وحدة السدود ... من يجرؤ على الكلام

وحدة السدود..من يجرؤ على الكلام ؟
بقلم الرشيد طه الافندى

يقولون ان المصيبة تبدأ كبيرة ثم تصغرالا ان مصيبة سد مروى على العكس من هذا فقد بدأت صغيرة وكبرت من ادارة تابعة لوزارة الرى باسم ادارة سد مروى الى وحدة قائمة بذاتها تدعى وحدة تنفيذ السدود تتبع مباشرة لرئاسة الجمهورية كانت معنية فقط بتنفيذ سد مروى الى انها تمددت واصبحت مسئولة عن كل السدود و(حاجات تانية) ولا بد ان ما وجدته فى سد مروى كان مغريا جدا للدرجة التى جعلها (تكوش)على كل السدود فى السودان وكبف لا وقد صارت بفضل سد مروى امبراطورية ليس لها حدود تملك من الامكانيات والنفوذ والقوة والسند ما لا تملكه اى جهة اخرى فى هذا البلد المنكوب؛ كل هذا الامتياز والتفرد يكون طبيعى ومفهوم ولا غبار عليه اذا كانت وحدة السدود قد انجزت سد مروى (تجربتها الاولى) على اكمل وجه للدرجة التى يمكن ان يكون ذلك حافزا ودافعا لها ولغيرها لمزيد من الانجاز والاعجاز ولكن ما فعلته جعل كل ما قامت به لا يساوى شيئا امام ما ارتكبته من مظالم وتجاوزات وتقديم صورة سلبية مشوهة عن مشاريع التنمية والسدود جعلت الناس يرفضون ابتداءا قيام اى سد فى مناطقهم لان التجربة السلبية التى قدمتها وحدة السدود فى سد مروى وتعاملها مع المتاثرين فى تلك المناطق اصبحت عظة وعبرة للجميع ولهذا ليس غريبا ان يرفض اهالى كجبار والشريك كما سيرفض اهالى المناطق المقترحة الاخرى ؛ ومن المؤسف ان مشاريع التنمية المتمثلة فى قيام السدود ارتبطت فى اذهان الجميع بفعل سياسة هذه الوحدة التى تفتقر للخبرة والتجربة وعدم المصداقية ارتبطت بالظلم والدماء والتشرد بدلا عن الازدهار والرفاهية والتنمية ؛ ان وحدة السدود التى تتمتع بالسند الرئاسى والدعم الكامل من مراكزالقوى داخل الحكومة ارتكبت من الاخطاء والخطايا ما لا يحصى فى حق الوطن والمواطن واهدرت المال العام فى صرف بذخى واسرافى بالاحتفالات المظهرية وايجار العربات والطائرات لزيارات دعائية ليس لها معنى لموقع السد وفى نفس الوقت اتبعت سياسة استفزازية تنم عن الاحتقار وعدم التقدير لمواطنى المنطقة المتاثرين الذين تغمطهم حقهم وتتدخل بطريقة او اخرى فى نسف اى اتفاق يتم بين الدولة وبينهم بينما تعمل على قهرهم واجبارهم على الرحيل الى مناطق يرفضونها برغم الاتفاقيات والمواثيق الدولية التى تنادى بضرورة موافقة المتاثرين اولا وحل مشاكلهم المتوقعة قبل وبعد التهجير وتوفير سبل العيش الكريم مع تعدد الخيارات وعدم ارغامهم على خيار واحد ثم قامت بعد ذلك بقفل الخزان واغراق قرى ومشاريع المهجرين بدون تعويض مجزى وعادل للممتلكات الثابتة والمنقولة وحتى الذين تم تهجيرهم من اهالى الحامداب وامرى وقلة من المناصير لم تكن هناك جدية فى اقامة القرى الجديدة لهم والمشاريع التى تشكو الان العطش اما ثالثة الاثافى اغراق المواقع الاثرية التى كان يمكن ان تبقى الاف السنين تقاوم عوامل وعاديات الزمن والاستفادة منها بحمايتها وتوفير المتاحف مما يدر للخزينة العامة ملايين الدولارات وهى مواقع لا يستهان بها على حسب تقرير بعثة متحف قدنسك البولندية فى مناطق خزان الحامداب والذى جاء فيه بالرغم من المسوحات التى قاموا بها حددت 762 موقعا اثريا الا انهم لم يستطيعوا انقاذ اكثر من 38 موقعا فقط ان الممرات الجبلية والانفاق والاف المقابر والتى لا يمكن نقلها الى مكان اخر سوف تغمرها المياه)انتهى . وبالفعل غمرت بحيرة السد التى تمتد لمسافة 176 كيلو متر منطقة غنية بالاثار والتراث والتاريخ الذى يرجع للعصور الوسطى القديمة قبل 5000 سنة منذ الحضارة النوبية التى تسبق الحضارة المصرية(راجع الموقعwww.almanasir.info) و لم يتم للاسف التنقيب عنها هذا يعنى ان مواقع اثرية قديمة ومهمة غمرت تحت المياه دون توثيق او دراسة وضاع تاريخ كان يمكن ان يغير مسلمات وحقائق كثيرة ويعيد قراءة التاريخ والحضارة لامة ضاع منها كل شئ بسبب الاهمال وعدم المحاسبة واسناد الامر لغير اهله امثال وحدة السدود التى لم تكن هناك اى حوجة لانشاءها فى ظل وجود وزارة الرى والموارد المائية اللهم الا اذا كانت هناك دوافع واغراض اخرى لا نفهمها .

بعد كل هذا اليس من حقنا ان نتسال عن الدوافع الحقيقية وراء انشاءها والاموال التى اهدرتها وعن التعتيم والضبابية التى صاحبت هذا المشروع وكانه منشاة نووية وعن كيفية العطاءات والتعاقدات والاموال الداخلة والمنصرفة واليس من حقنا ان نسال عن مبلغ 600 (ستمائة) مليون دولار رصدها الصندوق العربى للتنمية الاقتصادية والاجتماعية الذى مول السد لتعويض المتضررين كيف واين وفيما صرفت وما هى الجهة او الجهات التى تشرف على هذا المال العام السائب واخيرا للمرة الثالثة نسال من يحاسب وحدة تنفيذ السدود ؟؟؟

ردا علي سؤالك يالرشيد من يحاسب وحدة تنفيذ السدود ؟؟؟
يحاسبها الذي لايغفل ولاينام يحاسبها الذي يمهل ولايهمل يحسابها الذي يعلم خائنةالعين وماتخفي الصدور يحاسبها الذي حرم الظلم علي نفسه وحرمه علي عباده
نسأل الله سبحانه وتعالي أن يعجل بحسابها في الدنيا قبل الاخرة ويشفي صدور المظلومين

فارس الزين علي محجوب كتب:
نسأل الله سبحانه وتعالي أن يعجل بحسابها في الدنيا قبل الاخرة ويشفي صدور المظلومين

اميييييييين يا رب العالمين
مشكور ايها الفارس على المرور

الاخ الرشيد عهدك صحفيا متميزا وقارئ من الدرجة الاولى اما دعوات اخى فارس وتامينك عليها نرجو ان لاتصبحوا كقوم سيدنا موسى وقد ارسل محمد بالحق وقول معاذ ابن جبل لو خض بنا البحر لخضناه معك دعوا التكاسل وانشئو الجيش الشعبى لتحرير المناصير كاخوتنا فى شرقنا الحبيب