عشرون اسرة جعليه ترفض مغادرة جزيرة شري بالمناصير، بعد أن كادت تغمرها مياه سد مروي،تضامناً مع المناصير، ويختارون الخيار المحلي

عشرون أسرة جعلية ترفض مغادرة جزيرة شري بالمناصير بعد أن كادت تغمرها مياه سد مروي تضامناً مع المناصير ويختارون الخيار المحلي مع سكانها.
عشرون أسرة جعلية ترفض مغادرة جزيرة شري بالمناصير وتختار الخيار المحلي تضامنا مع المناصير
( الجعليين) محل ما يبقـوا يعجبوك ومحل ماتختهم يسدوها.. نحن مع خيارات أهلنا الثلاث ..واحترامهم فوق راسنا وعلى عينا..
الذين بقوا فيها هم قادرون على تعمير ثلاثة ارباع أراضيها الباقية.. وجعلها جنة تسر الناظرين والذين أجادوا وأحسنوا العمل في تربتها ونخيلها سابقاً ورحلواعنها الي حياة المدنية والمدينة مترقين من الله تعالى الي حياة جديدة استحسنوها واختاروها فهم كذلك قادرون على تمديد اسم القبيلة خارج نطاقها المحدود بحسن المعاملة وحسن الجوار وصهر بوتقة القبلية البغيضة في مجاميع أكبر.. ووسائل أخرى للحياة بها يحيون أنفسهم ويحيون من حولهم بصورة جديدة بعيدة الألفةوالمرامي.
نحن هنا لانتكلم عن الأسر الجعلية التي نزحت لأرض المناصير منذ مئات السنين.. فهؤلاء كثر منهم ( جعل التمرة) في نواحي جزيرة جروف (الجزيرة برتي) و( والجعل) في قرية( فقاعة) بالجزيرة ( شيري) وفي منطقة( الشامخية) الربع العاصي ( مشيخة السليمانية) هؤلاء صاروا مناصير تماما وهم كذلك بل كذلك
.............
أما الأسر الجعلية التي أقصدها هنا هي اسر هاجر افرادها قبل عشرات فقط من السنين.. جاءت بهم ظروف العمل.. ولكنهم شربوا ماءها وأكلوا قرصها وقراصتها.. ورقصوا على إيقاع دليبها الحار وتصاهروا مع سكانها فزوجونا الجعليات وزوجناهم المنصوريات، فنتجت سبائك من ذهب على معادن نفوسنا ونفوسهم
فصارت خلطة جديدة وسحنة جديدة..بمواصفات جديدة.
اسر من الباوقة.. واسر من بربر.. وأسر من العبيدية.. واسر من نهر عطبرة.. وأسر من الدامر..
وهنالك سحنات أخري تشكل كل الهجرات العكسية القريبة بنسبة4% بين السكان.. أما هجرات الشايقية الي ارض المناصير فهؤلاء كثر للغاية ولاحديث عنهم لأن أصل القبيلة واحد هنا وهؤلاء معظمهم يتواجدون غالباً في الحدود المتاخمة.. أما الهجرة بفضل التزاوج بين المناصير والشايقية فهذه لاتحصى وأعرف منهم عشرات الأسر المتزاوجة فهذا لاخلاف حوله حول قبيلة بيننا وبينهم أصل واحد وسحنة واحدة وتراث واحد وأديم واحد لاوكس ولاشطط..4% جعليون.. بشاريون.. عوامرة..نوبة..حسانية.فادنية..هواوير.
هنا سأتحدث عن اسرة واحدة من هؤلاء المجاميع
الجعليون الذين رفضوا مغادرة الجزيرة شري واختاروا الخيار المحلي مع أهلها هم مجموعة أسرة العم( الطيب الحسين الفحل) من أجود مناطق الجعليين.. مدينة( السعدابية) قرب دار مالي.. ملاصقة لقرية الجديد قرية فنان الجعليين الراحل وفنان الربوع الفنان بابكر ود السافل.. أو يمكنك أن تقول قرية الفنان بابكر ود السافل هي السعدابية نفسها وما الجديد إلا امتداد لها.
هاجر العم الطيب الحسين الفحل الي قرية( أم لقاديب بالجزيرة شري في عام1961) عندما افتتح التاجر الكبير سليم علي الشاعر ابن شاعر المناصير المعروف، عندما افتتح اول طاحونة كبيرة في منطقة شيري واريافها.. فكان أن تعذر من يقوم بتشغيل الطاحونة هذه اي شخص وكذلك معرفة صيانتها، فاشارت له الأيادي وقتها على الصبي اليافع الطيب الحسين الفحل.. فأحضر الطيب اسرته وبنى لهم وبنى لوالده واحضر عمه الحسن ود الفحل من قرية السعدابية وامتلك الطيب الأطيان في الجزيرة شري وعمل لوالده وابورا زراعيا في قرية( كدر الجزيرة الصغيرة المتاخمة للجزيرة شري. ولقد كان العم الطيب الحسين الفحل صديقاً شخصياً للوالد المرحوم الحاج عبدالله على ابوحنة ولقد كان العم الطيب الحسين الفحل عفيف القلب واليد واللسان..
في سنة1967 إشترى الوالد لنش سياحي كبير من مدينة بورتسودان وقد كان اللنش ملك للرأسمالي محمد عثمان صالح.. ولما اشتغل اللنش بعض السنوات صار يحتاج لبعض أعمال الصيانة، وبالطبع في المنطقة نفسها كلها لم تكن هنالك ورش صيانة، ولما كان العم الطيب الحسين ميكانيكي ناجح فقد عرض عليه الوالد الحاج عبد الله حصة من اللنش اي الربع.. مقابل ان يقوم الطيب بالصيانة.. فقد رفض العم الطيب ذلك بالرغم من أن العرض كان مغري فقد قال بالكلمة الواحدة وقد كنت حاضرا لذلك قال يا حاج عبدالله الخوة البيناتنا لاتقدر بثمن.. فأنا أعرف أن اللنش لنش ركاب والركاب لايستحملون التأخير. إذا حصل عطل في اي وقت أنا على استعداد على أن أترك الفي أيدي واجي اصين اللنش.... لقد كان الطيب رجلاً ذو خلق عالي ونسق فريد من الأخلاق..
بقا تمددت أعمال الطيب الحسين في المنطقة.. فتح منجرة كبيرة في قرية ام لقاديب وعلم الناس النجارة الحديثة وصار ينتج الفضيات والبترينات والدواليب والأبواب والشبابيك.. واشتغل معه عدد من ابناء المنطقة منهم النجار البارع محمد خير محمد احمد الاسد.من جزيرة سور.. وأعداد اخرى من ابناء المناصير عملوا معه كتعلمجية..
اكثر من ذلك انتشرت اعداد الطواحين والوابورات الزراعية في المنطقة..( لستر ثلاثة بوصة)و( لستر اربعة بوصة) كما روى عنها المؤرخ الدكتور الأخ عبد الرحيم محمد صالح والف في ذلك كتاباً باللغة الإنجليزية في غاية الأهمية..
قام نصف اهالي المنطقة بتسليم صيانة وابوراتهم العم الطيب الحسين يمر عليهم بصورة دورية ويمر عليهم وقت الأعطال.. مقابل جنيه في الشهر عن كل وابور.. والجنية في الشهر كان يمكن أن يمسك الاسرة 15 يوم مصاريف اكل وشرب.. في ذلك الوقت كان تحت إدارة العم الطيب حوالي مائة وابور زراعي والعدد الباقي من وابورات المناصير تحت إدارة بعض الآخرين من ابناء المناصير الذين تعلموا صيانتها في عطبرة وفي الخرطوم.. يمكنك ان تقول ان راتب المعلم في الستينات كان 19 جنيه وهو كافي للغاية لحياة طيبة في ذلك الوقت كان دخل الطيب الشهري يزيد على مئتين جنيه في الشهر.. وهو يعادل اللآن حوالي عشرين مليون جنيه سوداني.. هذا غير أعمال الطيب الأخرى..
لا أحد يقدر أن يقول أن العم الطيب جعلي حتى ونحن كنا أطفالاً.. عندما نحضر مزاح للكبار نندهش وقتما نعرف أن الطيب جعلي.. كنا لانعرفهم إلا في تاني يوم للعيد هم واسرهم يركبون معنا في اللنش نذهب بهم لمحطة السكة الحديد ..الكاب ..عشان يسافروا لقرية السعدابية لمباركة العيد على اهلهم..واول يوم في العيد يقضوه في المناصير
اول مرة اشوف جعليين في منطقة المناصير لايحبون شخص أن يذكرهم بجعليتهم...
.............
اللي يشوف حسن حسين الفحل شقيق الطيب الأصغر شايل صوط ينقـز في إيقاع الدليب وعادل السيد ينقرش في الطمبور ويقول( حبيب عيني راح ..أنا وين اقبل... رحل كل السماح .. أنا وين اقبل) والسلاح يخبت والبنات في الدارة جوز جوز.. اللي يشوف حسن حسين الفحل ينقز في الدارة وشايل صوط ما يصدق إنو ده جعلي.. أجود شايقي والله منصوري ما يقدر يصفق وينقز زيو.( أديب.. ). أصلو لمان جاء في 1969 من قرية السعدابية كان شاب في العشرينات واشتغل أول وظيفة له سقا في مدرسة البنات الأولية... عندو ( شعره) في إيقاع الدليب
..............
الآن تمددت هذه الأسرة اسرة عمنا الطيب الحسين الحسن..( المهندس) كما يسمونه المناصير.. مافي زول بيشك في جعليتو الحرة ولامنصوريتو الغرة.. تزاوجو معنا وتزاوجنا معهم واختلطت رفات أجدادهم وآبائكم برفات المناصير وقبر سوالفهم واسلافهم في مقابر شري العتيقة. ومقابر الغرب بخور حنون.
هذه الأسرة تمددت وتزوجت بناتها وتزوج اولادها وحسب علمي صاروا أكثر من عشرين اسرة، وكاد أن يغمر شري كلها فيضان البحيرة.. لولا بواقي حب عالقة بين ضماير أهلها وبينها مدت لهم شعاعاً من الغيب، قالت لهم لن أغيب عنكم، تمسكوا بي سأتمسك بكم.. فعمروها من جديد وأعادوها سيرتها الأولى( شري الغره شري النضارة.... حليلا... نسيت قلبي أنا في خداره... حليلا) كما قال عيسى بروي...
...............
جاء لأهل العم الطيب الحسين الفحل جاءوا زمرة من الجعليين من دار جعل من أهلهم.. زاروهم في الجزيرة عشان يطمئنوا على حالتهم.. ويقولوا لهم خليكم فرسان مع المناصير.. نحن عايزنكم لكن ما تجونا.. قال لهم العم الطيب هذا راينا والله قبل رايكم.. نحن مع الناس.
التحية لعيال جعل من اسرة العم الطيب المهندس الذين صاروا مناصير وجعلين سبيكة من معدن الذهب الخالص...
التحية لهم والتحية للجعليين المرابطين على الخيار المحلي من الباوقة وفتوار والجول ومن نهر عطبرة..
كذلك التحية للجعليين الذين إختاروا خيارات أخرى في المكابراب وفي نمرة 10
وسلام على المناصير في الخالدين..
مهندس ميكانيكي
صديق عبدالله علي ابوحنة المنصوري
من المواضيع المنقولة من موقع سودانيزأونلاين

لك التحيه باش مهندس .والله انا عارف الناس ديل عندهم علاقه بالسعدابيه لكن شنو ماعارفه .دى معلومه ممتازه.الشى التانى نحن زاتو سامعين اهلنا يقولوا ليهم جعل جات من وين يادوب عرفنا.

هم جعل يملوا العين لامن تفضل.. بس ذابوا وصاروا مناصير و قد لايحبون أحد أن يذكرهم بجعليتهم.. شايف كيف.. البيشرب موية المناصير

بالله شوف جعليين يرفضوا يغادروا المناصير ولايحبون احد يذكرهم بجعليتهم!
عشان ذابوا في المناصير وصاروا مناصير بلاشك.. وعرفوا المناصير شنو!
وتزاوجوا مع المناصير واختلطت رفاة ذويهموأجدادهم، بارض المناصير العتيقة وجرت عليها مياه السد( في حب يا أخوانا أكثر من كدة! وفي كلمة غير قولة أحبك! أرددا!)

الأخ صديق لك التحية أتذكرك دائما في الصباح الباكر ولكن وقت يبدأ الشغل تبدأ الذاكرة تنشغل ويبدوا أنه خطنا صار 110 فقط والله نسأله أن يقوينا. وموضوعك في الذاكرة والمذاكره وزي ماقلت ليك تبدأ الأمور تتلخبط.

الأخ المهندس عجبني جدا موضوع الطيب الحسين هذا الرجل الطيب ذو السريرة النقية الصافية وشوف ليس مجاملة كل من صاحب والدك تجده إنسانا غير طبيعي وطبعا السمحين بتلموا على بعض. الأخ صديق الطيب برغم هذه البراعة طبعا راجل أمي لا يقرأ ولا يكتب ولكنه مهندس وحرفي من الطراز الأول قابلته في إجازة الصيف الماضي ما زال الرجل في قمة النشاط وصدقني النجارة شغالة حتى الآن تحت إشرافه والراجل ما زال شعره أسود هو والعبيد طه وكنت أحلقهم لما كنت في البلد وطبعا الحلاق دائما ينظر لرؤوس الناس وصدقني حتى الآن غرابهم لم يطير وهو راكي عليهم وكل مرة يدي جنحيه نفضه لماذا ؟ لأنهم ناس بسطاء ضمائرهم بيضاء وراضين قانعين بما يقومون به لا هم ولا غم عشان كده ما زالت الشعور سوداء . لك التحية ثانية أخ صديق ونشكرك على هذه المعلومات.

أيوة يا دكتور مصباح.. عاد ما هم ديل ناس أم لقاديب بي تعرفهم تمام.. فعلا الشخصيتين ديل العبيد طه والطيب الحسين. ناس تختهم على الجرح يبرا. وطوالي ونسي وضحك.. ما شايلين للدنيا هم..