إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

إمتى أرجع لأمدر وأعودها وإمتى أرجع للسودان وأعودها
قمت بحزم حقائبى وجهزّتَ نفسى لسفرية طارئة وعزمت أمرى وتوكلت على الله وفعلاً من توكل على الله فهو حسبهُ.إستشرت زملائى فى الشغل وكلهم إتفقوا معى على أن أُسافر لعلاج الوالد.كلمتَ مديرتى وهى من نيويورك وكانت مصادفة أن حبوبتها والتى تبلغ التسعين عاماً عندها فشل كلوى وكانت وصية حبوبتها أن يتركوها دون علاج لأنها قررتْ أن تنتظر أجلها وفعلاً توفت فى يوم الأحد قبل إسبوع منذ أن قررت السفر للأردن .فسافرت مديرتى إلى نيويورك للفراش.لم يتبقى إلا أنا والأخ الصديق مارتن وهو من الزنوج الأفارقة .مع العلم أن شخصين لابد أن يتواجدا لإدارة الشغل ونحن مسئولين من إدارة محطة للبريد وتضم خمسين موظفاً كلهم تحت إدارتنا نحن الثلاثة المديرة وأنا ومارتن.وقمت إتصلت على المديرة لإعلامها بأنى قررت السفر للأردن ولكنها كانت قافلة تلفونها.المهم لم يكون أمامى سوى الإتصال بمديرها المباشر وهو المسئول الأول للبريد فى المدينة وهو بعبع لايجرؤ أى شخص للتكلم معاهُ.شخص حتى مديرتى تعمل ليهُ ألف حساب والأمريكان دائماً مايطلقون على شخص مثلة بإبن العاهرة وكثير من النبذ.المهم عزمت أمرى وبعد أن قطعت تذكرتى للسفر فى يوم الأحد القادم وكان قد تبقى له ثلاثه أيام.إتصلت بصديق لى كان مديرنا فى وقت سابق وهو شخص راقى ليس ليه مثيل وهو من أصول إيطاليه وإسمه رالف.إتصلت على رالف وحكيت ليهو الغرض من سفرى وقلت له لو ممكن أن يكلم كرس المدير الأكبر.كانت إجابته مافى أى مشكلة بااادِى وتعنى فردة بلغتنا.المهم إتصل على كرس وإتصل على راجع وقال لى كرس ماعندهُ مانع لكن... قال ليك إتصل عليه . آآآه ياربى ودايرنى إتصل عليه علشان شنو؟ فقال لى إنت عارف كرس لازم يسألك بعض الأسئلة.المهم إتصلت عليهُ فى اليوم التالى بعد أن إطمأنيت أن مزاجه رايق وعرفت أن مزاجه رايق بعد إجتماع بالتلفون على مستوى المدينة برأسته.المهم إتصلت علية وبعد أن علم بكل التفاصيل بتاعت السفر ومتى سوف أرجع قال لى سوف يتصل على مديرتى وسوف يتصل علىّ وفى آخر كلامة قال لى مافى مشكلة بآآآدِى وتعنى فردة حينها علمت أن الله حسبى ونعِمّ بالله.
توجهت إلى المطار ولا أحد يعلم بوجهتى سوى زوجتى وإبنى الأكبر وناس الشغل وللسرية أخبرتهم ألآ يكلموا أى شخص حتى إتصل عليهم من الأردن.كنت قد أخذت عنوان الشقة بالأردن وذلك أننى أخبرت أخى الأصغر أن هُنالك شخص أُردنى قادم من أمريكا يحمل لهم بعض الأدويه.المهم نزلت بنا الطائرة بمطار علياء الدولى ومجموعة من المشاعر والأحاسيس للوصل لبلد فى الشرق الأوسط ولمقابلة الوالد والوالدة وأخى الأصغر بعد تسعة سنوات من آخر مرة إلتقيتهم فيها.إستغليت تاكسى وأنا متوجه الى مكان الشقة التى ينزلون بها.كانت الساعة قد تجاوزت السابعة مساء بقليل.حكيت لصاحب التاكسى الأُردنى الأصل قصة إننى أريد أن أُفاجئ أهلى وطلبت منه بعد أن عزمنى لكوب من الشاى الساخن ونحن فى الطريق السريع من المطار للحى الذين ينزلون به والذى يستغرق حوالى الأربعين دقيقة.
إتصل الأردنى بأخى وأخبرهُ بأنةُ قادم من أمريكا وهو يحمل أدويه لهم وطلب منه أن ينزل من الشقة تحت حتى يلتقية.
توقف التاكسى وقد لمحت أخى قادم من بعيد وقام الأردنى بالنزول لمقابلتة حتى يعطنى فرصة أن أنزل.
نزلت وقربت من أخى الذى صار يصيح لاحولا ووضع يدية فى رأسة مذهولاً وتعانقنا طويلاً .وبعدها أخذنا الحقائب للطلوع للشقة ومقابلة الوالد والوالدة وقد تأكدت من أخى أنهم يمكنهم تحمل المفاجأة.
فتح أخى باب الشقة وذهب لأقصى اليمين ولمحتة يدخل الغرفة والتى بها الوالد والوالدة.لمحت الوالدة وقد تغيرت ملامحها ليست كثيراً.حينها إنهمرت دموعى بعد طول غياب وغربة حرمتنى من أن أكون بجوارهم .قال لهم أخى أن هنالك شخص سودانى يريد أن يسلم عليهم.دخلت الى داخل الغرفة وأنا أتوجة الى الجانب الأيمن أبحث عن الوالد والذى أعياةُ المرض وهوالسبب الأساسى لقدومى .رأيت أمامى شخص وكأنى أرى جدى حجازى الله يرحمة.تقدمت إلية ووالدتى تصيح إبراهيم وقد وقف والدى وقمت بإحتضانة وبكينا ماشاء لنا أن نبكى.وقمت بعدها بإحتضان الوالدة والتى أبكتنى وهى وكعادتة تحاول كبح عواطفها وتطمننى بأن كُل شئ تمام وصحة الوالد فى تحسن.بكيت بكاءً لم أبكيةُ من قبل بكاءً على كُل شئ ولولا نعمة البكاء لما عرفت كيف لى أن أُعبر عن كُل تلك الأحاسيس والعواطف المفعمة.
وسوف أواصل سردى ووصول أمدرمان ومقابلة بقية الأحبة.وإمتى أرجع لأمدر وأعودا.

من طرف **عباس محمد** السبت 22 ديسمبر 2012, 4:45 pm

اندهشت للعنوان فاسرعت لاطلع بمافيه
فوجدت كاتب روائى يدهش الجميع بالكلمات الصادقة
والتى تنبع من الدواخل
ونحمد الله يا ابراهيم ان قابلناك بمنزلكم العامر بودالبخيت
فوجدت تلك المقابلة ارتباطا وثيقا بما تكتب من حروف
تقبل المرور

الراقى جداً عباس
حصل لنا عظيم الشرف بمقابلتكم ومقابلة بقية الأخوان وعزّة الله معرفتكم بالدنيا.تسلم ياملك.

مرت أيام العلاج فى الأردن سريعاً وقرر لنا الدكتور متابعة الغسيل الدموى مرتين فى الأسبوع فكان القرار الذهاب إلى السودان.ولا أنسى أن أشكر كُل من إتصل علينا وعلى رأسهم ودالخالة خالد عابدين.
المهم اضطريت لقطع تذكرة من الأردن وإلى السودان وبالعكس وربطها مع بقية السفرية.
العودة إلى السودان
هنالك أشياء تُكتب وتُسطر لنا ونجد أنفسنا نخضع لها وهى إرادة ربانية.حلقت بنا الطائرة وعندما دخلنا الأراضى السودانية نظرت من نافذة الطائرة وكان الوقت ليلاً.إحساس الإنتماء إلى الوطن إحساس لايشعر بة إلأ من تغرّبَ عن الوطن.دخلت بنا الطائرة الخرطوم وأتذّكر جيداً كيف عندما كُنا نسافر زمان وتدخل بنا الطائرة أجواء عواصم الدول الأُخرى كانت تلك العواصم تظهر مبهرجة بالليل وتزدان بالأنوار لتُعطيها سمة التمدن والتقدم.سابقاً كانت الخرطوم بائسة مظلمة. ولكن ... هذة المرة ظهرت البهرجة والإنارة وكانت فى أجمل زينتها ..لتُعطيها المدنية وسمة العاصمة.هبطت بنا الطائرة بمطار الخرطوم والذى لايزال بائساً لاتطور فية وقمة الفوضى وحاجة تخجل.
المهم ذهبنا الى المنزل ذلك المنزل الذى أدخلة لأول مرة بعد أن رحلَّ ناس البيت من الثورة العاشرة إلى المنارة.كُنت وفى الطريق إلى المنزل أُللاحظ الشوارع المسفلتة والمبانى الجديدة والكبارى الجديدة.
بصراحة شديدة السودان تغيرّ تغيراً ملحوظاً من ناحية الشوارع والمعمار ومازالت المبانى والعمارات الجديدة كخلية النحل.نوعية العربات الجديدة فى الشوارع.قد ينزعج البعض ويقول لى المعيشة غالية ونعم أنا بعيد كُل البعد عن معرفة كيف الناس عايشة.أنا أنظر بنظرة شخص زائر وكذلك إرتفاع سعر الدولار يصبُ فى مصلحتى ,يعنى المئة دولار تساوى ٦٥٠ جنيهاً بحسابات أمريكا لكى أملأ خزان عربيتى بالوقود يكلفنى ال٧٠ دولار ويكفينى لمدة ١٠ أيام يعنى الشهر حوالى ال ٢١٠ دولار دا بنزين بس.بنزين شهر فى السودان حوالى ٣٠٠ جنيه يعنى حوالى ال٥٠ دولار.ماقلت ليكم حساباتى تختلف عن حسابات الناس المستقرين فى السودان وأنا أتفهم ذلك.
أيضاً لاحظت فُرص الإستثمار المُتاحة فى السودان وفى كُل المجالات وذلك ماغير تفكيرى تغيراً جذرياً.
حقيقة أُتيحت لى فرصة مُقابلة أشخاص أعتزّ بمقابلتهم.
نبدأ بالأخ الصديق الإنسان المُهذب والراقى جداً الرشيد طة.
أُتيح لى أن ألتقية فى ندوة طلاب المناصير بالجامعات فى دار حزب الأُمة.حقيقة أُعجبتُ غاية الإعجاب بمستوى التنظيم المنقطع النظير لإدارة تلك الندوة.كُنت فى غاية السعادة والسرور لوجودى وسط أهلى وناسى أعزّ وأرجل ناس.حضرت لتلك الندوة حوالى السابعة مساء بعد أن نزلنى أخى وذهب لتوصيل ناس البيت لزيارة بعض الأهل.دخلت دار حزب الأُمة بإمدرمان,قابلت بعض الطلبة بالباب وهم يستقبلون الناس ويرحبون بالضيوف.شقيت طريقى إلى الداخل وجلست بإحدى كراسى المقدمة وجلست بجوار إبن عمتى يحيى حاج قيلى الذى ماقصر وعرفنى بكل الناس .وأنا جالس إذا بى ألمح الأخ الرشيد والذى تعرفت عليهِ من صور الفيسبوك.عانقتهُ وأخبرتة بأنى قد عرفتةُ وحقيقة شخصية راقية لأبعد الحدود وفى قمة التهذيب وأفتخر بصداقتة.ونواصل لأيام مرت سريعاً.

الأخ إبراهيم لك التحية على هذا السرد الجميل وأراك قد ذقت مرارة الغربة ومتاعبها مهما كانت بلد المهجر رغم أن أعتز بأمريكا وأنني نادم بأنني فرطت في الغربة لتلك البلاد. الأخ إبراهيم هذه مآسي الغربة وارجو أن تكون قد استفدت كثيرا من هذه الزيارة ولنا سؤال كم سنة أنت مغترب بأمريكا حتى رأيت هذه التغيرات ؟ ونصيحتي لك ومهما كانت سنين غربتك أرجو أن يكون لك اتصال اجتماعي وبأسرتك مع أهلك في السودان وأنت ماك شايف الابن الأخت نورالهادي يطل كل مرة للسودان وكمان يمشي المناصير بأولاده . لك شكري أخ إبراهيم وتقبل مروري.

إختلطت المشاعر أخى إبراهيم بين المفرحة والمحزنة

كم هو جميل أت يجتمع شملك بوالديك وأهلك بعد طول غياب . وكم هو محزن أن تعود ثانية لمغتربك وتفارقهم مرة أخرى وما أصعب الفطام بعد أن يذوق المرء الطعم الحلو المفعم بالحنية والعاطفة الجياشة من أرق وأحن وألطف الناس بلا منازع ، أخى نتمنى أن يجمع الله شملكم من جديد وأن تزول كل أسباب الإغتراب وتعود كل الطيور المهاجرة إلى أوكارها بإذن الله

وما يحزننى أنى لم أحظى بلقائك مع أنى أسكن ليس منكم ببعيد

تمنياتنا لوالدكم بدوام الصحة والعافية

الف حمد الله علي السلامه اخي ابراهيم وجعل ما فعلته في ميزان حسناتك...

رد الله غربتك وجمعك مع اهلك في اسعد الاوقات

واصل السرد القصصي الرائع

تخريمه بعدين ما تنسي حكايه فتح باب العربه...هههههه

من طرف **amira ali** الإثنين 24 ديسمبر 2012, 12:10 am

اختلطت المشاعر
بكيت انت وابكيتنا ايضا
..............حمداا لله على سلامتك وسلامة والدك وحفظ المولى هذه العائلة من كل شر
و حمدا لله ان وفقك بالسفر ومقابلة الاحباب
وربنا يرد غربة كل مفارق لاهله
واصل متابعين السرد الجميل

إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.

رد: إمتى أرجع لأمدر وأعودا.