الشيطان فى رمضان
صفحة 1 من اصل 1
الشيطان فى رمضان
فى رمضان كما أخبرنا الحبيب صلى الله عليه وسلم تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين واذا بالمسلمين فى هدنة من حرب ضروس يحشد لها الشيطان حده وحديده وياتى بجحافل لا قبل للغافل عن ربه بها فهو يهجم بلا هوادة ويتربص ويترقب ويرانا هو قبيله من حيث لا نراهم من حيث لا نراه بل أنه يجرى منا مجرى الدم فينفث وينفخ ويعد ويمنى بل ويخوف وغايته معروفة واهدافه لنا فى القرآن موصوفة فها هو قد قعد لنا الصراط المستقيم ليصدنا عنه ويعدنا بالفقر ويامرنا بالفحشاء ويزين لنا الاعمال ويصف نفسه بالجار ولا يملك عند الحق الا الفرار فهو لا يعد الا غرورا وأمام الحق فان كيده كان ضعيفاا.
فى هذه الحرب يحشد الشيطان جيشا كاملا لا أجد أروع ولا ابلغ من وصف القرآن له اذ يقول الله تعالى فى محكم التنزيل
قال تعالي " وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا "
هو يحشد ويؤلب ويدير معركة مادية ومعنوية يستخدم فيها كل ما أوتى بل وأحيانا ما أوتينا نحن فتراه يجيش ضدنا الأموال والاولاد ليبعدنا عن الحق ويقودنا الى الضلال وينزع عنا لباس التقوى وثوب الايمان.
والناس فى معركتهم مع الشيطان فى سجال فهو يهزمهم تارة ويعينهم الله عليه تارة اخرى وما بين هذا وذاك هم يحتاجون الى فترة لتضميد الجراح واصلاح ما افسده الشيطان من ثوب الايمان وتأتى هذه الهدنة فى رمضان اذ يكفينا الله سبحانه وتعالى مؤنة جهاد الشيطان علنا نجدد ايماننا ونسيد فى وجه العدو حصوننا.
غير أننا فى هذه الهدنة لا زلنا فى معركة أخرى وجهاد ىخر مع أعداء جدد فالدنيا حلوة خضرة زينت فى اعيننا وجعل حبها من آفات قلوبنا والنفس كالطفل تشب على حب الرضاع وتأمرنا وتنهانا ويتحالف معها الهوى فيشدها اليه شدا فى مثلث جديد يابى الا يخذل الشيطان فى محبسه وان يحول دون تجديد الايمان
غير أن المسلم المدرك لحكمة الصيام وثمرته يعلم أن غايته من هذا الشهر هو بناء حائط من التقوى وسد من الاعمال الصالحات وحرز من الذكر والاستغفار حتى اذا خرج الملعون من محبسه كان الرصيد الايمانى الربانى فى رمضان له حصن حصين وركن شديد يأوى اليه فى المعركة اذا حما وطيسها
فالمسلم الصائم يعرف أن الدنيا هى دار سفر وليس له فيها من المقام الا قليلا كراكب استظل بظل شجرة يرتاح فيها من عناء السفر فلا هو يتعلق بترابها ولا يتكالب عليها بل يتزود منها بالقدر الذى يعينه فى مسيرته الى ربه - نعم هى حلوة خضرة - لكنها ليست لحى وطنا فالفطن هن اتخذها لجة وجعل صالح الأعمال فيها سفنا
ويعرف ان النفس أمارة بالسوء الا ما رحم ربى فتتنازعها الأهواء يمنة ويسرة فان لم يكن لها من رادع أوردت صاحبها موارد الهلكة وأوقعته دون الصراط المستقيم فى كل شهوة فان لم يروضها فى رمضان ألهته عن تجديد حصون الايمان وهو يعرف ان من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فليس له جزاء الا الجنة
وبعد رمضان يعود الشيطان متلهفا لأرض المعركة متسلحا بأسباب الغواية والناس فى معركتهم مع الشيطان أحد فريقين فريق أخلص لله فكان فى معيته ولم يكن للشيطان عليه سبيلا وقال فيهم الله تعالى
" إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ "
وفريق لم يتخذوا من الشيطان حرزا ولم يبنوا من الايمان ما يكون لهم عنه حاجزا فتراهم يستسلمون فى اول لقاء لهم معه بعد طول غياب وفيهم قال الله تعالى
ولقد صدق عليهم ابليس ظنه فاتبعوه الا فريقا من المؤمنين
اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين الصائمين القائمين
اللهم وتقبل منا الصيام والقيام يا رحمن
اللهم آت نفوسنا تقواها وزكها انت خير من زكاها
أنت وليها ومولاها
آمين
اميره الحومرى- عضو فضي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 717
نقاط : 26481
تاريخ التسجيل : 24/05/2011
مواضيع مماثلة
» خطبة الشيطان!!!!!!!!!!!!!
» الشيطان وتغيير خلق الله
» السجده التي تبكي الشيطان
» رمضان وصل
» حوار فتاه مع الشيطان في سكرات موتها
» الشيطان وتغيير خلق الله
» السجده التي تبكي الشيطان
» رمضان وصل
» حوار فتاه مع الشيطان في سكرات موتها
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى