السودان الحاضر والمستقبل

لايخفي علي احد الحال الذي تمر به البلاد فاالبلد الان في وضع مازوم واصبح الجميع مقتنع بان الوضع للاسؤ ففي حديث للسيد الصادق المهدي قبل ايام صرح بان السودان اصبح خارج العالم بمعني اصبح غير مواكب وغير منتج واصبحنا كصاحب الكهف الذي لازال يعيش في الماضي واليوم تطالعنا الصحف بحديث للدكتور الترابي في صحيف جريده الجريده عدد اليوم السابع من ابريل بقوله
الترابي السودان اصبح عاله علي العالم
انتقد الترابي النظام الحاكم وقال انه اذل السودان وجعل جيوش العالم تاتي لحمايتنا واردف ( بلد بقت نجس لازم تطهر جمدوا العقول ومنعوا الراي وكتب الفكر ممنوع دخولها السودان )
انتهي حديث الترابي
الوضع في النيل الازرق ودارفور وكردفان والحدود الجنوبيه متازم والووضع الاقتصادي اصبح ضاغط جدا علي المواطن والدوله فاقده المصداقيه مع المواطن وهناك ازمه ثقه بين المسؤلين والمواطنين وامه المساجد يطلب منهم ان يحسوا المواطنين علي الجهاد وهذا لايتاتي في مثل هذا الوضع بمعني اين المنطق واين القدوه وماهي العقيده القتاليه التي من اجلها يقتنع المواطن ليذهب للقتال وحتي هولاء الذين يحاربون في هذه المناطق ليسوا اعداء من خارج السودان بل هم مواطنين لهم حقوق يطالبون بها لهم حقوق سياسييه وخدميه وثقافيه فكيف يعقل ان تلغي هذه الحقوق وتفرض اليه معينه للتطبيق يري الاخر انها تهدف الي تهميشه والغاء دوره في الحياه فاالتباين الموجود في السودان معروف والذي يحاول ان يلغي هذا التباين ويفرض ثقافته علي الاخرين ستكون النتيجه ما نحن فيه الان من صراعات وحروب وسوف لن تقف هذه النزاعات مالم تحل مشكله الاستعلاء وهنا يحضرني ماكتبه المفكر
ابراهيم غليون في كتابه اغتيال العقل
(تتولد في قلب كل ثقافه قوميه صراعات عميقه قد تدوم لحقب طويله والفئه التي تنجح في جعل ثقافتها الخاصه او القيم التابعه منها ثقافه قائده اي معترفا لها باالالويه والفاعليه تنجح في تحويل عمليه تماهي الافراد مع المجتمع الي عمليه تماهي مع الدوله وهكذا تضمن هذه الفئه القائده لنفسها الهيمنه الثقافيه التي تقدم لها الشرعيه العقائديه اللازمه لترسيخ سلطتها السياسيه وهكذا يؤدي ازدياد نفوذ القيم التكنولوجيه مثلا الي صعود فئات التكنوقراط وتقدمهم نحو السلطه كما يؤدي انتشار القيم الدينيه الي تدعيم السلطه الثيوقراطيه ولكن يجب ان لاينبغي للثقافه المهيمنه ان تنفي الثقافه الفرعيه او الثقافه العامه من فرص التماهي مع الدوله وتحصل علي بدل الهيمنه الثقافيه الطبيعيه سيطره اليه مضطره ان تفرض نفسها باالقوه والعنف اي با التحطيم المنظم لثقافه او ثقافات الجماعه المخضعه وتحويل الثقافه القوميه الي كاريكتير فارغ من المعني لثقافه الفئه السائده ومن هنا يمكن القول ان نوعيه الثقافه القائده ودرجه ارتباطها بالثقافه الفرعيه تترجمان طبيعه العلاقات القائمه بين النخب الاجتماعيه او الفئات الحاكمه والمجتمع )

انتهي الاقتباس من الكتاب تعليق
الا تري اننا فعلا نعاني من هذه المشكله مشكله محاوله فرض ثقافه معينه باستعمال القوه الجبريه اذكر ونحن شباب صغار كان في عهد نميري في السبعينات حريص جدا علي دعم وزاره الثقافه والفنون التي شجعت علي قيام الفرق الموسيقيهه ورحلات الفنانين الي الاقاليم والفنون الشعبيه كان هذا النشاط يصب في دعم الثقافه الشعبيه حتي يخلق روابط قويه بين افراد المجتمع ومكوناته ونجد الفرق واضح عندما استلم الاسلاميون الحكم اول مافعلوه محاربه الفن وقطع ارزاق الفنانين الذين هربوا خارج السودن النتيجه تدمير الاليه الاساسيه التي تصب في خلق الابداع الفني الذي هذفه الاساسي خلق اللحمه بين مكونات المجتمع ومحاوله تذويب الفوارق بطريقه متقدمه وراقيه ولكن ماذا نقول لمن يري ان الفن والموسيقي حرام ونواصل

الان اسمتعت الي الصادق المهدي في القنوات الفضائيه يحذر من ما سوف يحدث في السودان مالم يتم تدارك الوضع واقترح ان تكون هناك فتره انتقاليه ودستور جديد للبلاد والا فاالحرب قادمه ولن يكون السودان كما كان سوف يتفتت السودان الي عده اقاليم ودول
لقد كانت البدايه الخطا في تسويه مشكله الجنوب والتي ادت الي ان يطالب الاخرين بحق تقرير المصير فهم مهمشين وحقوقوهم ضائعه ومستلبه من قبل فئه اقليه تمثل النظام الحاكم لقد دمرت السلطه النسيج الاجتماعي معتبره انها بذلك تضمن السيطره علي فئات المجتمع ومن ثم تستطيع ان توجه كما تريد بعد ان تحكم قبضتها علي الاقتصاد وموارد البلاد ولكن الي حين فقطعا سوف يكون هناك رده فعل لاسترداد الكينونه الذاتيه والخوف كل الخوف من تبعات رده الفعل هذه
ففي الكتاب اعلاه الذي استعرضنا منه جزء في الحلقه الماضيه ورد الاتي
(في معظم بلدان العالم الثالث تحاول النخب الاجتماعيه ان تدمر كل اساس للمجتمع المدني كي تستطيع ان تحول سلطتها السياسيه المجسده في الدوله والقائمه بشكل رئيسي علي الانقلاب والدعم الخارجي الي سلطه مطلقه وشامله ونهائيه لايمكن تهديدها او الاعتراض عليها ومع تفكك الجهاز الاقتصادي او سيطره الدوله عليه تصبح الثقافه في الواقع الحلقه الممتازه للتعبير عن المجتمع المدني وعن لحمته وكيانه وبطريقه رفع شعارات التصدي للثقافه الرجعيه او العكس يعني تحطيم الثقافه والغاء حريه التفكير والتعبير عن الذات واحتكار وسائل الاعلام والنشر والحظر علي النشاط الذهني بكل اشكاله ومصادره الافكار والمشاعر وهدف ذلك هو تحويل المجتمع المدني الي هشيم يمكن ضبطه والتلاعب به وتوجيهه حيثما شاءت السلطه وحرمانه من اي قدره علي القيام برد فعل ناضج ان تحطيم المجتمع المدني وهي الحده الاوليه للجماعه القائمه علي الدخول الجماعي في منظومه قيم اولي هو اذن احد شروط تكوين السلطه الراهنه في المجتمعات الناميه وكل انظمه القمع السياسي تتطلب التدمير المنظم والدائم للحمه الثقافيه التي تشكل نسيج المجتمع المدني وتجعله جسما متعضيا فهذا التدمير يعني تحطيم كل قاعده ومعيار للعمل مما يحول الشعب برمته الي مجموعه من الافراد المتنابذين الفاقدين لكل ارضيه للتفاهم والعمل المشترك ويصبح الحكم الفردي هو النتيجه الحتميه للتفريد المتعاظم للجماعه ولتكسير كل اشكال وحدتها وتضامنها الثقافي اي بلغه ابن خلدون عصبيتها واخيرا ليست هناك امكانيه لظهور ديمقراطيه سياسيه بدون تعضي المجتمع المدني

صدر حديثا كتاب في غايه الاهميه والاجمل ان الكاتب سوداني جنسيه اسمه خالد عويس واسم الكتاب ارهاصات الوعي ونكساته رؤيه ثقافيه حول جذور الازمات السودانيه وسبحان الله كما كنت علي موعد مع هذا الكتاب فكل ما كتبت وظللت اكتب انسجمت الرؤيا مع هذا الكاتب فهو يتناول ازمه الثقافه والهويه السودانيه ومكمن الخلل في محاوله البعض فرض ثقافه احاديه ممزوجه بالدين والعرق بعد ان حاولوا ان يلغوا ثقافه الاخرين وهنا حدثت المصيبه التي نعاني منها الان الكتاب صدر في خارج السودان ولقد تحصلت علي معلومات من خلال اللقاء الذي اجري مع الكاتب وسوف اتناول بعض من هذا اللقاء في انتظار الحصول علي الكتاب ولقد ارسلت الي السيد فارس حتي اتمكن من الكتاب ومن هنا اخبر الاخ دكتور مصباح علما بان هناك محاوله في السعوديه ولكن لم نتمكن من الحصول عليه هناك
الي المحاوره مع الكاتب او الروائي خالد

سؤال كيف تصف الازمه السودانيه ؟
الازمه السودانيه في جوهرها العميق هي ازمه ثقافه في المقام الاول الجذر الرئيسي جذر ثقافي يتعلق بكيفيه نظر مجاميع مؤثره من السودانين الي انفسهم والي الاخر (الهويه ) الغالبه والتي اريه لها بوعي او بدون وعي ان تكون غالبه هي هويه مبتسره لايمكن ان تعبر عن ثقافات السودان كلها السودان بلد شاسع شديد التنوع والتعقيد واي محاوله لصهر هذا التنوع الثقافي باالقوه او تحايلا في نسق ثقافي واحد محصلته ما نراه الان المشكله الاكثر تعقيدا ان هذه النزعه مزجت باالمقدس مع العرق مع نمط او انماط التدين وراحت عبر قرون تشكل وعيه طاردا للوعي (السودانوي ) ومكرسا لوعي زائف ومخاتل
ارهاصات الوعي ونكساته يتضمن 330 مرجعا اقول ان المصادر العلميه والتاريخيه متعدده وكلها تؤكد علي عظمه الانجازات الحضاريه التي حققها السوداني الاسود ولكن مثل هذا الامر لايجد سبيله الي مناهجنا التعليميه ولا الي معارفنا ووعينا لماذا هذا الراي من هنا انطلق الي مناقشه خلل عميق في الوجدان الجمعي السوداني لكون الوجدان بل العقل وقف لقرون مفارقا المصادر الاولي ومعتبرا الي حد ما انما هو وطن طارئء لذلك فاالاشعار والمقولات تفيض بنوستالجيا للوطن الاصلي شبه الجزيره العربيه هذه كارثه الكارثه المسؤل عنها هو هذا التراكم التاريخي لوعي خلط بين المقدس والعرق بل وتبني الي درجه كبيره السمت الصارم للنسق الثقافي العربي في التبرؤ من السواد وتشنيعه هناك من يحط من شان الاصاله السودانيه ) استاذ جامعي مرموق يقول ان تاريخ السودان قبل العرب والمسلمين محط تيه وضلال ) للغرابه ان هذا التاريخ الذي نداريه عن اطفالنا واجيالنا ونتبرا منه هو تاريخ عظيم فعلا وربما ان الاديان والعلوم انطلقت من هنا ونحن نردد في ببغاويه غريبه مزاعم ابن خلدون التي نسفها العلم الحديث بان ( ثمه عله في دماغ الانسان الاسود ربما مردها الي انتشار الروح الحيواني وتفشيه ) وقد يكون اخف وطاه من الكندي الذي يقرر وبكل وقاحه انما العله اصيله في دماغ الانسان الاسود
كانت هنا حضاره عظيمه رفعت من شان المراه التي كان لها وضع خاص مقدس فلقد حكمت حكما مطلقا واعتقد ان قيمهى مثل قيمه الكرم الفائق تعود في جذوروها الاولي الي مائده الشمس في مدينه كرمه القديمه هذا التاريخ غائب من مناهجنا التعليميه الذي هو موجهه الي تاريخ الامويين والعباسيين وبغداد ودمشق لابد للسوداني التائه ان يعرف تاريخه اريده ان يعرف تاريخه وعظمه انجازاته الحضاريه فهو اول من انتقل من الصيد الي الرعي وثمه شواهد تؤكد انه ايضا انتقل من الرعي للزراعه وهو من توجه ( الرب ) باوامره الي العبرانيين للاستعانه به لمقاومه الاشوريين ففعل ذلك (ترهاقا) وحكم السودان ومصر وفلسطين والساحل السوري كتابات الاشوريين تؤكد ذلك والكتابات الهيلينيه
نواصل في الحلقه القادمه تكمله هذا اللقاء ومنها نعلق

بوست قيم تسلم يا هندسة.
في بادء الامر كانت الازمة ازمة هوية ولي وقت قريب ولكن الان تكالبت الازمات بعد مجيئ الإنقاذ ومحاولاتها المستميته لفرض فكر معين.
وبما ان وسائل المعلومه تعددت واصبح بإمكان الكل معرفة الحقيقة وفي زمن قياسي وتشبس النظام بنفس نسقه القديم فكانت الازمة بحجم وطن.
واصل يا هندسة
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

شكرا جبريل علي المرور وحديثك الدافع للمزيد وفعلا كما ذكرت زاد الامر تعقيدا بعد مجيء الانقاذ ويعزي دلك لقله الخبره وعدم اشراك الاخرين في الراي وكانما الاخرين ليس لهم حق المشاركه النتيجه هذه الازمه التي نعيشها الان هذا الكتاب قنبله بمعني الكلمه وسوف اقوم باالتعليق عليه وفي انتظار ولدكم فاس الزين الذي اتصل مشكورا واعدا بارسال الكتاب اعود لتكمله مانشر مع المؤلف

السودانيون في حاجه الي ان يعرفوا ان وطنهم هذا ليس مجرد جغرافيا ) طارئه ) وانما هو امتداد لحضارات عريقه ونتيجه لتلاقحات ثقافيه عميقه بين مكوناته الحاليه عبر مسير طويل للغايه هذا الامر عبر اليات التعليم والتقانه سيضع شخصيه حضاريه للسودان وللسوداني تمكنه من استعاده طاقاته وقدراته الكامنه بل ومساله اخري جوهريه هي الثقه باالنفس
س في رايك ماهي المشكله الجوهريه في طريقه توصيف ابن خلدون للسود
الاجابه بسيطه كما ذكرت المشكله الجوهريه هي انها طريقه توصيف غير علميه لكن العقل الساكن الراكد الذي تلقف عبر عقود وحفظ غير قادر علي التحرر ليكون عقلا ناقدا متشككا فاالحقائق كلها يقينيه لديه غير قابله للمراجعه

كيف تشعر عندما تجد ان شعر المتنبي يتضمن عنصريه ضد السود؟
المساله اكثر تعقيدا من الشعور انها تتعلق بما يمكن ان يفرزه بيت شعر بماكينزماته وتاثيراته في سحق ملايين البشر اجتماعيا وثقافيا بزراعته مع غيره طبعا ذلك الشعور الزائف باالاستعلاء العرقي اكيد ان العنصريه مرض ينبغي ان نكافحه والثقافه العربيه التي تسربت الي السودان تطفح باالعنصريه خصوصا ضد السود هذا سبب رئيسي في فصل الجنوب
س الا تعتبر ان العالم العربي مجموعه متشابكه ولايختصر الامر علي السودان ؟
مشكل العالم العربي هو انه شديد الاصرار علي انه عالم عربي فحسب العالم العربي لايحفل باالاخر كيف ينظر العالم العربي الي الاخر الافريقي الكردي النوبي الامازيغي الطارقي البجاوي القبطي بعض الانظمه المؤدلجه وبسخف حاولت اذابه هؤلاء ليصبحوا عربا وكأن العروبه هي الشرف وغيرها غير محسوب او دوني طبعا لايمكن للاخرين ان يقبلوا بطمس ثقافاتهم لاجل الاخرين
س في النصوص الحديثه ( الروائيه والشعريه والفلسفيه ) كيف كانت صوره المساله السودانيه ؟

ثمه طيف واسع من الرؤي السودان بلد شاسع وواسع في كل شيء لكن المشكله هي في مجادله فرض وحدويه دينيه عرقيه ثقافيه ومالم ينهض المثقفون والناشطون عموما باعبائهم كامله في ما يتعلق بما اسميه ثوره ثقافيه لازمه السودان لتحرير العقول وتحرير التنوع والتاريخ ومن ثم تحرير الانسان من اسر
انتهي حديث
تعليق
ان هذا الكتاب يتناول موضوع غايه في الاهميه وهو موضوع الساعه وفعلا لماذا لانتحدث او نتناول تاريخنا القديم والذي تحصلت عليه باالصدفه وتعب البحث وكل الموجود باللغه الانجليزيه لماذا سياسه التجهيل ومحاربه تعلم اللغه الانجليزيه التي هي اساس التواصل العلمي والفكري لماذا سياسه الغاء الاخر ومحاوله فرض ايدولجيه قسريه عليه والي متي يسكت هذا الاخر الذي هو جزء اصيل منك ومن تاريخك ولماذا محاوله التنصل والظهور بمظهر المرواغ الكاذب بان هذا الاخر غريب عنك انها سياسه العنصريه البغيضه الوارده لنا من العرب عندما مزجوا المقدس باالعرق واستحلوا اراضينا وهتكوا عروضا باسم هذا المزيج
لابد من الرجوع وتصحيح التاريخ والا فاننا سوف ندفع الثمن وقريبا الان هذا الاسود او الاخر ( اهل الشرق البجه واهل الغرب واهل مناطق التماس في كردفان النوبه في جبال النوبه والنوبه في اقصي الشمال )
قادمون وبقوه هناك الالاف الان يدرسون في الجامعات الغربيه تاهلوا للمرحله القادمه لقياده هذه البلاد وهذا حق اصيل لاي مواطن ونحن اهل الشمال قابعون في محطه انتظر ونشوف اخرتها
سبق وتحدثت عن هذا الموضوع اعني موضوع مستقبل السودان وان التغيير قادم قادم كل المؤشرات تدل علي ذلك الان لابد من المبادره للتصحيح حتي ننهض ونواكب الامم الاخري بدلا من الانغلاق ومحاوله الاستئثار بموارد الدوله وحصرها في فئه قليله فاسده ومفسده ومدمره للنسيج اجتماعي