مشروع الحامداب الجديدة
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
مشروع الحامداب الجديدة
مشروع الحمداب الجديدة
الاثنين, 12 نوفمبر 2012 - آخر لحظة
راي: بشيرحسن وقيع الله
هذه الأيام التي تسير مُسرعةً لا ندري ما تحمله في جوفها ليوم غدٍ.. لقد تدافعت أحداث وأحداث في هذه الأسابيع الفائتة.. قطعت لقائي مع القراء لأسابيع.. فالشكر لكل الإخوة الذين اتصلوا بي، وبالصحيفة مستفسرين.. ولولا الأسباب الخالصة القوية لما تغيبت.. فالكتابة ماده تجري في الشرايين تماماً كما يجري الدم. والكاتب الذي يمتهنها لا يستطيع الغياب عنها إلا لأسباب قوية خارجة عن إراداته.. فالكاتب الذي تنشأ بينه وبين القراء صلات وارتباط يصعب عليه الغياب، ويحز في نفسه استفسار القراء عن غيابه.. إن الصِلات التي تنشأ بين الكاتب والقراء صلة ذات طابع خاص تماماً، كما يعجب البعض بالفنانين وبلاعبي الكرة.. بل أكثر لأن صلة القراء أساسها المادة المكتوبة.. وللمادة المكتوبة تأثير في مسار المجتمعات، وفي الحياة العامة.. بعد هذه المقدمة أو الرمية كما يسميها أخونا الكاتب البوني، أتطرق إلى موضوع عادت لي ذكرياته وأنا استمع لبعض الإخوان يتحدثون عنه، إنه مشروع الحمداب عند منطقة الملتقى بمحلية الدبة، لقد عرفتُ أن هذا المشروع متوقف تماماً منذ فترة ولأسباب فنية ومالية، وربما إدارية.. إن الذي يتصور أن منطقة الحمداب الجديدة تقع على بعد عدة كيلومترات في جوف الصحراء في منطقة قوشابي، وأن العامل الأساسي للحياة فيها هو المياه، وهذا الأمر يرجع بي لذاكرة الأيام عندما كان أهلنا سكان الحمداب يعيشون في مناطقهم جنوب مدينة كريمة، وقد كنت في ذلك الوقت أعمل كسؤول إداري أول بتلك المنطقة.. فقد كانت ديارهم من أجمل المناطق بجذرها ونخيلها، ومراكبهم التي تغدو وتروح بين الجزر والضفة الشرقية والغريبة، وإنتاجهم الوفير من الخضروات والمحاصل، وفوق ذلك كله ناس الحمداب المميزين في كل شيء.
ولكن عندما دعا داعي الوطن لبوا النداء مضحيين بكل ذلك، رغم أن وضعهم الاقتصادي كان مميزاً حيث أنهم كانوا يسوقون خرافهم الشهيرة ومحاصيلهم الوفيرة بمدينة كريمة وما جاورها، ولكن نداء الوطن كان أقوى من مصالحهم الخاصة، فتم اختيار منطقة الملتقى كوطن جديد.. ومن الصدف الغريبة أن تم نقلي إلى الدبة التي تضم الوطن الجديد، وقد شاركت في المراحل الأولى لاختيار الموقع، ولكن عندما غادرت المنطقة إلى موقع عمل آخر بشمال كردفان، عرفت أن الموقع المقترح قد تراجع عدة كيلومترات في اتجاه الصحراء، لعدم الالتزام بتوصيل المياه الكافية للزراعة والشرب.. وبالفعل تم إنشاء مشروعاً ضخماً بقنوات واسعة تدفقت مياهه في تلك الصحراء اليباب.. وسارعت أجهزت الإعلام لنقل أعياد الحصاد وتصوير مزارع البرسيم وشتول النخيل ومساحات القمح.
ولكن سرعان ما دبت الإخفاقات وتشتت مسؤولية تسيير المشروع بين هيئة السد باعتباره من المشاريع المصاحبة وبين الولاية، وقد شهدت في العام قبل الماضي مناديب الحمداب يستنجدون بالولاية الشمالية لتخصيص وقود للمشروع، وفي العام الذي يليه كما نشرت أجهزة الإعلام فإن أهل الحمداب قد احتلوا طريق الشريان في تلك المنطقة تعبيراً عما تعانيه منطقتهم من عطش.
إنني أقول: إن الحياة في تلك البقعة دون مياه لا تُطاق، وإن وضعهم الاقتصادي لا يشمل أي شيء سوى الزراعة وتربية الحيوانات، وكل ذلك يعتمد اعتماداً كاملاً على تشغيل المشروع بقوته الكاملة.. إن هذا الأمر يحتاج إلى عمل مسؤول، وإلى تحديد مسؤولية تسيير مشروع الحمداب بمنطقة الملتقى .. إنه التزام أخلاقي من الدولة عند الترحيل، وأن هؤلاء القوم الأفاضل قد جاءوا بطيب خاطر، ثقة في الوعود بل ثقة في حقهم المشروع.. إنها لم تكن كوعود الانتخابات بل إنها وعود حق واجب إنفاذه، مرتبط بحياتهم، فهل تتحرك الجهات المعنية لوضع حد نهائي لحسم ما يواجه مشروع الحمداب الجديدة من معوقات من وقت لآخر.
الاثنين, 12 نوفمبر 2012 - آخر لحظة
راي: بشيرحسن وقيع الله
هذه الأيام التي تسير مُسرعةً لا ندري ما تحمله في جوفها ليوم غدٍ.. لقد تدافعت أحداث وأحداث في هذه الأسابيع الفائتة.. قطعت لقائي مع القراء لأسابيع.. فالشكر لكل الإخوة الذين اتصلوا بي، وبالصحيفة مستفسرين.. ولولا الأسباب الخالصة القوية لما تغيبت.. فالكتابة ماده تجري في الشرايين تماماً كما يجري الدم. والكاتب الذي يمتهنها لا يستطيع الغياب عنها إلا لأسباب قوية خارجة عن إراداته.. فالكاتب الذي تنشأ بينه وبين القراء صلات وارتباط يصعب عليه الغياب، ويحز في نفسه استفسار القراء عن غيابه.. إن الصِلات التي تنشأ بين الكاتب والقراء صلة ذات طابع خاص تماماً، كما يعجب البعض بالفنانين وبلاعبي الكرة.. بل أكثر لأن صلة القراء أساسها المادة المكتوبة.. وللمادة المكتوبة تأثير في مسار المجتمعات، وفي الحياة العامة.. بعد هذه المقدمة أو الرمية كما يسميها أخونا الكاتب البوني، أتطرق إلى موضوع عادت لي ذكرياته وأنا استمع لبعض الإخوان يتحدثون عنه، إنه مشروع الحمداب عند منطقة الملتقى بمحلية الدبة، لقد عرفتُ أن هذا المشروع متوقف تماماً منذ فترة ولأسباب فنية ومالية، وربما إدارية.. إن الذي يتصور أن منطقة الحمداب الجديدة تقع على بعد عدة كيلومترات في جوف الصحراء في منطقة قوشابي، وأن العامل الأساسي للحياة فيها هو المياه، وهذا الأمر يرجع بي لذاكرة الأيام عندما كان أهلنا سكان الحمداب يعيشون في مناطقهم جنوب مدينة كريمة، وقد كنت في ذلك الوقت أعمل كسؤول إداري أول بتلك المنطقة.. فقد كانت ديارهم من أجمل المناطق بجذرها ونخيلها، ومراكبهم التي تغدو وتروح بين الجزر والضفة الشرقية والغريبة، وإنتاجهم الوفير من الخضروات والمحاصل، وفوق ذلك كله ناس الحمداب المميزين في كل شيء.
ولكن عندما دعا داعي الوطن لبوا النداء مضحيين بكل ذلك، رغم أن وضعهم الاقتصادي كان مميزاً حيث أنهم كانوا يسوقون خرافهم الشهيرة ومحاصيلهم الوفيرة بمدينة كريمة وما جاورها، ولكن نداء الوطن كان أقوى من مصالحهم الخاصة، فتم اختيار منطقة الملتقى كوطن جديد.. ومن الصدف الغريبة أن تم نقلي إلى الدبة التي تضم الوطن الجديد، وقد شاركت في المراحل الأولى لاختيار الموقع، ولكن عندما غادرت المنطقة إلى موقع عمل آخر بشمال كردفان، عرفت أن الموقع المقترح قد تراجع عدة كيلومترات في اتجاه الصحراء، لعدم الالتزام بتوصيل المياه الكافية للزراعة والشرب.. وبالفعل تم إنشاء مشروعاً ضخماً بقنوات واسعة تدفقت مياهه في تلك الصحراء اليباب.. وسارعت أجهزت الإعلام لنقل أعياد الحصاد وتصوير مزارع البرسيم وشتول النخيل ومساحات القمح.
ولكن سرعان ما دبت الإخفاقات وتشتت مسؤولية تسيير المشروع بين هيئة السد باعتباره من المشاريع المصاحبة وبين الولاية، وقد شهدت في العام قبل الماضي مناديب الحمداب يستنجدون بالولاية الشمالية لتخصيص وقود للمشروع، وفي العام الذي يليه كما نشرت أجهزة الإعلام فإن أهل الحمداب قد احتلوا طريق الشريان في تلك المنطقة تعبيراً عما تعانيه منطقتهم من عطش.
إنني أقول: إن الحياة في تلك البقعة دون مياه لا تُطاق، وإن وضعهم الاقتصادي لا يشمل أي شيء سوى الزراعة وتربية الحيوانات، وكل ذلك يعتمد اعتماداً كاملاً على تشغيل المشروع بقوته الكاملة.. إن هذا الأمر يحتاج إلى عمل مسؤول، وإلى تحديد مسؤولية تسيير مشروع الحمداب بمنطقة الملتقى .. إنه التزام أخلاقي من الدولة عند الترحيل، وأن هؤلاء القوم الأفاضل قد جاءوا بطيب خاطر، ثقة في الوعود بل ثقة في حقهم المشروع.. إنها لم تكن كوعود الانتخابات بل إنها وعود حق واجب إنفاذه، مرتبط بحياتهم، فهل تتحرك الجهات المعنية لوضع حد نهائي لحسم ما يواجه مشروع الحمداب الجديدة من معوقات من وقت لآخر.
خالد عابدين- Admin
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2564
نقاط : 33572
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
رد: مشروع الحامداب الجديدة
جزاء سنمار
ومواعيد عرقوب
تسلم يا ريس
ومواعيد عرقوب
تسلم يا ريس
سامى احمد محمد- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1075
نقاط : 25348
تاريخ التسجيل : 04/07/2012
رد: مشروع الحامداب الجديدة
السيد خالد عابدين تحية كما ذكرت ان مشروع الحامداب ال الي نهاية مؤسفة ومحزنة ولقد عاني متاثري سد مروي مرارات كثيرة ولقد ذكر الرئيس قبل يومين ان مرضة قد يكون كفارة لة لما حدث من ظلم لبعض مواطنية واني اري ومواصلة في هذا الاتجاة سوف سوف يبدا مايعرف باالتحكيم في مقبل الايام لمتاثري سد مروي هل لهذا الموضوع علاقة بكفارة مرض الرئيس ام انة مجرد صدفة ؟؟؟؟؟
هذا نتاج تحليل ليس الا
هذا نتاج تحليل ليس الا
هاشم علي الجزولي- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1704
نقاط : 31983
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: مشروع الحامداب الجديدة
مشكورين الأحوة الكرام . دعوة المظلومين ليس بينها وبين الله الحكم العدل حجاب ..
إن شاء الله تكون صحوة ضمير ...
إن شاء الله تكون صحوة ضمير ...
الفكى احمد- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1979
نقاط : 31213
تاريخ التسجيل : 24/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى