بعض من التاريخ ...ياادارة السد
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف علي الكليس الجمعة 24 أغسطس 2012, 3:22 pm
بعض من التاريخ.. يا إدارة السد
بين وهاد وتلال، وجنادل وشلالات وباديه، ونيل وجبال وفضاءات ممتده عاش أسلافنا في أرض المناصير ينعمون بخيرها وهدوئها وإنعزالها الهادي عن صخب العالم وضجيجه. عاشوا وكأنهم في كوكب اخر...يتحارب العالم، يجتمع وينفض، البعض يوقع السلام والبعض يوقع الاستسلام، بعضهم يستخدم الطائرات واخرون يضربون بالنووي يموت من يموت ويعيش من ينجوا، لا شيء يهم أسلافنا من ذلك. فالهدوء هو سيد الكلمه ومنطق الحال. أرضهم واسعه وخرير النيل متصل، ومازال قمريهم يغرد كعادته فوق نخيلهم.. ماذا يهم .. ليصطخب خلق الله في بعضهم... ليفترس بعضهم البعض كالحيتان.. لايهم.. فالنيل يجري.. والساقيه تدهور... والمخازن ممتلئه بالقوت .. والخريف قادم.. وسياتي التجار بالسكر من حلفا.. مالهم والعالم واصطخابه وصراعه المجنون.
تسح السماء خريفا فيتجهون بسعيتهم وإبلهم الي فضاءات الباديه ينعمون بخيراتها شهورا، هوائها الطلق النقي وغدرواتها. تذدهر احوالهم ويصفوا مزاجهم يحمدون الله في الغداة والعشي تنشاء بينهم الالفه والمحبه فيتصاهرون يغنون ويحتفلون في باديتهم
فرحون بالقليل الذي لديهم
(عصمة) شربت والخير قرب
في فضاء (أمات صير) اللعب
يعلو رنيين رباباتهم ويرتد صداها من جنبات الوادي، يطرب الشباب وقد إنتشي بعضهم بتمر وعيش معطون لأيام. يتبارزون في البطان فتسيل دماء الفروسيه ذكيه تعبر عن جسارة وبطوله شهد لهم بها الاعداء.
لم يكن أسلافنا ليهتمون بما يدور في العالم البعيد عنهم، فحياتهم طيبه ومتماسكه ومستقره بعد أن أقر واعترف لهم الحكم التركي بملكية أرضهم فتوقف بذلك نزاعهم مع جيرانهم الذين ظلوا ينازعونهم الارض لعشرات السنيين.
تشاء مشيئة الله أن يكون دواس أسلافنا التالي مع أكثر شعوب الأرض إجادة لفنون الحرب والقتال، وأكثرها اهتماما بالتاريخ والتوثيق.
كانت الامبراطوريه البريطانيه في أوجها في العقدين الاخيرين من القرن التاسع عشر. وتحت زرائع ودعاوي السيطره علي ديون الخديوي عن طريق الاشراف علي إدارة الماليه المصريه قامت الامبراطوريه البريطانيه باحتلال مصر في عام 1882م، ولسوء حظ البريطانيين اندلعت الثوره المهديه في السودان في نفس العام وشرعت في قتال الحكم التركي المصري. ووجد البريطانيين أنفسهم في وسط المعمعه، حيث لم تكن لهم سابق علاقه بالسودان سوي محاولات اكتشاف منابع النيل بالتعاون مع الخديوي والباب العالي.
تشير الكثير من المصادر الي تردد البريطانيين في الدخول في معمعة السودان، لذلك اتفقوا مع الخديويه علي ارسال غردون الذي كا قد عمل سابقا في الاستوائيه ممثلا للخديوي لاخراج القوات المصريه وسحبها من السودان وترك السودان للمهديه. غير أن غردون الذي كلف بمهمه محدده لسحب القوات ، غير التكليف بنفسه وقرر مواجهة المهدي ومحاربته ( يري بعض المؤرخون ان رئيس الوزراء سالسبيري راي ان غردون خالف تعليماته وتوجيهاته الواضحه باقتصار مهمته علي افراغ السودان من القوات المصريه وهذا ربما يبرر التاخير في ارسال حملة انقاذه). وعلي كل ومع تصاعد الاحداث وتحرير المدن وتمدد الثوره واتساع نطاقها الي مناطق أخري، بجانب الضغط الداخلي في بريطانيا علي الحكومه لارسال حمله لانقاذ غردون المحاصر، اضطر رئيس الوزراء للانصياع للضغوط المتناميه فطلب من جنرالاته ارسال حمله لانقاذ الجنرال المحاصر.
وكان الجنرال وولسلي قد إتخذ من قرية كورتي مقرا دائما لمعسكره حيث حظي بتعاون تام من اهالي المناطق حولها بجانب تطوعهم المخابراتي لصالح حملته. قرر وولسلي ارسال طابورين بسرعه للوصول للخرطوم لانقاذ غردون. طابور الصحرا عن طريق المتمه وطابور النيل عبر الشلال الرابع عن طريق بربر. تفاصيل الاحداث التي صاحبت هذين الطابورين معلومه. ولا نود الخوض فيها او تكراراها.
مانود الخوض فيه هو النهج الثابت في الدوله السودانيه ومحاولة بعض النافذين فيها لطمس حقائق التاريخ وتجاهله وغمط اسلافنا حقوقهم لتصبح نسيا منسيا. قليلون جدا من المؤرخين السودانيين تناولوا بطولات المناصير بالتفصيل ( عبد المحمود ابوشامه) اما الاكثريه خاصة التي وجدت مرتعا ومتسعا في سدة الدوله السودانيه فديدنها الثابت هو تجاهل فصول مهمه من تاريخ السودان الحديث ربما لشيء في نفس يعقوب فالفرق بين البطوله والعماله فرق نوع. وهل يجتمع الليل والنهار !
كان من حظ اسلافنا انهم - كما يقول صديقنا نميري – قاتلوا إمبراطوريه كان لها شأن وكانت الشمس لا تغيب عنها. لقد كان هذا أمرا مهما، فصحفيو الامبراطوريه وكتابها ومؤرخيها سجلوا كل الوقائع ووثقوها... ودون شك سجلوا من قاتلهم ومن تعاون معهم ووقع معهم الاتفاقات الامنيه وعمل جاسوسا علي الثوره المهديه يذهب ليتسقط اخبارها ويعود بها لوولسلي في كورتي. وايا كانت الطريقه التي سجل بها المؤرخون البريطانيون تلك الوقائع - ولا اري فيها غبارا علي الاطلاق – سوي بعض الحديث الدعائي الذي تقتضيه محاولة رفع معناويات جيشهم وهو أمر معروف يحدث عند كل الشعوب. فيما عدا ذلك فقد كان ذكرهم للوقائع في غاية الموضوعيه.
جرت معركة الكربكان وهي المعركه الوحيد التي خاضها طابور النهر في صبيحة الثلاثاء 10 فبراير 1885م. ولا نود الخوض في تفاصيل ما دار في المعركه من ناحيه عسكريه، فهو أمر معروف، لكننا سنورد جزء من تقرير صحيفة النيويرك تايمز الذي نشرته بعد يومين من المعركه اي بتاريخ 12 فبراير 1885م، لنثبت أمرين هما : شجاعة أهلنا في الدفاع عن أرضهم وثانيا موضوعية الكتاب البريطانيين الذي وثقوا لتلك المعركه، بالرغم من ان أسلافنا قتلوا في تلك المعركه قائد الطابور ( الجنرال ايرل) وعقيدين و تسعه جنود بريطانيين اخرين كما جرحوا اربعه ضباط اخرين واثنين واربعين من الجنود. غير ان الشجاعه التي قاتل بها اسلافنا كما اوردها التقرير تثير الاعجاب، ولا اعرف قوما اخرين ( ربما ما عدا الهدندوه في شرق السودان) قاتلوا بتلك البساله والجساره دفاعا عن ارضهم وهو ما اثبته ايضا ونستون شرشل في كتابه حرب النهر.
يقول تقرير النيويروك تايمز عن المعركه والصادر كما اشرنا بعد يومين من وقوعها بتاريخ 12 فبراير 1885:
“While the main attack was being delivered two companies of the South Staffordshire Regiment were directed to seize a high rocky hill which Arab riflemen were stoutly defending. The British sprang boldly to the charge but the enemy clung desperately to their position and disputed the ground inch by inch”.
نعم لم يكن احتلال ارضنا سهلا للبريطانيين واسلافنا يدافعون عنها ببساله منقطعة النظير بوصه بوصه حسب تقرير الصحفي. والفضل ما شهدت به الاعداء. ولا اعلم مجموعه اخري دافعت عن ارضها بهذه الجساره ربما قبيلة النوير الي حد ما حيث ظلت تقاتل البريطانيين الي عام 1930م
ويمضي التقرير ليقول
“ the rebel consisted on Monasirs and Robatat tribes [..] the number of the fugitives who escaped from the field of battle was very small. The number of the enemy was not great,but their position was extremely strong and difficult of access, and they fought with the most determined bravery”
( التشديد من الكاتب)
من المستحيل طبعا ان يدعي اي شخص ان هذا الصحفي الذي وصفنا بكل هذا القدر من الشجاعه الفائقه، انه كان عميلا للمناصير او يعمل لمصلحة اسلافنا، ولكنها الموضوعيه التي اشرنا اليها سابقا، وبالطبع ليس لهذا الصحفي اي مصلحة في ان يصف اسلافنا بكل تلك الجساره والشجاعه ان لم تكن موجوده اصلا. هذا جزء من تاريخنا كتبه من قاتلناهم ولم نكتبه بأيدينا، وإن كان للاخرين بطولات مثله فاليشيروا لها وسيجدونا انشاء الله من القارئين.
إن اسواء ما في الدوله السودانيه ، هو ان الذين وقفوا في وجه الغزو باسمها وقاتلوا دفاعا عنها وقدموا التضحيات الضخام، قبضوا الريح وكان مصيرهم جزاء سنمار بل اسواء .
و لا تزال هذه الصفحات من تاريخنا محجوبه بفعل فاعل عن طلاب المدارس. لذلك فالمؤامره ليست من البريطانيين، لقد سجل البريطانيين ماحدث ورحلوا منذ أكثر من خمسين عاما... تري من يقف خلف حجب تاريخنا عن المدارس وما هي مصلحته في اخفاء بطولات اسلافنا وتاريخنا وهو جزء من التاريخ الوطني، إن كان للسودان تاريخا يفاخر به !
وليت الدوله السودانيه الفاشله توقفت عند التامر علي تاريخنا، ولكنها في غمرة نشوه لصوصيه اعتقد بعض سدنتها الذين غرتهم السلطه بأن بإمكانهم ارهاب اهلنا ببعض المليشيا واخراجهم من أرضهم التي رووها اسلافهم بدماء ذكيه. مثل هؤلاء الذين جاؤوا من حيث لا تاريخ ليستأسدوا علي اهلنا ويتوعدوهم لا لشيء بل لانهم اختاروا البقاء في ارضهم ، لهم ان يعلموا اننا لن نبيع تاريخ اسلافنا واجدادنا، وان الاجيال الحاليه لا تجهل التاريخ بل تعلمه حرفا حرفا، وتجري في عروقها تلك الجساره التي جسدها اسلافهم. ولن يترددوا بتاتا إن حانت الساعه في تسطير تاريخ جديد يذكر هذه الحكومه المتهافته من هم اصحاب القول الفصل عندما يحمي الوطيس.
وبعد ان ارتكبت فينا حكومة الانقاذ جريمتها وجاءت بغضها وغضيضها ودعايتها التي طبقت الافاق لتخرجنا من ارضنا ، ارتدت خائبه وصمد اهلنا ( لقد صمدوا من قبل في مواجهة راجمات البريطانيين كما اوردنا من تقاريرهم ، فكيف لا يصمودا في وجه الماء.. يا لكم من جهله بالتاريخ)
الان كسب أهلنا معركة الارض ، وتبقت معركة الحقوق، والمعركه مستمره والايام دول وإنا والله لبالغوك وان طال السفر يا إدارة السد!
بين وهاد وتلال، وجنادل وشلالات وباديه، ونيل وجبال وفضاءات ممتده عاش أسلافنا في أرض المناصير ينعمون بخيرها وهدوئها وإنعزالها الهادي عن صخب العالم وضجيجه. عاشوا وكأنهم في كوكب اخر...يتحارب العالم، يجتمع وينفض، البعض يوقع السلام والبعض يوقع الاستسلام، بعضهم يستخدم الطائرات واخرون يضربون بالنووي يموت من يموت ويعيش من ينجوا، لا شيء يهم أسلافنا من ذلك. فالهدوء هو سيد الكلمه ومنطق الحال. أرضهم واسعه وخرير النيل متصل، ومازال قمريهم يغرد كعادته فوق نخيلهم.. ماذا يهم .. ليصطخب خلق الله في بعضهم... ليفترس بعضهم البعض كالحيتان.. لايهم.. فالنيل يجري.. والساقيه تدهور... والمخازن ممتلئه بالقوت .. والخريف قادم.. وسياتي التجار بالسكر من حلفا.. مالهم والعالم واصطخابه وصراعه المجنون.
تسح السماء خريفا فيتجهون بسعيتهم وإبلهم الي فضاءات الباديه ينعمون بخيراتها شهورا، هوائها الطلق النقي وغدرواتها. تذدهر احوالهم ويصفوا مزاجهم يحمدون الله في الغداة والعشي تنشاء بينهم الالفه والمحبه فيتصاهرون يغنون ويحتفلون في باديتهم
فرحون بالقليل الذي لديهم
(عصمة) شربت والخير قرب
في فضاء (أمات صير) اللعب
يعلو رنيين رباباتهم ويرتد صداها من جنبات الوادي، يطرب الشباب وقد إنتشي بعضهم بتمر وعيش معطون لأيام. يتبارزون في البطان فتسيل دماء الفروسيه ذكيه تعبر عن جسارة وبطوله شهد لهم بها الاعداء.
لم يكن أسلافنا ليهتمون بما يدور في العالم البعيد عنهم، فحياتهم طيبه ومتماسكه ومستقره بعد أن أقر واعترف لهم الحكم التركي بملكية أرضهم فتوقف بذلك نزاعهم مع جيرانهم الذين ظلوا ينازعونهم الارض لعشرات السنيين.
تشاء مشيئة الله أن يكون دواس أسلافنا التالي مع أكثر شعوب الأرض إجادة لفنون الحرب والقتال، وأكثرها اهتماما بالتاريخ والتوثيق.
كانت الامبراطوريه البريطانيه في أوجها في العقدين الاخيرين من القرن التاسع عشر. وتحت زرائع ودعاوي السيطره علي ديون الخديوي عن طريق الاشراف علي إدارة الماليه المصريه قامت الامبراطوريه البريطانيه باحتلال مصر في عام 1882م، ولسوء حظ البريطانيين اندلعت الثوره المهديه في السودان في نفس العام وشرعت في قتال الحكم التركي المصري. ووجد البريطانيين أنفسهم في وسط المعمعه، حيث لم تكن لهم سابق علاقه بالسودان سوي محاولات اكتشاف منابع النيل بالتعاون مع الخديوي والباب العالي.
تشير الكثير من المصادر الي تردد البريطانيين في الدخول في معمعة السودان، لذلك اتفقوا مع الخديويه علي ارسال غردون الذي كا قد عمل سابقا في الاستوائيه ممثلا للخديوي لاخراج القوات المصريه وسحبها من السودان وترك السودان للمهديه. غير أن غردون الذي كلف بمهمه محدده لسحب القوات ، غير التكليف بنفسه وقرر مواجهة المهدي ومحاربته ( يري بعض المؤرخون ان رئيس الوزراء سالسبيري راي ان غردون خالف تعليماته وتوجيهاته الواضحه باقتصار مهمته علي افراغ السودان من القوات المصريه وهذا ربما يبرر التاخير في ارسال حملة انقاذه). وعلي كل ومع تصاعد الاحداث وتحرير المدن وتمدد الثوره واتساع نطاقها الي مناطق أخري، بجانب الضغط الداخلي في بريطانيا علي الحكومه لارسال حمله لانقاذ غردون المحاصر، اضطر رئيس الوزراء للانصياع للضغوط المتناميه فطلب من جنرالاته ارسال حمله لانقاذ الجنرال المحاصر.
وكان الجنرال وولسلي قد إتخذ من قرية كورتي مقرا دائما لمعسكره حيث حظي بتعاون تام من اهالي المناطق حولها بجانب تطوعهم المخابراتي لصالح حملته. قرر وولسلي ارسال طابورين بسرعه للوصول للخرطوم لانقاذ غردون. طابور الصحرا عن طريق المتمه وطابور النيل عبر الشلال الرابع عن طريق بربر. تفاصيل الاحداث التي صاحبت هذين الطابورين معلومه. ولا نود الخوض فيها او تكراراها.
مانود الخوض فيه هو النهج الثابت في الدوله السودانيه ومحاولة بعض النافذين فيها لطمس حقائق التاريخ وتجاهله وغمط اسلافنا حقوقهم لتصبح نسيا منسيا. قليلون جدا من المؤرخين السودانيين تناولوا بطولات المناصير بالتفصيل ( عبد المحمود ابوشامه) اما الاكثريه خاصة التي وجدت مرتعا ومتسعا في سدة الدوله السودانيه فديدنها الثابت هو تجاهل فصول مهمه من تاريخ السودان الحديث ربما لشيء في نفس يعقوب فالفرق بين البطوله والعماله فرق نوع. وهل يجتمع الليل والنهار !
كان من حظ اسلافنا انهم - كما يقول صديقنا نميري – قاتلوا إمبراطوريه كان لها شأن وكانت الشمس لا تغيب عنها. لقد كان هذا أمرا مهما، فصحفيو الامبراطوريه وكتابها ومؤرخيها سجلوا كل الوقائع ووثقوها... ودون شك سجلوا من قاتلهم ومن تعاون معهم ووقع معهم الاتفاقات الامنيه وعمل جاسوسا علي الثوره المهديه يذهب ليتسقط اخبارها ويعود بها لوولسلي في كورتي. وايا كانت الطريقه التي سجل بها المؤرخون البريطانيون تلك الوقائع - ولا اري فيها غبارا علي الاطلاق – سوي بعض الحديث الدعائي الذي تقتضيه محاولة رفع معناويات جيشهم وهو أمر معروف يحدث عند كل الشعوب. فيما عدا ذلك فقد كان ذكرهم للوقائع في غاية الموضوعيه.
جرت معركة الكربكان وهي المعركه الوحيد التي خاضها طابور النهر في صبيحة الثلاثاء 10 فبراير 1885م. ولا نود الخوض في تفاصيل ما دار في المعركه من ناحيه عسكريه، فهو أمر معروف، لكننا سنورد جزء من تقرير صحيفة النيويرك تايمز الذي نشرته بعد يومين من المعركه اي بتاريخ 12 فبراير 1885م، لنثبت أمرين هما : شجاعة أهلنا في الدفاع عن أرضهم وثانيا موضوعية الكتاب البريطانيين الذي وثقوا لتلك المعركه، بالرغم من ان أسلافنا قتلوا في تلك المعركه قائد الطابور ( الجنرال ايرل) وعقيدين و تسعه جنود بريطانيين اخرين كما جرحوا اربعه ضباط اخرين واثنين واربعين من الجنود. غير ان الشجاعه التي قاتل بها اسلافنا كما اوردها التقرير تثير الاعجاب، ولا اعرف قوما اخرين ( ربما ما عدا الهدندوه في شرق السودان) قاتلوا بتلك البساله والجساره دفاعا عن ارضهم وهو ما اثبته ايضا ونستون شرشل في كتابه حرب النهر.
يقول تقرير النيويروك تايمز عن المعركه والصادر كما اشرنا بعد يومين من وقوعها بتاريخ 12 فبراير 1885:
“While the main attack was being delivered two companies of the South Staffordshire Regiment were directed to seize a high rocky hill which Arab riflemen were stoutly defending. The British sprang boldly to the charge but the enemy clung desperately to their position and disputed the ground inch by inch”.
نعم لم يكن احتلال ارضنا سهلا للبريطانيين واسلافنا يدافعون عنها ببساله منقطعة النظير بوصه بوصه حسب تقرير الصحفي. والفضل ما شهدت به الاعداء. ولا اعلم مجموعه اخري دافعت عن ارضها بهذه الجساره ربما قبيلة النوير الي حد ما حيث ظلت تقاتل البريطانيين الي عام 1930م
ويمضي التقرير ليقول
“ the rebel consisted on Monasirs and Robatat tribes [..] the number of the fugitives who escaped from the field of battle was very small. The number of the enemy was not great,but their position was extremely strong and difficult of access, and they fought with the most determined bravery”
( التشديد من الكاتب)
من المستحيل طبعا ان يدعي اي شخص ان هذا الصحفي الذي وصفنا بكل هذا القدر من الشجاعه الفائقه، انه كان عميلا للمناصير او يعمل لمصلحة اسلافنا، ولكنها الموضوعيه التي اشرنا اليها سابقا، وبالطبع ليس لهذا الصحفي اي مصلحة في ان يصف اسلافنا بكل تلك الجساره والشجاعه ان لم تكن موجوده اصلا. هذا جزء من تاريخنا كتبه من قاتلناهم ولم نكتبه بأيدينا، وإن كان للاخرين بطولات مثله فاليشيروا لها وسيجدونا انشاء الله من القارئين.
إن اسواء ما في الدوله السودانيه ، هو ان الذين وقفوا في وجه الغزو باسمها وقاتلوا دفاعا عنها وقدموا التضحيات الضخام، قبضوا الريح وكان مصيرهم جزاء سنمار بل اسواء .
و لا تزال هذه الصفحات من تاريخنا محجوبه بفعل فاعل عن طلاب المدارس. لذلك فالمؤامره ليست من البريطانيين، لقد سجل البريطانيين ماحدث ورحلوا منذ أكثر من خمسين عاما... تري من يقف خلف حجب تاريخنا عن المدارس وما هي مصلحته في اخفاء بطولات اسلافنا وتاريخنا وهو جزء من التاريخ الوطني، إن كان للسودان تاريخا يفاخر به !
وليت الدوله السودانيه الفاشله توقفت عند التامر علي تاريخنا، ولكنها في غمرة نشوه لصوصيه اعتقد بعض سدنتها الذين غرتهم السلطه بأن بإمكانهم ارهاب اهلنا ببعض المليشيا واخراجهم من أرضهم التي رووها اسلافهم بدماء ذكيه. مثل هؤلاء الذين جاؤوا من حيث لا تاريخ ليستأسدوا علي اهلنا ويتوعدوهم لا لشيء بل لانهم اختاروا البقاء في ارضهم ، لهم ان يعلموا اننا لن نبيع تاريخ اسلافنا واجدادنا، وان الاجيال الحاليه لا تجهل التاريخ بل تعلمه حرفا حرفا، وتجري في عروقها تلك الجساره التي جسدها اسلافهم. ولن يترددوا بتاتا إن حانت الساعه في تسطير تاريخ جديد يذكر هذه الحكومه المتهافته من هم اصحاب القول الفصل عندما يحمي الوطيس.
وبعد ان ارتكبت فينا حكومة الانقاذ جريمتها وجاءت بغضها وغضيضها ودعايتها التي طبقت الافاق لتخرجنا من ارضنا ، ارتدت خائبه وصمد اهلنا ( لقد صمدوا من قبل في مواجهة راجمات البريطانيين كما اوردنا من تقاريرهم ، فكيف لا يصمودا في وجه الماء.. يا لكم من جهله بالتاريخ)
الان كسب أهلنا معركة الارض ، وتبقت معركة الحقوق، والمعركه مستمره والايام دول وإنا والله لبالغوك وان طال السفر يا إدارة السد!
علي الكليس- عضو ماسي
.gif "عضو ماسي")
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2898
نقاط : 28690
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف علي الكليس الجمعة 24 أغسطس 2012, 3:25 pm
الاخ خالد ارجو شكرا شطب المقال السابق والاكتفاء بهذا المقال لوضوحه
علي الكليس- عضو ماسي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2898
نقاط : 28690
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف علي الكليس الجمعة 24 أغسطس 2012, 3:29 pm
المقال اعلاه للكاتب علي عسكوري ..ممكن ياخالد تضيف اسمه كجزء من المقال
علي الكليس- عضو ماسي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2898
نقاط : 28690
تاريخ التسجيل : 29/06/2011
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف ALIHADOWRY السبت 25 أغسطس 2012, 6:26 pm
تشكر ابن عمى على الكليس وكل سنة وانت طيب وجميع اعضاء المنتدى الحقيقة المقال رائع ويحدد اسس التعامل مع ادارة السدود بالعزيمة والايمان بالقضية قد لايدرك كثير من الترابيين ان للتاريخ سجل يسجل حتى وان حاولنا طمسه كما حاولت الدولة السودانية طمس نظالات المناصير ونخاف ان يسجل التاريخ على ابنائنا فى المناصير انهم كانوا اتباع طموحات ذاتية
ALIHADOWRY- ملـــــكي
.gif "ملـــــكي")
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1592
نقاط : 29158
تاريخ التسجيل : 25/07/2010
العمر : 54
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف ALIHADOWRY السبت 25 أغسطس 2012, 6:32 pm
وإنا والله لبالغوك وان طال السفر يا إدارة السد!
هكذا ختم الاستاذ على عسكورى مقالته عن تمسك اهلنا المناصير بارضهم التى تناوشتها الفئة الترابية التى صارت بفضل فساد حكامها والتنمية المزعومة التى حملت ادارة السدود حتى اصبحت وزارة وبطانة من المترفين على حساب الشعب السودانى والمناصير .
تمسك جزء كبير من المناصير بالبقاء فى ارضهم عندما شاهدو تجاوزات ادارة السدود فى حقوق اهلهم الا ان اللجنة التنفيذية التى اغلبها من منتسبى الدولة التفت على مطالبات اهلنا فى تعويضاتهم وحقوقهم وخياراتهم وهى مسرحية دبرت مع ادارة السدود حتى يفقد اغلب اهلنا حقوقهم وتمر هذة الاموال الى جيوب المنتفعين من الدولة الترابية وهاهو اغلبية اهلنا فى الخيار المحلى قد يئسوا من ان يجدوا حقوقهم الا ان مجهودات بعض ابنائهم تحاول ان ترفع القضية الى السطح والاستاذ على عسكورى له اسهامات مقدرة فى هذا المنحى حيث اقام دعوى على شركة لامير الالمانية وسافر الى الصين فى مؤتمر السدود وقد سبقه المرحوم الاستاذ محمد عبدالله سيداحمد حيث ارسل بعض مستندات القضية الى محكمة الجنايات الدولية وهاهى تطل القضية فى مفاوضات اديس ابابا الاخيرة بفضل الاستاذ على عسكورى ان فساد ادارة السدود مسكوت عنه تماما بفضل السلطة التى يتحكم بجميع مفاصلها السيد وزير الكهرباء والسدود وواهم من يعتقد ان السلطة فى السودان بيد غيره ان الدولة السودانية قد زورت تاريخ المناصير تماما ولن تستطيع ان تزور فسادها تجاه اهلنا مادام هناك من يحمل هم اهلنا ويكفى هذة الكلمات القليلة التى انهى بها الاستاذ على عسكورى مقاله
Posted by ALI HADOWRY at 12:34 م 0 comments
هكذا ختم الاستاذ على عسكورى مقالته عن تمسك اهلنا المناصير بارضهم التى تناوشتها الفئة الترابية التى صارت بفضل فساد حكامها والتنمية المزعومة التى حملت ادارة السدود حتى اصبحت وزارة وبطانة من المترفين على حساب الشعب السودانى والمناصير .
تمسك جزء كبير من المناصير بالبقاء فى ارضهم عندما شاهدو تجاوزات ادارة السدود فى حقوق اهلهم الا ان اللجنة التنفيذية التى اغلبها من منتسبى الدولة التفت على مطالبات اهلنا فى تعويضاتهم وحقوقهم وخياراتهم وهى مسرحية دبرت مع ادارة السدود حتى يفقد اغلب اهلنا حقوقهم وتمر هذة الاموال الى جيوب المنتفعين من الدولة الترابية وهاهو اغلبية اهلنا فى الخيار المحلى قد يئسوا من ان يجدوا حقوقهم الا ان مجهودات بعض ابنائهم تحاول ان ترفع القضية الى السطح والاستاذ على عسكورى له اسهامات مقدرة فى هذا المنحى حيث اقام دعوى على شركة لامير الالمانية وسافر الى الصين فى مؤتمر السدود وقد سبقه المرحوم الاستاذ محمد عبدالله سيداحمد حيث ارسل بعض مستندات القضية الى محكمة الجنايات الدولية وهاهى تطل القضية فى مفاوضات اديس ابابا الاخيرة بفضل الاستاذ على عسكورى ان فساد ادارة السدود مسكوت عنه تماما بفضل السلطة التى يتحكم بجميع مفاصلها السيد وزير الكهرباء والسدود وواهم من يعتقد ان السلطة فى السودان بيد غيره ان الدولة السودانية قد زورت تاريخ المناصير تماما ولن تستطيع ان تزور فسادها تجاه اهلنا مادام هناك من يحمل هم اهلنا ويكفى هذة الكلمات القليلة التى انهى بها الاستاذ على عسكورى مقاله
Posted by ALI HADOWRY at 12:34 م 0 comments
ALIHADOWRY- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1592
نقاط : 29158
تاريخ التسجيل : 25/07/2010
العمر : 54
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف عباس محمد الأحد 26 أغسطس 2012, 2:11 pm
دا الكلام الفيهو الفايدة
شكرا عمنا الكليس وكل سنة وانت طيب
شكرا عمنا الكليس وكل سنة وانت طيب
عباس محمد- مشرف
.gif "مشرف")
مشرف منتدى شعراء المناصير
احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 2245
نقاط : 29687
تاريخ التسجيل : 27/07/2010
العمر : 50
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف عبد الواحد ابراهيم محمد الأحد 26 أغسطس 2012, 3:24 pm
سلام الاستاذ على الكليس وتحياتى ورمضان كريم
((المقال اعلاه للكاتب علي عسكوري)) مقال ممتاز ولكن الم يكن من الاجدر ان تنسب المقال الى اسم وهمى مثا عبد الله عبد الرحمن او عبدر الرحيم عبد الله لسبب بسيط طبعا عارف حجم الموضوعية بالنسبة للقرأة فى البلد العجيب دى وناس كتار ما بتهتم بمضمون المقال وينصب كل همهم على معرفة كاتب المقال بالله المرة الجاية شيل اسم عسكورى وشوف حجم التفاعل مع مثل هذا النوع من المقالات وكمان لو قام بانزال المقال شخص اخر بيكون صداهو اجمل كدى ان جرب كلامى دى وانشاء الله يطلع تقديرى غلط. وكل سنة وانت واسرتك الكريمة بخير. ههههههههها
((المقال اعلاه للكاتب علي عسكوري)) مقال ممتاز ولكن الم يكن من الاجدر ان تنسب المقال الى اسم وهمى مثا عبد الله عبد الرحمن او عبدر الرحيم عبد الله لسبب بسيط طبعا عارف حجم الموضوعية بالنسبة للقرأة فى البلد العجيب دى وناس كتار ما بتهتم بمضمون المقال وينصب كل همهم على معرفة كاتب المقال بالله المرة الجاية شيل اسم عسكورى وشوف حجم التفاعل مع مثل هذا النوع من المقالات وكمان لو قام بانزال المقال شخص اخر بيكون صداهو اجمل كدى ان جرب كلامى دى وانشاء الله يطلع تقديرى غلط. وكل سنة وانت واسرتك الكريمة بخير. ههههههههها
عبد الواحد ابراهيم محمد- عضو فعال
.gif "عضو فعال")
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 143
نقاط : 25240
تاريخ التسجيل : 29/08/2010
رد: بعض من التاريخ ...ياادارة السد
من طرف ALIHADOWRY الإثنين 27 أغسطس 2012, 3:08 am
صدقت اخى عبد الواحد فى خلال متابعتى لكثير من المواضيع المهمة اجد تجاهل تام رغم ان الموضوع يحتاج الى نقاش كدى نجرب فكرة اخونا عبدالواحد
ALIHADOWRY- ملـــــكي
- احترام قوانين المنتدى :
عدد المساهمات : 1592
نقاط : 29158
تاريخ التسجيل : 25/07/2010
العمر : 54
مواضيع مماثلة» بعض من التاريخ ..ياادارة السد
» الظلم ظلمات مقارنات ياللهاط
» الدامرهذا الصباح
» قصة مهداة لادارة السد
» تعالوا نحسب محاسن ومساوى السد
» الظلم ظلمات مقارنات ياللهاط
» الدامرهذا الصباح
» قصة مهداة لادارة السد
» تعالوا نحسب محاسن ومساوى السد
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى