ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
صفحة 1 من اصل 1
ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
أحد مشاهير العباد وأكابر الزهاد ، كانت له همة عالية في ذلك رحمه الله .. فهو إبراهيم بن ادهم بن منصور بن يزيد بن عامر بن إسحاق التميمي .. ويقال له العجلي ، أصله من بلخ ثم سكن الشام ودخل دمشق .
وروي الحديث عن أبيه والأعمش ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة وأبي إسحاق السبيعي ، وحدث عنه خلق منهم الثوري وأبوإسحاق الفزاري ومحمد بن حميد .
قال النسائي : إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد . وذكر أبو نعيم وغيره أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان ، وكان قد حبب إليه الصيد قال : فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بي هاتف : ما لهذا خلقت ، ولا بهذا أمرت . قال : فوقفت وقلت : انتهيت انتهيت ، جاءني نذير من رب العالمين فرجعت إلي أهلي فخليت عن فرسي وجئت إلي بعض رعاة أبي فأخذت منه جبة وكساء ثم ألقيت ثيابي إليه ، ثم أقبلت إلي العراق فعملت بها أياماً فلم يصف لي بها الحلال ، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدني إلي بلاد الشام فأتيت طرسوس فعملت بها أياماً أنظر البساتين وأحصد الحصاد، وكان يقول : ماتهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام . أفر بديني من شاهق إلي شاهق ومن جبل إلي جبل ، فمن يراني يقول هوموسوس . ثم دخل البادية ودخل مكة وصحب الثوري والفضيل بن عياض ودخل الشام ومات بها ، وكان لايأكل إلا من عمل يديه مثل الحصاد وعمل الفاعل وحفظ البساتين وغير ذلك .
وقال إبراهيم بن بشار قيل لابن أدهم لم تركت الحديث ؟ فقال: إني مشغول عنه بثلاث ، بالشكر علي النعم ، وبالاستغفار من الذنوب، وبالاستعداد للموت ، ثم صاح وغشي عليه فسمعوا هاتفا يقول : لاتدخلوا بيني وبين أوليائي .
وذكروا أنه مرمع رفقة فإذا الأسد علي الطريق فتقدم إليه إبراهيم بن أدهم فقال له : ياقسورة إن كنت أمرت فينا بشئ فامض لما أمرت به وإلا فعودك علي بدنك . قالوا : فولي السبع ذاهبا يضرب بذنبه، ثم أقبل علينا إبراهيم فقال : قولوا : اللهم راعنا بعينك التي لاتنام ، واكنفنا بكنفك الذي لايرام ، وارحمنا بقدرتك علينا ، ولانهلك وأنت رجاؤنا يا الله ، يا الله ، يا الله . قال خلف بن تميم : فما زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي لص ولاغيره .
وكان كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات :
لما توعد الدنيا بهِ منُ شرورها
يكوُن بكاءُ الطفلِ ساعةً يوضعَ
وإلا فما يبكيهِ منهـا وإنــه
لاروحُ مما كانَ فيـهِ وأوسـعُ
إذا أبصر الدنيا استهل كأنما
يري ما سيلقي مْن أذاها ويسمعُ
وكان يتمثل أيضاً :
رأيت الذنوب تميتُ القلـوبَ
ويــورثها الـذلُ إدمانهـا
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلـوب
وخـيرَ لنفسـكِ عصيانهـا
وما أفسد الـدينَ إلا ملـوكَ
وأحبـارَ سـوء ورهبانـها
وباعوا النفوسَ فلم يربحوا
ولـمْ يغـلُ بالبيعِ أثمانها
لقد رتع القـومُ في جيفـة
تبـينُ لذي اللـبِ أنتانها
وصعد مرة جبلا بمكة ومعه جماعة فقال لهم : لو أن وليا من أولياء الله قال لجبل زل لزال .. فتحرك الجبل تحته فوكزه برجله وقال: اسكن فانما ضربتك مثلا لأصحابي . وكان الجبل أبا قبيس . وركب مرة سفينة فأخذهم الموج من كل مكان فلف إبراهيم رأسه بكسائه واضطجع وعج أصحاب السفينة بالضجيج والدعاء ، وأيقظوه وقالوا: ألا تري ما نحن فيه من الشدة ؟ فقال : ليست هذه شدة ، وإنما الشدة الحاجة إلي الناس ثم قال : اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك . فصار البحر كأنه قدح زيت . وكان قد طلبه صاحب السفينة بأجرة حمله دينارين وألح عليه ، فقال له : اذهب معي حتي أعطيك ديناريك ، فأتي به إلي جزيرة في البحر فتوضأ إبراهيم وصلي ركعتين ودعا وإذا ما حوله قد ملئ دنانير ، فقال له : خذ حقك ولاتزد ولاتذكر هذا لأحد. وقال حذيفة المرعشي : أويت أنا وإبراهيم إلي مسجد خراب بالكوفة، وكان قد مضي علينا أيام لم نأكل فيها شيئاً ، فقال لي : كأنك جائع. قلت : نعم . فأخذ رقعة فكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه بكل حال ، المشار إليه بكل معني :
أنا حامـدَ أنا ذاكـرَ أنا شاكـرَ
أنا جائـع أنا حاسرَ أنا عاري
هي ستةَ وأنا الضمينُ لنصفه
فكن الضمين لنصفها ياباري
مدحي لغيركَ وهجُ نارِ خضته
فأجر عبيدك من دخول النارِ
ثم قال لي : اخرج بهذه الرقعة ولاتعلق قلبك بغير الله سبحانه وتعالي وادفع هذه الرقعة لأول رجل تلقاه . فخرجت فإذا رجل علي بغلة فدفعتها إليه فلما قرآها بكي ودفع إلي ستمئة دينار وانصرف ، فسألت رجلا من هذا الذي علي البغلة ؟ فقالوا : هو رجل نصراني . فجئت إبراهيم فأخبرته فقال :
الآن يجئ فيسلم . فما كان غير قريب حتي جاء فأكب علي رأس إبراهيم وأسلم . وكان إبراهيم يقول : دارنا أمامنا وحياتنا بعد وفاتنا ، فإما إلي الجنة وإما إلي النار .. مثل لبصرك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك وانظر كيف تكون حينئذ ، ومثل له هول المضجع ومساءلة منكر ونكير وانظر كيف تكون .. ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها والعرض والحساب ، وانظر كيف تكون . ثم صرخ صرخة خر مغشيا عليه . ونظر إلي رجل من أصحابه يضحك فقال له: لاتطمع فيما لايكون ، ولاتنس مايكون . فقيل له : كيف هذا يا أبا إسحاق ؟ فقال : لاتطمع في البقاء والموت يطلبك ، فكيف يضحك من يموت ولايدري أين يذهب به إلي جنة أم إلي نار ؟ ولاتنس مايكون الموت يأتيك صباحاً أو مساء . ثم قال : آه ! ثم خرّ مغشياً عليه . وكان يقول : مالنا نشكو فقرنا إل مثلنا ولانسأل كشفه من ربنا. ثم يقول : ثكلت عبداً أمه أحب الدنيا ونسي مافي خزائن مولاه. وقال : إذا كنت بالليل نائماً وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف ترضي من هو بأمورك قائماً . ورآه بعض أصحابه وهو بمسجد وهو يبكي ويضرب بيديه علي رأسه ، فقال : مايبكيك ؟ فقال : ذكرت يوماً تنقلب فيه القلوب والأبصار .
وقال مررت في بعض جبال فاذا حجر مكتوب عليه بالعربية :
كــلُ حَــيَّ وإن بقــي
فمـــنَ العيــشِ يستقي
فاعمــل اليومَ واجتــهدَ
واحـــذرِ الموت ياشـقي
وروي الحديث عن أبيه والأعمش ومحمد بن زياد صاحب أبي هريرة وأبي إسحاق السبيعي ، وحدث عنه خلق منهم الثوري وأبوإسحاق الفزاري ومحمد بن حميد .
قال النسائي : إبراهيم بن أدهم ثقة مأمون أحد الزهاد . وذكر أبو نعيم وغيره أنه كان ابن ملك من ملوك خراسان ، وكان قد حبب إليه الصيد قال : فخرجت مرة فأثرت ثعلبا فهتف بي هاتف : ما لهذا خلقت ، ولا بهذا أمرت . قال : فوقفت وقلت : انتهيت انتهيت ، جاءني نذير من رب العالمين فرجعت إلي أهلي فخليت عن فرسي وجئت إلي بعض رعاة أبي فأخذت منه جبة وكساء ثم ألقيت ثيابي إليه ، ثم أقبلت إلي العراق فعملت بها أياماً فلم يصف لي بها الحلال ، فسألت بعض المشايخ عن الحلال فأرشدني إلي بلاد الشام فأتيت طرسوس فعملت بها أياماً أنظر البساتين وأحصد الحصاد، وكان يقول : ماتهنيت بالعيش إلا في بلاد الشام . أفر بديني من شاهق إلي شاهق ومن جبل إلي جبل ، فمن يراني يقول هوموسوس . ثم دخل البادية ودخل مكة وصحب الثوري والفضيل بن عياض ودخل الشام ومات بها ، وكان لايأكل إلا من عمل يديه مثل الحصاد وعمل الفاعل وحفظ البساتين وغير ذلك .
وقال إبراهيم بن بشار قيل لابن أدهم لم تركت الحديث ؟ فقال: إني مشغول عنه بثلاث ، بالشكر علي النعم ، وبالاستغفار من الذنوب، وبالاستعداد للموت ، ثم صاح وغشي عليه فسمعوا هاتفا يقول : لاتدخلوا بيني وبين أوليائي .
وذكروا أنه مرمع رفقة فإذا الأسد علي الطريق فتقدم إليه إبراهيم بن أدهم فقال له : ياقسورة إن كنت أمرت فينا بشئ فامض لما أمرت به وإلا فعودك علي بدنك . قالوا : فولي السبع ذاهبا يضرب بذنبه، ثم أقبل علينا إبراهيم فقال : قولوا : اللهم راعنا بعينك التي لاتنام ، واكنفنا بكنفك الذي لايرام ، وارحمنا بقدرتك علينا ، ولانهلك وأنت رجاؤنا يا الله ، يا الله ، يا الله . قال خلف بن تميم : فما زلت أقولها منذ سمعتها فما عرض لي لص ولاغيره .
وكان كثيراً ما يتمثل بهذه الأبيات :
لما توعد الدنيا بهِ منُ شرورها
يكوُن بكاءُ الطفلِ ساعةً يوضعَ
وإلا فما يبكيهِ منهـا وإنــه
لاروحُ مما كانَ فيـهِ وأوسـعُ
إذا أبصر الدنيا استهل كأنما
يري ما سيلقي مْن أذاها ويسمعُ
وكان يتمثل أيضاً :
رأيت الذنوب تميتُ القلـوبَ
ويــورثها الـذلُ إدمانهـا
وتركُ الذنوبِ حياةُ القلـوب
وخـيرَ لنفسـكِ عصيانهـا
وما أفسد الـدينَ إلا ملـوكَ
وأحبـارَ سـوء ورهبانـها
وباعوا النفوسَ فلم يربحوا
ولـمْ يغـلُ بالبيعِ أثمانها
لقد رتع القـومُ في جيفـة
تبـينُ لذي اللـبِ أنتانها
وصعد مرة جبلا بمكة ومعه جماعة فقال لهم : لو أن وليا من أولياء الله قال لجبل زل لزال .. فتحرك الجبل تحته فوكزه برجله وقال: اسكن فانما ضربتك مثلا لأصحابي . وكان الجبل أبا قبيس . وركب مرة سفينة فأخذهم الموج من كل مكان فلف إبراهيم رأسه بكسائه واضطجع وعج أصحاب السفينة بالضجيج والدعاء ، وأيقظوه وقالوا: ألا تري ما نحن فيه من الشدة ؟ فقال : ليست هذه شدة ، وإنما الشدة الحاجة إلي الناس ثم قال : اللهم أريتنا قدرتك فأرنا عفوك . فصار البحر كأنه قدح زيت . وكان قد طلبه صاحب السفينة بأجرة حمله دينارين وألح عليه ، فقال له : اذهب معي حتي أعطيك ديناريك ، فأتي به إلي جزيرة في البحر فتوضأ إبراهيم وصلي ركعتين ودعا وإذا ما حوله قد ملئ دنانير ، فقال له : خذ حقك ولاتزد ولاتذكر هذا لأحد. وقال حذيفة المرعشي : أويت أنا وإبراهيم إلي مسجد خراب بالكوفة، وكان قد مضي علينا أيام لم نأكل فيها شيئاً ، فقال لي : كأنك جائع. قلت : نعم . فأخذ رقعة فكتب فيها بسم الله الرحمن الرحيم أنت المقصود إليه بكل حال ، المشار إليه بكل معني :
أنا حامـدَ أنا ذاكـرَ أنا شاكـرَ
أنا جائـع أنا حاسرَ أنا عاري
هي ستةَ وأنا الضمينُ لنصفه
فكن الضمين لنصفها ياباري
مدحي لغيركَ وهجُ نارِ خضته
فأجر عبيدك من دخول النارِ
ثم قال لي : اخرج بهذه الرقعة ولاتعلق قلبك بغير الله سبحانه وتعالي وادفع هذه الرقعة لأول رجل تلقاه . فخرجت فإذا رجل علي بغلة فدفعتها إليه فلما قرآها بكي ودفع إلي ستمئة دينار وانصرف ، فسألت رجلا من هذا الذي علي البغلة ؟ فقالوا : هو رجل نصراني . فجئت إبراهيم فأخبرته فقال :
الآن يجئ فيسلم . فما كان غير قريب حتي جاء فأكب علي رأس إبراهيم وأسلم . وكان إبراهيم يقول : دارنا أمامنا وحياتنا بعد وفاتنا ، فإما إلي الجنة وإما إلي النار .. مثل لبصرك حضور ملك الموت وأعوانه لقبض روحك وانظر كيف تكون حينئذ ، ومثل له هول المضجع ومساءلة منكر ونكير وانظر كيف تكون .. ومثل له القيامة وأهوالها وأفزاعها والعرض والحساب ، وانظر كيف تكون . ثم صرخ صرخة خر مغشيا عليه . ونظر إلي رجل من أصحابه يضحك فقال له: لاتطمع فيما لايكون ، ولاتنس مايكون . فقيل له : كيف هذا يا أبا إسحاق ؟ فقال : لاتطمع في البقاء والموت يطلبك ، فكيف يضحك من يموت ولايدري أين يذهب به إلي جنة أم إلي نار ؟ ولاتنس مايكون الموت يأتيك صباحاً أو مساء . ثم قال : آه ! ثم خرّ مغشياً عليه . وكان يقول : مالنا نشكو فقرنا إل مثلنا ولانسأل كشفه من ربنا. ثم يقول : ثكلت عبداً أمه أحب الدنيا ونسي مافي خزائن مولاه. وقال : إذا كنت بالليل نائماً وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف ترضي من هو بأمورك قائماً . ورآه بعض أصحابه وهو بمسجد وهو يبكي ويضرب بيديه علي رأسه ، فقال : مايبكيك ؟ فقال : ذكرت يوماً تنقلب فيه القلوب والأبصار .
وقال مررت في بعض جبال فاذا حجر مكتوب عليه بالعربية :
كــلُ حَــيَّ وإن بقــي
فمـــنَ العيــشِ يستقي
فاعمــل اليومَ واجتــهدَ
واحـــذرِ الموت ياشـقي
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
أقواله
سئل إبراهيم بن أدهم لم لا تخالط الناس ؟ فقال : ان صحبت من هو دوني أذاني بجهله وإن صحبت من هو فوقي تكبر علي وان صحبت من هو مثل حسدني ,فأشتغلت بمن ليس في صحبته ملل ولا وصلة انقطاع ولا في الأنس به وحشة
الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه.
على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قول القرآن: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع
كان إبراهيم بن أدهم يمشي في البصرة فاجتمع إليه الناس فقالوا : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا، والله تعالى يقول : ((وقال ربكم ادعون أستجب لكم))
فقال : يا أهل البصرة قد ماتت قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. قرأتم القرآن ولم تعملوا به. ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته. ادعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه. ادعيتم دخول الجنة ولم تعملوا لها. ادعيتم النجاة من النار ورميتم فيها أنفسكم. قلتم الموت حق ولم تستعدوا له. اشتغلتم بعيوب الناس ولم تنشغلوا بعيوبكم. دفنتم الأموات ولم تعتبروا. أكلتم نعمة الله ولم تشكروه عليها
وكان يقول: (ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا)
قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل
فصف لي دواء؟!! فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
يقول إبراهيم بن أدهم : " إذا كنت بالليل نائما وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف تُرضى من هو بأمورك قائماً ؟!
وقال : إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك واقطع الطمع إلا من ربك.
سئل إبراهيم بن أدهم لم لا تخالط الناس ؟ فقال : ان صحبت من هو دوني أذاني بجهله وإن صحبت من هو فوقي تكبر علي وان صحبت من هو مثل حسدني ,فأشتغلت بمن ليس في صحبته ملل ولا وصلة انقطاع ولا في الأنس به وحشة
الفقر مخزون في السماء، يعدل الشهادة عند الله، لا يعطيه إلا لمن أحبه.
على القلب ثلاثة أغطية: الفرح، والحزن، والسرور. فإذا فرحت بالموجود فأنت حريص، الحريص محروم. وإذا حزنت على المفقود فأنت ساخط، والساخط معذب. وإذا سررت بالمدح فأنت معجب، والعجب يحبط العمل. ودليل ذلك قول القرآن: لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم)
قلة الحرص والطمع تورث الصدق والورع، وكثرة الحرص والطمع تكثر الهم والجزع
كان إبراهيم بن أدهم يمشي في البصرة فاجتمع إليه الناس فقالوا : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا، والله تعالى يقول : ((وقال ربكم ادعون أستجب لكم))
فقال : يا أهل البصرة قد ماتت قلوبكم بعشرة أشياء: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه. قرأتم القرآن ولم تعملوا به. ادعيتم حب الرسول صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته. ادعيتم عداوة الشيطان وأطعتموه. ادعيتم دخول الجنة ولم تعملوا لها. ادعيتم النجاة من النار ورميتم فيها أنفسكم. قلتم الموت حق ولم تستعدوا له. اشتغلتم بعيوب الناس ولم تنشغلوا بعيوبكم. دفنتم الأموات ولم تعتبروا. أكلتم نعمة الله ولم تشكروه عليها
وكان يقول: (ما لنا نشكو فقرنا إلى مثلنا ولا نسأل كشفه من ربنا)
قال رجل لإبراهيم بن أدهم : إني لا أقدر على قيام الليل
فصف لي دواء؟!! فقال : لا تعصه بالنهار وهو يقيمك بين يديه في الليل، فإن وقوفك بين يديه في الليل من أعظم الشرف، والعاصي لا يستحق ذلك الشرف.
يقول إبراهيم بن أدهم : " إذا كنت بالليل نائما وبالنهار هائماً وفي المعاصي دائماً فكيف تُرضى من هو بأمورك قائماً ؟!
وقال : إنما يتم الورع بتسوية كل الخلق في قلبك، والاشتغال عن عيوبهم بذنبك، وعليك باللفظ الجميل من قلب ذليل لرب جليل، فكر في ذنبك وتب إلى ربك ينبت الورع في قلبك واقطع الطمع إلا من ربك.
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
سيرته
كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده. وحصد ابرهيم في المزارع عشرين ديناراً ودخل إلى أذنة، ومعه صاحب له. فأراد أن يحلق ويحتجم؛ فجاء إلى حجام، فحقره الحجام وصاحبه، وقال: ما في الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء! أما وجدوا غيري!" فقضى شغل غيرهما، وأعرض عنهما. ثم قال: "أي شيء تريدان" فقال ابرهيم: "أحتجم واحلق". ففعل به، وأما صاحبه فقال له: "لا أفعل ذلك!" لتهاونه بهما، ثم أعطاه إبراهيم الذي كان معه، فقال له صاحبه: "كيف ذاك!" فقال: "اسكت لئلا يحتقر فقيراً بعده وروى أنه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء وكان يعمل نهاره، ويجتمعون ليلا إلى موضع، وهم صيام؛ وكان ابرهيم يبطىء في رجوعه من عمله. فقالوا ليلة: "هلم نسبقه حتى لا يبطىء في رجوعه من عمله" ففعلوا وناموا. فجاء إبراهيم، فظن انهم لم يجدوا طعاماً، فأصلحه لهم، فأنتبهوا وقد وضع شيبته في النار، وينفخ بها، فقالوا له في ذلك فقال: "ظننت إنكم نمتم جوعى لأجل العدم، فأصلحت لكم ذلك!". فقال بعضهم لبعض: "انظروا ما الذي عملنا، وما الذي يعاملنا به. وقدركب مرة البحر، فقال عليهم، فلف رأسه في عباءة ونام. فقيل له: "ما ترى ما نحن فيه من الشدة!" فقال: "ليس هذا شدة! الشدة الحاجة إلى الناس". ثم قال: "اللهم! أريتنا قدرتك، فأرنا لطفك". وقال معاوية بن حفص : إنما سمع إبراهيم بن أدهم عن منصور حديثاً، فأخذ به فساد أهل زمانه قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عز وجل به ويحبنى الناس قال : " إذا أردت أن يحبك الله فأبغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم " فساد أهل زمانه.
ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه. فقال: أرخصوه. أي لا تشتروه فترخص أسعاره.
كان إبراهيم شديد الحنين إلى وطنه. فمن أقواله لأصحابه: عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن. كما روي عنه قوله: «ما قاسيت، فيما تركت، شيئاً أشد علي من مفارقة الأوطان».
كان كثير التفكر والصمت، بعيداً عن حب الدنيا، وما فيها من شهرة وجاه ومال، حريصاً على الجهاد في سبيل الله لا يفتر عنه. وكان برغم زهده يدعو إلى العمل والجد فيه وإتقانه، ليكون كسباً حلالاً. ولذلك أعرض عن ثروة أبيه الواسعة، وعما كان يصيبه من غنائم الحرب وآثر العيش من كسب يده. وحصد ابرهيم في المزارع عشرين ديناراً ودخل إلى أذنة، ومعه صاحب له. فأراد أن يحلق ويحتجم؛ فجاء إلى حجام، فحقره الحجام وصاحبه، وقال: ما في الدنيا أحد أبغض إلي من هؤلاء! أما وجدوا غيري!" فقضى شغل غيرهما، وأعرض عنهما. ثم قال: "أي شيء تريدان" فقال ابرهيم: "أحتجم واحلق". ففعل به، وأما صاحبه فقال له: "لا أفعل ذلك!" لتهاونه بهما، ثم أعطاه إبراهيم الذي كان معه، فقال له صاحبه: "كيف ذاك!" فقال: "اسكت لئلا يحتقر فقيراً بعده وروى أنه كان يعمل في الحصاد وحفظ البساتين وغير ذلك، وينفق على من في صحبته من الفقراء وكان يعمل نهاره، ويجتمعون ليلا إلى موضع، وهم صيام؛ وكان ابرهيم يبطىء في رجوعه من عمله. فقالوا ليلة: "هلم نسبقه حتى لا يبطىء في رجوعه من عمله" ففعلوا وناموا. فجاء إبراهيم، فظن انهم لم يجدوا طعاماً، فأصلحه لهم، فأنتبهوا وقد وضع شيبته في النار، وينفخ بها، فقالوا له في ذلك فقال: "ظننت إنكم نمتم جوعى لأجل العدم، فأصلحت لكم ذلك!". فقال بعضهم لبعض: "انظروا ما الذي عملنا، وما الذي يعاملنا به. وقدركب مرة البحر، فقال عليهم، فلف رأسه في عباءة ونام. فقيل له: "ما ترى ما نحن فيه من الشدة!" فقال: "ليس هذا شدة! الشدة الحاجة إلى الناس". ثم قال: "اللهم! أريتنا قدرتك، فأرنا لطفك". وقال معاوية بن حفص : إنما سمع إبراهيم بن أدهم عن منصور حديثاً، فأخذ به فساد أهل زمانه قال : سمعت إبراهيم بن أدهم يقول : حدثنا منصور عن ربعي بن خراش قال : جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله دلني على عمل يحبني الله عز وجل به ويحبنى الناس قال : " إذا أردت أن يحبك الله فأبغض الدنيا وإذا أردت أن يحبك الناس فما كان عندك من فضولها فانبذه إليهم " فساد أهل زمانه.
ولإبراهيم بن أدهم رأي في محاربة الغلاء وارتفاع الأسعار فقد ذكروا له أن اللحم غلا ثمنه. فقال: أرخصوه. أي لا تشتروه فترخص أسعاره.
كان إبراهيم شديد الحنين إلى وطنه. فمن أقواله لأصحابه: عالجت العبادة فما وجدت شيئاً أشد عليَّ من نزاع النفس إلى الوطن. كما روي عنه قوله: «ما قاسيت، فيما تركت، شيئاً أشد علي من مفارقة الأوطان».
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
مواعظ الإمام إبراهيم بن أدهم
1- قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.
2- ما ألهم الله عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
3- من لم يواسِ الناس بماله وطعامه، وشرابه - فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن.
4- لا تكونوا بكثرة أموالكم تتكبرون على فقرائكم، ولا تميلون إلى ضعفائكم، ولا تبسطون إلى مساكينكم.
5- تريد تدعو؟ كل الحلال، وادع بما شئت.
6- قال أبو عبد الله الملطي: كان عامة دعاء إبراهيم: اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.
7- الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الذهب والفضة؛ لأنك تبذلهما في تحصيلها.
8- وما هي إلا جوعةٌ قد سددتها * وكل طعام بين جنبي واحد
9- عجباً للرجل اللئيم!؛ يبخل بالدنيا على أصدقائه، ويسخو بالجنة لأعدائه.
10- شكى رجل إلى إبراهيم كثرة عياله، قال إبراهيم: ابعث إلي منهم من لا رِزْقُه على الله، فسكت الرجل.
11- من علامة صدق المتحابين في الله - عز وجل - أن يبادر كل منهم إلى مصالحة صاحبه إذا أغضبه؛ فإنا لم نجد قط محبوباً إلى إخوانه وهو لا يواصلهم، كما أنا لم نجد قط غضوباً مسروراً.
12- الهوى يردي، وخوف الله يشفي.
13- اعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من أن تعلم أنه يراك.
14- إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار سائماً، وفي المعاصي دائماً؛ فكيف ترضي من هو بأمرك قائماً.
15- مالنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، ولا نسأل كشفه من ربنا.
16- نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة، لا نبالي على أي حال أصبحنا، وأمسينا إذا أطعنا الله - عز وجل -.
17- لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد.
18- الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل.
19- من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه.
1- قد رضينا من أعمالنا بالمعاني، ومن التوبة بالتواني، ومن العيش الباقي بالعيش الفاني.
2- ما ألهم الله عبداً الاستغفار وهو يريد أن يعذبه.
3- من لم يواسِ الناس بماله وطعامه، وشرابه - فليواسهم ببسط الوجه، والخلق الحسن.
4- لا تكونوا بكثرة أموالكم تتكبرون على فقرائكم، ولا تميلون إلى ضعفائكم، ولا تبسطون إلى مساكينكم.
5- تريد تدعو؟ كل الحلال، وادع بما شئت.
6- قال أبو عبد الله الملطي: كان عامة دعاء إبراهيم: اللهم انقلني من ذل معصيتك إلى عز طاعتك.
7- الزهد في الرياسة أشد من الزهد في الذهب والفضة؛ لأنك تبذلهما في تحصيلها.
8- وما هي إلا جوعةٌ قد سددتها * وكل طعام بين جنبي واحد
9- عجباً للرجل اللئيم!؛ يبخل بالدنيا على أصدقائه، ويسخو بالجنة لأعدائه.
10- شكى رجل إلى إبراهيم كثرة عياله، قال إبراهيم: ابعث إلي منهم من لا رِزْقُه على الله، فسكت الرجل.
11- من علامة صدق المتحابين في الله - عز وجل - أن يبادر كل منهم إلى مصالحة صاحبه إذا أغضبه؛ فإنا لم نجد قط محبوباً إلى إخوانه وهو لا يواصلهم، كما أنا لم نجد قط غضوباً مسروراً.
12- الهوى يردي، وخوف الله يشفي.
13- اعلم أن ما يزيل عن قلبك هواك إذا خفت من أن تعلم أنه يراك.
14- إذا كنت بالليل نائماً، وبالنهار سائماً، وفي المعاصي دائماً؛ فكيف ترضي من هو بأمرك قائماً.
15- مالنا نشكو فقرنا إلى مثلنا، ولا نسأل كشفه من ربنا.
16- نحن والله الملوك الأغنياء، نحن الذين قد تعجلنا الراحة، لا نبالي على أي حال أصبحنا، وأمسينا إذا أطعنا الله - عز وجل -.
17- لا يقل مع الحق فريد، ولا يقوى مع الباطل عديد.
18- الكلام يظهر حمق الأحمق، وعقل العاقل.
19- من عرف ما يطلب هان عليه ما يبذل، ومن أطلق بصره طال أسفه، ومن أطلق أمله ساء عمله، ومن أطلق لسانه قتل نفسه.
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: ابراهيم بن ادهم امام الزهاد
وفاته
توفي إبراهيم بن أدهم وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: أوتروا لي قوسي. فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم. أقيم في موضع وفاته مسجد سمي جامع السلطان إبراهيم وهو أهم مساجد جبلة اليوم
توفي إبراهيم بن أدهم وهو مرابط مجاهد في إحدى جزر البحر المتوسط، ولما شعر بدنو أجله قال لأصحابه: أوتروا لي قوسي. فأوتروه. فقبض على القوس ومات وهو قابض عليها يريد الرمي بها، وقيل إنه مات في حملة بحرية على البيزنطيين، ودفن في مدينة جبلة على الساحل السوري، وأصبح قبره مزاراً، وجاء في معجم البلدان أنه مات بحصن سوقين ببلاد الروم. أقيم في موضع وفاته مسجد سمي جامع السلطان إبراهيم وهو أهم مساجد جبلة اليوم
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
مواضيع مماثلة
» عاجل الشفاء لوالد ابراهيم محمد ابراهيم بالسلاح الطبى
» عقد قران ابراهيم المقدم ابراهيم بميدان العدالة
» امام الحرم المكى القادم
» المناصير يعتصمون امام مقر حكومة ولاية نهر النيل
» انطباعات عن العيد فى البلد--
» عقد قران ابراهيم المقدم ابراهيم بميدان العدالة
» امام الحرم المكى القادم
» المناصير يعتصمون امام مقر حكومة ولاية نهر النيل
» انطباعات عن العيد فى البلد--
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى