عربان المناصير

[color=red][size=18]مقتطع من مقال طويل بعنوان العتامير جغرافيا خارج النص [/]العربان يعرفون الصحراء بالحص ى والوديان والأودية حتى الأشجار والتبس مرورا بشجيرات السلم والسيال والتي من فرط الهزال تظنها هي التي أوحت لسلفادور دالى بسريليته ، يعرفون حتى من قيل تحت ظلها ثم غادر.
فابن جلدتي الخضر وان أصاب شيئا من ثقافة البندر إلا أن مفاهيم الخلا لم تغادر قط .
الخضر هذا استقر به المقام أخيرا بمنطقة المكابراب تعويضا لأراضي عصية غمرتها مياه السد ، جاءه طلاب أو ناس بناطلين وهم من غمرة الأفندية الذين يسلخون المشروع من متون ثقافته ويلقونه قشورا علي ورق باهت يحلل الميزانية ويصفي العهدة وذلك شأنهم ولا شأن لهم به فاللهم لا حسد.
جاء هؤلاء بشتول لأشجار الظل حتى يزرعها الأهالي الجدد في الطرقات المخططة ، رفض الخضر وعند السؤال عن السبب وأرض المكابراب خصيبة " وموية الماسورة راقدة"قال لهم ذاك شأن آخر ، نحن علاقتنا بالشدره نقيل تحت ضلها ثم نغادر .
وقد كان، والمكابراب مازالت يرابط علي شوارعها الغباش
ولأهل العتمور من عربان المناصير ومن جاورهم بصيرة وقادة وصبر عجيب ، ففي أول كل خريف " يسدر" أحدهم ليستكشف مظان الأمطار ومساقطها...... والله المطر السنة دي ربنا يستر ، بس دك ودلاق تأني ما في شيتا بطمن...مشهد دقيق بارع التصوير فالمطر لم يرو الأرض فقط يدكها ثم يندلق قليلا ثم يغادر تبخرا لقلته وشحه " دك ودلاق"
حكي لي ود ادريس وهو من المتمرسين علي أحوال العتمور وأهوائها وأهوالها انه كان مقيلا في " التاية " وهى مكان للسكن مؤقت،فأبصر إعرابيا –رهاب رهاب –يلفه السراب حتي اقترب وعلي وجه السرعة "ختيت"-أي وضعت- الكفتيرة علي حطب الصنوبر الجاهز، فالذي يتحرك في هذا الهجير إما عطشان واما متقريف وكلاهما قاتلي كما يقول عالم عباس لا فض الله فوه.فالعطشان لابد أن تعهد له بشي ساخن حتي لا يضره عب الماء والمتقريف دائه ودوائه شاي صاموتي ساخن – وقد كان –بعد السلام لم يطلب شيئا غير الشاي- مليت ليه برطمانية شاي لكن ماعندي سكر مرة جت- شربها الرجل فتصبب عرقا ثم نظفها بالرمل فالماء عزيز وذهب بها الي حيث اناخ راحلته وملأها سكر يا سبحان الله اذا لماذا شربه مسيخ – لم يجلب السكر قبل الشرب حتي لا يفسد كرم صاحبه تأدبا –أي مروءة عند هؤلاء الرجال.
والعربات تنهب الوديان ومن وسط الوادي والشياه يقف أحدهم لونه لون التراب والشمس لوحت وجهه سمرة وعندما تسأله الطريق يدهشك " شفت الجبل المع الواطا داك أي من فرط بعده-دا جبل الرزام تعال بي عند ضل ضحاه والجبل البعده خنو في شمالك الوادي ماتجي بي حرفو أقطعوا بالنص والعربية ماترخيلها ربنا يستر علينا وعليكم ، بعدها يسأل " ان شاء الله خير ونجيبه نحن والله جايين من الخرتوم ونازلين حجر البضا بكاء البكورة - اه والله- الله يرحمها بت سليمان دي مرتن ماها ساهلي ربنا ياجرنا وياجركم قالوا دفنوها في الخرتوم
أي اناس هؤلاء يعرفون الأنعام بالوسم وكل بطن قبيلة عندهم وسمهم الخاص والمسافات عندهم بالزمن وليس بالكيلومترات " فهذا مشيته ضحوة وذاك بعيد " تشيل سحابة نهارك كلها العصير حتان تصل "
اما في الليل فسراهم عجب يعرفون النجوم كأبنائهم وأنعامهم وكم ابتلعت منهم الصحراء رجال ليصبحوا تواريخ مهمة " والله السنة العطش فيها بابكر ود المك ومات الخريف ناجح تجاح
وهم قوم طرب وأهل مغاني وشعر ومسادير بليغة
حدثني سليمان الجابري الصغير " في عرس ناس الكحولة جابو مكرفون بعد داك جو ناس من البحر أدوني جمالن قالو لي ربطهن قام الطنبور نقر نقع لي جوة قلبي خليت الجمال مطلقات وفرد جرية لقيت نفسي في الداره " الآن سليمان ترك كل ذلك والتحي لا ادري ااعزيه أم أبارك له ؟
تلك حياة انحدرت الي اندئارها فالخريف شح والحياة تغيرت والعجيب في الأمر ان صديقي مخاوي قال ان عربان كردفان يشبهون هؤلاء الخالق الناطق وتلك والله حقول دراسة بكر
والي الملتقي وتقبل اله أجر الصائمين

د اليسع سمعت من علي محمد عثمان علي حبيب هبرم وهو من المداومين علي صالون عبد الله الطيب رحمه الله ان البروف كان كثيرا ما يستشهد بأشعار ود ادريس والد ابو زيد الواردذكره في مقالك وكثيرا ما يستشهد بحكمة ود ادريس في النساء
النسوان منازل ليل
وحداتن كرتاب ووحداتن مدالق سيل
يديك البخت مابينفعك عزييل
(طبعا هو من الكجباب وله أطيان في شري وتزوج خالتنا فاطني بت محمد ود حبيب هبرم لان والدته برير اتت لجدنا حبيب ود هبرم وقالت له انا دايره لي مره لي ولدي دا وما كان يعرف له ابن عم فقال لولده محمد أديه بتك الكبيري وقد قال من حضره انه كان يقبض الغزال جريا ويأكلها وجبه واحده براه) أرجو ان توثق لهذا المنصوري العجيب ود ادريس تقبل مروري ولك شكري

يديك العافية يادكتور وانت تهبش حياه العربان ومالها من خصوصية وكرم اصبل .ووديان ونتايل .وكنا نسمع فلان ماشى العد والليله غب وربع .
قم من الصباح رغب وصليت
ومن راس العوادى وفت سعديت
وشف لى زول بعيد بى ايدى اوميت
وشوف بت معوز الخلاء الماهن معوز بيت
مشكورررر يادكتور.

يبدو إننا في معية اديب كبير.قمة الإبداع .شكرا يادكتور

سرد ممتع وتصوير رائع لحياة البادية لدرجة أننى أكاد أراها واقعا ماثلا أمامى..لاجف يراع قلمك يا دكتور ورمضان كريم وكل سنة وانت طيب..وفى انتظار المزيد من الابداع والتألق ..

شكرا جميلا عيونكم هي الوفية وليس قلمي
اثلجتم صدورنا باستقبالكم الرائع
لكم ودي والاحترام

مشكور يادكتور الليله ذكرتنا الخلا وبالجد الاعراب ديل عندهم ذكاء خارق وكرم ماشاء الله

بصمات نتمنا عودتها