انكسار جلجقيهامش(اين الاتفاقيه) 1

من طرف **علي الكليس** الجمعة 16 مارس 2012, 3:37 pm

انكســار جلجـامـش ) أين الاتفاق( 1

عدت لا إبلُ وثـقّـت.... ولا بإيديا الحصيد روائعا

( البيت للاستاذ محمد المكي ابراهيم بعد عودته من المانيا خال الوفاض)

إذن وكما توقعنا عاد الثالوث من بياته الشتوي في الدامر الي قواعده خائبا خالي الوفاض.. منكسرا حاسر الرأس ذليلا لا يدري ما يقول...! لقد كان اكرم للثالوث كثيرا ان ينادي في الناس ان بياته الشتوي الذي امتد لاكثر من ثلاثه اشهر لم يحقق شيئا...! وان علي القوم العوده من حيث أتوا...! ليست هنالك اي منقصه في ان يقول الثالوث ذلك للناس.. فكل الاعمال تحتمل النجاح والفشل.. والتوفيق من رب العباد... لكن امعانا في طريقته في خداع الناس وممارسة النفاق... اكرع الثالوث وانغمس في اكاذيبه ليخدع البسطاء من اهلنا بانه وقع علي اتفاق.. وهو لم يوقع علي شيء وليس هنالك اتفاق كما يزعم الثالوث وسنبين ذلك..!

من يقراء تصريحات الثالوث وبعض رهطه أيام الاعتصام يكاد يصدق ان راجماتهم ودباباتهم تحيط بدامر المجذوب احاطة السوار بالمعصم... لكن قبل ان ندلف علي ذلك يتوجب علينا العوده للوراء قليلا لنكشف تناقض الثالوث وبوار أمره. كتب الاستاذ الرشيد الافندي الناطق الرسمي باسم الثالوث في سودانايل عن الولايه " حسنا فعلت اللجنه التنفيذيه بتجاوزها للولايه الضعيفه التي لا حول ولا قوه لها أمام سطوة ونفوذ إدارة السد ويمضي الناطق الرسمي باسم الثالوث ليقول " بعد كل هذه الاعوام والاسلوب الحضاري الذي انتهجه المناصير وهذه المذكره التي رفعتها قيادات و أعضاء المؤتمر الوطني بمحلية البحيره مع موقف الولايه المتخاذل المتواطيء والمركز المتساهل وصل المناصير الي قناعه تامه أن هذا الطريق الذي سلكوه رغم صحته وحضاريته لا يوصلهم الي نيل حقوقهم ومطالبهم العادله المشروعه" (سودانايل 12/7/2011)

يعزز حديث الناطق الرسمي باسم الثالوث ما أوردته صحيفة الصحافه في 3 اغسطس الماضي عن مؤتمرا صحفيا عقده الثالوث في طيبه برس قال فيه عثمان الصحن " إن مطالبهم ستوجه للمركز مباشرة وأن الاعتصام سيتحول الي الخرطوم بعد ان اصابهم اليأس من الولايه ووصلنا الي قناعه أن الولايه ليس بيدها شيء والمسؤليه تقع علي عاتق الرئيس الذي صادق علي الخيار المحلي".

إذن كان الثالوث ومنذ اغسطس الماضي قد وصل الي قناعه بأن الاعتصام ( المزمع وقتها) سيكون في المركز لان القناعه ترسخت عندهم أن الولايه ليس بيدها شيء..! لكن رغم هذه القناعه الراسخه لم يتردد الثالوث في الاعتصام لقرابة الاربعه اشهر في الولايه التي يعلم تمام العلم أن ليس بيدها من الامر شيئا...! تري لماذا يخادع الثالوث الله ويخادع نفسه ويخادع الناس..! لكن يجب أن لايستغرب احد هذا التناقض فذلك هو الثالوث جلجامش المناصير..!

شكوك كثيره تدور حول الاعتصام وما جري خلف الكواليس . من هذه تصريحات الوزير كمال الدين إبراهيم وزير التربيه التي تثير الكثير من الشكوك فيما يختص بالتنسيق المسبق بين الثالوث وحكومة الولايه إذ بدون اي مبرر " نفي (الوزير) اي تنسيق بينهم والمناصير للاعتصام ووصفه بالوقفه القويه الدافعه للتوحد وتجويد الاداء" ( الراي العام 21/11 اي بعد يوم واحد من بداية الاعتصام). تري ماهو الامر الذي حدا بالوزير لاطلاق تلك التصريحات وهل تستخدم قضية المناصير لتسوية حسابات بين المؤتمر الشعبي والوطني لاعلاقه للمناصير بها.. ولماذا اعتقل جهاز الامن اعضاء المؤتمر الشعبي دون سائر القيادات الحزبيه..! حديث وزير التربيه عاد واكده وزير الماليه مدثر عبد الغني عن حكومة الولايه " تعاملت مع المعتصمين بصوره جيده ووفرت لهم الحمايه الامنيه كما امنت حكومة الولايه حتي لا يصل الاعتصام الي مراحل حرجه .. ووفرت لهم معينات البقاء" ( اخر لحظه 28/11) . حديث الوزيرين غريب ويثير الريبه إذ كيف يكون اعتصام مواطنيين متضررين مصدرا للوحده.. اي وحده تلك التي يتحدث عنها الوزير.. هل هي وحده بين المؤتمر الوطني والشعبي ام وحده بين المناصير... أم وحده بين من ومن..! وكيف يصف وزير مسؤل اعتصام مواطنيين متضررين بالوقفه القويه... ولو قال هذا الحديث شخص معارض لتفهمناه .و لكن ان يقول مثل هذا الحديث وزير في حكومه يعتصم المواطنيين ضدها فهذا أمر يدعو للريبه والشك بل يثير الكثير من الاسئله عن توظيف قضيه المناصير في الصراع الداخلي بين قطبي رحي الجبهه الاسلاميه القوميه..!

التصريحات تشير ايضا الي أن الثالوث نفسه لم يكن يرغب في الاعتصام اكثر من يوم واحد كما قال الصحن " إن الاعتصام سيستمر لـ 24 ساعه " ( الراي العام 21/11) وواضح ان الثالوث أخذ علي حين غره من المواطنيين الذين اعلنوا انهم لن يغادروا اعتصامهم " إلا بعد ضمان حلول جذريه جاده لقضاياهم" ( الراي العام نفس المصدر)

وبينما كان الصحن يمني نفسه باعتصام يستمر ليوم واحد... قال احمد عبد الفتاح " إن الاعتصام لن يرفع الي أن تتحقق المطالب المشروعه.. وأشاد بوقفة أهل الدامر معهم ومدهم بالمواد الغذائيه والسكر والخراف" ( الصحافه 22/11).

من هذا التضارب بين رئيس ما يسمي بالمجلس ورئيس ما يسمي باللجنه يتضح ان كل منهم يتحدث علي هواه ومن الواضح أن الاعتصام قام بدون اي خطه او فكره ... وجاء الاعتصام برمته كنتيجة لضغط الطلاب المتصاعد الذي لم يجد الثالوث امامه بدا من التجاوب معه حتي لا يخسر الطلاب.. ومن نافلة القول ان هذا التضارب يشير بوضوح أن الثالوث لم يقرر الاعتصام و لكنه دفع اليه دفعا لذلك لم يكن الغرض من الاعتصام واضحا كما سنوضح..!

تري بماذا كان يطالب الثالوث؟ ولكي اجيب علي هذا السؤال حاولت من بيانات ما يسمي باللجنه وتصريحات الثالوث تجميع المطالب التي اعتصم من اجلها الثالوث فخرجت بالحصيله الاتيه:

(1) تكوين مفوضيه قوميه ذات قوه قانونيه ومقدره ماليه تؤول إليها كل الصلاحيات الخاصه بالتهجير والتعويض الوارده في قانون سد مروي ( ملاحظه من الكاتب لا يوجد شيء اسمه قانون سد مروي)

(2) توفير المبالغ اللازمه لتعويض المتاثرين

(3) إكمال حصر حقوق المتأثرين التي تشمل المغروسات والمزروعات والمفقودات

(4) إعتماد الحصر الذي قامت به اللجان الشعبيه مرجعيه للحصر

(5) الدفع الفوري للحقوق

(6) تشييد المساكن بخدماتها الكامله من كهرباء ومياه صرف صحي وتسليمها لمستحقيها

(7) إقامة المشروعات الزراعيه الخاصه بالتوطين وتوزيع الحواشات لمستحقيها

(

تصرف الدوله علي تسيير وتمويل العمليات الزراعيه الخاصه بالتوطين وتوفير الخدمات حتي تصل مرحلة الانتاج الاقتصادي

(9) جبر الضرر الذي نتج عن الاغراق المفاجيء للمنطقه

(10) تكملة دفع مستحقات الاغاثه والترحيل

(11) المعالجه الفوريه لمشكلة تزوير حقوق المتاثرين

(12) بناء وتاسيس المؤسسات التعليميه والصحيه ومراكز تنمية المجتمع ودور العباده

(13) توصيل الكهرباء للمنطقه

(14) ربط المنطقه بالطرق القوميه بالشرق والغرب

(15)تشييد كبري لربط الضفتين ومعابر للوديان

(16) تخصيص نسبة 2% من عائدات السد للمحليه

(17)التحقيق ومحاسبة المتسببين في تاخير مشروعات التوطين

(18) وضع جدول زمني معلوم البدايه والنهايه لتنفيذ كل ما سبق.

ألحق بهذه المطالب في فتره لاحقه:

- - مطالبة الرئيس البشير بالحضور شخصيا لمخاطبة المعتصمين (بيان لجنه الثالوث بتاريخ 22/11(

- مطالبه بأن يفسح الوالي المجال لمن هو اقدر منه لحل المشكله ( الناطق الرسمي باسم الثالوث الرشيد الافندي الراي العام 23 /11)، وإتهامه بالكذب عبد العاطي عبد الخير( بكري المدني صحيفة الخبر 23/11)

- المطالبه بإقالة وزير السدود

- محاوله جاده ومستميته لسحب الثقه من نائب الدائره ( محمد احمد سليمان البرجوب)

ولتحقيق هذه المطالب جمع الثالوث كل بروش الدامر وحلل (بكسر الحاء) و اواني وجوالات الفحم ونصب خيمته في مقابلة رئاسة حكومة ولايه نهر النيل ونادي في مناصيره أن حي علي الرقاد وتمدد الثالوث يطلب النصر علي عدوه من عنده تعالي كما يقول نزار قباني.

اعلن الثالوث مرارا وتكرارا انه لن يفك اعتصامه مالم تتم الاستجابه لمطالبهم خاصة تحويل صلاحيات المفوضيه من أدارة السدود ( الناطق الرسمي باسم الثالوث الراي العام 23/11، 28/12، الصحافه 17/12 ، 31/12)

وما دري الثالوث ان مطالب اقل من هذه بكثير يحمل اهلها السلاح يموتون دونها ويقدمون ارواحهم قربانا من اجل حياة افضل لمجتمعاتهم التي طالها التهميش فقط ... بينما يعاني المناصير من التهميش والاغراق المتعمد حتي دمرت حياتهم تماما فمن ياتري هو الاحق بحمل السلاح... ولكننا عشنا لنسمع بسلاح البروش في الالفيه الثالثه...!

وبينما خرج طلاب المناصير في مظاهرات مختلفه في مدن كثيره للمطالبه بحقوق اهلهم، فشل الثالوث حتي في نقل اعتصام سلمي الي الخرطوم حيث يكون الاعتصام اكثر تاثيرا وقنع بالبقاء في مواجهة حكومة الولايه التي – كما اسلفنا – قالوا انها لا تملك من الامر شيئا وانهم اقتنعوا بذلك تماما حتي قبل اعتصامهم... تري لماذا لم يحول الثالوث اعتصامه للخرطوم بالرغم من مناشدة الكثيرون له ...! اهو الجبن والتخاذل المعهود.. ام ان هنالك ترتيبات تمت خلف الكواليس لاهدار طاقات الناس في الدامر حتي تذهب دون تأثير..!

تجربتنا مع الثالوث تؤكد أن أكثر ما يجيده هو اهدار الطاقات فيما لا طائل منه..! لقد حرص الثالوث طوال الاعتصام علي التأكد من السيطره الكامله علي المعتصمين حتي لا يخرجوا من قبضته وبذل الثالوث جهودا مضيه علي ابقاء المعتصمين ساكنيين كأنهم في منزل للعزاء وليسوا في حراك احتجاجي. الحديث المتواتر عن صفقه بين حكومة الولايه وبين الثالوث علي السيطره علي المعتصمين وابقائهم تحت القبضه التنظيميه يحمل كثيرا من الصحه بالنظر لقرائن الاحوال. لقد كان الترتيب هو ابقاء المعتصمين دون حراك يذكر لاطول فتره زمنيه ممكنه حتي تخور قواهم وينفذ صبرهم ومن ثم يتم صرفهم دون اي تأثير امني علي سير الحياه العامه في الولايه وقد نفذ الثالوث تعهده هذا بدرجة امتياز!

لا شيء يكشف بؤس الثالوث وسوء اخراجه لاعتصامه سوي التمعن في الخمس مبادرات التي قدمت له :

(1) مبادرة المجلس التشريعي للولايه بعد يومين فقط من الاعتصام قال الصحن انهم قبلوها ( الراي العام 23/11(

(2) مبادرة ابناء مروي بقيادة احمد عثمان الحاج قال الصحن انهم قبلوها ( الراي العام 7/12)

(3 مبادرة الشيخ محمد حاج حمد قالوا انهم قبلوها ( الصحافه 17/12)

(4) مبادرة وزير الدفاع ( ذهب ممثلون للقاء الوزير وقبلوا المبادره ثم بعد ان عادوا رفضها الثالوث(

(5) مبادرة رزق .. تم قبولها كما هو معروف

قبول الثالوث بكل هذه المبادرات يكشف عن أمر واحد وهو ان الثالوث كان يبحث عن اي مخرج يفكه من الاعتصام الذي اورده فيه وحمله عليه الطلاب حملا. فبينما كان طلاب المناصير في مدن كثيره يخرجون ويواجهون قمع الشرطه واجهزة الامن ويهتفون ( يا تحلها... يا تتحل) كان الثالوث يبيع تضحياتهم ونضالهم في سوق نخاسته البائر يبحث لنفسه عن مخرجا مواتيا لفك الاعتصام..