شاب نشأ في عبادة الله

قال بعض العارفين : رأيت شابا في البادية وهو قائم يذكر الله ويتعبد وليس معه أحد ....فسلمت عليه ....فرد السلام ...فقلت له : يا فتى .....أنت في مكان منقطع بلا معين ولا رفيق.. ....قال : وعزة ربي معي المعين والرفيق الذي يقول * وهو معكم أينما كنتم * ...ألا تعلم أنه فوقي بعزته مطلع بعين رعايته , وهو معي بعلمه وحكمته وبين يدي بهدايته عن يميني بنعمته وعن شمالي بعظمته...... فلما سمعت منه هذا الكلام قلت له : هل لك في المرافقة ؟ فقال : هيهات مرافقتك ...تشغلني عن ذكره ...وتبعدني عن خدمته ....وما أحب أن يكون هذا ...ولي ملك الأرض من مشرقها إلى مغربها ...فقلت له : أما تستوحش في هذا المكان ؟ فقال لي : أما سمعت قوله تعالى ** ألا بذكر الله تطمئن القلوب **...يا هذا ...من كان المولى أنيسه وجليسه كيف يستوحش ؟ قلت له : من أين تأكل؟ ....فقال غذائي بلطفه في ظلمة الأحشاء صغيرا ...أفلا يكفلني كبيرا ؟ وقد وعدني برزقه في قوله جل شأنه **وفي السماء رزقكم وما توعدون ** وقوله **وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها **.
فسألته الدعاء ...فقال : حجب الله طرفك عن معصيته وملأ قلبك بخشيته وجعلك من الذاكرين له ...المقربين إليه ....