ذكريات أول رحلة خارج السودان

مرت علي كثير من المشغوليات في الفترات السابقة فكنت حيناً أغيب نماماً عن المنتدي وأحياناً أخرى أدخل سريع وأطلع وأحياناً مشاركات بسيطة وتعليقات

ومازلت الآن في بعض تلك المشغوليات ولكني أردت أن أشارك بشيئ فقد طال الإنقطاع وخشيت أن أصدأ وينساني الزمن وتتناساني الناس وينفض من حولي الأحباب فالبعيد عن المنتدى بعيد عن المجموعة

أردت في هذا البوست أن اشارك أخواني في المنتدى ذكريات أول رحلة لي خارج السودان بما فيها من لحظات مؤلمة ومافيها من أيام جميلة وما بينهما من بعض المواقف بعضها محرج وبعضها مضحك

ولكن قبل أن أبدأ بسرد تلك الذكريات هناك مقدمة لابد منها تنبني عليها كثير من وقائع تلك الرحلة

أعود لأيام الثانوي العالي عندما كنا ندرس في مدرسة عطبرة الثانوية تلك المدرسة التي كانت على ماتقى النيلين نهر النيل والعطبراوي. المدرسة كانت تأخذ ستة فصول أعلى ناس جابوا درجات من المتوسطة كانوا في فصل واحد فيه على ما أظن ثلاثين طالب كان منهم واحد وعشرون منصوري. ولكن لما جينا ندخل الجامعة لم يدخل مننا سوى العدد القليل حيث تفوق علينا أولاد الفصول الأخرى ومعظمهم كان من أولاد المدن وخاصة عطبرة ونحنا ضربتنا صدمة الحضارة لأنو أنا وكتير من رفاقي لم نغادر المناصير إلا حين دخولنا عطبرة الثانوية. ولما جينا نقدم للجامعات كنا لانعرف ماهي الكليات في الجامعات ولا شفنا الخرطوم بي عينا ونحنا بنمتحن للجامعة. وهذا الحال ينطبق على معظمنا. فكان بعضنا ممكن يدخل طب الجزيرة أو طب جوبا ولكن لقلة المعرفة دخلوا بيطرة وكليات تعبانة. أنا كنت من بعض المحظوظين فقد كنت مسطع على قطر كريمة وكان معي الأخ شرف الدين عمر الخليفة الحجازي ربنا يطراه بالخير ويمد في أيامه وله التحية من هنا فقد ذكر لي بأن أقدم الجامعة الإسلامية تخصص محاسبة حيث كنت مآخذ رياضيات تخصص. وطبعاً ماكنت أعرف أنه الجامعة الإسلامية فيها محاسبة وإقتصاد وغيرها كنت أعتبر أنها عربي ودين فقط.

دخلنا الجامعة ويرضو ضربتنا حمى الحضارة ولكن أيام عطبرة الثانوية كانت خففت شوية من لسعتها. وكان في الإجازات إتحاد الطلاب يسير رحلات لمختلف ولايات السودان مجانية, ولكن كنا لانشارك فيها . وأنا ومعظم أولاد المناصير معي وتراهم ما كانوا كتيرين كنا حوالي خمسة كنا ننزل البلد لشوقنا الشديد ليها وكمان عشان نمشي نسوق الصيفي ونساعة أهالينا في الزراعة

خلصت الجامعة وتم تعييني مساعد تدريس في الجامعة وبعدها باربعة سنوات تم إبتعاثي لبريطانيا لنيل درجة الماجستير والدكتوراة

جات البعثة وأنا عمري ما ركبت طائرة ولا أعرف كيف يتم الحجز ولا ولا ولا يعني زول أبيض من البالة



تعالوا نشوف في الحلقة القادمة أيش الحصل

تمااام عودا حميدا ...... وان شاء الله متابعين
علشان نعرف الكثير منك عن ايامك فى مدينة الضباب...... لندن
ومنتظرين الحلقة القادمة

سرد رائع ومعلومات قيمة غائبة عنا يا دكتور حسين
واصل السرد وما تقطعنا فى دقش
وربنا يديك العافية ويرد غربتك حتى نجدك بيننا بحى العرضة بامدرمان

ها والجاى شكلوا احلا واجمل يادكتور شوقتنا كلنا لنا مواقف
بس انت دول اوربا مرة واحدة عن جد ناضلت والله يكرمك بما تريد يادكتور ..........
ود الحمود
محمد سليمان الحمود

كان معي زميلي أزهري عبد الله البشير من أولاد الجزيرة مساعد تدريس في الجامعة الإسلامية حينها - توفي رحمه الله قبل حوالي أربعة سنوات, رحمه الله رحمة واسعة - تم توظيفنا مع بعض في الجامعة كان هو تخصص قانون وكنت أنا محاسبة

بعد أن عملنا مساعدين تدريس في الجامعة الإسلامية لمدة أربع سنوات حيث كانت البعثات مقفولة لشح النقد الأجنبي قاموا ناس التعليم العالي فتحوا الإبتعاث لمساعدين التدريس وحملة الماجستير في الجامعات, وبعد أن حصلنا أنا وزميلي أزهري على قبول من جامعة ويلز في بريطانيا بدانا رحلة متابعة التعليم العالي لإكمال إجراءات السفر

لما كملنا إجراءات السفر كان الكلام ده في بداية فبراير 1991 م وكان حينها حرب الخليج لإخراج العراق من الكويت وكانت الحرب في نهايتها, طبعاً أيام الحرب توقف معظم الطيران العالمي, وبالتالي لما خلصت إجراءاتنا وبقينا على السفر كان الخطوط السودانية والتي من المفترض أن نسافر عليها كموظفين حكومة واقفة كغيرها من الخطوط الأخرى, ولكن ناس الجامعة تجاملوا معنا وقالوا لنا أمشوا شوفوا أي خطوط شغالة وتعالوا نعطيكم تذاكر عليها, فوجدنا أن الطيران الأثيوبي والطيران الكيني بدأ العمل, وفعلاً ناس الجامعة مشكورين أعطونا تذاكر على الخطوط الكينية

طبعاً من أدبيات ومعلومات الطيران أنك لما تجي تقطع تذاكر مسافر لبلد غير بلدك يلزموك بأن تقطع التذاكر ذهاب وإياب عشان لو البلد الماشي ليها رفضت إستقبالك لأي سبب يكون عندك تذكرة ترجع بيها, لأنو لو ماعندك تذكرة ورجعوك يلزموا شركة الطيران إرجاعك على حسابها وتفادياً لذلك يقطعوا ليك ماشي وجايي, ولكن في حالتنا نحنا كنا ماشين نقعد قرابة السنتين لعمل الماجستير, وبالتالي الخطوط الكينية وافقوا يقطعوا لينا تذاكر ذهاب فقط

نحنا ده كله ما عندنا خبره لأنو ناس الجامعة هم الذين قطعوا لينا التذاكر, موش قلت ليكم نحن وقتها كنا من البالة بيض

طبعاً الطائرة الكينية كانت تجي من القاهرة إلى الخرطوم وركبنا فيها وتذهب إلى نيروبي ثم منها إلى لندن

ركبنا الطائرة من الخرطوم أنا وزميلي أزهري ووصلنا إلى نيروبي مساء وكان من المفروض حسب حجزنا ننتظر ساعتين ونآخذ الطائرة من نيروبي إلى لندن, وعندما جاء وقت الطائرة ذهبنا إلى الكاونتر عشان نأخذ كرت دخول الطائرة بدأ الجماعة الكينيين يتلولوا علينا ورفضوا يعطونا كرت دخول الطائرة بحجة أنه ليس لدينا تذاكر عودة, فذكرنا لهم أن مكتبهم في الخرطوم هو الذي أعطانا التذاكر ذهاب فقط بناء على قبول الجامعة البريطانية والعودة لن تكون الآن, المهم نأخذ ونعطي معاهم والإنجليزي بتاعنا ماهو على قدر كده, المهم الطائرة المفروض نسافر فيها قامت وفضلنا أنا وزميلي في المطار

أتاري الحكاية أنو كينيا دي فيها أكبر درجة فساد في العالم وهي بلد سياحي تلقى المطار كله أجانب من الدول الأروبية بي دولار واحد ممكن ترشي كل المطار بل كل البلد, القصد أنه حجزنا إتباع ركبوا فيه ناس غيرنا

في مطار نيروبي يوجد مطعم خمسة نجوم فيه ما لذ وطاب من اللحوم والعصائر والفواكة والحلويات ونحنا جايين جديدين من البالة ماشفنا حاجات زي ده ولا حلمنا بيها حاجات لم تراها عيوننا من قبل ولم تسمع بها آذاننا بوفيه فخم بالجد, فكانوا يعطونا تذاكر عشان نمشي نأكل مجان في ذلك المطعم, طبعاً أنا وصاحبي نضرب ساكت في أنواع اللحوم ولم نكن ندري أن ذلك اللحم فطيس لأنه غير مذبوح على الطريقة الإسلامية ونحن نضرب ساكت ولاعندنا فيه خبر, طبعاً بعدين لما مشينا بريطانيا عرفنا أنه في حاجة أسمها ذبح حلال وذبح غير حلال, نسأل الله تعالى أن يسامحنا

بعد ما إتعشينا أنا وزميلي وملينا من اللحم الفطيس جينا رقدنا في المطار في كنب جلوس وثير, وفي الصباح كانت هناك طائرة أخرى فمشينا الكاونتر عشان نآخذ كرت دخول الطائرة فقالوا لنا هذه المرة أن تأشيرة الدخول لبريطانيا والطالعة من السفارة البريطانية في السودان مزورة ولازم نآخدها للسفارة هنا عشان نتأكد منها, ياأخوانا دي مصيبة شنو دي, المهم في واحد شغال في المطار لاحظ جوطتنا مع ناس الكاونتر فجاءنا وقال الناس ديل مابسفروكم وأنا سأعطيكم هاتف السفارة السودانية هنا تتصلوا بيها يجوا يحلوا ليكم مشكلتكم ولكن في مقابل ذلك أعطيكم فلوس تشتروا لي خمرة من الأسواق الحرة في المطار. بالمناسبة نيروبي فيها أسواق حرة في المطار ضخمة ترمح فيها الخيل ما تجيب آخرها مشغلاها دولة الأمارات

طبعا رفضنا عرضه ذلك ولكن أعطيناه دولار واحد عشان يجيب لينا تلفون السفارة السودانية وكمان يوفر لينا هاتف نتصل منو وفعلاً أتصلنا بالسفارة السودانية ووضحنا لهم حالنا بأننا مبعوثين من جهة حكومية, وفعلاً في دقائق وصل إلينا الملحق الثقافي السوداني ورطن معاهم باللهجة بتاتهم وقالوا له خلاص العصر في طائرة سوف نسفرهم فيها, ولما جاء يمشي قال الجماعة ديل فاسدين وأنا متأكد بعد ما أمشي ماحا يسفروكم وإن حصل ذلك إتصوا علي

طبعا جاء العصر وبرضو لم يسفرونا وبقينا لليوم الثالث طبعاً كل الوجبات نمشي نضرب في المطعم, وفي صباح اليوم الثالث كمان إتصلنا بالملحق الثقافي وجزاه الله خير كمان جانا وأخذ جوازاتنا وتذاكرتنا ومشى حول التذاكر على الخطوط الجوية البريطانية, وفي المساء كانت الطائرة تحلق في سماء نيروبي متجهة إلى لندن

وصلنا لندن صباح اليوم التالي, ما حصل لنا في مطار لندن وفي داخل لندن سأتركها للحلقة القادمة بإذن الله تعالى

آسف على الإطالة

دكتور حسين النافعابي

رمضان كريم

وكل عام وأنتم بخير والاسره

قصص السيرة الذاتية في بداية الحياة والدراسة من أمتع القصص لصدقها

والعقبات التي تقابلها لها حلاوة ومذاق خاص جدا

ليتنا نستفيد ويستفيد الاجيال منها

بارك الله فيك ودعواتك في مدينة المصطفي (ص)1

واختفى صاحب الرحله وتركنا ننتظر ونترقب شوقا للحلقات القادمات
تحركنا معه من كينيا ولكن......
الصبر ___ الدكتور باين عليه جدا مشغول
الله يعطيه العافية

انشاء يا اميره يعود الدكتور ليكمل لنا المشاور

انتي عارفه يا اميره لدي ملاحظه.....ان الناس البنستفيد منهم ومن تجاربهم دائما يسجلو غياب ويكون مكانهم فاضي لا يمتلئ الا بهم....
تسلم د كتور حسين



انشاء الله نتقابل قريبا في مدينه المصطفي صلي الله عليه وسلم...تحياتي للاسره

اميره على كتب:واختفى صاحب الرحله وتركنا ننتظر ونترقب شوقا للحلقات القادمات
تحركنا معه من كينيا ولكن......
الصبر ___ الدكتور باين عليه جدا مشغول
الله يعطيه العافية

مازلنا ننتظر ونترقب عسي ولعل !!!

أعزائي ساري الليل وسامي أحمد محمد وأخواتي أميره علي ونجلاء زمراوي وكل من مر على هذا البوست لكم التحية والإجلال وشاكر لكم هذا الظن الحسن فإن شاء الله في القريب أواصل وأطلعكم من المطار ولكن أعذروني فقد كانت مشغولياتي كتيرة شديد

الأخت نجلاء نحن في إنتظار وصولك أنت والزعيم الأخ العزيز أحمد عبد الفتاح وتوصلوا بالسلامة