزب يقوم بتغيير كهذا ؟!
*والحديث عن التغيير في الجهاز التنفيذى؟
- انا في المكتب القيادي ولم اسمع بذلك وان قرأته في الصحف وهي تكتب ما تريد والتغييرات
*المحاولة التخريبية الأخيرة الا تعتبر مؤشرا على ان الأوضاع (ليست على ما يرام) في الحزب والحركة؟
-الأوضاع ليست على ما يرام عند بعض الناس والذين من الواضح انهم انهزموا عند الحملات التشكيكية وبعضهم ربما عنده اسباب للغضب من هذا القرار او ذاك الشخص وهذا موجود في اي حزب اما ان يتم التعبير عن هذا الغضب ضد حزبك وخارج مؤسساته فهذا هو غير المقبول وانت قد تتفهم الظاهرة ولكنك لا تعذرها فهناك من يكون قد غضب لإحالته للمعاش فغضب واخذته الحماقة وانت قد تتفهم الغضب ولكن لن تعذر اي موقف وانا لن اتحدث عن اي اشخاص لأنهم في موضع اشتباه وهذا يفترض البراءة حتى تثبت ادانتهم ولا يجوز اصلا لا دينا ولا خلقا الحديث عنهم وهم لم يوجه اليهم اتهام حتى الآن
*بلا اسماء الا شكل لكم الإشتباه في المشتبه فيهم صدمة خاصة وانهم من القيادات المعروفة؟
- ما شكل لنا صدمة حقيقة اذا صح الإشتباه وتحول الي تهمة سلوكهم وليس الظاهرة لأنها ظاهرة بشرية وحدثت حتى بين الصحابة وان كان هذا لا يعني ان ما حدث لا يشكل صدمة او خيبة امل فلقد شكلت لنا ازمة وخيبة امل وسوف نجلس على الأرض لدراسة ما جرى واثاره في المستقبل ونحن جماعة تحاول دائما ان تتبصر في الأمور وهذا العمل ما يجعلنا دائما نتجاوز التحديات
بكري المدني- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 408
نقاط : 26537
تاريخ التسجيل : 16/02/2011
رد: امين حسن عمر -المحاولة الإنقلابية شكلت لنا ازمة وصدمة ولكن
مشكور بكرى المدنى على التنوير الكافى
عباس محمد- مشرف
- مشرف منتدى شعراء المناصير
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2245
نقاط : 30712
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
العمر : 51
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46230
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى