البشير يتفقد المناطق المتأثرة بالامطار والسيول

قام الرئيس السوداني المشير عمر البشير ، يرافقه عدد من المسؤولين بجولة عبر طائرة مروحية استغرقت ثلاث ساعات، طاف خلالها أرجاء ولاية الخرطوم حتى حدودها مع الولايات الأخرى ؛ وقف من خلالها على المناطق المتأثرة بالأمطار والسيول.ووجه الرئيس السوداني بسرعة تفريغ المياه من المناطق المتضررة ، وإغاثة المتضررين مع البدء في عمل استراتيجي لتحديد مصادر السيول ومساراتها لعمل معالجات نهائية لها .
وقال والي الخرطوم د. عبد الرحمن الخضر -في تصريحات صحفية عقب انتهاء الجولة- أن وفد رئيس الجمهورية طلب من قائد الطائرة الهبوط بمنطقتي الكرياب ومرابيع الشريف.
وأكد والي الخرطوم؛ د. عبد الرحمن الخضر أن هناك فرقاً من المساحة بدأت الآن في هذا العمل كخطوة لتنفيذ توجيهات رئيس الجمهورية.
وأعلن أن الولاية أصدرت قراراً بتحويل ميزانية الولاية إلى ميزانية طوارئ، للصرف على إغاثة المتضررين واستقرارهم، كما قامت بتوفير كميات كبيرة من الخيام والمشمعات، سيتم توزيعها للمتضررين، وفتحت الولاية الباب للمنظمات والخيرين لتقديم الدعم للمتضررين، بمقر الغرفة بأرض المعارض ببري .
وقامت عدد من المؤسسات الخيرية بتوزيع إفطار رمضان للمتأثرين من السيول والأمطار بمناطق شرق النيل، فيما طالب المواطنون بتوفير الخيام.
وقالت شبكة المنظمات الوطنية إنها قامت بتكوين غرفة طوارئ، لمتابعة احتياجات المتأثرين، مناشدةً بالإسهام فى توفير المأوى والغذاء بالمناطق التي تأثرت بالسيول والأمطار داخل ولاية الخرطوم، وولايات السودان الأخرى.
من جانبها أكدت وزارة الموارد المائية والكهرباء السودانية استقرار الإمداد الكهربائي في كل أنحاء السودان، عدا المناطق التي تأثرت بالسيول والأمطار مؤخراً في عدد من الولايات .
وتعهدت الوزارة بعودة الامداد الكهربائي للمناطق المتأثرة كافة، في الوقت الذي تتم فيه صيانة خطوط الشبكة التي تعرضت لأضرار بسبب السيول والأمطار.
وقال وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني أسامة عبدالله إن الأتيام الفنية تعمل بصورة مكثفة لإصلاح الأضرار التي لحقت بشبكة الكهرباء في المناطق المتاثرة بالسيول والأمطار.
وعزا الوزير انقطاع التيار الكهربائي في عدد من المناطق بمحليات ولاية الخرطوم إلى توجيهات غرفة طوارئ ولاية الخرطوم، حفاظاً على أرواح المواطنين وممتلكاتهم . وأضاف "أن الامداد الكهربائي سيشهد استقراراً خلال فترة عيد الفطر المبارك".

لا تعليق ..!

(حريات)
إكتفى عمر البشير كإشارة للتضامن مع ضحايا السيول والأمطار بالطواف على المناطق المتأثرة بالعاصمة في طائرة مروحية أمس الاثنين 5 أغسطس .
وتبريراً لطوافه السياحى (الملوكي) على الرعايا من (فوق) ، قال والي الخرطوم أن عمر البشير طلب من كابتن الطائرة النزول إلى (أرض) الضحايا إلا أن الكابتن إعتذر .
وأثارت لامبالاة السلطة في التعامل مع الكارثة التي سببتها بعشوائيتها وسوء تخطيطها الهندسي وطفيليتها التي أغلقت مصارف الأمطار ، اثارت لا مبالاتها سخطاً واسعاً وسط المواطنين تجلى في تظاهرات سوق ليبيا ودار السلام أمبدة والمرابيع . واللافت ان السلطة التي تجرجر أرجلها حين يتعلق الأمر بتقديم الخدمات وبذات سبب – كونها سلطة غير مساءلة أمام المواطنين – سلطة سريعة النهمة في القمع وجز الرقاب ، حيث ظلت تسارع الى فض تظاهرات المتضررين بالعنف !
هذا وربط المفكر أمارتيا سن الحائز على جائزة نوبل في الإقتصاد ما بين الطغيان السياسي – غياب الديمقراطية – وما بين الكوارث الإنسانية ، حيث تشكل الحريات نظام إنذار مبكر للكوارث ، وفي حال حدوثها لأسباب خارجة عن إرادة البشر فان الحريات الديمقراطية بما توفره من شفافية ومراقبة ومساءلة للمسؤولين إضافة لحرية نشاط العمل الطوعي تخفف آثار الكوارث. وكان أحد النماذج التي أوردها أمارتيا سن لإثبات أطروحته المجاعة في سودان الثمانينات ، والتي تكررت ولذات الأسباب في أوائل التسعينات ، ثم تحولت إلى نمط أساسي للعيش في سودان الإنقاذ.
وقانونية إرتباط الكوارث بالطغيان سبق وأشار لها القرأن الكريم في إرتباط حكم (الفراعنة) بالكوارث من قبيل ( القمل والجراد والضفادع) : (فأرسلنا عليهم الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم آيات مفصلات فاستكبروا وكانوا قوما مجرمين).
وقال المحلل السياسي لـ (حريات) ان الانقاذ كسلطة غير مساءلة امام شعبها بليدة الحس الانسانى الاجتماعى ولن تقم بواجبها في إغاثة الضحايا والمتضررين إلا إذا ووجهت بحركة جماهيرية ضاغطة ، واضاف أن أنشطة المجتمع المدني المطلوبة والضرورية ليست بديلاً عن الدور الحكومي الذي لا غنى عنه ، حيث أن موارد العمل المدني ومهما بلغت لن تكون كافية في مواجهة كارثة بهذا الحجم ، وقال ان واجب النشطاء ان يقدموا ما يستطيعوا وفي ذات الوقت أن يعبأوا الجماهير للضغط على السلطة للقيام بواجباتها ، وأولها تخصيص جميع مال الطوارئ في الميزانية الحكومية (17.9مليار جنيه) لإغاثة وتعويض المتضررين وكذلك التخصيص الفوري لجميع أموال ديوان الزكاة للإحتياجات العاجلة للمواطنين من مشمعات وناموسيات وأغذية وأدوية ، وهي أموال ضخمة وكافية إذا إستخدمت في مصارفها الحقيقية كمثل إغاثة المحتاجين بدلاً عن توظيفها الحالي في الصرف على المبانى المترفة و(العاملين عليها) والرشاوى السياسية المسماة ( الراعي والرعية) .