الضباح وصل وين ؟

كنت كتبت أو بدأت أكتب عن تاريخ المناصير الاجتماعي متناولا بعض العادات الجميلة والقبيحة والمنقرضة والمستمرة . فاليوم أحببت أن أعرج على ظاهرة ظهرت في وقت من الأوقات في المناصير وأصبحت عادة وتوراثتها بعض الأجيال . في ستينيات القرن الماضي ظهر فجأة رجل يقال له الضباح بلهجة المناصير . هذا الرجل قصته وحسب الروايات أنه أتاه شخص في المنام أو يقال حلمه وقال له عليك أن تدعو الناس للكرامة والمتمثلة في ذبيحة بهيمة وعلى كل بيت في المناصير فرضت هذه الذبيحة والذي لا يذبح سوف يحصل له ما لايحمد عقباه وعليك أيها الرجل أن تسل سكينك ومن اليوم تقوم وتبدأ بالأول من جيرانك ثم بقية الناس عامة في المناصير وهذه وصية لا بد أن تنفذها وإلا حدث لك مكروها. وموطن الضباح أظنه من قرى أمري أو من منطقة الحدود بين الأمارة والمناصير .
صدق الضباح تلك الرؤية وبقدرة قادر صدقه الناس ونفذوا وصيته. شكل ذلك الرجل مهيب ومخيف فعلا ؛ طويل القامة، له شارب طويل ، عابس الوجه، يلبس كمر أو حزام حول خصره يحمل سكينا كبيرة ولو شفته تخاف منه ، كان هذا الرجل يأتي سنويا ويجوب المناصير عموما وغالبا ما يبدأ من حدود المناصير الشمالية جهة أمري وفي سنينه الأولى كان يقف على باب بيتك ولا بد أن تجيب ذبيحتك بنفسك ويذبحها أمامك وغالبا ما تكون عتود أو سخلة، وفي السنين الأخيرة أصبح يوكل يأتي لمكان واحد في الحلة فتجمع له الرسوم لأنه كان يأخذ قروش على الذبح.
كان الأطفال أكثر فرحة بهذا الضباح لأنهم يأكلون اللحم وشبع شديد.
لنسأل كيف صدق الناس هذا الرجل بهذه السهولة
أصبحت عادة بل ملزمة والتزم الناس بها سنين عديدة
من العادات الاجتماعية التي انقرضت وكل شئ ليس له مرجعية فهو زائل.
ظاهرة تستحق الدراسة وياريت الواحد يعرف مكان سكن هذا الرجل.
عموما نحن كمناصير طيبين وسهل التأثير علينا ونأخذ المواضيع بالبساطة.

ياشيخ مصباح العبر بالنهائيات
لاضرر ولاضرار
العتان كانت راقده والكرامه لله
وفى يوم الضباح هذا يجتمع اهل القرى على موائد دسمه وغالبا ماكان يعقبها مديح وذكر
واندثرت هذه العاده ومعها اخريات منها
حبينا ودبينا وهذه فرعونيه يقدم فيها الطعام للنيل
ويوم عشوراء يصومه البعض ويمتنع الاغلبيه عن شرب الماء من النيل
الذبح عند اماكن ومقامات سميت باسماء رجال دين كمثال تاتيب وودحجازى واولاد جابر والفكى صالح
وقد شاهدنا اناس ياتون من مناطق الرباطاب وبربر لهذه الاماكن
ومنها ايضا الهروله من المقابر بعد الدفن وهذه سمعيه ولم نشاهدها
وايضا تحديد مواعيد العقد والصفاح بمواقع النجوم
كل هذا يادكتور مصباح راح وغيره الكتير
بس محتاجين ضباح تانى فى الزمن ده
رايك شنو

اندثرت هذه الحكايات يا مصباح

ود شيخنا لك التحية الزمن ده ظهر ضباحين الناس ذبح من الوريد إلى الوريد وما في لحم ومافي فرحة أطفال، الناس صارت واعية ولكنها تذبح بالرموت كنترول. ابننا عباس أنا أحكي عن تاريخ المناصير الاجتماعي الذي يشمل العادات والتقاليد والبدع التي اندثرت والباقية آمل منكم المساهمة في الموضوع بانطباعاتكم وحكاياتكم.
قصة الضباح تذكرتها في هذا الوقت لأنه عندنا في العمل في المؤسسة التي نعمل بها وهي مركز كبير للمعلومات بدأ الاستغناء عن بعض الموظفين والعمال إنهاء عقد العمل واجتمعت بنا الإدارة للتنوير وأخبرونا بأنه سوف تكون هنالك تغيرات تشمل الاستغناء عن بعض منسوبي المؤسسة وفعلا بدأت وفي كل مرة ينادوا موظفي قسم محدد وكنت أسأل زملائي كل يوم الضباح وصل وين ؟ فسألوني عن حكاية الضباح وحكيت لهم القصة كاملة عشان كده سردت حكاية الضباح. وربنا يكفينا شر الضباح وحولينا ما علينا.

تم تعيين مدير يونانى من اصل اردنى فلسطينى لشركتنا اجتمع بالعاملين بالشركه ولوح لمساله الضباح هذه
الغريبه فى مداخله لاحد الزملاء قال ليه انا لى عشرين سنه فى الشركه دى وعارف كل صغيره وكبيره فيها
فقال ليه انا اصلا زول تم عشرين سنه فى الشركه دى مادايرو وفعلا بدا فى الضبح
ونحن فى انتظار الضباح وبدينا نجهز فى العتود وخيارنا شيرى سيتى ضاحيه بسوى
ونواصل

العندو بلد زى بلدنا اصلو ما يخاف الضبح

والله كا شفتي يا سهام كترت جرسة قبل الضبح وخاصة الحريمات وقيل في دولة قطر الحريم دقن الكابور عدييييل ولا أعرف الأسباب الإنسان راجع لبلده ووطنه ويتجرس.