عيسى بروى --ابداع ام ابداع مضاعف --موضوع منقول

كتب الدكتور توفيق الطيب البشير المشرف العام لمنتدى التوثيق الشامل الاتى
الأستاذ عيسى بروي ترددت كثيراً في الكتابة عنه لأني مدرك ابتداء أنني لن اوفيه حقه الذي هو له ... ولأني خائف من رد شهادتي المجروحة فيه لأنه صديق عزيز وأخ كريم ... التقيته في مطلع الثمانينات عندما ولد في الساحة الفنية عملاقا باسنانه ... وظهر في ظروف لم يكن من الممكن الاستمرار فيها بدون مقومات فنية معتبرة .. فالساحة كان فيها شيخ الطنابرة بلبل الشمال الاستاذ النعام آدم وكان فيها العندليب محمد كرم الله ومدمن الإبداع محمد جبارة واستاذ الجميع صديق أحمد وكل هذا والحديث هنا عن خط الدفاع الأول ... وكان في الخط الثاني ميرغني النجار وعبد الرحمن عجيب وعبد الرحمن البركل (الاخ الاكبر لعبد الرحيم ) وعبد الرحيم ارقي وعبود تبوري ومجموعة تطول القائمة بسردها ....
جاء عيسى بروي وحسن الدابي يطرز الحروف تطريزا ومحمد سعيد دفع الله ملء الأسماع والأبصار والسرعثمان الطيب يسير بشعره الركبان وعبد الله محمد خير يهز المنطقة هزا وكثيرون يرسمون الدهشة ويلوّنون بالروعة برواز الجمال...
جاء عيسى وهو يغني من أشعار أخيه الرائع الوديع السهل اللطيف محمد بروي وعند الحاجة كان يترنم بأشعاره وألحانه .. بإيقاع شايقي لم تستخدمه الشايقية ... ايقاع سريع خارج عن المألوف ورغم ان الناس بطبعهم مقاومون للتغيير إلا أنهم ,وعلى غيرالمتوقع ، قد استجابوا بنفس الدرجة من السرعة لهذه السرعة المفرطة ... سرعة تقوم مقام جهاز السير الرياضي لمن يريدون التخفيف حتى أنني سألت ملك الطنبور النعام آدم عن رأيه في الفنان الذي دخل الساحة بلا استئذان وبسرعة كسرعة الحصان فقال لي والله عيسى يعجبني ويدهشني قلت يعجبك معروفة فكيف يدهشك قال انا اسمع فيهو نَفَسي قام يا ربي هو حصل عليهو شنو!!! وقال لي بالحرف الواحد والله عيسى فنان !!!!
هكذا تأخرتُ في الكتابة عن عيسى فهو صديق كان لا يفارقنا حينما كنا نقيم القوافل الثقافية في المنطقة وكان يأتينا في الخرطوم ويقدم الروائع من أغانيه تحت دهشة الجميع . فقد تفرد عيسى بصوت متميز حنون على ما فيه من بعض غلظة، وتفرد أيضا بأسلوب الأداء الذي يدفعك للطرب دفعا ... ويرقص القلب ويرهق الروح ... ولهذا ظللت احبس قلمي عن الإشادة به لأنه قلم مجروح يلوّح بشهادة مجروحة ...

شكرا اخى سلمان .
اظن ان الرجل لم يتر ك لمن خلفه ان يضيف كلمة .