الزلال جارتنا يا بت الماحي، جاءتنا من الباوقة تجيد صنع الزلابية والشعيرية مع أنها من جزيرة (أوس)
صفحة 1 من اصل 1
الزلال جارتنا يا بت الماحي، جاءتنا من الباوقة تجيد صنع الزلابية والشعيرية مع أنها من جزيرة (أوس)
كانت لنا جارة اسمها الزلال، توفيت قبل أمي بثلاثة أعوام، لها الرحمة ولأمي، كانت جارة طيبة للغاية، كنت لما أذهب للمدرسة وأسكن الداخلية، وذلك في أوائل الستينات حتى أواسط السبعينيات، كانت الزلال تعطيني شلن خمسة قروش، كما تعطيني بعض النسوة في القرية شلن أو ريال . أو قرشين.. ويقولن حق الرغيف يا الصدوق..) كما كانت تسميني أمي بذلك أو ( حق الرغيف يا الصدوقي) كما كانت تسميني خالتي وبناتها ... الزلال كانت جميلة فاتنة، ولكنها متقلبة المزاج، أحياناً تخاصم أمي في سبب تافه جداً، ولما تمر أيام، أمي تعود لها وتقول لها مالك .بسم الله تلحقك وتحضرك.. وتجيبك في محلك.. تخاصميني في القش. تعالي حشي زي ماكي دايري) كانت الزلال تتزاوغ من أمي وتستحي، وأحياناً تقف مع نفسها، فترجع أمي وتقول يا ولدي نحن سوينا اللت الله، الله براهو عالم بالقلوب.. الرب رب قلوب..) وتنصرف أمي حزينة.. كان أبوي يحارب بي حرب أمي ويقول هسع طيبة دي في زول بحاربا.. الزلال دي جنت) فكانت الزلال تنتظر حلول عيد الفطر أو عيد الأضحى، فكان الناس يجمعون فطور العيد في خلوتنا، فتجد نفسها معزولة، فتجي تنتهز فرصة العيد، وتمد يديها وتقول( العيد يتبارك عليكم، إن شاء الله من العايدين.. إن شاء الله كل سنة ترجوهو..تاميين ولاميين).ففي هذه اللحظة يكون أبي قد صالحها بصورة تلقائية وأمي كذلك، ، وهكذا يكون قد زال الخصام يوم العيد، وقبل أن تأتي الزلال لمباركة العيد، تكون قد أرسلت ولدها إلي الخلوة محملاً بصينية الشاي وفيها صحن الزلابية، وقد كانت الزلال تجيد صنع الزلابية، بصورة يثني عليها الجميع،فهي قد عاشت في الباوقة فترة، وجاءت من هنالك تحسن صنع الزلابية، بالرغم من أن صحانة ناس البلد، في العيد كانت هي فطير القمح باللبن، ومن اجتهد يعمل الشعيرية، وقتها وأنا دون العاشرة، كان المزارعون لما يتذوقوا الزلابية والشعيرية، يضحكوا، ويقولوا، الليلة الزلال ضوقتنا أكل ناس الصعيد، ويقول الوالد: ( ها ها ها.. لو ما دلعوكم في العيد يدلعوكم متين . بارك الله في الزلال).. وهكذا تكون الزلال قد ظفرت بضالتها، سحرت قلوب الرجال، بزلابيتها، وشعيريتها، وصالحت معظم أهل القرية بما فيهم أمي، لأنه لا أحد يخاصم في يوم العيد، أو يرفض الصلح. هي ذكية، كانت تعطيني الشلن، خمسة قروش، وتحب أن تعطيني له، علي مرأى من أمي، تعطيني له وعينها مفتوحة علي قش أمي وجرفها واللوبيا عندها، أو في معاملة الحلة، وأنا متأكد من أن الزلال، كانت تجني بدل الشلن، مئات الأشياء من أمي..وحتى عندما دخلت أنا المرحلة الثانوية رفعت الزلال الشلن إلى خمسون قرشاً. وهكذا رفعنه، خالتي وزوجة عمى عاشة، وخالتي آمنة، وعمتي آمنة وفاطنة بت بلال..
صديق عبدالله علي أبوحنة- كبار الشخصيات
-
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 7523
نقاط : 46220
تاريخ التسجيل : 14/07/2010
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى