حب المساكين
صفحة 1 من اصل 1
حب المساكين
ومن أخلاقهم رضي الله تعالى عنهم :
حب المساكين والتواضع لهم والنفرة من مجالسة الأغنياء من غير
احتقار لهم ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم
((اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا ،واحشرني في زمرة المساكين ))
وقد كان سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام مع ما أوتي من الملك
إذا دخل المسجد يجالس المساكين ويقول
مسكين جالس مساكين
وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يحب أن ينادي
(يا مسكين)
ولم يكن أحب إليه إلا هذا الاسم
وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول :يختبر عقل الرجل
بما إذا جلس بجنبه على بساطه مسكين رث الهيئة بغير إذنه
فإن تكدر فهو ناقص العمل
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : بلغنا أن نبيا من
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال : يا رب ،
كيف لي أن أعلم رضاك عني؟ فأوحى الله تعالى إليه
أن انظر رضا المساكين عنك .
وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه زجر جماعة من أهل الصفة في أمر بلغه عنهم رضي الله عن الجميع فبلغ ذلك رسول الله
فقال له : ( لعلك يا أبا بكر أغضبتهم ! إن كنت
أغضبتهم فقد أغضبت ربك قال :
فذهب إليهم
أبو بكر وتعطف بهم وقال : لعلي أغضبتكم فقالوا :
لا ويغفر الله لك يا أبا بكر .
وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول : أتباع الأنبياء في
كل زمان الفقراء والمساكين دون الأغنياء والمتكبرين .
وقد كان رسول الله أشد الناس تواضعا للفقراء وكان إذا جلس عندهم يضع الركبة على الركبة ويقول :
( إنما أنا عبد أجلس كما يجلس العبد)
وفي الحديث :
( من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار) .
قلت: معنى الحديث : - كما قاله بعض العلماء - أن يحب وقوف الناس بين يديه وهو جالس كما يفعل الملوك وبعض مشايخ العجم والله أعلم .
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول :
لم يكن أحد أحب إلينا من النبي
وكنا إذا ورد علينا لا نقوم له لما نعلم من كراهيته لذلك إلا
حسان بن ثابت رضي الله عنه كان يقوم له
ولا يتمالك الصبر عن ذلك ويقول :
لا يليق بمن له دين وعقل أن يراك يا رسول الله
ولا يقوم وكان يقره على ذلك
وقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول :
لا يزداد عبد بمشي الناس معه
إلا بعدا من الله تعالى .
وفي رواية :
لا يزداد العبد بالمشي خلفه من الله تعالى إلا بعدا
وقد قيل ليونس بن عبيد رحمه الله تعالى
لما انصرف من الموقف بعرفة :
كيف كان الناس ؟ قال : بخير إلا أني كنت فيهم ولولا
أن الله تعالى لطف بهم لما أنزل عليهم
رحمة بسببي .
وكان زياد الخيري رحمه الله تعالى يقول :
الزاهد بغير تواضع كالشجرة
التي لا تثمر .
وكان عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى يقول : والله لا أعرف
على وجه الأرض الآن رجلا أشر مني
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يخدم الضيوف بنفسه
ويقوم يصلح المصباح فإذا قيل له في ذلك ! يقول :
قمت وأنا عمر وجلست وأنا عمر .
وكان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى إذا دعي إلى وليمة يجلس
بين المساكين ويلحس الأواني معهم .
قال : وثارت ريح حمراء ، فسألوا عبد الله بن مقاتل رحمه الله أن يدعو لهم فقال : يا ليتني لا أكون سببا لهلاكهم .
قال : فرأى بعضهم النبي تلك الليلة في منامه وقال له : إن الله تعالى دفع عنكم شر ذلك الريح بدعاء عبد الله بن مقاتل حين هضم نفسه .
وقد صلى بشر بن منصور رحمه الله تعالى مرة وأطال ، وكان ذا خشوع وكان خلفه رجل لم يعلم به فلما سلم من صلاته قال له :
يا أخي لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس قد عبد الله تعالى مع الملائكة آلافاً من السنين ثم صار إلى ما تعلم .
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : لقد أدركنا الناس
وهم ينفرون من مجالسة الأغنياء ومن مجالسة
كل غافل عن الله تعالى
وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
لا تدخلوا عن هؤلاء الذين يجمعون الدنيا
ولا ينفقونها في سبيل الله تعالى ،
فإن ذلك مسخطة للرب عز وجل وربما ازدرى أحدكم ما هو فيه
من النعم برؤية أمتعتهم .
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : كم من عالم يدخل على السلطان ومعه دينه ، فيخرج فليس معه من دينه شيء
والعياذ بالله تعالى ! !
وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى يقول :
التعزز على الأغنياء تواضع .
وقد كان حذيفة رضي الله عنه يقول : اتقوا الوقوف على أبواب السلاطين فإنها مواضع الفتن .
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : ما أنصفنا إخواننا الأغنياء
ويقول لي أحدهم : إني أحبك في الله يا أبا الدرداء
فإذا طلبت من أحدهم شيئا من الدنيا فارقني وهرب ويكفينا من
الأغنياء في الشرف فرارهم إلينا عند الشدائد
وعدم فرارنا نحن إليهم .
وقد كان سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى يتجر في الزيت ويقول
: إن في هذا الغنى عن الوقوف على أبواب الأمراء .
وكان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى يقول : صحبة السلطان
خطر عظيم فإنك إن أطعته خاطرت بدينك وإن عصيته خاطرت
بنفسك فالسلامة أن لا تعرفه ولا يعرفك
ولما خالط الزهري السلطان كتب إليه مالك بن دينار يقول :عافانا الله يا أخي مما وقعت فيه من الفتن بعد أن كنت شيخا عالما ختمت عمرك بصحة الظالمين وصرت تحاجج عنهم
إذا أنكر أحد عليهم ولو لم يكن في قربك
منهم إلا أنك آنستهم وطردت وحشتهم
لكفاك ذلك من الإثم
ثم أن مالكا هجره إلى أن مات
فاعلم يا أخي ذلك وإياك ومجالسة الأغنياء وأبناء الدنيا إلا
لضرورة شرعية يسوغ لك معها ذلك
حب المساكين والتواضع لهم والنفرة من مجالسة الأغنياء من غير
احتقار لهم ، عملا بقوله صلى الله عليه وسلم
((اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا ،واحشرني في زمرة المساكين ))
وقد كان سليمان بن داود عليهما الصلاة والسلام مع ما أوتي من الملك
إذا دخل المسجد يجالس المساكين ويقول
مسكين جالس مساكين
وكان عيسى عليه الصلاة والسلام يحب أن ينادي
(يا مسكين)
ولم يكن أحب إليه إلا هذا الاسم
وكان سفيان الثوري رحمه الله تعالى يقول :يختبر عقل الرجل
بما إذا جلس بجنبه على بساطه مسكين رث الهيئة بغير إذنه
فإن تكدر فهو ناقص العمل
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : بلغنا أن نبيا من
الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قال : يا رب ،
كيف لي أن أعلم رضاك عني؟ فأوحى الله تعالى إليه
أن انظر رضا المساكين عنك .
وروي أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه زجر جماعة من أهل الصفة في أمر بلغه عنهم رضي الله عن الجميع فبلغ ذلك رسول الله
فقال له : ( لعلك يا أبا بكر أغضبتهم ! إن كنت
أغضبتهم فقد أغضبت ربك قال :
فذهب إليهم
أبو بكر وتعطف بهم وقال : لعلي أغضبتكم فقالوا :
لا ويغفر الله لك يا أبا بكر .
وقد كان عبد الله بن عباس رضي الله عنهما يقول : أتباع الأنبياء في
كل زمان الفقراء والمساكين دون الأغنياء والمتكبرين .
وقد كان رسول الله أشد الناس تواضعا للفقراء وكان إذا جلس عندهم يضع الركبة على الركبة ويقول :
( إنما أنا عبد أجلس كما يجلس العبد)
وفي الحديث :
( من سره أن يتمثل له الناس قياما فليتبوأ مقعده من النار) .
قلت: معنى الحديث : - كما قاله بعض العلماء - أن يحب وقوف الناس بين يديه وهو جالس كما يفعل الملوك وبعض مشايخ العجم والله أعلم .
وكان أنس بن مالك رضي الله عنه يقول :
لم يكن أحد أحب إلينا من النبي
وكنا إذا ورد علينا لا نقوم له لما نعلم من كراهيته لذلك إلا
حسان بن ثابت رضي الله عنه كان يقوم له
ولا يتمالك الصبر عن ذلك ويقول :
لا يليق بمن له دين وعقل أن يراك يا رسول الله
ولا يقوم وكان يقره على ذلك
وقد كان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول :
لا يزداد عبد بمشي الناس معه
إلا بعدا من الله تعالى .
وفي رواية :
لا يزداد العبد بالمشي خلفه من الله تعالى إلا بعدا
وقد قيل ليونس بن عبيد رحمه الله تعالى
لما انصرف من الموقف بعرفة :
كيف كان الناس ؟ قال : بخير إلا أني كنت فيهم ولولا
أن الله تعالى لطف بهم لما أنزل عليهم
رحمة بسببي .
وكان زياد الخيري رحمه الله تعالى يقول :
الزاهد بغير تواضع كالشجرة
التي لا تثمر .
وكان عبد العزيز بن أبي رواد رحمه الله تعالى يقول : والله لا أعرف
على وجه الأرض الآن رجلا أشر مني
وكان عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى يخدم الضيوف بنفسه
ويقوم يصلح المصباح فإذا قيل له في ذلك ! يقول :
قمت وأنا عمر وجلست وأنا عمر .
وكان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى إذا دعي إلى وليمة يجلس
بين المساكين ويلحس الأواني معهم .
قال : وثارت ريح حمراء ، فسألوا عبد الله بن مقاتل رحمه الله أن يدعو لهم فقال : يا ليتني لا أكون سببا لهلاكهم .
قال : فرأى بعضهم النبي تلك الليلة في منامه وقال له : إن الله تعالى دفع عنكم شر ذلك الريح بدعاء عبد الله بن مقاتل حين هضم نفسه .
وقد صلى بشر بن منصور رحمه الله تعالى مرة وأطال ، وكان ذا خشوع وكان خلفه رجل لم يعلم به فلما سلم من صلاته قال له :
يا أخي لا يعجبنك ما رأيت مني ، فإن إبليس قد عبد الله تعالى مع الملائكة آلافاً من السنين ثم صار إلى ما تعلم .
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : لقد أدركنا الناس
وهم ينفرون من مجالسة الأغنياء ومن مجالسة
كل غافل عن الله تعالى
وقد كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول :
لا تدخلوا عن هؤلاء الذين يجمعون الدنيا
ولا ينفقونها في سبيل الله تعالى ،
فإن ذلك مسخطة للرب عز وجل وربما ازدرى أحدكم ما هو فيه
من النعم برؤية أمتعتهم .
وكان الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى يقول : كم من عالم يدخل على السلطان ومعه دينه ، فيخرج فليس معه من دينه شيء
والعياذ بالله تعالى ! !
وكان عبد الله بن المبارك رحمه الله تعالى يقول :
التعزز على الأغنياء تواضع .
وقد كان حذيفة رضي الله عنه يقول : اتقوا الوقوف على أبواب السلاطين فإنها مواضع الفتن .
وكان أبو الدرداء رضي الله عنه يقول : ما أنصفنا إخواننا الأغنياء
ويقول لي أحدهم : إني أحبك في الله يا أبا الدرداء
فإذا طلبت من أحدهم شيئا من الدنيا فارقني وهرب ويكفينا من
الأغنياء في الشرف فرارهم إلينا عند الشدائد
وعدم فرارنا نحن إليهم .
وقد كان سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى يتجر في الزيت ويقول
: إن في هذا الغنى عن الوقوف على أبواب الأمراء .
وكان ميمون بن مهران رحمه الله تعالى يقول : صحبة السلطان
خطر عظيم فإنك إن أطعته خاطرت بدينك وإن عصيته خاطرت
بنفسك فالسلامة أن لا تعرفه ولا يعرفك
ولما خالط الزهري السلطان كتب إليه مالك بن دينار يقول :عافانا الله يا أخي مما وقعت فيه من الفتن بعد أن كنت شيخا عالما ختمت عمرك بصحة الظالمين وصرت تحاجج عنهم
إذا أنكر أحد عليهم ولو لم يكن في قربك
منهم إلا أنك آنستهم وطردت وحشتهم
لكفاك ذلك من الإثم
ثم أن مالكا هجره إلى أن مات
فاعلم يا أخي ذلك وإياك ومجالسة الأغنياء وأبناء الدنيا إلا
لضرورة شرعية يسوغ لك معها ذلك
عمر بابكر عمر صديق احمد- عضو رائع
- عضو نشيط
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 240
نقاط : 25324
تاريخ التسجيل : 17/05/2011
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى