السودان المبوجن

الطريق الثالث –بكري المدني
السودان (المبوجن) !!
*لم يجد السيد اسماعيل الأزهرى شيئا يضرب به مثلا على نظافة وسماكة استقلال السودان سوى الصحن الصيني السليم فقال قولته الشهيرة (جيتكم بإستقلال زي الصحن الصيني ما فيه شق ولا طق!)وفعلا جاء الإستقلال كما قال ولكن ماذا عن حال السودان بعد ذلك بأكثر من ستين عاما ؟!
* في غرفة مفاوضات نيفاشا وقف الوسيط يشرح للمتفاوضيين النظام الذى يجب ان يكون عليه الحال بعد الإتفاق وهو نظام فدرالي لكل السودان مع حكومة اقليمية كاملة السيادة على ارض الجنوب وحاصل جمع ذلك خليط من النظام الفدرالي والكونفدرالي معا ولما سأل احد مفاوضى الحركة الشعبية الوسيط عن ان كان هناك نظام مشابه لهذا النظام في العالم رد الرجل :بصراحة :لا ولكنه قال بأن ذلك النظام قابل للنجاح ولكنه لم ينجح على الأقل بالتقديرات الوطنية اذ انتهى بإنفصال الجنوب!
* اليوم ونحن نحتفل بذكرى الإستقلال اصبح السودان في وضع اكثر غرابة فهناك دولة في جنوبه كاملة الإستقلال اضافة الي سلطة اقليمية في دارفور لا تعرف حقيقة ان كانت فوق او تحت او بين حكومات الولايات اضافة الى غبش علاقتها بالحكومة المركزية وكل هذا وذاك لإشتمالها على وزرات تحمل من الأسماء والمهام ذات تلك الأسماء والمهام التي تختص بها الحكومة الإتحادية وحكومات الولايات في دارفور ولدينا ايضا حالة حكم عسكري تحت قانون الطوارئ في ولاية النيل الأزرق افرزته اوضاع امنية قديمة وجديدة جعلت تقديم مقترح الحكم الذاتي للنيل الأزرق يأتي- للمفارقة- من احد قيادات الحزب الحاكم سابقا (فرح عقار ) وهناك لاشك وضع امنى يراوح مكانه في ولاية جنوب كردفان يجعل طرح الحكم العسكري للولاية احد الخيارات المطروحة بقوة لكبح جماح الإنفلات الأمنى فيها وبين هذا الوضع الغرائبي تنتظم بقية (الولايات المتحدة السودانية) في نظام فدرالي مع بعضها البعض ومع الخرطوم في آن واحد
*الواضح ان الوضع في السودان اليوم (مبوجن)-لم اجد تشبيها مناسبا آخرا-فالنظام لا هو فدرالي كامل ولا مركزي محكم وليس كونفدرالي طبعا وهذا يجعل الشكل العام للدولة مشوها جدا واستمراره يكون اقرب للإصرار على السير بعلة العرج وان لم نتف الحرج !
* ان واحدة من معوقات انطلاقة السودان في الراهن المعاصر هو حالة العرج هذى والتى تتشابك بسببها وتتعارض الصلاحيات وتتداخل الإختصاصات وتحدث مفارقة بين ولاية واخرى واقليم وآخر وبين هذى وتلك وسنتر الخرطوم! ولعل ذكرى الإستقلال الجارية تكون مناسبة لإعادة النظر في حالة( العرج) هذى ولعل من بعد نسير على صراط مستقيم ولتصحيح المسار طريقان –لا ثالث لهما- وكلاهما وعر ويحتاج الى ارادة كبيرة ونفوس كبيرة (الأول) هو اعتماد النظام الكونفدرالي واعادة الأقاليم الى تقسيماتها القديمة (شمال –شرق –غرب – وسط- وجنوب جديد طبعا) مع اعطائها صلاحيات كبيرة وشبه كاملة بحيث لا يعد للحكومة المركزية بالخرطوم دور سوى التنسيق بينها والإمساك بملفي الخارجية والدفاع فقط وفيما عدا ذلك يتمتع كل اقليم بكل ما لديه او يبتلى به !اما الطريق (الثاني ) فهو اعادة النظام المركزي القابض والغاء كافة اشكال وحالات الحكم الإستثنائية بالنسبة لبعض الولايات والأقاليم وطبعا هذا اقصر الطرق واشقها لما يمكن ان يترتب عليه من عنت ولن يبلغ البلاد مرامها مالم تتبعه جراحة قاسية تجعل من قسمة الثروة والسلطة المركزية وفق معايير نسبة السكان في السودان وهذا وان كان اعدل واضمن لبقاء البلاد واحدة ومتماسكة ولكن دونه الأهواء والمطامع والمصالح الشخصية
على الطريق الثالث
للأسف هذا امر ليس فيه طريق ثالث وهما طريقان لا ثالث لهما وكلاهما وعر!

حياك الله أخى بكرى المدنى ... لافض فوك ولا جف يراع قلمك ... السودان كان بكامل عافيته عندما كان يحكم بالنظام المركزى ... ولايات معدودة ومحافظ على رأس كل ولاية وبالرغم من عدم توفر وسائل إتصالات حديثة فقد كان للإدارة هيبتها وللقانون حكمه وسطوته وللإنسان كرامته ... لم نسمع بتعارض صلاحيات ولابتداخل إختصاصات ولا إنفلاتات كالذى نشهده اليوم مع الكم الهائل من الولايات والوزارات والجيوش الجرارة من الوزراء والدستورين ... نسأل الله أن يصلح الحال وتعود لسوداننا عافيته _
لك تحياتى وودى ،،،

الاخ بكرى المدنى

سلام

تشكر علي طرق هذا الموضوع الهام

اذا استثنينا الجنوب باعتباره اصبح دولة مستقلة فان دولة السودان الحالية تعيش وضع مبوجن كما ذكرت اخي بكري , هو خليط بين المركزية والفدرالية والكونفدرالية. واقع الامر ان هذا البوجين ناتج من ضعف رؤية وقدرة المركز علي تسيير شئون البلاد وتحويل التنوع الي مصدر للقوة لا للاختلاف والتنازع كما هو حادث الان.!!؟

الخروج من هذا النفق يبدا بتكوين سلطة قومية توافقية كخطوة اولي.!؟

النظام المناسب لحكم السودان هو النظام الكونفدرالي او التقسيم الي دويلات مستقلة يمكن ان تتحد في المستقبل