البيان الأخير قبل حركة المناصير!

الطريق الثالث – بكري المدني
البيان الأخير قبل حركة المناصير !
* امس الأول كنا في زيارة للمناصير (برا وبحرا ) أي المناصير في البادية والمناصير في محلية البحيرة جوار النيل ولهذي الزيارة حكاية اذ جاءت اثر نقاش حاد سابق لنا مع نائب والي نهر النيل الوزير السعيد عثمان والذي اتهمنا حكومته بعدم الإهتمام بالمناصير وقضاياهم وكان ان طلب منا مرافقته في زيارة مرتقبة للمنطقة حتي نقف علي مجهودات الولاية تجاه المناصير (بيانا بالعمل )وقد كانت الزيارة التي نحن بصدد الكتابة عنها اليوم(بالحرة) وان سبق و كتبنا عنها علي صحيفة( النيل اليوم) لسان حال الولاية
* ان وفد نائب الوالي الوزير السعيد وفي معيته معتمد محلية البحيرة ورئيس لجنة تيسير الزواج بالولاية مضي للمناصير وفي معيته بعض المعينات الأساسية للحياة من المواد التمونية وحتي (شنط الزواج للشباب) ولكن هل يعوض المناصير ذلك حقوقهم علي الدولة والولاية من الإستحقاقات و الخدمات تلك التي لم يأت ذكرها (كعمل علي الأرض) في نبأ ؟ وكل مافي الأمر وعود وكلمات ليست كالكلمات !نقول ان كان لنا خيار فيما نختار ان ليس علي أي مؤسسة المشاركة في أي زواج هناك قبل ان يتأكد الجميع علي مستقبل أي طفل قادم للحياة من التحصين وحتى التدريس بل وقبل ان يطمئن الجميع قبلا علي صحة أي امرأة تحمل بالحلال نتيجة اي زيجة من تلك الزيجات ويثقوا في انها ستلد بالسلامة علي يد قابلة (لا توجد اليوم ) او نقطة غيار صحيه عليها اقله ممرض ان عز الطبيب وكان المساعد الطبي كبيرا وكثيرا علي المناصير!
*ان البادية التي زرناها تفتقر كلها لنقطة غيار صحية واحدة ناهيك عن مستوصف طبي في ولاية اصبحت المستشفيات المتخصصة فيها حديث الركبان من ابوحمد وحتي الجكيكة عدا بادية المناصير والخيار المحلي للمهجرين كما ان تلك البادية تنعدم فيها خدمات التعليم ولا حتي فصل اساس او خلوة والناس في (سوداننا)يتحدثون عن ثورة التعليم العالي وقبل ان يمض غيرنا في التحليل نؤكد اننا لا نري في الأمر استهداف ولكنا نري فيه استخفاف وبالنسبة لخدمات الصحة والتعليم فوالله لن تكلفن حكومة الولاية والخرطوم معا سوي حملة علاقة عامة وبعض الزمن (بدل الحاكم !) والكثير من المنظمات (ان وجهت ) يمكن ان تمضي الي هناك ولكنه الإستخفاف !
*ان منطقة المناصير (برا وبحرا) تفتقر اليوم ايضا لخدمات الماء و الكهرباء وحتي الطرق وبالنسبة للأولي فالنيل علي مرمي حجر اما الثانية فإن ابراج وخطوط سد مروي تحمل التيار لكل السودان الا (منطقة التضحية) علي بعد ثلاث كيلومترات من موقع الإنتاج و بالنسبة للطريق فإن الصخر والحجر الذي يمكن ان يسوي بها منها هناك اكوام لا تحتاج ولا تكلف المسؤليين سوي القليل من المال والإهتمام وهم يرضون بردمية (ساكت) ولا شوارع زلط ولا كباري (خاصة الجدوي ) كما هو بائن وقائم اليوم في الولايتين الشمالية ونهر النيل عدا منطقة المناصير في البادية والخيار المحلي !
* ماهو الحل اذا؟ في ظل تعامل حكومة الولاية و حكومة المركز مع هذا الملف بالطريقة الجارية وسلبية النائب (النائم) في المجلس الوطني عن هذه الدائرة ؟! نخشي ان يقود كل هذا اصحاب المنطقة كما قاد غيرهم في مناطق اخري من السودان الي التفكير في حلول (باليد) ونحن بوزيرنا ومديرنا ومعتمدنا نصحو صباحا علي مارشات للبيادة نظمها شباب الخيار المحلي تقول كلماتها (صمود –صمود يا عيال منصور – خيارنا محلي وحقنا كاش – شيك مضمون وللا كلاش !) ولو ان منطقة المناصير خرجت ولم تعد فسيكون السبب الأساس هو الإستخفاف وعدم تقدير الناس بل والأدهي من ذلك تكسير قرارات السيد رئيس الجمهورية الذي نادي بإيفاء المناصير كامل الخدمات والإستحقاقات ولكن علي مايبدو فإن لا حياة ولا حياء لمن تنادي !
اننا نحس بعذابات المعتمد (عيسي ) مشدودا علي الصليب وهو يحمل خطايا حكومته ويبحث عن كلمات يقولها لقومه ولايجد !وسيجد العقيد عبد الرحمن نفسه غدا امام خياران احلاهما مر فأما ان يوجه النار الي اهله او الي صدره والسؤال ان هان المناصير علي الحكام فهل هان علي الأخيرين ايضا حتي (ناسهم) وفقط لأنهم ايضا من المناصير ؟!
ان هذا بيان للناس قبل البيان الأول لحركة المناصير ولقد رأينا بأم اعيننا في البادية شجرا يسير وعلي ضفاف النيل امواجا تعلو وانها والله رؤية زرقاء اليمامة وليست صيحة محمود الكذاب !
علي الطريق الثالث
هذا المقال كتبته ونشرته بعد زيارة للخيار المحلي قبل عدة شهور مع وفد حكومي من ولاية نهر النيل كما هو واضح وانقله اليكم اليوم – سادتي – للعصف الذهني !