ولا يعرف قدر الرجال الا الرجال/رثاءالمرحوم حبيب بابكر/بقلم الاخ على عسكورى/

وداعا حبــــيـــب/منقول



علي عسكوري







فجعت المناصير وروعت مدينة كسلا برحيل الاستاذ والشاعر الفذ حبيب بابكر عمر في حادث حركه مؤسف في مدينة هيا بطريق عطبره بورتسودان في يوم الاثنيين 28 مارس 2011.
لقد كان الفقيد صادق الإنتماء لأهله متمسكا بحقهم وحقوقهم سجل بأشعاره العديده حبهم لأرضهم وتمسكهم بها. كتب للنخيل والنيل والقري والوديان مسطرا حبه لأرض المناصير بأحرف خالده ستبقي ما بقي الزمان.
لم يكن حبيب فردا، بل كان صوتا مدويا لمجموعه إستهدفتها سنابك التتر وحاولت طمرها وتدميرها ومحوها من الوجود. لقد كان الراحل صوتا صادقا إمتلك ناصية الكلمه ووظفها للتعبير عن قضية كرس لها أغلب أشعاره وكلماته. لقد كانت كلمات الفقيد أقوي من الطلقات وأمضي من الحسام . كانت كلماته وأشعاره وستظل نبراسا لن ينضب لشحذ همتنا من أجل التمسك بالأرض والوطن الصغير.
إن مكان الراحل سيظل شاغرا لن يملأه أحد. كان الراحل صوتا صادقا متفردا تلامس كلماته ومعانيه أوتارا حساسه في وجدان مجتمع المناصير فيتفاعلون معها بتلقائية قل نظيرها. لقد كانت كلماته صوتا عابرا للفئات تلبي أشواق الصفوه وتستوعب أحلام البسطاء. جسد الراحل معاني ومفاهيم إستصعب علي الكثيرون تناولها. كانت قريحته فذه ومتفرده إستلهم من صخور المناصير الصبر والجلد ومن نخيلها الاباء والسموق ومن خرير مياهها وأصوات عصافيرها وسواقيها الرقه في غير ابتذال والحنيين من غير ضعف. كان الجميع يجد نفسه في كلماته وكان بحق شاعر المناصير بدون منازع.
في رثاء زوجته الراحله قال الراحل نزار قباني إن بلقيس( كانت أطول النخلات في أرض العراق) ، وكان فقيدنا بحق أطول النخلات في أرض المناصير، بدر تتصاغر دونه كل النجوم. ودعني هنا أستنجد ببعض أبيات من مرثية أبي تمام في أبوجعفر محمد الطوسي حيث تتماثل أوصاف الفقيد:

كــذا فليجل الخطب وليفدح الأمر *** فليس لعين لم يفض ماؤها عــذر
ونفـــس تعاف العار حتـى كأنـه *** هو الكفر يوم الروع أو دونه الكفر
غــدا غــدوة والحمـد نسج رداءه *** فلم ينصرف إلا وأكفانه الأجــر
تردّى ثياب الموت حمرا فمـا دجى *** لها الليل إلا وهي من سندس خضـر

يعزوَّن َعنْ ثاو ٍتُعزَّى به العُلا * ويبكي عليهِ الجود والبأسُ والشعرُ
كأن بني نبهـــان يوم وفاتــه *** نجوم سماء خر من بينها البــــدر
فتى كان عذب الروح لا من غضاضة *** ولكن كبرا أن يقال به كبــــر
نعم، لم نكن نحن قط في مقامات النجوم، ولكن الفقيد كان دون شك بدرا ينير دياجير المناصير الذين اعلك عليهم ليل نفاق طويل فلم يعد يروا من يتقدمهم. لقد تمددت دياجير المناصير في عتمة حالكه وكادوا يضلون الطريق لو لا لطف من الله ورحمة منه. وحزننا أكبر من الكلمات إذ يغيب بدرنا الوحيد ونحن في لجة هذه العتمه الممتده كصحراء بيوضه لا أفق لها ولا إنفراج.
كان الفقيد نقيء الضمير صادقا تقوده قريحيته السليمه باحثا عن الحق دون كلل. جاءنا في منزل الزعيم الشيخ الطاهر في اخر زياره لنا لمدينة كسلا بعد عيد الاضحي الماضي وكان عائدا لتوه من المناصير وكان قد إستيقن من أمره وحدد موقفه واختار كعهده الوقوف مع الحق لم يتردد ولم يتوان. تناقشنا طويلا في جمع من الناس، ثم لحق بنا في العصر مشاركا بقصائده في الندوه التي اقمناها هناك. وكأنه كان يعلم بأنه سيكون اخر لقاءتنا، فتبعنا الي منزل الشيخ الطاهر مساء مكثرا من الوصايا والنصائح والافكار. وانتهز الاخ عبد الواحد ابراهيم تلك الفرصه النادره فسجل بعض قصائده بالفيديو.
لم يكن الراحل أبدا رجلا لبيبع ذمته وقضيته مهما تعالت أصوات الدنانيير وحمي سوق نخاسة شراء الذمم الذي إستشري في هذا الزمن الغيهب. مازحته قائلا ( يا أستاذ حبيب الناس ديل مابخلوك والقروش عندهم كتيره) فضحك وقال ( يا عسكوري أول أرض المناصير بتتباع وووه). كان نقيا وبرئيا كبراءة اطفالنا.كانت فطرته السليمه وضميره هما دليله للحقيقه متي ما إستيقن من الحق إتبعه لا يلوي علي شيء ولا تهمه تلكفة ما يتخذه من موقف. كان مؤمنا بقضية أهله وحقهم وكرامتهم إيمانا ربما يقارب إيمانه بوحدانية الله. كان وجهه دائما مبتسما منشرح الصدر يبتسم كلما تحدث، لا يحمل ضغينة علي أحد، لا تهمه الدنيا التي لم ينال منها شروي نقير.
إن شبكة المناصير ومجموعة الخيار المحلي إذ تتقدما بأحر التعازي لأسرته الصغيره وللمناصير عموما ولتلاميذه وأصدقائه ومحبيه تتعهدأن بالعمل الدؤوب علي تحقيق أمنيته في تنمية منطقة المناصير بما يناسب تطلعات وأشواق وأماني سكانها التي عبر عنها الراحل في أشعاره الكثيره.
لقد فارقتنا يا حبيب ونحن في أول الطريق، مازال أهلنا في العراء ينتظرون مساكنهم، وما تزال أراضينا بور مجدبه ترفض الدوله زراعتها، مازال خيارنا المحلي يراوح مكانه، ومازال الكذبه المنافقون يتقدمون الصفوف بشراء ذمم الفقراء. فارقتنا ونحن في أشد الحوجه لك فقد كنت نبراسا ونبع غزير للعزيمه، منك كنا نستلهم مواقفنا ونشحذ عزيمتنا. أمضي أيها الواثق الي رب رحيم فقد أديت ما عليك، ونحن علي دربك سائرون ونسال الله ان يعجل بلحاقنا بك، فقد استشري النفاق وعم الفساد ، لكننا متمسكون فيما تبقي لنا من أيام بمباديء تواثقنا عليها وسنمضي مثلك الي أن نلقي الله.
لك الرحمه في عليائك بين يدي رب رحيم.
ولا حول ولا قوه إلا بالله
وإنا لله وإنا إليه راجعون.

ألآن فقط إكتمل عندى المعنى الحقيقى لكلمات , لم أكن إستخدمها فى تعابيرى :

ـ الصدمة
ـ الفاجعة
ـ الذهول
ـ عدم الاستيعاب

فرحيل صاحب الدرة ( الخلاصة فى الأدب والنصوص ) الحبيب ـ حبيب بابكر عمر الصديق ـ
لايوصف إلا بمثل تلك الكلمات . .
عندما أحتضنت شقيقه فتح لأواسيه لم أتحمل . . وشعرت أننى غير قادر . . فأناأيضا
أحتاج الى من يصبرنى ويواسينى .

والعزيز ابو الخير . . تخير الكلمات . . الخيمة . .والرثاء . . والاستاذ . .
والحبيب . . وفقيد التعليم بحق وحقيقة . . ربنا يجعل البركة فى أولاده . .

كنت دائم الخوف عليه من الموتر . . وكلما ألتقيت به . . أقولها له ( ياحبيب
ربنايستر أنت الموتر دا سايقك بدل ماتسوقو . . ) وقبل سفره . . لاحظته فى تقاطع
السواقى . . مترددا فى قطع الشارع . . توقفت . . وأدرت إضاءةالHAZARD وشعرت
لحظتها أننى مددت يداى وأوقفت الحركة . . فعبر الشارع دون أن يشعرنى بأنه عرفنى
وعندما ألتقيت به لمته فرد على ( مافى طريقة أعاين أشوفك إنت منو !! بعدين الاتجاه
التانى موداير إنتباه ) سبحان الله والحمدلله . .

رحل حبيب الحبيب . .


اللهم اغفـر له وارحمه و اعف عنه وأكرم نزله ووسع مدخله
واغسله بالماء والثلج و البرد و نقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس و
أبدله دارآ خيرآ من داره و أهلآ خيـرآ من أهله و قه فتنة القبر وعذاب النار

لا اله الا الله ولاحول ولاقوة الا بالله
طَوَى الجَزِيرَةَ حتى جاءَني خَبَرٌ فَزِعْتُ فيهِ بآمالي إلى الكَذِبِ
حتى إذا لم يَدَعْ لي صِدْقُهُ أمَلاً شَرِقْتُ بالدّمعِ حتى كادَ يشرَقُ بي
لفته هزتنا . . ووفاء مابعده وفاء . . إنتهزت إدارة ومعلمى وطلاب مدرسة الشرق الثانوية . . فرصة زيارة موجهى المواد المختلفة للمدرسة صباح اليوم الاربعاء 24/8/2011 واقاموا حفل تأبينى لفقيد التعليم الاستاذ حبيب بابكر يرحمه الله وكان على رأس الامر ربان المدرسة ومديرها الاستاذ ابراهيم حسن ووكيلها الاستاذ حسن عوض وهيئة التدريس والطلاب وكان الحفل فى الطابور الصباحى الذى بدأ الساعة الثامنة صباحا .
توالت قصائد رثاء صادقة من الطلاب تبكى الحبيب حبيب تخللتها اناشيد ومدائح دينية . خاطب الاسـتاذ عبدالله عبد العزيز شرفى الحفل وكان كعادته دائما بليغا وموفقا . . أعجبنى تشبيهه للمعلم بالمزارع والطلاب بالشجر المثمر حتى فى اللون الاخضر ( الزى المدرسى ) تلاه الاستاذ يس حاج قيلى والذى مس شغاف القلب بكلماته عن المرحوم حبيب وكان الجميع يترحمون عليه .
تُليت قصائد من خيمة رثاء الاستاذ حبيب من منتدى الوريفة وتمت الاشارة لمنتدى الوريفة أكثر من مرة فى الحفل . وهذا بمثابة شكر وعرفان لأدارى الوريفة واعضائها .
للأسف . . لم يمثل مكتب التعليم ( المرحلة والوزارة ) فى الحفل ويبدو أن هناك ظروف حالت دون مشاركتهم . . أطلقت المدرسة على لسان مديرها الاستاذ الفاضل / ابراهيم حسن مبادرة لقيام دورة رياضية وثقافية بإسم فقيد التعليم الاستاذ حبيب تبدأ من المدرسة .
وبعد نهاية الحفل إنتقل الجميع فى موكب مهيب لإفتتاح فصل الصف الثالث ( حبيب) وكان الطلاب قد رمموا الفصل وابدعوا فى تجهيزه ليليق باسم المرحوم .
وعدتُ الطلاب الذين شاركوا بقصائد فى الحفل أن ننقل قصائدهم وننشرها فى خيمة الرثاء فى المنتدى وكان ذلك من المنصة ولاحظت أن الامر لاقى أستحسان وموافقة . كم أتمنى أن تشارك الوريفة فى تخليد سيرة الاستاذ القدير المرحوم حبيب برمز ما داخل الفصل وذلك بشعار للمنتدى فى لوحة تخط فيها قصيدة أو ابيات أو صورة شخصية له .
مؤكد . . إستحق المرحوم هذا الوفاء من طلابه الصادقين لانه كان وبشهادة الجميع إنسان وفى . . ومؤكد إستحق هذا الحب الذى لامسناه فى هؤلاء الطلاب فى وقفتهم الصباحية الرمضانية وفى ابيات الشعر الصادقة لأن حبيب كان يحب الجميع وهذه المرة بشهادتى أنا شخصيا والله على مااقول شهيد .

نعم العنوان ... نعم الضمون ... نعم الرجال
لله دركم آل بابكوري ... حياتكم مدرسة ... التعامل معكم مدرسة .. الحديث عنكم مدرسة
شكرا عمر بابكر الرجل الراقي الخلوق
شكرا الرمز عسكوري
شكرا كل أبناء بلادي

الفاضل ود المناصير
اننى ناشدت بنات افكارى لتدغدغ مشاعرى واوتارى واوحيت لها ان اختارى وبحثت بدفاترى ومدونات اشعارى واسرت يراعى الذى وقف تواضعا وقال ما انا بقارى
لاسطرلك ود المناصير عبارات تليق بك يا اصيل ابن الاصول فانت رجل وحقيقة لا يعرف قدر الرجال الا الرجال الاوفياء انك قامة سامقة شامخة شموخ جبل عصمة
وددت ان اسطر ما يليق بك ولكن احتار يراعى وسط السطور قائلا ان ما يليق بك سماوات وبحورو لن يستطيع العبور ويكفى ان اقول اننى بك فخور شكرا شكرا
ولا يعرف قدر الرجال الا الرجال

كلمات تنيط لتام النياق

تااااااني الجرح زاد ؟

وتااااني الدموع نزلت

نزلت لأن الفقد جد جلل

سالت لأن الكاتب كلماته تهد جبل

كان المرحوم حبيب نقيا برئا بشوشا

عرفته في خريف العام 2008

وفي كسلا وسواقيها كانت اللقيا

رثيته كما رثي نزار قباني زوجته حين قال كانت بلقيس اطول النخلات في ارض العراق

فقلت كان حبيب اطول جبال المناصير قامه فكتبت قصيده بعنوان

رحل جبــــــــــــــــــل الشلال

كنت قامه وقامه سامقه زي نخيل بلدي المجمر

ستظل اشعاره في دواخلنا وحتما ستقرا في مدارسنا

للاجيال بوصله للباحثين عن معني الانتمـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاء

شكري لكاتب المقال صاحب الكلمات الرائعات

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] من طرف ساري الليل في الأربعاء سبتمبر 28, 2011 6:32 pm