حديث الجمعة

سامى احمد محمد كتب:

روى عن الشيخ بن المبارك أنهم فى أحد السنين جدبوا جدباً شديداً وقحطت الأرض وكاد أن يهلك الناس والبهائم فخرج الشيوخ وطلبة العلم إلى الصحراء ليصلوا صلاة الإستثقاء عسى أن يمطمروا . ولكن السماء لم تمطر وتم تكرار الصلاة ثلاث أيام والحال كما هو حتى كاد الناس أن ييأسوا . ولما كان الشيخ بن المبارك يتعبد ذات ليلة مظلمة فى الصحراء إذا برجل جاء ووقف غير بعيد من بن المبارك و لم يراه وأخد الرجل يرفع يديه إلى السماء دون أن يصلى وهو يقول : للهم إنى أقسم عليك أن تغيثنا . فقال بن المبارك فماهى إلا لحظات قليلة فإذا السماء تمطر والغيث ينهمر كأنه من أفواه القرب . ثم إنصرف الرجل ظاناً أن لا أحد قد رآه . فتبعه بن المبارك حتى عرفه ، فإذا هو رقيق عند أحد أغنياء البلد . ولما كان الصباح ذهب الشيخ بن المبارك للرجل وطلب منه أن يبعه إحد عبيده دون أن يحدده . فقال الرجل لبن المبارك مثلك لا يرد و أخذ يستعرض أمامه كل مفتول العضلات حسن الهيئة إلا صاحبه . و فى كل مرة يرد بن المبارك لا أريد هذا لا أريد هذا حتى وصل للنهاية . حينها قال الرجل لبن المبارك عجيب أمرك ألم تجد فى كل هؤلاء مبتغاك . والله ماتبقى عندى إلا عبد شؤم دائم البكاء فى تلك الخربة . فقال بن المبارك أريده هو . فقال الرجل لبن المبارك خذه بماعندك . فأخذه بن المبارك وذهب به إلى المسجد . ولما دخلا إلى المسجد قص عليه بن المبارك ما رأى منه ليلة أمس وأنه إشتراه ليعتقه لما رأى منه . فتغير وجهه وتوجه إلى القبلة ورفع يديه إلى السماء يدعو : اللهم و قد إنكشف مابينى وبينك اللهم فاقبضنى إليك الساعة . و ما إن أنزل يديه حتى خر صريعاً وقد فاضت روحه .

الفكى احمد كتب:حــديث الجمعــــة ، ما أجمله من حديث ...