البشير الى السعودية ووعد بعدم ملاحقته !
صفحة 1 من اصل 1
البشير الى السعودية ووعد بعدم ملاحقته !
خلافات عميقة داخل حزب الديكتاتور.. مخرج آمن للبشير ووعد بعدم ملاحقته وأسرته لرد الأموال المنهوبة.
07-26-2012 12:45 AM
عبد الفتاح عرمان
من واشنطن للخرطوم
أكدت الأمم المتحدة إتهامات حكومة ودولة جنوب السودان للجيش السوداني بقصف مواقع في ولاية غرب بحر الغزال يوم الجمعة الماضي، في إنتهاك صريح لسيادة جوبا على أراضيها، في الوقت الذي كان يتفاوض فيه وزير دفاع المؤتمر الوطني عبد الرحمن محمد حسين مع وفد جنوب السودان برئاسة باقان أموم أوكيج. ويبدو للمراقبين أنه من غير المنطقي أن تقوم الخرطوم بـ"طبز عينها بيدها"، وتأتي تفسيرات المؤتمر الوطني لعملية القذف الجوي بأنها جاءت لتعقب جرحي حركة العدل والمساواة الذين ساعدتهم جوبا لتلقي العلاج داخل مستشفياتها في بحر الغزال!
لكن المعلومات المؤكدة بطرفنا تشير إلى خلافات حادة تعصف بحزب الديكتاتور البشير، حيث أتت عملية القصف الجوي لإفساد أجواء التفاوض الإيجابية بعد لقاء الرئيس سلفا والطاغية البشير. وتفيد مصادرنا إلى أن جهات أمنية وأخرى عسكرية- تنتمي لما تبقي من الحركة الإسلامية داخل الجهازين- مناوئة لمعسكر وزير الدفاع الفاسد عبد الرحيم حسين عمدت مع سبق الإصرار إلى توجيه ضربة جويه داخل ولاية غرب بحر الغزال، دون إصابة هدف محدد لها، بل كانت للتهويش والتشويش، وفض مولد المفاوضات؛ وهو ما حدث بالفعل حيث رفض الوفد الجنوبي المفاوض الإستمرار في المفاوضات في ظل تعدي جيش المؤتمر الوطني على أراضيه. وحتي هذه اللحظة، تمسك وفد جوبا المفاوض بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد الخرطوم إلا بحضور الوساطة الأفريقية، وهو ما تم لهم بالفعل. وعاد عبد الرحيم إلى الخرطوم يجرجر أزيال الخيبة "للتشاور" لكن الهدف الغير معلن هو أنه غاضب مما تم في بحر الغزال، حيث تمت عملية القصف دون إستشارته!، وهو المسؤول الأول عن أمن البلاد.
والمعركة التي دارت رحاها بين أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني وربيع عبد العاطي بعد حلقة (الإتجاه المعاكس) بتلفزيون الجزيرة توضح عمق الخلافات داخل حزب الديكتاتور. إذ أن ربيع عبد العاطي "الخبير الوطني جداً" يمت بصلة رحم بعلي عثمان محمد طه ويستظل بظله، حيث لا ظل له بعد الآن إلا ظل علي، بينما يقف أمين الأعلام، بدر الدين مع تيار الطاغية البشير؛ وهو ومن معه يرون أن الخبير الوطني لم يرد على حديث الدكتور القراي حول فساد الرئيس وأخوانه بالصورة المثلى.
وعلاوة على ذلك، كشفت لنا بعض المصادر عن لقاء جمع بين سيد الخطيب وبعض رؤساء تحرير الصحف المنتمين للحركة الإسلاموية، حيث أطلعهم الخطيب عن مساعٍ يقومون بها من أجل تأمين مخرج آمن للديكتاتور مقابل تنازله عن السلطة، وإختيار خليفته بنفسه. وأشار الخطيب - بحسب مصادرنا - إلى أن برنستون ليمان، المبعوث الأمريكي للسودان قد أكد لهم موافقة إدارة على تأمين مخرج آمن للبشير مقابل التنحي عن الحكم، والإتفاق على حكومة إنتقالية تدير البلاد وتوقف الحرب وتنجز دستوراً جديداً للسودان مقابل إقناع الولايات المتحدة للمجتمع الدولي بأهمية التخلي عن ملاحقة البشير وتوفير ملاذ آمن له في السعودية، وعدم ملاحقة المشير وأسرته لإسترداد الأموال التي نهبوها من الشعب السوداني.
ولم تمضٍ أيام معدودات حتي تلقفت الدكتورة مريم الصادق المهدي هذه المبادرة، مرحبة ومعلنة عن قبول القوي المعارضة بالسيناريو اليمني، في خفة وعجلة بائنة. إذ لا يمكن عملياً المطالبة بالسناريو اليمني دون القيام بما يتطلب ذلك، من الإعداد إلى تظاهرات عا... في قلب الخرطوم وبقية المدن الأخري؛ وبالإتفاق على مثل هكذا سيناريو مع بقية القوي الأخري؛ مثل الشباب ومنظمات المجتمع المدني والجبهة الثورية.
حزب الديكتاتور يقف الآن في مفترق طرق، ما بين التوصل لإتفاق مع حكومة الجنوب وبدء مفاوضات مع الحركة الشعبية في السودان، سيما وأن الديكتاتور وحوارييه يرفعون سقف مطالبهم ويعبئون جماهيرهم مثلم تعبئة قناني المياه الغازية، لذا حينما تكثر عليهم الضغوط وتحملهم القوي الدولية حملاً على التفاوض، تبقي مساحة المناورة محدودة بالنسبة لهم. وتجد أناس أمثال "الخال الرئاسي" وغيره كثر يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حسرة على "كرامة" مفقودة للمؤتمر الوطني. والقاعدة السياسية تقول أن السياسة ليس فيها أصدقاء دائمون بل مصالح دائمة (No permanent friends, but permanent interests).
إعلان الوفد المفاوض لجنوب السودان عن إستعداده لرفع قيمة ترحيل وتكرير برميل النفط الواحد إلى أكثر من تسع دولارات وإعفاء ديونه على السودان التي تبلغ أكثر من خمسمئة مليون دولار وتقديم حزمة من المساعدات لإنعاش الإقتصاد السوداني جاءت إستباقاً للمهلة التي حددها مجلس الأمن للطرفين والتي نتهي في الثاني من أغسطس القادم، لوضع الديكتاتور وحزبه على المحك، حيث تؤكد جدية الطرف الآخر وعدم جدية حزب الديكتاتور في التوصل إلى حلول مرضية للدولتين، ومواجهة سيف العقوبات الدولية. ويجب عدم تفسيرها بأية حال من الأحوال بأنها "هبة" من حكومة الجنوب لفك الخناق عن الديكتاتور الذي تحاصره الأزمات من كل جانب. ويأتي قصف ولاية غرب بحر الغزال من جانب شيطان الإنس في المؤتمر الوطني لتأكيد على العدوان المستمر الذي تمارسه الخرطوم ضد جوبا.
ولا يفوتنا الإشارة إلى مشروع القرار الذي تم تقديمه يوم أمس الاول في الأمم المتحدة لتمديد صلاحيات قوات اليوناميد لمحاربة جيش الرب في دارفور، وهو تطور له ما بعده.
وليس هناك مخرج من الأزمة الحالية غير تنحي البشير وزمرته من الحكم لكن .. فهل تسمع"المقتولة الصايحة؟".
07-26-2012 12:45 AM
عبد الفتاح عرمان
من واشنطن للخرطوم
أكدت الأمم المتحدة إتهامات حكومة ودولة جنوب السودان للجيش السوداني بقصف مواقع في ولاية غرب بحر الغزال يوم الجمعة الماضي، في إنتهاك صريح لسيادة جوبا على أراضيها، في الوقت الذي كان يتفاوض فيه وزير دفاع المؤتمر الوطني عبد الرحمن محمد حسين مع وفد جنوب السودان برئاسة باقان أموم أوكيج. ويبدو للمراقبين أنه من غير المنطقي أن تقوم الخرطوم بـ"طبز عينها بيدها"، وتأتي تفسيرات المؤتمر الوطني لعملية القذف الجوي بأنها جاءت لتعقب جرحي حركة العدل والمساواة الذين ساعدتهم جوبا لتلقي العلاج داخل مستشفياتها في بحر الغزال!
لكن المعلومات المؤكدة بطرفنا تشير إلى خلافات حادة تعصف بحزب الديكتاتور البشير، حيث أتت عملية القصف الجوي لإفساد أجواء التفاوض الإيجابية بعد لقاء الرئيس سلفا والطاغية البشير. وتفيد مصادرنا إلى أن جهات أمنية وأخرى عسكرية- تنتمي لما تبقي من الحركة الإسلامية داخل الجهازين- مناوئة لمعسكر وزير الدفاع الفاسد عبد الرحيم حسين عمدت مع سبق الإصرار إلى توجيه ضربة جويه داخل ولاية غرب بحر الغزال، دون إصابة هدف محدد لها، بل كانت للتهويش والتشويش، وفض مولد المفاوضات؛ وهو ما حدث بالفعل حيث رفض الوفد الجنوبي المفاوض الإستمرار في المفاوضات في ظل تعدي جيش المؤتمر الوطني على أراضيه. وحتي هذه اللحظة، تمسك وفد جوبا المفاوض بعدم الدخول في مفاوضات مباشرة مع وفد الخرطوم إلا بحضور الوساطة الأفريقية، وهو ما تم لهم بالفعل. وعاد عبد الرحيم إلى الخرطوم يجرجر أزيال الخيبة "للتشاور" لكن الهدف الغير معلن هو أنه غاضب مما تم في بحر الغزال، حيث تمت عملية القصف دون إستشارته!، وهو المسؤول الأول عن أمن البلاد.
والمعركة التي دارت رحاها بين أمين الإعلام بالمؤتمر الوطني وربيع عبد العاطي بعد حلقة (الإتجاه المعاكس) بتلفزيون الجزيرة توضح عمق الخلافات داخل حزب الديكتاتور. إذ أن ربيع عبد العاطي "الخبير الوطني جداً" يمت بصلة رحم بعلي عثمان محمد طه ويستظل بظله، حيث لا ظل له بعد الآن إلا ظل علي، بينما يقف أمين الأعلام، بدر الدين مع تيار الطاغية البشير؛ وهو ومن معه يرون أن الخبير الوطني لم يرد على حديث الدكتور القراي حول فساد الرئيس وأخوانه بالصورة المثلى.
وعلاوة على ذلك، كشفت لنا بعض المصادر عن لقاء جمع بين سيد الخطيب وبعض رؤساء تحرير الصحف المنتمين للحركة الإسلاموية، حيث أطلعهم الخطيب عن مساعٍ يقومون بها من أجل تأمين مخرج آمن للديكتاتور مقابل تنازله عن السلطة، وإختيار خليفته بنفسه. وأشار الخطيب - بحسب مصادرنا - إلى أن برنستون ليمان، المبعوث الأمريكي للسودان قد أكد لهم موافقة إدارة على تأمين مخرج آمن للبشير مقابل التنحي عن الحكم، والإتفاق على حكومة إنتقالية تدير البلاد وتوقف الحرب وتنجز دستوراً جديداً للسودان مقابل إقناع الولايات المتحدة للمجتمع الدولي بأهمية التخلي عن ملاحقة البشير وتوفير ملاذ آمن له في السعودية، وعدم ملاحقة المشير وأسرته لإسترداد الأموال التي نهبوها من الشعب السوداني.
ولم تمضٍ أيام معدودات حتي تلقفت الدكتورة مريم الصادق المهدي هذه المبادرة، مرحبة ومعلنة عن قبول القوي المعارضة بالسيناريو اليمني، في خفة وعجلة بائنة. إذ لا يمكن عملياً المطالبة بالسناريو اليمني دون القيام بما يتطلب ذلك، من الإعداد إلى تظاهرات عا... في قلب الخرطوم وبقية المدن الأخري؛ وبالإتفاق على مثل هكذا سيناريو مع بقية القوي الأخري؛ مثل الشباب ومنظمات المجتمع المدني والجبهة الثورية.
حزب الديكتاتور يقف الآن في مفترق طرق، ما بين التوصل لإتفاق مع حكومة الجنوب وبدء مفاوضات مع الحركة الشعبية في السودان، سيما وأن الديكتاتور وحوارييه يرفعون سقف مطالبهم ويعبئون جماهيرهم مثلم تعبئة قناني المياه الغازية، لذا حينما تكثر عليهم الضغوط وتحملهم القوي الدولية حملاً على التفاوض، تبقي مساحة المناورة محدودة بالنسبة لهم. وتجد أناس أمثال "الخال الرئاسي" وغيره كثر يلطمون الخدود ويشقون الجيوب حسرة على "كرامة" مفقودة للمؤتمر الوطني. والقاعدة السياسية تقول أن السياسة ليس فيها أصدقاء دائمون بل مصالح دائمة (No permanent friends, but permanent interests).
إعلان الوفد المفاوض لجنوب السودان عن إستعداده لرفع قيمة ترحيل وتكرير برميل النفط الواحد إلى أكثر من تسع دولارات وإعفاء ديونه على السودان التي تبلغ أكثر من خمسمئة مليون دولار وتقديم حزمة من المساعدات لإنعاش الإقتصاد السوداني جاءت إستباقاً للمهلة التي حددها مجلس الأمن للطرفين والتي نتهي في الثاني من أغسطس القادم، لوضع الديكتاتور وحزبه على المحك، حيث تؤكد جدية الطرف الآخر وعدم جدية حزب الديكتاتور في التوصل إلى حلول مرضية للدولتين، ومواجهة سيف العقوبات الدولية. ويجب عدم تفسيرها بأية حال من الأحوال بأنها "هبة" من حكومة الجنوب لفك الخناق عن الديكتاتور الذي تحاصره الأزمات من كل جانب. ويأتي قصف ولاية غرب بحر الغزال من جانب شيطان الإنس في المؤتمر الوطني لتأكيد على العدوان المستمر الذي تمارسه الخرطوم ضد جوبا.
ولا يفوتنا الإشارة إلى مشروع القرار الذي تم تقديمه يوم أمس الاول في الأمم المتحدة لتمديد صلاحيات قوات اليوناميد لمحاربة جيش الرب في دارفور، وهو تطور له ما بعده.
وليس هناك مخرج من الأزمة الحالية غير تنحي البشير وزمرته من الحكم لكن .. فهل تسمع"المقتولة الصايحة؟".
نورالهادى- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 4904
نقاط : 41038
تاريخ التسجيل : 11/05/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى