المبدع عيسى بروى ----وهذا قليل من كثير

شري القمـــــــرة الفوق مدارا *** وتشع أنــوارا بهــــــــــاره

الشباب
الذوق والنضـــــــارة *** ومثقف ومليان حضــــــارة

والأغاني التي ذكر فيها الفنان عيسي بروي منطقته شري كثيرة،
ولم يقف عند ها ولكنه تغنى لقبيلة
المناصير وهو يفتخر بانتمائه لتلك القبيلة وصارت شعار لكل منصوري ينتمي لتلك
المنطقة وحيث تقول الأغنية :

أنا من أعز ديــــــــار *** ومنصوري موقد نـار

أنا من ديار منصور *** وأنا وطني بيهو فخور

أنا صفوة الأخيـــار***فاروق وعلي الكــــرار

وهذه القصيدة ذكرت جميع قرى المناصير قرية، قرية
وستكون مرجع للأجيال القادمة لمن أراد
معرفة تسمية القرى التي سكنها أجدادهم والتي
غمرتها مياه السد، وكذلك بينت حدود المناصير في أحد أبياتها والبيت يقول :

من برتي
حدّي العار أنا *** أهلي الكبار وصغار وليهم
سلامي الحار أنا

والتحية لكل منصوري في كل بيت، في كل قرية، في
كل مدينة ، من العار حتى برتي، وعيسى بروي لم يكن أنانياً وتغنى للشمال متمثلاً
ذلك في أغنيته لمدينة دنقلا ولناسها ولفول السليم الذي يأكل منه كل سوداني قال :

ليك السلام من القلوب يا دنقلا *** بلدي الرجالة
الفي صفاتا مكملا

وفي
الأغنية بيت يقول: فول السليم لي ديمة وجبة مفضلة . ونقول لعيسى التحية لك وأنت وجبة دسمة لكل من عرفك من الجمهور، ولم
يقف عيسى عند حدود ولايته ومنطقته وإنما تعدى ذلك الحيز وتغنى لكل السودان وكان
حاملاً لهمومه حينما قال:

سودانا يا همنا *** ويا ريدة جارية في دمنا

ولم يقف عند حدود السودان فتغني للوطن العربي
متمثلاً في شخصية القائد البطل صدام حسين وتغنى فيه وهو يمدحه:

أسد الله يا أبراياً سديـــــــد *** دا الفارس
أب قلباً حديد يا (ياصدام)

كم دولة وانت براك وحيد *** زي خالد أنت ابن
الوليد يا( صدام)

خذلوك خاينين الوعـــــيد ***وبقوا لي عدوهم
تابعين يا (صدام)

والقصيدة طويلة ولكنها كانت مؤديه للرسالة التي
تغنت من أجلها، ولم يتغنى بها فنان أي كلام إنما تغنى بها ذلك الشامخ شموخ نخيل
الشمال الفنان عيسى بروي، وأيضاً تغنى ومدح الطلا ب ولم تسعفني الذاكرة وكذلك غنى
للمزارعين وقال فيهم وهو يحثهم على العمل ويدعو لهم التوفيق :

عوّافي عليك يا مزارع *** الله يسلّم ضراعك وما يعيقك أي مانع.

ولم يترك عيسى بروي مجال من المجالات الثقافية
والاجتماعية والرياضية وتغنى لأعرق الفرق في السودان وهو فريق الهلال السوداني (سيد
البلد) في ألبومه الهلال هلا وأيضا تغنى وهو يصف صفات السودانيين الجميلة ونذكر
منها بعض الأبيات:

محمد إنت وين ماشي قال ليْ لي مكان نفسي ومكان الخير كلّو غاشي

مكان فارقت أنفاسي ومكان زولي ومكـــــان
نـــــــــــــــاسي

ومكان تاج عزة فوق رأسي ومكان الريــــــــدة نـبــــــــــــراسي

ومكان لا قلنا لا قالوا ولا همّــــــــــــاز
ولا واشــــــــــــــــــــــي

وهذه الأغنية أيضاً طويلة ولكن أردنا أن نبين أن
الفنان عيسى في كل مجال من المجالات ( اجتماعي وثقافي ورياضي وسياسي) قد تغنى وهذه الأغنية السابقة ذكر فيها
كل الصفات السمحة لأهل السودان ومنها الكرم الوراثي وغيرها من الصفات التي يفتخر السودانيين
بوجودها فيهم،وتغنى أيضا بالأغاني السياسية ومن الأغاني التي تغنى بها : الله ينجي
السراير والله يصفي الضمائر تغير مابين نفوسنا وعلينا تهل البشائر، ونقول له نحن
كذلك لو صفت الضمائر وتغير مابين النفوس لوجد
الفنان عيسى بروي الاهتمام من كل الجهات وساعدوه ليعالج داخل أو خارج الوطن
، ويعود للساحة الفنية ليتحفنا ويمتع جمهوره الذي أنتظره طويلاً ليقدم له الجديد
وهو دائماً كذلك لولا الأغدار التي ألمت به. وعيسى بروي لم يغني الغناء من أجل
الفلوس إنما كان يغنيه من أجل الغناء ومن أجل أنه رسالة وأغانيه تثبت ذلك، فمن أجل
الغناء يطرب نفسه أولاً فنجده يتمايل مع نغماته وهو أديب ويميل كرقص النخيل يميناً وشمالاً مع الرياح ووصفه عبد
المطلب الفحل أنه أحد ثلاثة في السودان يجيدون التحرك مع نغماتهم والاثنين هم
الفنان عبد الله البعيو وأحمد عمر الرباطابي
نسأل الله الرحمة، واعتباره للغناء بأنه رسالة ظهر في أغنيته( أمونه بت
الشيخ حمد)وهذه الأغنية فيها رسالة لمحاربة بعض العادات ولا أعتقد أن أحداً سيؤديها كما أداها هو، ومن
تلك الأغاني أيضاً (زولي الكنت طيب) وكان يدعو فيها لعدم سماع كلام الناس ومن الأغنية: