تقييم ذاتي : قيٌم نفسك

دخل فتى صغير محل تسوق وجذب صندوقا إلى أسفل كابينة الهاتف. وقف الفتى فوق الصندوق ليصل إلى زر الهاتف وبدأ باتصال هاتفي. انتبه صاحب المحل للموقف وأخذ يستمع إلى المحادثة التي يجريها الفتى الصغير.
قال الفتى : سيدتي أيمكنني العمل لديك في تهذيب عشب حديقتك ؟ أجابت السيدة ( لدي من يقوم بهذا العمل ) قال الفتى: سأعمل بنصف الأجرة التي يأخذها هذا الشخص ، أجابت السيدة بأنها راضية بعمل ذلك الشخص ولا تريد استبداله.
أصبح الفتى أكثر إلحاحا وقال لها : سأنظف أيضا ممر المشاة والرصيف الذي أمام منزلك وستكون حديقتك أجمل حديقة في الحي، ومرة أخرى أجابته السيدة بالنفي وأن الذي يعمل معها لن تجد أفضل منه.
تبسم الفتى وأقفل الهاتف فتقدم صاحب المحل وكان يسمع في المحادثة فتعجب من همة وطموح هذا الفتى وعرض عليه العمل معه في المحل. فأجاب الفتى الصغير بالرفض وشكر صاحب المحل على هذا العرض. وقال لصاحب المحل أنني كنت أريد أن أتأكد فقط من أدائي للعمل الذي أقوم به حاليا. وأنني أعمل مع هذه السيدة التي اتحدث معها فأردت فقط أن أقيم نفسي وفعلا كان الفتى صادقا. فأين مثل هؤلاء الذين يقيمون عملهم فالإخلاص في العمل واتقانه يزيد العامل همة وطموحا.

مثل هذه القصة ذكرتني بقصة سردتها من قبل في هذا المنتدى وهي قصة المهندس أو الفني الذي كلفه صاحب عمل في آخر أيام خدمته ببناء قصر فخم قبل سن المعاش فقام المهندس ببناء القصر دون اهتمام واكتراث ولم يتقن بناءه وعند الانتهاء كانت المفاجأة ؛ إذ قال صاحب العمل لهذا المهندس هذا القصر هدية مني ومكافأة لخدماتك لتسكن فيه وهذا القصر ملك لك وسيكون مكان سكنك فندم ذلك المهندس وتمنى لو أنه أتقن بناءه ولكن هيهات. من كلف بعمل يجب أن يتقنه حتى يرضى منه صاحب العمل ويكون قد أخذ الأجر بعرق جبينه حلالا عليه.