مقال فى طريقه للصحف

حكومة الراحل الشيخ محمد سيد حاج والسبيل إلى النهضة
بقلم الرشيد طه الافندى
لم أكن اعرف الشيخ الراحل محمد سيد حاج ولم اسمع به قبل رحيله عليه الرحمة وهذا تقصير ألوم نفسي عليه ولكن يوم وفاته سمعت الكل يتحدث عن رحيله وفقده الجلل في الشارع في المواصلات في البيت في كل مكان الناس تتحدث عنه وأصبحت كالأطرش في الزفة ولم يكن امامى بعدها حيلة لإشباع فضولي وتصحيح جهلي إلا السؤال والاستفسار عن الراحل العزيز وبدأت رحلة بحث يدفعني الشوق والفضول عن كل ما يتعلق به وبحمد الله استطعت في فترة وجيزة الإلمام بمعظم سيرته النقية إن لم تكن كلها وجزا الله الأخوة القائمين على موقع شبكة المشكاة الإسلامية خير الجزاء فقد وجدت في هذا الموقع الكثير عن الفقيد وعن خطبه وسيرته وعرفت متأخرا سر تعلق الناس وشهرته فقد كان عليه الرحمة يتحدث بلسان الغبش والمساكين وما كان يتكلف الكلام أو يتصنعه يكلمهم بلغتهم البسيطة ويتحدث في أمور الدنيا والدين بأسلوب سلس وبسيط وصادق نابع من القلب لذلك يصل إلى القلب مباشرة ورأيت في هذا المقال وتكفيرا عن تقصيري ومعرفته متأخرا بعد رحيله رأيت وحتى تعم الفائدة أن أقدم تلخيصا غير مخل لواحدة من خطبه التي كانت قبل وفاته بأيام معدودات بعنوان الحكومة الجديدة والسبيل إلى النهضة خاصة وإنها جاءت في وقتها والدولة تتأهب الآن إلى تشكيل الحكومة الجديدة وقد وصف الشيخ الراحل أن القضية التي سوف يتناولها في خطبة الجمعة بأنها قضية مؤرقة ومسألة مزعجة وموضوع شائكة وأمر خطير ذلك الأمر الذي يرتبط بمصير امة وحياة شعب ومستقبل أجيال وعلاقة دولة أنها قضية والكلام للشيخ ترتبط بشعب مكلوم وأمة تائهة وأجيال ضائعة وموارد مبددة وطاقات مهدرة وان حديثه في هذه الجمعة عن قضية أعيت المفكرين وأعجزت الساسة وحيرت القادة وأرقت المصلحين سأتناول قضية قد تثيرتساولات وقبل أن يطرح الناس الأسئلة نسأل نحن عن امة تتملك كل مقومات النهضة ورغم هذا نحن امة ضعيفة وذليلة وفقيرة وعاجزة أن تصنع حضارتها ونهضتها بيدها ، أين الأزمة ؟!! وما هي الأسباب الحقيقية لضعف امتنا ؟؟ هل أزمتنا هي أزمة قيادة أم أزمة امة ومجتمع وضمير ؟!!! عنوان الخطبة يقول الشيخ محمد سيد حاج هو السبيل إلى النهضة نعم نتحدث في منبر الجمعة عن النهضة من غيرنا ينبقى أن ينهض ونحن الذين نمتلك مقومات النهضة من غيرنا ينبقى أن يسود ونحن الذين نمتلك القران الذي ساد من غيرنا ينبقى أن يسموا ونحن نمتلك الرسول الذي سما من غيرنا ينبقى أن يرتفع ونحن نمتلك السيرة التي ارتفع بها الرجال وهى النهضة ولكن بين يدي الحديث عن النهضة يقول الشيخ أرقام وإحصاءات امتنا الإسلامية العريضة الممتدة تمتلك من المقومات والموارد المادية ما يعجز العقول ويحير الإفهام ؛ و السودان دولة مترامية الأطراف وبلدة خصبة الاراضى ؛ تخيل مشروع الجزيرة والحديث للشيخ يساوى مساحة هولندا والذي يحصل أن السودان يستورد لبن مجفف من هولندا ما قيمته 35 مليون دولار لبلد فيها 185 مليون رأس من الماشية ويستورد السكر في وجود مصانع السكر وغيره الكثير وبتسال الشيخ هل نحن امة ناهضة ؟! وما هي النهضة ؟ النهضة هي أن يعيش المجتمع محافظا على هويته ؛ الشعب مرتاح والأمة في رفاهية والعلاقة بين الحكومة والشعب محافظا عليها وفق مؤسسات هذا هو التعريف البسيط للنهضة التي تتكون من شقيين الشق المادي معمار طرق جسور مستشفيات تعليم مجاني إلى غير ذلك من المفردات الكثيرة الشق المادي للنهضة هو في القران موجود في قوله تعالى (وأنزلنا الحديد فيه باس شديد ومنافع للناس) والنهضة تقوم على الصناعة . والشق الثاني للنهضة هو الشق المعنوي الاخلاقى والروحي يقول الله تعالى (لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان) .الكتاب الوحي والميزان العدالة والأخلاق ولا نهضة بغير عدالة ولا نهضة بغير أخلاق ويقول الشيخ مخطئ من ظن أن دول الغرب وأمريكا في نهضة لا لان الغرب خسر قيمه وأخلاقه والغرب لم يستطيع أن يسيطر على هذا الإنسان الجامح بعد إبعاد الكنيسة وسد الفراغ الروحي بالعقل الانسانى العاجز فكان الانحطاط وليست النهضة ولكنهم بكل صراحة والحديث للشيخ يملكون الشق المادي من النهضة بلادهم هادئة لا حروب ولا تمرد ولا فتن أو فوضى يسود حكم القانون على الجميع الإنسان هناك محترم ومقدر هذا هو الشق المادي الذي فقدناه نحن .
في ختام الخطبة يطرح الشيخ الراحل محمد سيد حاج سؤالا عن ما هو المطلوب من حكومتنا القادمة ويحدد سبع مطالب يطالب بها الحكومة القادمة ؛ أولا الحكم بيد الله يؤتيه من يشاء وينزعه ممن يشاء ولم تأتى هذه الحكومة بشطارتها ولا بذكائها السياسي إنما جاء بها رب العالمين ثانيا شكر الله على الفوز بالعمل على ما يرضى الله ويعجب الشيخ على التهاني والذبائح والمهرجانات على هذه المصيبة والمسئولية أمام الله ؛ ثالثا يطالب بالتواضع لله والتذلل لجنابه وان تقيم الحكومة القادمة الإسلام وتحرس الدين وتحارب الفساد بكل أنواعه وصوره ومسمياته وان تحارب الدجل والشعوذة وذكر أن هناك من يأتي بالدجالين في بيته ومكتبه للحفاظ على كرسي السلطة ؛ رابعا تأمين الحياة الكريمة للمواطن المسكين بعد تفشى الفقر وتأمين أكله وشربه وتعليمه وأمنه ورفاهيته وذكر حديث رسول الله (ص) من ولاه الله على أمر امتى شيئا فشق عليهم اللهم أشقق عليه وطالب كل من يصدر قرارا عليه الدفاع عن قراره ومتابعته والكبير لابد أن يكون كبيرا والرئيس لا بد أن يكون رئيسا والوالي واليا ؛ خامسا يطالب الشيخ بإقامة القسط والمساواة بين الرعية لان الفائز من حزب واحد ولكنه سوف يحكم الجميع والشعب ليس حزب واحد وعليه أن يحكم على الجميع بالقسط والعدل المؤيد له والمعارض يقول الله تعالى (يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله إن الذين يضلون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب) ؛ سادسا يطلب الشيخ من الحكام أن يكونوا قدوة للناس في كل شئ الأكل والشرب والأمن وغيره ؛ أما المطلب السابع والأخير الذي طالب به الشيخ الراحل هو تحريك الشعب نحو النهضة وتفجير الطاقات وتأهيل الشباب وإيجاد فرص عمل لهم والتقارب والتفاهم مع الخصوم رحمة بالشعب لان صراع السياسيين تشقى به الأمم و ختم الشيخ الراحل خطبته بان هذه النقاط البسيطة المطلوبة من الحكومة القادمة هي مشروع نهضة استنبطه واستلهمه من سيرة الرسول (ص) وتمنى وطلب أن يصل حديثه هذا إلى المسئولين وها نحن نساهم في إيصاله إليهم والى الراى العام لعل وعسى إن ينتفع به ويكون في ميزان حسناته وللفقيد الراحل الشيخ محمد سيد حاج الرحمة ولإله الصبر والسلوان وإنا لله وإنا إليه راجعون .