معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
5 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
مقالات الراحل التي تم نشرها في الصحف السيارة والتي لم تنشر ترقبوها وأعينوا على النشر
تحياتي ياخالد عابدين على العمل الرائع
تحياتي ياخالد عابدين على العمل الرائع
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
ما نشره الأستاذ في صحيفة الأيام
أراضى المناصير حول البحيرة --- لا تزال قنبلة موقوتة ونار تحت رماد ( 1 – 6 )1
من الصعب أن يصدق أحد أن الحكومة خدعت المناصير وللمرة الثانية فى اتفاقها الأخير الذى أبرمته معهم وقبل أن يجف مداده . ومن الصعب أكثر أن يصدق أن محور المشكلة كلها هو أن غالبية المناصير يرغبون فى إعادة توطينهم بأراضيهم حول بحيرتهم ولكن الحكومة لا تريد لهم ذلك ، لأنها تريد إجلاءهم جميعا منها وإعادة توطينهم بعيدا عنها ، لأنها تريد تلك الأراضى خالية منهم لغرض أو أغراض لم تفصح عنها ، ويتهمها المناصير وغيرهم بأن لديها أجندة خفية فى هذه الأرض . ولكن مع إصرار المناصير وتمسكهم بالبقاء بأراضيهم تأزمت مشكلة المناصير واستعصت على الحل حتى يومنا هذا . ولقد تصاعدت هذه المشكلة فى بعض المرات حتى أوشكت أن تعرض المناصير لمجازر دموية ، كما حدث لأول مرة فى ديسمبر عام 2005م عندما عقد المناصير مؤتمرهم السنوى بواحة سانى وأحاطت بهم تجريدات عسكرية تصوب نحوهم مدافع الدوشكا . وكما حدث مؤخرا بالكربكان عندما احتجز المناصير عددا من العربات المسلحة . وقد دفع التصعيد الأول فى عام 2005م بالحكومة لكي تصرح بأنها نقلت ملف المناصير من إدارة السدود الى والى ولاية نهر النيل ، وأنها قد ابعدت إدارة السدود عن كل شأن مباشر متعلق بالمناصير من تعويض وإعادة توطين أو هكذا إدعت ، لأنه حتى بعد أن عقدت الحكومة اتفاقها الأول مع المناصير فى 1/6/2006م وادعت فيه انها قد استجابت لمعظم مطالبهم وأهمها تنفيذ خيار غالبيتهم بإعادة توطينهم فى مواقع حول بحيرتهم ، سخر الوزير أسامة عبد الله – المدير التنفيذى لوحدة السدود من ذلك الإتفاق فى أجهزة الإعلام ووصفه بأنه عملية تبادل أدوار بينه وبين والى ولاية نهر النيل ، وأن ملف المناصير لم ولن ينتقل من عنده . وقد اثبتت الأيام والأحداث صدق ما صرح به ، وأتضح أن الإتفاق لم يكن فى حقيقته إلا خديعة صدقها المناصير – والمؤمن صديق-- وظلوا لعام كامل يلهثون خلف سراب ، بينما مضى الوزير / أسامة عبد الله فى تنفيذ مخططه لإخلاء الأراضى حول البحيرة منهم لتكون لغيرهم . وقد نجح والى ولاية نهر النيل أيما نجاح فى عدم تنفيذ الإتفاق خاصة فيما يتعلق بالخيارات المحلية حول البحيرة وإلهاء المناصير وطمأنتهم بمعسول الكلام وكثرة الإشادة بهم وأيضا بالإكثار من القسم المغلظ بتنفيذه للخيارات المحلية . ولكن عندما اكتشف المناصير خديعة ذلك الإتفاق الأول قاموا بمظاهرة سلمية فى أبى حمد للتعبير عن عدم رضاهم لخرق الإتفاق من جانب إدارة السدود وعدم جدية تنفيذه من جانب والى ولاية نهر النيل . ولقد تصاعدت المشكلة بسبب تلك المظاهرة واخذت منحى خطيرا آخراً عندما خطب أحد المتظاهرين الغاضبين وادعى أن المناصيريملكون سلاحا سيقاومون به تهجيرهم القسرى وأن لديهم معسكر تدريب كذلك . ولقد كان من المتوقع والمفترض ألا تأخذ الحكومة قوله هذا مأخذ الجد ، لأن قوله هذا كان واضحا انه لم يكن أكثر من تهديد فارغ وتهويش صدر من متظاهر غاضب يغمره احساس بالظلم ، وكما هو مألوف فإن المتظاهرين الغاضبين يفرغون ما بجوفهم من هواء ساخن ويكيلون لحكوماتهم ما شاء لهم من سباب دون أن تؤاخذهم حكوماتهم على إساءتهم لها . بل إن الحق عز وجل قد أجاز لمثل هؤلاء الغاضبين المظلومين أن يجهروا بالسوء من القول ولم يبح ذلك لغيرهم . لقوله تعالى : ( لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم ) . ثم إن ذلك المتظاهرالغاضب لم يهدد الحكومة بشن حرب عليها ، وإنما ذكر أنهم كمناصير سيدافعون عن انفسهم ، ويقاومون تهجير الحكومة القسرى لهم إن هي اقدمت عليه . فإن لم تكن الحكومة راغبة فى تهجير المناصير قسريا فما الذى كان يضيرها من مثل هكذا تهديد وتشويش ؟! ثم متى كانت مقاومة التهجير القسرى حتى وإن جاء من قبل الحكومة تشكل جريمة فى أي دين أوعرف ؟ -- وهاهو رئيس الجمهورية قد أعلن مرارا بأنه لا يسمح بتهجير أي مواطن قسرا . ثم إن المناصير جميعهم كانوا يعلمون أن الحكومة وغيرها على علم بأن منطقتهم من آمن مناطق السودان وخالية من أي سلاح . ولذا فقد كان من المستغرب بدلا من أن تقوم الحكومة بطمأنة المناصير بأنها لا تنوى تهجيرهم قسريا فإنها إتخذت من الإجراءات الأمنية ما أكد للمناصير أنها عازمة على ذلك التهجير القسرى . فبذريعة البحث عن السلاح المزعوم ومعسكر التدريب جابت قوات كبيرة من الأمن منطقة المناصير من أقصاها الى أقصاها فى تفتيش دقيق فلم تجد غير عدد محدود من قطع السلاح المرخص فاحتجزتها . وأصبح واضحا للمناصير أن إدارة السدود قد قصدت إرهاب المناصير وإذلالهم . وأنها قصدت كذلك أن تعطيهم إشارة واضحة تؤكد لهم أن تهجيرها القسرى هو بالفعل فى طريقه اليهم ، وأنهم ما لم يمتثلوا لمخططها ويغادروا أراضيهم حول البحيرة فإن تلك التجريدات العسكرية التى جابت منطقتهم ورابطت فى مدخلها تفتش كل داخل وخارج منها تفتيشا دقيقا ومذلا ستكون كفيلة بتهجيرهم قسرا عندما يأتى موعدهم . ثم اعقبت اجراءاتها هذه بإعتقال ستة من قيادات المناصيرلأجل غير مسمى ، لا لسبب إلا لأنها تعتقد أنهم وراء تحريض أهلهم للبقاء بأراضيهم حول البحيرة بينما هي تريد تلك الأراضى خالية منهم . ولقد برهن المناصير عمليا أنهم جميعا قيادات بديلة عندما قرروا تنفيذ خطة طوارئ اسعافية لبناء قريتين بالنفير والجهد الذاتى وحددوا يوم 1/6 الماضى موعدا لضربة البداية يتم فى إحتفال كبيرا يدعون له كافة وسائل الإعلام . ولكن الحكومة بذلت جهودا مضنية كي لا يتم هذا النفير حتى لا يضعها المناصير أمام الأمر الواقع ببقائهم بأراضيهم حول البحيرة ، بما تعتبره خطا أحمر لا تسمح به كما سبق أن صرح وأعلن ذلك صراحة أحد كبار المسئولين لبعض قيادات المناصير . وقد خيل للحكومة بأنها نجحت بالفعل فى مسعاها هذا بإيجادها لوسيلة سلمية توقف بها عمل هذا النفير وذلك بإعدادها لإتفاق خديعة جديد قالت للمناصير إنه اتفاق أكثر جدية من سابقه وتضمن لهم به بناء مساكنهم حول البحيرة . وقد قبل المناصير بالتوقيع على ذلك الإتفاق الجديد ، لأنه ليس لديهم ما يخسرونه . فإن أوفت لهم الحكومة بما وعدت فإن ذاك هو المرام ، وإن لم تف لهم بما تعهدت به فى الإتفاق ، عادوا الى نفيرهم مرة أخرى وفى أيديهم وثيقة تضمن لهم المزيد من الحقوق بما يزيد من ورطة الحكومة – فمن ياترى يخدع من ؟ ومن ياترى سيحقق أهدافه فى نهاية المطاف ؟ -- فهذا ما ستكشف عنه مقبل الأيام – ولننتظر والنشوف آخرتا كما يقول أستاذ / سعدالدين إبراهيم.ونواصل
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
رد: معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
أراضى المناصير حول البحيرة --- لا تزال قنبلة موقوتة ونار تحت رماد ( 2---6 )
بقلم : محمد عبد الله سيد أحمد
عقب توقيع الإتفاق الجديد بين الحكومة والمناصير ، أصر المناصير على المضى قدما لتنفيذ خطة نفيرهم التى اقترب موعد الإحتفال بضربة بدايتها فى ( 1/6/ 2007م ) وفرحوا كثيرا عندما أعلن لهم البروف/ إبراهيم أحمد عمر – راعى الإتفاق – عن عزمه لحضور إحتفال ضربة البداية للنفير . ورأوا فى مقدمه فأل خير ، لأن حضوره سيؤكد لهم جدية الحكومة فى تنفيذ الإتفاق بخياراته المحلية حول البحيرة و توقعوا منه دعم نفيرهم ماديا وعينيا أو حتى أن يتبنى إكماله . ولكن خاب فألهم عندما اتضح لهم بأنه ما جاء لموقع الإحتفال إلا لوأد مشروع النفير فى مهده كما خططت لذلك الحكومة عن طريق اتفاقها الجديد بدليل رفضه القاطع للمناصير لوضع حجر الأساس لهذا المشروع ، حتى لا يعنى وضعه لحجر الأساس إقرارا من الحكومة بحق المناصير الفعلى فى أراضيهم حول البحيرة وبناء مساكنهم بها ، بينما مخطط الحكومة فى حقيقته لا يقر لهم بهذا الحق . إضافة الى أنه لم يقدم لهم أي عون مادى أو عينى مما جعل المناصير يتساءلون عن مغزى وجدوى تكبده المشاق والوقت والمال وفى معيته ذلك الحشد الكبير الذى وصل بثلاثة طائرات وأرتال من العربات دون أن يكون لهم شأن بعمل النفير وإنما ليجعلوا من يوم النفير هذا مهرجانا للخطابة . وهي خطابة ليس بها جديد ، وإنما تكرار لما سبق أن قيل فى قاعة الصداقة عند توقيع الإتفاق ، ولم يكن هناك من جديد أتى به الإتفاق . وحتى الإستبيان الذى قامت به الحكومة بواسطة جهاز إحصائها المركزى لمعرفة خيارات المناصير الحقيقية للمواقع التى يرغبون فى إعادة توطينهم بها بما يمكن اعتباره إنجازا كبيرا كأول خطوة عملية وضرورية أعقبت الإتفاق لتمهد لتنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة ، فإن كثيرا من المراقبين لا زالوا يتشككون فى جدواه ويعتبرونها إجراء صحيحا ولكن مع إصرار الحكومة وتمسكها بأجندها الخفية ومخططها فى أراضى المناصير حول البحيرة فمن المؤكد أنها سوف لن تلتزم للمناصير بتنفيذ خياراتهم المحلية حول البحيرة . ويؤكد أولئك المراقبون أن الحكومة فى حقيقة أمرها لم تكن راضية عن نتيجة ذلك الإستبيان الذى أوضح لها أن أكثر من 70 % من أسر المناصير البالغ تعدادها أكثر من عشرين ألف أسرة يرغبون فى إعادة توطينهم فى مواقع حول البحيرة بينما الحكومة ممثلة فى إدارة السدود كانت تتوقع نتيجة عكس ذلك ، حيث كانت تعتقد اعتقادا جازما بأن الخيارات المحلية حول البحيرة لا يرغب فيها إلا عدد محدود للغاية يمكنها تجاوزه دون حرج لقلته ولتمضى بعد ذلك مطمئنة فى تنفيذ مخططها . ويؤكد أولئك المراقبون كذلك أن إدارة السدود ، التى هى رأس الرمح فى تنفيذ هذا المخطط ، لو كانت تعلم مسبقا أن هذا الإستبيان الذى استعجلت إجراءه كان سيأتيها بمثل هذه النتيجة لما سمحت بقيامه . ويبدو أن الحكومة وإدارة سدودها قد وقعتا فى خطإ قاتل بإجراء هذا الإستبيان إعتمادا على المعلومات الخاطئة أو الخادعة بقلة الراغبين فى الخيار المحلى التى أمدتهم بها العناصر الموالية لمخطط إدارة السدود من المناصير والذين لا زالت إدارة السدود تعتمد عليهم كمرجعية ومصدر موثوق فى حصولها على أي معلومات تتعلق بحقيقة ما يجرى داخل منطقة المناصير . و لا زالت تراهن عليهم كآلية ضرورية ومطلوبة لإختراق وحدة المناصير ولذا فإن أولئك المراقبون يؤكدون من منظورهم بأن الحكومة حتى وإن اعترفت بنتيجة هذا الإستبيان فإنها لن تعمل بنتيجته لتنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة لأنها تتعارض مع مخططها الذى يعتبر أن بقاء المناصير بأراضيهم حول البحيرة خطا أحمر كما صرح ذلك المسئول الكبير ، ولن تسمح بتجاوزه . لكل ذلك لم يكن مستغربا أن تقوم إدارة السدود بخرق الإتفاق الجديد قبل أن يحف مداده . فقبل أن تشرع الحكومة فى فى عمل الإستبيان لمعرفة حقيقة خيارات المناصير فى المواقع التى يرغبون فى إعادة توطينهم بها ، بادرت إدارة السدود بعمل إعلان لحصر ممتلكات المناصير بغية تعويضهم وتهجيرهم الى كل من مشروعي المكابراب والفدا الصحراوى شمال أبوحمد وهما المشروعين الوحيدين الذين تعترف بهما كخيارين وحيدين للمتأثرين المناصير – ولا تعترف بأي خيارات أخرى للمناصير حول البحيرة . وقد أوردت فى إعلانها أنها قد نسقت مع الجهات الراعية والمنفذة للإتفاق على عملها هذا دون أن تنفى تلك الجهات ماذكرته أو تعترض عليه . وهذا ما أكد للمراقبين ان الحكومة جميعها بما فيها الراعين للإتفاق والمنفذين له جميعهم ضالعون فى ذلك المخطط . وإلا فمن يصدق أن جهازين أو جهتين فى حكومة واحدة يمكن أن يعمل كل منهما على شاكلته وبأجندة متعارضة ، ثم لا تقوم أي مؤسسة رئاسية بفك الإشتباك بينهما ؟! أو كيف يمكن أن تبرم الحكومة بيمينها إتفاقا وتنقضه بشمالها فى نفس الوقت وتعمل ضده؟ .
ولما كانت إدارة السدود تدرك تماما أنه لن يكون بمقدورها الدخول الى منطقة المناصير لإجراء مهمة الحصر التى أعلنت عنها ، فإنها قررت إدارة هذه العملية من بعد ، وذلك بفتحها لثلاثة مكاتب فى كل من مروى والدامر وأبوحمد وأعلنت المناصير كي يصلوا بأنفسهم الى تلك المكاتب لإصطحاب فرق الأحصاء لمناطقهم شريطة توفير الحماية لهم لكي ينجزوا لهم مهمة الحصر. ولم يعترض والى ولاية نهر النيل على فتح المكتبين بولايته بمثلما لم يعترض قبل ذلك على شروع إدارة السدود فى تنفيذ مشروع الفدا فى الإتفاق الأول . ولقد استجاب كل المناصير للبيان الذى أصدرته لهم لجنتهم التنفيذية وأوضحت لهم فيه بأن ذلك الإعلان مخالف للإتفاق ولا يعنيهم فى شئ . فانقضت الفترة الزمنية التى حددتها إدارة السدود لعمل الحصر ولم يتقدم لها أي فرد من المناصير طالبا منها الحصر . فكانت تجربة فاشلة ومفضوحة وكان ينبغى أن تكون درسا وعبرة للحكومة وإدارة سدودها وللجهات الراعية للإتفاق والمنفذة له بأن المناصير جادون فى التمسك بإتفاقهم ، وأنهم قد ملوا تكرار تلك المسرحيات العبثية وقادرون على افشالها . وأن الإتفاق الأخير قد انكشفت لهم عدم جديته وخدعته لأن من يعجز عن حماية اتفاقه من الإختراق سيكون عاجزا عن تنفيذه كذلك . وتوقعوا أن إدارة السدود سوف لن تجرؤ على تكرار مثل تجربتها هذه الفاشلة . ولكن من يصدق أنها رغم ذلك كررتها ، ليتكرر لها نفس الفشل وليصدق فيها قول المتنبئ :
ومن البلية عذل من لا يرعوى -- عن جهله وخطاب من لا يفهم
وفى الحلقة القادمة سنوضح المزيد .
بقلم : محمد عبد الله سيد أحمد
عقب توقيع الإتفاق الجديد بين الحكومة والمناصير ، أصر المناصير على المضى قدما لتنفيذ خطة نفيرهم التى اقترب موعد الإحتفال بضربة بدايتها فى ( 1/6/ 2007م ) وفرحوا كثيرا عندما أعلن لهم البروف/ إبراهيم أحمد عمر – راعى الإتفاق – عن عزمه لحضور إحتفال ضربة البداية للنفير . ورأوا فى مقدمه فأل خير ، لأن حضوره سيؤكد لهم جدية الحكومة فى تنفيذ الإتفاق بخياراته المحلية حول البحيرة و توقعوا منه دعم نفيرهم ماديا وعينيا أو حتى أن يتبنى إكماله . ولكن خاب فألهم عندما اتضح لهم بأنه ما جاء لموقع الإحتفال إلا لوأد مشروع النفير فى مهده كما خططت لذلك الحكومة عن طريق اتفاقها الجديد بدليل رفضه القاطع للمناصير لوضع حجر الأساس لهذا المشروع ، حتى لا يعنى وضعه لحجر الأساس إقرارا من الحكومة بحق المناصير الفعلى فى أراضيهم حول البحيرة وبناء مساكنهم بها ، بينما مخطط الحكومة فى حقيقته لا يقر لهم بهذا الحق . إضافة الى أنه لم يقدم لهم أي عون مادى أو عينى مما جعل المناصير يتساءلون عن مغزى وجدوى تكبده المشاق والوقت والمال وفى معيته ذلك الحشد الكبير الذى وصل بثلاثة طائرات وأرتال من العربات دون أن يكون لهم شأن بعمل النفير وإنما ليجعلوا من يوم النفير هذا مهرجانا للخطابة . وهي خطابة ليس بها جديد ، وإنما تكرار لما سبق أن قيل فى قاعة الصداقة عند توقيع الإتفاق ، ولم يكن هناك من جديد أتى به الإتفاق . وحتى الإستبيان الذى قامت به الحكومة بواسطة جهاز إحصائها المركزى لمعرفة خيارات المناصير الحقيقية للمواقع التى يرغبون فى إعادة توطينهم بها بما يمكن اعتباره إنجازا كبيرا كأول خطوة عملية وضرورية أعقبت الإتفاق لتمهد لتنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة ، فإن كثيرا من المراقبين لا زالوا يتشككون فى جدواه ويعتبرونها إجراء صحيحا ولكن مع إصرار الحكومة وتمسكها بأجندها الخفية ومخططها فى أراضى المناصير حول البحيرة فمن المؤكد أنها سوف لن تلتزم للمناصير بتنفيذ خياراتهم المحلية حول البحيرة . ويؤكد أولئك المراقبون أن الحكومة فى حقيقة أمرها لم تكن راضية عن نتيجة ذلك الإستبيان الذى أوضح لها أن أكثر من 70 % من أسر المناصير البالغ تعدادها أكثر من عشرين ألف أسرة يرغبون فى إعادة توطينهم فى مواقع حول البحيرة بينما الحكومة ممثلة فى إدارة السدود كانت تتوقع نتيجة عكس ذلك ، حيث كانت تعتقد اعتقادا جازما بأن الخيارات المحلية حول البحيرة لا يرغب فيها إلا عدد محدود للغاية يمكنها تجاوزه دون حرج لقلته ولتمضى بعد ذلك مطمئنة فى تنفيذ مخططها . ويؤكد أولئك المراقبون كذلك أن إدارة السدود ، التى هى رأس الرمح فى تنفيذ هذا المخطط ، لو كانت تعلم مسبقا أن هذا الإستبيان الذى استعجلت إجراءه كان سيأتيها بمثل هذه النتيجة لما سمحت بقيامه . ويبدو أن الحكومة وإدارة سدودها قد وقعتا فى خطإ قاتل بإجراء هذا الإستبيان إعتمادا على المعلومات الخاطئة أو الخادعة بقلة الراغبين فى الخيار المحلى التى أمدتهم بها العناصر الموالية لمخطط إدارة السدود من المناصير والذين لا زالت إدارة السدود تعتمد عليهم كمرجعية ومصدر موثوق فى حصولها على أي معلومات تتعلق بحقيقة ما يجرى داخل منطقة المناصير . و لا زالت تراهن عليهم كآلية ضرورية ومطلوبة لإختراق وحدة المناصير ولذا فإن أولئك المراقبون يؤكدون من منظورهم بأن الحكومة حتى وإن اعترفت بنتيجة هذا الإستبيان فإنها لن تعمل بنتيجته لتنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة لأنها تتعارض مع مخططها الذى يعتبر أن بقاء المناصير بأراضيهم حول البحيرة خطا أحمر كما صرح ذلك المسئول الكبير ، ولن تسمح بتجاوزه . لكل ذلك لم يكن مستغربا أن تقوم إدارة السدود بخرق الإتفاق الجديد قبل أن يحف مداده . فقبل أن تشرع الحكومة فى فى عمل الإستبيان لمعرفة حقيقة خيارات المناصير فى المواقع التى يرغبون فى إعادة توطينهم بها ، بادرت إدارة السدود بعمل إعلان لحصر ممتلكات المناصير بغية تعويضهم وتهجيرهم الى كل من مشروعي المكابراب والفدا الصحراوى شمال أبوحمد وهما المشروعين الوحيدين الذين تعترف بهما كخيارين وحيدين للمتأثرين المناصير – ولا تعترف بأي خيارات أخرى للمناصير حول البحيرة . وقد أوردت فى إعلانها أنها قد نسقت مع الجهات الراعية والمنفذة للإتفاق على عملها هذا دون أن تنفى تلك الجهات ماذكرته أو تعترض عليه . وهذا ما أكد للمراقبين ان الحكومة جميعها بما فيها الراعين للإتفاق والمنفذين له جميعهم ضالعون فى ذلك المخطط . وإلا فمن يصدق أن جهازين أو جهتين فى حكومة واحدة يمكن أن يعمل كل منهما على شاكلته وبأجندة متعارضة ، ثم لا تقوم أي مؤسسة رئاسية بفك الإشتباك بينهما ؟! أو كيف يمكن أن تبرم الحكومة بيمينها إتفاقا وتنقضه بشمالها فى نفس الوقت وتعمل ضده؟ .
ولما كانت إدارة السدود تدرك تماما أنه لن يكون بمقدورها الدخول الى منطقة المناصير لإجراء مهمة الحصر التى أعلنت عنها ، فإنها قررت إدارة هذه العملية من بعد ، وذلك بفتحها لثلاثة مكاتب فى كل من مروى والدامر وأبوحمد وأعلنت المناصير كي يصلوا بأنفسهم الى تلك المكاتب لإصطحاب فرق الأحصاء لمناطقهم شريطة توفير الحماية لهم لكي ينجزوا لهم مهمة الحصر. ولم يعترض والى ولاية نهر النيل على فتح المكتبين بولايته بمثلما لم يعترض قبل ذلك على شروع إدارة السدود فى تنفيذ مشروع الفدا فى الإتفاق الأول . ولقد استجاب كل المناصير للبيان الذى أصدرته لهم لجنتهم التنفيذية وأوضحت لهم فيه بأن ذلك الإعلان مخالف للإتفاق ولا يعنيهم فى شئ . فانقضت الفترة الزمنية التى حددتها إدارة السدود لعمل الحصر ولم يتقدم لها أي فرد من المناصير طالبا منها الحصر . فكانت تجربة فاشلة ومفضوحة وكان ينبغى أن تكون درسا وعبرة للحكومة وإدارة سدودها وللجهات الراعية للإتفاق والمنفذة له بأن المناصير جادون فى التمسك بإتفاقهم ، وأنهم قد ملوا تكرار تلك المسرحيات العبثية وقادرون على افشالها . وأن الإتفاق الأخير قد انكشفت لهم عدم جديته وخدعته لأن من يعجز عن حماية اتفاقه من الإختراق سيكون عاجزا عن تنفيذه كذلك . وتوقعوا أن إدارة السدود سوف لن تجرؤ على تكرار مثل تجربتها هذه الفاشلة . ولكن من يصدق أنها رغم ذلك كررتها ، ليتكرر لها نفس الفشل وليصدق فيها قول المتنبئ :
ومن البلية عذل من لا يرعوى -- عن جهله وخطاب من لا يفهم
وفى الحلقة القادمة سنوضح المزيد .
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
رد: معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
مرحبا الاخ صالح
اهلا وسهلا بك وتشكر على اهتمامك بالتوثيق وهذا ديدنك دائما
اخي فعلا طرق الاخ الصحفي النشط الرشيد طه الأفندي هذا الباب وبدأ التوثيق بنشر بعض مقالات استاذنا الراحل محمد عبدالله سيداحمد طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.(تجدها في هذا المنتدى منتدى الصحافة )
ونأمل كما ذكرت أن نتمكن من جمع وتوثيق جميع ماخطه استاذنا الراحل
شكرا صالح
اهلا وسهلا بك وتشكر على اهتمامك بالتوثيق وهذا ديدنك دائما
اخي فعلا طرق الاخ الصحفي النشط الرشيد طه الأفندي هذا الباب وبدأ التوثيق بنشر بعض مقالات استاذنا الراحل محمد عبدالله سيداحمد طيب الله ثراه وجعل الجنة مثواه.(تجدها في هذا المنتدى منتدى الصحافة )
ونأمل كما ذكرت أن نتمكن من جمع وتوثيق جميع ماخطه استاذنا الراحل
شكرا صالح
عدل سابقا من قبل خالد عابدين في الإثنين 07 يونيو 2010, 3:01 am عدل 1 مرات
خالد عابدين- Admin
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2564
نقاط : 33572
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
رد: معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
حمدلله على سلامه الظهور اخ صالح
اخيارك لتوثيق كتابات الرجل القامه المرحوم محمد عبدالله سيداحمد
اختيار موفق انشاءالله
وياريت لو قدرت تواصل فيه بالترتيب
اخيارك لتوثيق كتابات الرجل القامه المرحوم محمد عبدالله سيداحمد
اختيار موفق انشاءالله
وياريت لو قدرت تواصل فيه بالترتيب
(الحاج شرف)- اداري
- مشرف المنتدى العام
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1785
نقاط : 31599
تاريخ التسجيل : 22/04/2010
توثيق لمحمد عبد الله سيد احمد
بخصوص الموضوع اعلاه اود نشر هذه المعلومه والتي نشرت في لندن يوم الثلاثاء الموافق 27 يونيو من عام 2007 وهي تتحدث عن المرحوم وبصفته ممثل وعضو في اللجنه التنفيذيه وكان الحدث عتدما تعرضت اتيام التنقيب عن الاثار للطرد من المناصير ولقد اعطي المرحوم المبرر الذي من اجله تم ذلك كما ذكر ان هذه الاثار هي ملك للمنطقه ويجب ارجاعها بقيام معرض للاثار في المنطقه بدلا من محاوله سرقه هذه الاثار ونسبها الي مجموعا ت اخري وفي هذه اشاره واضحه الي ما نتعرض اليه من استهداف
Feb 26 2007(london)
Represntives of the communities that will be flood have requested that the archaeologists excavating the reservoir area should leave immediately the request follows the failure of the goverment to honour an under taking that the discovries from the reservoir area would not be removed to distant muesums.
The dam will flood many remains of the Cush kingdom the effective people insist that saved artifacts should be housed in local museum
Mohomed Abdulah sid ahamed the head of the affected people sub committee said he afraid that the history which been discoverd by the archaeologist will be given to another community he asked the Goverment of the Nile state of making amuseum in Manasir area .
نعم هذا فعلا ما حدث ولقد كنت شاهد علي الحدث عندما ذهبنا الي مكتب هيئه الاثار في الخرطوم وتحدثنا في هذا الموضوع وان هذه الاثار يجب ان تكون في المنطقه وذلك بتشييد متحف في منطقه المناصير علي البحيره الا ان ولايه نهر النيل وكا العاده كانت ضعيفه هذا كان حال المرحوم محمد مدافعا قويا عن حقوق اهله والحمد الله ان الخواجات سجلوا هذا في الارشيف الخاص باالاكتشافات الاثريه في المنطقه اعني منطقه المناصير منطقه الشلال الرابع ( مهم جدا ربط الشلال الرابع بمنطقه المناصير ماداير اذكركم كلمه ملوك الشلال الرابع دي ثاني)
الان الرساله واضحه ياالحاج شرف الدين والاخ خالد عابدين والاخ صالح والرشيد وكل المناصير الا وهي الطرق وبقوه لتنفيذ هذه الرساله الطرق وبقوه لاسترداد حقوقنا الثقافيه المنهوبه العمل الجاد لتنفيذ وتكمله مهمه المرحوم محمد عبدالله سيد احمد في قيام متحف للاثار في منطقه المناصير تعرض فيه الاثار التي امتشفت في المنطقه واقترح تشكيل لجنه لمقابل السيد وزير الثقافه في ولايه تهر النيل الاخ مدثر وهو شاب طموح وطرح الفكره عليه .
كما اقترح علي المنتدي ان يتبني هذه الفكره ويقوم بها انتو الشباب وفيكم الروح الوثابه اجتهدوا لتكمله الفكره وتحويلها الي حقيقه ونحن ما عندنا مانع في المساعده ولتكن هذه هي الخطوه الاولي في حعل المنطقه جاذبه سياحيا ونشجع محمد بروي عشان يعمل فيها نشاط سياحي ويكمله بنشاط ثقافي ماهو ماشأالله راجل صاحب مقدرات ضخمه في هذا الجانب وخطو خطوه نسبر ( بنحلم بيه يومياتي وطن شامخ وطن عاتي محل الغبن طوريه )
والباقي عليك يا محمد بروي تم الباقي ده ما محلي
Feb 26 2007(london)
Represntives of the communities that will be flood have requested that the archaeologists excavating the reservoir area should leave immediately the request follows the failure of the goverment to honour an under taking that the discovries from the reservoir area would not be removed to distant muesums.
The dam will flood many remains of the Cush kingdom the effective people insist that saved artifacts should be housed in local museum
Mohomed Abdulah sid ahamed the head of the affected people sub committee said he afraid that the history which been discoverd by the archaeologist will be given to another community he asked the Goverment of the Nile state of making amuseum in Manasir area .
نعم هذا فعلا ما حدث ولقد كنت شاهد علي الحدث عندما ذهبنا الي مكتب هيئه الاثار في الخرطوم وتحدثنا في هذا الموضوع وان هذه الاثار يجب ان تكون في المنطقه وذلك بتشييد متحف في منطقه المناصير علي البحيره الا ان ولايه نهر النيل وكا العاده كانت ضعيفه هذا كان حال المرحوم محمد مدافعا قويا عن حقوق اهله والحمد الله ان الخواجات سجلوا هذا في الارشيف الخاص باالاكتشافات الاثريه في المنطقه اعني منطقه المناصير منطقه الشلال الرابع ( مهم جدا ربط الشلال الرابع بمنطقه المناصير ماداير اذكركم كلمه ملوك الشلال الرابع دي ثاني)
الان الرساله واضحه ياالحاج شرف الدين والاخ خالد عابدين والاخ صالح والرشيد وكل المناصير الا وهي الطرق وبقوه لتنفيذ هذه الرساله الطرق وبقوه لاسترداد حقوقنا الثقافيه المنهوبه العمل الجاد لتنفيذ وتكمله مهمه المرحوم محمد عبدالله سيد احمد في قيام متحف للاثار في منطقه المناصير تعرض فيه الاثار التي امتشفت في المنطقه واقترح تشكيل لجنه لمقابل السيد وزير الثقافه في ولايه تهر النيل الاخ مدثر وهو شاب طموح وطرح الفكره عليه .
كما اقترح علي المنتدي ان يتبني هذه الفكره ويقوم بها انتو الشباب وفيكم الروح الوثابه اجتهدوا لتكمله الفكره وتحويلها الي حقيقه ونحن ما عندنا مانع في المساعده ولتكن هذه هي الخطوه الاولي في حعل المنطقه جاذبه سياحيا ونشجع محمد بروي عشان يعمل فيها نشاط سياحي ويكمله بنشاط ثقافي ماهو ماشأالله راجل صاحب مقدرات ضخمه في هذا الجانب وخطو خطوه نسبر ( بنحلم بيه يومياتي وطن شامخ وطن عاتي محل الغبن طوريه )
والباقي عليك يا محمد بروي تم الباقي ده ما محلي
هاشم علي الجزولي- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1704
نقاط : 31983
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
أراضى المناصير حول البحيرة --- لا تزال قنبلة موقوتة ونار تحت رماد ( 3--- 6 )
توقع المراقبون بعد أن مني وزير وحدة تنفيذ السدود بالفشل الذريع فى إعلانه عن الحصر سوف يفقد الأمل ويوقف برنامج عمله ويكف عن إصدار مثل تلك الإعلانات ، ويبحث عن وسيلة لتنفيذ مخططه الذى ما زال مصرا على تنفيذه . ولكن مكابرته وعدم تقبله للهزيمة جعلاه يكرر نفس الخطأ والفشل . فقد نفاجأ المناصير فى يوم 15/7 الماضى وبعض الأيام التى تلته بصدور إعلان من إدارة السدود فى عدد من الصحف تعلن فيها عن برنامج زمنى لتعويض وإعادة توطين المناصير مؤكدة كذلك فى اعلانها انها قد قامت بالتنسيق التام مع الجهات الراعية للإتفاق والمنفذة له . وانها قد راعت فى برنامجها ، برنامج غمر البحيرة حسب مراحل الإنشاءات المختلفة بجسم السد ، وأن نشر كشوف المستحقين سيكون فى يوم 12 يوليو2007م وحدد الإعلان كذلك بداية ونهاية الإستئنافات واستخراج الأوراق الثبوتية وصرف التعويض والترحيل لكل من قرى وحدتي شرى والكاب بمنطقة المناصير وهي تمتد من 21 يوليو 2007م الى 30/5/2008م . وقد أوضح الإعلان أنهم كإدارة سدود سيخلون مسئوليتهم تجاه المواطنين وممتلكاتهم بعد يوم 30/5/2008م والذى قالت انه سيكون اليوم النهائى لإخلاء المنطقة المتأثرة بالغمر . ولقد أشار الإعلان الى أن كشوف المستحقين ستنشر برئاسة محليات كل من أبى حمد والدامر ومروى . ولكن الإعلان تحاشى أن يوضح أن تلك الكشوف التى سينشرها للمستحقين هى كشوف إحصاء عام 1999م . كما لم يوضح عما إذا كانت كل الإجراءات ستتم برئاسات تلك المحليات أم أن بعضها سيكون ميدانيا داخل منطقة المناصير . هذا ولم تقم الجهات الراعية والمنفذة للإتفاق بالإعتراض على هذا الإعلان لمخالفته للإتفاق كما سمح والى نهر النيل كذلك بنشره فى رئاستى محليتيه ، بينما اعترضت عليه اللجنة التنفيذية للمناصير واعلنت لقواعدها بأن ذلك الإعلان كسابقه مخالف للإتفاق ولا يعنيهم أمره فى شئ . وكل ذلك زاد من تأكد المراقبين لخديعة الأتفاق ، ولم يعد ينطلى على أحد قيام الحكومة بلعب هذا الدور المزدوج . ويحاورنى بعض من قومى قائلين لى : إنا لنراك من المتشائمين . قلت لهم : وما الذى جعلكم أنتم متفائلون ؟ قالوا لى : لأننا نرى أن هناك حراكا جادا فى ولاية نهر النيل مع الدار الإستشارية لإنشاء قريتين حول البحيرة سعة كل منهما الفي أسرة وهما نفس القريتان اللتان كان المناصير يزمعون انشاؤهما بالنفير لكي تفى بحاجة المتأثرين الأوائل . وأن إجراءات تنفيذهما بواسطة شركات مؤهلة وعن طريق العطاءات تجرى على خير وجه . وأن بداية سبتمبر القادم ستشهد البدء الفعلى لتنفيذ هذا المشروع كبداية ، و سوف يتوالى العمل ويتتابع . قلت لهم إنى أرى كل ذلك أفك قديم وخداع جديد ، ولن يتم فعل شئ . وأن ما يجرى الآن شبيه بما كان يجرى فى دراسة شركة يام ومستنسخ منه ، فشركة يام قد تعاقدوا معها بالفعل ، ولكن اتضح أنها كانت خديعة كبرى ، وأسوأ مسرحية يتم إخراجها وعرضها . وهل نسيتم كيف تم وأدها بتلك الصورة الدرامية ؟ --- فهذه الإجراءات التى تذكرونها ليست أكثر من ملهاة لكسب الوقت وسيأتونكم فى كل مرة بعذر ومبرر جديد للتأخير . ثم إذا كنتم تثقون فى ان كل ما ذكرتموه صحيح فكيف تفسرون قيام إدارة السدود بخرق الإتفاق بإعلان برنامج عملها المتعارض مع الإتفاق وبما يتعارض مع هذا العمل الذى تذكرونه ، بل وإدعائها أن ذلك قد تم بتنسيق تام مع جهات الأتفاق دون أن تنفى جهات الإتفاق هذا الإدعاء أو تعترض على برنامج عمل إدارة السد هذا ؟ ثم إن كانت بداية سبتمبر القادم ستشهد بالفعل البداية الفعلية لتنفيذ بناء المساكن حول البحيرة وهو موعد قريب فلماذا لم يتم التنسيق مع إدارة السدود كما ادعت كى تؤجل اعلانها هذا ليتسق موعد الحصر مع برنامج مراحل تشييد البناء ؟ ثم هل نسيتم ما تتمتع به إدارة السدود من نفود طاغ ويد عليا و لا تستطيع جهة حكومية أو غير حكومية أن تقف ضد تنفيذها لأجندتها ؟ قالوا لى : إن الأمر هذه المرة مختلف ، لأن هناك صراعا بين قوى نافذة فى الحكومة ومنها من يقف ضد إدارة السدود وأجندتها فى تلك الأراضى ، وأن هناك تضاربا فى المصالح وتقاطعات . وأن مايحدث فى تنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة من اختلاف ما هو إلا انعكاس لهذا الصراع وتضارب المصالح . قلت لهم إن عقلى لا يستوعب فهم تلك الألغاز . فإن كنتم على ثقة بأن بداية سبتمبر القادم ستشهد التنفيذ الفعلى لبناء مساكن المتأثرين المناصير حول البحيرة كما تؤكدون فانتظروا إنى معكم من المنتظرين . وليت هندا انجزتنا ما تعد وشفت قلوبنا كثيراً مما تجد!
ونعود مرة أخرى الى ما ورد فى اعلان إدارة السدود . وأول ما نلاحظه أن الإعلان تعمد أن يتحاشى إيراد إسم المناصير واستبدله بعبارة ( المتأثرون بولاية نهر النيل ) رغم أنه لا يوجد فى ولاية نهر النيل متأثرون آخرون بقيام السد غير المناصير ورغم أن إدارة السدود كانت قبل ذلك تورد إسمهم . ويفسر البعض هذا التبديل بأن إدارة السدود قصدت استبعاد هذا الإسم لأن ذكره اقترن بلفت الإنتباه لمشكلتهم . ثم مما ورد فى ذلك الإعلان يتأكد للمرء بحلاء أن مشكلة المناصير قد عادت الى إدارة السدود -- الى مربعها الأول . وأن الإتفاق الأخير كسابقه خديعة ثانية واستخفاف بعقول المناصير بدليل الحقائق التالية المستخلصة من ذلك الإعلان نفسه. وهي بالتحديد ما يلى : --
أولا : تغولت إدارة السدود على اختصاصات مفوضية التوطين بولاية نهر النيل التى أنشأت منذ الإتفاق الأول لتقوم بمهمة التعويض وإعادة التوطين للمتأثرين المناصير أو على أسوأ تقدير أن تكون شريكا أصيلا وعلى رأس أي آلية يتم الإتفاق عليها للقيام بهذه المهمة .
ثانيا : إن موعد الحصر المتفق على شروطه فى الإتفاق لم يحن بعد . وقبل ذلك لم يتم إجازة القانون واللائحة التى سوف يطبق بموجبها الحصر ثم التعويض وإعادة التوطين . وإن سكوت الجهة الراعية والمنفذة للإتفاق عن كل تلك التجاوزات تعنى رضاهم وضلوعهم ومشاركتهم في ذلك المخطط.
ثالثا : أكد ذلك الإعلان أن إدارة السدود قد عادت وبقضها وقضيضها لمباشرة عمل التعويض وإعادة التوطين بقوانيها ولوائحها . ولئن كانت إدارة السدود قد سمحت من قبل بإن ينتقل ملف المناصيرمنها إسميا حسب متطلبات خديعة الإتفاق إلى غيرها ، فها هي ذى بضاعتها قد ردت اليها أو هي بالأصح لم تبارحها . فمفوضية توطين المناصير بولاية نهر النيل قد قصد منذ انشائها فى الإتفاق الأول أن تكون مجرد خواء بلا مقر وبلا هيكل وظيفى وبلا ميزانية وبلا قانون ولا لوائح تعمل بمقتضاهما أو بمعنى أوضح أن تكون هيكلا فارغا كخيال المآتة لخداع المناصير. لأن إدارة السدود كما خططت لنفسها ستقوم فى النهاية بهذه المهمة عندما تأتى ساعة الصفر ويسقط قناع خداع المناصير وتنتهى مسرحيات ملهاتهم . وها قد جاءت ساعة الصفر هذه كما حددت ميقاتها إدارة السدود . ويرى المراقبون أن الحكومة وإدارة سدودها لو كانا جادان فى الإتفاق الأخير وفى إعادة توطين غالبية المناصير فى أراضيهم حول البحيرة وأنهما قد تخليا بالفعل عن أجندتهما الخفية فى أراضى المناصير حول البحيرة لما عدمت الحكومة حيلة لإقناع المناصير بوجوب دخول إدارة السدود كعنصر أساسى وشريك فى الإتفاق كي تقوم هي أي إدارة السدود فى النهاية بتنفيذ الخيارات المحلية والتعويض وفق المكاسب التى أقر بها الإتفاق للمناصير . فما يهم المناصير فى النهاية هو تنفيذ الإتفاق . ولكن وكما هو واضح فإن ضلوع الخكومة وإدارة سدودها واصرارهما على تنفيذ ذلك المخطط هو الذى حال ولا زال يحول دون ذلك .
و نواصل،،،،،،
توقع المراقبون بعد أن مني وزير وحدة تنفيذ السدود بالفشل الذريع فى إعلانه عن الحصر سوف يفقد الأمل ويوقف برنامج عمله ويكف عن إصدار مثل تلك الإعلانات ، ويبحث عن وسيلة لتنفيذ مخططه الذى ما زال مصرا على تنفيذه . ولكن مكابرته وعدم تقبله للهزيمة جعلاه يكرر نفس الخطأ والفشل . فقد نفاجأ المناصير فى يوم 15/7 الماضى وبعض الأيام التى تلته بصدور إعلان من إدارة السدود فى عدد من الصحف تعلن فيها عن برنامج زمنى لتعويض وإعادة توطين المناصير مؤكدة كذلك فى اعلانها انها قد قامت بالتنسيق التام مع الجهات الراعية للإتفاق والمنفذة له . وانها قد راعت فى برنامجها ، برنامج غمر البحيرة حسب مراحل الإنشاءات المختلفة بجسم السد ، وأن نشر كشوف المستحقين سيكون فى يوم 12 يوليو2007م وحدد الإعلان كذلك بداية ونهاية الإستئنافات واستخراج الأوراق الثبوتية وصرف التعويض والترحيل لكل من قرى وحدتي شرى والكاب بمنطقة المناصير وهي تمتد من 21 يوليو 2007م الى 30/5/2008م . وقد أوضح الإعلان أنهم كإدارة سدود سيخلون مسئوليتهم تجاه المواطنين وممتلكاتهم بعد يوم 30/5/2008م والذى قالت انه سيكون اليوم النهائى لإخلاء المنطقة المتأثرة بالغمر . ولقد أشار الإعلان الى أن كشوف المستحقين ستنشر برئاسة محليات كل من أبى حمد والدامر ومروى . ولكن الإعلان تحاشى أن يوضح أن تلك الكشوف التى سينشرها للمستحقين هى كشوف إحصاء عام 1999م . كما لم يوضح عما إذا كانت كل الإجراءات ستتم برئاسات تلك المحليات أم أن بعضها سيكون ميدانيا داخل منطقة المناصير . هذا ولم تقم الجهات الراعية والمنفذة للإتفاق بالإعتراض على هذا الإعلان لمخالفته للإتفاق كما سمح والى نهر النيل كذلك بنشره فى رئاستى محليتيه ، بينما اعترضت عليه اللجنة التنفيذية للمناصير واعلنت لقواعدها بأن ذلك الإعلان كسابقه مخالف للإتفاق ولا يعنيهم أمره فى شئ . وكل ذلك زاد من تأكد المراقبين لخديعة الأتفاق ، ولم يعد ينطلى على أحد قيام الحكومة بلعب هذا الدور المزدوج . ويحاورنى بعض من قومى قائلين لى : إنا لنراك من المتشائمين . قلت لهم : وما الذى جعلكم أنتم متفائلون ؟ قالوا لى : لأننا نرى أن هناك حراكا جادا فى ولاية نهر النيل مع الدار الإستشارية لإنشاء قريتين حول البحيرة سعة كل منهما الفي أسرة وهما نفس القريتان اللتان كان المناصير يزمعون انشاؤهما بالنفير لكي تفى بحاجة المتأثرين الأوائل . وأن إجراءات تنفيذهما بواسطة شركات مؤهلة وعن طريق العطاءات تجرى على خير وجه . وأن بداية سبتمبر القادم ستشهد البدء الفعلى لتنفيذ هذا المشروع كبداية ، و سوف يتوالى العمل ويتتابع . قلت لهم إنى أرى كل ذلك أفك قديم وخداع جديد ، ولن يتم فعل شئ . وأن ما يجرى الآن شبيه بما كان يجرى فى دراسة شركة يام ومستنسخ منه ، فشركة يام قد تعاقدوا معها بالفعل ، ولكن اتضح أنها كانت خديعة كبرى ، وأسوأ مسرحية يتم إخراجها وعرضها . وهل نسيتم كيف تم وأدها بتلك الصورة الدرامية ؟ --- فهذه الإجراءات التى تذكرونها ليست أكثر من ملهاة لكسب الوقت وسيأتونكم فى كل مرة بعذر ومبرر جديد للتأخير . ثم إذا كنتم تثقون فى ان كل ما ذكرتموه صحيح فكيف تفسرون قيام إدارة السدود بخرق الإتفاق بإعلان برنامج عملها المتعارض مع الإتفاق وبما يتعارض مع هذا العمل الذى تذكرونه ، بل وإدعائها أن ذلك قد تم بتنسيق تام مع جهات الأتفاق دون أن تنفى جهات الإتفاق هذا الإدعاء أو تعترض على برنامج عمل إدارة السد هذا ؟ ثم إن كانت بداية سبتمبر القادم ستشهد بالفعل البداية الفعلية لتنفيذ بناء المساكن حول البحيرة وهو موعد قريب فلماذا لم يتم التنسيق مع إدارة السدود كما ادعت كى تؤجل اعلانها هذا ليتسق موعد الحصر مع برنامج مراحل تشييد البناء ؟ ثم هل نسيتم ما تتمتع به إدارة السدود من نفود طاغ ويد عليا و لا تستطيع جهة حكومية أو غير حكومية أن تقف ضد تنفيذها لأجندتها ؟ قالوا لى : إن الأمر هذه المرة مختلف ، لأن هناك صراعا بين قوى نافذة فى الحكومة ومنها من يقف ضد إدارة السدود وأجندتها فى تلك الأراضى ، وأن هناك تضاربا فى المصالح وتقاطعات . وأن مايحدث فى تنفيذ الخيارات المحلية حول البحيرة من اختلاف ما هو إلا انعكاس لهذا الصراع وتضارب المصالح . قلت لهم إن عقلى لا يستوعب فهم تلك الألغاز . فإن كنتم على ثقة بأن بداية سبتمبر القادم ستشهد التنفيذ الفعلى لبناء مساكن المتأثرين المناصير حول البحيرة كما تؤكدون فانتظروا إنى معكم من المنتظرين . وليت هندا انجزتنا ما تعد وشفت قلوبنا كثيراً مما تجد!
ونعود مرة أخرى الى ما ورد فى اعلان إدارة السدود . وأول ما نلاحظه أن الإعلان تعمد أن يتحاشى إيراد إسم المناصير واستبدله بعبارة ( المتأثرون بولاية نهر النيل ) رغم أنه لا يوجد فى ولاية نهر النيل متأثرون آخرون بقيام السد غير المناصير ورغم أن إدارة السدود كانت قبل ذلك تورد إسمهم . ويفسر البعض هذا التبديل بأن إدارة السدود قصدت استبعاد هذا الإسم لأن ذكره اقترن بلفت الإنتباه لمشكلتهم . ثم مما ورد فى ذلك الإعلان يتأكد للمرء بحلاء أن مشكلة المناصير قد عادت الى إدارة السدود -- الى مربعها الأول . وأن الإتفاق الأخير كسابقه خديعة ثانية واستخفاف بعقول المناصير بدليل الحقائق التالية المستخلصة من ذلك الإعلان نفسه. وهي بالتحديد ما يلى : --
أولا : تغولت إدارة السدود على اختصاصات مفوضية التوطين بولاية نهر النيل التى أنشأت منذ الإتفاق الأول لتقوم بمهمة التعويض وإعادة التوطين للمتأثرين المناصير أو على أسوأ تقدير أن تكون شريكا أصيلا وعلى رأس أي آلية يتم الإتفاق عليها للقيام بهذه المهمة .
ثانيا : إن موعد الحصر المتفق على شروطه فى الإتفاق لم يحن بعد . وقبل ذلك لم يتم إجازة القانون واللائحة التى سوف يطبق بموجبها الحصر ثم التعويض وإعادة التوطين . وإن سكوت الجهة الراعية والمنفذة للإتفاق عن كل تلك التجاوزات تعنى رضاهم وضلوعهم ومشاركتهم في ذلك المخطط.
ثالثا : أكد ذلك الإعلان أن إدارة السدود قد عادت وبقضها وقضيضها لمباشرة عمل التعويض وإعادة التوطين بقوانيها ولوائحها . ولئن كانت إدارة السدود قد سمحت من قبل بإن ينتقل ملف المناصيرمنها إسميا حسب متطلبات خديعة الإتفاق إلى غيرها ، فها هي ذى بضاعتها قد ردت اليها أو هي بالأصح لم تبارحها . فمفوضية توطين المناصير بولاية نهر النيل قد قصد منذ انشائها فى الإتفاق الأول أن تكون مجرد خواء بلا مقر وبلا هيكل وظيفى وبلا ميزانية وبلا قانون ولا لوائح تعمل بمقتضاهما أو بمعنى أوضح أن تكون هيكلا فارغا كخيال المآتة لخداع المناصير. لأن إدارة السدود كما خططت لنفسها ستقوم فى النهاية بهذه المهمة عندما تأتى ساعة الصفر ويسقط قناع خداع المناصير وتنتهى مسرحيات ملهاتهم . وها قد جاءت ساعة الصفر هذه كما حددت ميقاتها إدارة السدود . ويرى المراقبون أن الحكومة وإدارة سدودها لو كانا جادان فى الإتفاق الأخير وفى إعادة توطين غالبية المناصير فى أراضيهم حول البحيرة وأنهما قد تخليا بالفعل عن أجندتهما الخفية فى أراضى المناصير حول البحيرة لما عدمت الحكومة حيلة لإقناع المناصير بوجوب دخول إدارة السدود كعنصر أساسى وشريك فى الإتفاق كي تقوم هي أي إدارة السدود فى النهاية بتنفيذ الخيارات المحلية والتعويض وفق المكاسب التى أقر بها الإتفاق للمناصير . فما يهم المناصير فى النهاية هو تنفيذ الإتفاق . ولكن وكما هو واضح فإن ضلوع الخكومة وإدارة سدودها واصرارهما على تنفيذ ذلك المخطط هو الذى حال ولا زال يحول دون ذلك .
و نواصل،،،،،،
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
فى نهاية لتبادل الأدوار ملف المناصير يعود لإدارة السدود
قبل أن تنتهى فصول مسرحية الإتفاق الجديد الذى أعدته الحكومة لكي يوقع عليه المناصير ، ولا زال يبشر به والى ولاية نهر النيل تفاجأ المناصير وربما الحكومة أيضا بإعلان أصدرته إدارة السدود فى بعض الصحف تقول فيه إنها تزمع القيام بعمليات مسح ميدانى فى منطقة المناصير فى الفترة ما بين 4/6/2007م وحتى 24/6/2007م وفق برنامج محدد للإحصاء والتعويض والتهجير ، وهو إعلان إن دل على شئ فإنما يدل على ( الدربكة ) و الإختلاف الذى وقعت فيه الحكومة بشأن المناصير ، ولا نقول عدم التنسيق .
وقد كان من اللافت أن ألا تورد إدارة السدود إسم المناصير فى ذلك الإعلان رغم أن الإعلان خاص بهم ، وهم وحدهم المعنيين به ، ورغم أن تجاهل ورود إسمهم لا يزيدهم أو يقلل من شأنهم فى شئ . ومهما يكن من أمر هذه (الدربكة ) والإختلاف ، فإن هناك حقائق ووقائع لا بد أن يكون لها مردود ونتائج على ما قامت به إدارة السدود من إجراء ومن ذلك ما يلى :
أولا : رغم إعتراف إدارة السدود لأول مرة بمواقع خيارات متعددة للمناصير خلاف مشروعي المكابراب والفدا الصحراوى ، وإن لم تنص صراحة على أن تلك المواقع هي حول البحيرة ، فإن المناصير لايتوقعون أن تنشئها لهم ، كما لا يعترفون لها بأي ولاية على أي شأن من شئون تعويضاتهم وإعادة توطينهم وذلك بموجب الإتفاق الذى وقعته الحكومة معهم والذى أبعد إدارة السدود من شأنهم ولذلك فإنهم من غير المتوقع أن يتعاونوا معها .
ثانيا : أدركت إدارة السدود عجزها عن إجراء الأحصاء والتعويض والتهجير من داخل منطقة المناصير ولذلك فإنها خططت ليتم إجراء كل ذلك عن بعد (بالرموت كنترول) من رئاسات محليات أبوحمد والدامر ومروى بطلبها من المتأثرين الحضور بأنفسهم لتحديد رغبات مواقع إعادة توطينهم واستلام تعويضهم على أساس إحصاء عام 1999م وتهجير أنفسهم بأنفسهم أيضا .
ثالثا: راهنت إدارة السد فيما يبدو على إختراق المناصير الراغبين فى الخيار المحلى حول البحيرة بالترغيب والعطاء و بالإبقاء على قياداتهم الستة رهن الإعتقال لأجل غير مسمى وإن كان يحمد لهذا المخطط أنه يجنب المنطقة حدوث صدامات كما يبدو من ظاهره ، إلا أن المناصير بدورهم يراهنون على فشله رغم ما سيكلفه من جهد ووقت ومال لأنه عمل قائم على الإستعلاء والإنفراد بالرأي ومعزول عن مجيطه وبيئته فضلا عن أنه سيوسع من شقة الخلاف وعدم الثقة القائم بين الحكومة والمناصير ومضافا اليهم هذه المرة أهل كحبار . ومغ توقع الحكومة على إبقاء قادة المناصير المعتقلين الستة رهن الإعتقال لأجل غير مسمى ، رغم قبول وإعلان المحكمة الدستورية لطعنهم رسميا منذ تاريخ 12/5 الماضى فسيظل مأزق الحكومة باقيا إن رفض أولئك المعتقلون بعد ذلك التنازل عن طعنهم الدستورى سواء تم الإفراج عنهم سياسيا أو لم يتم . .
وقد كان من اللافت أن ألا تورد إدارة السدود إسم المناصير فى ذلك الإعلان رغم أن الإعلان خاص بهم ، وهم وحدهم المعنيين به ، ورغم أن تجاهل ورود إسمهم لا يزيدهم أو يقلل من شأنهم فى شئ . ومهما يكن من أمر هذه (الدربكة ) والإختلاف ، فإن هناك حقائق ووقائع لا بد أن يكون لها مردود ونتائج على ما قامت به إدارة السدود من إجراء ومن ذلك ما يلى :
أولا : رغم إعتراف إدارة السدود لأول مرة بمواقع خيارات متعددة للمناصير خلاف مشروعي المكابراب والفدا الصحراوى ، وإن لم تنص صراحة على أن تلك المواقع هي حول البحيرة ، فإن المناصير لايتوقعون أن تنشئها لهم ، كما لا يعترفون لها بأي ولاية على أي شأن من شئون تعويضاتهم وإعادة توطينهم وذلك بموجب الإتفاق الذى وقعته الحكومة معهم والذى أبعد إدارة السدود من شأنهم ولذلك فإنهم من غير المتوقع أن يتعاونوا معها .
ثانيا : أدركت إدارة السدود عجزها عن إجراء الأحصاء والتعويض والتهجير من داخل منطقة المناصير ولذلك فإنها خططت ليتم إجراء كل ذلك عن بعد (بالرموت كنترول) من رئاسات محليات أبوحمد والدامر ومروى بطلبها من المتأثرين الحضور بأنفسهم لتحديد رغبات مواقع إعادة توطينهم واستلام تعويضهم على أساس إحصاء عام 1999م وتهجير أنفسهم بأنفسهم أيضا .
ثالثا: راهنت إدارة السد فيما يبدو على إختراق المناصير الراغبين فى الخيار المحلى حول البحيرة بالترغيب والعطاء و بالإبقاء على قياداتهم الستة رهن الإعتقال لأجل غير مسمى وإن كان يحمد لهذا المخطط أنه يجنب المنطقة حدوث صدامات كما يبدو من ظاهره ، إلا أن المناصير بدورهم يراهنون على فشله رغم ما سيكلفه من جهد ووقت ومال لأنه عمل قائم على الإستعلاء والإنفراد بالرأي ومعزول عن مجيطه وبيئته فضلا عن أنه سيوسع من شقة الخلاف وعدم الثقة القائم بين الحكومة والمناصير ومضافا اليهم هذه المرة أهل كحبار . ومغ توقع الحكومة على إبقاء قادة المناصير المعتقلين الستة رهن الإعتقال لأجل غير مسمى ، رغم قبول وإعلان المحكمة الدستورية لطعنهم رسميا منذ تاريخ 12/5 الماضى فسيظل مأزق الحكومة باقيا إن رفض أولئك المعتقلون بعد ذلك التنازل عن طعنهم الدستورى سواء تم الإفراج عنهم سياسيا أو لم يتم . .
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
إتفاق حل مشكلة المناصير -- حقيقة أم خديعة خفايا وأسرار
في منتصف اكتوبر الماضى أصدر إتحاد روابط أبناء المناصير بيانا هاما فى الصحف أوضح فيه أن الإتفاق الذى تم توقيعه فى 1/6/ الماضى مع حكومة ولاية نهر النيل والذى حوى استجابة لمعظم مطالب وحقوق المناصير ، لم يتم تنفيذه من جانب الحكومة ، فى الوقت الذى التزم فيه المناصير بتنفيذ كل ما يليهم فى الإتفاق. واتهم البيان إدارة السد بأنها هي الوحيدة التى تقف ضد هذا الإتفاق وتعمل على افشاله ، وأنها رفضت تسليم المعلومات المطلوبة لشركة يام الهندسية بقيادة المهندس يحي عبد المجيد التى اختارتها ولاية نهر النيل ولجنة المناصير لإعداد دراسة حول تنفيذ مشاريع اعادة توطين المناصير حول بحيرتهم ، وهي معلومات متعلقة بالكنتور والبرنامج التشغيلى للبحيرة ، الأمر الذى جعل الشركة عاجزة عن إكمال دراستها وأتهم البيان فى مجمله الإتفاق بأنه خديعة وحلقة من حلقات تبادل الأدوار كما صرحت بذلك إدارة السد نفسها . ثم أكد البيان مقدرة المناصير على حماية حقوقهم وأرضهم .
وبالرغم من خطورة الإتهامات التى وردت فى البيان إلا أن أحدا من المسئولين لم يهتم بالرد عليه عدا معتمد محلية أبوحمد الذى يشغل فى نفس الوقت منصب مفوض التوطين للمناصير حيث جاء على لسانه فى صجيفة الخرطوم بتاريخ 21/10 أنه يطمئن أهل المنطقة بأن الإتفاقية تسير بصورة جيدة وأن خيار المكابراب قطع نسبة 75 % وأن العمل فى مشروع الفداء الصحراوى سيرى النور فى خلال الأيام القليلة القادمة . وقد أستفز تصريحه هذا كافة المناصير، لأنه مناف للحقيقة. فخيار المناصير بالتوطين حول بحيرتهم الذى هو محور قضيتهم متوقف . بينما المشروعان الآخران - وليس لغالبية المناصير بهما أي إهتمام- ، بل إن الإتفاق نص على إيقاف العمل فى مشروع الفداء الصحراوى وعدم الشروع فى تنفيذه إلا بعد البدء فى تنفيذ مشروعات الخيارات المحلية حول البحيرة ثم إجراء حصر للمتأثرين الراغبين فيه ، إن وجد من يرغب فيه . هذا ، ولم يستجب المعتمد لمطلب لجنة المناصير لإصدار نفى أو تصحيح فى نفس الصحيفة لما ورد على لسانه .
ولقد كانت هناك بالفعل مخاوف وشكوك لدي الكثيرين بألا ينفذ هذا الإتفاق على الوجه الصحيح بسبب هشاشة الاتفاق وخلوه من الضمانات والسند القانوني وأيضا بسبب موقف إدارة السد العدائى والسافر تجاهه . ولقد أوضح هذا البيان بجلاء تململ المناصير و اهتزاز ثقتهم فى الإتفاق نتيجة لبطء تنفيذه ونتيجة لبروز كثير من الشواهد والدلائل والمخاطر التى لاتزال ماثلة لإفشاله وتتمثل فيما يلى:
أولا : لا يشك المناصير فى صدق نوايا والى ولاية نهر النيل وسعيه الجاد لحل مشكلة المناصير وتنفيذ الاتفاق ولكن إخلاص النوايا ليس بكاف وحده. فلا زال الجميع يذكرون كيف تصعدت مشكلة المناصير فى ديسمبر عام 2005م عندما أحاطت تجريدات عسكرية مسلحة بتجمعات المناصير بواحة سانى وكادت أن تحدث مجزرة فطالب والى نهر النيل على أثرها بتحويل ملف المناصير إليه وتمت الإستجابة لمطلبه – ولكن ماذا حدث؟ -- لقد ظل ذلك التحويل ولأكثر من نصف عام مجرد تحويل إسمى و لم يتم تنفيذ أي شئ ، لأن إدارة السد ظلت قابضة على الملف ولم تسلم منه شئ . ثم جاءت المبادرة الناجحة التى قادها اللواء (م) د. الطيب إبراهيم محمد خير وأدت الى توقيع اتفاق بقاعة الشارقة بتاريخ 1/6/ الماضى فأنتقلت المشكلة لأول مرة خطوة واحدة الى الأمام .
ثانيا : قبل أن تكتمل فرحة المناصير بهذا الإتفاق فوجئوا بالوزير أسامة عبدالله المدير التنفيذى للسد فى ختام حلقاته التلفزيونية فى برنامج ( فى الواجهة ) بعد أربعة أيام من الإتفاق يسخر من هذا الإتفاق. فعندما سئل عن رأيه فيه ، أجاب قائلا : ليس هناك ما يمنع المناصير أن يحلموا ما شاء لهم من أضغاث احلام ، ولكن شيئا بالنسبة لهم سوف لن يتغير . فلن ينالوا أكثر أو أقل مما ناله أهالى الحامداب. وأنه سوف يقوم بإعادة توطينهم فى المشروعين الذين أعدهما لهم فى المكابراب والفداء الصحراوى لأن الأراضى حول البحيرة لا تصلح لإعادة توطينهم حسب الدراسات . صرح بكل ذلك وكأن شأن المتأثرين المناصير لا يزال تحت إدارته ، وكأن الإتفاق الذى تم مجرد خداع . ولم تطالبه أي جهة مسئولة بتصحيح أقواله تلك المناقضة للإتفاق ، بل إن صحيفة اخبار اليوم نشرت فى اليوم التالى إشادة رئيس الجمهورية بما جاء فى ذلك البرنامج . وبالرغم من أن البعض اعتبر أقوال هذا الوزير صوتاً من الماضي ، إلا أن بعض المراقبين رأوا أنه لا يتحدث من فراغ وأخذوا تصريحاته تلك مأخذ الجد لعلمهم بما يحظى به هذا الوزير من نفوذ سياسى طاغ حتى وأن تكررت اخطاؤه.
ثالثا : يرى قانونيون أن الاتفاق يفتقر الى صدور القوانين المصاحبة التى كان ينبغى أن تسند قرارات رئيس الجمهورية ووالى نهر النيل لدعم الاتفاق و أن تلغى القوانين المتعارضة معها كالتى تعطى إدارة السد الحق فى إدارة شئون المتأثرين المناصير . وبغير ذلك فسوف تكون هناك إزدواجية وسيكون تنفيذ الإتفاق عرضة للشد والجذب مع إدارة السد . فالعمل الجارى تنفيذه الآن فى مشروع المكابراب والذى لا تزال تقوم به إدارة السد ، تجهل عنه ولاية نهر النيل والمتأثرون المناصير كل شئ . وليس بين إدارة السد وولاية نهر النيل أي تبادل للمعلومات أو تشاور أو تنسيق ، فبينما تصرح إدارة السد بأن المشروع يحوى ستة ألف وحدة سكنية لإعادة توطين المناصير لا يدرى المناصير ولا لجنتهم على أي أساس قامت إدارة السد بتقدير هذه العددية للأسر دون إجراء حصر ، بينما غالبية المناصير لا تبغى غير الخيار المحلى حول البحيرة بديلا وكما تبين ، فلا ولاية نهر النيل قادرة على الإتصال بإدارة السد للتنسيق معها على إيقاف العمل ولو بصفة مؤقتة فى هذا المشروع لحين عمل حصرحقيقى للراغبين فيه ولا إدارة السد راغبة فى إيقافه لأهداف تعلمها و تسعى لتحقيقها حتى وإن بددت المال العام فى الصحراء. وكذلك الحال بالنسبة لمشروع الفداء الصحراوى الذى نص الاتفاق على إيقاف العمل به ، وأصدر والى ولاية نهر النيل قرارا بالرقم (39) لسنة 2006م يطلب فيه من الجهات المختصة تأجيل العمل فىهذا المشروع الى حين البدء الفعلى فى تنفيذ مشاريع التوطين حول البحيرة ، وكانت إدارة السد قد تعاقدت فى خطوة متسارعة مع شركة أو شركات لتنفيذ هذا المشروع . وجاءت الشركات بآلياتها وأنشأت معسكراتها فى الموقع استعدادا للتنفيذ ، وواجهها قرار الوالى بإيقاف العمل . ولكن الشائعات صارت تنطلق كل حين بأن إدارة السد شرعت سرا فى تنفيذ هذا المشروع ، مما حدا بلجنة المناصير بتكوين لجنة لتقصى حقيقة الموقف. وباتت هناك (دربكة) وتضارب فى الإختصاصات ، ومصالح متعارضة وأسئلة كثيرة تطرح نفسها . فأنا لا أدرى مثلا على أي سلطة استند والى نهر النيل فى اصداره لقراره بوقف العمل فى ذلك المشروع بينما هو يعلم تماما أن الجهات المختصة التى خاطبها لا تتبع له وليس لديه سلطات عقابية يوقعها عليها إن هى لم تنصاع لقراره. كما أن حرص وإصرار إدارة السد على تنفيذ هذا المشروع المثير للجدل رغم أنف المناصير بات أمرا محيرا ومثيرا للشكوك . خاصة ولا أحد من المناصير يدرى على أي أساس قدرت إدارة السد عددية الأسر ومساحة المشروع، وهي التى تعلم تمام العلم عدم رغبة المناصير فىهذا المشروع . كما لا أدرى مجمل التبعات التى سوف تتحملها إدارة السد تجاه الشركة أو الشركات المتعاقدة معها لتنفيذ هذا المشروع من جراء التأخير بسبب الإيقاف الذى نص عليه الاتفاق والذى لم تكن إدارة السد طرفا فيه ، بل وابعدت عنه عن قصد . ثم ماذا يمكن أن يؤول اليه أمر هذا المشروع وعقد تنفيذه مع هذه الشركات عندما يتبين لإدارة السد فى ضحى الغد أن غالبية المناصير أو جلهم إختاروا إعادة توطينهم حول البحيرة حتى وإن كانت بلا مشاريع زراعية ؟ فهل سيتم إلغاء العقد أم سينفذ رغم عدم رغبة المناصير فيه –حتى وإن تبدد المال العام فى الصحراء؟ -- أم يا ترى أن إدارة السد لا زالت تراهن على مخططها بإخلاء البحيرة من جميع سكانها المناصير وتهجيرهم طوعا أم كرها الى ذينك المشروعين حتى وإن كررت فيهم مأساة أمرى ؟ فأجندتها كما يراها البعض هي أنها سبق لها التعاقد مع مستثمرين أجانب ومحليين فى كافة أراضى المناصير حول بحيرتهم لما بها من ثروات وفرص استثمار متعددة . بل وأنها تسعى لضم كافة أراضى البحيرة لمحلية مروى بدلا من ولاية نهر النيل . وأنها فى سبيل تحقيق هذا المخطط ، لم يغب عنها حقيقة تصميم المناصير وعزمهم على البقاء والاستيطان حول بحيرتهم ، ولكنها تراهن على إختراق قياداتهم فإن بمقدورها أيضا إختراق آخرين من قيادات المناصير إذا لزم الأمر . بل إنها نجحت بالفعل في السيطرة على مجلس ادارة مفوضية التوطين حتى تتمكن من الإلتفاف حول الأتفاق وإفشاله ومن ثم ضمان تنفيذ مخططها . ويستدلون على نجاح هذا الإختراق بالكيفية المتعجلة و(المكلفتة) التى تم تكوين هذا المجلس بها على ذلك النحو ويتساءل كثيرون كيف ولماذا تقتصر عضوية المجلس على أحد عشر عضوا منهم خمسة فقط للمتأثرين وكيف تم اختيارهؤلاء الخمسة دون مشورة أو مشاركة أهل الشأن المتأثرين؟ بينما لجنة توطين أهالى وادى حلفا الموازية لهذا المجلس كانت مكونة من اثنين وعشرين عضوا ثمانية فقط منهم بالتعيين كديوانيين حكوميين ، بل وروعى أفى اختيار ممثلى المتأثرين أن يكونوا ممثلين لكل المناطق المتأثرة بالبحيرة!.
رابعا : لقد مانعت إدارة السد أولا ، ثم صارت تماطل فى تسليم الدراسات التى طلبت منها لشركة يام الهندسية وهي دراسات طلبت منها فى وقت مبكر قبل صدور البيان . نعم ، مانعت وماطلت رغم تعزيز الطلب من أعلى المستويات ورغم الوساطات من أعلى الدرجات السياسية والتنفيذية ، ثم بعد أن كثرت الضغوط ، صارت إدارة السد تعطى وعودا للتسليم ولا تفى بها ، ثم دخلت فى مساومات كي تقوم بالتسليم الى أن قامت بتسليمها مؤخرا فى منتصف ليلة 6/11/ الماضى وهي مكرهة ، سلمتها بعد أن غادرت الجهة المستلمة مكان المفاوضات يائسة وهي تتوقع أسوأ الإحتمالات . لقد تم كل ذلك فى مشهد درامى مثير لامجال فيه للتفصيل . ثم من يصدق أن مساومة إدارة السد كانت على أن يتخلى لها المناصير من بندين نص عليهما الاتفاق . الأول هو أن يتنازلوا بألا تتم مراجعة واستلام مشروع المكابراب بواسطة شركة يام الهندسية رغم الشائعات التى تروج بوجود أخطاء عديدة بالمشروع . والتنازل الثانى الذى طالبت به هو أن تقتصر الدراسات حول البحيرة على قيام المشاريع الزراعية ولا تشمل إعادة التوطين !!—فهل بعد ذلك شك فى جلاء ووضوح مخططها ؟ وقد تمت الاستجابة للبند الأول ورفض الثانى .
خامسا : لم يتم حتى الآن إجراء تسليم وتسلم بين إدارة السد وولاية نهر النيل للملفات التى تحوى المعلومات المتعلقة بإعادة توطين وتعويض المتأثرين المناصير و لا الميزانية التى تخص تعويضاتهم وإعادة توطينهم ولم تعشم الولاية فى استلامهما وبخاصة الميزانية ، لعلم الولاية بعدم رضاء إدارة السد عن فصل إدارة المتأثرين منها وكذلك إدراكها عدم تعاونها لإنجاح الإتفاق ، إضافة الى أن حسابات إدارة السد غير واضحة المعالم ولا تخضع أو تتقيد بنظم حسابات الخدمة المدنية ولا قانون المراجع العام ، وليس عليها إي جهاز رقابة رسمى أو شعبى .. وقلبى على الحكومة عندما تأتيها الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء فى القريب لتراجع أداءها فى الشفافية وإدارة المال العام والمشاركة الجماهيرية فى مشروعات التنمية ونهجها الديمقراطى ولدى الحكومة إدارة للسدود بتلك المواصفات؟!! – إدارة تقوم بإنشاء العديد من الكبارى والطرق من بينها كبريان فى كل من شندى ودنقلا وطريق الى دنقلا وكل ذلك من ميزانية السد بإدعاء أنها مشروعات مصاحبة له ، بينما متأثرو أمرى الذين غرقت أراضيهم ومنازلهم وقامت بتهجيرهم الى أمرى الجديدة تعيش بعض الأسر منهم فى العراء دون خدمات أو ماء وتعيش أسر أخرى مكدسة ثلاثة أو أربعة أسر فى منزل واحد!! ثم إذا كانت ميزانية التعويض وإعادة التوطين تبلغ 753 مليون دولاراً كما أكدت ذلك إدارة السد نفسها ، فإن نصيب المتأثرين المناصير سيكون فى حدود الخمسائة مليون دولار حسب نسبتهم البالغة 68 % من المتأثرين ورغم ذلك لم تطالب ولاية نهر النيل إدارة السد بأي جزء من هذه الميزانية وتركت لها الجمل بما حمل ، واكتفت بتعهد وزارة المالية بالوفاء لها بجميع مستحقات الإتفاق الذى أبرمته مع المناصير لتخوض الولاية مع الخائضين فى البحث عن تلك المستحقات من وزارة المالية .
ونتيجة لكل تلك المعطيات فإن الكثيرين يرون أن تنفيذ الإتفاق بات فى تخبط واهتزاز فى التنفيذ كعمل عشوائى غير مؤسس وليس لديه خارطة طريق . و يصف البعض جميع ما تم اتخاذه من اجراءات حتى الآن بأنه يفتفر الى المؤسسية والشفافية و لا يخلو من أجندة شخصية تهدف لسيطرة فئة محدودة من الرسميين والشعبين على مفاصل العمل فى تنفيذ هذا الاتفاق ليتم فى النهاية تنفيذ أجندتها . يتبين ذلك فى إنشاء المفوضية ودون استشارة كما يتضح ذلك من عجز الولاية عن إنشاء مفوضية إعادة توطين المناصير بقانون وبهيكل وصلاحيات وميزانيات حتى تاريخ اليوم . ومع كامل التقدير لكفاءة معتمد محلية أبوحمد ، فإن الكثيرين يرون أن الطريقة التى تم بها إختياره كمفوض للتوطين ليجمع بين وظيفتين مختلفتين ومتعارضتين لهي طريقة معيبة فى الخدمة المدنية ومنتقدة من عدة وجوه ولا يتوقع لها الكثيرون النجاح . كما أن الجمع بين وظيفتين يجعله أكثر حرصا على موقعه فى المعتمدية و أكثر بروقراطية فى إجراءاته وتعامله مع لجنة المتأثرين ، يدل على ذلك عدم استجابته لطلب لجنة المناصير لتسليمها نسخة من الهيكل المقترح للمعتمدية للإطلاع عليه وإبداء ملاحظلاتها حوله بعذرغير مقنع . ومهما يكن من أمر فإن بعض المراقبين يرون أنه إذا ما استمرت تلك المنهجية سمة لتنفيذ ذلك الإتفاق ، فإن إدارة السد لا شك ستكسب الرهان . ولكن ما يطمئن على فشل هذا المخطط هو ما يراه البعض من تحوط غالبية المناصير لهذا المخطط واصراراهم على الا تكرر فيهم مأساة أمرى ، فهم مصرون على البقاء حول بحيرتهم حتى وإن جاءت نتائج دراسة إعادة التوطين حول البحيرة سالبة . وخلاصة القول فإنه ما لم تكن هناك مراجعة ، وما لم تكن هناك شفافية ومؤسسية ، وما لم تكن هناك مشاركة ورقابة شعبية جادة من اللجنة التنفيذية ومن مجلس المتأثرين المناصير على وجه الخصوص الذى هو المرجعية النهائية فى شأن تنفيذ هذا الإتفاق القرارات وما لم يدرك هذا المجلس صلاحياته تلك ولا يترك الحبل على الغارب منفلتا فإن تنفيذ هذا الإتفاق سيواجه الكثير من العثرات والعراقيل والتى تصب لصالح تنفيذ مخطط إدارة السد وعلى حساب الخيار المحلى . ولنا عودة.
وبالرغم من خطورة الإتهامات التى وردت فى البيان إلا أن أحدا من المسئولين لم يهتم بالرد عليه عدا معتمد محلية أبوحمد الذى يشغل فى نفس الوقت منصب مفوض التوطين للمناصير حيث جاء على لسانه فى صجيفة الخرطوم بتاريخ 21/10 أنه يطمئن أهل المنطقة بأن الإتفاقية تسير بصورة جيدة وأن خيار المكابراب قطع نسبة 75 % وأن العمل فى مشروع الفداء الصحراوى سيرى النور فى خلال الأيام القليلة القادمة . وقد أستفز تصريحه هذا كافة المناصير، لأنه مناف للحقيقة. فخيار المناصير بالتوطين حول بحيرتهم الذى هو محور قضيتهم متوقف . بينما المشروعان الآخران - وليس لغالبية المناصير بهما أي إهتمام- ، بل إن الإتفاق نص على إيقاف العمل فى مشروع الفداء الصحراوى وعدم الشروع فى تنفيذه إلا بعد البدء فى تنفيذ مشروعات الخيارات المحلية حول البحيرة ثم إجراء حصر للمتأثرين الراغبين فيه ، إن وجد من يرغب فيه . هذا ، ولم يستجب المعتمد لمطلب لجنة المناصير لإصدار نفى أو تصحيح فى نفس الصحيفة لما ورد على لسانه .
ولقد كانت هناك بالفعل مخاوف وشكوك لدي الكثيرين بألا ينفذ هذا الإتفاق على الوجه الصحيح بسبب هشاشة الاتفاق وخلوه من الضمانات والسند القانوني وأيضا بسبب موقف إدارة السد العدائى والسافر تجاهه . ولقد أوضح هذا البيان بجلاء تململ المناصير و اهتزاز ثقتهم فى الإتفاق نتيجة لبطء تنفيذه ونتيجة لبروز كثير من الشواهد والدلائل والمخاطر التى لاتزال ماثلة لإفشاله وتتمثل فيما يلى:
أولا : لا يشك المناصير فى صدق نوايا والى ولاية نهر النيل وسعيه الجاد لحل مشكلة المناصير وتنفيذ الاتفاق ولكن إخلاص النوايا ليس بكاف وحده. فلا زال الجميع يذكرون كيف تصعدت مشكلة المناصير فى ديسمبر عام 2005م عندما أحاطت تجريدات عسكرية مسلحة بتجمعات المناصير بواحة سانى وكادت أن تحدث مجزرة فطالب والى نهر النيل على أثرها بتحويل ملف المناصير إليه وتمت الإستجابة لمطلبه – ولكن ماذا حدث؟ -- لقد ظل ذلك التحويل ولأكثر من نصف عام مجرد تحويل إسمى و لم يتم تنفيذ أي شئ ، لأن إدارة السد ظلت قابضة على الملف ولم تسلم منه شئ . ثم جاءت المبادرة الناجحة التى قادها اللواء (م) د. الطيب إبراهيم محمد خير وأدت الى توقيع اتفاق بقاعة الشارقة بتاريخ 1/6/ الماضى فأنتقلت المشكلة لأول مرة خطوة واحدة الى الأمام .
ثانيا : قبل أن تكتمل فرحة المناصير بهذا الإتفاق فوجئوا بالوزير أسامة عبدالله المدير التنفيذى للسد فى ختام حلقاته التلفزيونية فى برنامج ( فى الواجهة ) بعد أربعة أيام من الإتفاق يسخر من هذا الإتفاق. فعندما سئل عن رأيه فيه ، أجاب قائلا : ليس هناك ما يمنع المناصير أن يحلموا ما شاء لهم من أضغاث احلام ، ولكن شيئا بالنسبة لهم سوف لن يتغير . فلن ينالوا أكثر أو أقل مما ناله أهالى الحامداب. وأنه سوف يقوم بإعادة توطينهم فى المشروعين الذين أعدهما لهم فى المكابراب والفداء الصحراوى لأن الأراضى حول البحيرة لا تصلح لإعادة توطينهم حسب الدراسات . صرح بكل ذلك وكأن شأن المتأثرين المناصير لا يزال تحت إدارته ، وكأن الإتفاق الذى تم مجرد خداع . ولم تطالبه أي جهة مسئولة بتصحيح أقواله تلك المناقضة للإتفاق ، بل إن صحيفة اخبار اليوم نشرت فى اليوم التالى إشادة رئيس الجمهورية بما جاء فى ذلك البرنامج . وبالرغم من أن البعض اعتبر أقوال هذا الوزير صوتاً من الماضي ، إلا أن بعض المراقبين رأوا أنه لا يتحدث من فراغ وأخذوا تصريحاته تلك مأخذ الجد لعلمهم بما يحظى به هذا الوزير من نفوذ سياسى طاغ حتى وأن تكررت اخطاؤه.
ثالثا : يرى قانونيون أن الاتفاق يفتقر الى صدور القوانين المصاحبة التى كان ينبغى أن تسند قرارات رئيس الجمهورية ووالى نهر النيل لدعم الاتفاق و أن تلغى القوانين المتعارضة معها كالتى تعطى إدارة السد الحق فى إدارة شئون المتأثرين المناصير . وبغير ذلك فسوف تكون هناك إزدواجية وسيكون تنفيذ الإتفاق عرضة للشد والجذب مع إدارة السد . فالعمل الجارى تنفيذه الآن فى مشروع المكابراب والذى لا تزال تقوم به إدارة السد ، تجهل عنه ولاية نهر النيل والمتأثرون المناصير كل شئ . وليس بين إدارة السد وولاية نهر النيل أي تبادل للمعلومات أو تشاور أو تنسيق ، فبينما تصرح إدارة السد بأن المشروع يحوى ستة ألف وحدة سكنية لإعادة توطين المناصير لا يدرى المناصير ولا لجنتهم على أي أساس قامت إدارة السد بتقدير هذه العددية للأسر دون إجراء حصر ، بينما غالبية المناصير لا تبغى غير الخيار المحلى حول البحيرة بديلا وكما تبين ، فلا ولاية نهر النيل قادرة على الإتصال بإدارة السد للتنسيق معها على إيقاف العمل ولو بصفة مؤقتة فى هذا المشروع لحين عمل حصرحقيقى للراغبين فيه ولا إدارة السد راغبة فى إيقافه لأهداف تعلمها و تسعى لتحقيقها حتى وإن بددت المال العام فى الصحراء. وكذلك الحال بالنسبة لمشروع الفداء الصحراوى الذى نص الاتفاق على إيقاف العمل به ، وأصدر والى ولاية نهر النيل قرارا بالرقم (39) لسنة 2006م يطلب فيه من الجهات المختصة تأجيل العمل فىهذا المشروع الى حين البدء الفعلى فى تنفيذ مشاريع التوطين حول البحيرة ، وكانت إدارة السد قد تعاقدت فى خطوة متسارعة مع شركة أو شركات لتنفيذ هذا المشروع . وجاءت الشركات بآلياتها وأنشأت معسكراتها فى الموقع استعدادا للتنفيذ ، وواجهها قرار الوالى بإيقاف العمل . ولكن الشائعات صارت تنطلق كل حين بأن إدارة السد شرعت سرا فى تنفيذ هذا المشروع ، مما حدا بلجنة المناصير بتكوين لجنة لتقصى حقيقة الموقف. وباتت هناك (دربكة) وتضارب فى الإختصاصات ، ومصالح متعارضة وأسئلة كثيرة تطرح نفسها . فأنا لا أدرى مثلا على أي سلطة استند والى نهر النيل فى اصداره لقراره بوقف العمل فى ذلك المشروع بينما هو يعلم تماما أن الجهات المختصة التى خاطبها لا تتبع له وليس لديه سلطات عقابية يوقعها عليها إن هى لم تنصاع لقراره. كما أن حرص وإصرار إدارة السد على تنفيذ هذا المشروع المثير للجدل رغم أنف المناصير بات أمرا محيرا ومثيرا للشكوك . خاصة ولا أحد من المناصير يدرى على أي أساس قدرت إدارة السد عددية الأسر ومساحة المشروع، وهي التى تعلم تمام العلم عدم رغبة المناصير فىهذا المشروع . كما لا أدرى مجمل التبعات التى سوف تتحملها إدارة السد تجاه الشركة أو الشركات المتعاقدة معها لتنفيذ هذا المشروع من جراء التأخير بسبب الإيقاف الذى نص عليه الاتفاق والذى لم تكن إدارة السد طرفا فيه ، بل وابعدت عنه عن قصد . ثم ماذا يمكن أن يؤول اليه أمر هذا المشروع وعقد تنفيذه مع هذه الشركات عندما يتبين لإدارة السد فى ضحى الغد أن غالبية المناصير أو جلهم إختاروا إعادة توطينهم حول البحيرة حتى وإن كانت بلا مشاريع زراعية ؟ فهل سيتم إلغاء العقد أم سينفذ رغم عدم رغبة المناصير فيه –حتى وإن تبدد المال العام فى الصحراء؟ -- أم يا ترى أن إدارة السد لا زالت تراهن على مخططها بإخلاء البحيرة من جميع سكانها المناصير وتهجيرهم طوعا أم كرها الى ذينك المشروعين حتى وإن كررت فيهم مأساة أمرى ؟ فأجندتها كما يراها البعض هي أنها سبق لها التعاقد مع مستثمرين أجانب ومحليين فى كافة أراضى المناصير حول بحيرتهم لما بها من ثروات وفرص استثمار متعددة . بل وأنها تسعى لضم كافة أراضى البحيرة لمحلية مروى بدلا من ولاية نهر النيل . وأنها فى سبيل تحقيق هذا المخطط ، لم يغب عنها حقيقة تصميم المناصير وعزمهم على البقاء والاستيطان حول بحيرتهم ، ولكنها تراهن على إختراق قياداتهم فإن بمقدورها أيضا إختراق آخرين من قيادات المناصير إذا لزم الأمر . بل إنها نجحت بالفعل في السيطرة على مجلس ادارة مفوضية التوطين حتى تتمكن من الإلتفاف حول الأتفاق وإفشاله ومن ثم ضمان تنفيذ مخططها . ويستدلون على نجاح هذا الإختراق بالكيفية المتعجلة و(المكلفتة) التى تم تكوين هذا المجلس بها على ذلك النحو ويتساءل كثيرون كيف ولماذا تقتصر عضوية المجلس على أحد عشر عضوا منهم خمسة فقط للمتأثرين وكيف تم اختيارهؤلاء الخمسة دون مشورة أو مشاركة أهل الشأن المتأثرين؟ بينما لجنة توطين أهالى وادى حلفا الموازية لهذا المجلس كانت مكونة من اثنين وعشرين عضوا ثمانية فقط منهم بالتعيين كديوانيين حكوميين ، بل وروعى أفى اختيار ممثلى المتأثرين أن يكونوا ممثلين لكل المناطق المتأثرة بالبحيرة!.
رابعا : لقد مانعت إدارة السد أولا ، ثم صارت تماطل فى تسليم الدراسات التى طلبت منها لشركة يام الهندسية وهي دراسات طلبت منها فى وقت مبكر قبل صدور البيان . نعم ، مانعت وماطلت رغم تعزيز الطلب من أعلى المستويات ورغم الوساطات من أعلى الدرجات السياسية والتنفيذية ، ثم بعد أن كثرت الضغوط ، صارت إدارة السد تعطى وعودا للتسليم ولا تفى بها ، ثم دخلت فى مساومات كي تقوم بالتسليم الى أن قامت بتسليمها مؤخرا فى منتصف ليلة 6/11/ الماضى وهي مكرهة ، سلمتها بعد أن غادرت الجهة المستلمة مكان المفاوضات يائسة وهي تتوقع أسوأ الإحتمالات . لقد تم كل ذلك فى مشهد درامى مثير لامجال فيه للتفصيل . ثم من يصدق أن مساومة إدارة السد كانت على أن يتخلى لها المناصير من بندين نص عليهما الاتفاق . الأول هو أن يتنازلوا بألا تتم مراجعة واستلام مشروع المكابراب بواسطة شركة يام الهندسية رغم الشائعات التى تروج بوجود أخطاء عديدة بالمشروع . والتنازل الثانى الذى طالبت به هو أن تقتصر الدراسات حول البحيرة على قيام المشاريع الزراعية ولا تشمل إعادة التوطين !!—فهل بعد ذلك شك فى جلاء ووضوح مخططها ؟ وقد تمت الاستجابة للبند الأول ورفض الثانى .
خامسا : لم يتم حتى الآن إجراء تسليم وتسلم بين إدارة السد وولاية نهر النيل للملفات التى تحوى المعلومات المتعلقة بإعادة توطين وتعويض المتأثرين المناصير و لا الميزانية التى تخص تعويضاتهم وإعادة توطينهم ولم تعشم الولاية فى استلامهما وبخاصة الميزانية ، لعلم الولاية بعدم رضاء إدارة السد عن فصل إدارة المتأثرين منها وكذلك إدراكها عدم تعاونها لإنجاح الإتفاق ، إضافة الى أن حسابات إدارة السد غير واضحة المعالم ولا تخضع أو تتقيد بنظم حسابات الخدمة المدنية ولا قانون المراجع العام ، وليس عليها إي جهاز رقابة رسمى أو شعبى .. وقلبى على الحكومة عندما تأتيها الآلية الأفريقية لمراجعة النظراء فى القريب لتراجع أداءها فى الشفافية وإدارة المال العام والمشاركة الجماهيرية فى مشروعات التنمية ونهجها الديمقراطى ولدى الحكومة إدارة للسدود بتلك المواصفات؟!! – إدارة تقوم بإنشاء العديد من الكبارى والطرق من بينها كبريان فى كل من شندى ودنقلا وطريق الى دنقلا وكل ذلك من ميزانية السد بإدعاء أنها مشروعات مصاحبة له ، بينما متأثرو أمرى الذين غرقت أراضيهم ومنازلهم وقامت بتهجيرهم الى أمرى الجديدة تعيش بعض الأسر منهم فى العراء دون خدمات أو ماء وتعيش أسر أخرى مكدسة ثلاثة أو أربعة أسر فى منزل واحد!! ثم إذا كانت ميزانية التعويض وإعادة التوطين تبلغ 753 مليون دولاراً كما أكدت ذلك إدارة السد نفسها ، فإن نصيب المتأثرين المناصير سيكون فى حدود الخمسائة مليون دولار حسب نسبتهم البالغة 68 % من المتأثرين ورغم ذلك لم تطالب ولاية نهر النيل إدارة السد بأي جزء من هذه الميزانية وتركت لها الجمل بما حمل ، واكتفت بتعهد وزارة المالية بالوفاء لها بجميع مستحقات الإتفاق الذى أبرمته مع المناصير لتخوض الولاية مع الخائضين فى البحث عن تلك المستحقات من وزارة المالية .
ونتيجة لكل تلك المعطيات فإن الكثيرين يرون أن تنفيذ الإتفاق بات فى تخبط واهتزاز فى التنفيذ كعمل عشوائى غير مؤسس وليس لديه خارطة طريق . و يصف البعض جميع ما تم اتخاذه من اجراءات حتى الآن بأنه يفتفر الى المؤسسية والشفافية و لا يخلو من أجندة شخصية تهدف لسيطرة فئة محدودة من الرسميين والشعبين على مفاصل العمل فى تنفيذ هذا الاتفاق ليتم فى النهاية تنفيذ أجندتها . يتبين ذلك فى إنشاء المفوضية ودون استشارة كما يتضح ذلك من عجز الولاية عن إنشاء مفوضية إعادة توطين المناصير بقانون وبهيكل وصلاحيات وميزانيات حتى تاريخ اليوم . ومع كامل التقدير لكفاءة معتمد محلية أبوحمد ، فإن الكثيرين يرون أن الطريقة التى تم بها إختياره كمفوض للتوطين ليجمع بين وظيفتين مختلفتين ومتعارضتين لهي طريقة معيبة فى الخدمة المدنية ومنتقدة من عدة وجوه ولا يتوقع لها الكثيرون النجاح . كما أن الجمع بين وظيفتين يجعله أكثر حرصا على موقعه فى المعتمدية و أكثر بروقراطية فى إجراءاته وتعامله مع لجنة المتأثرين ، يدل على ذلك عدم استجابته لطلب لجنة المناصير لتسليمها نسخة من الهيكل المقترح للمعتمدية للإطلاع عليه وإبداء ملاحظلاتها حوله بعذرغير مقنع . ومهما يكن من أمر فإن بعض المراقبين يرون أنه إذا ما استمرت تلك المنهجية سمة لتنفيذ ذلك الإتفاق ، فإن إدارة السد لا شك ستكسب الرهان . ولكن ما يطمئن على فشل هذا المخطط هو ما يراه البعض من تحوط غالبية المناصير لهذا المخطط واصراراهم على الا تكرر فيهم مأساة أمرى ، فهم مصرون على البقاء حول بحيرتهم حتى وإن جاءت نتائج دراسة إعادة التوطين حول البحيرة سالبة . وخلاصة القول فإنه ما لم تكن هناك مراجعة ، وما لم تكن هناك شفافية ومؤسسية ، وما لم تكن هناك مشاركة ورقابة شعبية جادة من اللجنة التنفيذية ومن مجلس المتأثرين المناصير على وجه الخصوص الذى هو المرجعية النهائية فى شأن تنفيذ هذا الإتفاق القرارات وما لم يدرك هذا المجلس صلاحياته تلك ولا يترك الحبل على الغارب منفلتا فإن تنفيذ هذا الإتفاق سيواجه الكثير من العثرات والعراقيل والتى تصب لصالح تنفيذ مخطط إدارة السد وعلى حساب الخيار المحلى . ولنا عودة.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
في الرد على اقوال اسامة عبد الله المرسلة عبر الواجهة
الوزير تجاهل عمدا فصل مسؤولية التعويض واعادة توطين المتأثرين عن سلطته
مازال يواصل احاديثه الاستفزازية دون اعتبار للنفوس المكلومة بشهداء امرى
الحلقة الاولى
في يومي 15/5 و29/5 الماضيين شاهدت استضافة الاستاذ / احمد البلال الطيب للوزير اسامة عبد الله في برنامجه التلفزيوني (في الواجهة) وقد كان من المستغرب حقا ان يخرج هذا الوزير من صمته ويتحدث مباشرة للجمهور عبر هذا البرنامج ، وهو الذي ما عرف عنه الظهور ولا الحديث المباشر وان تحدث فانما يتحدث من وراء حجاب وهو كان وما يزال لا يهتم بالرد على اي نقد يوجه اليه او لادارة سدوده في الصحف رغم كافة وسائل الاعلام المتاحة له ، ورغم ما يملكه مكتب اعلامه من امكانات من بينها اصدار افخر مجلة شهرية تصدر في السودان وتطبع في الخارج وتوزع بالمجان ، بينما لم يجد المتأثرون اي فرصة من تلك الوسائل لشرح مظالمهم وقضاياهم الا مؤخرا وفي عدد محدود من الصحف ثم انه ورغم مسؤوليات هذا الوزير المزدوجة والمنتقدة التي تجمع بين مسؤولية بناء السد وبين تعويض واعادة توطين المتأثرين الا انه لم يحدث مطلقا ان زار مناطق المتأثرين في حياته (خوفا من وعثاء السفر وكآبة المنظر كما يعتقد البعض) كما انه ليس له الرغبة مطلقا لزيارتها حتى لالقاء نظرة الوداع الاخيرة عليها قبل غرقها وبناءا على هذا فهو غير مؤهل في اعتقادى للحديث عن المتأثرين واحوالهم ومناطقهم على الاطلاق ، ثم ان الظرف الذي جاء يتحدث فيه بعد احداث امرى ويمتدح فيه انجازاته ويمن فيه على المتأثرين بما قدمه لهم من حشف وسوء كيل يصفه بانه اكثر مما يستحقون ، ليس هو بالظرف ولا الوقت المناسب لمثل حديثه هذا لانه يزيد من استفزازه للمتأثرين فوق ما سبق له ان استفزهم به وما الحقه بهم من ضرر واذى لدرجة ما عادوا يطيقون فيها مجرد رؤيته وقطعوا كل صلة حوار او تفاهم معه، ثم ان الظرف غير مناسب ايضا لان نفوس المتأثرين لا تزال مكلومة بفقدها لشهدائها ومصابيهما ومن لا يزالون رهن الاعتقال باخطر التهم والفعال ، وهو الذي ما كلف نفسه بتقديم العزاء لهم والظرف غير مناسب ايضا لان نتائج التحقيق في مجزرة امرى لم تعلن بعد ، والوقت يعتبر سابقا لاوانه لاعلان براءته وعدم تورطه في تلك الاحداث رغم نفيه لمسؤوليته فيها ، فالظرف كان يتطلب منه في اعتقادى ان يأوي إلى ركن قصى يقضى فيه (استراحة محارب) قصيرة كما سبقه إلى ذلك اخ له من قبل ، إلى ان يبرئ التحقيق او القضاء ساحته، ولا شك عندي في انه يعد انقضاء تلك الفترة القصيرة سوف يترقى إلى اعلى المعالى سواء ظهرت نتيجة التحقيق بادانته او تبرئته ام اختفت إلى الابد.
ثم اذا تجاوزنا كل ذلك واستمعنا إلى ما قاله في ذلك اللقاء فقد نجد له المبرر للحديث عن المتأثرين في الفترة التي سبقت احداث امرى وان يشرح ويحلل ما شاء له مما يعتقده صوابا او خطأ ولكن لا يمكن ان نجد له العذر او المبرر الذي يجعله يتحدث بعد ذلك عن خططه وبرامجه فيما يتعلق باعادة توطين بقية المتأثرين المناصير ولا حتى متأثري امرى بعد ان تم فصل مسؤولية تعويض واعادة التوطين للمتأثرين عن ادارته كليا وتم منحها لمعتمديات تحت ادارة ومسؤولية كل من والى الشمالية ووالى نهر النيل بما يؤكد اقتناع الحكومة بفشله الفاضح في كل ما قام به من سياسات تجاه المتأثرين وبما اوشك ان يورد به موارد التهلكة بما احدثه من فتن وكوارث والبلاد في غني عنها ، ولذا فانه لم يكن من المتوقع ولا المقبول ان يتحدث هذا الوزير وباصرار عن تنفيذه لخططه تجاه اعادة توطين المتأثرين المناصير في الصحراء بدلا من خيارهم المعتمد حول البحيرة وما يسوقه لذلك من مبررات وكأن الامر لا يزال في قبضته ولم ينزع منه او كأنه لا يعترف بهذا النزع ولا بالسلطة التي اصدرته ويعتبره صوريا او كأن شيئا لم يكن ، وهذا امر خطير للغاية ولا يخرج عن واحد من احتمالين : فاما ان يكون هذا الوزير يملك بالفعل (مكنة رئاسية) او حتى اكبر منها ليسفه مثل ذلك القرار الصادر ويظل هو الامر الناهي والقابض الفعلى على مقاليد كل شؤون المتأثرين وبالريموت كنترول حتى وان تم تحويل شؤون المتأثرين لوالى الولايتين ومن ثم يصبح كل ما بذله د.الطيب ابراهيم محمد خير من جهد للتوسط وحلول لمشاكل المناصير وتم الاحتفال به مجرد ضياع للوقت وكلام فارغ ، وتظل مشكلة المناصير في مربعها الاول قابلة للانفجار عندما يجئ وقتها، واما ان يكون هذا الوزير قد فقد البوصلة نتيجة لاحداث امرى الدامية ومن ثم يستحق الشفقة والرثاء وفي كلا الحالتين فان امر فصل شؤون المتأثرين عن ادارة السد لا بد ان يصحبه تعديل للقانون ولو بامر مؤقت حتى يتم قطع اخر شعرة تربط هذا الوزير بالمتأثرين.
ومن جهة ثانية فاني لم اعجب لتزييف الوزير للحقائق وتحريف الكلم عن مواضعه في محاولة منه لخداع المشاهدين بحيث يجعل المتأثرين هم الجناة وهو الضحية ، واني ارى ان مما ساعد هذا الوزير في التأثير على المشاهدين هو اجادته لتمثيل دور الضحية ومعسول الكلام في الوقت الذي خلت الساحة من وجود المتأثرين وبقى هو في الساحة وحده يصول ويجول وكأنه يملك لوحده الحكمة وفصل الخطاب ، اضف إلى ذلك ان كثيرا من المشاهدين يجهلون الكثير عن قضايا ومظالم المتأثرين وعن تقيماتهم، وللاسف فان هذا الجهل امتد حتى لبعض الصحفيين الذين يعتبرون انفسهم مرجعية في قضايا المتأثرين بينما يجهلون ابسط المعلومات عن المتأثرين فهناك من لا يزال يعتقد ان جميع المتأثرين هم مناصير وانهم يتبعون لمحلية مروى بالولاية الشمالية وبعض منهم لا يعرف ان كانت امرى تتبع لولاية نهر النيل ام لجزيرة الفيل والى غير ذلك من خلط ، وكمثال لذلك فقد كان من المعيب لاحد الصحفيين ان يكتب تقريرا بصحيفة السوداني بعنوان (سد مروى – للحقيقة وجه واحد) يحلل فيه احداث امرى مبرئا فيه ادارة السد واهالى امرى من احداث المجزرة وينسب ذلك الجرم لمجموعة من المناصير – لا علاقة لها بالاحصاء – قال انها جاءت فوق ظهور اللوارى وحاولت الاعتداء على رجال الشرطة الذين كانوا يحمون رجال الاحصاء مما اضطر رجال الشرطة لاطلاق النار عليهم دفاعا عن انفسهم وهو بهذه السذاجة جعل من نفسه لجنة تحقيق وادان مجموعة مجهولة من المناصير بالجرم ثم استرسل من بعد ذلك في تقريره متحدثا عن جدوي مشروع السيد ممجدا ادارة السد ومبرئا ساحتها وكأنه واحدا من موظفى اعلامها وليته كان قد ترك امر احداث تلك المجزرة للنتائج التي يخرج بها تقرير لجنة التحقيق بدلا من استباقها ثم حتى اذا افترضنا صحة روايته بان مجموعة من المناصير بادرت بالاعتداء على الشرطة وان الشرطة اطلقت النار عليهم دفاعا عن نفسها فكيف اذن يفسر لنا ان يكون جميع الشهداء والمصابين من اهل امرى وليس بينهم واحد من المناصير ؟! اني ارى ان سطحية التفكير او مسعي هذا الكاتب لايجاد التبرئة لادارة السد هي التي اوقعته في مثل هذه الرواية الخيالية وعن خروج الثعابين السامة في منتصف الليل في موسم الفيضان ثم ان هذا الكاتب كان والى وقت ليس بالبعيد يخلط بين المناصير وبقية المتأثرين فيما كان يكتبه في صحيفة اخرى مما دعانا لتصحيحه والرد عليه ثم هاهو ايضا يخلط في نفس مقاله في لجنة الوساطة التي يقوم بها د.الطيب ابراهيم محمد خير دون ان يدرى ان كانت هي لجنة لامرى ام للحامداب او للمناصير.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
تعقيب على حديث الوزير أسامة عبد الله في برنامج الواجهة
وتعليق على حل مشكلة المناصير (2-4)
في حديث الوزير اسامة عبد الله في برنامج الواجهة عن الشفافية ودقة المحاسبية في ادارته لمنصرفات مشروع السد. وردت فقرة في تقرير دراسة اعدتها المنظمة العالمية للسدود تقول (أنه قد وضح ان بناء الخزانات هو شأن محبب للسياسيين والنافذين في الحكومات (كالسيد/ الوزير) ومحبب أيضا للشركات المنفذة وللممولين وان المتأثرين هم دائماً الأقل حظاً في الاستفادة من عائدات تلك المشروعات- وان الفائدة دائماً يجنيها الأغنياء على حساب الفقراء. وأن العمل في معظم السدود لا يتم بالشفافية والنظم المحاسبية الصحيحة بما يجعلها أكبر مفرخة للفساد)- ولكي لا ينطبق هذا الوصف على مشروع سد الحامداب وهو مشروع قومي استراتيجي كبير- كما هو معلوم- فليس هناك من سبيل- كما ارى لاقناع الشعب السوداني بشفافية الأداء في هذا المشروع أكثر من وجود مجلس ادارة موسع لهذا المشروع لا تقل عضويته عن المائة عضو بحيث يضم كافة التخصصات العلمية والخبرات من رسميين وشعبيين من بينهم ممثلين للمتأثرين، وبحيث يعقد هذا المجلس اجتماعات دورية متقاربة يتابع فيها تنفيذ ما اتخذه من قرارات، وتعرض له فيها الميزانيات العامة وتقرير المراجع العام مع وجود لجان متخصصة. وإني أرى أن عدم وجود مثل هذا المجلس لمثل هذا المشروع الاستراتيجي مع ترك امره وادارته لفرد- مهما بلغت كفاءته- من ضمن ما يعرف بإدارة السدود- تلك الدولة المستقلة داخل الدولة- والتي هي في تصوري اشبه ما تكون بالجمعية الماسونية- يلفها الغموض ولا يدرى احد ما يدور بداخلها وما هو بمستطيع- ادارة تستثني من كل قوانين الخدمة المدنية والمحاسبية ومن قانون المراجع العام- ادارة لها سلطات غير محدودة وتحول لها كل اراضي المنطقة وتطلق يدها لتقرر في شئون المتأثرين ما تشاء- ادارة كهذه من يصدق شفافيتها حتى وان اقسمت بأغلظ الإيمان أو صامت وتهجدت طوال العام؟ إنها إدارة لا يعلم احد إلى متى يسكت عنها الشعب ومجلسه الوطني وعما اذا كان سيتم مراجعتها في يوم من الايام حيث ان قانون المراجع العام لا يطالها. فهل على الشعب السوداني ان يكتفي فقط بما تعلنه له هذه الادارة بأنها قد صرفت كذا- وكذا- من أرقام دون أن يعلم صحة او خطأ هذه الأرقام كقولها مثلاً ان الاعتماد المخصص لتعويض واعادة توطين المتأثرين يبلغ 735 مليون دولار امريكي وتارة تزيده وتارة أخرى تنقصه دون معرفتنا للأسباب؟ ثم بينما يقول الوزير ان كافة أموال التعويضات تقوم بتسديدها وزارة المالية الاتحادية ولا علاقة لها بالصناديق الممولة للمشروع فهناك شك كبير في هذا القول. فمنذ متى كانت وزارة المالية ترصد وتسدد حساباتها بالدولار؟ ثم ان هناك مصادر تؤكد ان الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية هو الذي رصد هذه المبالغ لتعويض المتأثرين بالدولار وان وزارة المالية فوق ذلك تقوم بتمويل من المكوّن المحلي.
وعليه فإننا نجد ان مبلغ الـ735 مليون دولار الذي ذكرته ادارة السد بنفسها سواء أتت به من وزارة المالية او الممولين نجده كبيراً جداً في الظاهر اذا قارناه بمبلغ الثمانية عشر مليون جنيه سوداني التي دفعتها مصر لتعويض أهالي حلفا عام 1961م. (وهي ما تعادل حوالي خمسين مليون دولار في ذلك الزمان) بما يعني ان شح الإمكانيات ما كان ينبغي أن يكون سبباً في تأزم الموقف بين المتأثرين وإدارة السد لأنه مبلغ يقابل فقط متطلبات ما لا يزيد عن الخمسين ألفاً من المتأثرين (عشرة ألف أسرة) ففيما التبخيس إذن في حقوقهم وفيم التقسيط؟ اذ لو تم توزيع هذا المبلغ على عدد الأسر لكان متوسط نصيب كل أسرة مبلغ لا يقل عن المائة وسبعين مليون جنيه سوداني! والإجابة على ذلك ربما تقود إلى ان ادارة السد تستغل جزءاً كبيراً من هذا المبلغ المرصود لتعويض واعادة توطين المتأثرين لتمويل عملياتها ودفع رواتب ومخصصات موظفيها و(بلاوي) أخرى كثيرة تحت بند المصروفات الإدارية، واذا صح ذلك فإن لادارة السد مصلحة في تقليل نفقات تعويض واعادة توطين المتأثرين خاصة ان كان الممولون كما يقال قد قللوا الهامش المتاح لادارة السد بتوليهم بانفسهم كممولين مهمة شراء المعدات والخدمات والتعاقد مع الشركات الاجنبية حتى يضيقوا امام ادارة السد شبهة فساد، وبذا يصبح بند تعويضات المتأثرين هو المجال الوحيد الذي تجد فيه ادارة السد مجالاً للتصرف وهو المجال الوحيد الذي لم تتخذ فيه احتياطات ضد الفساد وسوء الاستغلال. وهذا ما يفسر حرص ادارة السد على عدم فصل مفوضية مستقلة عنها ترعي شئون المتأثرين وهذا ما يفسر ايضا اصرار هذا الوزير على التمسك بشئون المتأثرين رغم القرار الجمهوري الصادر بفصل شئونهم عن ادارة بناء الخزان وتبعيتهم لكل من ولايتي نهر النيل والشمالية. وهذا ما يفسر ايضا بخس فئات تعويض المتأثرين والاصرار على تقسيط الجزء الأكبر منها على ست سنوات كي تجعل ادارة السد من حقوق المتأثرين مؤسسة تمويلية تستدين منهم وبدون فوائد وتطالبهم ايضا بمزيد من التضحيات. وهذا ما يفسر ايضا تصرف ادارة السد في مئات الملايين من الدولارات في ما أسمته بالمشاريع المصاحبة للمتأثرين خصماً على الاعتمادات المخصصة لهم دون مشورة المتأثرين بينما غالبية المتأثرين المناصير لا يستفيدون من معظم هذه المشروعات في شيء. تلك المشاريع التي من بينها مستشفى تخصصي بمروي بلغت تكلفته ثلاثة وخمسين مليون دولار ومطار بمروي ليس له اهمية كبرى بعد طريق شريان الشمال. وكبرى بين مروي وكريمة يرى البعض ان جسم الخزان الذي يبعد عنه بأقل من خمسة وثلاثين كيلومتراً كان يمكن ان يغني عنه وانه ان كان لابد من بناء مثل هذا الكبرى فان الشريك او دنقلا كانت احق به والى غير ذلك من مشروعات ضخمة فهل يعقل ان تكون وزارة المالية قد مولت كل تلك المشروعات خصماً على حقوق المتأثرين وبالدولار او حتى بالمكوّن المحلي ودون ان يكون لها رأي في جدواها؟ ومن المآخذ ايضا على ادارة السد عدم شفافيتها وحجبها للمبالغ التي تبرعت بها بعض الشركات للمتأثرين وعدم اخطارهم بها ولا حتى افادتهم بالوجهة التي صرفتها بها، كما لا تقوم باطلاعهم على اي دراسات او معلومات عن الخزان وخرائطه ونتائج فحص التربة ومعرفة نتائج آثار قيام السد على البيئة وغير ذلك من معلومات. ويبقى التحدي امام معتمدية تهجير المتأثرين المناصرين التي تتبع لوالي نهر النيل وهو كيفية حصولها على نصيبها بواقع نسبة 68% من تلك الاعتمادات الخاصة بالمتأثرين!!.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
تعقيب على حديث الوزير أسامة عبد الله في برنامج الواجهة
وتعليق على حل مشكلة المناصير (3-4)
اذا صرفنا النظر عن جهل الكثيرين بالمتأثرين وقضاياهم وعدنا إلى ما جاء في لقاء الواجهة مع الوزير، فقد لاحظت ان أسئلة الأستاذ أحمد البلال له كانت أسئلة ناعمة بحيث كان يسبق كل سؤال له بعبارات توحي بسلامة كل ما قام او سيقوم به الوزير من افعال في مستقبل الأيام ومن امثلة ذلك انه كان يسبق اسئلته بعبارات مثل: نريدك ان تطمئنا يا سيادة الوزير- عن كذا- وكذا- ثم اذا بدأنا الحديث عن ظلم هذا الوزير للمتأثرين وتهميشهم واذلالهم فان الحديث سيطول وهو حديث ذو شجون وقد كان تغيير اسم الخزان من اسمه التاريخي المعروف باسم خزان الحامداب إلى اسم: سد مروي هو اول سلب معنوي لحقوق المتأثرين ولاذلالهم وليكون ذلك مدخلاً سهلاً لبداية ظلمهم، ثم محاولة اغتيالهم نفسياً بما يترامي لسمعهم من تعبيرهم ببؤس مساكنهم وتشبيهها بجحور النمل، وانهم سيخرجون منها كالجرذان عندما يأتيهم الطوفان ان لم يذعنوا للتهجير وان عليهم الا يتوقعونها ليلة قدر- والى غير ذلك من تعبيرات التهديد والوعيد والاستفزاز التي يصعب حصرها. ويرى المتأثرون ان ما تتتحدث عنه ادارة السد من مشاركتهم كمتأثرين في شئون التعويض واعادة التوطين ما هي في حقيقتها الا مشاركة صورية او بالأصح مسرحية سيئة الإخراج. فلقد ظلت اللجنة المشتركة للمتأثرين تحاور ادارة السد سنيناً عددا وكانت طوال هذا الوقت تشكو التهميش والاذلا ل لانها كانت هي التي تسعي لادارة السد للحوار وبواسطة كبار الوسطاء وكأنهاتستجدي ما ليس لهم فيه حق... ورغم ذلك استمروا في الحوار على تلك الصورة المهينة. إلى ان جاءت قرارات التعويضات في نهاية الامر فوقية ولا تمت لمشاركتهم بصلة حتى داخل اللجنة الفنية التي تكونت بموجب توصيات المجلس الوطني.
ثم لنسأل الوزير لماذا استعان بشركة موننكو اقرا الكندية التي تتردد الأقاويل حول سمعتها التي اوصت له ان يجحف في حق المتأثرين على حساب بناء الخزان؟ حيث ذكر في حديثه انها اوصت بعدم بناء مساكن للمتأثرين على أن تقوم ادارة السد فقط باحضار مواد البناء كي يشيدها المتأثرون بأنفسهم. وايضا لماذا الاستعانة في عمل الخزان بشركات اخرى تحوم حولها الشبهات وتتردد أقاويل ومعلومات ايضا عن خروقاتها للقوانين. كشركة لامير الالمانية؟ وشبهات تلك الشركات لا مجال هنا للخوض فيها والشبهات حولها موثقة بعدة مواقع بالانترنت. ثم لماذا بدلاً من ان يحدثنا عن التوصيات المجحفة لتلك الشركات المشبوهة في حق المتأثرين لماذا لا يحدثنا عن اسباب عدم التزامه بتنفيذ ما ورد من شروط وحقوق للمتأثرين التي اوصت بها المنظمة العالمية للسدود وهي منظمة من أذرع الأمم المتحدة لمراعاة حفظ البيئة وحقوق المتأثرين بقيام السدود ومن شروطها ما يلي:
1. لا يجوز بناء أي سد دون موافقة المتأثرين.
2. تعطي الأولوية لرفع كفاءة المنتج من الكهرباء والتوليد القائم قبل الشروع في الجديد (مثل تعلية خزان الروصيرص)
3. الالتزام بدفع التعويضات العادلة وتجهيز السكن بالكهرباء والمياه النقية وكل مستلزمات الحياة قبل الشروع في بناء السد.
4. ضمان وجود مفوضيات مستقلة وفعالة لاعطاء المتأثرين كامل حقوقهم (منفصلة عن ادارة بناء السد) ثم ترعى شئونهم بعد التهجير سنيناً عددا
5. اطلاع المتأثرين على الدراسات وجميع النواحي الفنية في المشروع كالتصميم والخرط والكنتور ونتائج فحص التربة وكل ما هو مفيد واشراكهم في اتخاذ القرارات خاصة تلك المتعلقة بشئونهم واعطائهم الأولوية في التخديم وفي العائد الاقتصادي من المشروع. وبالطبع فان ادارة السد لم تلتزم بتنفيذ شيء من ذلك وانما كانت تسعي للالتزام بتوصيات الشركات المشبوهة ثم انها حتى لا تطالبها لجان المتأثرين بأيٍ من ذلك فقد سعت بكل قواها لعدم قيام لجان شرعية باختيار حر للمتأثرين وان وجدت مثل هذه اللجان فانها اما ان تقوم بحلها وتعيين بديل لها، أو لا تعترف بها وتتعامل مع من هم موالين لسياساتها من ابناء المتأثرين، ورغم حل مشكلة المناصير ونجاح لجنة د. الطيب ابراهيم محمد خير في توحيد المناصير في لجنة واحدة، الا ان الحقيقة تتطلب كشف عدم صحة ما ادعاه هذا الوزير بالتزامه بالتعاون مع لجان المتأثرين التي تستوفي شروط التكوين وفق اللوائح المنظمة لذلك ولنسأله اولاً: أين هي تلك اللوائح المنظمة لتكوين تلك اللجان، ومن هي الجهة المسئولة عن تكوين تلك اللجان؟ الإجابة هي انه لا علم للمتأثرين بتلك اللوائح ولا الجهة المسئولة عن تكوينها لكي يذهبوا اليها لتكون لهم لجانهم او تأتي هي اليهم لتكون لهم لجانهم. بل ان واقع الأمر يشهد ان إدارة السد لا رغبة لها في وجود لجان ينتخبها المتأثرون بحر ارادتهم. وفي كل الاحوال فان شأن لجان المتأثرين كان لعبة بيد ادارة السد تعبث به كيف تشاء.
وكأمثلة لذلك. فقد قام هذا الوزير بتعيين واحد من ابناء المناصير من القوات النظامية لم تكن له سابق علاقة بلجنة المتأثرين المناصير وانما تربطه صداقة وزمالة معه، قام بتعيينه عضواً في اللجنة الفنية التي تكونت بناء على توصيات المجلس الوطني لمراجعة فئات تعويض المتأثرين، نعم عينه ليكون بديلاً للمثل الشرعي للمناصير- ثم لم يكتف بذلك وانما قام بعد انتهاء عمل تلك اللجنة الفنية بحل لجنة المناصير التي كانت مندمجة في اللجنة المشتركة مع امري والحامداب- قام بحلها بجميع اعضائها وقام بتعيين لجنة بديلة من عنده ووضع على رئاستها صديقه هذا مع زميل له آخر من القوات النظامية ايضاً.
ورفض المناصير لجنته هذه التي اطلقوا عليها وعلى من ينتمي لها صفة (الكرزايات) وكونوا بديلاً لها لجنة اخرى اشرفت على انتخابها محلية ابو حمد بما فيها من شرطة ووكيل نيابة. وسقط في تلك الانتخابات كرزايات عديدون لم ينالوا ثقة اهلهم في قراهم ومن بين هؤلاء صديق ذلك الوزير.
ولكن الوزير قام بواسطة نفوذه السياسي الطاغي بتعيين صديقه ذاك معتمداً لمحلية ابوحمد نكاية في اهله المناصير الذين اسقطوه. والمناصير اتهموا هذا المعتمد من بعد ذلك بانه صار يوزع منح الوابورات الزراعية وفناطيز الماء وغيرها على محسوبية لكسب الولاء لادارة السد بينما يحرم منها المؤيدون للجنة المنتخبة للمناصير الأمر الذي أشعل فتنة بين أهله المناصير وزاد من كراهيتهم له ولادارة السد. ورغم نقل هذا المعتمد من محلية ابوحمد فقد نجا هارباً باعجوبة من هجوم غاضب شنه عليه اهله المناصير عندما جاء لمنطقة المناصير لتقديم واجب عزاء سبق ان ترجاه صاحب المأتم الا يأتي اليه لأنه لا يضمن سلامته. وما كنت اود لاسترسل في مثل سرد مثل هذا المثال لولا حديث الوزير المجافي للحقيقة، فهو لم يكتف بعدم اعترافه بلجنة المناصير التي انتخبوها وقد مضى عليها ما يقرب من عامين، بل انه ظل يتعامل مع (كرزاياته) الذين سقطوا في تلك الانتخابات ممن هم على شاكلة ذلك المعتمد الذي حصبه اهله بالحجارة وطاردوه بالعصي يتعامل معهم باعتبارهم ممثلين شرعيين للمناصير رغم أنف المناصير. فإدارة السد لها مصلحة في عدم وجود لجان للمتأثرين وذلك لكي تفعل بهم ما تريد. كل ذلك بات واضحاً ومفضوحاً، كما لم يعد من المستغرب اختراق ادارة السد للجان المتأثرين وبسياسة فرق تسد.
ولذا فانه من غير المستغرب حسب رواية الوزير أن يكون بين أعضاء المتأثرين من يقبلون بالتعامل معه ويخالفون مصالح اهلهم لمصالحهم الخاصة كأن يوقع له بعض منهم- كما ذكر- على قبولهم بنقصان حقوق أهلهم المتأثرين في المسكن مقابل زيادة فئة تعويض النخلة وان يكرموه، ويبقى السؤال هو: اذا كان هناك من بين اعضاء لجان المتأثرين من يتخلون عن قضايا أهلهم فلمن يا ترى يفعلون ذلك ومن هو المستفيد؟ هذا ان صحت رواية الوزير- فلقد كان من المستغرب ان يقوم الوزير في مشهد درامي في التلفزيون بالتلويح بأسماء وتوقيعات أولئك الذين ادعى انهم ارتضوا نقصان مساكن أهلهم المتأثرين ثم لا يكشفهم للمشاهدين وليس من تفسير لذلك الا واحد من احتمالين فإما أن يكون ما ذكره غير صحيح وانه لا يملك مستنداً بذلك واما انه يود عدم فضحهم لغرض الاحتفاظ بهم ككرزايات له للاستفادة منهم خلال المرحلة المقبلة. مع خشيته عليهم من انتقام أهلهم، غير أني لا أزال أذكر اجتماعاً كبيراً كان قد عقد قبل اكثر من عام بوزارة الطاقة والتعدين وترأسه دكتور عوض الجاز وقد ضم ذلك اللقاء ادارة السد مع عدد من أبناء المناصير ومع عدد من الوسطاء وحضر ذلك اللقاء ايضا بعض الوزراء ورئيس جهاز الأمن العام أذكر أن هذا الوزير وجه نفسه اتهامه هذا أمام ذلك الجمع لرئيس لجنة المتأثرين المناصير السابق في اللجنة المشتركة ولكن الأخير نفى بشدة ذلك الاتهام واقسم بأغلظ الإيمان وتحدى الوزير ان يبرز ما لديه من مستندات إن كان صادقاً ولكن الوزير اكتفى بالصمت والانسحاب من الاتهام.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
تعقيب على حديث الوزير أسامة عبد الله لبرنامج في الواجهة
حل مشكلة المناصير.. حقيقة أم خديعة؟
الحلقة الخامسة
على اثر احتشاد أبناء المناصير في مؤتمرهم السنوي الأخير بواحة ساني بصحراء العتمور في ديسمبر من العام الماضي والذي احاطت به تجريدات عسكرية مسلحة بالدوشكا كادت أن تفجر الموقف إلى مذبحة- قالت الحكومة بعد ذلك انها قد سلمت ملف المناصير إلى والى ولاية نهر النيل. ثم مضت خمسة أشهر- حتى نهاية مايو الماضي والحال على ما هو عليه- إدارة السد قابضة على ملف المناصير تواصل عملها فيه وكأن شيئاً لم يكن، بينما والي ولاية نهر النيل يلف ويدور في فراغ ويملأ الأسماع تصريحا تلو تصريح بأنه سوف ينصف المناصير ويملأ أرضهم عدلاً بعد أن ملئت جوراً وأنه كيما يتمكن من ذلك فان على المناصير ان يأتوه متوحدين (ويبقوا ليه ضهر) وطوال هذا الوقت لم يشهد المناصير اي خطوات عملية تنبئ عن حقيقة انتقال هذا الملف اليه. فلا إجراءات تسليم وتسلم قد تمت بينه وبين ادارة السد، ولا قوانين قد تعدلت، ولا ادارة السد رفعت يدها عما هي ماضية فيه من اعداد مشروعات لاعادة توطين المناصير في مواقع لا يرغبونها. الأمر الذي جعل المناصير يوقنون بأن ما أعلنته الحكومة من انتقال ملفهم لوالي نهر النيل ما هو الا خديعة وتبادل ادوار وتنفيساً لاحتقاناتهم وكسبا للوقت، وبذلك فقدوا الأمل في حل يأتيهم من الحكومة لمشاكلهم وقضاياهم، فأعلنوا عصياناً داخل منطقتهم مصممين على عدم مغادرتها والزود عنها مهما كلفهم ذلك من عنت أو ثمن إلى ان يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
وبينما الحال يسير على ذلك المنوال من اليأس والقنوط، كانت هناك في جانب آخر مساعي حميدة وجادة يقودها اللواء (م) د. الطيب إبراهيم محمد خير ورفاق له كرام لحل هذه المشكلة، فقد امضى د. الطيب مع لجنته شهرين كاملين تحتضنه هو ولجنته اكاديمية الأمن العليا تحت رعاية اللواء الركن محمد خوجلي الأمين فاستطاعت تلك اللجنة في النهاية هزيمة المستحيل وحققت للمناصير اجماعهم الذي ظل والي نهر النيل يطالب به. حيث امكنها التوفيق بين ابناء المناصير واسترضاء لجنتهم المنتخبة ومجلس متأثريهم كي يضم اليه بعض العناصر التي كانت خارج اجماعهم والتي كانت تتعاون مع ادارة السد وهم من كان يطلق عليهم (الكرازيات) وهؤلاء تم ضم البعض منهم للجنة المنتخبة للمناصير ولمجلس المتأثرين إرضاء للحكومة ومؤتمرها الوطني. هذا، وقد وجدت لجنة د. الطيب ابراهيم تعاوناً كاملاً من كافة الجهات مما مكنها من تحقيق مطالب ومكاسب عديدة للمناصير خاصة فيما يتعلق بتمليك المناصير لأراضيهم حول بحيرتهم واعادة توطينهم حولها والى غير ذلك من مطالب، ولأن جميع مشاكل المناصير هي مجرد مطالب وحقوق عادلة بلا زوابع سياسية ولأن ادارة السد كان قد تم ابعادها تماماً وعن قصد من المشاركة في هذا الحل فقد تحقق أكبر نجاح لحل المشكلة وشهدت قاعة الشارقة بتاريخ 1/6 الماضي احتفالاً كبيراً بتوقيع الاتفاقيات وتليت في ذلك اللقاء قرارات رئيس الجمهورية وقرارات والى نهر النيل المؤيدة والمطمئنة والمفرحة لجموع المناصير بجدية الحكومة في حل كافة مطالبهم، واطمأنوا كذلك على الهيكلة التنظيمية الضرورية رسمياً وشعبياً لمتابعة ما تم الاتفاق عليه. فهنأ الجميع بعضهم البعض على ما تحقق من حلول، وشهدت على ذلك كافة وسائل الإعلام. ولكن قبل أن تكتمل فرحة المناصير التي شاركهم فيها جميع أهل السودان، فقد اغتال فرحتهم هذه صوت نشاز صادر من الوزير أسامة عبد الله المدير التنفيذي للسد الذي ظل وحده يغرد خارج السرب دون أن يجد مسئولاً يقول لهصه يا كنار وضع يمينك في يدي)، لقد أخذته العزة بالإثم ولم يكن راضياً عن هذه الحال وعن عدم اشراكه فيه، كما لم يكن راضياً عن فصل ادارة المتأثرين عن ادارة بناء السد، بينما كان يتوجب عليه ان يحمد الله بأن هذا الحل الذي تم التوصل اليه انما جاء حلاً لأزمة خطيرة تسبب هو فيها بسياساته الخاطئة تجاه المتأثرين أوشكت أن تورد البلاد موارد التهلكة حيث ادت إلى مجزرة دموية بأمري وكانت ستمتد بدورها إلى مجازر أكبر بالمناصير، فبينما ظل هذا الوزير صامتاً طوال دهره دون أن يستغل أجهزة الإعلام المسموعة والمرئية المتاحة له في الحوار مع المتأثرين او يهتم بالرد على الانتقادات العديدة الموجه له ولادارة سدوده في الصحف، فإنه للأسف قد اختار الوقت الخطأ ليظهر في التلفزيون بعد أحداث أمري وبعد حل مشكلة المناصير ليتحدث بمفرده على مدى خمسة حلقات لينطبق عليه فيها القول المأثور (صمت دهراً ونطق شراً). ففي حديثه في تلك الحلقات زاد من استفزازه واحتقاره للمتأثرين خاصة المناصير معيراً لهم بسوء حالهم وضنك معيشتهم وبؤس مساكنهم التي قال عنها انها لا تتوفر فيها المراحيض، وان منزل عمدتهم الذي يعتبر ارقى منزل بالمنطقة لا تتجاوز قيمته الثلاثة مليون جنيه، والى غير ذلك من سخرية وازدراء، وهو اذ يسترسل في سخرياته تلك كان مطمئناً بعدم وجود احد من المتأثرين المناصير بجانبه في التلفزيون كي يرد على تهكمه هذا ويرد له الصاع بأكثر من صاع.
والمناصير معروفون كجيرانهم الرباطاب بسرعة بديهيتهم وليسوا عاجزين عن الرد على سخريته بأشد منها لكن خلقهم يجعلهم يترفعون عن مجاراته. ولقد كان أكثر ما أغاظ المناصير أن هذا الوزير الذي وصفهم ومنطقتهم بالبؤس والشقاء ما زار منطقتهم يوماً في حياته، وما هو بمستطيع، بل إنه لم يكلف نفسه سؤالها: ترى إن كان المتأثرون الذين لم يزر مناطقهم يوماً في حياته، بهذا البؤس والشقاء كما يقال له فلماذا يرفضون (جنته ونعيمه) الذي أقامه لهم؟
وفي ختام حلقاته بتاريخ 5/6 الماضي سأله مقدم البرنامج عن رأيه فيما تم التوصل اليه من حل لمشكلة المناصير فاجابه ساخراً بقوله: ليس هناك ما يمنع المناصير ان يحلموا وأن يتمنوا ما شاء لهم من أحلام وتمنى ولكن شيئاً سوف لن يتغير بالنسبة لهم وانهم سوف لن ينالوا اكثر او اقل مما ناله المهجرون الأوائل من أهالي الحامداب.. كَبُرْت كَلِمةٌ تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِم- ثم مضى متحدثاً عن مباشرته للعمل في مشروعات اعادة توطين المناصير في مشروع الفداء الصحرواي المرفوض من قبل المناصير وكأن شأن المتأثرين لا يزال تحت إدارته وكأنه لم يسمع بقرار فصل شئونهم عن إدارته وكأن ما تم في قاعة الشارقة كان مجرد تمثيلية هزلية فارغة المعنى وكأننا يا بدر لا رحنا ولا جئنا!!.
وإزاء هذا الانفلات والحديث غير المسئول والتصريحات الخطيرة والمستفزة لهذا الوزير والتي تتناقض كلية مع قرارات رئيس الجمهورية دون أن يحرك أي جهاز بالدولة ساكناً لإجباره على تصحيح أقواله بنفيها او الاعتذار عنها فان هذا لعمري ما يدعو للدهشة والشفقة والانزعاج من ازدواجية الآداء في الدولة إلى درجة ما عدنا نعلم فيها أيها الصحيح وأيها الخطأ؟ ومن نصدق ومن نكذب؟ -فهل نصدق قرارات السيد رئيس الجمهورية ووالي ولاية نهر النيل في أمر المتأثرين المناصير التي اذيعت ونشرت على كافة وسائل الإعلام أم نصدق تصريحات الوزير أسامة عبد الله التي تناقضها تماماً والتي اذيعت ايضاً في خمس حلقات تلفزويونة دون أن تطالبه أي جهة مسئولة بنفيها او الاعتذار عنها ومع العلم بأن جميع شئون المتأثرين لا تزال في قبضته!! فيا مستشاروا رئيس الجمهورية المتعددون ويا أولوا الشأن إينما كان موقعكم أفتونا في هذه المعضلة يرحمكم الله- فقد كنا نعتقد أن تلك الازدواجية قد انتهت بقرارات الرابع من رمضان التي ابعدت شيخ الترابي من السلطة فاذا بنا اليوم أمام شيخ آخر أقوى بأساً- أم تراه كما يصفه البعض بأنه ابن الانقاذ المدلل. وإلا فكيف يمكن أن نفسر ما يقوم به هذا الوزير وما يصرح به من أقوال مما هو مناقض للقرارات الرئاسية ثم لا يجد من يكفه عن ذلك؟ وإني أرى أن من شأن تصريحات هذا الوزير ان تؤدي بدروها إلى إشعال الموقف او إلى ردود أفعال منفلتة من قبل بعض المنفلتين- ونحن ما كدنا نصدق ان المشكلة قد تم حلها وعلى أفضل وجه!!- ولقد سمعت داخل قاعة الشارقة وبعد نهاية الاحتفال احد المنفلتين من المناصير يصيح مخاطباً رؤساء الجلسة قائلاً لهم (مشيتو كويس ده المطلوب- اتلخبطوا- نلخبطها أكثر منكم).
وكأنما هو يعني قول الشاعر عمرو بن كلثوم: ألا لا يجهلن احد علينا—فنجهلُ فوق جهل الجاهلينا. وأنا لا أود أن أبدو متشائماً ولا متشككاً في حقيقة ما تم التوصل اليه من اتفاقات في حل مشكلة المناصير ولكني ارى ان من شأن تصريحات هذا الوزير المتعارضة والمتناقضة مع ما تم التوصل اليه من حلول، ان لم تجد مساءلة ومحاسبة لشئون المتأثرين التي ما تزال في يده، ومع بطء اجراءات السير في تنفيذ ما تم التوصل اليه من اتفاقات ابتداء من اجراءات التسليم والتسلم بالكامل من ادارة السد- فإني ارى ان جميع ذلك سيعطي اكبر مؤشر ودليل لمن يتشككون في حقيقة حل مشكلة المناصير كي يصفوا ما تم بالخديعة وبأن الحكومة لا تزال لديها اجندة خفية في أراضي منطقة المناصير حول بحيرتهم. كما اني ارى أن تنامي مثل هذا الاعتقاد من شأنه إلى يفرز تداعيات تضر بما تم التوصل اليه من حلول. وعلى كل فان الأيام القريبة القادمة كفيلة بأن تكشف لهؤلاء واولئك إذا كان الحل الذي تم التوصل اليه لمشكلة المناصير حقيقة ام خديعة. وأن غداً لناظره قريب.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
رد: معاً لتوثيق مقالات الراحل محمد عبد الله سيدأحمد عن قضية المناصير
أخي صالح حسن
السلام والشكر الجزيل لما أتحفتنا به من مقالات هذا الرجل الغيور نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ويسكنه الجنة مع الأبرار.
لقد أفدتنا غاية الفائدة فهذه المعلومات ماكان لنا أن نحصل عليها لولا جهدك المقدر وكذلك جهد الصحفي النشط حبيبنا الرشيد والمهندس هاشم وطبعاً الشكر الموفور للزعيم خالد.
أكرر شكري لك أخي صالح على هذا الإثراء.
السلام والشكر الجزيل لما أتحفتنا به من مقالات هذا الرجل الغيور نسأل الله أن يجزيه خير الجزاء ويسكنه الجنة مع الأبرار.
لقد أفدتنا غاية الفائدة فهذه المعلومات ماكان لنا أن نحصل عليها لولا جهدك المقدر وكذلك جهد الصحفي النشط حبيبنا الرشيد والمهندس هاشم وطبعاً الشكر الموفور للزعيم خالد.
أكرر شكري لك أخي صالح على هذا الإثراء.
م بروي- كبار الشخصيات
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2592
نقاط : 33557
تاريخ التسجيل : 24/04/2010
ما نشر للراحل المقيم في صحيفة السوداني
نهاية سعيدة لقضية المناصير.. ووفاء غير مسبوق للرئيس
محمد عبدالله سيد أحمد
لم يحدث أن ساور المناصير أي شك في يوم من الأيام في تعاطف السيد/ رئيس الجمهورية مع قضيتهم. فموقف السيد/ رئيس الجمهورية وتعاطفه مع رغبة غالبية المناصير في إعادة توطينهم حول بحيرتهم كان واضحاً وجلياً منذ توقيعه على قانون إعادة توطين المتأثرين بسد مروي عام 2002م وهو قانون نص بكل وضوح على حقهم كمتأثرين مناصير في إعادة توطينهم في مواقع حول البحيرة بجانب مشروع المكابراب الذي ترغب فيه قلة منهم. ولكن إدارة السد –جزاها الله– إلتفت حول خيار إعادة التوطين في مواقع حول البحيرة وادعت استحالة تحقيقه وجعلت أقرب موقع بديل له في صحراء العتمور شمال مدينة أبوحمد حول محطة السكة الحديد نمرة عشرة، خارج نطاق البحيرة وخارج منطقة المناصير نفسها. ومن أجل التضليل لم تستح أن تطلق على هذا الموقع الصحراوي البديل اسم الخيار المحلي تارة أو الكحيلة شرق تارة أخرى بإدعاء أن قرية الكحيلة شرق بمنطقة المناصير هي أقرب قرية إليه وما هي بذلك. ورئيس الجمهورية لم يتوان من الانحياز لجانب الخيار المحلي حول البحيرة عندما احتدم الخلاف حول الخيار المحلي بين المناصير وإدارة السد حيث قام بسحب ملف المناصير من إدارة السد وحوله الى والي ولاية نهر النيل واتبع ذلك بإصداره لقراره الجمهوري رقم (70) لسنة 2006 م الذي أوكل فيه لوالي ولاية نهر النيل تخصيص الأراضي حول البحيرة للمناصير، وتم على إثر هذا القرار الجمهوري توقيع أول اتفاق بين المناصير والحكومة ممثلة في والي ولاية نهر النيل في 1/6/2006م بقاعة الشارقة بالخرطوم. وقد جاء ذلك الاتفاق ملبياً لجميع مطالب المناصير بوجه عام. وكان من المؤمل إذا ما تم السير في تنفيذ بنود ذلك الاتفاق أن تنتهي القضية تلقائياً وفي أقرب وقت وبسلام وبأقل التكاليف والخسائر. ولا نريد هنا أن نقلب المواجع بسرد جميع ما قامت به وحدة تنفيذ السدود من عراقيل لافشال تنفيذ ذلك الاتفاق والاتفاق الثاني الذي تلاه وانتهاءً بما حدث من كارثة اغراق متعمَّد للمناصير من أصحاب الخيار المحلي، وما صار إليه حالهم اليوم من وضع مأساوي. ولكننا سنتجاوز كل تلك الوقائع المريرة والتي كانت معارك في غير معترك الى الخاتمة السعيدة التي انتهت اليها بفضل زيارة السيد رئيس الجمهورية لمنطقة المناصير الغريقة نهار الاثنين 26 يناير الماضي وما أعلنه في تلك الزيارة من توضيح وقرارات، منهياً بذلك والى الأبد مشكلة طالت واستطالت وظلت تراوح مكانها لما يقرب من عقد من الزمان. وكان قوله فيها هو الفصل وما هو بالهذل حيث أزال في تلك الزيارة ما علق بقلوب المناصير من غل على الحكومة وشفي صدورهم وأصلح بالهم.
والمناصير كانوا مدركين لحقيقة الذين مكروا مكراً كبارا وروجوا عنهم اتهامات وأباطيل بأنهم ضد التنمية وضد مصلحة السودان وأن هناك جهات معادية تستغلهم وقضيتهم لأجندة سياسية وللإضرار بأمن السد وبأمن الوطن وإلى غير ذلك من ترهات. وكانوا يدركون كذلك أنه لا سبيل لدحض هذه الإفتراءات وحل قضيتهم إلا بزيارة الرئيس لهم في منطقتهم ليتحدث إليهم ويتحدثوا إليه وجهاً لوجه ليدرك ويبصر الحقيقة بنفسه. ولذا فإنهم ظلوا ولزمان طويل يتطلعون إلى هذه الزيارة. فما أن علموا بنبأ زيارته لهم في قلب منطقتهم بالطوينة شرق جزيرة شري من قبل أربعة أيام من اليوم المحدد للزيارة حتى بدأوا وعلى والفور مراسم احتفالاتهم بهذه المناسبة مبكراً وبصورة لم تنقطع معبرين بذلك عن شعور صادق ينبع من أعماقهم بحبهم ووفائهم وامتنانهم له، وكانوا على ثقة من أنه سيلعن الخاتمة السعيدة لقضيتهم إعتماداً على ما لمسوه من جدية والي ولاية نهر النيل في حلِّ قضيتهم وعلى ما جاءهم به من بشرى بهذه الزيارة. والمناصير كما أعلمهم مغالين في التعبير عن عواطفهم وردود فعلهم إن هم فرحوا وإن هم غضبوا –وإن هم عاهدوا وإن هم أوفوا– ووفاءهم للرئيس قد عبروا عنه بما لم يسبق له مثيل في تلك الزيارة كما شهدت بذلك وسائل الإعلام المختلفة وكما اتضح وانعكس ذلك من الإنشراح النفسي الذي كان بادياً عليه وعلى نفوس كافة مستقبيله. وما أجمل أن ينتصر الرئيس لرعيته ويزيل عنهم ما لحق بهم من ظلم وضراء مستهم ويحق الحق ويبسط العدل. وما أجمل أن يوفي القوم لرئيسهم ويردون عنه كيد الأعداء ويكونون له فداء.
بعض من القادة المحليين بالمنطقة قالوا لي: تكفينا زيارة الرئيس وإطلاعه على حقيقة أمرنا حتى وإن لم ننل من ورائها أي حقوق، ويكفيه أن يعلم أي ظلم وعدوان حاق بنا. وأي فشل ذريع حاق بالذين قصر فهمهم عن حقيقة أمرنا كمناصير وحاولوا غمط لحقوقنا عنوة واقتداراً حيناً وحيلة ومكراً أحياناً كثيرة.. جاهلين لتاريخنا المليء بالبطولات والفداء والذين قتل فيه أجدادنا جنرالين من الإنجليز من جملة خمسة جنرالات قتلوا في السودان. وكيف كان زعمينا النعمان ود قمر أول فدائي شهيد في السودان دفاعاً عن عرض جيرانه. وكيف أنهم في الشدة والبأس كصلابة صخورهم ولا تعرف قناتهم ليناً.. وكيف أنهم يؤثرون على أنفسهم ويضحّون بكل ما يملكون. وها قد أفشل الرئيس كل حساباتهم.. فأين يذهبون؟
محمد عبدالله سيد أحمد
لم يحدث أن ساور المناصير أي شك في يوم من الأيام في تعاطف السيد/ رئيس الجمهورية مع قضيتهم. فموقف السيد/ رئيس الجمهورية وتعاطفه مع رغبة غالبية المناصير في إعادة توطينهم حول بحيرتهم كان واضحاً وجلياً منذ توقيعه على قانون إعادة توطين المتأثرين بسد مروي عام 2002م وهو قانون نص بكل وضوح على حقهم كمتأثرين مناصير في إعادة توطينهم في مواقع حول البحيرة بجانب مشروع المكابراب الذي ترغب فيه قلة منهم. ولكن إدارة السد –جزاها الله– إلتفت حول خيار إعادة التوطين في مواقع حول البحيرة وادعت استحالة تحقيقه وجعلت أقرب موقع بديل له في صحراء العتمور شمال مدينة أبوحمد حول محطة السكة الحديد نمرة عشرة، خارج نطاق البحيرة وخارج منطقة المناصير نفسها. ومن أجل التضليل لم تستح أن تطلق على هذا الموقع الصحراوي البديل اسم الخيار المحلي تارة أو الكحيلة شرق تارة أخرى بإدعاء أن قرية الكحيلة شرق بمنطقة المناصير هي أقرب قرية إليه وما هي بذلك. ورئيس الجمهورية لم يتوان من الانحياز لجانب الخيار المحلي حول البحيرة عندما احتدم الخلاف حول الخيار المحلي بين المناصير وإدارة السد حيث قام بسحب ملف المناصير من إدارة السد وحوله الى والي ولاية نهر النيل واتبع ذلك بإصداره لقراره الجمهوري رقم (70) لسنة 2006 م الذي أوكل فيه لوالي ولاية نهر النيل تخصيص الأراضي حول البحيرة للمناصير، وتم على إثر هذا القرار الجمهوري توقيع أول اتفاق بين المناصير والحكومة ممثلة في والي ولاية نهر النيل في 1/6/2006م بقاعة الشارقة بالخرطوم. وقد جاء ذلك الاتفاق ملبياً لجميع مطالب المناصير بوجه عام. وكان من المؤمل إذا ما تم السير في تنفيذ بنود ذلك الاتفاق أن تنتهي القضية تلقائياً وفي أقرب وقت وبسلام وبأقل التكاليف والخسائر. ولا نريد هنا أن نقلب المواجع بسرد جميع ما قامت به وحدة تنفيذ السدود من عراقيل لافشال تنفيذ ذلك الاتفاق والاتفاق الثاني الذي تلاه وانتهاءً بما حدث من كارثة اغراق متعمَّد للمناصير من أصحاب الخيار المحلي، وما صار إليه حالهم اليوم من وضع مأساوي. ولكننا سنتجاوز كل تلك الوقائع المريرة والتي كانت معارك في غير معترك الى الخاتمة السعيدة التي انتهت اليها بفضل زيارة السيد رئيس الجمهورية لمنطقة المناصير الغريقة نهار الاثنين 26 يناير الماضي وما أعلنه في تلك الزيارة من توضيح وقرارات، منهياً بذلك والى الأبد مشكلة طالت واستطالت وظلت تراوح مكانها لما يقرب من عقد من الزمان. وكان قوله فيها هو الفصل وما هو بالهذل حيث أزال في تلك الزيارة ما علق بقلوب المناصير من غل على الحكومة وشفي صدورهم وأصلح بالهم.
والمناصير كانوا مدركين لحقيقة الذين مكروا مكراً كبارا وروجوا عنهم اتهامات وأباطيل بأنهم ضد التنمية وضد مصلحة السودان وأن هناك جهات معادية تستغلهم وقضيتهم لأجندة سياسية وللإضرار بأمن السد وبأمن الوطن وإلى غير ذلك من ترهات. وكانوا يدركون كذلك أنه لا سبيل لدحض هذه الإفتراءات وحل قضيتهم إلا بزيارة الرئيس لهم في منطقتهم ليتحدث إليهم ويتحدثوا إليه وجهاً لوجه ليدرك ويبصر الحقيقة بنفسه. ولذا فإنهم ظلوا ولزمان طويل يتطلعون إلى هذه الزيارة. فما أن علموا بنبأ زيارته لهم في قلب منطقتهم بالطوينة شرق جزيرة شري من قبل أربعة أيام من اليوم المحدد للزيارة حتى بدأوا وعلى والفور مراسم احتفالاتهم بهذه المناسبة مبكراً وبصورة لم تنقطع معبرين بذلك عن شعور صادق ينبع من أعماقهم بحبهم ووفائهم وامتنانهم له، وكانوا على ثقة من أنه سيلعن الخاتمة السعيدة لقضيتهم إعتماداً على ما لمسوه من جدية والي ولاية نهر النيل في حلِّ قضيتهم وعلى ما جاءهم به من بشرى بهذه الزيارة. والمناصير كما أعلمهم مغالين في التعبير عن عواطفهم وردود فعلهم إن هم فرحوا وإن هم غضبوا –وإن هم عاهدوا وإن هم أوفوا– ووفاءهم للرئيس قد عبروا عنه بما لم يسبق له مثيل في تلك الزيارة كما شهدت بذلك وسائل الإعلام المختلفة وكما اتضح وانعكس ذلك من الإنشراح النفسي الذي كان بادياً عليه وعلى نفوس كافة مستقبيله. وما أجمل أن ينتصر الرئيس لرعيته ويزيل عنهم ما لحق بهم من ظلم وضراء مستهم ويحق الحق ويبسط العدل. وما أجمل أن يوفي القوم لرئيسهم ويردون عنه كيد الأعداء ويكونون له فداء.
بعض من القادة المحليين بالمنطقة قالوا لي: تكفينا زيارة الرئيس وإطلاعه على حقيقة أمرنا حتى وإن لم ننل من ورائها أي حقوق، ويكفيه أن يعلم أي ظلم وعدوان حاق بنا. وأي فشل ذريع حاق بالذين قصر فهمهم عن حقيقة أمرنا كمناصير وحاولوا غمط لحقوقنا عنوة واقتداراً حيناً وحيلة ومكراً أحياناً كثيرة.. جاهلين لتاريخنا المليء بالبطولات والفداء والذين قتل فيه أجدادنا جنرالين من الإنجليز من جملة خمسة جنرالات قتلوا في السودان. وكيف كان زعمينا النعمان ود قمر أول فدائي شهيد في السودان دفاعاً عن عرض جيرانه. وكيف أنهم في الشدة والبأس كصلابة صخورهم ولا تعرف قناتهم ليناً.. وكيف أنهم يؤثرون على أنفسهم ويضحّون بكل ما يملكون. وها قد أفشل الرئيس كل حساباتهم.. فأين يذهبون؟
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
والي نهر النيل.. وعبقرية النجاح في قضية المتأثرين المناصير - صحيفة السوداني
والي نهر النيل.. وعبقرية النجاح في قضية المتأثرين المناصير
محمد عبد الله سيد أحمد
د. أحمد المجذوب والي ولاية نهر النيل لم تكن لي به سابق معرفة قبل تعيينه والياً لولاية نهر النيل ولكنني من خلال الاجتماعات التي جمعتني به كعضو باللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير وصلت إلى قناعة تجعلني أشهد له بأنه واحد من القيادات الإسلامية القليلة الفذة التي تتصف بالذكاء والرشد والحكمة والشجاعة مع التبصر، إضافة إلى ما يتمتع به من كريم خصال. وأشهد أنه استطاع بتلك القدرات أن ينجح بعون الله وتوفيقه في معالجة قضية المناصير. وقد كان من لطف الله وتقديره أن جعله والياً لولاية نهر النيل في تزامن مع بداية الاغراق المتعمد للمناصير، ولولا وجوده وقتها في هذا الموقع لكانت قضية المناصير في تقديري قد دخلت في نفق مظلم وخرجت من السيطرة، ولكان قد حدث فيها من التداعيات ما لا يمكن التكهن بمآلاتها.
ومنذ أن بدأت قضية سد مروي مع المتأثرين، لم يخطر ببال كثيرين أن تكون قضية توطين المناصير حول بحيرتهم كرغبتهم قضية شائكة ومعقدة وتبلغ درجة من التصعيد والتأزم ويستعصي حلها على الجميع. والحديث عن قضية المناصير لا يشمل تلك القلة من أسر المناصير التي تم تهجيرها إلى كل من مشروعي المكابراب شرق الدامر والفداء في صحراء العتمور شمال أبوحمد كرغبتها ورغبة وحدة تنفيذ السدود ولم تعد لهم مشكلة. وإنما تقتصر القضية على غالبية المتأثرين المناصير الذين يربو عددهم على السبع عشرة أسرة ويمثلون أكثر من (86%) من جملة المتأثرين المناصير ويرغبون في إعادة توطينهم حول بحيرتهم، ولكن وحدة تنفيذ السدود لا ترغب لهم في ذلك لأنها تريد جميع أراضيهم حول البحيرة خالية منهم لأغراض لم تفصح عنها. ومن أجل ذلك فإنها سعت لإجلائهم من أراضيهم بشتى والوسائل والسبل ومارست كل الحيل والخدع من عقد اتفاقيات غير ملزمة بالتنفيذ ومحاولة زرع الفتنة وروح الانقسام بين المتأثرين المناصير واستخدام سياسة الترغيب والترهيب وبالضلوع في عمليات التزوير العديدة التي تتم في صرف تعويضات أصحاب الخيار المحلي كما يتهمها بذلك كثيرون، وأخيراً الاغراق الكارثي والمتعمد للمناصير والذي بلغت فيه الأزمة ذروتها حين فقد المتأثرون المناصير جميع ممتلكاتهم وتلفتوا ولم يجدوا أثراً للحكومة التي اتفقت معهم ووعدتهم ببناء مساكن لهم حول البحيرة. فلا هي أوفت لهم بما التزمت به ولا هي عوَّضتهم عن ممتلكاتهم وزروعهم التي اغرقتها وكانت على وشك الحصاد، بل إنها ضربت تعتيماً اعلامياً وأمنياً على كارثة اغراقهم ومنعت المنظمات الإنسانية والتطوعية من الوصول اليهم حتى لا يصلهم أي عون أو إغاثة عن طريقها ليضطروا للهجرة الى مشروعيها في كل من المكابراب والفداء. ولكنهم بدلاً من ذلك استقروا حول أطراف بحيرتهم ليبدأوا حياة جديدة من العدم فامتلأت نفوسهم حقداً وكراهية للحكومة ولكل ما يرمز لها لدرجة أنهم رفضوا في البداية استلام أي عون أو إغاثة تصلهم من الحكومة واعترضوا موكب الوالي والبروفيسور/ إبراهيم أحمد عمر عندما أراد زيارة معسكر قرية برتي لتفقد أوضاع المتأثرين فيه. وكان من شأن هذا الحدث أن يفاقم من أزمة الثقة ويزيد الطين بلة. ولكن عظمة عبقرية هذا الوالي تجلت في تقديره لظروف أزمتهم وايجاد العذر لهم بسبب ما يجيش في نفوسهم من انفعالات وتوتر نتيجة لإحساسهم بالظلم. فقابل اعتراضهم بالرضا والتسامح والإبتسام بل وحاسب نفسه كمسؤول على التقصير في حقهم في الوقت الذي كانت فيه جهات أخرى ترغب في استغلال هذا الحدث لإستعداء الدولة على المناصير باعتبار أنهم قد انفلتوا وخرجوا عن سلطان الدولة وأنه ينبغي على الدولة تجريد حملة تأديبية لهم ليتم من خلالها إخراجهم قسراً من أراضيهم. ولقد استطاع الوالي بجهد جبار كسر طوق الحصار الذي ضرب حولهم واستقطب الدعم والعون والإغاثة لهم وهم في أحلك ظروف محنتهم ومعاناتهم، وسخر كافة أجهزة حكومته لإعادة استمرار كافة الخدمات لهم. كما استطاع بالتعاون والتنسيق مع اللجنة التنفيذية من إنشاء وقيام مشاريع زراعية عديدة في مواقع جديدة حول أطراف البحيرة أصبحت حقيقة واقعة وتبشر بنجاح كبير. وتعاون كذلك مع اللجنة في كل ما من شأنه أن يدعم الاستقرار في الخيار المحلي ويمضي في تنفيذ الاتفاق قدماً. ولم تكن مهمته هذه بالسهلة لأنه كان ولا يزال يواجه في ذلك العراقيل وتنفجر من حوله الألغام والنيران (الصديقة) من داخل حكومته وخارجها. إلا أنه استطاع التغلب على جميع ذلك بحكمته وصبره. كما استطاع بفضل حصافته أن يصل إلى مكمن العلة ويبطل مفعول المعلومات المضللة التي كانت تصل إلى مؤسسة الرئاسة وتصور لها أن إعادة توطين المتأثرين المناصير حول البحيرة أمر مستحيل ولا تقره الدراسات. وأن الراغبين فيه هم قلة مارقة تم تحريضها على عدم الهجرة من قبل اللجنة التنفيذية التي جل أعضائها مستقرين بالعاصمة ولا يعانون ما يعانيه أهلهم بالمنطقة. وأنها لجنة مسيَّسة حتى النخاع وتتاجر بقضية أهلها مع المعارضة وأعداء الوطن، وما إلى ذلك من أكاذيب وأباطيل. وهذا التصحيح للمعلومات المضللة كان هو السبب المباشر والأكبر في نجاح الوالي في كسر الجمود الذي لازم هذه القضية وجعلها عصية على الحل. وهو أمر جعله ينطلق في ثقة ويسعى قدماً في خطى وئيدة وواثقة نحو تنفيذ الاتفاق وهذا ما أكسبه ثقة اللجنة التنفيذية وثقة كافة المتأثرين المناصير وجعلهم يدينون له بالولاء. وقد تأكدت تلك الثقة بيانا بالعمل وبالصورة والصوت في زيارته لمنطقة المناصير نهار الأحد الموافق 11 يناير الماضي. فإذا بالذين كانوا قد اعترضوا موكبه من زيارة معسكرهم بالأمس يكونون من أوائل المستقبلين له ويعانقونه بالأحضان تعبيراً عن الوفاء والعرفان بما قام به من أجلهم. ولم يلتفت أحد لقافلة الإغاثة المكوّنة من خمس وثلاثين شاحنة والتي وصلت برفقته وهي تحمل مختلف مواد الإغاثة والعون، فالتعبير عن وفائهم له ولكافة مرافقيه ومساعديه كان هو الشاغل الأكبر لمستقبليه من رجال ونساء وأطفال. وقد بلغت الثقة منتهاها والوفاء ذروته عندما أعلن الوالي لحشد مستقبليه عزم رئيس الجمهورية القيام بزيارة خاصة لهم في منطقتهم في القريب فتعالت هتافاتهم فرحاً بهذه البشرى وهم يرددون التكبير والتهليل. فزيارة الرئيس لهم فوق ما تحمله من تشريف ومعانٍ سامية فهي تعني حلاً ونهاية سعيدة لقضيتهم. وحق لهم أن يبلغوا بهتافاتهم المؤيدة للرئيس عنان السماء وأن يعلنوا وقوفهم في الصفوف الأمامية دفاعاً عنه. كانت حرارة اللقاء وصدق الشعور مشهداً رائعاً بحق اهتز له وجداني وخنقتني أكثر من عبرة.
بعض من شيوخ المنطقة وشبابها علقوا لي على خطاب الوالي بأنهم فهموا منه ما يفيد أنه يطالبهم مقابل ما قدمه ويقدمه لهم من عون وجهد في معالجة قضيتهم أن يكونوا مؤتمراً وطنياً. أي (هذه بتلك) قالوا لي إن كان يعني ذلك بالفعل، فإنه يكون قد أساء الينا وأساء فهمنا والظن بنا من حيث لا يدري أو يحتسب. وكما ذكروا لي فهم مؤتمر وطني بالفعل. ومزاجهم بالفطرة مؤتمر وطني. ولا يمكنهم التحول عنه إلى غيره حتى وإن حدثتهم أنفسهم بذلك. ولكنهم كما وصفوا أنفسهم (مؤتمر وطني زعلانين). أو مؤتمر وطني مع وقف التنفيذ الى حين أن تنصفهم الحكومة. فإن هي أنصفتهم انصلح بالهم عادوا لوضعهم الطبيعي مؤتمرا وطنيا فاعلين دون أن يكونوا في حاجة لاستقطاب أو تجديد بيعة.. وأنها أي الحكومة إن نكست عهدها معهم عادوا الى زعلهم وخصامهم لها. وقد يقاطعون التصويت لصالحها وإن صوتت قلة منهم لغير المؤتمرالوطني فلا يعني ذلك تحولهم لهذا الغير أو حبا فيه وإنما يعني نكاية في المؤتمر الوطني الذي ظلمهم. قالوا لي: نرجوك أكتب هذا الكلام في مقالك نيابة عنا.
ورغم ما حققته تلك الزيارة من نجاح كبير تبين فيه عودة ثقة المتأثرين المناصير في الحكومة ومؤتمرها الوطني لما لمسوه من انفراج حقيقي لحل قضيتهم وبما يعتبر كسباً للحكومة في توحيد صفها وإزالتها لبؤرة توتر كانت ستظل ثغرة لأعدائها، إلا أن الشواهد ما زالت تبين أن من تسببوا في هذه المشكلة لم يكونوا راضين بهذا النجاح الذي تحقق وما زالوا يبغونها عوجاً، فظلوا في طغيانهم يعمهون ويكابرون. فبعد أن فشلوا في منع زيارة الوالي أو إفشالها، صاروا ينكرون ضوء الشمس بمحاولتهم حجب الإعلام الرسمي من تغطيتها للتشكيك في نجاحها ولم يتوقف مكرهم وكيدهم فأذاعوا في سذاجة في أوساط المناصير أن الوالي لا يملك المال ولا الحل لقضيتهم وأن الحل لا يوجد إلا لدى وحدة تنفيذ السدود، ناسين أو غافلين أن الوالي بعد أن قدم كل ما يليه من عون ودعم قد مهّد لزيارة السيد رئيس الجمهورية للمنطقة وأن رئيس الجمهورية في النهاية هو صاحب الحل والعقد في القضية وأنه عند زيارته للمنطقة سوف يعلن الخاتمة السعيدة لفصول تلك التراجيديا المأساوية التي هي من صنعهم وعندئذ سيموتون غيظاً وكمداً ولا بواكي لهم. فوحدة السدود لو كانت تسمع أو تعقل ما وصلت إلى هذا الدرك السحيق من الفشل والعجز. والقضية عموماً تعتبر شبه محلولة وسيتجاوزها الزمن وقد سبق للمتأثرين المناصير أن أعلنوا عفوهم على من ظلمهم وطووا صفحة الماضي بمراراتها، وقيل بعداً للقوم الظالمين.
محمد عبد الله سيد أحمد
د. أحمد المجذوب والي ولاية نهر النيل لم تكن لي به سابق معرفة قبل تعيينه والياً لولاية نهر النيل ولكنني من خلال الاجتماعات التي جمعتني به كعضو باللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير وصلت إلى قناعة تجعلني أشهد له بأنه واحد من القيادات الإسلامية القليلة الفذة التي تتصف بالذكاء والرشد والحكمة والشجاعة مع التبصر، إضافة إلى ما يتمتع به من كريم خصال. وأشهد أنه استطاع بتلك القدرات أن ينجح بعون الله وتوفيقه في معالجة قضية المناصير. وقد كان من لطف الله وتقديره أن جعله والياً لولاية نهر النيل في تزامن مع بداية الاغراق المتعمد للمناصير، ولولا وجوده وقتها في هذا الموقع لكانت قضية المناصير في تقديري قد دخلت في نفق مظلم وخرجت من السيطرة، ولكان قد حدث فيها من التداعيات ما لا يمكن التكهن بمآلاتها.
ومنذ أن بدأت قضية سد مروي مع المتأثرين، لم يخطر ببال كثيرين أن تكون قضية توطين المناصير حول بحيرتهم كرغبتهم قضية شائكة ومعقدة وتبلغ درجة من التصعيد والتأزم ويستعصي حلها على الجميع. والحديث عن قضية المناصير لا يشمل تلك القلة من أسر المناصير التي تم تهجيرها إلى كل من مشروعي المكابراب شرق الدامر والفداء في صحراء العتمور شمال أبوحمد كرغبتها ورغبة وحدة تنفيذ السدود ولم تعد لهم مشكلة. وإنما تقتصر القضية على غالبية المتأثرين المناصير الذين يربو عددهم على السبع عشرة أسرة ويمثلون أكثر من (86%) من جملة المتأثرين المناصير ويرغبون في إعادة توطينهم حول بحيرتهم، ولكن وحدة تنفيذ السدود لا ترغب لهم في ذلك لأنها تريد جميع أراضيهم حول البحيرة خالية منهم لأغراض لم تفصح عنها. ومن أجل ذلك فإنها سعت لإجلائهم من أراضيهم بشتى والوسائل والسبل ومارست كل الحيل والخدع من عقد اتفاقيات غير ملزمة بالتنفيذ ومحاولة زرع الفتنة وروح الانقسام بين المتأثرين المناصير واستخدام سياسة الترغيب والترهيب وبالضلوع في عمليات التزوير العديدة التي تتم في صرف تعويضات أصحاب الخيار المحلي كما يتهمها بذلك كثيرون، وأخيراً الاغراق الكارثي والمتعمد للمناصير والذي بلغت فيه الأزمة ذروتها حين فقد المتأثرون المناصير جميع ممتلكاتهم وتلفتوا ولم يجدوا أثراً للحكومة التي اتفقت معهم ووعدتهم ببناء مساكن لهم حول البحيرة. فلا هي أوفت لهم بما التزمت به ولا هي عوَّضتهم عن ممتلكاتهم وزروعهم التي اغرقتها وكانت على وشك الحصاد، بل إنها ضربت تعتيماً اعلامياً وأمنياً على كارثة اغراقهم ومنعت المنظمات الإنسانية والتطوعية من الوصول اليهم حتى لا يصلهم أي عون أو إغاثة عن طريقها ليضطروا للهجرة الى مشروعيها في كل من المكابراب والفداء. ولكنهم بدلاً من ذلك استقروا حول أطراف بحيرتهم ليبدأوا حياة جديدة من العدم فامتلأت نفوسهم حقداً وكراهية للحكومة ولكل ما يرمز لها لدرجة أنهم رفضوا في البداية استلام أي عون أو إغاثة تصلهم من الحكومة واعترضوا موكب الوالي والبروفيسور/ إبراهيم أحمد عمر عندما أراد زيارة معسكر قرية برتي لتفقد أوضاع المتأثرين فيه. وكان من شأن هذا الحدث أن يفاقم من أزمة الثقة ويزيد الطين بلة. ولكن عظمة عبقرية هذا الوالي تجلت في تقديره لظروف أزمتهم وايجاد العذر لهم بسبب ما يجيش في نفوسهم من انفعالات وتوتر نتيجة لإحساسهم بالظلم. فقابل اعتراضهم بالرضا والتسامح والإبتسام بل وحاسب نفسه كمسؤول على التقصير في حقهم في الوقت الذي كانت فيه جهات أخرى ترغب في استغلال هذا الحدث لإستعداء الدولة على المناصير باعتبار أنهم قد انفلتوا وخرجوا عن سلطان الدولة وأنه ينبغي على الدولة تجريد حملة تأديبية لهم ليتم من خلالها إخراجهم قسراً من أراضيهم. ولقد استطاع الوالي بجهد جبار كسر طوق الحصار الذي ضرب حولهم واستقطب الدعم والعون والإغاثة لهم وهم في أحلك ظروف محنتهم ومعاناتهم، وسخر كافة أجهزة حكومته لإعادة استمرار كافة الخدمات لهم. كما استطاع بالتعاون والتنسيق مع اللجنة التنفيذية من إنشاء وقيام مشاريع زراعية عديدة في مواقع جديدة حول أطراف البحيرة أصبحت حقيقة واقعة وتبشر بنجاح كبير. وتعاون كذلك مع اللجنة في كل ما من شأنه أن يدعم الاستقرار في الخيار المحلي ويمضي في تنفيذ الاتفاق قدماً. ولم تكن مهمته هذه بالسهلة لأنه كان ولا يزال يواجه في ذلك العراقيل وتنفجر من حوله الألغام والنيران (الصديقة) من داخل حكومته وخارجها. إلا أنه استطاع التغلب على جميع ذلك بحكمته وصبره. كما استطاع بفضل حصافته أن يصل إلى مكمن العلة ويبطل مفعول المعلومات المضللة التي كانت تصل إلى مؤسسة الرئاسة وتصور لها أن إعادة توطين المتأثرين المناصير حول البحيرة أمر مستحيل ولا تقره الدراسات. وأن الراغبين فيه هم قلة مارقة تم تحريضها على عدم الهجرة من قبل اللجنة التنفيذية التي جل أعضائها مستقرين بالعاصمة ولا يعانون ما يعانيه أهلهم بالمنطقة. وأنها لجنة مسيَّسة حتى النخاع وتتاجر بقضية أهلها مع المعارضة وأعداء الوطن، وما إلى ذلك من أكاذيب وأباطيل. وهذا التصحيح للمعلومات المضللة كان هو السبب المباشر والأكبر في نجاح الوالي في كسر الجمود الذي لازم هذه القضية وجعلها عصية على الحل. وهو أمر جعله ينطلق في ثقة ويسعى قدماً في خطى وئيدة وواثقة نحو تنفيذ الاتفاق وهذا ما أكسبه ثقة اللجنة التنفيذية وثقة كافة المتأثرين المناصير وجعلهم يدينون له بالولاء. وقد تأكدت تلك الثقة بيانا بالعمل وبالصورة والصوت في زيارته لمنطقة المناصير نهار الأحد الموافق 11 يناير الماضي. فإذا بالذين كانوا قد اعترضوا موكبه من زيارة معسكرهم بالأمس يكونون من أوائل المستقبلين له ويعانقونه بالأحضان تعبيراً عن الوفاء والعرفان بما قام به من أجلهم. ولم يلتفت أحد لقافلة الإغاثة المكوّنة من خمس وثلاثين شاحنة والتي وصلت برفقته وهي تحمل مختلف مواد الإغاثة والعون، فالتعبير عن وفائهم له ولكافة مرافقيه ومساعديه كان هو الشاغل الأكبر لمستقبليه من رجال ونساء وأطفال. وقد بلغت الثقة منتهاها والوفاء ذروته عندما أعلن الوالي لحشد مستقبليه عزم رئيس الجمهورية القيام بزيارة خاصة لهم في منطقتهم في القريب فتعالت هتافاتهم فرحاً بهذه البشرى وهم يرددون التكبير والتهليل. فزيارة الرئيس لهم فوق ما تحمله من تشريف ومعانٍ سامية فهي تعني حلاً ونهاية سعيدة لقضيتهم. وحق لهم أن يبلغوا بهتافاتهم المؤيدة للرئيس عنان السماء وأن يعلنوا وقوفهم في الصفوف الأمامية دفاعاً عنه. كانت حرارة اللقاء وصدق الشعور مشهداً رائعاً بحق اهتز له وجداني وخنقتني أكثر من عبرة.
بعض من شيوخ المنطقة وشبابها علقوا لي على خطاب الوالي بأنهم فهموا منه ما يفيد أنه يطالبهم مقابل ما قدمه ويقدمه لهم من عون وجهد في معالجة قضيتهم أن يكونوا مؤتمراً وطنياً. أي (هذه بتلك) قالوا لي إن كان يعني ذلك بالفعل، فإنه يكون قد أساء الينا وأساء فهمنا والظن بنا من حيث لا يدري أو يحتسب. وكما ذكروا لي فهم مؤتمر وطني بالفعل. ومزاجهم بالفطرة مؤتمر وطني. ولا يمكنهم التحول عنه إلى غيره حتى وإن حدثتهم أنفسهم بذلك. ولكنهم كما وصفوا أنفسهم (مؤتمر وطني زعلانين). أو مؤتمر وطني مع وقف التنفيذ الى حين أن تنصفهم الحكومة. فإن هي أنصفتهم انصلح بالهم عادوا لوضعهم الطبيعي مؤتمرا وطنيا فاعلين دون أن يكونوا في حاجة لاستقطاب أو تجديد بيعة.. وأنها أي الحكومة إن نكست عهدها معهم عادوا الى زعلهم وخصامهم لها. وقد يقاطعون التصويت لصالحها وإن صوتت قلة منهم لغير المؤتمرالوطني فلا يعني ذلك تحولهم لهذا الغير أو حبا فيه وإنما يعني نكاية في المؤتمر الوطني الذي ظلمهم. قالوا لي: نرجوك أكتب هذا الكلام في مقالك نيابة عنا.
ورغم ما حققته تلك الزيارة من نجاح كبير تبين فيه عودة ثقة المتأثرين المناصير في الحكومة ومؤتمرها الوطني لما لمسوه من انفراج حقيقي لحل قضيتهم وبما يعتبر كسباً للحكومة في توحيد صفها وإزالتها لبؤرة توتر كانت ستظل ثغرة لأعدائها، إلا أن الشواهد ما زالت تبين أن من تسببوا في هذه المشكلة لم يكونوا راضين بهذا النجاح الذي تحقق وما زالوا يبغونها عوجاً، فظلوا في طغيانهم يعمهون ويكابرون. فبعد أن فشلوا في منع زيارة الوالي أو إفشالها، صاروا ينكرون ضوء الشمس بمحاولتهم حجب الإعلام الرسمي من تغطيتها للتشكيك في نجاحها ولم يتوقف مكرهم وكيدهم فأذاعوا في سذاجة في أوساط المناصير أن الوالي لا يملك المال ولا الحل لقضيتهم وأن الحل لا يوجد إلا لدى وحدة تنفيذ السدود، ناسين أو غافلين أن الوالي بعد أن قدم كل ما يليه من عون ودعم قد مهّد لزيارة السيد رئيس الجمهورية للمنطقة وأن رئيس الجمهورية في النهاية هو صاحب الحل والعقد في القضية وأنه عند زيارته للمنطقة سوف يعلن الخاتمة السعيدة لفصول تلك التراجيديا المأساوية التي هي من صنعهم وعندئذ سيموتون غيظاً وكمداً ولا بواكي لهم. فوحدة السدود لو كانت تسمع أو تعقل ما وصلت إلى هذا الدرك السحيق من الفشل والعجز. والقضية عموماً تعتبر شبه محلولة وسيتجاوزها الزمن وقد سبق للمتأثرين المناصير أن أعلنوا عفوهم على من ظلمهم وطووا صفحة الماضي بمراراتها، وقيل بعداً للقوم الظالمين.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
الحكومة توطن المناصير حول بحيرتهم وتحذرهم من الغرق - صحيفة سوداني
الحكومة توطن المناصير حول بحيرتهم وتحذرهم من الغرق
بقلم: محمد عبد الله سيد أحمد
أوردت صحيفة السوداني في صدر صفحتها الأولى بتاريخ 20/2 الماضي خبراً مفاده أن وحدة تنفيذ السدود تحذر آخر مجموعة من المناصير الباقين في موطنهم حول البحيرة، وهم الذين تقوم الحكومة حالياً وحسب إتفاقها معهم ببناء مساكن لهم في قريتين شرقاً وغرباً حول البحيرة لإعادة توطينهم – حذرتهم من الغرق في موسم الفيضان القادم. وليست هذه (غلوطية) واليكم المزيد:
* لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها وحدة السدود المناصير من الغرق فقد سبق لإدارة السدود أن حذرت المناصير في العام الماضي من الغرق ولم يأبه المناصير لتحذيرها ولم يصبهم أي غرق. ومن ثم فإنهم يعتبرون تحذيرها هذا أكذوبة من شاكلة (هجم النمر).
* هناك حوالي 750 أسرة في منطقة أمري ظلت باقية بأراضيها حول البحيرة رافضة الهجرة الى امري الجديد ومشروعها الزراعي. وهؤلاء قد رأوا ان بقاءهم بموطنهم أفضل لهم من الهجرة الى الموطن الجديد الذي اعدته لهم إدارة السدود، لأنهم شاهدوا المعاناة وبؤس الحال في الذين سبقوهم في الهجرة اليه. وهؤلاء ليس لهم اتفاق مع الحكومة مثل المناصير لكي تعيد الحكومة توطينهم باراضيهم حول البحيرة ولم يستلموا تعويضات. فإن كان هناك ثمة غرق في موسم الفيضان القادم فإن هذه الأسر ستكون اول المتأثرين بالغرق قبل المناصير لقربها من السد. ولذا كان من الأجدر لإدارة السدود ان توجه لهم تحذيرها من الغرق قبل المناصير. وهناك ثمة سؤال مهم هو: إن كان هناك غرق سيحدث للمتأثرين الباقين خلف السد في موسم الفيضان القادم فهل سينجم هذا الغرق نتيجة لقفل بوابات الخزان ام من الفيضان العادي؟ فالفيضان العادي لم يسبق له ان شكل خطورة غرق. أما إذا كان الغرق سيحدث بسبب قفل بوابات السد فلماذا تغلق دون ان تكون هناك حاجة لإنتاج كهرباء؟
*إن الشيء المسكوت عنه في قضية المناصير والذي لا تود الحكومة ولا ادارة السدود إثارته والإفصاح عنه هو أن الحكومة وإدارة السدود يتعاملان في قضية المناصير بأجندة مختلفة ومتعارضة وبينهما حرب خفية. وهي سياسة إدت الى الفتنة بين المناصير. فالحكومة ممثلة في قمة مؤتمرها الوطني بالبروفيسور ابراهيم احمد عمر، ووزير المالية السابق الزبير احمد حسن، ووالي ولاية نهر النيل السابق د. غلام الدين عقدوا اتفاقاً للمرة الثانية مع المناصير تعهدت لهم فيه الحكومة ببناء مساكنهم وتوفير كافة الخدمات لهم بأراضيهم حول البحيرة وشرعت بالفعل في تنفيذ البناء والمؤسسات الخدمية للراغبين في الخيار المحلي ونسبتهم تربو على السبعين في المائة من جملة المتأثرين المناصير حسب نتيجة الإستبيان الذي اجرته الحكومة بجهاز إحصائها المركزي. ولكن كل ذلك لم يعجب إدارة السدود. فلم تعترف حتى الآن بالاتفاق الذي وقعته الحكومة معهم ولا بما أنجزته الحكومة من مبانٍ وصارت أمراً واقعاً على الأرض. ورغم أن الاتفاق أبعد إدارة السدود عن كل شأن متعلق بالمناصير المتأثرين من تعويضات وأعادة توطين، إلا أن إدارة السدود حاولت أن تباشر أمر تعويضاتهم وإعادة توطينهم في المكابرات في خرق واضح للاتفاق. ولم يستطع أي مسئول حكومي ان يوقف خروقاتها للاتفاق، بل وجدت كل عون وتسهيلات من البعض. ومن هؤلاء والي ولاية نهر النيل السابق – وهو أحد اعمدة الإتفاق – حيث سمح لها بفتح مكتبين بولايته في كل من الدامر وابوحمد لتدير منهما اغرب عملية تعويضات وأعادة توطين للمناصير (بالريموت كنترول) فكان من نتائج اعمالها وخروقاتها للاتفاق انها لم تستطع الدخول لمنطقة المناصير لإجراء حصر جديد للممتلكات من أجل التعويض فأعتمدت على كشف قالت أنها اعدته عام 1999م ملئ بالأخطاء والمفارقات. وطلبت من المناصير ان يصرفوا تعويضاتهم بموجبه واستلام مبالغ ترحيلهم ليرحلوا انفسهم للمكابراب وان يستأنفوا ان لم يجدوا إسماءهم في الكشف بعد حلف القسم هم والشهود.
وأوكلت مهمة نظر الاستئنافات لوكلاء نيابة من وزارة العدل. ولقد التزم غالبية المناصير مع لجنتهم التنفيذية بالاتفاق الذي وقعته الحكومة معهم فقاطعت غالبيتهم ما قامت به إدارة السدود من اجراءات عدا قلة صرفت ما وجدته في الكشف من تعويضات وكان لزاماً عليها ان تهاجر للمكابراب بعد صرفها للتعويضات. اما الاستئناف فقد تقدم له ما يربو على الخمسة آلاف فيهم قلة من المناصير البدو ولكن غالبيتهم من أسر مناصير هاجرت من المنطقة ويعملون كمزارعين أجراء في اراضٍ غير خاصة في ولاية نهر النيل من إبي حمد وحتى شلال السبلوكة ونهر عطبرة. وهؤلاء في اعتقادي هم أول المتأثرين، ولو أن هناك إنصافاً ولو أن السد جاء حقيقة لإنهاء الفقر بالسودان وانه يهدف حقيقة لتنمية الانسان لاستحق هؤلاء ان يكونوا أول من يعاد توطينهم في تلك المشروعات. ولكنهم للأسف في حسابات إدارة السدود ليسوا في عداد المتأثرين. ولقد نظر وكلاء النيابات في استئنافاتهم بكل مهنية فأبعدوهم. وكان حصاد إدارة السدود في نهاية الأمر ونتيجة لخرقها للإتفاق ان بقة غالبية قرى مشروع المكابراب خالية.. بينما ينتظر غالبية المناصير من أصحاب الخيار المحلي حول البحيرة تنفيذ الحكومة لاتفاقها معهم.
* ويسخر المناصير من تحذيرات ادارة السدود لهم من الغرق لأنها لا تشكل اي تهديد او خوف لهم، فلديهم من المعلومات والدلائل ما يؤكد لهم بأنه ليس هناك ثمة غرق يتهددهم في موسم الفيضان القادم فطبيعة انحدار المنطقة وعمق مجرى نهر النيل بها جعلها طوال تاريخها لا تتأثر بأي خطر لفيضان مهما ارتفع منسوبه. ثم حتى على افتراض انه قد حدث غرق جزئي او كلي لمنطقتهم قبل ان تكمل الحكومة مساكنهم فان الغرق لا يشكل تهديداً لهم. فجميعهم رجالاً ونساء واطفالاً وحتى حيواناتهم سباحون مهرة. ومعظم منازلهم مبنية على قمم مرتفعات جبيلة. وحتى ان غرقت منازلهم فان بمقدورهم ان يأووا الى جبال تصعمهم من الماء وهم كذلك اشتهروا بانهم بناؤون مهرة وبمقدروهم ان يعيدوا بناء منازلهم بالنفير. ولذا فأنهم يفسرون تحذيرات أدارة السدود لهم من الغرق بانها محاولة منها علها تجلب لها مهاجرين لمشروع المكابراب ذي المساكن الخاوية.
* ان المناصير قد عقدوا عزمهم على البقاء باراضيهم حول البحيرة تحت كل ظروف ويرون ان ادارة السدود بما لها من قوة ونفوذ هي التي باتت تشكل تهديداً مستمراً لاستقرارهم باصرارها على تنفيذ مخططها الرامي لاجلائهم من اراضيهم حول البحير بذرائع وحيل مختلفة فرغم تأكيدات الدكتور عوض الجاز وزير المالية الاتحادي الجديد الا انهم يخشون بالا يتم الالتزام بتمويل الخيار المحلي لغياب المؤسسية، اذا ان هناك مؤسسية لما سمحت الدولة لإدارة السدود بتلك التجاوزات وخرقها للاتفاق وكانها فوق الحكومة والقانون.
بقلم: محمد عبد الله سيد أحمد
أوردت صحيفة السوداني في صدر صفحتها الأولى بتاريخ 20/2 الماضي خبراً مفاده أن وحدة تنفيذ السدود تحذر آخر مجموعة من المناصير الباقين في موطنهم حول البحيرة، وهم الذين تقوم الحكومة حالياً وحسب إتفاقها معهم ببناء مساكن لهم في قريتين شرقاً وغرباً حول البحيرة لإعادة توطينهم – حذرتهم من الغرق في موسم الفيضان القادم. وليست هذه (غلوطية) واليكم المزيد:
* لم تكن هذه هي المرة الأولى التي تحذر فيها وحدة السدود المناصير من الغرق فقد سبق لإدارة السدود أن حذرت المناصير في العام الماضي من الغرق ولم يأبه المناصير لتحذيرها ولم يصبهم أي غرق. ومن ثم فإنهم يعتبرون تحذيرها هذا أكذوبة من شاكلة (هجم النمر).
* هناك حوالي 750 أسرة في منطقة أمري ظلت باقية بأراضيها حول البحيرة رافضة الهجرة الى امري الجديد ومشروعها الزراعي. وهؤلاء قد رأوا ان بقاءهم بموطنهم أفضل لهم من الهجرة الى الموطن الجديد الذي اعدته لهم إدارة السدود، لأنهم شاهدوا المعاناة وبؤس الحال في الذين سبقوهم في الهجرة اليه. وهؤلاء ليس لهم اتفاق مع الحكومة مثل المناصير لكي تعيد الحكومة توطينهم باراضيهم حول البحيرة ولم يستلموا تعويضات. فإن كان هناك ثمة غرق في موسم الفيضان القادم فإن هذه الأسر ستكون اول المتأثرين بالغرق قبل المناصير لقربها من السد. ولذا كان من الأجدر لإدارة السدود ان توجه لهم تحذيرها من الغرق قبل المناصير. وهناك ثمة سؤال مهم هو: إن كان هناك غرق سيحدث للمتأثرين الباقين خلف السد في موسم الفيضان القادم فهل سينجم هذا الغرق نتيجة لقفل بوابات الخزان ام من الفيضان العادي؟ فالفيضان العادي لم يسبق له ان شكل خطورة غرق. أما إذا كان الغرق سيحدث بسبب قفل بوابات السد فلماذا تغلق دون ان تكون هناك حاجة لإنتاج كهرباء؟
*إن الشيء المسكوت عنه في قضية المناصير والذي لا تود الحكومة ولا ادارة السدود إثارته والإفصاح عنه هو أن الحكومة وإدارة السدود يتعاملان في قضية المناصير بأجندة مختلفة ومتعارضة وبينهما حرب خفية. وهي سياسة إدت الى الفتنة بين المناصير. فالحكومة ممثلة في قمة مؤتمرها الوطني بالبروفيسور ابراهيم احمد عمر، ووزير المالية السابق الزبير احمد حسن، ووالي ولاية نهر النيل السابق د. غلام الدين عقدوا اتفاقاً للمرة الثانية مع المناصير تعهدت لهم فيه الحكومة ببناء مساكنهم وتوفير كافة الخدمات لهم بأراضيهم حول البحيرة وشرعت بالفعل في تنفيذ البناء والمؤسسات الخدمية للراغبين في الخيار المحلي ونسبتهم تربو على السبعين في المائة من جملة المتأثرين المناصير حسب نتيجة الإستبيان الذي اجرته الحكومة بجهاز إحصائها المركزي. ولكن كل ذلك لم يعجب إدارة السدود. فلم تعترف حتى الآن بالاتفاق الذي وقعته الحكومة معهم ولا بما أنجزته الحكومة من مبانٍ وصارت أمراً واقعاً على الأرض. ورغم أن الاتفاق أبعد إدارة السدود عن كل شأن متعلق بالمناصير المتأثرين من تعويضات وأعادة توطين، إلا أن إدارة السدود حاولت أن تباشر أمر تعويضاتهم وإعادة توطينهم في المكابرات في خرق واضح للاتفاق. ولم يستطع أي مسئول حكومي ان يوقف خروقاتها للاتفاق، بل وجدت كل عون وتسهيلات من البعض. ومن هؤلاء والي ولاية نهر النيل السابق – وهو أحد اعمدة الإتفاق – حيث سمح لها بفتح مكتبين بولايته في كل من الدامر وابوحمد لتدير منهما اغرب عملية تعويضات وأعادة توطين للمناصير (بالريموت كنترول) فكان من نتائج اعمالها وخروقاتها للاتفاق انها لم تستطع الدخول لمنطقة المناصير لإجراء حصر جديد للممتلكات من أجل التعويض فأعتمدت على كشف قالت أنها اعدته عام 1999م ملئ بالأخطاء والمفارقات. وطلبت من المناصير ان يصرفوا تعويضاتهم بموجبه واستلام مبالغ ترحيلهم ليرحلوا انفسهم للمكابراب وان يستأنفوا ان لم يجدوا إسماءهم في الكشف بعد حلف القسم هم والشهود.
وأوكلت مهمة نظر الاستئنافات لوكلاء نيابة من وزارة العدل. ولقد التزم غالبية المناصير مع لجنتهم التنفيذية بالاتفاق الذي وقعته الحكومة معهم فقاطعت غالبيتهم ما قامت به إدارة السدود من اجراءات عدا قلة صرفت ما وجدته في الكشف من تعويضات وكان لزاماً عليها ان تهاجر للمكابراب بعد صرفها للتعويضات. اما الاستئناف فقد تقدم له ما يربو على الخمسة آلاف فيهم قلة من المناصير البدو ولكن غالبيتهم من أسر مناصير هاجرت من المنطقة ويعملون كمزارعين أجراء في اراضٍ غير خاصة في ولاية نهر النيل من إبي حمد وحتى شلال السبلوكة ونهر عطبرة. وهؤلاء في اعتقادي هم أول المتأثرين، ولو أن هناك إنصافاً ولو أن السد جاء حقيقة لإنهاء الفقر بالسودان وانه يهدف حقيقة لتنمية الانسان لاستحق هؤلاء ان يكونوا أول من يعاد توطينهم في تلك المشروعات. ولكنهم للأسف في حسابات إدارة السدود ليسوا في عداد المتأثرين. ولقد نظر وكلاء النيابات في استئنافاتهم بكل مهنية فأبعدوهم. وكان حصاد إدارة السدود في نهاية الأمر ونتيجة لخرقها للإتفاق ان بقة غالبية قرى مشروع المكابراب خالية.. بينما ينتظر غالبية المناصير من أصحاب الخيار المحلي حول البحيرة تنفيذ الحكومة لاتفاقها معهم.
* ويسخر المناصير من تحذيرات ادارة السدود لهم من الغرق لأنها لا تشكل اي تهديد او خوف لهم، فلديهم من المعلومات والدلائل ما يؤكد لهم بأنه ليس هناك ثمة غرق يتهددهم في موسم الفيضان القادم فطبيعة انحدار المنطقة وعمق مجرى نهر النيل بها جعلها طوال تاريخها لا تتأثر بأي خطر لفيضان مهما ارتفع منسوبه. ثم حتى على افتراض انه قد حدث غرق جزئي او كلي لمنطقتهم قبل ان تكمل الحكومة مساكنهم فان الغرق لا يشكل تهديداً لهم. فجميعهم رجالاً ونساء واطفالاً وحتى حيواناتهم سباحون مهرة. ومعظم منازلهم مبنية على قمم مرتفعات جبيلة. وحتى ان غرقت منازلهم فان بمقدورهم ان يأووا الى جبال تصعمهم من الماء وهم كذلك اشتهروا بانهم بناؤون مهرة وبمقدروهم ان يعيدوا بناء منازلهم بالنفير. ولذا فأنهم يفسرون تحذيرات أدارة السدود لهم من الغرق بانها محاولة منها علها تجلب لها مهاجرين لمشروع المكابراب ذي المساكن الخاوية.
* ان المناصير قد عقدوا عزمهم على البقاء باراضيهم حول البحيرة تحت كل ظروف ويرون ان ادارة السدود بما لها من قوة ونفوذ هي التي باتت تشكل تهديداً مستمراً لاستقرارهم باصرارها على تنفيذ مخططها الرامي لاجلائهم من اراضيهم حول البحير بذرائع وحيل مختلفة فرغم تأكيدات الدكتور عوض الجاز وزير المالية الاتحادي الجديد الا انهم يخشون بالا يتم الالتزام بتمويل الخيار المحلي لغياب المؤسسية، اذا ان هناك مؤسسية لما سمحت الدولة لإدارة السدود بتلك التجاوزات وخرقها للاتفاق وكانها فوق الحكومة والقانون.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
إحتفالات سد مروي.. وقضية المناصير صحيفة الشوداني
إحتفالات سد مروي.. وقضية المناصير
بقلم : محمد عبد الله سيد أحمد
رغم التحفظات الكثيرة على ما صاحب أداء وحدة تنفيذ السدود، ورغم أن إنجازاتها التى إحتفلت بها يوم الخميس الماضى 17 ينايرالماضى، إلا أنى لا أملك إلا الإشادة بما أنجزته وإحتفلت بإنجازه ، مع تمنياتى الصادقة أن يكتمل السد العملاق لينعم بخيراته الجميع .
ولقد كان للمناصير صراع ومعارك طويلة مع وحدة تنفيذ السدود حول رغبة غالبيتهم فى إعادة توطينهم حول البحيرة . فإدارة السدود ظلت تعترض الى يومنا هذا على هذا الخيار ولا تعترف به بحجة أن الدراسات التى كلفت بها الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم أفادت بعدم صلاحية هذا الخيار لإعادة توطينهم به بسبب كثرة الإطماء الذى قيل أنه لا يساعد على إيجاد مضرب أو مضارب لمشاريع زراعية للمتأثرين حول البحيرة . وبالرغم من أن الإطماء الذى ذكرته الدراسة يعتبره المناصير فى حد ذاته ثروة زراعية تستحق منهم البقاء بأراضيهم من أجله ، إلا إنهم لم يقتنعوا بتلك الدراسة وتم تكليف بيت خبرة آخر هو شركة يام الهندسية برئاسة العالم الباشمهندس يحيى عبد المجيد وزير الري الأسبق بحكومة مايو لإجراء دراسة أخرى . وجاءت دراسته إيجابية بإمكانية قيام مشاريع زراعية وإعادة توطين حول البحيرة وكانت دراسته مناقضة تماما لدراسة الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم . ورغم أن دراسة العالم يحيى عبد المجيد كانت ممولة من قبل ولاية نهر النيل وتخصها وحدها بإعتبارها الجهة التى انتقل اليها ملف المناصير من إعادة توطين وتعويض ، إلا إن إدارة السدود بما لديها من قوة ونفوذ تمكنت من وأدها دون إخضاعها لمقارنة علمية شفافة مع دراسة الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم . ثم لإحتواء ردود فعل المناصير سارعت الحكومة بمبادرة من المؤتمر الوطنى برئاسة البروفسور إبراهيم أحمد عمر للوصول مع المناصير الى اتفاق جديد تعهد فيه وزير المالية الإتحادى بتمويل بناء ومساكن وخدمات للمناصير الراغبين فى الخيار المحلى حول البحيرة مع عدم الإلتزام بإنشاء مشاريع زراعية حول البحيرة إلا بعد إجراء دراسة أخرى وشريطة أن تأتى نتائجها إيجابية . وعلى أثر هذه الإتفاقية قام الجهاز المركزى للإحصاء بإجراء استبيان لمعرفة خيارات المناصير وتبين له أن أكثر من 70 % من المناصير يرغبون فى الخيار المحلى حول البحيرة . وقد لازم الشك المناصير لوقت طويل بأن الحكومة قد خدعتهم للمرة الثانية وأنها غير جادة فى بناء مساكنهم حول البحيرة الى أن بدأت الحكومة فى ديسمبر الماضى بداية فعلية وجادة فى بناء قريتين . فزالت آخر وساوس وشكوك المناصير وهدأت ثائرتهم وأطمأنوا بأن خيارهم المحلى أصبح حقيقة ماثلة . وكان من المتوقع أن تمتثل إدارة السدود لهذا الأمر الذى أصبح واقعا حتى وإن كان مخالفا لرؤيتها . ولكنى دهشت عندما استمعت الى دكتور الكارورى يتحدث فى التلفزيون ضمن برنامج احتفالات سد مروى نافيا وجود أي خيار محلى للمناصير وعدم إعترافهم كإدارة سدود به ، دون أن يشير الى الإنشاءات السكنية التى يجرى العمل فيها للتوطين حول البحيرة ، وكأنه لا علم له بها أو كأنه على خلاف وشقاق مع حكومتة التى تقوم بهذا العمل وكأن إدارتة ليست جزءا من هذه الحكومة – تصوروا -- !! وكان من الممكن إيجاد مبرر لحديثه هذا بأنه ناتج عن قناعة مفرطة بصحة دراستهم ، لولا أنى شاهدت فى نفس الوقت فى الشريط الإخبارى فى التلفزيون الذى يمر من تحت الصورة معلومات عما تحويه بحيرة السد من ثروة سمكية ضخمة وجروف زراعية كل عام تبلغ مساحتها 62 ألف فدان وعن مناخ البحر الأبيض المتوسط فى الشتاء الذى سيكون فى منطقة البحيرة ويصلح لزراعة عدة محاصيل نقدية شتوية وعن النقل النهرى وتحدث السيد تاج السر مصطفى عن قيام منتجعات سياحية وغبر ذلك الكثير والمناصير بفطرتهم يعلمون أن منطقتهم بإنحدارها الشديد وعمق مجرى النيل بها بما جعلها لا تتأثر بأي فيضان مهما ارتفع بينما تغرق مناطق الرباطاب من قبلها والشايقية من بعدها يعلمون أنها ستكون أفضل حالا عندما تصلها مياه البحيرة وكثير من مناطقهم لن تغرق إلا جزئيا . ويبقى السؤال لإدارة السدود هو: لماذا إذن تريد إبعاد المناصير من الخيرات التى ستكون بأراضيهم حول البحيرة ولا تريدهم أن ينعموا بها وهم أحق بها ؟ ولمن يا ترى كانت تدخر كل تلك النعم والثروات؟.
وهاهم غالبية المناصير قد بقوا بأراضيهم حول البحيرة رغما عن دراسة إدارة السدود
المناصير الذين يعملون خارج منطقتهم فى أراضى الغير ويبلغ تعدادهم أكثر من ستة آلاف أسرة . هم أحق بتلك المشروعات من القاطنين حول البحيرة والمستفيدين من خيراتها.
بقلم : محمد عبد الله سيد أحمد
رغم التحفظات الكثيرة على ما صاحب أداء وحدة تنفيذ السدود، ورغم أن إنجازاتها التى إحتفلت بها يوم الخميس الماضى 17 ينايرالماضى، إلا أنى لا أملك إلا الإشادة بما أنجزته وإحتفلت بإنجازه ، مع تمنياتى الصادقة أن يكتمل السد العملاق لينعم بخيراته الجميع .
ولقد كان للمناصير صراع ومعارك طويلة مع وحدة تنفيذ السدود حول رغبة غالبيتهم فى إعادة توطينهم حول البحيرة . فإدارة السدود ظلت تعترض الى يومنا هذا على هذا الخيار ولا تعترف به بحجة أن الدراسات التى كلفت بها الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم أفادت بعدم صلاحية هذا الخيار لإعادة توطينهم به بسبب كثرة الإطماء الذى قيل أنه لا يساعد على إيجاد مضرب أو مضارب لمشاريع زراعية للمتأثرين حول البحيرة . وبالرغم من أن الإطماء الذى ذكرته الدراسة يعتبره المناصير فى حد ذاته ثروة زراعية تستحق منهم البقاء بأراضيهم من أجله ، إلا إنهم لم يقتنعوا بتلك الدراسة وتم تكليف بيت خبرة آخر هو شركة يام الهندسية برئاسة العالم الباشمهندس يحيى عبد المجيد وزير الري الأسبق بحكومة مايو لإجراء دراسة أخرى . وجاءت دراسته إيجابية بإمكانية قيام مشاريع زراعية وإعادة توطين حول البحيرة وكانت دراسته مناقضة تماما لدراسة الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم . ورغم أن دراسة العالم يحيى عبد المجيد كانت ممولة من قبل ولاية نهر النيل وتخصها وحدها بإعتبارها الجهة التى انتقل اليها ملف المناصير من إعادة توطين وتعويض ، إلا إن إدارة السدود بما لديها من قوة ونفوذ تمكنت من وأدها دون إخضاعها لمقارنة علمية شفافة مع دراسة الهيئة الإستشارية لجامعة الخرطوم . ثم لإحتواء ردود فعل المناصير سارعت الحكومة بمبادرة من المؤتمر الوطنى برئاسة البروفسور إبراهيم أحمد عمر للوصول مع المناصير الى اتفاق جديد تعهد فيه وزير المالية الإتحادى بتمويل بناء ومساكن وخدمات للمناصير الراغبين فى الخيار المحلى حول البحيرة مع عدم الإلتزام بإنشاء مشاريع زراعية حول البحيرة إلا بعد إجراء دراسة أخرى وشريطة أن تأتى نتائجها إيجابية . وعلى أثر هذه الإتفاقية قام الجهاز المركزى للإحصاء بإجراء استبيان لمعرفة خيارات المناصير وتبين له أن أكثر من 70 % من المناصير يرغبون فى الخيار المحلى حول البحيرة . وقد لازم الشك المناصير لوقت طويل بأن الحكومة قد خدعتهم للمرة الثانية وأنها غير جادة فى بناء مساكنهم حول البحيرة الى أن بدأت الحكومة فى ديسمبر الماضى بداية فعلية وجادة فى بناء قريتين . فزالت آخر وساوس وشكوك المناصير وهدأت ثائرتهم وأطمأنوا بأن خيارهم المحلى أصبح حقيقة ماثلة . وكان من المتوقع أن تمتثل إدارة السدود لهذا الأمر الذى أصبح واقعا حتى وإن كان مخالفا لرؤيتها . ولكنى دهشت عندما استمعت الى دكتور الكارورى يتحدث فى التلفزيون ضمن برنامج احتفالات سد مروى نافيا وجود أي خيار محلى للمناصير وعدم إعترافهم كإدارة سدود به ، دون أن يشير الى الإنشاءات السكنية التى يجرى العمل فيها للتوطين حول البحيرة ، وكأنه لا علم له بها أو كأنه على خلاف وشقاق مع حكومتة التى تقوم بهذا العمل وكأن إدارتة ليست جزءا من هذه الحكومة – تصوروا -- !! وكان من الممكن إيجاد مبرر لحديثه هذا بأنه ناتج عن قناعة مفرطة بصحة دراستهم ، لولا أنى شاهدت فى نفس الوقت فى الشريط الإخبارى فى التلفزيون الذى يمر من تحت الصورة معلومات عما تحويه بحيرة السد من ثروة سمكية ضخمة وجروف زراعية كل عام تبلغ مساحتها 62 ألف فدان وعن مناخ البحر الأبيض المتوسط فى الشتاء الذى سيكون فى منطقة البحيرة ويصلح لزراعة عدة محاصيل نقدية شتوية وعن النقل النهرى وتحدث السيد تاج السر مصطفى عن قيام منتجعات سياحية وغبر ذلك الكثير والمناصير بفطرتهم يعلمون أن منطقتهم بإنحدارها الشديد وعمق مجرى النيل بها بما جعلها لا تتأثر بأي فيضان مهما ارتفع بينما تغرق مناطق الرباطاب من قبلها والشايقية من بعدها يعلمون أنها ستكون أفضل حالا عندما تصلها مياه البحيرة وكثير من مناطقهم لن تغرق إلا جزئيا . ويبقى السؤال لإدارة السدود هو: لماذا إذن تريد إبعاد المناصير من الخيرات التى ستكون بأراضيهم حول البحيرة ولا تريدهم أن ينعموا بها وهم أحق بها ؟ ولمن يا ترى كانت تدخر كل تلك النعم والثروات؟.
وهاهم غالبية المناصير قد بقوا بأراضيهم حول البحيرة رغما عن دراسة إدارة السدود
المناصير الذين يعملون خارج منطقتهم فى أراضى الغير ويبلغ تعدادهم أكثر من ستة آلاف أسرة . هم أحق بتلك المشروعات من القاطنين حول البحيرة والمستفيدين من خيراتها.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
مأزق إدارة السدود مع المهجرين المناصير الى المكابراب - صحيفة سوداني
مأزق إدارة السدود مع المهجرين المناصير الى المكابراب
بقلم : محمد عبد الله سيدأحمد
منذ إعلان إدارة السدود عن تهجيرها لعدد من أسر المناصير لمشروع المكابراب، تلاحظ وجود تعتيم إعلامى حول ما آلت اليه أوضاعهم فى موطنهم الجديد حيث لم يفدنا إعلام إدارة السدود ولا إعلام ولاية نهر النيل عن مسئول قام بإستقبالهم والترحيب بمقدمهم أو زيارة مسئول تفقد أوضاعهم فى موطنهم الجديد، وقد أكد بعضهم أنهم عاشوا فى البداية ظروفاً مأساوية صعبة للغاية حيث باتوا فى العراء أياما وليالى قبل أن يتم إيواؤهم مؤخراً فى الجزء الغربى من القرية رقم خمسة. ولقد اتيحت لى زيارتهم والتعرف على أحوالهم وأوضاعهم السكنية وكيف يعيشون ويقضون أوقاتهم لأكون بذلك أول من يكتب عنهم.
كان منظر القرية ونحن نقترب منها لافتاً بمبانى منازلها المتشابهة فى هندستها وجميعها مطلية بجير ناصع البياض. ولكن أكثر ما أثار إنتباهى هو سد ترابى ضخم يبلغ إرتفاعه المترين يحيط بالقرية ولم نجد منفذاً لدخول القرية إلا بعد عثورنا على من يرشدنا الى منفذ للدخول. ووجدنا عند المدخل صيواناً كبيراً قيل لنا أنه معد لإستقبال المهجرين الجدد ولكنا لم نشاهد منهم أحداً. وعند دخولنا القرية لاحظنا كذلك أن حيطان جميع منازل القرية محاطة من الخارج والداخل بردميات ترابية وخرصانية يبلغ إرتفاعها متراً. بما يشير الى أن القرية فى الخريف الماضى كانت مهددة بالغرق، وأنها بنيت فى مجرى سيل وأن طبيعة أرضها طينية لزجة يصعب فيها السير بالأقدام والسيارات فى موسم الأمطار.
وبحسب مشاهدتى وتقديرى فإن المهجرين بتلك القرية يربو عددهم على المائة أسرة بقليل . وذكروا أن منازلهم وكما شاهدتها ليس بها عيب سوى مراحيضها غير المسقوفة وذات الحفر الضحلة وجميع حجرات المنازل ليس بها بلاط وجميع الساحات داخل منازلهم تحتاج منهم لردميات خرصانية لتكون أعلى إرتفاعا من الخارج حتى لا تحتبس بداخلها مياه الخريف القادم. وجدت أن الكهرباء قد تم إدخالها لمنازلهم مع عداد الدفع المقدم وأن نسبة من الكهرباء ستكون مجاناً وما يزيد عنها سيكون بالدفع المقدم. وأن الماء الصالح للشرب ظل يجلب لهم بالتناكر ولكنه غير نقى. وأن ماء المواسير من محطة مياه القرية قد وصلهم كتجربة ولكنهم أخطروا بأنه غير صالح للشرب. وهم لا يدرون عما إذا كان سيستمر إمدادهم بمياه الشرب بتلك الكيفية أم ستكون هناك معالجة أخرى. وأفادونى أن مدارس أبنائهم سيتم افتتاحها جميعاً فى اليوم التالى. وأن إدارة السدود ظلت تمدهم بثلاث وجبات يوميا، مكونة من فول أو عدس مع أرز وشعيرية فى الفطور والعشاء. أما الغداء فيتكون من طبيخ خضار واحد ومكرونة. كما يمدون أغنامهم بعلف فى الصباح والمساء. وهم لا يدرون كذلك الى متى سيستمر هذا الإمداد. البعض منهم توقع استمراره حتى تمتلئ القرية بالمهجرين (أكثر من تسعمائة أسرة) أو الى أن يتم حصادهم للموسم الشتوى . وانتقد كثير منهم الكيفية التى تطعمهم بها إدارة السدود ونوعية الطعام وكثيرون منهم لا يعتمدون عليه ويطهون طعاماً غيره. ويفضلون لو أن إدارة السدود كانت قد أعطتهم تكلفة طعامها هذا نقداً.
ولفت نظرى وجود مهجرين مناصير من خارج منطقة المناصير وبعضهم كانوا يعملون أجراء فى أراضى الغير بمنطقة الجعليين وغيرها وكانت فرحة هؤلاء بالموطن الجديد كبيرة. وقد تحدث بعض من أتوا من منطقة المناصير بمرارة عن ظلم ذوى قرباهم . وبعض المهجرين دافع عن مجيئه للمكابراب كخيار له لإقتناعه بضعف الحكومة وعجزها عن تنفيذ اتفاقها. وانتقد أحدهم اللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير متهماً إياها بأنها لم تحسن إدارة الأزمة الأخيرة التى نشأت بخرق إدارة السدود للإتفاق وإعلانها عن صرف التعويضات بموجب كشفها لعام 1999م الأمر الذى أدى بالبعض من المناصير الى الإستئناف وصرف التعويض فى مخالفة لتوجيه اللجنة التنفيذية وفى مخالفة أيضا الى ما جاء فى الإتفاق، وما تبع ذلك من تداعيات أمنية داخل منطقة المناصير. ففى رأي هؤلاء إنه كان ينبغى على اللجنة أن تستفيد من تضارب الإختصاصات بين السلطتين الحكوميتين فى شأنهم كمتأثرين مناصير . فبدلا من أن يكون المناصير ضحية لتلك الفوضى، كان يتوجب على اللجنة التنفيذية للمناصير أن تكون أكثر ذكاء من الحكومة وإدارة سدودها بأن تستفيد من تلك الفوضى وتجعلها (فوضى حميدة) وتستثمرها لصالح تحقيق أهداف جميع المناصير فلا تتمسك بحرفية الإتفاق بل تكون لها مرونة تسمح لها بتجاوزها للإتفاق لتلبية رغبة من هم فى ضائقة مالية من المناصير ومن هم فى ضائقة معيشية وفى حاجة ملحة للإستيطان فى مشروع المكابراب خاصة ممن هم خارج منطقة المناصير وأجراء فى أراضى الغير. وهناك من الأسر داخل منطقة المناصير من رتبت رغبات أفرادها بأن يختار فرد منها مشروع المكابراب ليحصل على منزل وحواشة زراعية على أن تبقى بقية الأسرة على خيارها المحلى حول البحيرة. وفى رأي هؤلاء فطالما قد تم إنشاء مشروعى المكابراب والفداء بعددية أكبر من عدد الراغبين فيهما من المناصير وأصبحتا حقيقة ماثلة ، فلا مناص من أن يستفيد منهما المناصير دون أن يفرطوا فى أراضيهم حول البحيرة. خاصة وأن عدديتهم تفوق سعة هذين المشروعين التى لا تكفى لأكثر من تسعة آلاف أسرة بينما عددية أسر المناصير قد بلغت ما يقارب الواحد وعشرين ألف أسرة حسب الإحصاء الذى قام به الجهاز المركزى للإحصاء فى يوليو الماضى بمعنى أنه حتى بعد أن يستوعب هذان المشروعان كفايتهما من المتأثرين المناصير فلا يزال هناك حوالى إثنتي عشرة أسرة متبقية من المناصير لا مناص لها غير البقاء بأراضيها حول البحيرة. فاللجنة التنفيذية حسب رأي هؤلاء كان يمكنها أن ترتب الأولويات وتحدد الأفراد الذين تسمح لهم هي كلجنة بالذهاب لمكاتب إدارة السدود فى برنامج زمنى للإستئناف ولصرف التعويض وللهجرة للمكابراب. وألا يسمح أهالى كل قرية لأي فرد منهم بالذهاب لمكاتب إدارة السدود إلا عن طريق اللجنة وبإذن منها حتى يمتلئ هذا المشروع بالمناصير الذين هم أكثر استحقاقاً للإستيطان به ومن ثم يلحقوا بموسمه الشتوى دون أن يكون المناصير ولجنتهم قد فرطوا فى أراضيهم حول البحيرة. وبذلك يستفيد المناصير إفادة تامة من هذا المشروع فى نفس الوقت الذى يفسدون فيه لإدارة السدود مخططها. فإذا كان سد مروى كما تقول الحكومة وإدارة سدودها قد أنشئ بالفعل من أجل التنمية وأن المتأثرين بقيام السد هم أول من يستهدفهم بتنميته، فإن المناصيرالأُجراء فى أراضى الغير والأسر الفقيرة منهم التى تعيش خارج منطقة المناصير هم أول من ينبغى أن تستهدفهم هذه التنمية. وأن يكونوا أول المستوطنين فى مشروعي المكابراب والفداء قبل أي من المتأثرين المناصير الآخرين الراغبين فيهما. ولكن إدارة السدود وكما يراها كثيرون لا تعجبها هذه الاسبقيات. وهي لا تهدف إلا لتنفيذ مخططها الرامى الى إجلاء جميع المناصير من أراضيهم حول البحيرة وعدم الإعتراف لهم بالبقاء حولها. واعتقدت أنها بإغراءات مال التعويضات ستنجح فى مسعاها ومخططها هذا، ولكنها فشلت فيه. بل وزادت المشكلة تعقيداً بقلة عددية من نجحت فى تهجيرهم لمشروع المكابراب رغم وجود آلاف الأسر من المناصير الراغبة فى الهجرة اليه حسب ما جاء فى الإستبيان الذى أعده الجهاز المركزى للإحصاء لأن هؤلاء الراغبين متمسكون بقرار لجنتهم التنفيذية وبما تعاهدوا عليه بألا يهاجروا للمكابراب إلا بعد تنفيذ الحكومة لإتفاقها مع المناصير بتنفيذ خياراتهم المحلية. وهكذا نجد أن الخلاف بين الأجهزة الحكومية وعدم التنسيق فيما بينها وعدم الإلتفات كذلك لرغبات المتأثرين وإشراكهم فى اتخاذ القرارات المتعلقة بشئونهم ومصيرهم قد أتى بالنتيجة التى وصلت اليها إدارة السدود بتهجيرها لقلة من المناصير لا تتجاوز المائة أسرة بكثير لمشروع يسع لستة آلاف أسرة وهي لذلك قد توارت خجلاً من فشلها ومن استقبالهم والإحتفاء بهم . وهذا بدوره يطرح سؤالاً آخر هاماً: فهل ياترى ستتمكن إدارة السدود من تشغيل المشروع لهذه العددية الضيئلة التى استقرت بالمشروع ليلحقوا بالموسم الشتوي الحالي وهل سيكون ذلك ذي جدوى إقتصادية إن فعلت؟ أم ستظل تطعم من هجرتهم هم وأنعامهم الى أن يكتمل عددهم بعد تنفيذ الحكومة للخيارات المحلية التى لا تعترف بها إدارة السدود ؟. وليت إدارة السدود تدرك من هذه التجربة بأنه لا مخرج لها من مأزقها إلا بالإعتراف باللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير وبالإتفاق الذى أبرمته الحكومة معهم – وأمسك عن ذكر الكثير.
بقلم : محمد عبد الله سيدأحمد
منذ إعلان إدارة السدود عن تهجيرها لعدد من أسر المناصير لمشروع المكابراب، تلاحظ وجود تعتيم إعلامى حول ما آلت اليه أوضاعهم فى موطنهم الجديد حيث لم يفدنا إعلام إدارة السدود ولا إعلام ولاية نهر النيل عن مسئول قام بإستقبالهم والترحيب بمقدمهم أو زيارة مسئول تفقد أوضاعهم فى موطنهم الجديد، وقد أكد بعضهم أنهم عاشوا فى البداية ظروفاً مأساوية صعبة للغاية حيث باتوا فى العراء أياما وليالى قبل أن يتم إيواؤهم مؤخراً فى الجزء الغربى من القرية رقم خمسة. ولقد اتيحت لى زيارتهم والتعرف على أحوالهم وأوضاعهم السكنية وكيف يعيشون ويقضون أوقاتهم لأكون بذلك أول من يكتب عنهم.
كان منظر القرية ونحن نقترب منها لافتاً بمبانى منازلها المتشابهة فى هندستها وجميعها مطلية بجير ناصع البياض. ولكن أكثر ما أثار إنتباهى هو سد ترابى ضخم يبلغ إرتفاعه المترين يحيط بالقرية ولم نجد منفذاً لدخول القرية إلا بعد عثورنا على من يرشدنا الى منفذ للدخول. ووجدنا عند المدخل صيواناً كبيراً قيل لنا أنه معد لإستقبال المهجرين الجدد ولكنا لم نشاهد منهم أحداً. وعند دخولنا القرية لاحظنا كذلك أن حيطان جميع منازل القرية محاطة من الخارج والداخل بردميات ترابية وخرصانية يبلغ إرتفاعها متراً. بما يشير الى أن القرية فى الخريف الماضى كانت مهددة بالغرق، وأنها بنيت فى مجرى سيل وأن طبيعة أرضها طينية لزجة يصعب فيها السير بالأقدام والسيارات فى موسم الأمطار.
وبحسب مشاهدتى وتقديرى فإن المهجرين بتلك القرية يربو عددهم على المائة أسرة بقليل . وذكروا أن منازلهم وكما شاهدتها ليس بها عيب سوى مراحيضها غير المسقوفة وذات الحفر الضحلة وجميع حجرات المنازل ليس بها بلاط وجميع الساحات داخل منازلهم تحتاج منهم لردميات خرصانية لتكون أعلى إرتفاعا من الخارج حتى لا تحتبس بداخلها مياه الخريف القادم. وجدت أن الكهرباء قد تم إدخالها لمنازلهم مع عداد الدفع المقدم وأن نسبة من الكهرباء ستكون مجاناً وما يزيد عنها سيكون بالدفع المقدم. وأن الماء الصالح للشرب ظل يجلب لهم بالتناكر ولكنه غير نقى. وأن ماء المواسير من محطة مياه القرية قد وصلهم كتجربة ولكنهم أخطروا بأنه غير صالح للشرب. وهم لا يدرون عما إذا كان سيستمر إمدادهم بمياه الشرب بتلك الكيفية أم ستكون هناك معالجة أخرى. وأفادونى أن مدارس أبنائهم سيتم افتتاحها جميعاً فى اليوم التالى. وأن إدارة السدود ظلت تمدهم بثلاث وجبات يوميا، مكونة من فول أو عدس مع أرز وشعيرية فى الفطور والعشاء. أما الغداء فيتكون من طبيخ خضار واحد ومكرونة. كما يمدون أغنامهم بعلف فى الصباح والمساء. وهم لا يدرون كذلك الى متى سيستمر هذا الإمداد. البعض منهم توقع استمراره حتى تمتلئ القرية بالمهجرين (أكثر من تسعمائة أسرة) أو الى أن يتم حصادهم للموسم الشتوى . وانتقد كثير منهم الكيفية التى تطعمهم بها إدارة السدود ونوعية الطعام وكثيرون منهم لا يعتمدون عليه ويطهون طعاماً غيره. ويفضلون لو أن إدارة السدود كانت قد أعطتهم تكلفة طعامها هذا نقداً.
ولفت نظرى وجود مهجرين مناصير من خارج منطقة المناصير وبعضهم كانوا يعملون أجراء فى أراضى الغير بمنطقة الجعليين وغيرها وكانت فرحة هؤلاء بالموطن الجديد كبيرة. وقد تحدث بعض من أتوا من منطقة المناصير بمرارة عن ظلم ذوى قرباهم . وبعض المهجرين دافع عن مجيئه للمكابراب كخيار له لإقتناعه بضعف الحكومة وعجزها عن تنفيذ اتفاقها. وانتقد أحدهم اللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير متهماً إياها بأنها لم تحسن إدارة الأزمة الأخيرة التى نشأت بخرق إدارة السدود للإتفاق وإعلانها عن صرف التعويضات بموجب كشفها لعام 1999م الأمر الذى أدى بالبعض من المناصير الى الإستئناف وصرف التعويض فى مخالفة لتوجيه اللجنة التنفيذية وفى مخالفة أيضا الى ما جاء فى الإتفاق، وما تبع ذلك من تداعيات أمنية داخل منطقة المناصير. ففى رأي هؤلاء إنه كان ينبغى على اللجنة أن تستفيد من تضارب الإختصاصات بين السلطتين الحكوميتين فى شأنهم كمتأثرين مناصير . فبدلا من أن يكون المناصير ضحية لتلك الفوضى، كان يتوجب على اللجنة التنفيذية للمناصير أن تكون أكثر ذكاء من الحكومة وإدارة سدودها بأن تستفيد من تلك الفوضى وتجعلها (فوضى حميدة) وتستثمرها لصالح تحقيق أهداف جميع المناصير فلا تتمسك بحرفية الإتفاق بل تكون لها مرونة تسمح لها بتجاوزها للإتفاق لتلبية رغبة من هم فى ضائقة مالية من المناصير ومن هم فى ضائقة معيشية وفى حاجة ملحة للإستيطان فى مشروع المكابراب خاصة ممن هم خارج منطقة المناصير وأجراء فى أراضى الغير. وهناك من الأسر داخل منطقة المناصير من رتبت رغبات أفرادها بأن يختار فرد منها مشروع المكابراب ليحصل على منزل وحواشة زراعية على أن تبقى بقية الأسرة على خيارها المحلى حول البحيرة. وفى رأي هؤلاء فطالما قد تم إنشاء مشروعى المكابراب والفداء بعددية أكبر من عدد الراغبين فيهما من المناصير وأصبحتا حقيقة ماثلة ، فلا مناص من أن يستفيد منهما المناصير دون أن يفرطوا فى أراضيهم حول البحيرة. خاصة وأن عدديتهم تفوق سعة هذين المشروعين التى لا تكفى لأكثر من تسعة آلاف أسرة بينما عددية أسر المناصير قد بلغت ما يقارب الواحد وعشرين ألف أسرة حسب الإحصاء الذى قام به الجهاز المركزى للإحصاء فى يوليو الماضى بمعنى أنه حتى بعد أن يستوعب هذان المشروعان كفايتهما من المتأثرين المناصير فلا يزال هناك حوالى إثنتي عشرة أسرة متبقية من المناصير لا مناص لها غير البقاء بأراضيها حول البحيرة. فاللجنة التنفيذية حسب رأي هؤلاء كان يمكنها أن ترتب الأولويات وتحدد الأفراد الذين تسمح لهم هي كلجنة بالذهاب لمكاتب إدارة السدود فى برنامج زمنى للإستئناف ولصرف التعويض وللهجرة للمكابراب. وألا يسمح أهالى كل قرية لأي فرد منهم بالذهاب لمكاتب إدارة السدود إلا عن طريق اللجنة وبإذن منها حتى يمتلئ هذا المشروع بالمناصير الذين هم أكثر استحقاقاً للإستيطان به ومن ثم يلحقوا بموسمه الشتوى دون أن يكون المناصير ولجنتهم قد فرطوا فى أراضيهم حول البحيرة. وبذلك يستفيد المناصير إفادة تامة من هذا المشروع فى نفس الوقت الذى يفسدون فيه لإدارة السدود مخططها. فإذا كان سد مروى كما تقول الحكومة وإدارة سدودها قد أنشئ بالفعل من أجل التنمية وأن المتأثرين بقيام السد هم أول من يستهدفهم بتنميته، فإن المناصيرالأُجراء فى أراضى الغير والأسر الفقيرة منهم التى تعيش خارج منطقة المناصير هم أول من ينبغى أن تستهدفهم هذه التنمية. وأن يكونوا أول المستوطنين فى مشروعي المكابراب والفداء قبل أي من المتأثرين المناصير الآخرين الراغبين فيهما. ولكن إدارة السدود وكما يراها كثيرون لا تعجبها هذه الاسبقيات. وهي لا تهدف إلا لتنفيذ مخططها الرامى الى إجلاء جميع المناصير من أراضيهم حول البحيرة وعدم الإعتراف لهم بالبقاء حولها. واعتقدت أنها بإغراءات مال التعويضات ستنجح فى مسعاها ومخططها هذا، ولكنها فشلت فيه. بل وزادت المشكلة تعقيداً بقلة عددية من نجحت فى تهجيرهم لمشروع المكابراب رغم وجود آلاف الأسر من المناصير الراغبة فى الهجرة اليه حسب ما جاء فى الإستبيان الذى أعده الجهاز المركزى للإحصاء لأن هؤلاء الراغبين متمسكون بقرار لجنتهم التنفيذية وبما تعاهدوا عليه بألا يهاجروا للمكابراب إلا بعد تنفيذ الحكومة لإتفاقها مع المناصير بتنفيذ خياراتهم المحلية. وهكذا نجد أن الخلاف بين الأجهزة الحكومية وعدم التنسيق فيما بينها وعدم الإلتفات كذلك لرغبات المتأثرين وإشراكهم فى اتخاذ القرارات المتعلقة بشئونهم ومصيرهم قد أتى بالنتيجة التى وصلت اليها إدارة السدود بتهجيرها لقلة من المناصير لا تتجاوز المائة أسرة بكثير لمشروع يسع لستة آلاف أسرة وهي لذلك قد توارت خجلاً من فشلها ومن استقبالهم والإحتفاء بهم . وهذا بدوره يطرح سؤالاً آخر هاماً: فهل ياترى ستتمكن إدارة السدود من تشغيل المشروع لهذه العددية الضيئلة التى استقرت بالمشروع ليلحقوا بالموسم الشتوي الحالي وهل سيكون ذلك ذي جدوى إقتصادية إن فعلت؟ أم ستظل تطعم من هجرتهم هم وأنعامهم الى أن يكتمل عددهم بعد تنفيذ الحكومة للخيارات المحلية التى لا تعترف بها إدارة السدود ؟. وليت إدارة السدود تدرك من هذه التجربة بأنه لا مخرج لها من مأزقها إلا بالإعتراف باللجنة التنفيذية للمتأثرين المناصير وبالإتفاق الذى أبرمته الحكومة معهم – وأمسك عن ذكر الكثير.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
من يزرع الألغام فى منطقة المناصير.. ولمصلحة من؟ صحيفة سوداني
من يزرع الألغام فى منطقة المناصير.. ولمصلحة من؟
بقلم : محمد عبد الله سيدأحمد
فى يونيو الماضى عقدت الحكومة إتفاقا للمرة الثانية مع المناصير إدعت لهم فيه انها استجابت لمطلب غالبيتهم بإعادة توطينهم حول البحيرة. ولكي تؤكد لهم جديتها فى هذا الإتفاق، تم الإشتراط على ألا يتم الشروع فى إحصاء الممتلكات من أجل التعويض ما لم يتم الشروع فى بناء المساكن حول البحيرة ويصل البناء مرحلة يطمئن فيها المناصير بأن خيارهم المحلى أصبح حقيقة واقعة. ولكن وقبل أن يجف مداد الإتفاق الثانى فإن إدارة السدود لم تعترف بهذا الإتفاق وشرعت فى تنفيذ مخططها المخالف لما جاء فى الإتفاق حيث افتتحت لها مكاتب فى كل من الدامر وأبى حمد ومروى وطلبت من المناصير الحضور لتلك المكاتب لصرف القسط الأول من تعويضاتهم النقدية إعتبارا من يوم 15 /9 / الماضى بموجب كشف إحصاء كانت قد أعدته عام 1999 م. والكشف المذكور حسب شهادة الكثيرين فيه مفارقات وأخطاء. كأن يعطى أناسا غير مستحقين الكثير مما لا يستحقون بينما يحرم آخرين مستحقين. وهذا ما أغرى غير المستحقين للإسراع بصرف ما لا يستحقون. كما أغرى بعض الطامعين للإستئناف والإدعاء بأنهم يملكون ما ليس عندهم وأن يقسوا على ذلك لأنه لا توجد ضوابط للمراجعة ميدانيا على ما ادعوه. وإنما تكتفى إدارة السدود باداء القسم. وقد قامت إدارة السدود بتسليم كل من أقبل على مكاتبها واستلم قسط تعويضه النقدى قامت بتسليمه مفاتيح منزله فى مشروع المكابراب ومبالغ ترحيله وإعاشته مقابل تنازله كتابة عن أراضيه حول البحيرة وممتلكاته، ولكن من تم الصرف لهم بدلا من أن يبارحوا الى موقعهم الجديد عادوا لمنازلهم يشجعون غيرهم ليفعلوا مثلهم، ولم يرض ما قاموا به بقية أهلهم المناصير أصحاب الخيار المحلى حول البحيرة، فكان الإعتداء على منازل البعض منهم فى يومي 24 و 25 /9 الماضيين بواسطة لفيف من الشباب الملثمين. وبعدها أبلغ المعتدى عليهم السلطات التى استجابت لهم بإرسال قوة من شرطة ولاية نهر النيل لكي تقوم بمهمة إلقاء القبض على المتهمين بالإعتداء ولإيقاف ذلك العدوان. وهكذا تصعدت المشكلة وساد التوتر والإحتقان فى المنطقة. وقد يبدو هذا الإجراء الذى إتخذته سلطة ولاية نهر النيل صحيحا من ناحية إجرائية وقانونية، ولكنه إجراء غير محسوب النتائج والعواقب، والدليل على ذلك ما يلى : --
أولا : كان من المتوقع عند حدوث تلك الإعتداءات بين المناصير أن تلجأ سلطات ولاية نهر النيل الى إحتواء المشكلة بإزالة أسبابها بقفل تلك المكاتب وإيقاف الصرف خاصة وأنه مخالف لما جاء فى الإتفاق. ولكنها تحاشته لخشيتها من المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود. ولم يكن فى مقدورها فعل شئ غير أن تطعن فى ضل الفيل. ومن قبل ذلك لم تستطع أي سلطة عليا فى الحكومة إيقاف خروقات المدير للإتفاق.
ثانيا : -- لم تكن هذه هي المرة الأولى التى تتعرض فيها تلك القلة للإعتداء من قبل أهلها المناصير والتى يعتقدون أنها طابور خامس بينهم لإعانة إدارة السدود لتنفيذ مخططها الرامى الى إجلائهم جميعا عن أراضيهم حول البحيرة. ويحمد لسلطات ولاية نهر النيل وقتها أنها لم تدخل بين البصلة وقشرتها وتعاملت مع تلك الإنفلاتات الأمنية بعقلانية وحكمة وتحاشت أن تصب الزيت على النار الى أن تم لها إحتواء المشكلة بأسلوب سلمى وحضارى عندما نجح اللواء (م) طبيب الطيب إبراهيم محمد خير ولجنته فى عقد صلح بين الفريقين ووحدوهم لأول مرة فى لجنة تنفيذية واحدة ومجلس متأثرين يضمهم معا. وأدوا جميعهم القسم على ميثاق ووثيقة عمل بأهداف موحدة. ومنذ ذلك التاريخ ساد بينهم وئام وعاشت المنطقة فى سلام واستقرار حتى ظهرت هذه المشكلة مجددا بخرق إدارة السدود للإتفاق وبحنث هذه الأقلية لقسمها ونقضها لميثاقها الذى تعاهدت عليه. ومعنى ذلك أن هذه الأحداث التى شهدتها منطقة المناصير مؤخرا، ما كانت لتحدث لو أن الحكومة نفذت إتفاقها مع المناصير أو على الأقل حمته من خروقات إدارة السدود. و ما كانت هذه المشكلة لتحدث لو أن إدارة السدود لم تقم بخرق ذلك الإتفاق. وما كانت هذه المشكلة لتحدث لو أن تلك القلة لم تحنث بقسمها ولم تنقض ميثاقها.
ثالثا :-- إن الراغبين من المناصير فى إعادة توطينهم بأراضيهم حول البحيرة وهم الأغلبية حسب نتيجة إحصاء الجهاز المركزى للإحصاء فى يوليو الماضى، يرون أن الواجب يحتم عليهم التقيد بالإتفاق الذى وقعته الحكومة معهم وهم شركاء فيه وكذلك برا بقسمهم ووفاءً بعهدهم وميثاقهم الذى تعاهدوا عليه. ثم بعد أن يطمئنوا على تأمين أراضى القبيلة وتحقيق الخيار المحلى حول البحيرة لأهلهم الراغبين فيه، يرحلوا الى حيث يشاؤون معززين مكرمين تحيطهم جميعا حسن العلاقة والروابط. ولكن رأوا أن ما قامت به تلك القلة فيه خذلان للقبيلة فى معركتها التاريخية. ثم إنهم يرون أنه كان الأجدر لهذه القلة أن ترحل مباشرة الى موطنهم البديل حتى لا يعرضوا أنفسهم وأسرهم لما تعرضوا له من تدمير لمنازلهم. ثم ما كان لهم أن يتسببوا ببلاغاتهم فى زيادة المرارات تجاههم و خلق إحتقانات وتوترات بالمنطقة. ثم ما بال سلطات إدارة السدود لا توجههم بأن يأووا الى (ملاذاتها الآمنة) فى المشرعات التى أعدتها لهم بعد أن صرفت لهم تعويضاتهم وسلمتهم مفاتيح منازلهم وصرفت لهم مبالغ ترحيلهم وإعاشتهم وأكدت فى أعلاناتها المتكررة فى كل الصحف. فلماذا لا يكون الحل فى إيوائهم بمنازلهم الجديدة حتى لا يضطرون لحمايتهم بحشود من الشرطة؟. ويادار ما دخلك شر؟. فإذا صح أن مشروع المكابراب كان جاهزا لإستقبالهم كما إدعت إدارة السدود ولم تستقبلهم فيه، فهذا يؤكد كما يتهمها البعض بأنها تسعى للفتنة وتفجير المنطقة أمنيا لخدمة أجندة خفية. وأما إن كانت تكذب فيما إدعته فإن الكذب هو ديدنها. وكان يمكنها إرجاء الصرف ولكنها فى كل الحالات كما يتهمها البعض لا تسعى لغير الفتنة وتفجير المنطقة أمنيا.
رابعا : -- لا يدرى أحد كيف ستحل هذه الحشود الشرطية المشكلة وتؤدى ما أوكل لها من مهام والمواطنون لا يتعاونون معها، ولا يرحبون بمقدمها. علما بأن كثيرين من الذين سبق لهم الصرف ندموا على ما فعلوه وباتوا يتساءلون عن كيفية رد المبالغ التى استلموها كي يعيشوا فى سلام ووئام وأمن إجتماعى مع ذويهم. ولن يفيد إدارة السدود مكابرتها وادعائها أن المناصير يحتشدون لصرف التعويضات فالحقائق لا بد لها أن تتضح ويفتضح أمر ما تدعيه. وعلى الحكومة ومؤتمرها الوطنى أن تجرد حسابات ربحها وخسارتها السياسية فى منطقة المناصير إن كانت قد فقدت كل ما تملكه من رصيد فيها بسبب تصرفات هذا الوزير أم لا زال لديها بقية من رصيد. !!
وهناك من المراقبين من بات يرى أن إدارة السدود قد فشلت تماما فى إكمال بناء سد مروى – ووقف حمار الشيخ فى العقبة – فلا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة متى يكتمل بناء هذا السد الذى تمد فى أجله كل حين. و لا ما يقف فى طريق إكماله من عقبات. وهؤلاء المراقبون رأوا مدير ادارة السدود بعد الفشل الكبير الذى حاق به فى عدم إكماله لهذا السد بات يتخبط واصبح شغله الشاغل هو ترتيب الزيارات لكل غادى ورائح لهذا السد الذى لم يكتمل ليطرب من إشادتهم. ثم إنه وقبل أن يكتمل هذا السد ويعلم الناس ما له أو عليه من فشل أونجاح قام يسعى لبناء سدود أخرى فى كجبار ودال والشريك ونهر عطبرة وسيتيت وفى الجنوب ولا يعلم أحد من أين توفر له هذا التمويل وما هي شروطه؟ -- ثم إنه أعلن بعد ذلك فى الصحف أنه لن يكون مسئولا عما سيحدث للمتأثرين بعد يوم 30 /5 / 2008 م م بما يعنى أنه لن يكن مسئولا عن غرق ما يقرب من ألف أسرة من أهالى أمرى أصروا على البقاء بمنطقتهم ورفضوا الهجرة الى أمرى الجديدة لعدم توفر منازل بها أو مشروعات زراعية وكذلك أكثر من أربعة عشر ألفاً من أسر المناصير تصر على البقاء بأراضيها حول البحيرة إنتظارا لوعد الحكومة بإعادة توطينهم حول البحيرة حسب اتفاقها معهم. والمناصير لديهم من الوثائق والإتفاقيات مع الحكومة ما سوف يواجهون به تهديد مدير السدود لهم بالغرق. بل إن لجنتهم التنفيذية باتت تدرس مع بعض القانونيين إمكانية وكيفية رفعهم دعوى قضائية فى محكمة باريس التجارية ضد صناديق التمويل وضد الشركات العاملة بهذا السد وتحميلها مسئولية ما سينتج عنه. كيف يمكن تبرير إدخال هذه الحشود للمنطقة بهذا العدد المهول ثم إبقائها بداخلها لأجل غير مسمى بحجة حماية من صرفوا ومن يرغبون فى الصرف بينما فى الإمكان استقبال من صرفوا أو سيصرفون مباشرة بمنازلهم الجديدة فى مشروع المكابرات التى أكدت الإدارة جاهزيتها لإستقبالهم؟؟!.
بقلم : محمد عبد الله سيدأحمد
فى يونيو الماضى عقدت الحكومة إتفاقا للمرة الثانية مع المناصير إدعت لهم فيه انها استجابت لمطلب غالبيتهم بإعادة توطينهم حول البحيرة. ولكي تؤكد لهم جديتها فى هذا الإتفاق، تم الإشتراط على ألا يتم الشروع فى إحصاء الممتلكات من أجل التعويض ما لم يتم الشروع فى بناء المساكن حول البحيرة ويصل البناء مرحلة يطمئن فيها المناصير بأن خيارهم المحلى أصبح حقيقة واقعة. ولكن وقبل أن يجف مداد الإتفاق الثانى فإن إدارة السدود لم تعترف بهذا الإتفاق وشرعت فى تنفيذ مخططها المخالف لما جاء فى الإتفاق حيث افتتحت لها مكاتب فى كل من الدامر وأبى حمد ومروى وطلبت من المناصير الحضور لتلك المكاتب لصرف القسط الأول من تعويضاتهم النقدية إعتبارا من يوم 15 /9 / الماضى بموجب كشف إحصاء كانت قد أعدته عام 1999 م. والكشف المذكور حسب شهادة الكثيرين فيه مفارقات وأخطاء. كأن يعطى أناسا غير مستحقين الكثير مما لا يستحقون بينما يحرم آخرين مستحقين. وهذا ما أغرى غير المستحقين للإسراع بصرف ما لا يستحقون. كما أغرى بعض الطامعين للإستئناف والإدعاء بأنهم يملكون ما ليس عندهم وأن يقسوا على ذلك لأنه لا توجد ضوابط للمراجعة ميدانيا على ما ادعوه. وإنما تكتفى إدارة السدود باداء القسم. وقد قامت إدارة السدود بتسليم كل من أقبل على مكاتبها واستلم قسط تعويضه النقدى قامت بتسليمه مفاتيح منزله فى مشروع المكابراب ومبالغ ترحيله وإعاشته مقابل تنازله كتابة عن أراضيه حول البحيرة وممتلكاته، ولكن من تم الصرف لهم بدلا من أن يبارحوا الى موقعهم الجديد عادوا لمنازلهم يشجعون غيرهم ليفعلوا مثلهم، ولم يرض ما قاموا به بقية أهلهم المناصير أصحاب الخيار المحلى حول البحيرة، فكان الإعتداء على منازل البعض منهم فى يومي 24 و 25 /9 الماضيين بواسطة لفيف من الشباب الملثمين. وبعدها أبلغ المعتدى عليهم السلطات التى استجابت لهم بإرسال قوة من شرطة ولاية نهر النيل لكي تقوم بمهمة إلقاء القبض على المتهمين بالإعتداء ولإيقاف ذلك العدوان. وهكذا تصعدت المشكلة وساد التوتر والإحتقان فى المنطقة. وقد يبدو هذا الإجراء الذى إتخذته سلطة ولاية نهر النيل صحيحا من ناحية إجرائية وقانونية، ولكنه إجراء غير محسوب النتائج والعواقب، والدليل على ذلك ما يلى : --
أولا : كان من المتوقع عند حدوث تلك الإعتداءات بين المناصير أن تلجأ سلطات ولاية نهر النيل الى إحتواء المشكلة بإزالة أسبابها بقفل تلك المكاتب وإيقاف الصرف خاصة وأنه مخالف لما جاء فى الإتفاق. ولكنها تحاشته لخشيتها من المدير التنفيذى لوحدة تنفيذ السدود. ولم يكن فى مقدورها فعل شئ غير أن تطعن فى ضل الفيل. ومن قبل ذلك لم تستطع أي سلطة عليا فى الحكومة إيقاف خروقات المدير للإتفاق.
ثانيا : -- لم تكن هذه هي المرة الأولى التى تتعرض فيها تلك القلة للإعتداء من قبل أهلها المناصير والتى يعتقدون أنها طابور خامس بينهم لإعانة إدارة السدود لتنفيذ مخططها الرامى الى إجلائهم جميعا عن أراضيهم حول البحيرة. ويحمد لسلطات ولاية نهر النيل وقتها أنها لم تدخل بين البصلة وقشرتها وتعاملت مع تلك الإنفلاتات الأمنية بعقلانية وحكمة وتحاشت أن تصب الزيت على النار الى أن تم لها إحتواء المشكلة بأسلوب سلمى وحضارى عندما نجح اللواء (م) طبيب الطيب إبراهيم محمد خير ولجنته فى عقد صلح بين الفريقين ووحدوهم لأول مرة فى لجنة تنفيذية واحدة ومجلس متأثرين يضمهم معا. وأدوا جميعهم القسم على ميثاق ووثيقة عمل بأهداف موحدة. ومنذ ذلك التاريخ ساد بينهم وئام وعاشت المنطقة فى سلام واستقرار حتى ظهرت هذه المشكلة مجددا بخرق إدارة السدود للإتفاق وبحنث هذه الأقلية لقسمها ونقضها لميثاقها الذى تعاهدت عليه. ومعنى ذلك أن هذه الأحداث التى شهدتها منطقة المناصير مؤخرا، ما كانت لتحدث لو أن الحكومة نفذت إتفاقها مع المناصير أو على الأقل حمته من خروقات إدارة السدود. و ما كانت هذه المشكلة لتحدث لو أن إدارة السدود لم تقم بخرق ذلك الإتفاق. وما كانت هذه المشكلة لتحدث لو أن تلك القلة لم تحنث بقسمها ولم تنقض ميثاقها.
ثالثا :-- إن الراغبين من المناصير فى إعادة توطينهم بأراضيهم حول البحيرة وهم الأغلبية حسب نتيجة إحصاء الجهاز المركزى للإحصاء فى يوليو الماضى، يرون أن الواجب يحتم عليهم التقيد بالإتفاق الذى وقعته الحكومة معهم وهم شركاء فيه وكذلك برا بقسمهم ووفاءً بعهدهم وميثاقهم الذى تعاهدوا عليه. ثم بعد أن يطمئنوا على تأمين أراضى القبيلة وتحقيق الخيار المحلى حول البحيرة لأهلهم الراغبين فيه، يرحلوا الى حيث يشاؤون معززين مكرمين تحيطهم جميعا حسن العلاقة والروابط. ولكن رأوا أن ما قامت به تلك القلة فيه خذلان للقبيلة فى معركتها التاريخية. ثم إنهم يرون أنه كان الأجدر لهذه القلة أن ترحل مباشرة الى موطنهم البديل حتى لا يعرضوا أنفسهم وأسرهم لما تعرضوا له من تدمير لمنازلهم. ثم ما كان لهم أن يتسببوا ببلاغاتهم فى زيادة المرارات تجاههم و خلق إحتقانات وتوترات بالمنطقة. ثم ما بال سلطات إدارة السدود لا توجههم بأن يأووا الى (ملاذاتها الآمنة) فى المشرعات التى أعدتها لهم بعد أن صرفت لهم تعويضاتهم وسلمتهم مفاتيح منازلهم وصرفت لهم مبالغ ترحيلهم وإعاشتهم وأكدت فى أعلاناتها المتكررة فى كل الصحف. فلماذا لا يكون الحل فى إيوائهم بمنازلهم الجديدة حتى لا يضطرون لحمايتهم بحشود من الشرطة؟. ويادار ما دخلك شر؟. فإذا صح أن مشروع المكابراب كان جاهزا لإستقبالهم كما إدعت إدارة السدود ولم تستقبلهم فيه، فهذا يؤكد كما يتهمها البعض بأنها تسعى للفتنة وتفجير المنطقة أمنيا لخدمة أجندة خفية. وأما إن كانت تكذب فيما إدعته فإن الكذب هو ديدنها. وكان يمكنها إرجاء الصرف ولكنها فى كل الحالات كما يتهمها البعض لا تسعى لغير الفتنة وتفجير المنطقة أمنيا.
رابعا : -- لا يدرى أحد كيف ستحل هذه الحشود الشرطية المشكلة وتؤدى ما أوكل لها من مهام والمواطنون لا يتعاونون معها، ولا يرحبون بمقدمها. علما بأن كثيرين من الذين سبق لهم الصرف ندموا على ما فعلوه وباتوا يتساءلون عن كيفية رد المبالغ التى استلموها كي يعيشوا فى سلام ووئام وأمن إجتماعى مع ذويهم. ولن يفيد إدارة السدود مكابرتها وادعائها أن المناصير يحتشدون لصرف التعويضات فالحقائق لا بد لها أن تتضح ويفتضح أمر ما تدعيه. وعلى الحكومة ومؤتمرها الوطنى أن تجرد حسابات ربحها وخسارتها السياسية فى منطقة المناصير إن كانت قد فقدت كل ما تملكه من رصيد فيها بسبب تصرفات هذا الوزير أم لا زال لديها بقية من رصيد. !!
وهناك من المراقبين من بات يرى أن إدارة السدود قد فشلت تماما فى إكمال بناء سد مروى – ووقف حمار الشيخ فى العقبة – فلا أحد حتى الآن يعلم على وجه الدقة متى يكتمل بناء هذا السد الذى تمد فى أجله كل حين. و لا ما يقف فى طريق إكماله من عقبات. وهؤلاء المراقبون رأوا مدير ادارة السدود بعد الفشل الكبير الذى حاق به فى عدم إكماله لهذا السد بات يتخبط واصبح شغله الشاغل هو ترتيب الزيارات لكل غادى ورائح لهذا السد الذى لم يكتمل ليطرب من إشادتهم. ثم إنه وقبل أن يكتمل هذا السد ويعلم الناس ما له أو عليه من فشل أونجاح قام يسعى لبناء سدود أخرى فى كجبار ودال والشريك ونهر عطبرة وسيتيت وفى الجنوب ولا يعلم أحد من أين توفر له هذا التمويل وما هي شروطه؟ -- ثم إنه أعلن بعد ذلك فى الصحف أنه لن يكون مسئولا عما سيحدث للمتأثرين بعد يوم 30 /5 / 2008 م م بما يعنى أنه لن يكن مسئولا عن غرق ما يقرب من ألف أسرة من أهالى أمرى أصروا على البقاء بمنطقتهم ورفضوا الهجرة الى أمرى الجديدة لعدم توفر منازل بها أو مشروعات زراعية وكذلك أكثر من أربعة عشر ألفاً من أسر المناصير تصر على البقاء بأراضيها حول البحيرة إنتظارا لوعد الحكومة بإعادة توطينهم حول البحيرة حسب اتفاقها معهم. والمناصير لديهم من الوثائق والإتفاقيات مع الحكومة ما سوف يواجهون به تهديد مدير السدود لهم بالغرق. بل إن لجنتهم التنفيذية باتت تدرس مع بعض القانونيين إمكانية وكيفية رفعهم دعوى قضائية فى محكمة باريس التجارية ضد صناديق التمويل وضد الشركات العاملة بهذا السد وتحميلها مسئولية ما سينتج عنه. كيف يمكن تبرير إدخال هذه الحشود للمنطقة بهذا العدد المهول ثم إبقائها بداخلها لأجل غير مسمى بحجة حماية من صرفوا ومن يرغبون فى الصرف بينما فى الإمكان استقبال من صرفوا أو سيصرفون مباشرة بمنازلهم الجديدة فى مشروع المكابرات التى أكدت الإدارة جاهزيتها لإستقبالهم؟؟!.
salihhassan- عضو مبدع
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 349
نقاط : 27472
تاريخ التسجيل : 02/06/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى