أنا الهبارمة ديل يسحروني بفيوضاتهم

علاقتنا معهم ضاربة في الجذور منذ عتمور الشرق، تحكي لى حبوبتي الحاجة حليمة بت حاج قيلي عنهم الكثير، حيث كان لها ثروة من الضان تسد عين الشمس، تطلع بها عتمور الشرق ويختلط الرعي والسعية معهم، وحبوبتي حليمة بت حاج قيلي والدة امي، احياناً تطلع عتمور الشرق واحياناً تطلع عتمور الغرب حسب الأمطار.. تحكي لى عنهم الكثير، قالت هم ناس جمال وألبل.. ونحن ناس سعيي. ناساً فراس وصعبين الهبارمة وناس سلاح وبنادق.. وقنص. ما تقدر تشق حلتهم بالليل في الخلاء، كلابهم تاكلك قبل ما يجوك هم.. كان جاييهم إلا تحدثهم من العصر، عشان كلابهم ما يقطعوا هدومك ويعضعضوك...
توثقت علاقتي معم في أبوحمد المتوسطة، نحن كنا آخر دفعة من ابناء المناصير في ابوحمد ، بعدها أفتتحت مدرسة شري الثانوية العامة اي المتوسطة ومدرسة الكاب الثانوية العامة اي المتوسطة..
علي عوض الكريم كان قبلنا بثلاث دفع.. وعلي محمد عثمان علي حبيب هبرم دفعتي وصديقي، تلاقينا في محبة اللغة العربية ومعرفة شاردها وواردها ، كنا لانكتفي بالدرس وإنما نتجاوزه ونسأل الأستاذ القامة الخضر عبد الرحيم احمد عبد الرازق عن كل شاذ في النحو والصرف،وهو الآن محاضراً لايشق له غبار في جامعة أم درمان الإسلامية، وقد رفع مستواه التعليمي مثل طلبته النوابغ.. في البداية الخضر عبد الرحيم كان لايحبنا انا وعلي وكان يحاول يركز على الطلبة الإسلامين ويخلق منهم خلية، وانا وعلي كنا صعبي المراس ولا نحب الإنتماء، وأستاذ الخضر كان يفضل الإسلاميين ان يحرزوا نسب عالية في مادة الدين واللغة العربية، ولكن غصباً عنه كنا أنا وعلي نحرز النسبة الكاملة في العربي والدين وصارت مادة اللغة العربية والدين مقفولة علينا..
بحسن معاشرتي وطولة بالي كسبت علي محمد عثمان وقد كان الطلبة يتهيبون منه، زي ما بيقولوا زول مشاكل، اقل حاجة يجر عصايتو ويسل سكينو. ولكن محبة اللغة العربية جمعنا مع بعض وفرض على استاذ الخضر عبد الرحيم إحترامنا..
والغريب في شخصية علي أنك لاتقدر تجاريه في الخصومة إذا خاصم احداً من الطلبة يكرهو يومو الجابو للمدرسة ويبالغ في خصومته، ولذلك الطلبة كانوا يتهيبونه حتى طلبة المناصير، كان شخصاً لاذعاً.. ولكني قدرت أن أخرج السم منه، واستفيد بعصارة إنسانتيه، حيث هو رجل شهم، لاينسي الصديق في وقت الضيق، ولايبدل صداقتك بشئ ويدافع عنك وقت الملمات..
وامتدت صداقتنا حتى بعد الدراسة وبعد ان تزوجت واستقريت في الثورة وكنت أعمل في الهلتون كان يزورني وقتما يدلف الى العاصمة، تزوج من الحصاحيصا.. ورفع مستواهو العلمي كما رفع معظم دفعتنا في أبوحمد الوسطي لأنهم كانوا نوابغ..
كذلك هنا يسحرني الهبارمة في المنبر في إجادتهم للغة العربية وأشعار البوادي وأصالة عرب البوادي وشايفهم توافدوا ذرافات ووحدانا على المنبر، فهنيئاً لنا بهم

علي محمد عثمان علي حبيب حفظت منه هذه الأبيات
الزرع كين سيدو يغفل منو
ويسمح لى قراتيد العجول يرعنو
الصلح البعد غضب النفوس كيفنو
............
وحفظت منه
الشتيلة ام شيلاً ردف
سيدا فسلاً قاطع الطرف
صاقع القمري بالحجر كف
.............
علي تشدد في الآخر كثيراً في إسلامه وصار داعية حسب مايرى، وانا احترم إختياره وأحترم إختيار اي زول..
مرة قابلني في مكتب البرجوب وطال اللقاء
رحب بي كما رحب بنا البرجوب
قال لى
صديق أنا مرحلة ابوحمد مسحتها بي إستيكة
قلت ليهو ليه لاتقل هكذا، قل بنيت عليها، قل أهلتني لأصل هذا المستوى الأنا عايزو..
قول إندكت وصارت طوبة ولو طوبة واحدة في بنياني،
انت زول عندك قيم كانت وكنت فارس وعندك اخلاق البداوة الصميمة، عمري ما شفتك عملت غلط، حتى اشعار البنات عندك ياعلي كانت عبارة عن وحوحة فقط لم تصل لطور الجرم سامحك الله.. وكلنا كنا كذلك..
اراه إستحسن قولتي، فذهب ومضى في سبيله
........
عشان اصالتهم وبداوتهم وضكرنتهم. الهبارمة يسحروني..
والدي كان له علاقة مع تاجرهم واكبر ثري فيهم في الكاب، وكان يواصلهم في الفرح والكرح..
التحية لهم الهبارمة أينما حلوا في ساحة..

صديق الصديق
لك ماتشتهي من بطون الاشياء واجملها
الاستاذ علي عندما يجئ الي حاملا كيس رغيف قروض داك اليوم استعد لاملأ اشرعة وعيي الخاوية من فيوض ونسته الجارفة يحكي لك عن النسب والتراث فكأنك غرقان
اظن ان حديثة يدخل في باب العطر المسموع والله اعلم
انا راسي كبر لمان قرأن عنوانك سيدي صديق
ومع اني لحمة مرا لكني اتشرف بالانتماء لهولاء
وان كان في العمر بقية سأحكي لك عن حبيب بشير والد ودحبي فذاك رجل شق له في الفراسة دروبوهو من احب اخوالي الي لا يداري ولا يداهن
ويا غفير الحيكومة(للعسكري)بندقيتك العاجباك دي قبها في تميرة القلب دي وكشف عن صدره وصد اكثر من ستين الرجل
وتلك حكاية اخري
لك ودي والاحترام

يا حليل دكتور اليسع يا الله يجي

أنا الهبارمة ديل يسحروني بفيوضاتهم

أنا الهبارمة ديل يسحروني بفيوضاتهم

رد: أنا الهبارمة ديل يسحروني بفيوضاتهم

رد: أنا الهبارمة ديل يسحروني بفيوضاتهم