والي الشمالية : (الجراد) إبتلاء من الله وتحدي من التحديات التي يتعرض لها أهل السودان !!

بعد فشل الموسم الزراعي وعجز حكومته ، والي الشمالية : (الجراد) إبتلاء من الله وتحدي من التحديات التي يتعرض لها أهل السودان !!
February 20, 2013
(حريات)
وصف والي الولاية الشمالية إبراهيم الخضر انتشار الجراد في ولايته بانه إبتلاء من الله وتحدي جديد من التحديات التي يتعرض لها أهل السودان !
وقال في بيان صحفي أمس : انه (ابتلاء جديدا من الله وتحديا آخر من التحديات التي يتعرض لها السودان) .
وأضاف : ( أناشد أهالي الولاية بتقديم العون والمساعدة في مكافحة أسراب الجراد ، والعمل على مواجهة هذا الخطر حماية للثروة الزراعية).
وقال اتخذنا الإجراءات والتدابير المناسبة لمكافحته والتصدي (لهجمته الشرسة) ، مما يستوجب العمل الجماعي في مواجهتها!
ولم يشر الوزير إلى الكيفية التي تُمكن المواطنين من مكافحة الجراد في ظل عجز حكومته ، كما لم يشر إلى نوع العمل الجماعي بين الحكومة والمواطنين للقضاء على الجراد .
وأعلنت وزارة الزراعة الاتحادية ان الجراد الصحراوي الذي يغزو البلاد حالياً قادم من مصر .
وحذر مدير الإدارة العامة لوقاية النباتات خضر جبريل من تفاقم الموقف خلال الأيام المقبلة بسبب دخول هذه الأسراب الجديدة. وقال في تصريحات صحفية إنه منذ صباح أمس وحتى المساء لم تتوقف أسراب الجراد ، متوقعا أن تغزو الشريط النيلي.
ومن جهته قال مدير عام وزارة الزراعة بالولاية الشمالية محمد خضر إن الموسم الزراعي بولايته في خطر قائلاً ( الجراد التهم الزراعة بمحلية الدبة والموسم في خطر ) وان الجراد يتجه الآن شمالا حتى بلدة (السليم) شرق دنقلا .
جدير بالذكر ان إدارة مشروع الجزيرة قبل التدمير المتعمد للمشروع من قبل حكومة الإنقاذ ، كانت تملك إدارة مؤهلة لمكافحة الآفات الزراعية بأسطول كامل من طائرات الرش التي يمكنها من القضاء على الآفات في فترة وجيزة .

February 20, 2013
كمال كرار ..
الأسبوع الماضي طارت أسراب الجراد فوق بورتسودان فحيرت الأدروبات من ديم عرب إلي ديم النور، وكادت الشمس أن تكسف في المدينة بسبب كثافة الأسراب الطائرة. ولما وجد الجراد الشرق بائساً وفقيراً، انطلقت الأسراب الطائرة إلى الشمالية قاطعة الفيافي بسرعة طيارات سودانير فهجمت على أشجار النخيل وأكلت التمور، واستمعت بالجريد الطري، وكانت التحلية أحواض البرسيم، ولولا أن الجراد نفسه كان مستعجلاً لأكل ما بالدكاكين من بضائع وشرب ما طاب له من المياه الغازية ثم ( إنجمَّ) لأيام وليالي كيما ينطرب بالطنبور.
ولا تعرف وجهة الأسراب التالية، فالرادارات التي لم تكتشف طيارات اليرموك لا تترصد الجراد والقبور بأي حال من الأحوال ، كما أن الجراد نفسه ربما تم تعديله وراثياً – كالقطن- كيلا يظهر على شاشات الرادار .
أما ناس وقاية النباتات ومكافحة الآفات فهم في سبات شتوي بعد أن تحطم القطاع الزراعي ، ومن كان منهم على تربيزة مكتبه فهو مشغول بالمستثمرين الجدد الذين يخططون لطرد المزارعين والإستيلاء على الأراضي بعد تحويل أغراضها لتصبح فنادق وكافتريات وأمور مشتبهات.
ولما كان الموسم الزراعي أساساً تعيس ، بسبب ارتفاع تكلفة الزراعة وجشع البنوك الإسلامية فإن الجراد قد( تم الناقصة) ولهذا فالفقراء موعودين بأسعار خرافية للطماطم والبلح والبرسيم .
وعندما يحتج عمك أحمد علي سعر رطل اللبن الذي سيرتفع إلى خمسة جنيهات، سيقول له سيد اللبن أسأل الجراد، وعندما لا يستطيع الجراد فهم لغة العم المنكوب سيتجه الأخير إلى المعتمد الذي سيحيله إلى اللجنة الأمنية بالمحلية التي ستجرجره في سين وجيم ، ثم تضعه في القائمة السوداء وسيتحول ملفه المكتوب على غلافه سري جدا إلى السلطات المختصة والتي بدورها لن (تقصر) في حقه فيحال للصالح العام وبعد تدخل الأجاويد سينزل للمعاش الإجباري، ولن يجادل سيد اللبن لأنه سيشرب الشاي سادة وربما دون سكر.
ولا يلومن أحد منكم الحكومة ، فالمسؤولون لا يصنقعون والتنابلة مشغولين بودائعهم الاستثمارية وبخطابات اعتماداتهم ، وبأرصدتهم الدولارية وبأسفارهم الطويلة ، كما أن ميزانيتهم المضروبة ليس فيها مكان للجراد.
ولأن الجراد لا يأكل القصور الحصينة ولا يهوب ناحية المطاعم الفاخرة والفلل الرئاسية فإنه لا يسبب مشكلة للسدنة الذين قالوا يوماً ما( في جراد كتل ليه زول ؟) ولأن مصائب قوم عند قوم فوائد ، فأغلب الظن أن هنالك من اقترض من البنوك المليارات لاستيراد برسيم حجازي وطماطم أهوازي وبلح ايراني وعيش باكستاني من أجل القفز بالعمود في سلم الثراء .
وفي حفلة عرس أحد هؤلاء ( الجراديين) سيغني الفنان ( جراد الوادي يا راحل ) ، وسيعود الوفد المرافق من قمة الصحراء والساحل ، بمن فيه ذات الخصر الناحل .