مدارس ايات خلت من تلاوة
صفحة 1 من اصل 1
مدارس ايات خلت من تلاوة
1. مدارس آياتٍ خلت من تلاوةٍ ( دعبل الخزاعي )
ذكرتُ محـل الرَّبـع من عرفـاتِ فأجريـت دمـع العيــن بالعبراتِ
وفـلُّ عُرى صبري وهاجت صبابتي رسـوم ديــار اقـفرت وعـراتِ
مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ ومـنزل وحـى مقـفر العرصــات
لآل رسـول اللـه بالخيـف من منى وبالـرُّكـن والتعـريف والجمـرات
ديـارُ عـلـي والـحسيـن وجعفـرٍ وحمـزة والسـجــاد ذي الثفنـات
ديـارٌ لعبـد اللـه والفـضـل تلـوه نجـيّ رسـول اللـه فـي الخلـواتِ
منـازل جبأريــل الامين يـزورها مـن اللـه بالـتسليـم والـرّحمـات
ديـارُ عفـاهـاجـور كـل منـابـذٍ ولـم تـعـف بـالايـام والسنـواتِ
قفـا نسـأل الـدارالتـي خـفّ اهلها متـى عهدهـا بالصـوم والصلـواتِ
وايـن الالـى شطـت بهم غربة النوى افانيـن في الاطـراف مـنقبضـات
هـم اهـل ميـراث النبـي اذااعتزوا وهـم خـيـر قـاداتٍ وخيـرُ حمـاةِ
مطاعيم في الاعسار فـي كـلّ مشهـدٍ لـقـد شرفـوابالفضـل والبركــات
ائـمـة عـدلٍ يـقـتـدى بفعـالهـم وتـؤمـن منـهـم زلـةُ الـعـثـرات
و مـا النـاس الأ غـاصـبٍ ومكـذّبٍ ومـضـطـعـنٌ ذواحـنـة وتـرابِ
قبـور بكـوفـان واخـرى بـطيبـةٍ واخـرى بـفـخٍ نـالـهـا صلواتـي
وآخـر مـن بـعـد النبـي مبـاركٌ زكـىُ آوى بـغــداد فـي الحفرات
وقبـر بـارض الـجـوزجـان محلّه وقبـر ببـا خمـرى عـدى العرمات
وقـبـر بـبغـداد ٍ لـنفـس زكيةٍ تضمنهـا الـرحمـن فـي العرصات
وقبـر بـطـوس يـالهـا من مصيبةٍ تـردد بيـن الـصـدر والـحجبات
فـامـا الممضـات الـتي لست بالغا مبـالـغهـا مـنـي بـكنـه صفاتِ
الـى اللـه حتى يبعـث اللـه قـآئمـاً يـفـرّج فيـهـا الـهــم والكربات
نفـوسُ لـدى النهريـن من بطن كربلا معـرّسهـم فـيـهـا بـشط فرات
افاطـمُ لـو خـلـت الـحسين مجدلاً وقـد مـات عطشـانـاً بشـط فرات
للـطـمـتـي الـخـد عـنـده فاطمٍ واجريتـي دمـع العيـن على الوجنات
اخـاف بـان ازدارهـم ويشوقني معـرّسهـم بـالـجـزع مـن نخلات
تـقسمهـم ريـب الـمنـون فمـاترى لـهـم عـقـدة مـغشيـّة الـحجرات
خـلا ان منهـم بـالـمـدينـة عـصبة مـدى الـدهـر انضاءً مـن الازمات
قـلـيـلـة زوارٍ خـلا انّ زوروا مـن الـضبـع والـعقبـان والرخمات
لهـا كـل حـيـن نـومـة بمضاجعٍ لهـم مـن نـواحـي الارض مختلفات
وقـد كـان مـنهم بالـحجـازوارضها مغـاويـر نـحـارّون فـي السنواتِ
ائـمـة عـدلٍ يـقتـدى بفعـالـهـم وتـؤمـن مـنهـم زلـةُ الـعثرات
ذكرتُ محـل الرَّبـع من عرفـاتِ فأجريـت دمـع العيــن بالعبراتِ
وفـلُّ عُرى صبري وهاجت صبابتي رسـوم ديــار اقـفرت وعـراتِ
مدارس آيـاتٍ خلـت مـن تـلاوةٍ ومـنزل وحـى مقـفر العرصــات
لآل رسـول اللـه بالخيـف من منى وبالـرُّكـن والتعـريف والجمـرات
ديـارُ عـلـي والـحسيـن وجعفـرٍ وحمـزة والسـجــاد ذي الثفنـات
ديـارٌ لعبـد اللـه والفـضـل تلـوه نجـيّ رسـول اللـه فـي الخلـواتِ
منـازل جبأريــل الامين يـزورها مـن اللـه بالـتسليـم والـرّحمـات
ديـارُ عفـاهـاجـور كـل منـابـذٍ ولـم تـعـف بـالايـام والسنـواتِ
قفـا نسـأل الـدارالتـي خـفّ اهلها متـى عهدهـا بالصـوم والصلـواتِ
وايـن الالـى شطـت بهم غربة النوى افانيـن في الاطـراف مـنقبضـات
هـم اهـل ميـراث النبـي اذااعتزوا وهـم خـيـر قـاداتٍ وخيـرُ حمـاةِ
مطاعيم في الاعسار فـي كـلّ مشهـدٍ لـقـد شرفـوابالفضـل والبركــات
ائـمـة عـدلٍ يـقـتـدى بفعـالهـم وتـؤمـن منـهـم زلـةُ الـعـثـرات
و مـا النـاس الأ غـاصـبٍ ومكـذّبٍ ومـضـطـعـنٌ ذواحـنـة وتـرابِ
قبـور بكـوفـان واخـرى بـطيبـةٍ واخـرى بـفـخٍ نـالـهـا صلواتـي
وآخـر مـن بـعـد النبـي مبـاركٌ زكـىُ آوى بـغــداد فـي الحفرات
وقبـر بـارض الـجـوزجـان محلّه وقبـر ببـا خمـرى عـدى العرمات
وقـبـر بـبغـداد ٍ لـنفـس زكيةٍ تضمنهـا الـرحمـن فـي العرصات
وقبـر بـطـوس يـالهـا من مصيبةٍ تـردد بيـن الـصـدر والـحجبات
فـامـا الممضـات الـتي لست بالغا مبـالـغهـا مـنـي بـكنـه صفاتِ
الـى اللـه حتى يبعـث اللـه قـآئمـاً يـفـرّج فيـهـا الـهــم والكربات
نفـوسُ لـدى النهريـن من بطن كربلا معـرّسهـم فـيـهـا بـشط فرات
افاطـمُ لـو خـلـت الـحسين مجدلاً وقـد مـات عطشـانـاً بشـط فرات
للـطـمـتـي الـخـد عـنـده فاطمٍ واجريتـي دمـع العيـن على الوجنات
اخـاف بـان ازدارهـم ويشوقني معـرّسهـم بـالـجـزع مـن نخلات
تـقسمهـم ريـب الـمنـون فمـاترى لـهـم عـقـدة مـغشيـّة الـحجرات
خـلا ان منهـم بـالـمـدينـة عـصبة مـدى الـدهـر انضاءً مـن الازمات
قـلـيـلـة زوارٍ خـلا انّ زوروا مـن الـضبـع والـعقبـان والرخمات
لهـا كـل حـيـن نـومـة بمضاجعٍ لهـم مـن نـواحـي الارض مختلفات
وقـد كـان مـنهم بالـحجـازوارضها مغـاويـر نـحـارّون فـي السنواتِ
ائـمـة عـدلٍ يـقتـدى بفعـالـهـم وتـؤمـن مـنهـم زلـةُ الـعثرات
ahmed alkhabir- سوبر
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 762
نقاط : 28765
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: مدارس ايات خلت من تلاوة
تربيته
شبّ في بيت اختص بالشعر ، فجده (رزين) شاعر كما ذكره ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) وأبوه (علي) كان من شعراء عصره ، وعمه عبد الله بن رزين أحد الشعراء، وابن عمه (محمد بن عبد الله) شاعر له ديوان ويلقب بـ (أبي الشيص) وابن هذا عبد الله بن محمد أبي الشيص شاعر له ديوان أيضاً وأخواه (علي أبو الحسن ورزين) من الشعراء المشهورين...
وعن هؤلاء جميعاً أخذ دعبل ومنهم استقى وتعلم؛ فتلقف أبجدية الشعر وأصوله، وفهم معانيه وغاص في بحوره، وحفظ الكثير الكثير من الأبيات والقصائد.. إلا أنه لم يشرع في النظم، وعاهد نفسه ألا يفعل ذلك إلا بعد أن ينهل المزيد من منابع الشعر الأصيلة، ويتقن صناعته اتقاناً جيداً.. وهكذا خرج من الكوفة وسافر إلى الحجاز مع أخيه رزين، وإلى الري وخراسان مع أخيه علي.. (كان دعبل يخرج فيغيب سنيناً يدور خلالها الدنيا كلها ويرجع، وقد أفاد وأثرى، وكانت الشراة والصعاليك يلقونه ولا يؤذونه ويواكلونه ويشاربونه ويبرّونه، وكان إذا لقيهم وضع طعامه وشرابه ودعاهم إليه فكانوا يواصلونه ويصلونه، وأنشد دعبل لنفسه في بعض أسفاره يقول:
حللت محلاً يقصر البرق دونه ويعجز عنه الطيف أن يتجشما
وهكذا رافق مسلم بن الوليد (وكان شاعراً متصرفاً في فنون القول حسن الأسلوب أستاذ الفن ويقال أنه أول من قال الشعر المعروف بالبديع ووسمه وتبعه فيه أبو تمام وغيره توفي بجرجان سنة 208 هـ) .
رافقه دعبل ليأخذ الأدب عنه ويستقي من فنونه، وعبر دعبل عن تلك الفترة بقوله: ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم فيقول لي: أكتم هذا.. حتى قلت:
أين الشباب؟! وأيّة سلكا؟! لا أين يطلب؟! ضلّ بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
فلما أنشدته هذه القصيدة قال: اذهب الآن فاظهر شعرك كيف شئت ولمن شئت!
سرّ دعبل لهذه النتيجة وانطلق مارده الشعري من عقاله وراح ينشد أحلى القصائد وأعذبها.. ولأنه تربى على محبة أهل البيت(ع) والولاء لهم، فقد كرس شعره من أجل الدفاع عن البيت النبوي الطاهر والتجاهر بأحقيتهم دون مبالاة بالموت الذي كان يترصده.
وله من قصيدة طويلة في رثاء الإمام الحسين قوله:
يا آل أحمد ما لقيتم بعده من عصبة هم في القياس مجوس
كم عبرة فاضت لكم وتقطعتيوم الطفوف على الحسين نـفوس
صبراً موالينا فسوف نديلكم يوماً على آل اللعين عبـوس
ما زلت متّبعاً لكم ولأمركم وعليه نفسي ما حيـيـت أسوس
[أسفاره وجرأته
سافر دعبل الخزاعي إلى بغداد وأقام فيها زمن المأمون فاختلط بأدبائها وشعرائها فاكتسب منهم ما أغنى تجربته، فبلغ الذروة في نشاطه الشعري واتقان صناعته؛ فنظم في بغداد أقوى وأشهر قصائده (فتوغل لا يقرّ به قرار ولا يهاب في الهجاء والسباب المقذع فيمن حسبهم أعداء العترة الطاهرة وغاصبي مناصبهم، فكان يتقرب بشعره إلى الله وهو من المقربات إليه سبحانه زلفى، وأن الولاية لا تكون خالصة إلا بالبراءة ممن يضادها ويعاندها كما تبرأ الله ورسوله من المشركين).
وبسبب الجرأة والهجاء كثر أعداء الشاعر ومناوئوه، فتربصوا للوقيعة به وقتله، لكنه لم يبال ورد عليهم بقصائد أشد وأقوى. واشتهر بقوله: (أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها)!! وبسبب بأسه الشديد وقوة حجته تجنب الكثير لسانه (قيل للوزير محمد بن عبد الملك الزيات: لم لا تجيب دعبلاً عن قصيدته التي هجاك فيها؟! قال: إن دعبلاً جعل خشبته على عنقه يدور بها يطلب من يصلبه بها دون أن يبالي).
وكان الوزير الزيات على حق، فدعبل لم يعرف الخوف ولم يتردد في هجاء الخليفة المأمون قائلاً:
أخذ المشيب من الشباب الأغيد والنائبات من الأنام بمرصد
أيسومني المأمون خطّة جاهل أو ما رأى بالأمس رأس محمد؟!
إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خمولة واستنقذوك من الحضيض الأوهد
محمد - الوارد اسمه في هذه الأبيات - هو (الأمين بن الرشيد) الذي قتله طاهر الخزاعي وبذلك ولي المأمون الخلافة. وهجا إبراهيم بن المهدي بقوله:
يا معشر الأجياد لا تقنطوا وارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينيّة يلتذّها الأمرد والأشمط
والمعديّات لقوّادكم لا تدخل الكيس ولا تربط
وهكذا يرزق قوّاده خليفة مصحفه البربط
فدخل إبراهيم على المأمون فشكى إليه حاله وقال: يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك عليّ وألهمك الرأفة والعفو عني، والنسب واحد، وقد هجاني دعبل فانتقم لي منه.. وأنشده الأبيات السابقة، فقال المأمون: لك أسوة بي فقد هجاني بما هو أقبح من ذلك واحتملته. وقال دعبل بحق الفضل بن مروان موبخاً وساخراً:
نصحت فأخلصت النصيحة للفضل وقلت فسيّرت المقالة في الفضل
ألا إن في الفضل بن سهل لعبرة إذ اعتبر الفضل بن مروان بالفضل
وللفضل في الفضل بن يحيى مواعظ إذا فكر الفضل بن مروان في الفضل
فأبق حميداً من حديث تفز به ولا تدع الإحسان والأخذ بالفضل
فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير وقال له: قد قبلت نصحك فأكفني خيرك وشرك..
نبوغه
لم يكتف دعبل الخزاعي بنبوغه في الشعر الذي صار يُستشهد به في إثبات معاني الألفاظ ومواد اللغة ويهتف به في مجتمعات الشيعة في آناء الليل وأطراف النهار، ويردده الأعداء قبل الأصدقاء؛ فقد نبغ في الأدب والتاريخ وألف فيهما، كما اشتهر بروايته للحديث وبسيرته مع الخلفاء والوزراء.. وانتشر خبر كتابه (الواحدة) في مناقب العرب ومثالبها انتشاراً عجيباً وانهمك النساخ لسنوات طويلة في نسخه وبيعه للراغبين في اقتنائه وهم كثر.. ونجح كتابه القيّم (طبقات الشعراء) نجاحاً كبيراً واعتبر المرجع الكبير ومن الأصول المعوّل عليها في الأدب والتراجم ونقل عنه جميع المؤلفين الذين جاءوا بعده.. لما تضمنه من معلومات نادرة وموثقة عن شعراء البصرة - وشعراء الحجاز - وشعراء بغداد وأخبارهم...
وديوان دعبل الخزاعي خير شاهد على نبوغه ومقدرته الفذة على سبك القصائد المتينة وحسن اختياره للمواضيع.
نطق القرآن بفضل آل محمد وولاية لعليّه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي بعد النبي الصادق المتودد
إذ جاءه المسكين حال صلاته فامتد طوعاً بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتماً هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصّه الرحمن في تنزيله من حاز مثل فخاره فليعدد
إن الإله وليّكم ورسوله والمؤمنين فمن يشأ فليجـحد
يكن الإله خصيمه فيها غدا والله ليس بمـخلف في الموعد
قالها في مدح الإمام علي يذكر تصدّقه بخاتمه في الصلاة ونزول الآية الكريمة: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وله قصيدة أخرى في مدح الإمام علي منها:
سقياً لبيعة أحمد ووصيه أعني الإمام وليّنا المحسودا
أعنـي الذي نصر النبي محمداً قبل البريّة ناشئاً ووليدا
أعني الذي كشف الكروب ولم يكن في الحرب عند لقائه رعديدا
أعنـي الموحد قبل كل موحد لا عابداً وثناً ولا جلمودا
عرف عن دعبل الخزاعي شدة ولائه لآل البيت والجهر بحبهم لذا أنشد بحقهم أجمل القصائد العربية وأحسنها على الإطلاق ولم تزل الألسن ترددها على مر السنين..
سقياً ورعياً لأيام الصبابات أيام أرفل في أثواب لذّاتي
أيام غصني رطيب من ليانته أصبوا إلى خير جارات وكنّات
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه وأقذف برجلك عن متـن الجهالات
وأقصد بكل مديح أنت قائله نحو الهداة بني بيت الكرامات
وهذه الأبيات أنشدها عبد الله بن طاهر عن دعبل على المأمون بناءاً على طلبه، وعلق عليها بعد سماعها: إن دعبل قد وجد والله مقالاً ونال ببعيد ذكرهم ما لا يناله في وصف غيرهم!
شبّ في بيت اختص بالشعر ، فجده (رزين) شاعر كما ذكره ابن قتيبة في (الشعر والشعراء) وأبوه (علي) كان من شعراء عصره ، وعمه عبد الله بن رزين أحد الشعراء، وابن عمه (محمد بن عبد الله) شاعر له ديوان ويلقب بـ (أبي الشيص) وابن هذا عبد الله بن محمد أبي الشيص شاعر له ديوان أيضاً وأخواه (علي أبو الحسن ورزين) من الشعراء المشهورين...
وعن هؤلاء جميعاً أخذ دعبل ومنهم استقى وتعلم؛ فتلقف أبجدية الشعر وأصوله، وفهم معانيه وغاص في بحوره، وحفظ الكثير الكثير من الأبيات والقصائد.. إلا أنه لم يشرع في النظم، وعاهد نفسه ألا يفعل ذلك إلا بعد أن ينهل المزيد من منابع الشعر الأصيلة، ويتقن صناعته اتقاناً جيداً.. وهكذا خرج من الكوفة وسافر إلى الحجاز مع أخيه رزين، وإلى الري وخراسان مع أخيه علي.. (كان دعبل يخرج فيغيب سنيناً يدور خلالها الدنيا كلها ويرجع، وقد أفاد وأثرى، وكانت الشراة والصعاليك يلقونه ولا يؤذونه ويواكلونه ويشاربونه ويبرّونه، وكان إذا لقيهم وضع طعامه وشرابه ودعاهم إليه فكانوا يواصلونه ويصلونه، وأنشد دعبل لنفسه في بعض أسفاره يقول:
حللت محلاً يقصر البرق دونه ويعجز عنه الطيف أن يتجشما
وهكذا رافق مسلم بن الوليد (وكان شاعراً متصرفاً في فنون القول حسن الأسلوب أستاذ الفن ويقال أنه أول من قال الشعر المعروف بالبديع ووسمه وتبعه فيه أبو تمام وغيره توفي بجرجان سنة 208 هـ) .
رافقه دعبل ليأخذ الأدب عنه ويستقي من فنونه، وعبر دعبل عن تلك الفترة بقوله: ما زلت أقول الشعر وأعرضه على مسلم فيقول لي: أكتم هذا.. حتى قلت:
أين الشباب؟! وأيّة سلكا؟! لا أين يطلب؟! ضلّ بل هلكا
لا تعجبي يا سلم من رجل ضحك المشيب برأسه فبكى
فلما أنشدته هذه القصيدة قال: اذهب الآن فاظهر شعرك كيف شئت ولمن شئت!
سرّ دعبل لهذه النتيجة وانطلق مارده الشعري من عقاله وراح ينشد أحلى القصائد وأعذبها.. ولأنه تربى على محبة أهل البيت(ع) والولاء لهم، فقد كرس شعره من أجل الدفاع عن البيت النبوي الطاهر والتجاهر بأحقيتهم دون مبالاة بالموت الذي كان يترصده.
وله من قصيدة طويلة في رثاء الإمام الحسين قوله:
يا آل أحمد ما لقيتم بعده من عصبة هم في القياس مجوس
كم عبرة فاضت لكم وتقطعتيوم الطفوف على الحسين نـفوس
صبراً موالينا فسوف نديلكم يوماً على آل اللعين عبـوس
ما زلت متّبعاً لكم ولأمركم وعليه نفسي ما حيـيـت أسوس
[أسفاره وجرأته
سافر دعبل الخزاعي إلى بغداد وأقام فيها زمن المأمون فاختلط بأدبائها وشعرائها فاكتسب منهم ما أغنى تجربته، فبلغ الذروة في نشاطه الشعري واتقان صناعته؛ فنظم في بغداد أقوى وأشهر قصائده (فتوغل لا يقرّ به قرار ولا يهاب في الهجاء والسباب المقذع فيمن حسبهم أعداء العترة الطاهرة وغاصبي مناصبهم، فكان يتقرب بشعره إلى الله وهو من المقربات إليه سبحانه زلفى، وأن الولاية لا تكون خالصة إلا بالبراءة ممن يضادها ويعاندها كما تبرأ الله ورسوله من المشركين).
وبسبب الجرأة والهجاء كثر أعداء الشاعر ومناوئوه، فتربصوا للوقيعة به وقتله، لكنه لم يبال ورد عليهم بقصائد أشد وأقوى. واشتهر بقوله: (أنا أحمل خشبتي على كتفي منذ خمسين سنة لست أجد أحداً يصلبني عليها)!! وبسبب بأسه الشديد وقوة حجته تجنب الكثير لسانه (قيل للوزير محمد بن عبد الملك الزيات: لم لا تجيب دعبلاً عن قصيدته التي هجاك فيها؟! قال: إن دعبلاً جعل خشبته على عنقه يدور بها يطلب من يصلبه بها دون أن يبالي).
وكان الوزير الزيات على حق، فدعبل لم يعرف الخوف ولم يتردد في هجاء الخليفة المأمون قائلاً:
أخذ المشيب من الشباب الأغيد والنائبات من الأنام بمرصد
أيسومني المأمون خطّة جاهل أو ما رأى بالأمس رأس محمد؟!
إني من القوم الذين سيوفهم قتلت أخاك وشرفتك بمقعد
شادوا بذكرك بعد طول خمولة واستنقذوك من الحضيض الأوهد
محمد - الوارد اسمه في هذه الأبيات - هو (الأمين بن الرشيد) الذي قتله طاهر الخزاعي وبذلك ولي المأمون الخلافة. وهجا إبراهيم بن المهدي بقوله:
يا معشر الأجياد لا تقنطوا وارضوا بما كان ولا تسخطوا
فسوف تعطون حنينيّة يلتذّها الأمرد والأشمط
والمعديّات لقوّادكم لا تدخل الكيس ولا تربط
وهكذا يرزق قوّاده خليفة مصحفه البربط
فدخل إبراهيم على المأمون فشكى إليه حاله وقال: يا أمير المؤمنين إن الله سبحانه وتعالى فضلك في نفسك عليّ وألهمك الرأفة والعفو عني، والنسب واحد، وقد هجاني دعبل فانتقم لي منه.. وأنشده الأبيات السابقة، فقال المأمون: لك أسوة بي فقد هجاني بما هو أقبح من ذلك واحتملته. وقال دعبل بحق الفضل بن مروان موبخاً وساخراً:
نصحت فأخلصت النصيحة للفضل وقلت فسيّرت المقالة في الفضل
ألا إن في الفضل بن سهل لعبرة إذ اعتبر الفضل بن مروان بالفضل
وللفضل في الفضل بن يحيى مواعظ إذا فكر الفضل بن مروان في الفضل
فأبق حميداً من حديث تفز به ولا تدع الإحسان والأخذ بالفضل
فبعث إليه الفضل بن مروان بدنانير وقال له: قد قبلت نصحك فأكفني خيرك وشرك..
نبوغه
لم يكتف دعبل الخزاعي بنبوغه في الشعر الذي صار يُستشهد به في إثبات معاني الألفاظ ومواد اللغة ويهتف به في مجتمعات الشيعة في آناء الليل وأطراف النهار، ويردده الأعداء قبل الأصدقاء؛ فقد نبغ في الأدب والتاريخ وألف فيهما، كما اشتهر بروايته للحديث وبسيرته مع الخلفاء والوزراء.. وانتشر خبر كتابه (الواحدة) في مناقب العرب ومثالبها انتشاراً عجيباً وانهمك النساخ لسنوات طويلة في نسخه وبيعه للراغبين في اقتنائه وهم كثر.. ونجح كتابه القيّم (طبقات الشعراء) نجاحاً كبيراً واعتبر المرجع الكبير ومن الأصول المعوّل عليها في الأدب والتراجم ونقل عنه جميع المؤلفين الذين جاءوا بعده.. لما تضمنه من معلومات نادرة وموثقة عن شعراء البصرة - وشعراء الحجاز - وشعراء بغداد وأخبارهم...
وديوان دعبل الخزاعي خير شاهد على نبوغه ومقدرته الفذة على سبك القصائد المتينة وحسن اختياره للمواضيع.
نطق القرآن بفضل آل محمد وولاية لعليّه لم تجحد
بولاية المختار من خير الذي بعد النبي الصادق المتودد
إذ جاءه المسكين حال صلاته فامتد طوعاً بالذراع وباليد
فتناول المسكين منه خاتماً هبة الكريم الأجود بن الأجود
فاختصّه الرحمن في تنزيله من حاز مثل فخاره فليعدد
إن الإله وليّكم ورسوله والمؤمنين فمن يشأ فليجـحد
يكن الإله خصيمه فيها غدا والله ليس بمـخلف في الموعد
قالها في مدح الإمام علي يذكر تصدّقه بخاتمه في الصلاة ونزول الآية الكريمة: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون). وله قصيدة أخرى في مدح الإمام علي منها:
سقياً لبيعة أحمد ووصيه أعني الإمام وليّنا المحسودا
أعنـي الذي نصر النبي محمداً قبل البريّة ناشئاً ووليدا
أعني الذي كشف الكروب ولم يكن في الحرب عند لقائه رعديدا
أعنـي الموحد قبل كل موحد لا عابداً وثناً ولا جلمودا
عرف عن دعبل الخزاعي شدة ولائه لآل البيت والجهر بحبهم لذا أنشد بحقهم أجمل القصائد العربية وأحسنها على الإطلاق ولم تزل الألسن ترددها على مر السنين..
سقياً ورعياً لأيام الصبابات أيام أرفل في أثواب لذّاتي
أيام غصني رطيب من ليانته أصبوا إلى خير جارات وكنّات
دع عنك ذكر زمان فات مطلبه وأقذف برجلك عن متـن الجهالات
وأقصد بكل مديح أنت قائله نحو الهداة بني بيت الكرامات
وهذه الأبيات أنشدها عبد الله بن طاهر عن دعبل على المأمون بناءاً على طلبه، وعلق عليها بعد سماعها: إن دعبل قد وجد والله مقالاً ونال ببعيد ذكرهم ما لا يناله في وصف غيرهم!
ahmed alkhabir- سوبر
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 762
نقاط : 28765
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: مدارس ايات خلت من تلاوة
اشتهرت القصيدة وذاع صيت دعبل الخزاعي (ثم إن المأمون لما ثبّتت قدمه في الخلافة وضرب الدنانير باسمه أقبل يجمع الآثار في فضائل آل الرسول فتناهى إليه فيما تناهى من فضائلهم قصيدة دعبل (مدارس آيات) فما زالت تردد في صدر المأمون حتى قدم عليه دعبل فقال له: أنشدني قصيدتك التائية ولا بأس عليك ولك الأمان من كل شيء فيها فإني أعرفها وقد رويتها إلا أني أحب أن أسمعها من فيك.. فأنشده إياها فبكى المأمون حتى اخضلّت لحيته وجرت دموعه على نحره.. وكان دعبل أول داخل عليه وآخر خارج من عنده).
وروى الشيخ الصدوق في أماليه بإسناده عن دعبل الخزاعي أنه قال: جاءني خبر موت الرضا(ع) وأنا مقيم بـ (قم) فقلت القصيدة الرائية ] التي طلب المأمون الاستماع إليها، ومنها:
أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي كحالمٍ قصّ رؤيا بعد مدّكر
وفي مواليك للحرَّين مشغلة من أن تبيت لمشغول على أثر
كم ذراع لهم بالطفّ بائنة وعارض بصعيد الترب منعفر
أمسى الحسين ومسراهم لمقتله وهم يقولون: هذا سيد البشر
يا أمة السوء ما جازيت أحمد في حسن البلاء على التنزيل والسور
خلفتموه على الأبناء حين مضى خلافة الذئب في إنفاد ذي بقر
لم يبق حيّ من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر
قتلاً وأسراً وتخويفاً ومنهبةً فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
قال: فضرب المأمون عمامته الأرض وقال: صدقت والله يا دعبل.
بعد موت المأمون جاء المعتصم الذي كان يبغض دعبلاً لجرأته وقرر قتله فهرب إلى الجبل وقال يهجوه:
بكى لشتات الدين مكتئب صبّ وفاض بفرط الدمع من عينيه غرب
وقام إمام لم يكن ذا هداية فليس له دين وليس له لبّ
وحين مات المعتصم وخلفه الواثق قال دعبل:
الحمد لله لا صبر ولا جلد ولا عزاء إذا أهل البلا رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد وآخر قام لم يفرح به أحد
بعد هروبه من بغداد جال دعبل في الآفاق فدخل البصرة ودمشق ومصر على عهد المطلب بن عبد الله بن مالك المصري وولاه أسوان، فلما بلغ هجاؤه إياه عزله، فأنفذ إليه كتاب العزل مع مولى له وقال: انتظره حتى يصعد المنبر يوم الجمعة فإذا علاه فأوصل الكتاب إليه وأمنعه من الخطبة وأنزله عن المنبر واصعد مكانه. (فلما علا دعبل المنبر وتنحنح ليخطب ناوله المولى الكتاب فقال له دعبل: دعني أخطب فإذا نزلت قرأته. قال: لا، قد أمرني أن أمنعك من الخطبة حتى تقرأه.. فقرأه وأنزله عن المنبر معزولاً وخرج إلى المغرب إلى بني الأغلب)
وفاته
لقد اسرف دعبل الخزاعي في هجاء الناس فكان حتفه على يد أحد مهجويه, ومن الملفت للنظر أنه قد تعرض في شعره لخلفاء كثيرين, كما سبق الا انه نهايته كانت على يد من كان اقل منهم مكانة وسلطانا. فقد قصد دعبل يوما ما مالك بن طوق ومدحه, فلم يرض ثوابه, فخرج عنه وقال فيه:
ان ابن طوق وبني تغلب لو قتلوا أو اجرحوا قصره
لم يأخذوا من دية درهما يوما ولا من آرشهم بعرة
دماؤهم ليس لها طالب مطلولة مثل دم العذرة
وجوههم بيض وأحسابهم سود وفي آذانهم صفره
وهجاه في ابيات أخرى غيرها بقبح لسانه. وبلغت الابيات مالكا, فطلبه فهرب, فأتى البصرة وعليها اسحاق بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبدالمطلب وقد كان بلغه هجاء دعبل وعبدالله بن ابي عيينة نزارا, فأما ابن عيينة هرب منه فلم يظهر بالبصرة طول أيامه, وأما دعبل فانه حين دخل البصرة بعث اليه مالك فقبض عليه ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه, فجحد القصيدة وحلف عليها بالطلاق ثلاثا وبكل يمين تبرئ من الدين انه لم يقلها, وان عدوا له, قالها ونسبها اليه ليغرى بدمه, وجعل يتضرع اليه, ويبكي بين يديه, فرق له وقال: اما إذ أعفيتك من القتل فلا بد من أن أشهرك. ثم دعا له بالعصا فضرب بها حتى سلح، وامر به فألقي على قفاه وفتح فمه, فرد سلحه فيه!! والمقارع تأخذ رجليه وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله, فما رفعت عنه حتى بلع سلحه كله! ثم خلاه, فهرب إلى الأهواز.
فبعث مالك بن طوق رجلا حصيفا مقداما أعطاه سما وأمره أن يغتاله كيف شاء, وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم, فلم يزل الرجل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس, فأغتاله في وقت من الاوقات بعد الصلاة العتمة, إذ ضرب ظهر قدمه بعكاز مسموم فمات من الغد, ودفن بتلك القرية...
وروى الشيخ الصدوق في أماليه بإسناده عن دعبل الخزاعي أنه قال: جاءني خبر موت الرضا(ع) وأنا مقيم بـ (قم) فقلت القصيدة الرائية ] التي طلب المأمون الاستماع إليها، ومنها:
أصبحت أخبر عن أهلي وعن ولدي كحالمٍ قصّ رؤيا بعد مدّكر
وفي مواليك للحرَّين مشغلة من أن تبيت لمشغول على أثر
كم ذراع لهم بالطفّ بائنة وعارض بصعيد الترب منعفر
أمسى الحسين ومسراهم لمقتله وهم يقولون: هذا سيد البشر
يا أمة السوء ما جازيت أحمد في حسن البلاء على التنزيل والسور
خلفتموه على الأبناء حين مضى خلافة الذئب في إنفاد ذي بقر
لم يبق حيّ من الأحياء نعلمه من ذي يمان ولا بكر ولا مضر
إلا وهم شركاء في دمائهم كما تشارك أيسار على جزر
قتلاً وأسراً وتخويفاً ومنهبةً فعل الغزاة بأرض الروم والخزر
قال: فضرب المأمون عمامته الأرض وقال: صدقت والله يا دعبل.
بعد موت المأمون جاء المعتصم الذي كان يبغض دعبلاً لجرأته وقرر قتله فهرب إلى الجبل وقال يهجوه:
بكى لشتات الدين مكتئب صبّ وفاض بفرط الدمع من عينيه غرب
وقام إمام لم يكن ذا هداية فليس له دين وليس له لبّ
وحين مات المعتصم وخلفه الواثق قال دعبل:
الحمد لله لا صبر ولا جلد ولا عزاء إذا أهل البلا رقدوا
خليفة مات لم يحزن له أحد وآخر قام لم يفرح به أحد
بعد هروبه من بغداد جال دعبل في الآفاق فدخل البصرة ودمشق ومصر على عهد المطلب بن عبد الله بن مالك المصري وولاه أسوان، فلما بلغ هجاؤه إياه عزله، فأنفذ إليه كتاب العزل مع مولى له وقال: انتظره حتى يصعد المنبر يوم الجمعة فإذا علاه فأوصل الكتاب إليه وأمنعه من الخطبة وأنزله عن المنبر واصعد مكانه. (فلما علا دعبل المنبر وتنحنح ليخطب ناوله المولى الكتاب فقال له دعبل: دعني أخطب فإذا نزلت قرأته. قال: لا، قد أمرني أن أمنعك من الخطبة حتى تقرأه.. فقرأه وأنزله عن المنبر معزولاً وخرج إلى المغرب إلى بني الأغلب)
وفاته
لقد اسرف دعبل الخزاعي في هجاء الناس فكان حتفه على يد أحد مهجويه, ومن الملفت للنظر أنه قد تعرض في شعره لخلفاء كثيرين, كما سبق الا انه نهايته كانت على يد من كان اقل منهم مكانة وسلطانا. فقد قصد دعبل يوما ما مالك بن طوق ومدحه, فلم يرض ثوابه, فخرج عنه وقال فيه:
ان ابن طوق وبني تغلب لو قتلوا أو اجرحوا قصره
لم يأخذوا من دية درهما يوما ولا من آرشهم بعرة
دماؤهم ليس لها طالب مطلولة مثل دم العذرة
وجوههم بيض وأحسابهم سود وفي آذانهم صفره
وهجاه في ابيات أخرى غيرها بقبح لسانه. وبلغت الابيات مالكا, فطلبه فهرب, فأتى البصرة وعليها اسحاق بن العباس بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبدالمطلب وقد كان بلغه هجاء دعبل وعبدالله بن ابي عيينة نزارا, فأما ابن عيينة هرب منه فلم يظهر بالبصرة طول أيامه, وأما دعبل فانه حين دخل البصرة بعث اليه مالك فقبض عليه ودعا بالنطع والسيف ليضرب عنقه, فجحد القصيدة وحلف عليها بالطلاق ثلاثا وبكل يمين تبرئ من الدين انه لم يقلها, وان عدوا له, قالها ونسبها اليه ليغرى بدمه, وجعل يتضرع اليه, ويبكي بين يديه, فرق له وقال: اما إذ أعفيتك من القتل فلا بد من أن أشهرك. ثم دعا له بالعصا فضرب بها حتى سلح، وامر به فألقي على قفاه وفتح فمه, فرد سلحه فيه!! والمقارع تأخذ رجليه وهو يحلف ألا يكف عنه حتى يستوفيه ويبلعه أو يقتله, فما رفعت عنه حتى بلع سلحه كله! ثم خلاه, فهرب إلى الأهواز.
فبعث مالك بن طوق رجلا حصيفا مقداما أعطاه سما وأمره أن يغتاله كيف شاء, وأعطاه على ذلك عشرة آلاف درهم, فلم يزل الرجل يطلبه حتى وجده في قرية من نواحي السوس, فأغتاله في وقت من الاوقات بعد الصلاة العتمة, إذ ضرب ظهر قدمه بعكاز مسموم فمات من الغد, ودفن بتلك القرية...
ahmed alkhabir- سوبر
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 762
نقاط : 28765
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
رد: مدارس ايات خلت من تلاوة
هجاؤه للمعتصم
ما ان تولى المعتصم العباسي محمد بن هارون ثامن الخلفاء العباسيين الحكم سنة (218 ه/833م)، حتى وجد دعبل نفسه في صميم المعارضين لخلافته وحكمه، ولا سيما مع تصاعد كرهالمعتصم لشيعة آل البيت(ع) ومحبيهم، ولم يكن دعبل ليسكت عن كل هذا الحيف الذي الحقه المعتصم بالمسلمين
الشيعة. ويؤكد هذا ما يذكره ابو الفرج الاصفهاني، اذ يقول: ((كان المعتصم يبغض دعبلا لطول لسانه، وبلغ دعبلا انه يريداغتياله وقتله، فهرب منه الى الجبل وقال يهجوه:
بكى لشتات الدين مكتئب صب
وفاض بفرط الدمع من عينه غرب
وقام امام لم يكن ذا هداية
فليس له دين وليس له لب
وما كانت الانباء تاتي بمثله
يملك يوما او تدين له العرب
ولكن كما قال الذين تتابعوا
من السلف الماضين اذ عظم الخطب
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم تاتنا عن ثامن لهم كتب
كذلك اهل الكهف في الكهف سبعة
خيار اذا عدوا وثامنهم كلب
واني لاعلي كلبهم عنك رفعة
لانك ذو ذنب وليس له ذنب
ما ان تولى المعتصم العباسي محمد بن هارون ثامن الخلفاء العباسيين الحكم سنة (218 ه/833م)، حتى وجد دعبل نفسه في صميم المعارضين لخلافته وحكمه، ولا سيما مع تصاعد كرهالمعتصم لشيعة آل البيت(ع) ومحبيهم، ولم يكن دعبل ليسكت عن كل هذا الحيف الذي الحقه المعتصم بالمسلمين
الشيعة. ويؤكد هذا ما يذكره ابو الفرج الاصفهاني، اذ يقول: ((كان المعتصم يبغض دعبلا لطول لسانه، وبلغ دعبلا انه يريداغتياله وقتله، فهرب منه الى الجبل وقال يهجوه:
بكى لشتات الدين مكتئب صب
وفاض بفرط الدمع من عينه غرب
وقام امام لم يكن ذا هداية
فليس له دين وليس له لب
وما كانت الانباء تاتي بمثله
يملك يوما او تدين له العرب
ولكن كما قال الذين تتابعوا
من السلف الماضين اذ عظم الخطب
ملوك بني العباس في الكتب سبعة
ولم تاتنا عن ثامن لهم كتب
كذلك اهل الكهف في الكهف سبعة
خيار اذا عدوا وثامنهم كلب
واني لاعلي كلبهم عنك رفعة
لانك ذو ذنب وليس له ذنب
ahmed alkhabir- سوبر
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 762
نقاط : 28765
تاريخ التسجيل : 19/04/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى