خمج السودانيين في بلاد الاغتراب بقلم صديق عبد الله علي أبوحنة من الموضوعات المنقولة
صفحة 1 من اصل 1
خمج السودانيين في بلاد الاغتراب بقلم صديق عبد الله علي أبوحنة من الموضوعات المنقولة
خمج السودانيين للسودانيين عادات وتقاليد وإجتماعيات اسرية وعشائرية راسخة وضاربة في القدم، المجتمع السوداني له كلمة وله عرف ، لايرحم فيه الأفراد إن قصروا عن شأو تلك القمة، وللشارع السوداني ادب معين وسلوك معين، وللاسرة آداب وتقاليد عرفية ودينية في احيان كثيرة، قصرت عن ذلك شعوب كثيرة واكبر برهان على ذلك من يخالط ويمازج الأسر السودانية..أو الأفراد في بلاد الغربة الشاسعة..أو حتى زملاء الدراسة..تظل تذكر لهم تلك الشعوب سحنتهم الخاصة..والأصيلة في المعاملة..والقدوة والقيم الشماء..نعم تأثرت هذه القيم في السنين الأخيرة في السودان وفقد الشارع كلمته أو كاد.. وتأثرت تلواً لذلك كل قطاعات ودوائر العرف الإجتماعي الأخرى.. وكما تأثرت هذه الدوائر داخل السودان؟ كذلك تأثرت في مجتمعات الغربة، ولكن عندى هى غشاوة ولاتزال اصايل الطباع عندهم بعضها تحت رماد كثيف والبعض الآخر تقل عنده هذه الطبقات وهذه الغشاوة والبعض القليل لايزال يحتفظ بجذوة حرارته واصالته ، حسب التربية وحسب الخلق والقيم .. ونحن لم نعرف أصالة هذه العادات والتقاليد والقيم، في الشعب السوداني إلا بعد أن خالطنا وإختلطنا بالشعوب الأخرى لسنين طويلة وعرفنا عاداتهم وتقاليدهم عن قرب.. فوضح لنا البون الشاسع بالرغم من السلبيات التى بدات تطفح على السطح عند الشعب السوداني..وبعض العادات الدخيلة التي فرضتها الشعوب الأخري بسلبياتها علينا.. ولو أن الشعب السوداني كله أتيحت له الفرصة وشاءت له الأقدار مثلاً وقدر واستطاع أن يخرج خارج محيطه ودائرته المحدودة، ومحيطه الضيق، الى بلاد الله الشاسعة، وعاد مرة أخري الى واقعه، لكانت له قفزة وتدريباً عملياً وجامعة مفتوحة وخبرة عمليه حقيقية تقلب الواقع وتطوره وتجعله أكثر مقدرة على العطاء والبذل وتثوير الواقع بصورة منقطعة النظير في واقع منقطع النظير من حيث ما أعطته له القدرة الإلهية ووهبته له في تربة خصبة وماء سلسبيل ومساحات شاسعة.. وسماء مهطال..ونيل فياض..فالغربة له جامعة ودراسة ومدرسة وتجربة حياة خصبة..فأنت تري في السودان الزمن الضائع الذي ينفق في الثرثرة،والتبطل عن العمل واحتساء القهوة والشاي( والدخول في كل فارغة ومقدودة) ثم والبحث عن الرزق في دائرة ضيقة،وقلة ساعات العمل والإنتاج الحقيقية..والعزوف عن الأيدي العاملة..والبحث وراء الوظيفة ذات الدخل المحدود.. نعم في البدء قد كانت الطبيعة جوادة..بالكثير أمام العمل القليل..فالقروي يزرع أمام قطيته أو بيته ما يكفيه مؤونة سنة كاملة في رقعة زراعية صغيرة.. والموظف يكفيه راتبه ويد واحدة قد كانت تكفي أسرة كاملة..فتعلم الناس من هذه الطبيعة المعطاءة الجوادة الكسل وقلة التفكير وعدم تثوير الواقع أمام الظروف والكوارث والمحن وعدم سبر اغوار التجربة لتمتطى صهوة الحاضر.. ثم والمستقبل..فتغير الآن الواقع وانقلب على أهله فلم يجد تثويراً ولا تطويراً من الأنفس مقابل هذا الواقع الجديد..فجاءت المجاعات وجاءت الكوارث وجاء شح الرزق وتخلخل المجتمع وانفرط العقد( وكل تدهور اقتصادي يتبعه تفكك أخلاقي) نظرية تدرس في علم الإقتصاد.. وبما أن حديثنا هنا عن المجتمع السوداني في بلاد الغربة وخاصة منظقة الخليج وما جاورها نجد هذه السلبيات قد اطلت برأسها.. معاناة للأسر السودانية ووبالاً وبؤساً قد مد ظلاله على كل القطاعات في تفاوت حسب النواحي الإقتصادية لكل دائرة من دوائر هذه القطاعات... وعندي أن هذه التقاليد محمدة..ولكنها لو صدرت واستوردت بكل حذافيرها الى بلاد الغربة تولد منها السالب الضار الذي يجلب المعاناه..فتشذيبها واجب..ومدها بقدر الواقع الجديد ضرورة من الضروريات.. من غير تقصير في نخوة أو كرم يضر بصاحبه ومن غير تقصير في مروءة أو مساعدة محتاج في حدود هى قدر الطاقة..وعندما يؤخذ قميص الإجتماعيات السودانية بشكله المعهود في موطنه ويكسى على بنية من نفس الشاكلة، في بلاد الغربة، لايكسي صاحبه تماماً، وقد يتمزق ولايفي بالغرض المطلوب، وهذه العادات والتقاليد والإجتماعيات، يجب أن تفصل تفصيلاً جديداً غير مخل بالواقع الجديد، وغير متجاوز له. معظم المعاناه في الغربة، الطرف الأساسي فيها هو الفرد السوداني نفسه وهو العنصر الفعال فيها والقاسم المشترك الأعظم. الفرد السوداني الذي انتقل الى واقع الغربة الجديد هذا ، وأراد أن يحمل معه حصيلة مجتمع وعلاقات كانت هنالك ليلبسها ثوب الهنا في بلاد الغربة..فهو لم يثور واقعه القديم الجديد أمام البعد الجديد في بلاد الغربة، شأنه شأن الفرد السوداني القابع في موطنه، مدينته، قريته.. وتغيير الواقع الخارجي يجب أن يصحبه تغير إقتناعي داخلى في نفس كل سوداني وسودانية. فتغيير الواقع الداخلى هو الأساس وإلا لكانت المحاولات كلها في تغيير الواقع الخارجي فاشلة، وكل الطبطبات والتعديلات قاصرة وغير رشيدة.. وغالباً ما يكون المغترب السوداني هو الخاسر بين المغتربين من الجنسيات الأخرى، بسبب هذا الواقع المترهل، بفعله هو أو فعل الزوجة أو الأقارب،وغالباً فترة إغترابه تطول بغير جدوي وطموحاته الأولية يكون عاجزاً عن تحقيقها، وخطته الخمسية أو العشرية تكون فاشلة، وبنود الصرف عنده تكون غير منضبطة ومتغيره . فنحن هنا سوف نسوق نماذج كثيرة وحاصلة ومأخوذه من ارض الواقع، وسوف يكون طرحنا لها بالعامية السودانية..لأنها عندي أطعم واقرب لقطاعات عريضة من المجتمع، عل ذلك يلقي الضوء على أرض الواقع ويلملم ما يمكن لملمته.. ويكون مساهمة إجتماعية تصب في تثوير الواقع السوداني في بلاد المهجر وتفتح عين البعض على تدارك ما يمكن إدراكه ومحاولة لتجميع خيوط الفشل وحرقها.. صديق عبد الله منصوري |
عدل سابقا من قبل صديق عبدالله علي أبوحنة في الأحد 18 يوليو 2010, 5:05 pm عدل 1 مرات
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46230
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
رد: خمج السودانيين في بلاد الاغتراب بقلم صديق عبد الله علي أبوحنة من الموضوعات المنقولة
http://www.sudaneseonline.com/cgi-bin/sdb/2bb.cgi?seq=msg&board=80&msg=1122704339&rn=0
هنا رابط الموضوع بأكمله والمداخلات التي حصلت عليه.. ويصعب نقله هنا عن طريق الكت والبيست
أنقر على الرابط أو اللنك لترى الموضوع
هنا رابط الموضوع بأكمله والمداخلات التي حصلت عليه.. ويصعب نقله هنا عن طريق الكت والبيست
أنقر على الرابط أو اللنك لترى الموضوع
عدل سابقا من قبل صديق عبدالله علي أبوحنة في الأحد 18 يوليو 2010, 9:11 pm عدل 1 مرات
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46230
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46230
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى