من فصاحة المناصير

أبو ضوة الوراريق كتب: بسم الله الرحمن الرحيم
إن للمناصير فصاحة وبلاغة وقيافة.
فالمناصير من القبائل العربية بالسودان ولهم لسان عربي فصيح وعادات وتقاليد تحمل الطبع العربي الأصيل.وحتي إستعمال الدواب عندهم تكاد تكون مطابقة تماماً للقبائل العربية في العصر الجاهلي والإسلامي.ولقد نزل القرآن بلسان عربي مبين.
خذ مثلاً كلمةخنّاس)فهذه الكلمة عند المناصيرتعني الشخص القليل الحديث إلا عند الضرورة.فيقال فلانٌ خنّاس.ولقد وردت هذه الكلمة في القرآن في سورة الناس الآية رقم:(4)وهي (مِنْ شَرّ الوَسْواسِ الخَنَّاسِ)فشرح الخناس في هذه الآية يعني الذي يختفي عند ذكر الله ثم يرجع فقارن بين المعنيين فذلك خناس أي قليل الكلام في حضرة الجمع أوالغرباء وهذا خناس عندسماع ذكر الله.فاللفط متطابق تماماًبكل الحروف والمعني متطابق في وجه الشبه.
ثانياً:كلمة(قصَّ):
فيقال عند المناصير فلان قصَّ الشئ..وذهبتُ لأقص الدكان هل هو فاتحٌ أم مُغلق..ويقول الأب لإبنه في سقاية الزرع وبلهجة منصورية خالصة(أمش يا ود قُص الجدول..أوأناماشي أقُص البحر أو أديهو قَصَّة)بفتح القاف وتشديد الصاد.
فهذه اللهجة المنصورية أيضاًقد وردت في القرآن وفي سورة الكهف وفي الآية:(64)وهي(قَالَ ذَلِكَ ما كُنَّا نَبْغِ فأرْتدّا علَي آثَارِهِمَا قَصَصَا)
أي رجعا لقص حوتهماعند المكان الذي نسيه فيه يوشع بن نون وهو الفتي الذي كان مع موسي.فنفس المعني مطابق عند المناصير.
فهذه مجرد قطراتٌ من فيض فسوف نجمع ماتبقي ونورده إنشاء الله.