هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
+2
ودالبلد
mustafa omer Elhassan
6 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الموت
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فإن الموت يبقى حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، كيف لا وكلٌّ قد مات قريب له، وباشر دفنه؟
وهذه نقاط تتعلق بموضوع الموت، أسأل الله أن ينفع بها، ويجعلها تذكرةً لمن قرأها..
من أسماء الموت
المنون، الحتف، الحِمام، السام، الوفاة، الردى، الهلاك.
معاني الموت
قال ابن الجوزي رحمه الله: "ذكر بعض المفسرين أنّ الموت في القرآن على أوجه:
أحدها: الموت نفسه، ومنه قوله تعالى: }كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ{ (آل عمران/ 185).
الثاني: الضلال، ومنه قوله تعالى: }أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ{ (الأنعام/ 122).
الثّالث: الجدب، ومنه قوله تعالى: }فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ{ (فاطر/ 9).
الرّابع: الجماد، ومنه قوله تعالى: }أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ{ (النحل/ 21) يعني الأوثان.
الخامس: الكفر، ومنه قوله تعالى: }وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ{ (آل عمران/ 27) وهو الكافر"([1]).
ويطلق الموت على عادم الحياة سواء سبقت له حياة أو لم تسبق، قال تعالى: }كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{(البقرة/28). وقال: }قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ{(غافر/11)، وهذه مقولة الكفار، قالوا: ربنا أمتَّنا مرتين؛ حين كنا في بطون أمهاتنا نُطَفًا قبل نفخ الروح، وحين انقضى أجلُنا في الحياة الدنيا، وأحييتنا مرتين: في دار الدنيا، يوم وُلِدْنا، ويوم بُعِثنا من قبورنا، فنحن الآن نُقِرُّ بأخطائنا السابقة، فهل لنا من طريق نخرج به من النار، وتعيدنا به إلى الدنيا؛ لنعمل بطاعتك؟ ولكن هيهات أن ينفعهم هذا الاعتراف.
والنوم موت. قال تعالى: }الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها{(الزمر/42)، وقال: }وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ{(الأنعام/60). وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة» رواه البيهقي في الشعب. ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور» رواه أبو داود.
ويطلق الموت على شدة العذاب، قال تعالى: }ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت{(إبراهيم/17).
أفي الموت شك؟
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت"([2]).
فالموت هو الحقيقة التي لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها، أنكر فئام من الناس وجود الله تعالى، وأنكر المشركون البعث، وأُنكرت غير هذه الحقائق القطعية التي لا شك فيها، أما الموت فلا يمكن إنكاره.. قال تعالى –عن المشركين-: }وقالوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ{(الأنعام/29). ومعنى قولهم: نموت ونحيا: يموت الآباء ويأتي الأبناء. وقال تعالى عنهم: }وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ{(الجاثية/24). وفلسفة هؤلاء للحياة أنها بطون تدفع، وأرض تبلع، فلا بعث ولا مرجع.
وقال: }وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{(البقرة/36).
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ{ (آل عمران: 185)
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{ (الأنبياء/35).
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{(العنكبوت/57).
وقال: }أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ{(النساء/78).
ولو كان أحدٌ يبقى لما كان أولى بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن كتب الله الفناء على جميع عباده فلا يبقى إلا وجهه..
قال تعالى: }وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ{(آل عمران/144). وقال: }إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ{(الزمر/30). وقال: }وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ{(الأنبياء/34). ونزلت سورة }إذا جاء نصر الله{ تعلم الأمةَ بدنوِّ أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال: }وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ{ (ق: 19). أي: وجاءت شدة الموت وغَمْرته بالحق الذي لا مردَّ له ولا مناص، ذلك ما كنت منه - أيها الإنسان - تهرب وتروغ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أتاني جبريل، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس» رواه الطبراني في الأوسط.
وسيموت كل شيء حتى الموت:
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ: فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ». ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: }وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ{(مريم/39). وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي موضع آخر من القرآن إخبار بهذا الفرح الذي يلحق المؤمنين في الجنة بعد الأمن من الموت، قال تعالى عن بعضهم يحكي فرحه: }أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ* إِلا مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{(الصافات/58-60).
فالموت باب لابد لكل أحدٍ أن يدخل منه..
هـو الموتُ مـا منه مَلاذٌ ومهربُ --- متى حُطَّ ذا عن نَعْشِهِ ذاك يركبُ
الحكمة من الموت
بينها ربنا بقوله: }الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{(الملك/2)، وبقوله: }أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ{(المؤمنون/115)، وبقوله: }أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى{(القيامة/36).
ولله در القائل:
ولو أنا إذا متنا تركنا --- لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثـنا --- ونسأل بعده عن كل شيء
الأمر بتذكر الموت والاستعداد له
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «أكثروا من ذكر هاذم([3]) اللذات» رواه الترمذي.
وثبت عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «استحيوا من اللّه حقّ الحياء». فقلنا: يا نبي الله، إنّا لنستحيي. قال: «ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حقّ الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حقّ الحياء» رواه الترمذي.
وعَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ([4]) الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا» رواه ابن ماجة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا. هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» رواه الترمذي.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَمنْكِبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري.
فعلينا أن نسارع إلى العمل الصالح، وأن نكثر منه، قبل أن نندم كما يندم المشركون }حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{(المؤمنون/99).
لماذا نتذكره؟
يجيب نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» رواه الترمذي. وللبزار: «فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه».
وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة، ولا تقولوا هُجْرا» رواه مسلم وأحمد. ولأحمد: «فإن فيها عبرة».
وللحاكم: «فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة».
أين نموت؟
قال تعالى: }وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ{(لقمان/34).
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة» رواه ابن عدي في الكامل، والطبراني.
متى نموت؟
لا يعلم المرء متى ذلك، فإنما هي أيام معدودة، وأنفاس محسوبة، قال تعالى: }ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها{(المنافقون/11). والأجل: مدة الشيء.
وقال: }اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى{(الزمر/42).
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : «إن روح القدس قد نفث في رُوْعِي([5]) أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها» رواه البيهقي في الشعب.
ولا يخير إلا الأنبياء:
فقد خُيِّر نبي الله صلى الله عليه وسلم واختار الرفيق الأعلى. والرفيق الأعلى من ورد ذكرهم في قوله تعالى: }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا{ (النساء/69).
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله». فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ!؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
وخُيِّر موسى عليه السلام. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت! فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له: (يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة). قال: أي رب ثم مه؟ قال: (ثم الموت). قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر».
من منا يحب الموت؟
مما لا ريب فيه أنه لا أحد يحب الموت..
ويدل لذلك حديث عبادة بن الصامت الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه». فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا لنكره الموت! فقال: «ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموتُ بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيءٌ أحبَّ إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه».
فدل هذا الحديث على أمرين:
الأول: أنه لا أحد يحب الموت، ولا يكون إثمٌ بذلك، ولو كان إثماً لبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ولا أنكر عليها.
الثاني: أن المؤمن في لحظة الاحتضار لا أحب إليه من الموت.
وبذا تكون إجابة ما طرح من سؤال في عنوان المقالة: المؤمن في احتضاره.
وسبب ذلك: أنه يرى ما أعد الله له من النعيم، وفي الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. و«موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها» كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم في الصحيح، فكيف بما أورثه الله منها؟!
وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «فليس شيء أحب إليه مما أمامه» دليل على أنه لو خير بين البقاء بين زوجه، وأهله، وولده لاختار الآخرة.
وأما الآخَرُ فلست أكتب للحديث عنه، وإنما أريد أن أخص بحديثي من يؤثر الموت على الدنيا ويحبه، ولا يعدل به شيئاً.
ولقد دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم على أمرين آخرين يشحذان الهمة لسلوك الطريق المستقيم..
الأول: أن الميت الصالح يتمنى أن يعجِّل الناس بدفنه.
والثانية: أن الميت إذا وضع في قبره لو خُير بين أن يبقى فيه وبين أن يرد إلى أهله لا اختار قبره على أهله ودنياه.
أما دليل الأول فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وُضعت الجنازة، واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسانَ ولو سمعه صَعِق» رواه البخاري.
وأما دليل الثاني: فما رواه الشيخان في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد؛ لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى».
وتأمل قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «وأن له الدنيا وما فيها»، فليس يتمنى الرجوع إلى داره الصغيرة التي كان يسكنها، بل لو خير بين قبره وبين أن يعطى الدنيا ومثلَها معها لاختار قبره؛ لما فيه من نُزُل كريم من رب رحيم.
فما أعظمه من حديث! إنه لو لم يكن في السنة ما يحمل على الشوق إلى لقاء الله والزهد في الدنيا غير هذا الحديث لكفى!
فهذه ثلاثة أحاديث دلت على ثلاثة أمور:
أن المؤمن يتمنى الموت ويفرح به إذا حُضر.
وأنه يتمنى أن يعجل الناس بدفنه.
وأنه لو خير بين قبره والرجوع إلى أهله مع الدنيا ومثلها لاختار قبره.
وسبيل التوفيق لهذا المصير: تعمير الوقت بطاعة الله، والإكثار من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك» رواه النسائي.
النهي عن تمني الموت
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت في حديثين:
الأول: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» رواه البخاري ومسلم.
الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ» رواه البخاري.
والمعنى: يسترضي الله بالإقلاع عن الذنوب والاستغفار وإصلاح الحال.
وأما قول يوسف عليه السلام: }توفَّني مسلماً{ (يوسف/101).
فالجواب عن الاستدلال بهذه الآية على جواز تمني الموت من وجوه:
1. إمَّا أنَّ يوسُفَ عليه السلام قال ذلك عند احتضاره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم في الرفيق الأعلى» رواه البخاري ومسلم.
2. وإما أنه سأل الموت منجزاً وكان ذلك في ملتهم سائغاً. ولو صح ذلك فإن شرعنا مقدم على شرع غيرنا إذا عارضه.
3. وإما أنه سأل الثبات على الإسلام، بمعنى إذا حان أجله كان من المسلمين "كما يقول الداعي لغيره: أماتك الله على الإسلام. ويقول الداعي: اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين"([6]).
والأمر الثاني دعوة مريم عليها السلام: }يا ليتني مت قبل هذا{ (مريم/23).
والجواب ما قاله ابن كثير رحمه الله: "فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد، ولا يصدقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة، تصبح عندهم -فيما يظنون- عاهرة زانية، فقالت: }يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا{، أي قبل هذا الحال، }وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا{، أي: لم أخلق ولم أك شيئًا... وقد قدمنا الأحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إلا عند الفتنة، عند قوله: }تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{"([7]).
ومن هذه الأحاديث والآثار التي أوردها رحمه الله وهي دالة على جواز تمني الموت عند الفتن:
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك» رواه الترمذي.
وحديث محمود بن لبيد رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اثنتان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير من الفتنة. ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب» رواه أحمد.
من مات وأحياه الله
ذكر الله تعالى في سورة البقرة خمس قصص لمن مات وعاش بعد موته..
الأولى: قصة بني إسرائيل. قال تعالى: }وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ (البقرة/55، 56).
والثانية: قصة صاحب البقرة.
والثالثة: قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال الله لهم: }موتوا ثم أحياهم{ (البقرة: 243)، وقد خرجوا فراراً من الموت بعدما تعين عليهم الجهاد على الصحيح من قولي العلماء؛ استدلالاً بالآية بعدها: }وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ (البقرة/244).
والرابعة: في قصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها، فقال: }أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه{ (البقرة: 259).
والخامسة: في قصة إبراهيم: }رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي...{ (البقرة: 260) الآية. والله تعالى على كل شيء قدير، ولا ينافي هذا ما ذكر الله في قوله: }ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون{ (المؤمنون: 15، 16)؛ لأن هذه القصص الخمس وغيرها –كإحياء عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله- ثبتت بنص فلا يُزاد عليه، وإلا فالأصل أن من مات لا يبعث إلا في يوم القيامة، قال تعالى: }ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ{ (المؤمنون/15، 16).
ما يتبع الميت
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» رواه البخاري ومسلم.
فعلى المسلم أن يديم العمل الصالح؛ فإن الإنسان يبعث على ما مات عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها» رواه أبو داود. والمراد: العمل.
الموت باب وكل الناس داخله --- فليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيـم إن عملت بما --- يرضي الإله وإن خالفت فالنـار
هما محلان ما للنـاس غيرهمـا --- فانظر لنفسك ماذا أنت تختــار
وعلى من حضر محتضَراً أمران
الأول: أن يحمله على إحسان الظن بالله.
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا يموتَن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه» رواه مسلم.
الثانية: تلقينه كلمة التوحيد.
لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم.
والتلقين بتكرار الكلمة عنده، ولا يؤمر بقولها إلا المشرك، فإذا قالها كُفّ عنه، فإذا تكلم بأجنبي كُرِّر تلقينه؛ حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله.
الفرق بين موت الكافر والمؤمن
ورد ذلك في حديث المسند «تخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء»، والكافر يقال له: «يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول».
إشكال وجوابه:
أسند الله الوفاة في القرآن لنفسه سبحانه، ولملائكته، ولملك الموت، ولا إشكال في هذا..
أما إسناد الوفاة إلى الله تعالى فلأنه لا يكون شيء إلا بإذنه. وأما إسنادها إلى ملك الموت فلأنه يباشر قبضها، وأما الملائكة فهم أعوانه في ذلك، يأخذون منه الروح إذا أخرجها.
انقطاع التوبة بحضور الموت
قال تعالى: }وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً{ (النسا: 18).
قال ابن كثير رحمه الله: "متى وقع الإياس من الحياة، وعاين الملك، وحَشْرَجَتِ الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت الحلقوم، وَغَرْغَرَتِ النفس صاعدة في الغَلاصِم([8]) -فلا توبة متقبلة حينئذ، ولات حين مناص"([9]).
اللهم أحسن خلاصنا، واختم بالصالحات آجالنا، واجعل خير أيامنا يوم لقائك.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
الموت
الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛ فإن الموت يبقى حقيقة لا سبيل إلى إنكارها، كيف لا وكلٌّ قد مات قريب له، وباشر دفنه؟
وهذه نقاط تتعلق بموضوع الموت، أسأل الله أن ينفع بها، ويجعلها تذكرةً لمن قرأها..
من أسماء الموت
المنون، الحتف، الحِمام، السام، الوفاة، الردى، الهلاك.
معاني الموت
قال ابن الجوزي رحمه الله: "ذكر بعض المفسرين أنّ الموت في القرآن على أوجه:
أحدها: الموت نفسه، ومنه قوله تعالى: }كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ{ (آل عمران/ 185).
الثاني: الضلال، ومنه قوله تعالى: }أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ{ (الأنعام/ 122).
الثّالث: الجدب، ومنه قوله تعالى: }فَسُقْناهُ إِلى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنا بِهِ الْأَرْضَ{ (فاطر/ 9).
الرّابع: الجماد، ومنه قوله تعالى: }أَمْواتٌ غَيْرُ أَحْياءٍ{ (النحل/ 21) يعني الأوثان.
الخامس: الكفر، ومنه قوله تعالى: }وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ{ (آل عمران/ 27) وهو الكافر"([1]).
ويطلق الموت على عادم الحياة سواء سبقت له حياة أو لم تسبق، قال تعالى: }كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ{(البقرة/28). وقال: }قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ{(غافر/11)، وهذه مقولة الكفار، قالوا: ربنا أمتَّنا مرتين؛ حين كنا في بطون أمهاتنا نُطَفًا قبل نفخ الروح، وحين انقضى أجلُنا في الحياة الدنيا، وأحييتنا مرتين: في دار الدنيا، يوم وُلِدْنا، ويوم بُعِثنا من قبورنا، فنحن الآن نُقِرُّ بأخطائنا السابقة، فهل لنا من طريق نخرج به من النار، وتعيدنا به إلى الدنيا؛ لنعمل بطاعتك؟ ولكن هيهات أن ينفعهم هذا الاعتراف.
والنوم موت. قال تعالى: }الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها{(الزمر/42)، وقال: }وَهُوَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ بِاللَّيْلِ وَيَعْلَمُ مَا جَرَحْتُمْ بِالنَّهَارِ{(الأنعام/60). وقال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «النوم أخو الموت، ولا يموت أهل الجنة» رواه البيهقي في الشعب. ولهذا كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ من نومه قال: «الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا وإليه النشور» رواه أبو داود.
ويطلق الموت على شدة العذاب، قال تعالى: }ويأتيه الموت من كل مكان وما هو بميت{(إبراهيم/17).
أفي الموت شك؟
قال الحسن البصري رحمه الله: "ما رأيت يقينا لا شك فيه أشبه بشك لا يقين فيه من الموت"([2]).
فالموت هو الحقيقة التي لا يمكن لأحدٍ أن ينكرها، أنكر فئام من الناس وجود الله تعالى، وأنكر المشركون البعث، وأُنكرت غير هذه الحقائق القطعية التي لا شك فيها، أما الموت فلا يمكن إنكاره.. قال تعالى –عن المشركين-: }وقالوا إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ{(الأنعام/29). ومعنى قولهم: نموت ونحيا: يموت الآباء ويأتي الأبناء. وقال تعالى عنهم: }وَقَالُوا مَا هِيَ إِلا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلا الدَّهْرُ{(الجاثية/24). وفلسفة هؤلاء للحياة أنها بطون تدفع، وأرض تبلع، فلا بعث ولا مرجع.
وقال: }وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ{(البقرة/36).
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلا مَتَاعُ الْغُرُورِ{ (آل عمران: 185)
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{ (الأنبياء/35).
وقال: }كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ{(العنكبوت/57).
وقال: }أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ{(النساء/78).
ولو كان أحدٌ يبقى لما كان أولى بذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن كتب الله الفناء على جميع عباده فلا يبقى إلا وجهه..
قال تعالى: }وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ{(آل عمران/144). وقال: }إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ{(الزمر/30). وقال: }وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ{(الأنبياء/34). ونزلت سورة }إذا جاء نصر الله{ تعلم الأمةَ بدنوِّ أجل رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما.
وقال: }وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ{ (ق: 19). أي: وجاءت شدة الموت وغَمْرته بالحق الذي لا مردَّ له ولا مناص، ذلك ما كنت منه - أيها الإنسان - تهرب وتروغ.
قال النبي صلى الله عليه وسلم : «أتاني جبريل، فقال: يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزَّه استغناؤه عن الناس» رواه الطبراني في الأوسط.
وسيموت كل شيء حتى الموت:
فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يُجَاءُ بِالْمَوْتِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ كَبْشٌ أَمْلَحُ، فَيُوقَفُ بَيْنَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، فَيُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. وَيُقَالُ: يَا أَهْلَ النَّارِ هَلْ تَعْرِفُونَ هَذَا؟ قَالَ: فَيَشْرَئِبُّونَ وَيَنْظُرُونَ وَيَقُولُونَ: نَعَمْ، هَذَا الْمَوْتُ. فَيُؤْمَرُ بِهِ فَيُذْبَحُ، ثُمَّ يُقَالُ: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ، وَيَا أَهْلَ النَّارِ خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ». ثُمَّ قَرَأَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: }وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ{(مريم/39). وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الدُّنْيَا. أخرجه البخاري ومسلم.
وفي موضع آخر من القرآن إخبار بهذا الفرح الذي يلحق المؤمنين في الجنة بعد الأمن من الموت، قال تعالى عن بعضهم يحكي فرحه: }أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ* إِلا مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ{(الصافات/58-60).
فالموت باب لابد لكل أحدٍ أن يدخل منه..
هـو الموتُ مـا منه مَلاذٌ ومهربُ --- متى حُطَّ ذا عن نَعْشِهِ ذاك يركبُ
الحكمة من الموت
بينها ربنا بقوله: }الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ{(الملك/2)، وبقوله: }أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ{(المؤمنون/115)، وبقوله: }أَيَحْسَبُ الإنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى{(القيامة/36).
ولله در القائل:
ولو أنا إذا متنا تركنا --- لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثـنا --- ونسأل بعده عن كل شيء
الأمر بتذكر الموت والاستعداد له
قال نبي الله صلى الله عليه وسلم : «أكثروا من ذكر هاذم([3]) اللذات» رواه الترمذي.
وثبت عن عبد اللّه بن مسعود رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال: «استحيوا من اللّه حقّ الحياء». فقلنا: يا نبي الله، إنّا لنستحيي. قال: «ليس ذلك، ولكن من استحيا من الله حقّ الحياء فليحفظ الرأس وما حوى، والبطن وما وعى، وليذكر الموت والبلى، ومن أراد الآخرة ترك زينة الدنيا، ومن فعل ذلك فقد استحيا من اللّه حقّ الحياء» رواه الترمذي.
وعَنْ الْبَرَاءِ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جِنَازَةٍ، فَجَلَسَ عَلَى شَفِيرِ([4]) الْقَبْرِ فَبَكَى حَتَّى بَلَّ الثَّرَى، ثُمَّ قَالَ: «يَا إِخْوَانِي لِمِثْلِ هَذَا فَأَعِدُّوا» رواه ابن ماجة.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا. هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلَّا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ» رواه الترمذي.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بَمنْكِبي فقال: «كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل». وكان ابن عمر يقول: "إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك" رواه البخاري.
فعلينا أن نسارع إلى العمل الصالح، وأن نكثر منه، قبل أن نندم كما يندم المشركون }حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ* لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ{(المؤمنون/99).
لماذا نتذكره؟
يجيب نبينا صلى الله عليه وسلم بقوله: «أكثروا من ذكر هاذم اللذات» رواه الترمذي. وللبزار: «فإنه ما ذكره أحد في ضيق من العيش إلا وسعه ولا في سعة إلا ضيقه عليه».
وعن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني كنت نهيتكم عن زيارة القبور، فزوروها، فإنها تذكركم الآخرة، ولا تقولوا هُجْرا» رواه مسلم وأحمد. ولأحمد: «فإن فيها عبرة».
وللحاكم: «فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة».
أين نموت؟
قال تعالى: }وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ{(لقمان/34).
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : «إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له فيها حاجة» رواه ابن عدي في الكامل، والطبراني.
متى نموت؟
لا يعلم المرء متى ذلك، فإنما هي أيام معدودة، وأنفاس محسوبة، قال تعالى: }ولن يؤخر الله نفساً إذا جاء أجلها{(المنافقون/11). والأجل: مدة الشيء.
وقال: }اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى{(الزمر/42).
وقال نبينا صلى الله عليه وسلم : «إن روح القدس قد نفث في رُوْعِي([5]) أنه لن تموت نفس حتى تستكمل رزقها» رواه البيهقي في الشعب.
ولا يخير إلا الأنبياء:
فقد خُيِّر نبي الله صلى الله عليه وسلم واختار الرفيق الأعلى. والرفيق الأعلى من ورد ذكرهم في قوله تعالى: }وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا{ (النساء/69).
وفي صحيح البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «إن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله». فبكى أبو بكر الصديق رضي الله عنه، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ!؟ إن يكن الله خير عبدا بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله. فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد، وكان أبو بكر أعلمنا.
وخُيِّر موسى عليه السلام. ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت! فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له: (يضع يده على متن ثور، فله بما غطت يده بكل شعرة سنة). قال: أي رب ثم مه؟ قال: (ثم الموت). قال: فالآن. فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر».
من منا يحب الموت؟
مما لا ريب فيه أنه لا أحد يحب الموت..
ويدل لذلك حديث عبادة بن الصامت الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه». فقالت عائشة رضي الله عنها: إنا لنكره الموت! فقال: «ليس ذاك، ولكن المؤمن إذا حضره الموتُ بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيءٌ أحبَّ إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بشر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه كره لقاء الله وكره الله لقاءه».
فدل هذا الحديث على أمرين:
الأول: أنه لا أحد يحب الموت، ولا يكون إثمٌ بذلك، ولو كان إثماً لبين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها ولا أنكر عليها.
الثاني: أن المؤمن في لحظة الاحتضار لا أحب إليه من الموت.
وبذا تكون إجابة ما طرح من سؤال في عنوان المقالة: المؤمن في احتضاره.
وسبب ذلك: أنه يرى ما أعد الله له من النعيم، وفي الجنة ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر. و«موضع سوط أحدكم في الجنة خير من الدنيا وما فيها» كما أخبر نبينا صلى الله عليه وسلم في الصحيح، فكيف بما أورثه الله منها؟!
وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: «فليس شيء أحب إليه مما أمامه» دليل على أنه لو خير بين البقاء بين زوجه، وأهله، وولده لاختار الآخرة.
وأما الآخَرُ فلست أكتب للحديث عنه، وإنما أريد أن أخص بحديثي من يؤثر الموت على الدنيا ويحبه، ولا يعدل به شيئاً.
ولقد دلت سنة نبينا صلى الله عليه وسلم على أمرين آخرين يشحذان الهمة لسلوك الطريق المستقيم..
الأول: أن الميت الصالح يتمنى أن يعجِّل الناس بدفنه.
والثانية: أن الميت إذا وضع في قبره لو خُير بين أن يبقى فيه وبين أن يرد إلى أهله لا اختار قبره على أهله ودنياه.
أما دليل الأول فحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «إذا وُضعت الجنازة، واحتملها الرجال على أعناقهم، فإن كانت صالحة قالت: قدموني، وإن كانت غير صالحة قالت: يا ويلها أين يذهبون بها؟ يسمع صوتَها كلُّ شيء إلا الإنسانَ ولو سمعه صَعِق» رواه البخاري.
وأما دليل الثاني: فما رواه الشيخان في الصحيحين عن أنس بن مالك رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما من عبد يموت له عند الله خير، يسره أن يرجع إلى الدنيا وأن له الدنيا وما فيها إلا الشهيد؛ لما يرى من فضل الشهادة، فإنه يسره أن يرجع إلى الدنيا فيقتل مرة أخرى».
وتأمل قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «وأن له الدنيا وما فيها»، فليس يتمنى الرجوع إلى داره الصغيرة التي كان يسكنها، بل لو خير بين قبره وبين أن يعطى الدنيا ومثلَها معها لاختار قبره؛ لما فيه من نُزُل كريم من رب رحيم.
فما أعظمه من حديث! إنه لو لم يكن في السنة ما يحمل على الشوق إلى لقاء الله والزهد في الدنيا غير هذا الحديث لكفى!
فهذه ثلاثة أحاديث دلت على ثلاثة أمور:
أن المؤمن يتمنى الموت ويفرح به إذا حُضر.
وأنه يتمنى أن يعجل الناس بدفنه.
وأنه لو خير بين قبره والرجوع إلى أهله مع الدنيا ومثلها لاختار قبره.
وسبيل التوفيق لهذا المصير: تعمير الوقت بطاعة الله، والإكثار من دعاء رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وأسألك لذة النظر إلى وجهك، والشوق إلى لقائك» رواه النسائي.
النهي عن تمني الموت
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن تمني الموت في حديثين:
الأول: عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، فَإِنْ كَانَ لَا بُدَّ مُتَمَنِّيًا فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي» رواه البخاري ومسلم.
الثاني: عن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: «لَا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ، إِمَّا مُحْسِنًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَزْدَادَ خَيْرًا، وَإِمَّا مُسِيئًا فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعْتِبَ» رواه البخاري.
والمعنى: يسترضي الله بالإقلاع عن الذنوب والاستغفار وإصلاح الحال.
وأما قول يوسف عليه السلام: }توفَّني مسلماً{ (يوسف/101).
فالجواب عن الاستدلال بهذه الآية على جواز تمني الموت من وجوه:
1. إمَّا أنَّ يوسُفَ عليه السلام قال ذلك عند احتضاره، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عند ذلك: «اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم في الرفيق الأعلى، اللهم في الرفيق الأعلى» رواه البخاري ومسلم.
2. وإما أنه سأل الموت منجزاً وكان ذلك في ملتهم سائغاً. ولو صح ذلك فإن شرعنا مقدم على شرع غيرنا إذا عارضه.
3. وإما أنه سأل الثبات على الإسلام، بمعنى إذا حان أجله كان من المسلمين "كما يقول الداعي لغيره: أماتك الله على الإسلام. ويقول الداعي: اللهم أحينا مسلمين، وتوفنا مسلمين، وألحقنا بالصالحين"([6]).
والأمر الثاني دعوة مريم عليها السلام: }يا ليتني مت قبل هذا{ (مريم/23).
والجواب ما قاله ابن كثير رحمه الله: "فيه دليل على جواز تمني الموت عند الفتنة، فإنها عرفت أنها ستبتلى وتمتحن بهذا المولود الذي لا يحمل الناس أمرها فيه على السداد، ولا يصدقونها في خبرها، وبعدما كانت عندهم عابدة ناسكة، تصبح عندهم -فيما يظنون- عاهرة زانية، فقالت: }يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا{، أي قبل هذا الحال، }وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا{، أي: لم أخلق ولم أك شيئًا... وقد قدمنا الأحاديث الدالة على النهي عن تمني الموت إلا عند الفتنة، عند قوله: }تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ{"([7]).
ومن هذه الأحاديث والآثار التي أوردها رحمه الله وهي دالة على جواز تمني الموت عند الفتن:
دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أسألك فعل الخيرات، وترك المنكرات، وحب المساكين، وأن تغفر لي وترحمني، وإذا أردت فتنة في قوم فتوفني غير مفتون، أسألك حبك، وحب من يحبك، وحب عمل يقربني إلى حبك» رواه الترمذي.
وحديث محمود بن لبيد رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «اثنتان يكرههما ابن آدم: الموت، والموت خير من الفتنة. ويكره قلة المال، وقلة المال أقل للحساب» رواه أحمد.
من مات وأحياه الله
ذكر الله تعالى في سورة البقرة خمس قصص لمن مات وعاش بعد موته..
الأولى: قصة بني إسرائيل. قال تعالى: }وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَى لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْكُمُ الصَّاعِقَةُ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ* ثُمَّ بَعَثْنَاكُمْ مِنْ بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ{ (البقرة/55، 56).
والثانية: قصة صاحب البقرة.
والثالثة: قصة الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت، فقال الله لهم: }موتوا ثم أحياهم{ (البقرة: 243)، وقد خرجوا فراراً من الموت بعدما تعين عليهم الجهاد على الصحيح من قولي العلماء؛ استدلالاً بالآية بعدها: }وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ{ (البقرة/244).
والرابعة: في قصة الذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها، فقال: }أنى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته الله مائة عام ثم بعثه{ (البقرة: 259).
والخامسة: في قصة إبراهيم: }رب أرني كيف تحيي الموتى قال أو لم تؤمن قال بلى ولكن ليطمئن قلبي...{ (البقرة: 260) الآية. والله تعالى على كل شيء قدير، ولا ينافي هذا ما ذكر الله في قوله: }ثم إنكم بعد ذلك لميتون * ثم إنكم يوم القيامة تبعثون{ (المؤمنون: 15، 16)؛ لأن هذه القصص الخمس وغيرها –كإحياء عيسى عليه السلام الموتى بإذن الله- ثبتت بنص فلا يُزاد عليه، وإلا فالأصل أن من مات لا يبعث إلا في يوم القيامة، قال تعالى: }ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ* ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ{ (المؤمنون/15، 16).
ما يتبع الميت
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد، يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله، ويبقى عمله» رواه البخاري ومسلم.
فعلى المسلم أن يديم العمل الصالح؛ فإن الإنسان يبعث على ما مات عليه، قال النبي صلى الله عليه وسلم : «الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها» رواه أبو داود. والمراد: العمل.
الموت باب وكل الناس داخله --- فليت شعري بعد الباب ما الدار
الدار دار نعيـم إن عملت بما --- يرضي الإله وإن خالفت فالنـار
هما محلان ما للنـاس غيرهمـا --- فانظر لنفسك ماذا أنت تختــار
وعلى من حضر محتضَراً أمران
الأول: أن يحمله على إحسان الظن بالله.
لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : «ألا يموتَن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه» رواه مسلم.
الثانية: تلقينه كلمة التوحيد.
لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لقنوا موتاكم لا إله إلا الله» رواه مسلم.
والتلقين بتكرار الكلمة عنده، ولا يؤمر بقولها إلا المشرك، فإذا قالها كُفّ عنه، فإذا تكلم بأجنبي كُرِّر تلقينه؛ حتى يكون آخر كلامه لا إله إلا الله.
الفرق بين موت الكافر والمؤمن
ورد ذلك في حديث المسند «تخرج روحه تسيل كما تسيل القطرة من في السقاء»، والكافر يقال له: «يا أيتها النفس الخبيثة اخرجي إلى سخط من الله وغضب، فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول».
إشكال وجوابه:
أسند الله الوفاة في القرآن لنفسه سبحانه، ولملائكته، ولملك الموت، ولا إشكال في هذا..
أما إسناد الوفاة إلى الله تعالى فلأنه لا يكون شيء إلا بإذنه. وأما إسنادها إلى ملك الموت فلأنه يباشر قبضها، وأما الملائكة فهم أعوانه في ذلك، يأخذون منه الروح إذا أخرجها.
انقطاع التوبة بحضور الموت
قال تعالى: }وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئاتِ حَتَّى إِذا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَلِيماً{ (النسا: 18).
قال ابن كثير رحمه الله: "متى وقع الإياس من الحياة، وعاين الملك، وحَشْرَجَتِ الروح في الحلق، وضاق بها الصدر، وبلغت الحلقوم، وَغَرْغَرَتِ النفس صاعدة في الغَلاصِم([8]) -فلا توبة متقبلة حينئذ، ولات حين مناص"([9]).
اللهم أحسن خلاصنا، واختم بالصالحات آجالنا، واجعل خير أيامنا يوم لقائك.
اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين،،،
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
اللهم انا نسألك عيشة هنية وميتتا سويه ومردا غير مخزى ولافاضح .. اللهم لاتجعل الدنيا اكبر همنا ولامبلغ علمنا واجعل خير عملنا خواتيمه وخير ايامنا يوم لقاك .. آمين يارب العالمين.
ودالبلد- عضو فضي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 869
نقاط : 28562
تاريخ التسجيل : 25/05/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
الرسول (ص) يقول
الموت واعظ من لا واعظ له
والله يا جماعه انا ما عارف الحصل للناس شنو
لحظته حاجات غريبه بقت تحصل فى المقابر
ناس جاين يدفنو زول مات تلقاهم ببيعو وبشترو وبتكلمو فى التلفونات
على راحتم البحب بحب البتونس بتونس والبقول لصحبو جيب سفه عليك الله
والبقول للتانى جيب نفس من السجاره دى عليك الله
الحاصل شنو ياربى بكون الناس ديل بقى ما عندهم فرق بين المقابر
وبين المحل العام؟؟؟؟؟
....... اها بعداك يجو يتمو الباقى فى الصيوان
كلام فى الكوره ....... والله العظيم يا فلان نلم فيكم فى البطوله الافريقيه
نضربكم ضرب . اسمع الدورى الاسبانى كورة برشلونه انتهت كم
امبارح . صحى ناس ريال مدريد جايبين كرستيانو رونالدو وكاكا
لالالا دا كلام فاضى ساى مابجى .
والله العجب اللعب من هيثم مصطفى . ياخ عليك الله سيببنا دا سيدا
البرنس . برنس شنو دا كان برنس دا ملك الملك ياخ
كلام فى السياسه .......... والله البشير يسافر . لالالالالالا ما يسافر
والله اكامبو مايقدر يعمل ليه اى شى بقبوضو ياخ مابقدرو ياخ ديل عندهم قواعد فى قطر
بعترضو الطائرة بتاعتو . اسمع الترابى اعتقلو؟ لى ؟ قالو قال الرئيس مفروض يسلم نفسو
للمحكمه الدوليه . اسرائيل ضربت غزه والله ناس غزه مساكين مافى زول شغال بيهم
العرب رقضو سلطه يعمل قمه ويطلعو بقرار نشجب وندين . دا كلو من المصرين وكمان
قافلين معبر رفح الاعانه ما بتصلم ولا الادويه ولا اى حاجه حسن نصر الله فكا صاروخ ....الخ
..... كلام كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييير .......
والعجب النسوان الفى البيت جوه تلقى الواحده عامله فيها بتبكى بعد شويه جارته تجى تقعد جنبها
اها القطيعه والشمارات تبدا عاينى الملايات حقت عامله كيف شوفى عليك الله الحافله الفيها العدة (الفضيه) والله الكبايه ديك حقتى والله الجك بتاع الكزاز داك شالتو منى قبال كم يوم .
ووووووووب على شوف الدهب الابساهو سجمى ما تقلع الدهب دا مفروض عليك الله شوفى
السراير حقتم سمحه كيف العجب كراسى الجلوس احىىىىى والله كان لقيت الستااااااره دى
ووووووب . عاينى يا فلانه صحبتنا ديك لابسه توب كيف سجمى جابتو من وين بشدو منا فى اول عرس
.. هوى عاينى ديك راسمه حنه لكين الرسامه رفعتا ليها شويه مفروض تكون لتحت شويه .
عاينى ديك فاسخه وشها كيف دى الكريمات يا اخيتى كترت الاورى فريم بتاعه . عاينى ديك عامله
جصت فى شعره والله ديك لابسه شبشب ووووب على . اسمعى انتى فلانه ديك صحى طلقوها
وفلانه ديك فسخو خطوبتا وفلانا ديك اشاكلت مع راجله رجعه لى اهلا ................الخ
...... وصاحبنا الميت زول شغال بيهو مافى .........
ناس شغاله على كيفا
....... ربنا يصلح حالنا ويهدينا يارب .........
الموت واعظ من لا واعظ له
والله يا جماعه انا ما عارف الحصل للناس شنو
لحظته حاجات غريبه بقت تحصل فى المقابر
ناس جاين يدفنو زول مات تلقاهم ببيعو وبشترو وبتكلمو فى التلفونات
على راحتم البحب بحب البتونس بتونس والبقول لصحبو جيب سفه عليك الله
والبقول للتانى جيب نفس من السجاره دى عليك الله
الحاصل شنو ياربى بكون الناس ديل بقى ما عندهم فرق بين المقابر
وبين المحل العام؟؟؟؟؟
....... اها بعداك يجو يتمو الباقى فى الصيوان
كلام فى الكوره ....... والله العظيم يا فلان نلم فيكم فى البطوله الافريقيه
نضربكم ضرب . اسمع الدورى الاسبانى كورة برشلونه انتهت كم
امبارح . صحى ناس ريال مدريد جايبين كرستيانو رونالدو وكاكا
لالالا دا كلام فاضى ساى مابجى .
والله العجب اللعب من هيثم مصطفى . ياخ عليك الله سيببنا دا سيدا
البرنس . برنس شنو دا كان برنس دا ملك الملك ياخ
كلام فى السياسه .......... والله البشير يسافر . لالالالالالا ما يسافر
والله اكامبو مايقدر يعمل ليه اى شى بقبوضو ياخ مابقدرو ياخ ديل عندهم قواعد فى قطر
بعترضو الطائرة بتاعتو . اسمع الترابى اعتقلو؟ لى ؟ قالو قال الرئيس مفروض يسلم نفسو
للمحكمه الدوليه . اسرائيل ضربت غزه والله ناس غزه مساكين مافى زول شغال بيهم
العرب رقضو سلطه يعمل قمه ويطلعو بقرار نشجب وندين . دا كلو من المصرين وكمان
قافلين معبر رفح الاعانه ما بتصلم ولا الادويه ولا اى حاجه حسن نصر الله فكا صاروخ ....الخ
..... كلام كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي يييييييييير .......
والعجب النسوان الفى البيت جوه تلقى الواحده عامله فيها بتبكى بعد شويه جارته تجى تقعد جنبها
اها القطيعه والشمارات تبدا عاينى الملايات حقت عامله كيف شوفى عليك الله الحافله الفيها العدة (الفضيه) والله الكبايه ديك حقتى والله الجك بتاع الكزاز داك شالتو منى قبال كم يوم .
ووووووووب على شوف الدهب الابساهو سجمى ما تقلع الدهب دا مفروض عليك الله شوفى
السراير حقتم سمحه كيف العجب كراسى الجلوس احىىىىى والله كان لقيت الستااااااره دى
ووووووب . عاينى يا فلانه صحبتنا ديك لابسه توب كيف سجمى جابتو من وين بشدو منا فى اول عرس
.. هوى عاينى ديك راسمه حنه لكين الرسامه رفعتا ليها شويه مفروض تكون لتحت شويه .
عاينى ديك فاسخه وشها كيف دى الكريمات يا اخيتى كترت الاورى فريم بتاعه . عاينى ديك عامله
جصت فى شعره والله ديك لابسه شبشب ووووب على . اسمعى انتى فلانه ديك صحى طلقوها
وفلانه ديك فسخو خطوبتا وفلانا ديك اشاكلت مع راجله رجعه لى اهلا ................الخ
...... وصاحبنا الميت زول شغال بيهو مافى .........
ناس شغاله على كيفا
....... ربنا يصلح حالنا ويهدينا يارب .........
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
قال تعالى (وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد) (ق:19).
وقال تعالى (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (الأعراف 34).
من الذي يقدر على تأجيل الموت وتأخير ساعته ؟ ومن الذي يستطيع أن يهرب منه ؟
قال الشاعر
هو الموت مامنه ملاذ ومهرب ***** متى حٌُُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالاً ونرجوا نتاجــــــها ***** وباب الردى مما نؤمــــــل أقرب
اللهم انا نسألك عيشة هنية وميتتا سويه ومردا غير مخزى ولافاضح .
اللهم نسألك حسن الخاتمة وأن تتوفنا وأنت راض عنا ياكريم .
شكرا الاخ مصطفى على ماكتبت ونسأله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك
وقال تعالى (فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون) (الأعراف 34).
من الذي يقدر على تأجيل الموت وتأخير ساعته ؟ ومن الذي يستطيع أن يهرب منه ؟
قال الشاعر
هو الموت مامنه ملاذ ومهرب ***** متى حٌُُط ذا عن نعشه ذاك يركب
نؤمل آمالاً ونرجوا نتاجــــــها ***** وباب الردى مما نؤمــــــل أقرب
اللهم انا نسألك عيشة هنية وميتتا سويه ومردا غير مخزى ولافاضح .
اللهم نسألك حسن الخاتمة وأن تتوفنا وأنت راض عنا ياكريم .
شكرا الاخ مصطفى على ماكتبت ونسأله تعالى أن يجعله في ميزان حسناتك
خالد عابدين- Admin
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2564
نقاط : 33572
تاريخ التسجيل : 22/03/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
الاين أبوعمر كفيت ووفيت ولك الشكر على هذه الموعظة الحسنة وكفى بالموت واعظا وجزاك الله خير الجزاء ونسأل الله أن يختم بالصالحات أعمالنا وأكرر شكري ونسأل الله أن تداوم على كتابة مثل هذه الموضوعات.
مصباح محمد مصباح- كبار الشخصيات
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1897
نقاط : 30781
تاريخ التسجيل : 14/08/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
جزاك الله خيرا أخى مصطفى بالتذكير بهادم اللذات ومفرق الجماعات
اللهم نسألك حسن الخاتمه .
اللهم نسألك حسن الخاتمه .
الفكى احمد- V.i.P
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1979
نقاط : 31213
تاريخ التسجيل : 24/06/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
الريس خالد الباشمهندس الفكي الوالد العزيز مصباح
لكم الشكر والتقدير
وجزاكم الله خيرا علي المرور والاضافات
لكم الشكر والتقدير
وجزاكم الله خيرا علي المرور والاضافات
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
عِظَة المَوت
المطلب الأول
الموت أعظم واعظ
سقنا إليك طرفاً من النصوص التي تحدث عن الموت وسكراته ، والقبر وأهواله ، والعاقل من اعتبر ، فإن الموت أكبر واعظ ، وقد قيل لبعض الزهاد : ما أبلغ العظات ؟ قال : النظر إلى الأموات (1) ، وقد أحسن القرطبي في وصف الموت حيث يقول : " اعلم أن الموت هو الخطب الأفظع ، والأمر الأشنع ، والكأس الذي طعمهما أكره وأبشع ، وأنه الأهذم للذات ، والأقطع للراحات ، والأجلب للكريهات ، فإن أمراً يقطع أوصالك ، ويفرق أعضاءك ، ويهدم أركانك ، لهو الأمر الفظيع ، والخطب الجسيم ، وإن يومه لهو اليوم العظيم " (2) .
المطلب الثاني
التفكر في الموت
كما أن الحياة آية من آيات الله فالموت كذلك آية أخرى تضاد الحياة ، ولكنها لا تقل عنها عجباً ، ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ البقرة : 28 ] .
والتفكر في هذه الآية تفكر في خلق من خلق الله وعجائبه الدالة على عظيم قدرة الله، وعجيب أمره ، يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له ، فخر ميتاً ، فنزل الأعرابي عنه ، وجعل يطوف به ، ويتفكر فيه ، ويقول : مالك لا تقوم ؟ مالك لا تنبعث ؟
هذه أعضاؤك كاملة ، وجوارحك سالمة . ما شأنك ؟ ما الذي كان يحملك ؟ ما الذي كان يبعثك ؟ ما الذي صرعك ؟ ما الذي عن الحركة منعك ؟
ثم انصرف متفكراً في شأنه ، متعجباً من أمره (3) .
وأُنشد في بعض الشجعان مات حتف أنفه (4) :
جاءته من قِبَل المنون إشارة ××× فهوى صريعاً لليدين وللفم
ورمى بمحكم درعه وبرمحه ××× وامتد ملقى كالفنيق الأعظم
لا يستجيب لصارخ إن يدعه ××× أبداً ولا يرجى لخطب معظم
ذهبت بسالته ومرَّ مراره ××× لما رأى حبل المنية يرتمي
يا ويحه من فارس ما باله ××× ذهبت مرارته ولما يُكْلَم
هذي يداه وهذه أعضاؤه ××× ما منه عضو غداً بمثلم
هيهات ما حبل الردى محتاجه ××× للمشرفي ولا اللسان اللهذم
هي ويحكم أمر الإله وحكمه ××× والله يقضي بالقضاء المحكم
المطلب الثالث
نماذج من عظات الواعظين
وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ، وفي الحديث الذي يرويه الطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في الحلية ، والحاكم في مستدركه ، وغيرهم عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ، فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس " (5) .
وقد سقنا كثيراً من النصوص التي وعظنا الله ورسوله فيها بالموت ، وقد كان هذا دأب الصالحين يعظون أنفسهم بالموت ، ويعظون الناس به ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل " رواه البخاري في ترجمة باب : الأمل وطوله (6) .
ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي : " تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ، ومن حاكم ما أعدله ، كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات .
فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ، وهجرك الأخ والصديق ، وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ، والمجتهد في البنيان ، ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب .
فأين الذي جمعته من المال ؟ فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك " (7) .
ونقل القرطبي رحمه الله عن يزيد الرقاشي أنه كان يقول لنفسه : " ويحك يا زيد من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عند بعد الموت ؟ من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت ؟ " .
ثم يقول : " يا أيها الناس ، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من القبر طالبه ، والقبر بيته ، والتراب فراشه ، والدود أنيسه ، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ، كيف يكون حاله ؟ " ( .
وقال القرطبي رحمه الله في موضع آخر : " مَثِّلْ نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات ، ونزل بك الأنين والغمرات ، فمن قائل يقول : إن فلاناً قد أوصى ، وماله قد أحصى ، ومن قائل يقول : إن فلاناً ثقل لسانه ، فلا يعرف جيرانه ، ولا يكلم إخوانه ، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب ، ولا تقدر على رد الجواب . فَخَيِّل لنفسك ، يا ابن آدم إذا أخذت لفراشك إلى لوح مغسلك ، فغسلك الغاسل ، وألبست الأكفان ، وأوحش منك الأهل والجيران ، وبكت عليك الأصحاب والإخوان ، وقال الغاسل : أين زوجة فلان تحاللـه ، وأين اليتامى ترككم أبوكم فما ترونه بعد هذا اليوم أبداً ، وأنشدوا :
ألا أيها المغرور مالك تلعب ××× تؤمل آمالاً وموتك أقرب
وتعلم أن الحرص بحر مبعد ××× سفينته الدنيا فإياك تعطب
وتعلم أن الموت ينقض مسرعاً ××× عليك يقيناً طعمه ليس يعذب
كأنك توصي واليتامى تراهم ××× وأمهم الثكلى تنوح وتندب
تغص بحزن ثم تلطم وجهها ××× يراها رجال بعدما هي تحجب
وأقبل بالأكفان نحوك قاصد ××× ويحثي عليك الترب والعين تسكب (9)
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله : " أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك بملء فيه ، وهو لا يدري أأرضى الله أم سخطه ؟! .
وأبكاني فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي الله ، يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا يدري إلى الجنة أو إلى النار " (10) .
وقال أبو الدرداء أو أبو ذر : " تلدون للموت ، وتعمرون للخراب ، وتحرصون على ما يفنى ، وتذرون ما يبقى " (11) .
وقال القرطبي في تذكرته واعظاً ناصحاً :
" يا هذا ، أين الذي جمعته من الأموال ، وأعددته للشدائد والأهوال ، لقد أصبحت كفك منه عند الموت خالية صفراً ، وبدلت بعد غناك وعزك ذلاً وفقراً ، فكيف أصبحت يا رهين أوزاره ، ويا من سلب من أهله ودياره ؟
ما كان أخفى عليك سبيل الرشاد ، وأقل اهتمامك لحمل الزاد إلى سفرك البعيد ، وموقفك الصعب الشديد ، أو ما علمت يا مغرور أن لا بدَّ من الارتحال إلى يوم شديد الأهوال ، وليس ينفعك ثمَّ قيل ولا قال ، بل يعد عليك بين يدي الملك الديان ما بطشت اليدان ومشت القدمان ، ونطق به اللسان ، وعملت الجوارح والأركان ، فإن رحمك الله فإلى الجنة ، وإن كانت الأخرى فإلى الميزان .
يا غافلاً عن هذه الأحوال إلى كم هذه الغفلة والتوان ؟ أتحسب أن الأمر صغير ، وتزعم أن الخطب يسير ؟ وتظن أن سينفعك حالك إذا آن ارتحالك ، أو ينقذك مالك حين توبقك أعمالك ، أو يغني عنك ندمك إذا زلت بك قدمك ، أو يعطف عليك معشرك حين يضمك محشرك ، كلا والله ساء ما تتوهم ، ولا بدَّ أن ستعلم لا بالكفاف تقنع ، ولا من الحرام تشبع ، ولا للعظات تسمع ، ولا بالوعيد ترتدع ، دأبك أن تتقلب مع الأهواء ، وتخبط خبط العشواء ، يعجبك التكاثر بما لديك ، ولا تذكر ما بين يديك . يا نائماً في غفلة ، وفي خبطة يقظان ، إلى كم هذه الغفلة والتوان ، أتزعم أن ستُترك سُدَى ، وأن لا تحاسب غداً ، أم تحسب أن الموت يقبل الرِّشا ؟ أم تميز بين الأسد والرَّشا؟
كلا والله ، لن يدفع عنك الموت مالك ولا بنون ، ولا ينفع أهل القبول إلا العمل المبرور ، فطوبى لمن سمع ووعى ، وحقق ما ادعى ، ونهى النفس عن الهوى ، وعلم أن الفائز من ارعوى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى ، فانتبه من هذه الرقدة ، واجعل العمل الصالح لك عدة ، ولا تتمنَّ منازل الأبرار وأنت مقيم على الأوزار ، عامل بعمل الفجار ، وراقب الله في الخلوات ، ولا يغرنك الأمل ، فتزهد عن العمل .. ، وأنشدوا :
تزود من معاشك للمعاد ××× وقم لله واعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً ××× فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم ××× لهم زاد وأنت بغير زاد
وقال آخر :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ××× ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون مثله ××× وأنك لم ترصد كما كان أرصدا (12)
المطلب الرابع
نماذج من عظات الشعراء
وقد أكثر الشعراء من ذكر الموت والوعظ به ، فمن ذلك قول الشاعر :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ××× يبقى الإله ويفنى المال والولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه ××× والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له ××× والإنس والجن فيما بينها ترد
أين الملوك التي كانت لعزتها ××× من كل أوب إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب ××× لا بد من ورده يوماً كما وردوا
وقال الآخر :
مشيناها خطا كتبت علينا ××× ومن كتبت عليه خطا مشاها
وأرزاق لنا متفرقات ××× فمن لم تأته منا أتاها
ومن كتبت منيته بأرض ××× فليس يموت في أرض سواها
وقال آخر :
وإذا وليت قوماً ليلة ××× فاعلم بأنك بعدها مسؤول
وإذا حَملتَ إلى القبور جنازة ××× فاعلم بأنك بعدها محمول
وقال آخر :
تزود من الدنيا فإنك لا تدري ××× إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها ××× وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يرجى طول عمرهم ××× وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
وكم من سليم مات من غير علة ××× وكمن من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح لاهياً ××× وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من ساكن عند الصباح بقصره ××× وعند المسا قد كان من ساكن القبر
فكن مخلصاً واعمل الخير دائماً ××× لعلك تحظى بالمثوبة والأجر
وداوم على تقوى الإله فإنها ××× أمان من الأهوال في موقف الحشر
وقال الآخر :
هب الدنيا تساق إليك عفواً ××× أليس مصير ذاك إلى انتقال
وما دنياك إلا مثل فيء ××× أظلك ثم آذن بالزوال
وقال آخر :
يا مقيماً قد حان منه رحيل ××× بعد ذاك الرحيل يوم عصيب
إن للموت سكرة فارتقبها ××× لا يداويك إن أتتك طبيب
كم تواني حتى تصير رهيناً ××× ثم تأتيك دعوة فتجيب
وتذكر يوماً تحاسب فيه ××× إن من يذكر الممات ينيب
ليس من ساعة من الدهر إلا ××× للمنايا عليك رقيب
كل يوم ترميك بسهم ××× إن تحظى يوماً فسوف تصيب
وقال آخر :
الموت في كل يوم ينشر الكفنا ××× ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتها ××× وإن توحشت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا ××× أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأساً غير صافية ××× فصيرتهم لأطباق الثرى رهناً
وقال آخر :
قدم لنفسك توبة مرجوة ××× قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها ××× ذخر وغنم للمنيب المحسن
المطلب الخامس
أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس
إن لتذكر الموت أثراً كبيراً في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها ، وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت دائماً على بال العبد ، فإنه يصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه ، وتقويم المعوج من أمره ، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان ، وابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده بإسناد حسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها " (13) .
ويذكر ابن المبارك أن صالحاً الـمُرّي كان يقول : " إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد على قلبي " (14) .
وقال الدقاق : " من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ، ومن نسى الموت عوجل بثلاثة : تسويف التوبة ، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة " (15) .
وقال القرطبي : " اعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية ، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية " (16) ويروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة في قلبها ، فقالت لها : أكثري من ذكر الموت يرق قلبك ، ففعلت ذلك فرق قلبها " (17) .
وقال القرطبي : قال العلماء : تذكر الموت يردع عن المعاصي ، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا ، ويهون المصائب (18) .
وقال القرطبي أيضاً : قال العلماء – رحمهم الله – ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور ، وخاصة إن كانت قاسية ، فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمور :
أحدها : الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار الصالحين ، فإن ذلك مما يلين القلوب .
الثاني : ذكر الموت ، فيكثر من ذكر هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، وميتم البنين والبنات .
الثالث : مشاهدة المحتضرين ، فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته ، وتأمل صورته بعد مماته ، مما يقطع عن النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ، ويمسح الأجفان من النوم ، والأبدان من الراحة ، ويبعث على العمل ، ويزيد في الاجتهاد والتعب (19) .
وذكر عن الحسن البصري أنه دخل على مريض يعوده ، فوجده في سكرات الموت ، فنظر إلى كربه ، وشدة ما نزل به ، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم ، فقالوا له : الطعام يرحمكم الله ، فقال : يا أهلاه ، عليكم بطعامكم وشرابكم ، فوالله رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه (20) .
وقال أبو الدرداء : " من أكثر ذكر الموت قل فرحه ، وقل حسده " (21) .
--------------------------------
المطلب الأول
الموت أعظم واعظ
سقنا إليك طرفاً من النصوص التي تحدث عن الموت وسكراته ، والقبر وأهواله ، والعاقل من اعتبر ، فإن الموت أكبر واعظ ، وقد قيل لبعض الزهاد : ما أبلغ العظات ؟ قال : النظر إلى الأموات (1) ، وقد أحسن القرطبي في وصف الموت حيث يقول : " اعلم أن الموت هو الخطب الأفظع ، والأمر الأشنع ، والكأس الذي طعمهما أكره وأبشع ، وأنه الأهذم للذات ، والأقطع للراحات ، والأجلب للكريهات ، فإن أمراً يقطع أوصالك ، ويفرق أعضاءك ، ويهدم أركانك ، لهو الأمر الفظيع ، والخطب الجسيم ، وإن يومه لهو اليوم العظيم " (2) .
المطلب الثاني
التفكر في الموت
كما أن الحياة آية من آيات الله فالموت كذلك آية أخرى تضاد الحياة ، ولكنها لا تقل عنها عجباً ، ( كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنتُمْ أَمْوَاتاً فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) [ البقرة : 28 ] .
والتفكر في هذه الآية تفكر في خلق من خلق الله وعجائبه الدالة على عظيم قدرة الله، وعجيب أمره ، يروى أن أعرابياً كان يسير على جمل له ، فخر ميتاً ، فنزل الأعرابي عنه ، وجعل يطوف به ، ويتفكر فيه ، ويقول : مالك لا تقوم ؟ مالك لا تنبعث ؟
هذه أعضاؤك كاملة ، وجوارحك سالمة . ما شأنك ؟ ما الذي كان يحملك ؟ ما الذي كان يبعثك ؟ ما الذي صرعك ؟ ما الذي عن الحركة منعك ؟
ثم انصرف متفكراً في شأنه ، متعجباً من أمره (3) .
وأُنشد في بعض الشجعان مات حتف أنفه (4) :
جاءته من قِبَل المنون إشارة ××× فهوى صريعاً لليدين وللفم
ورمى بمحكم درعه وبرمحه ××× وامتد ملقى كالفنيق الأعظم
لا يستجيب لصارخ إن يدعه ××× أبداً ولا يرجى لخطب معظم
ذهبت بسالته ومرَّ مراره ××× لما رأى حبل المنية يرتمي
يا ويحه من فارس ما باله ××× ذهبت مرارته ولما يُكْلَم
هذي يداه وهذه أعضاؤه ××× ما منه عضو غداً بمثلم
هيهات ما حبل الردى محتاجه ××× للمشرفي ولا اللسان اللهذم
هي ويحكم أمر الإله وحكمه ××× والله يقضي بالقضاء المحكم
المطلب الثالث
نماذج من عظات الواعظين
وعظ الله رسوله بالموت فقال : ( إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَّيِّتُونَ ) [ الزمر : 30 ] ، وفي الحديث الذي يرويه الطبراني في الأوسط ، وأبو نعيم في الحلية ، والحاكم في مستدركه ، وغيرهم عن علي ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أتاني جبريل ، فقال : يا محمد ، عش ما شئت ، فإنك ميت ، وأحبب من شئت فإنك مفارقه ، واعمل ما شئت فإنك مجزى به ، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل ، وعزه استغناؤه عن الناس " (5) .
وقد سقنا كثيراً من النصوص التي وعظنا الله ورسوله فيها بالموت ، وقد كان هذا دأب الصالحين يعظون أنفسهم بالموت ، ويعظون الناس به ، يقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه : " ارتحلت الدنيا مدبرة ، وارتحلت الآخرة مقبلة ، ولكل واحدة بنون ، فكونوا من أبناء الآخرة ، ولا تكونوا من أبناء الدنيا ، فإن اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل " رواه البخاري في ترجمة باب : الأمل وطوله (6) .
ومن عظات العلماء ما جاء في تذكرة القرطبي : " تفكر يا مغرور في الموت وسكرته ، وصعوبة كأسه ومرارته ، فيا للموت من وعد ما أصدقه ، ومن حاكم ما أعدله ، كفى بالموت مفزعاً للقلوب ، ومبكياً للعيون ، ومفرقاً للجماعات ، وهادماً للذات ، وقاطعاً للأمنيات .
فهل تفكرت يا ابن آدم في يوم مصرعك ، وانتقالك من موضعك ، إذا نقلت من سعة إلى ضيق ، وخانك الصاحب والرفيق ، وهجرك الأخ والصديق ، وأخذت من فراشك وغطائك إلى غرر ، وغطوك من بعد لين لحافها بتراب ومدر ، فيا جامع المال ، والمجتهد في البنيان ، ليس لك من مالك والله إلا الأكفان ، بل هي للخراب والذهاب ، وجسمك للترائب والمئاب .
فأين الذي جمعته من المال ؟ فهل أنقذك من الأهوال ، كلا بل تركته لمن لا يحمدك ، وقدم بأوزارك على من لا يعذرك " (7) .
ونقل القرطبي رحمه الله عن يزيد الرقاشي أنه كان يقول لنفسه : " ويحك يا زيد من ذا يصلي عنك بعد الموت ؟ من ذا يصوم عند بعد الموت ؟ من ذا يرضي عنك ربك بعد الموت ؟ " .
ثم يقول : " يا أيها الناس ، ألا تبكون وتنوحون على أنفسكم باقي حياتكم ؟ من القبر طالبه ، والقبر بيته ، والتراب فراشه ، والدود أنيسه ، وهو مع هذا ينتظر الفزع الأكبر ، كيف يكون حاله ؟ " ( .
وقال القرطبي رحمه الله في موضع آخر : " مَثِّلْ نفسك يا مغرور وقد حلت بك السكرات ، ونزل بك الأنين والغمرات ، فمن قائل يقول : إن فلاناً قد أوصى ، وماله قد أحصى ، ومن قائل يقول : إن فلاناً ثقل لسانه ، فلا يعرف جيرانه ، ولا يكلم إخوانه ، فكأني أنظر إليك تسمع الخطاب ، ولا تقدر على رد الجواب . فَخَيِّل لنفسك ، يا ابن آدم إذا أخذت لفراشك إلى لوح مغسلك ، فغسلك الغاسل ، وألبست الأكفان ، وأوحش منك الأهل والجيران ، وبكت عليك الأصحاب والإخوان ، وقال الغاسل : أين زوجة فلان تحاللـه ، وأين اليتامى ترككم أبوكم فما ترونه بعد هذا اليوم أبداً ، وأنشدوا :
ألا أيها المغرور مالك تلعب ××× تؤمل آمالاً وموتك أقرب
وتعلم أن الحرص بحر مبعد ××× سفينته الدنيا فإياك تعطب
وتعلم أن الموت ينقض مسرعاً ××× عليك يقيناً طعمه ليس يعذب
كأنك توصي واليتامى تراهم ××× وأمهم الثكلى تنوح وتندب
تغص بحزن ثم تلطم وجهها ××× يراها رجال بعدما هي تحجب
وأقبل بالأكفان نحوك قاصد ××× ويحثي عليك الترب والعين تسكب (9)
ومن عظات الصحابي الجليل أبي الدرداء قوله : " أضحكني ثلاث ، وأبكاني ثلاث ، أضحكني مؤمل الدنيا والموت يطلبه ، وغافل ليس بمغفول عنه ، وضاحك بملء فيه ، وهو لا يدري أأرضى الله أم سخطه ؟! .
وأبكاني فراق الأحبة محمد صلى الله عليه وسلم وحزبه ، وهول المطلع عند غمرات الموت ، والوقوف بين يدي الله ، يوم تبدو السريرة علانية ، ثم لا يدري إلى الجنة أو إلى النار " (10) .
وقال أبو الدرداء أو أبو ذر : " تلدون للموت ، وتعمرون للخراب ، وتحرصون على ما يفنى ، وتذرون ما يبقى " (11) .
وقال القرطبي في تذكرته واعظاً ناصحاً :
" يا هذا ، أين الذي جمعته من الأموال ، وأعددته للشدائد والأهوال ، لقد أصبحت كفك منه عند الموت خالية صفراً ، وبدلت بعد غناك وعزك ذلاً وفقراً ، فكيف أصبحت يا رهين أوزاره ، ويا من سلب من أهله ودياره ؟
ما كان أخفى عليك سبيل الرشاد ، وأقل اهتمامك لحمل الزاد إلى سفرك البعيد ، وموقفك الصعب الشديد ، أو ما علمت يا مغرور أن لا بدَّ من الارتحال إلى يوم شديد الأهوال ، وليس ينفعك ثمَّ قيل ولا قال ، بل يعد عليك بين يدي الملك الديان ما بطشت اليدان ومشت القدمان ، ونطق به اللسان ، وعملت الجوارح والأركان ، فإن رحمك الله فإلى الجنة ، وإن كانت الأخرى فإلى الميزان .
يا غافلاً عن هذه الأحوال إلى كم هذه الغفلة والتوان ؟ أتحسب أن الأمر صغير ، وتزعم أن الخطب يسير ؟ وتظن أن سينفعك حالك إذا آن ارتحالك ، أو ينقذك مالك حين توبقك أعمالك ، أو يغني عنك ندمك إذا زلت بك قدمك ، أو يعطف عليك معشرك حين يضمك محشرك ، كلا والله ساء ما تتوهم ، ولا بدَّ أن ستعلم لا بالكفاف تقنع ، ولا من الحرام تشبع ، ولا للعظات تسمع ، ولا بالوعيد ترتدع ، دأبك أن تتقلب مع الأهواء ، وتخبط خبط العشواء ، يعجبك التكاثر بما لديك ، ولا تذكر ما بين يديك . يا نائماً في غفلة ، وفي خبطة يقظان ، إلى كم هذه الغفلة والتوان ، أتزعم أن ستُترك سُدَى ، وأن لا تحاسب غداً ، أم تحسب أن الموت يقبل الرِّشا ؟ أم تميز بين الأسد والرَّشا؟
كلا والله ، لن يدفع عنك الموت مالك ولا بنون ، ولا ينفع أهل القبول إلا العمل المبرور ، فطوبى لمن سمع ووعى ، وحقق ما ادعى ، ونهى النفس عن الهوى ، وعلم أن الفائز من ارعوى ، وأن ليس للإنسان إلا ما سعى ، وأن سعيه سوف يرى ، فانتبه من هذه الرقدة ، واجعل العمل الصالح لك عدة ، ولا تتمنَّ منازل الأبرار وأنت مقيم على الأوزار ، عامل بعمل الفجار ، وراقب الله في الخلوات ، ولا يغرنك الأمل ، فتزهد عن العمل .. ، وأنشدوا :
تزود من معاشك للمعاد ××× وقم لله واعمل خير زاد
ولا تجمع من الدنيا كثيراً ××× فإن المال يجمع للنفاد
أترضى أن تكون رفيق قوم ××× لهم زاد وأنت بغير زاد
وقال آخر :
إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى ××× ولاقيت بعد الموت من قد تزودا
ندمت على أن لا تكون مثله ××× وأنك لم ترصد كما كان أرصدا (12)
المطلب الرابع
نماذج من عظات الشعراء
وقد أكثر الشعراء من ذكر الموت والوعظ به ، فمن ذلك قول الشاعر :
لا شيء مما ترى تبقى بشاشته ××× يبقى الإله ويفنى المال والولد
لم تغن عن هرمز يوماً خزائنه ××× والخلد قد حاولت عاد فما خلدوا
ولا سليمان إذ تجري الرياح له ××× والإنس والجن فيما بينها ترد
أين الملوك التي كانت لعزتها ××× من كل أوب إليها وافد يفد
حوض هنالك مورود بلا كذب ××× لا بد من ورده يوماً كما وردوا
وقال الآخر :
مشيناها خطا كتبت علينا ××× ومن كتبت عليه خطا مشاها
وأرزاق لنا متفرقات ××× فمن لم تأته منا أتاها
ومن كتبت منيته بأرض ××× فليس يموت في أرض سواها
وقال آخر :
وإذا وليت قوماً ليلة ××× فاعلم بأنك بعدها مسؤول
وإذا حَملتَ إلى القبور جنازة ××× فاعلم بأنك بعدها محمول
وقال آخر :
تزود من الدنيا فإنك لا تدري ××× إذا جن ليل هل تعيش إلى الفجر
فكم من عروس زينوها لزوجها ××× وقد أخذت أرواحهم ليلة القدر
وكم من صغار يرجى طول عمرهم ××× وقد أدخلت أرواحهم ظلمة القبر
وكم من سليم مات من غير علة ××× وكمن من سقيم عاش حيناً من الدهر
وكم من فتى يمسي ويصبح لاهياً ××× وقد نسجت أكفانه وهو لا يدري
وكم من ساكن عند الصباح بقصره ××× وعند المسا قد كان من ساكن القبر
فكن مخلصاً واعمل الخير دائماً ××× لعلك تحظى بالمثوبة والأجر
وداوم على تقوى الإله فإنها ××× أمان من الأهوال في موقف الحشر
وقال الآخر :
هب الدنيا تساق إليك عفواً ××× أليس مصير ذاك إلى انتقال
وما دنياك إلا مثل فيء ××× أظلك ثم آذن بالزوال
وقال آخر :
يا مقيماً قد حان منه رحيل ××× بعد ذاك الرحيل يوم عصيب
إن للموت سكرة فارتقبها ××× لا يداويك إن أتتك طبيب
كم تواني حتى تصير رهيناً ××× ثم تأتيك دعوة فتجيب
وتذكر يوماً تحاسب فيه ××× إن من يذكر الممات ينيب
ليس من ساعة من الدهر إلا ××× للمنايا عليك رقيب
كل يوم ترميك بسهم ××× إن تحظى يوماً فسوف تصيب
وقال آخر :
الموت في كل يوم ينشر الكفنا ××× ونحن في غفلة عما يراد بنا
لا تطمئن إلى الدنيا وبهجتها ××× وإن توحشت من أثوابها الحسنا
أين الأحبة والجيران ما فعلوا ××× أين الذين همو كانوا لنا سكنا
سقاهم الموت كأساً غير صافية ××× فصيرتهم لأطباق الثرى رهناً
وقال آخر :
قدم لنفسك توبة مرجوة ××× قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها ××× ذخر وغنم للمنيب المحسن
المطلب الخامس
أثر تذكر الموت في إصلاح النفوس
إن لتذكر الموت أثراً كبيراً في إصلاح النفوس وتهذيبها ، ذلك أن النفوس تؤثر الدنيا وملذاتها ، وتطمع في البقاء المديد في هذه الحياة ، وقد تهفو إلى الذنوب والمعاصي ن وقد تقصر في الطاعات ، فإذا كان الموت دائماً على بال العبد ، فإنه يصغر الدنيا في عينه ، ويجعله يسعى في إصلاح نفسه ، وتقويم المعوج من أمره ، فقد روى البيهقي في شعب الإيمان ، وابن حبان في صحيحه والبزار في مسنده بإسناد حسن عن أنس بن مالك قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أكثروا ذكر هاذم اللذات : الموت ، فإنه لم يذكره في ضيق من العيش إلا وسعه عليه ، ولا ذكره في سعة إلا ضيقها " (13) .
ويذكر ابن المبارك أن صالحاً الـمُرّي كان يقول : " إن ذكر الموت إذا فارقني ساعة فسد على قلبي " (14) .
وقال الدقاق : " من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاثة : تعجيل التوبة ، وقناعة القلب ، ونشاط العبادة ، ومن نسى الموت عوجل بثلاثة : تسويف التوبة ، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل في العبادة " (15) .
وقال القرطبي : " اعلم أن ذكر الموت يورث استشعار الانزعاج عن هذه الدار الفانية ، والتوجه في كل لحظة إلى الدار الآخرة الباقية " (16) ويروى أن امرأة شكت إلى عائشة رضي الله عنها قساوة في قلبها ، فقالت لها : أكثري من ذكر الموت يرق قلبك ، ففعلت ذلك فرق قلبها " (17) .
وقال القرطبي : قال العلماء : تذكر الموت يردع عن المعاصي ، ويلين القلب القاسي، ويذهب الفرح بالدنيا ، ويهون المصائب (18) .
وقال القرطبي أيضاً : قال العلماء – رحمهم الله – ليس للقلوب أنفع من زيارة القبور ، وخاصة إن كانت قاسية ، فعلى أصحابها أن يعالجوها بثلاثة أمور :
أحدها : الإقلاع عما هي عليه بحضور مجالس العلم بالوعظ والتذكير والتخويف والترغيب وأخبار الصالحين ، فإن ذلك مما يلين القلوب .
الثاني : ذكر الموت ، فيكثر من ذكر هادم اللذات ، ومفرق الجماعات ، وميتم البنين والبنات .
الثالث : مشاهدة المحتضرين ، فإن النظر إلى الميت ومشاهدة سكراته ونزعاته ، وتأمل صورته بعد مماته ، مما يقطع عن النفوس لذاتها ، ويطرد عن القلوب مسراتها ، ويمسح الأجفان من النوم ، والأبدان من الراحة ، ويبعث على العمل ، ويزيد في الاجتهاد والتعب (19) .
وذكر عن الحسن البصري أنه دخل على مريض يعوده ، فوجده في سكرات الموت ، فنظر إلى كربه ، وشدة ما نزل به ، فرجع إلى أهله بغير اللون الذي خرج به من عندهم ، فقالوا له : الطعام يرحمكم الله ، فقال : يا أهلاه ، عليكم بطعامكم وشرابكم ، فوالله رأيت مصرعاً لا أزال أعمل له حتى ألقاه (20) .
وقال أبو الدرداء : " من أكثر ذكر الموت قل فرحه ، وقل حسده " (21) .
--------------------------------
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
عظم الله اجرك اخي مصطفي والتحيه لكل الاخوه الزملاء
يس مصطفي- نائب المدير العام
- مشرف المنتدى الاسلامي
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1273
نقاط : 30145
تاريخ التسجيل : 04/05/2010
العمر : 46
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
الاخ الكريم يس مصطفي
لك التحيه والتقدير
وجزاك الله خيرا علي مرورك
لك التحيه والتقدير
وجزاك الله خيرا علي مرورك
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
محطة من محطات المحاسبة، قليل من وقف عندها، وأما غالب الناس فيمرون عليها؛ دون أن يتدبروها! وأما غالب الناس فيمرون عليها؛ دون أن يتدبروها!
الدنيا! ذلك الطيف العابر، والظل الزائل، الدنيا! دار الغرور ومنزل الأحزان، الدنيا! وفاؤها غدر! وحبها كذب، الدنيا! جديدها بالي، وصفوها كدر، والناس فيها ضيوف عمل قليل سيرحلون!
قال إبراهيم التيمي رحمه الله: ( شيئان قطعا عني لذة الدنيا: ذكر الموت، والوقوف بين يدي الله عز وجل ).
أخي.. ألا ترى الناس في كل يوم يودعون حبيبا أو صديقاً؟! فهل حرك ذلك منك قلباً؟! وهل كان ذلك لك عبرة؟!
وإذا علمت أيها العاقل أن لك معاداً ومرجعاً إلى ربك تعالى؛ فاحذر تلك الساعة .. واعمل لها .. من قبل أن تكون من أهل الحسرات؟!
{ حَتَّى اِذَا جَاءَ اَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي اَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا اِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ اِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ } [المؤمنون:100-99] فواحسرة عبد نزل به الموت ولم يقدم صالحاً!!
فانطر لنفسك أيها العاقل.. وتدبر أمرك، بأي وجه تقدم على ربك عز وجل إذا كنت ممن بارزه بالمعاصي؟! بأي وجه تقدم على ملك الملوك؛ إذا كنت من الغافلين .. المعرضين عن طاعة الله تعالى؟!!
فاحذر أخي ساعة السكرات.. فما أشدها على العصاة! وما أفظعها على أهل الغفلة! ماذا أعددت لهذه اللحظات؟! أتظنها بعيدة؟! فكم من رافل في ثياب الصحة نزلت به المنية بغتة! وكم من ناعم في العيش؛ دهمه الأجل بلا ميعاد! فتهيأ أيها ليوم المعاد .. فإنه يوم لا ينفعك فيه إلا صالح ما قدمته .. وميعاد لا تنجو من شدائده إلا بصدق العمل!
أخي المسلم.. إن سوق العمل الصالح اليوم ميسورة .. فسارع لأخذ نصيبك منها قبل أن يحال بينك وبينها! ولو نطق الأموات لأخبروك أن خير زاد رحلت به من الدنيا: هو فعل الطاعات .. وتقديم الباقيات الصالحات .. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مرّ بقبر، فقال: << من صاحب هذا القبر؟ >> فقالوا: فلان، فقال: << ركعتان أحب إلى هذا من بقية دنياكم! >> [رواه الطبراني]
فواحسرة من رحل من الدنيا بغير زاد من التقوى! وواحسرة من أدركه الموت وهو خفيف الظهر من الحسنات!
وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
وصف الموت
روى البخاري في صحيحه: أن عائشة رضي الله عنها قالت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بين يديه علبة فيها ماء، فجعل يدخل يديه في الماء فيمسح بهما وجهه ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت لسكرات) ثم نصب يديه فجعل يقول: (إلى الرفيق الأعلى) حتى قبض.
ودخل النبي صلى الله عليه وسلم على مريض فقال: (إني لأعلم ما يلقى، ما فيه عرق إلا وهو يألم بالموت على حدته).
لما نزل الموت بعمرو بن العاص رضي الله عنه قال له ابنه: يا أبتي وقد كنت تقول: إنني لأعجب من رجل نزل به الموت ومعه عقله ولسانه كيف لا يصفه؟ فقال: يا بني: الموت أعظم من أن يوصف، لكن سأصف لك منه شيئاً، والله لكأن على كتفي جبال رضوى وتهامة، وكأني أتنفس من سم إبرة، ولكأن في جوفي شوكة عوسج، ولكأن السماء أطبقت على الأرض وأنا بينهما.
قال كعب رضي الله عنه عن الموت: هو كغصن كثير الشوك أُدخل في جوف رجل، فأخذت كل شوكة بعرق ثم جذبه رجل شديد الجذب، فأخذ ما أخذ وأبقى ما أبقى.
قال علي رضي الله عنه: والذي نفس محمد بيده لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش.
قال شديد بن أوس: الموت أشد من نشر بالمناشير وقرض بالمقاريض وغلي في القدور.
لما مات إبراهيم عليه السلام قال الله عز وجل: (كيف وجدت الموت؟)، قال الخليل: كسفود جعل في صوف رطب ثم جذب، فقال الله عز وجل: (أما إنا قد هوّنا عليك).
وعن موسى عليه السلام أنه لما صارت روحه إلى الله عز وجل قال له الله: (يا موسى: كيف وجدت الموت؟) قال: (وجدت نفسي كشاة حية بيد القصاب تسلخ).
هكذا إذن!!! .. بعد كل هذا العذاب.. تصعد الروح! .. وفي لحظة واحدة يُطوى الكتاب! .. وفي لحظة واحدة ينطق جميع الحاضرين: (يرحمه الله)! .. وفي لحظة واحدة يجد المرء نفسه في عالم آخر! .. بين المفاجأة والذهول! .. بين الحقيقة.. والخيال! .. وليس ثمة إلا طريق واحد مظلم – كأشد ما تكون الظلمة- يسير فيه المرء بعينين مغمضتين! .. لا يؤنس وحشته إلا عمل قد قضى عمره له فهو يمشي الآن بجواره .. إلى الله ..
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
خاتمتك أنت
.. لن أحكي لكم حكاية ولن أقص عليك رواية، لن أبصركم على قصة أحد الأموات وما بها من العبرة والموعظات، بل سأحكي لكم قصة مختلفة، سأحكي لك قصتك أنت! نعم أنت، تمسك مجلة (مساء) بكلتا يديك وأخص العدد الذي بين يديك الآن، العدد ( 33)، تقرأ قصص الأموات وما حل بهم من حسن الخاتمة أو شؤمها، تقرأ بصوت مرتفع لتُسمع من حولك أو تحاول تخزينها في ذاكرتك لتحكيها لأصدقائك فيما بعد، ولكن هل فكرت يوماً أنك ستكون فيما بعد قصة تُحكى للناس من بعدك، إما ليقتدوا بك أو ليتعظوا مما جرى لك، وستصبح قصة تكتب ليقرأها من بعدك، قد تقرؤها أمك أو أبوك أو أختك أو صديقك أو أقرباؤك أو إخوة لك في الدين كما قرأت قصصاً لهم في وقت مضى.
دع المجلة جانباً، أغمض عينيك وفكر معي قليلاً: كيف ستكون قصتي؟ قصة تبعث على السرور والبهجة على من يقرؤها؟ أم تبعث الألم والتقزز فيمن يقرؤها؟ هل ستُروى لتحفيز الناس أم لتحذيرهم؟ هل سيغبطني الناس أم أنا في موضع لا أحسد عليه؟ عندما تُقرأ قصتي ستتساقط قطرات من دموع، تُرى؛ أستكون دموع فرح أم دموع حزن على حالي؟.
أخي: قبل أن توزع قصتك بدون استئذان منك بادر بتأليفها على صفحة جديدة، صفحة طهارة ونقاء، واكتبها بقلم الإيمان، وسطر كلماتها بالأعمال الصالحة لتضمن خاتمة حكاية سعيدة.
.. لن أحكي لكم حكاية ولن أقص عليك رواية، لن أبصركم على قصة أحد الأموات وما بها من العبرة والموعظات، بل سأحكي لكم قصة مختلفة، سأحكي لك قصتك أنت! نعم أنت، تمسك مجلة (مساء) بكلتا يديك وأخص العدد الذي بين يديك الآن، العدد ( 33)، تقرأ قصص الأموات وما حل بهم من حسن الخاتمة أو شؤمها، تقرأ بصوت مرتفع لتُسمع من حولك أو تحاول تخزينها في ذاكرتك لتحكيها لأصدقائك فيما بعد، ولكن هل فكرت يوماً أنك ستكون فيما بعد قصة تُحكى للناس من بعدك، إما ليقتدوا بك أو ليتعظوا مما جرى لك، وستصبح قصة تكتب ليقرأها من بعدك، قد تقرؤها أمك أو أبوك أو أختك أو صديقك أو أقرباؤك أو إخوة لك في الدين كما قرأت قصصاً لهم في وقت مضى.
دع المجلة جانباً، أغمض عينيك وفكر معي قليلاً: كيف ستكون قصتي؟ قصة تبعث على السرور والبهجة على من يقرؤها؟ أم تبعث الألم والتقزز فيمن يقرؤها؟ هل ستُروى لتحفيز الناس أم لتحذيرهم؟ هل سيغبطني الناس أم أنا في موضع لا أحسد عليه؟ عندما تُقرأ قصتي ستتساقط قطرات من دموع، تُرى؛ أستكون دموع فرح أم دموع حزن على حالي؟.
أخي: قبل أن توزع قصتك بدون استئذان منك بادر بتأليفها على صفحة جديدة، صفحة طهارة ونقاء، واكتبها بقلم الإيمان، وسطر كلماتها بالأعمال الصالحة لتضمن خاتمة حكاية سعيدة.
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
أسباب سوء الخاتمة
من أعظم الأسباب: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك عند أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها، فإن الإنسان إذا ألف شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهوى ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان: 29
وسوء الخاتمة – أعاذنا الله منه – لا يقع فيه من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
من أعظم الأسباب: فساد الاعتقاد، فإن من فسدت عقيدته ظهر عليه أثر ذلك عند أحوج ما يكون إلى العون والتثبيت من الله تعالى:
ومنها: الإقبال على الدنيا والتعلق بها.
ومنها: العدول عن الاستقامة والإعراض عن الخير والهدى.
ومنها: الإصرار على المعاصي وإلفها، فإن الإنسان إذا ألف شيئا مدة حياته وأحبه وتعلق به، يهوى ذكره إليه عند الموت، ويردده حال الاحتضار في كثير من الأحيان.
وقال الحافظ ابن كثير رحمه الله: إن الذنوب والمعاصي والشهوات تخذل صاحبها عند الموت، مع خذلان الشيطان له، فيجتمع عليه الخذلان مع ضعف الإيمان، فيقع في سوء الخاتمة، قال تعالى: (وكان الشيطان للإنسان خذولا) الفرقان: 29
وسوء الخاتمة – أعاذنا الله منه – لا يقع فيه من صلح ظاهره وباطنه مع الله، وصدق في أقواله وأعماله، فإن هذا لم يسمع به، وإنما يقع سوء الخاتمة لمن فسد باطنه عقدا، وظاهره عملا، ولمن له جرأة على الكبائر، وإقدام على الجرائم، فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة) أ .هـ
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
رد: هادم اللذات ومفرق الجماعات.........وقفه للتوبه
بشائر
نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بشائر تدل على حسن الخاتمة إذا كانت وفاة العبد مع واحدة منها كان ذلك فالاً طيباً وبشارة حسنة، منها:
* نطقه بكلمة التوحيد عند الموت، وهي: لا إله إلا الله.
* أن يموت شهيداً من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.
* أن يموت غازياً في سبيل الله.
* أن يكون آخر عمله طاعة الله عز وجل.
* الموت في سبيل الدفاع عن الخمس التي حفظتها الشريعة، وهي: الدين والنفس والمال والعرض والعقل.
* أن يموت صابراً محتسباً بسبب أحد الأمراض الوبائية.
* موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها.
* الموت بالغرق والحرق والهدم.
* الموت ليلة الجمعة.
نبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بشائر تدل على حسن الخاتمة إذا كانت وفاة العبد مع واحدة منها كان ذلك فالاً طيباً وبشارة حسنة، منها:
* نطقه بكلمة التوحيد عند الموت، وهي: لا إله إلا الله.
* أن يموت شهيداً من أجل إعلاء كلمة لا إله إلا الله.
* أن يموت غازياً في سبيل الله.
* أن يكون آخر عمله طاعة الله عز وجل.
* الموت في سبيل الدفاع عن الخمس التي حفظتها الشريعة، وهي: الدين والنفس والمال والعرض والعقل.
* أن يموت صابراً محتسباً بسبب أحد الأمراض الوبائية.
* موت المرأة في نفاسها بسبب ولدها.
* الموت بالغرق والحرق والهدم.
* الموت ليلة الجمعة.
mustafa omer Elhassan- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2024
نقاط : 32585
تاريخ التسجيل : 19/10/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى