مـدرســة شــري الأولـيـــة

مدرسة( جامعة شري ) الأولية
مقدمة المقدمة:-
جامعة، وليست مدرسة أولية، لأن المضمون الذي قد كانت تقدمه في ذلك الزمان، يعادل مضمون جامعة بأكملها.
المقدمة:-
كتبنا كثيراً عن شخصيات منصورية من رواد العمل الاجتماعي، ثم كتبنا عن رائدات في دور النهضة في المناصير، ولعمري حينما ترى أي مجتمعاً، قد تقدمت فيه المرأة، وأنجزت، وحازت على قصب السبق فيه، فاعلم أن السبب في ذلك سعة المجتمع الرجولي، والحرية المسهبة للمرأة فيه، فإنها قد كانت تقوم بمجمل الأدوار فيه، حتى ظننا أن أمهاتنا آلهة مصغرة.
ثم جاء الدور الآن أن نكتب عن الأمكنة الخالدة، لعله، برتي، وشري، وعصمة، وكبنة، والحيبة، والكاب، وغيرها من الأمكنة الخالدة في المناصير، الأمكنة التى قدمت أدواراَ لايستهان بها، وساهمت في ترقية وتعليم شخصية الفرد المنصوري من رجل وامرأة.
متن الموضوع:-
يقال تحولت من مدرسة صغرى إلى مدرسة أولية في عام 1954، لقد ظل هذا الصرح الهائل في معناه يقدم للمنطقة من إشعاع العلوم والفن والرياضة والنهضة الحضارية بجميع شكلوها وضروبها. فأنت لاترى مجالاً، إلا وكانت لمدرسة شري الأولية دوراً فيه .

مبانيها:-
تشبه حرف الـE الإنجليزية مع حذف السنِّة التى في الوسط من حرف الـE ..صف أول من الجهة العليا ناحية العقبة.. وبعده مكتب المدرسين، ثم صف ثاني، وصف ثالث، ثم مكتب الناظر وصف رابع، وبرندة الأعمال.. يربط ذلك برندة كبيرة بنفس الشكل.. ثم المزيرة.. قريبة من صف أول على فناء الحوش.. لما تأسست، كانت هي الوحيدة التى قام صرحها بالطوب الأحمر.. بعدها قامت الشفخانة بالطوب الأحمر.. جاء أناس وعمال مهرة ومهندسين أشرفوا على بنائها من جهة بربر، كنا ثلاث سنوات تقريباً.. أقاموا كمينة طوب على حافة النهر بالقرب من مشرع المدارس، يعملون في كد وجهد وصبر.. نراهم يتغنون بأغاني أهل بربر..
أقفل الساحة وأشيل مفتاحا. وأروح الباوقة اللذيذ تفاحا.. أحى الليلة وأذاى الليلة حرق بي نار الكماين ديله..
كنت مع أبي بمركبه في المشرع.. ويتحدث معهم، إنو يدوه بقية الطوب الغير محروق أو الطوب المكسر. أو الطوب شديد الانصهار.. أعطوه منه كمية.. أعطوه منه كمية بإفاضة، لاتزال قبل الإغراق عندنا نصف أوضة مبنية من طوب المدارس.
واحد في البنايين من جهة بربر. يضرب المونة في قالب الطوب، ويغني ويقول: أحى الليلة وأذاى الليلة، حرق بي نار الكماين ديله.. أنا جنب أبوى.. كنت طفلاً جريئاَ.. وأحب أن أساعد وأحب أن أعالج الأمور وأحب أن أقول رأيي مهما كلفني.. قلت ليهو ( طيب وكت نار الكماين حرقتك كدة! ليه ما تسيب الشغل ده وتشتغل شغل تاني!
ضحك ورد عليا.. وقال لى( يا ولدي دي نار كماين في القلب من الحب) موش نار الكماين اللي إنت شايفا دي؟ دي مقدور عليها..
سأل عبد الله ود العجمي قال ليهو: ( ده جنا منو ده؟) قال ليهو ده من الغرب ولد عمك عبد الله ده! أبوى بعيد شوية منى، ولكنه سمع الكلام وقال لى( يا ولد.. كلب. سيب الناس في شغلهم، مالك ومال الشلاقة!)
أبوى كان رجل ديمقراطي ويشجعنى على الأسئلة.. ولكن اليوم يبدو أنى زودت العيار شوية.. عرفتا قصدو وهو نفس قصد أمي. يخاف الناس يسحروني!
بناء مدرسة شري الأولية وأبوابها وشبابيكها، كله قام به هؤلاء النفر من جهة بربر.. ما عادا بعض الأعمال الطفيفة التى قام بها المناصير، حتى عنابر الداخلية قد كانت من الطوب الأحمر، ما عدا العنابر الجديدة التى أضيفت مؤخراً لداخلية المدرسة.. وما عدا الداخلية( الفوق) التى صارت مؤخراً المدرسة المتوسطة، ومعظمها مبني من الطوب الأخضر والجالوص، الذي قام ببنائه مؤخراً المناصير.. وبعض منازل المعلمين.. و منازل ناس الصحة.. وهي الحمامات.. كان فيها واحد من بابنوسة، إسمو عز الدين.. ومعه بعض النوبة.. يقومون بهذا العمل، الذي انقرض الآن في معظم بلاد السودان بفضل العلم والتقدم.

مباني المدرسة:-

كانت أجمل مباني في المنطقة كلها، الأسمنت والطوب الأحمر.. والشبابيك ذات البوهية الخضراء المميزة( لون زينب) قبل ما تعرف الناس الشبابيك، حيث كانت عندنا( طاقات) والأسمنت، قبل ما تعرف دكاكين المناصير تبيع الاسمنت، والطوب الأحمر، قبل ما تعرف المناصير الطوب الأحمر.. قلنا أن المدرسة بخريطة مبانيها كانت تشبه حرف إي الإنجليزية، ماعدا سنة الحرف التي في النص.. كانت كل سنة يقوم ناظر المدرسة بإخراج ميزانية صيانة المدرسة، التى توفرها تعليمية بربر من قِبل المركز في الدامر، كانت أشياء من الثوابت لايتنازع على الميزانية شخصان.. وناظر المدرسة، كان كأنه رئيس حكومة، تصاريف كل شئ بيديه.. وكان الأمان متوفراً، مافي قرش يدخل في قرش، والتربية المقدسة ، كانت هي شعار المدرسين والمعلمين، فلم تسجل حالة اختلاس واحدة، وكل ذلك بفعل التربية الرشيدة، والتربية قبل التعليم.. سموها( وزارة التربية والتعليم) وليس( التعليم والتربية) لأنه ليس هنالك تعليم بدون تربية، وإلا صارت مسخاً مشوهاً.. وعندما صارت مسخاً مشوهاً من جهة المعلم وجهة التلميذ، سموها( وزارة التلتلة والتعليق).
أنت حينما ارتضيت أن يكون هذا الإنسان معلماً! بالتالى يكون قد مر على جميع أنواع الفحوصات والاختبارات من معلميه في معهد التربية، وسجلت على دفتره الخاص، جميع النقاط السالبة والموجبة، بدون مجاملة، فإذا خرج معلماً للأجيال، ظلت نقاطه التى جمعها في دفتره هذا، ظلت تلاحقه ظلالها من نجاح وإخفاق، حتى ينزل المعاش..
ليس بالسهل أن تخرج معلماً يشرف على النشء دون أن تدرس جوانب شخصيته كلها، وإلا فإنك ببساطة كموجه أو مدرس في معهد التربية، تقول وبملء فمك( هذا الشخص لايصلح كمعلم، للأسباب التالية)
على الفور يفصل من المعهد، حتى ولو أحرز الدرجة الأولى في التحصيل..
ولذلك عندما تكون أنت قد اخترت معلماً من معهد التربية، تكون واثقاً كل الثقة، أن هذا الشخص، سوف يؤدي دوره كاملا بدون هنات أو نقائص.. وبالتالى تقل أو تنعدم اللجان المالية والتربوية التى تراقبه مستقبلاً. لأن الأزمة الحقيقية في العالم اليوم هي ( أزمة أخلاق) وليست أزمة تعليم.. فإن أنت عالجت أزمة الأخلاق في الفرد البشري، استوت على الجودي كل فعاله الأخرى، وبالضبط كان هذا شأن المعلمين والنظار الأوائل في المدارس، وفي التعليم كله..بله الخدمة المدنية كلها، ودوائر المجتمع جميعها، الناس كانت تحفها القيم الشماء وتضئ على وجوههم سحنة وبريق الإخلاص، ويتهلل وجوههم البشر، وتظلهم سحابات الرحمة المشرئبة طوال ساعات الليل والنهار، فيحل على أجسادهم ووجوههم كريم البشرة الرباني التلقائي من جراء السيرة الحسنة والقدوة الصالحة، فيحل ذلك عليهم وعلى أسرهم الصغيرة بالصحة والعافية ومباركة العمر، ليس كما اليوم تسود وجوه الغالبية، اللعنة وزفرات المحرومين والمعوزين وأكل السحت، وأكل مال اليتيم والمـُغـَيـَّب والملهوف والجائع، فيحل ذلك لعنة عليهم وعلى أسرهم الصغيرة، وكل ذلك بفعل المال المسروق أو التقصير في وظيفة أوكلت إليك، أو اختلاق بند فيها، يساعدك على المأكلة بدون مـَسـْغـَبـَة.
ما كانت هنالك شهادة بكالوريوس واحدة من حلفا وحتى الخرطوم في حقل التعليم..
مدرس المدرسة الأولية يتخرج من معهد المعلمين الأوسط قبل الشهادة السودانية الثانوية، دبلوم سنتان .. بعد المتوسطة.
مدرس المرحلة المتوسطة.. شهادة ثانوية.
مدرس الثانوي( دبلوم معهد المعلمين العالي) كلية التربية لاحقاً في جامعة الخرطوم.. ليست هنالك أي جامعة من حلفا حتى مشارف الخرطوم.. ولذلك لم تكن هنالك أي حوجة لشخص يحمل بكالريوساً. وهو غير موجود أصلاً، أوشحيحاً أو نادراً..
وما يؤديه أستاذ في المرحلة الأولية من مهام وهو ليست معه غير 10 سنوات دراسة! يعجز عنه الآن دكتور بشهادة الأستاذية.
لعمري هي القيم والأخلاق والممارسة والصمود والتحدي والتجربة والخبرة والقدرة الفذة على تثوير الواقع.

بند صيانة مدرسة شري الأولية:-
البند بيد الناظر وفي خزينة المدرسة، شئ مفروغ منه، في الإجازة الصيفية لازم يخصص الناظر أسبوعاً من إجازته الصيفية ، يذهب فيه إلى بربر.. ويكون التقرير أمام الاجتماع وجهاً لوجه.. كنب ..كتب. صيانة شبابيك وأبواب.. دعم المتعهد بمواد غذائية غير موجودة في المنطقة، مثل القرع والفاصوليا والسمن سمن الصفائح، والعدس والأرز والفول السوداني، والصابون، والساردين، الكراسات، الأقلام الكتب، المحايات، أقلام تصحيح المعلمين، الفول المصري، يذكر أشياءه أمام الاجتماع السنوي، ويكتب الشيك من إدارة التعليم على نفس الطاولة، ويذهب الناظر ومعاونيه في نفس اللحظة ويشترى، ويشحن، ويستلم بوليصة الشحن في يده ويرجع ليقضي باقي إجازته وهو مطمئن لحاجياته وأشيائه سوف تصل بدون مساككة ومماحقة وملاحقة وتوسل.. فإن لم تصل لأي سبب خارج عن الإرادة، تقوم القيامة، ولم تقم يوماً واحداً منذ أن دخلنا المدرسة الأولية وحتى تخرجنا منها وحتى الدفع التى تلتنا حتى أوائل الثمانينات من القرن المنصرم.
لمان تشرع المدرسة أبوابها يكون كل شئ قد انتهى، الصيانة والبوهية الجديدة كل عام.. والمواد التموينية ونحن جايين على الداخلية نشوف مراكب الكاب منزلاها ومبطحة في رملة مشرع المدارس بشري على رملته البيضاء، ومافي يد بي تمتدا عليها ويمر عليها الأسبوع والليل والنهار..
ونحن جايين ننظف فصولنا ونحجز أدراجنا نشتم رائحة البوهية الجديدة، لانحتاج نعمل شئ غير كنس فضلات معدة( أبو الرقيع) الوطواط الذي عشعش في الفصول، فخرب رائحة الصف بفضلاته ذات الرائحة الغير مستحبة..

حوش مدرسة شري الأولية:-
من الجالوص وبعضه من الطوب الأخضر.. ناس بربر بنوا البنيان الثابت من المونة الحرة، والمناصير أصحاب التخصص في الجالوص قاموا ببناء السور الخارجي كأحسن ما يكون السور، قالوا سور المدرسة الأسطى بتاعو كان( حاج خليفة) من قرية الكير في شري قريب لى ناس عضو المنبر عثمان محمد حامد النفر.. والترابلة أو ( التايي) بتاعتو.. عبد الفراج ود راجنو وأحمد ود حسب الله.. وواحد يقال له( ود ملكي) من جهة شرق شري..وحبيب ود العجمي من شرق شري..وأحمد حبيب الله من المهوة..ومحمد أحمد كحيل من قرية الشلال ومصطفى ود السيد من قرية( كـِدِرْ) في شري وأحمد سليمان الحلبي، من شري والد ناس( دادق) وواحد من قرية السادي يقال له Sad

أب شـَبَـنـَه).
سور المدرسة فيه باب واحد كبير في الركن الشمالي الشرقي فاتح على دكان التعاون الذي أنشأ حديثاً..

الصحة نضافة:-
أي الصحة نظافة.. بعد الطابور الصباحي هنالك عشرة دقائق يومي، يمر جميع الطلبة على حوش المدرسة، ويزيلوا جميع الأوساخ والأوراق والمخلفات من حوش المدرسة، ويرمونها في كوشة كبيرة يقوم الفراش بحرقها في نهاية كل أسبوع، أو متى ما استدعت الحالة.
بعدها يضرب جرس الحصة.. الكل يذهب إلى فصله، وللصحة نظافة مشرف من الأساتذة ومشرف من الطلبة، غالباً ما يكون مشرف الصحة نضافة هو ضابط الطابور، الذي كان في عهدنا هو تاج السر نعمان سنة 1963 وحتى سنة 1967 والصحة نضافة لها نداء خاص مكرر( صحة نضافة. صحة نضافة.. صحة نضافة) يكررها كل الطابور بعد انتهاء الطابور الصباحي..ومرات قبله.

الطابور الصباحي:-
عادة يكون في فناء الحوش الأمامي ويحضره ناظر المدرسة وبعض المعلمين وضابط الطابور الذي كان هو السر نعمان في عهدنا.. والطابور الصباحي له أجندة
1 تعليمات الناظر
2 تعليمات ضابط الطابور
3 مشكلة طارئة
4 فحص ملابس الطلبة والنظافة الشخصية

والنظافة الشخصية.
. كنا نلبس جلابية فقط كحد أدنى.. وطلبة ثالثة ورابعة لو عايز يلبس عمة يلبس، مافي زول بيحميه، بس تكون نظيفة.. وأغلبهم كان لايلبسها، عشان ما تدخلو في إشكالات نظافة جديدة، كفاية عليهو نظافة الجلابية.
ينظر ضابط الطابور في مرور سريع على مستوى نظافة الجلاليب، ويحدد الأشخاص المتسخين ويجلدهم في الطابور أمام المدرسة كلها، ثم يقول ( ارفع جلابيتك) ترفعا طرف كدة لتظهر السروال.. ماكانت في أنكسة ولافي زول بيعرف يخيطها..( سراويل بي تكة..حاجات رجالة كدة لزوم المناصير) الأنكسة جاءت مؤخراً عندما دخلتنا العولمة وأصبح لها ترزية في السوق.. ولكنها كانت مستهجنة عند أولياء الأمور..
بعد كدة ضابط الطابور يقول( أجمع أيديك مع بعض) تجمعهم كدة وتمد الأصابع، عشان يشوف ضفورك مقطعة والله لا.. كان لقى أظافرك طويلة، بالمسطرة فوق ضهر أيديك ثلاثة قشطات بالمسطرة الخشبية. وإنذار أولى لبكرة وتسجيل اسمك لبكرة عايز يشوفهن مقطعات بكرة. ينتهى الطابور بكلمة( انصراف) كما بدأ آنفاً بكلمتي( صفا... انتباه)
كارثة أذيعت علينا في الطابور الصباحي عام1965
البعض لايراها كارثة، إلا من عايشها في زمنها ذلك.. نسبة للزبط والربط الشديد للغاية، لاتستطيع أن تتحدى أستاذ مهما كان.. ناهيك عن أن تتحدى ناظر المدرسة..الطالب حسن محمد مصطفى( ود القريشي) كتب في أدبخانات المدرسة الآتي( الناظر لايساوي حبة دخن، وأصغر من حبة سمسمة) بخط عربي مبين واضح.. جميل.. ولعمري حسن هذا كان رجلاً خطاطاً للغاية وكان عايد ثلاثة سنوات في صف رابع.. ولعمرى الإعادة وقتها كانت ليست مشكلة كبيرة.. بعضهم يعيد أربعة مرات، لأن الدخول للمدارس الوسطى كان يكون شبه استحالة، إلا للنوابغ.. 450 طالب عايزين منهم 40 طالب لمدرسة أبي حمد الوسطى فقط.. والباقي يروح الشارع. ما عادا خمسة طلبة عام بعد عام يأخذوهم لمدرسة كريمة الصناعية الوسطى.. كانت هنالك مدارس صناعية وسطى ومدارس صناعية ثانوية.. ليدخلوا الى المعهد الفني. وهنالك طالبين عام بعد عام يأخذوهم إلى مدرسة جبيت وهي كانت مثل التدريب المهني الآن.. وتابعة للسكة حديد الذين يتخرجون منها في عامين يكونوا عمال مهرة في السكة حديد.. وتخرج منها الرجل الفذ( محمد رحمه) من الكحيلة وترقى في الرتب في السكة حديد حتى وصل الى رتبة( قمندة) وهي قمندان.. وهي وظيفة كبيرة للغاية في السكة حديد. يدير مدينة كاملة في السكة حديد وكان يعتمد عليه أكثر من المهندس ووظيفته أعلى من المهندس بحكم تجربته الطويلة، وهذا قانون وضعه الإنجليز، وكانت السكة حديد ماشة عليه الى أن تدهورت..
حسن محمد مصطفى كتب هذا الكلام في حمام من حمامات المدرسة.. كنت وقتها حزيناً للغاية عليه لأنه طالب ممتاز كبير وسيم خطاط.. قبل يومين كتب لى على كراسة ( المدونة) التابعة للطبيعة.. كتب لى المدونة ورسمها وقسـّـم شهور السنة عليها.. ما كانت في حصة جغرافيا.. كانت اسمها ( طبيعة) المدونة حاجة كدة زي الإرصاد تكتب فيها حالة الطقس.. ممطر.. غائم.. رياح.. وكدة.. وتكتب فيها الحيوانات والنباتات التي مرت عليك خلال اليوم.. حسن محمد مصطفى قبل هذه الحادثة بيومين كتب لى هذه المدونة.. كنت واضعاً كراستى على شباك الصف الرابع وأنا واقف من برة وهو بالمسطرة خططها لى كأحسن ما تكون ( المدونة الطبيعية)..
فتحوا الحمّام للطلبة كلهم يمروا ويشوفوا الكتابة دي! وكل واحد مذهول.. عرفوه كيف هو!
مافي مفر..
بكراسات الإملاء والإنشاء.. هنالك بعض الطلبة والمعلمين عندهم حاسة اكتشاف خط الكاتب من كراسة الإملاء والإنشاء حقتو؟
أنا كنت عضو في هذه اللجنة تجيب لى كراسة أي طالب.. أعرف ليك ده خطو والله لا! حتى وإن حاول يغير خطو.. ولكنى في ذلك اليوم لم أشترك في هذه اللجنة.. الذي اكتشف الخط هو طالب من برتي يسمى خليفة عمر علي محمد ود أب عابش.. وكذلك الأستاذ عبيد موسى.. أي محمد عثمان موسى الإمامي..
ثم شهادة طالب ذكر أن حسن آخر من طلع من الحمام هذا وقبله كانت هذه الكتابة غير موجودة! الناظر كان إسمو محمد سيدون من جهة بربر.. كان محترم للغاية عند أهالي شري.. ولكن هو التحدي والشباب .لغاية هسي دي أنا ما عارف حسن كتب كدة ليه!
طبعاً دي تعتبر كارثة في المدرسة.. استدعاء ولى أمر الطالب.. استدعاء أولياء الأمور الآخرين القريبين من المدرسة، وليشهد عذابه طائفة من المؤمنين..
ضابط الطابور تلا الواقعة، أمام الطلبة في الطابور الصباحي كما يفعل القاضي أمام مدير السجن للمحكوم عليه بالإعدام.. سبعة جرايد لينات موضوعات في كرسي وسط الطابور أمام أعيننا ومعاهم سوط..
حوش المدرسة مليان حتى الآخر بأولياء الأمور وبعض النساء خارج الحوش..
قال تاج السر نعمان ( أسلوب غريب على المناصير، حسن محمد مصطفى كتب إساءه لناظر المدرسة في أدبخانة المدرسة.. والناظر طول عمرو مكرم من المناصير.. وتفانيه في حقل التعليم يشهد له القاصي والداني.. هو الذي ضبط ميز المدرسة.. هو الذي أنشأ فصول محو الأمية.. وتعليم الكبار بدون مقابل وفي زمنه الخاص. كل المناصير تدعو له ولسانها يلهج بالشكر.. يكون هذا آخر جزاءه من هذا الطالب.. لذلك العقاب سوف يكون رادعاً وعليه قررت إدارة المدرسة فصل الطالب من المدرسة نهائياً.. وخمسة وعشرين جلدة.. وصاح بأعلى صوته.. أربعة طلبة كبار يجوا يشيلوه ويشدوا جلابيتو..) الجرايد السبعة ديك إتكسرت فوقو. والسوط تما الباقي وفصل حسن من المدرسة، رغم ترجي والده محوماااد ود القريشي ورغم دموعه..
ولعمري لقد كان حسن طالباً مهذباً ولكن هي القسمة.. ويا ما كان طلبه غيره أشقياء..ولكن ربنا أكرمه بعد ذلك ووجد وظيفة مراقب في شركة مواصلات العاصمة فيما كان يعرف بشركة بصات ابو رجيلة.. البصات الصفراء ديك التى كانت تغطى العاصمة وترحيلات مدني وقتها.. وصارت هذه الحادثة فيما بعد عادية ومجال تندر حتى من حسن نفسه.
الطابور الصباحي كان وقتها ساحة لمثل هذه الأشياء..

الحياة العامة التى تحيط بمدرسة شري الأولية:-

الوظيفة الحكومية كانت تاج على رؤوس الناس.. وأول وظيفة تلامس المواطن العادي في الخدمة المدنية هي وظيفة المدرس، ولذلك كان المعلم تاجاً على الرؤوس.. أي واحد يصرف راتب بالشباك.. كان تاجاً على الرؤوس.. حتى الفراشين وخدامات المدرسة.. والممرض والحكيم باشا في نقطة الغيار.. والمجتمع كان ثابتاً.. التاجر تاجر.. والمزارع مزارع.. والطيانة طيانة.. مافي قفز بالزانة.. ولا فهلوة سياسية تجلب لك رزقاً بين يوم وليلة.. الحياة بسيطة وغير معقدة.. والرحمة العامة ترفرف بأجنحتها على الناس، والأمراض قليلة، والنفوس متطايبة.. والأسعار رخيصة.. حتى التجار يكاد يكون ربحهم معدوداً.. وأجعص تاجر في شري ما كان بيربح 19 جنيه في الشهر اللي هى راتب المعلم وقت تعيينه
الأسعار في متناول يد الجميع وللطلبة
1 قلم الرصاص.... تعريفة
2 الممحاة.. المحاية.. الإستيكة... تعريفة
3 بيضة الدجاج مسلوقة..... تعريفة
4 المسطرة..... قرش والقرش تعريفتان
5كراسة قرش
6 سـنَّة.. تضعها في ريشة وتكتب بها بالحبر في محبرة.... تعريفة.. ظهرت أقلام الحبر مؤخراً..
7 رطل السكر قرشان
8 وقية شاي .... قرش والرطل 12 وقية
9 كيلو اللحم 5 قروش
10 رطل جاز أبيض. قرش
11حبتين زلابية..... قرش
12 جلابية مخيطة جاهزة 10 قروش
13 عراقي مخيط جاهز 5 قروش
14 رغيفة من فرن حسن الفكي مؤخراً... قرش
15 كباية شاي مليئة ترمس... قرش
16 ربطة جرجير... تعريفة
17 كوم طماطم خمسة حبايات.. قرشين
18 ملية حقة سعوط.... قرش
19 سيجارة برنجي تعريفة
20 سجارة بحاري.... تعريفة
21 سجارة أبو نخلة.... تعريفة
22 سيجارة بينسون ... قرش
23 سيجارة روثمان.... قرش
24 أجرة المعدية.. مركب.. تعريفة
25الطاحونة ربع العيش دقيقو... قرش
26 حلاوة حربة تعريفة
27 حلاوة بريمة تعريفة
28 حلاوة سكينة... تعريفة
29 وقية حلاوة طحنية... تعريفة
30 حبة حلاوة لكوم... تعريفة
31 كانكيج..تبيعو.. بي قرش
32 كُـوُرْ... تبيعو... قرشين
33 كوم مرارة عفشي... 3 قروش
34 راس الخروف 4 قروش
35 ثمن الخروف جنيه واحد
36 ثمن العتود.. طرادة 25 قرش
37 ظهرة للملابس... تعريفة
38 صابونة غسيل... قرش
39 صابونة حمام قرش ونصف
40 ربطة ملوخية... قرش
41 كوم بامية... قرشين
وهكذا كانت كل الأسعار في متناول يد أي واحد.. ولذلك الطالب كان لايكون عبئاً على أهله، بل هو منتج في الإجازة الصيفية..
برندة الأعمال:-
برندة الأعمال في مدرسة شري الأولية، كانت خلف الصف الرابع وملصوقة فيه.. مفتوحة من جهتين ومعمولة بلاط.. ومجهزة بقطع كراتين صلدة.. تجمع بعد نهاية حصة الأعمال.. حصة الفنون كانت تسمى( أعمال) ولذلك أخذت البرندة اسمها من هذا الإسم( برندة الأعمال) والمادة المستخدمة هي كانت الطين.. وكانت هنالك حفرة تملاْ بالمياه، بعد أن طوَع حسن الفكي ساقية العبابسة الفوق، صارت المياه قريبة من المدرسة.. ويكون معروفاً لدي حسن الفكي حصة الأعمال في أي يوم.مسجلها عندو في دفتر. يروح الفراش سليمان ود سموعي بالطورية يعجن للطلبة طين.. وحسن الفكي كان يمكن أن يأخذ أجراً على ذلك.. ولكنه دائماً كما ذكرت ذلك آنفاً في سيرته، كان رجلاً شهماً، يترفع عن الأجور الزهيدة البسيطة مساهمة منه.. ولو كان الوضع كما الآن.. كان ناظر المدرسة أكل ضعف المبلغ وكذلك حسن الفكي، ولكن لا هذا ولاذاك يتدنى لهذا المستوى الرخيص، وكما قلت هي عصارة التربية الأخلاقية التى كانت تطوق الجميع.
يجي الطلبة ، كل واحد شايل كرتونة مقوية وسليمان ود سموعي يملاها ليك طين.. وتروح برندة الأعمال.. وتبدأ ترسم الرسمة المحددة لحصة الأعمال.وبعد ضرب جرس نهاية حصة الأعمال عليك تنظيف لوحتك الخشبية ووضعها في الركن المخصص للوحات حصة الأعمال

مزيرة المدرسة:-
المزيرة كانت في الناحية من جهة العقبة في حوش المدرسة.. مزيرة مبنية من الطوب الأحمر وقاعدتها معمولة بالأسمنت وكذلك الصبة من الأسمنت وموقع الأزيار.. ثمانية أزيار. يملاها السقا سليمان ود سموعي، ولكن كانت العادة أن يملا أزيار المدرسة من بئر الداخلية التى كانت موجودة في الداخلية المقابلة لبيت الناظر ، التى أصبحت فيما بعد هي المدرسة الثانوية العامة.. وزير المدرسين والناظر يملاه من البحر وأزيار الداخلية يملاها من البحر، كانت هذه هي القاعدة.. معروفة لكل طالب.. عايز موية بحر يشرب من الداخلية ، عايز موية بير يشرب من المدرسة.
تربيزة الفطور:-
تقع في الحوش، خلف الصف الأول.. كانت معذبانا فيها الغربان وطائر أب صليعة.. معمولة ليضع عليها فطور الطلبة وخاصة طلبة المهوة من راس الجزيرة وكاسر والعبدلاب وغيرها، كانوا يحضرون ويذهبون نهاية اليوم الدراسي، كل واحد يضع كورية الفطور بتاعو على هذه الطاولة وأثناء فسحة الفطور يجي يفطر..
كان فطورهم عادة. كسرة يكبوا ليك عليها من شاى الصباح، أو كسرة بلبن. أو فطير. أو باقي العشاء..,والله طرقات سناسن ومعاهن تميرات كدي، كورية مربوطة بي فوطة تضعها على الطاولة وتجي تحضر الطابور.. شوف بالله هسي دي الطلبة. شنطة الأكل.. وعمود الأكل وشاندوتشات من جميع الأنواع وغيرو...
كان عايز تحلي، سليمان ودسموعي فراش المدرسة، ساعي ليهو جداد في أهلو في حوش فرنيب، يستفيد من الطلبة، يجيب معاه كل يوم جنى جداد مسلوق.. الحبي بي تعريفة.. المنى بت الرحمة، عواسة مع فراشات المدرسة، تجيب معاها زلابية ساكنة هى في طرف حلة العبابسة، ونهاية حلة العطمانين.. عندها حاجة كدة زي الدانقة نصفها مبني من الحجار في شكل تـَرَسْ.. وأعلاه من الطين.. دي تسكن فيها حاجة ختمة.. أي ختمة القرآن.. وختمة أي شئ سمح.. ناس البلد يقولوا (حاجة خااتماااه) شوية حوش كدة، وتلقى أوضة واحدة، تسكن فيها( حوض المـِناْ) بت حاجة خاااتماه لاحظ هنا أنى دائماً أكتب بلغة الكلام والسماع بدون إنذار كما هي عادتي في توصيل المعلومة صحيحة للقارئ، وإلا فإن كلمة حوض المنى.. هي كما أوردنا الياء معرجة أي ألف مقصورة..كمافي عربيتها الفصيحة.بعدين حاجة الرحمة والدة عبد الغفار الماحي، تسكن جنبهم ملاصقة ليهم..
لما نرجع من الإجازة الصيفية للمدرسة:-
كانت هذه أتعس فترة لنا، لما نرجع من الإجازة الصيفية للمدرسة والداخلية، يمكن أولاد الخارجية، يكونوا مستمتعين أكثر منا، عشان نفس الإجازة ممكن تمتد وهم مع أهاليهم وذويهم، لكن نحنا يأخدونا من أهلنا، ويسدونا في الداخلية، نعتبرها سجن إجباري.. شئ جرس نوم.. شئ أكل بالمواعيد.. شي دق في هرجلة.. شئ شكلة، ولد يدقـك، تدق ليك ولد.. ونحن يا داب جايين من إجازة صيفية طويلة، شئ عوم.. شئ شرييك للزرازير.. شي لعب.. شئ بوش وأعراس.. طنابير.. لعب.. لحم سوق.. أحاجي يحكوها لينا بالليل.. نسوان يحجننا.. نتلم كلنا عوين الحلي، نمشي لى فلاني عشان حافظة حجا كتير.. فاطني السمحي. بت السحرايي.. محمواااد اليتيم.. وهكذا، نجي المدرسة خاترنا مكسور.. قالوا إتعلموا، أقلاهو تفتحوا لينا الجواب البي يجي من السفـر.. وكان نجحتوا تبقوا مدرسين، تصرفوا بالشبا ك.. ترفعوا أهلكم. عشان كدة قدر ما نبكي ونتعذر، ما بيسمعوا عذرنا.. عشان نسيب المدرسة ونقعد معاهم في الحياة نسرح ونمرح!

الأناشيد المدرسية:-
في صف أول ما كان عندنا أي نشيد في العربي.. معظم الدراسة شفهية، ما عدا كتابة الحروف ونقرنها في بعض، مثلها مثل أي كى جي ون وكجي تو الآن.. وهناك حاجة أشبه بمعلم الصف الآن.. كان تاج السرنعمان يدرسنا جميع المواد، وكان هو يا داب خريج جديد، مليان بالمعاني السامية، ومحبة التعليم، ولذلك هو أخلص في تعليمنا، إخلاصاً كاملاً..
كان عندنا نشيد واحد نؤديه بلحنه المعروف والمتعارف عليه:-
طلع البدر علينا من سنيات الوداع
وجب الشكر علينا ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا، جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة مرحبا يا خير داع
...........
حصة الأعمال:-
الان يسموها التربية الفنية.. أو حصة الفنون.. زمان يسموها( الأعمال) ليه ما عارف.. نشترك مع بقية الفصول في الذهاب لبرندة الأعمال في العمل بالطين.. وقد ابتكر لنا أستاذ تاج السر نعمان.. العمل بالقصب.. ننقرشوا... نخرموا.. نجمعه مع بعض في أشكال هندسية بقشره الذي نلحيه منه نربطه بها كالمسامير.. نصنع منه مراكب.. نصنع من طائرات.. نصنع منه عربات لواري.. وقد صنعنا منه نخيلا ودوم في حصة الطبيعة.. وهي حصة الجغرافيا الآن.. كانوا يسمونها طبيعة.. وقمنا بجر مجرى نهري على الأرض.. ورسمنا خريطة المناصير، من بدايتها وحتى نهايتها، ودفقنا حبر أزرق في المجرى ليجف ويأخذ شكل النيل.. وشجر الدوم كنا نضع قصبة واحدة عمودية مع قصبيتين مخلوفتين في شكل صليب، على رأسها كناية على شكل الدومة.. أما النخلة، قصبة واقفة في شكل واحد ومغروس في أعلاها لحاء القصب كشكل الجريد. لحاء القصب ويسمونه المناصير( المـُـوُشـِقْ)وقد ظل هذا الرمز سنين عددا تتناوله الأجيال قبلنا ومن بعدنا في المدرسة.. شجرة الدومة. قصبة واقفة وعليها شكل صليب قصبتان مخلوفتان من أعلى، شكل صليب بأربع جهات زاوية قائمة بخلاف على أعلى القصبة العموديةX هكذا.. أما النخلة قلنا قصبة واقفة ومعها( موشيق).. كذلك في حصة الأعمال، قمنا بأول عمل في سنة أولى إبتدائي بعمل زينة في شكل جنزير طويل من الورق، ملون حبة حمراء وحبة خضراء وحبة صفراء وحبة بيضاء.. أي جميع الألوان، وثبتنا كل حبة بالصمغ.. زمان ما كان في حاجة إسمها دباسة ولم تخلق بعد في عالم المكتبة والارشفة والتدبيسStationery الصمغ مع إنو كان موجود في المناصير، لكن تحضر تعليمة بربر كل عام جوال صمغ.. مع المستلزمات المدرسية يوضع في مكتب الناظر، ويغرف منه سليمان سموعي في كواري كبيرة ويبله ويغليه في موية حارة، ويخليهو جاهز، قبل حصة أي فنون إن طلبوا منه ذلك.. يشيلوا يوديهو الخدامات هناك جنب النار يفورو ويجيبو.. صمغ أسود كدة صمغ صعيد، صمغهم مخلوط( كـيـدبان) صمغنا نحن سمح في المناصير، سبحان الله حاجاتنا كلها سمحي، قمحنا الأحمر الدقاق حلو. قمح بلدي، ما بنحب ناكل قمح الصعيد الأبيض أبو حبة كبارة ولانحب قراصتو.. وقراصتو من قراصة قمحنا نعرفا.. هسي دي اختلط الحابل بالنابل.. أي قراصة وخلاص.. قراصة قمحنا تبقى حمرة بسرعة، قمح الصعيد إلا تحمي ليهو الدوكة شديد.. ولو ما بقت القراصة( ضهر غزال) ناسنا ما بياكلوها، يعني حمراء مذهبة.. غايتو ناسنا عندهم جنس دلع! والمرة القراصتا بيضاا يضحكوا فيها! وهو أصلاً مافي مرة بي تعوس قراصة بيضااا..
أما صمغنا قلنا يا من شجر الطلح، أو السنط... أو السمر.. او السلم... أو السيال...
أو ( نبات العـُشـَرْ)......................................................................!!؟؟
العشر دي خدعة لمناصير العاصمة من الجنسين.. عشان بالجد صدقوني ممكن يصدقوا إنو في صمغ من شجر ونبات العشر.... ها ها ها.. والعشر يا بنات وشباب العاصمة لاينتج صمغاً.. بل إذا وقعت مويتو البي تشبه اللبن في عينك قد تعميك.. قلنا كدي أثناء الكتابة نخدع الشباب ديل.. واحدة من القارئات الكريمات. قالت لى والله أنا أصدقك طوالي في أي حاجة تقولا.. وممكن بالجد يكون في نبات العشر صمغ!! قالت لى عشان كدة خاف الله فينا. أي معلومة بي ناخدا طوالي منك جاهزة. اسأل الله وألح عليه في الدعاء أن أكون دائماً وأبداً صادقاً في كل ما أقول وما أدع... قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لايزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق، حتى يكتب عند الله صديقاً، ولايزال الرجل يكذب ويتحرى الكذب، حتى يكتب عند الله كذاباً) نسأل الله أن يكتبنا عنده من الصديقين.. آمين

فـرّ َاش المدرسة
فراش المدرسة، كان واحداً، هو سليمان ود سموعي، من حلة حوش فرنيب.. كان في عنفوان شبابه في بداية الأربعينيات وقتها، قوى البنية، دائم النكته، حسن المحيا، مربوع الطول، مشلخ تلاتة شلخات طويلة،واجباته كانت كثيرة
1 ملئ زير الناظر والمعلمين بالماء..من ماء البحر
2ملئ مزيرة المدرسة بالماء، من بئر المدرسة، المحفورة في الداخلية القديمة ، التى صارت فيما بعد نواة للمدرسة المتوسطة
3 ملئ مزيرة الداخلية من ماء البحر.. كانت هناك نظرة من مدير المدرسة، أن الطلبة لايجب أن يشربوا من مياه الآبار على مدار العام..
4 سقى 4 أشجار نخيل كانت مزروعة في الداخلية القديمة..
5 ملئ مزيرة الداخلية القديمة، لأنه، لما توسعت المدرسة الأولية، وصار عدد الطلبة أكبر، فتحت الداخلية القديمة للطلبة.. وأيضاً بها مزيرة فيها ثمانية أزيار. كما في مزيرة المدرسة 8 أزيار متراصة على جانبين.. حتى الأزيار زمان كانت تأتي من بربر. مخيشة في خشب.. أزيار كبيييرة.. بالرغم من أن المناصير بناة أزيار أيضاً.. وكانت هنالك محارق للأزيار..يسمونها المناصير( ا لتـَرَدْ) والذي يحرق الازيار يسمونه( البـُقـْدَايي)..
كان هنالك محرق للأزيار في قرية العمودية السلمات.. كان يقوم بذلك رجل اسمه خليفة ود آدم.. عم الرجل القامة، الشباب آدم الذي عاش في السلمات ثم كبنة ثم الكاب.. وخليفة ود آدم، كان يبنى الأزيار ويبيعها في سوق النعوفاب، أو أن تذهب اليه وتقاوله لعدد الأزيار التى تحتاجها.. وهنالك محرق للأزيار في جزيرة أوس.. يقوم به إدريس ود حسينة.. وهنالك محرق في قرية المترة يقوم به الرجل القامة أب شنب.. الذي نزح وسكن في قرية فتيح العقلين بالعاصمة.. وهنالك محرق في جهة أم سيال جهة الكاب يقوم به رجل يسمى إدريس..هذه جملة محارق . سليمان ود سموعي ،كان يملأ كل هذه الأزيار، بعضها من موية البير، والبعض الآخر من موية البحر، وكان ينتظر موية الوابور بتاع حسن الفكي، لما تجي للعقبة ويغرف من الجدول في الجوز، ويملأ الأزيار، حتى عهدنا لم يدخل ورود الموية بالخرج والحمار، كان يرديها بالجوز.
فراش المدرسة يبيع النوى ويبدله بالبلح:-
ذكر هذه دكتور مصباح في بعض مقتطفاته في إحدى البوستات، كان كل يوم بالعصر من الساعة الرابعة وقبيل صلاة المغرب، يجلس سليمان ود سموعي في برندة الأعمال، ومعه كيس تمر.. وينتظر الطلبة لكي يبحثوا ويفتشوا له النوى، عشان يبدلو ليهم بالتمر، ومقياسه في ذلك، ملية يد نوى.. خمسة بلحات ومعاها مرات هوادة بلحة واحدة.. بعد المدرسة نذهب للداخلية والساعة 2 ونصف يكون الغداء. الساعة ثلاثة تكون فترة الراحة.. كل زول يلزم عنبرو، ممنوع الحركة ممنوع الحوامة، ساعة واحدة لغاية الساعة أربعة عصراً.. رؤساء الداخليات ورؤساء العنابر، يتفقدوا المهرجلين، ويكتبون لستة لضابط الداخلية ، عشان في طابور الداخلية المسائي، قبل صلاة المغرب بقليل، يديهم علقة جامدة. الساعة أربعة يضرب جرس نهاية الراحة.. ينتشر الطلبة في فناء الداخلية خارج الحوش وحوش المدرسة.. يلعبون ألعاب مختلفة.. وبعضهم يفتش في الأرض يبحث عن النوى.. وسليمان ود سموعي كان حريفاً لايقبل من الطلبة، النوى الأسود الذي تغير لونه، ويقبل النوى الجديد، الأبيض، النوى الأسود دلالة على أنه قديم مر عليه عام أو أكثر ولا يصلح أن يسحن للأغنام وليس فيه فائدة تذكر، وكان لما تجيب ليهو نوى، يبحثه ويفتشه ويلطلع النوى الاسود برة.. مما يقلل كمية البلح المعطاه لك.. كانت بين المغرب والعشاء قبل تناول العشاء هناك جوعة كعبة خلاص، خاصة في موسم الشتاء وليله الطويل، ولذلك كان هذا البلح يدينا سندة شوية لامن يجي العشاء. بالطبع كل واحد لما يهذب لأهله، لازم يحضر كيس بلح شئ ثابت، ولكنه نقضي عليه في ثلاثة أو أربعة ايام.. كنا نحسد أولاد الخارجية، لأنهم يأكلون كما يريدون مع ذويهم، وكان أولاد الخارجية يحسدوننا على أننا معفيين من الخدمة.. قاعدين في الداخلية، وهم يحفرون البوغة، ويسقون الحمير ويمارسون العوم واللعب.. ونحن محرومون من العوم في بحر شري.. وكان أي طالب في الداخلية لايجرؤ يأخذ إذن ويمشي يعوم.. كانت هذه كبيرة من الكبائر تستحق عليها الجلد عشرة جلدات وإن تكررت تؤدي لفصلك من الداخلية.. وكان أي طالب مهما كان وهو في الداخلية ، لا يتجرأ أن يمشى يعوم في البحر إطلاقاً، وكنا نحفظ قوانين الداخلية عن ظهر قلب.. خوفا من الوقوع في المحظور.. كانت هنالك قوانين للداخلية وقوانين للمدرسة..

قوانين الداخلية:-
ممنوع الشرب من زير المدرسين
2 ممنوع التحاوم في زمن الراحة
3 ممنوع التحرك بعد جرس النوم الأخير
4 ممنوع الذهاب لشراء أي شئ من الدكاكين خارج الداخلية، إلا بإذن خطي من المدرس ضابط الداخلية وتعطيه رئيس العنبر وله زمن محدد من الساعة كدة الى الساعة كدة
5 المشاجرة عقوبتها عشرة جلدات و الإنذار إن تكررت

خدامات الداخلية:-
رئيسة الخدامات حاجة ختمة.. والمناصير ينطقونها خاااتمااه..
2 نائبتها حاجة الرحمة من قرية العطمانين من شري
ثم بقية الخدامات
3 الحاجة بت أب علي من راس الجزيري شري
4 حوض المنى بت حاجة ختمة من قرية العطمانين من شري
5 زينب بت عبد الله( أم رماد) من قرية ( الدمورة) من الجزيرة شري
6 المنى بت حاجة الرحمة من قرية العطمانين من الجزيرة شري
وقتها كان مخبز حسن أحمد الفكي لم يكن. وإنما تكوَّن في منتصف الستينات.. وكان الأكل كلو فطير قمح في الفطور.. وكسرة في الغداء.. دخل الرغيف بصورة تدريجية في أواخر الستينات، وكان أيضاً مدعوماً بالكسرة في الغداء والفطير في الفطور..وطبعاً عشان يدخل الرغيف في الميز ، كانت ليست بالعملية السهلة، وكان يحتاج لإدراج في ميزانية المدرسة من بربر.. وكان يحتاج لتيم تفتيش من المفتشين يجي من بربر، و قد كانت هنالك أتيام تفتيش تأتي من بربر من قسم الأغذية ومعاها يكون مفتش تعليم، وكانن الخدامات يعملن ألف حساب لتيم التفتيش هذا.. وهو لايشوف الأكل فقط، ينظر للأواني والخمارة والبساديق أي القطع التي يمسحن بها الدوكة.. وينظر لبواقي الرماد.. وينظر للتهوية.. والنظافة الشخصية واللبس للخدامات، والأحذية لهن..أواني المطبخ، أواني حاكومة ، كانت كلها غريبة على المناصير، كلها جات من العاصمة وبعضها من خارج السودان.. بالذات الصواني عشرة صواني كبيرة طويلة من استاليز إستيل المقوى.. الصينية كانت في شكل مستطيل عرضه حوالي80 سم وطوله حوالي مترين ونصف.. ولها شيال كبير في كل عرض لها.. صواني غريبة ليست موجودة في السودان كله، إلا في المدارس.. لما زاد عدد الطلبة في أواخر الستينات.. دعمت الصواني بصينيتين صغار مدورات من الصواني العادية الموجودة في السوق.. وكان عدد الطلبة عليها أقل.. كل خمسة في صينية مدورة.. وكل عشرة في صينية مستطيلة.. ومعروف مين ناس الصينية المستطيلة ومين ناس الصينية المدورة.. وكل صينية عليها رقم وعليه طلبتها لايتغيرون.. ولكل صينية رئيس صينية ونائب ينوب عنه في حالة غياب رئيس السفرة..
مهمة الخدامات:-
رئيسة الخدامات حاجة خااتماه عليها الإشراف العام.. وجلب حطب اليوم من لجنة الطعام من الطلبة بمعاونة طالبين كل يوم، كل يوم على عنبر.. وعليها جلب الكسرة في صواني أخرى من خدامات العواسة بمعاونة بنتها حوض المنى.. وعليها هي وبنتها حوض المنى رص الصواني وغرف الملاح من الحلل..
كان المطبخ يتكون من غرفتين غرفة لرص الصواني وتربيزة رئيسة الخدامات وغرفة للعواسة.. خدامات العواسة، كانن
بت اب علي
المنى
زينب بت عبد الله
وكذلك تعاونهم حوض المنى..
وزينب بت عبد الله والمنى بت الرحمة.. كانن عليهن تجهيز فطور المدرسين.. وكل المدرسين الفي الداخلية وخارجها والناظر يفطرون من ميز الداخلية.. أرقى وأحسن الفطور..
جرس السفرة:-
ما كان في جرس للسفرة ببدء أخذ الصواني المرصوصة، ولكن كانت حوض المنى بت حاجة خاتماه.. تنقر على ضلفة باب المطبخ بكلتا يديها( بب.. بب.. بب) بصوت عالي.. ونحن في عنابرنا أو حول المطبخ. نعرف هذا الإيقاع المحبب إلى نفوسنا، ليس لجمال نغمته، ولكن إحلولوت نغمته من جراء الجوع..( بب بب. بب...) وتعقبها حوض المنى بعبارة( يلا يا ولاد تعالوا شيلو).. وكانت تترادف معها كلمات ودعوات حاجة خاتماه رئيسة الطباخات.. دائماً تكرر هذه العبارة( عيال منصور.. تكبروا لي وتنجحوا وتفلحوا.. فيكم المدرس وفيكم المهندس وفيكم الدكتور.. تعالوا شيلو) وكانت تضحك وتنظر الينا في عيوننا.. وتقول: ( كدي كدي.. كدي.. ولادي إسيادي.. الله ينجحكم ويكبرهم ويحفظكم) كانت إمراة صالحة باين عليها الصلاح والتقوى من أثر العبادة. وكانت امرأة متطرقة على الطريقة الختمية.. بايعت السيد علي في بحري وتكاففت يدها بيده بواسطة خليفة الخلفاء الحاج محوماااد ود اللمين.. لها سبحة خضراء تزين بها يدها دائماً. لها ثفنة على وجهها من أثر السجود.. لها اسنان بيضاااء ناصعة. دائمة البسمة.. جميلة المحيى.. بالرغم من أن المناصير يتشلخون. ولكن غفلت عنها موس الشلاخ الذي يشلخ. فازدان خدها جمالا.. كانت وقتها في الخمسينات من عمرها. رحمها الله.. دعواتي لها لازلت كل ما أتذكرها.. لقد كانت امرأة طيبة القلب، صقلتها العبادة والأذكار.. على عكس الخدامات الأخريات من حيث طيبة النفس والتواضع.. حوض المنى بنتها.. كانت في الثلاثينات من عمرها، امرأة ممتلئة الجسم.. من أجل العمل كانت تلبس قميص كط.. يمرق ذراعيها.. وعليه طرحة على الراس.. حاجة خاتماه كان التوب لا يفارق جسمها... حوض المنى بنتها. كانت تضرب باب المطبخ ( بب.. بب.. بب) بكلتا يديها بقوة.. ومرات أكون قريباً من المطبخ أنظر لذراعيها اللذان تهتز عضلات زدنها من جراء الضرب على الباب.. وكان الطلبة ينظرون اليها ويقولون( حبوووب حلالي) دلالة على أنها قوة ذات شكيمة.. كنت أنظر للعرق يتصبب من ذراعيها وهزة الذراع من الطرق والضرب على الباب.. لاحظت أن المنطقة التى تضرب عليها على الباب جراء السنين تغير لونها إلى اللون الأسود من جراء الدهن والطرق المستمر عشرات السنين.. وإن كانت البوهية كل عام توضع على جميع أبواب وشبابيك المدرسة.. وكان الذين يقومون بالطلاء يحضرون من بربر. إلا أن المنطقة تلك التى تطرق عليها في الباب لم يزيل سوداها صبغ ولا بوهية..
كل أثنين يجوا يشيلوا صينيتهم.. ويجلسوا على ضل العنابر..صحن كبير في نص الصينية ملئ بالطبيخ واللحم في قعر الصحن..
طريقة تقسيم اللحم:-
طبعاً كانت هنالك طريقة متبعة تتعاقبها الأجيال في أكل اللحم بالتساوي، بدل ما يترك للناس لكي تتخافته، وهي، رئيس السفرة يدخل يدو في الملاح، سبحان الله لاكمشة لاحاجة، ما عارفنوا يدو غسلا والله ما غسلا.. الجهل المطبق.. وكانت التدعك ما بيتجينا... سبحان الله.. الجهل بقواعد النظافة في بلد تمور بوسائل الاتساخ!. كان ممكن نستلف كمش الخدامات.. كان ممكن كل سفرة تشترك كمشة وتخليها معاها.. ظلت تتعاقب الاجيال هذه الطريقة في تقسيم اللحم من الصحن بالتساوي جيلا بعد جيل.. وهو رئيس السفرة مسموح له يدخل يدو في صحن الدمعة والطبيخ ويطلع اللحم في الصينية.. وهو ونائبه، يقسموا شوية اللحم ده لعشرة كيمان.. يقمبتوه، اللحمي الكبيري ممكن يقطعوها ويمزقوها بيدهم الى أثنين..كمية اللحم يمكن أن تقدر بنصف كيلو في الصحن، لعشرة أشخاص... ما بطال.. لأنو كل يوم المتعهد كان يضبح خروف.. وكان شيخ المتعهدين وقتها أحمد ود حسب الله.. من قرية العطمانين من شري هذا الرجل القامة المتواضع الذي ذكره الأخ دكتور مصباح محمد مصباح، وكان له مساهمات فاعلة في حقل التعليم في شري.. المتعهدين وقتها كانوا اثنين يتناوبوا التعهد كل سنة واحد.. حسن الفكي كان يمكن أن يكون متعهداً، ولكن أعماله الكثيرة صرفته عن ذلك، وهو عمل مربح ولكنه تركه تواضعاً منه للذين دونه لكي يستفيدوا، وهم حاج طيفور من قرية أم لقاديب وأحمد حسب الله من قرية العطمانين من شري.. وما كان غيرهما وقتها أن يكون متعهداً.. وتجار المجتمع والرأسمالية الصغيرة كانت محفوظة المسافة بينهما في كسب الرزق، طيلة هذه العهود ، ما كان هنالك قفز بالزانة كما هو بائن الآن.. القواعد محفوظة. والفرقات بين الناس في التجارة محفوظة والأسعار نفسها تكاد تكون ثابتة، والاقتصاد زي الصراط المستقيم في الوطن كله، مافي حاجة بي تزيد تعريفة واحدة.. أشياء سعرها ثابت سنين عدداً، خاصة ما يمس قوت الناس الضروري.. فائض الربح معروف والسعر معروف..
لحم السفرة يقسم إلى عشرة كيمان.. نائب رئيس السفرة يتلفت للخلف.. ورئيس السفرة يضع يده على كل كوم.. ويقول لنائبه( هول منو؟).. يقول ليهو.. هولك... أي رئيس السفرة.. تاني يضع يده على كوم تاني، يقول ليهو هول منو! يقول ليهو..( هولي) أي كوم نائب رئيس السفرة المغمض عينو ومقبل لى غادي.. وبعد كدة يبدأ يعدد في أفراد السفرة.. ملاحظ أن أول كوم هو بتاع رئيس السفرة، وتاني كوم هو بتاع نائبه.. كومين أكبر من الكيمان التانيات.. غتاتة ظاهرة.. لكن ما كان في واحد يقدر يتكلم. ده رئيس السفرة عاد. ولو تكلمت ، سوف يجعل كومك آخر كوم وهو أصغر الكيمان.. ومافي واحد يقدر يقول حاجة عشان الراجل ما بيشوف مقبل غادي لايرى الكيمان؟ ولكن الكيمان معدودة سلفاً فيها كومين كبار.أكبر واحد لرئيس السفرة، والبعد و لى نائب رئيس السفرة..والسفرة ما ضروري الناس يكونوا كلهم من فصل واحد، لا.. تلقى واحدين في أولى وواحدين في رابعة.. سفرتنا كان رئيسها محمد محمد أحمد الأسد من جزيرة سور.. ونايبو كان يسمى على محمد علي من قرية ( كمساب) ونحن في الثانوي في عطبرة وهو لم ينجح من الابتدائي، شايفو شغال مع ناس( بيرم) تاجر الأقمشة المشهور في عطبرة.. بعدين سفرتنا فيها عبد الرحمن حمادابي برضو من جهة كمساب أو القرى الجنبها.. ومكي عبد الرحيم من جزيرة كمساب برضو.. كان يلعب ووقع كسر يدو معنقلا شايلا قريب سنة.. شئ دهن حار.. شئ جريد مجبرنو بيها.. وكل الكسور كانت تعالج كدة.. مافي سفر ، مافي زول يسفرك.. علاج بلدي، الشفخانة ذاتا ما عندها دخل بالكسور.. بصير بلدي يشدها وياوسي ليها( طاب) بي جاي وبي جاى على الكسر ويشد عليها.. وياما ناس شدوا على كسورهم، حجزوا الدورة الدموية، وتلفت اليد وسفروه الخرطوم وقطعوا يده. وللأسف أحياناً بنات يحصل لهم هذا الشئ.. وقد حصلت في عهدنا لبنت أو بنتين من شري.. الحمد لله على نعمة العلم الآن.. ودائرة الجهل التى بدأت تضيق بفضل الله وفضل التعليم وانفتاح المدنية والثقافة..
عطا الفضيل سليمان سيد أحمد من قرية الصفيحة، كان في سفرتنا، غالب عبد العزيز حماد من قرية أب هجيليج، عبد الله صديق عمر( الكـِـرِجْ) محمد أحمد ود ناجي من قرية العقيبة،حمزة الدقير محمد أحمد حجازي من قرية كوينة عليه رحمة الله،حسن محمد علي القاضي من قرية النعوفاب،عبد الغني الحسن أحمد نصر الدين( الزعيم) عضو المنتدى..

الـبـَعـَرورَه:-
يقولوا ويغنوا لها ( البعرورة سايقي تورا) تعني شنو! ما عارف، بعرورة كيف ما عارف.. سايقي تورا كيف لا أدرى، المهم توارثتها الأجيال جيلاً بعد جيل في مدرسة شري الأولية وهي ثقافة داخلية في المدرسة
ماهي البعرورة:-
البعرورة هي بعد الملاح الفي الصحن يكمل.. تفضل الكسري في الصينية.. يقوموا يلموا الكسري الفي الصينية دي و( الفـُوُتـْرِنْ) يلموه كلو في الصحن الفاضي ويكبوا عليهو موية وشطة وملح..أو ( دُ قـّـَة) والدُقة تكون كل مرة على واحد من أفراد الصينية.. وتتفنن أماتنا بقا في الدقة.. في دقة فيها كسبرة مقلية.. وفي دقة كسبرة وبصلة محمرة.. وملح وشطة وشمار وكدة.. وفي ناس فقراء أمهاتهم بس تديهم شطة وملح جريش.. وكان الناس يفرحوا المعاك في الصينية لما تجيب دقة مدنكة.
الكـَبـَّابُـون:-
أو الكبابين كعادة السودانيين دائما لايميلون الى رفع جمع المذكر السالم، حتى وإن كان مبتدأ وخبر أو فاعل.
كانن الخدامات يوكلن مهمة كب الشاي في الداخلية للطلبة الكبار ويكتفن بمهمة الأكل وتجهيزه فقط، وكان هنالك في عهدنا أربعة كبابين للشاي معينهم الأستاذ ضابط الداخلية، أربعة كفتيرات كبيرة، نوع الكفتيرة بتاعة البوش ديك المربوطة سدادتها بي سلسل ولون الكفتيرات خضر وأزرق..الكبابين دائماً يكونوا من أولاد رابعة الكبااار ، حتى في رابعة لازم يكونوا الكبار والعندهم سطوة وشاطرين برضو..لأنو الكباب مهنة محبذة، لأنو دائماً يطلع معاهو باقي في البراد، زي أ ربعة خمسة كبابي شاي، يشرب هو في الأول ثلاثة كبابي وبعد يشبع بيكون في ناس حوله من أصدقائه وأصحاب المعروف عليه والمرضي عنهم، مع إنو ده حق الجميع، وأنت كطالب صغير في أولى تعاين في فلان وفلان يكب لهم الكـبـَّاب للمرة الثانية وإنت قاعد محروم ولاتقدر تتكلم، هي عدم الديمقراطية وقانون الغابة القوي ياكل الضعيف، ما تقدر تتكلم إلا بالتي هي أحسن
أسماء الكبـَّابين
1 عمر علي الحسين من قرية الحراز جهة برتي
2 بابكر خير الله بابكر قرية برتي
3الطيب عمر عبد العزيز من قرية أب هجيليج
4 عبد الله الجعيلي بالقرب من سور قريب ناس عثمان ود الطاهر.. كان ملغب بـ( فـَرَنـْكـَـعـُو) لأنه هو كان ضابط تمام الداخلية وكان الضابط العام للداخلية بعد الأستاذ، وكان للداخلية تمام كل يوم بالمغرب قبل صلاة المغرب، العنابر كلها تقيف صف في حوش الداخلية مقابل العنابر الأولى وتجاه أوضة المدرسين الوحيدة في أول الحوش التى تقابل مخزن الداخلية، وكان طابور المساء في الداخلية، يختلف عن طابور المدرسة الصباحي، ليس فيه تمام على النظافة، وإنما كل رئيس عنبر يكون واقف في الطابور قدام طلبة العنبر بتاعينو، ويجي الضابط العام يأخذ منه التمام، ويحضر أستاذ الداخلية الذي يراعي الطلبة، ويقدم كل رئيس عنبر لستة الأولاد المهرجلين في زمن الراحة التى كانت بعد الغداء وشرب الشاي مباشرة، كان هنالك جرس يضرب إيذاناً ببدء الراحة، وكانت الراحة معمولة للمذاكرة أو النوم، ويمنع فيها التحدث، أي واحد يتكلم في العنبر ، رئيس العنبر يكتب اسمه ويقدمه للأستاذ في طابور المساء، ويأخذ خمسة جلدات بالسوط، وكان ضابط الداخلية وقتها الأستاذ تاج السر نعمان، وعقبه بعد ذلك الأستاذ محمد علي بابكر من جزيرة سور، وكان لايمر طابور مساء بدون جلد مهرجلين، وكان رؤساء العنابر يتباروا ويتنافسوا في تقديم مهرجلين، وكانت الصداقة والعلاقات الشخصية، تلعب دورا كبيرا في ذلك، والرشاوي من البلح والدُقـَّةْ تلعب دوراً في تهدئة غلواء ريس العنبر، في أن لايقدمك كمهرجل في الطابور المسائي،هي سلطة القانون الجائر بدون تربية نفوس أحياناً..
الشاي مرتين في اليوم، شاي بعد الغداء وشاى الصباح.. يصطف الطلبة أمام العنابر التى حول المطبخ، بعد أن تضرب حوض المنى على يدها على الباب بقوة، كإيذان بأن الشاي جاهز، يجي كل كباب يشيل كفتيرة كبيرة، وكل طالب يكون واقف مادي كبايتو.. يكب لو فيها الكباب الشاي.. وكان يصرفوا لكل طالب كباية بيضاء دائرية جديدة كل عام، كانت تحضرها وزارة التربية والتعليم ومثلها غير موجود بدكاكين المنطقة، فإذا ضاعت منك، تدفع عشرة قروش غرامة، وتعطى كباية أخرى من المخزن..كل مجموعة عنابر لها كبّاب شاي.. نحن جهة عنابرنا كان الكبَّاب بتاعنا عمر على الحسين، من قرية الحراز جهة برتي، هو كان في صف رابع ونحن في الصف الأول،كان حظي كل يوم كبايتين، كباية في الأول وكباية بعد ما يشربوا الطلبة، والسبب أنه كان يحب التمر وبما أنى اذهب كل خميس الى أسرتي، أحضر في خرتايتي تمركتير.. وأعطيه منه، نظير أنه يمنحنى كباية إضافية بعد ما يشربوا الطلبة، وللكبّاب أقرباء أيضاَ، يعطيهم كباية إضافية وله أصدقاء أيضاً، يمنحهم رغم مشاهدة الطلبة لذلك، ولا احد يستطيع أن يعترض، وكباية إضافية كانت تعنى الشئ الكثير لنا، خاصة في البرد، ولذلك كنت حريصاً أن أعطى عمر على الحسين شوية بلح، خاصة هو من أولاد جهة برتي، وأولاد برتي كانوا لايذهبون كل خميس الى ذويهم لبعد المسافة، وإنما يذهبون كل نهاية فترة دراسية، ولذلك كانوا يحتاجون للبلح. ثم بعد ذلك جرت عادة في عهد ناظر المدرسة، الهادي الشفيع من مدينة شندي، صار كل يوم خميس يذبح خروفين لأولاد الداخلية الذين لايذهبون لذويهم، أما العادة كانت كل يوم يذبح خروف للداخلية، فصارت كل خميس خروفين أثنين، بعض الطلبة القريبين كانوا لايذهبون الى ذويهم، لكى يستمتعوا بلحم الخروفين، وكانن الخدامات يعملنه ناشف وليس في الدمعة.. نصيبك فيه قد يزيد على ربع كيلو.. كانت هذه عادة كل أسبوعين يذبح المتعهد خروفين. الطلبة عادة يخرجون كل أسبوعين وليس كل أسبوع، أما أنا بإذن خاص من الأستاذ ضابط الداخلية أستاذ تاج السر نعمان، كنت أذهب لأهلى كل أسبوع، لقرب أهلى من المدرسة ، ولأن الوالد كانت لديه مركب.. لاحظت أن شقيق تاج السر جعفر نعمان كان يذهب كل أسبوعين امتثالاً لقانون الداخليه، فهو لم يمنحه إذناً خاصاً، لأن والده العمدة لم يطالب ذلك.. وكان الخروج كل أسبوعين الهدف منه، القراءة والمذاكرة لأن المنافسة كانت صعبة ولأن أهل البلد يشغلون أبناءهم عن الدراسة.. كانت هذه نظرية المدرسة التربوية ونظرية ضباط الداخلية.

شاي الصباح:-
كانت العادة في داخلية المدرسة:-
كل يوم على عنبر.. شخصين يكونوا معروفين من بالليل عشان يشيلوا كفتيرتين كبار ويذهبوا لزوجة المتعهد عشان تحلب لهم اللبن وتملأ الكفتيرتين.. كان وقتها مررنا في عهدنا على متعهدين من شري. أحدهم طيفور ود الدحوشة من قرية أم لقاديب.. من شري، والآخر أحمد حسب الله من قرية العطمانين من شري.. وكانت هنالك عادة تفرح الطالبين الحاملين للكفتيرتين، وهي على زوجة المتعهد أن تعطي كل طالب جاء في البرد الصباح بدري قبل صلاة الصبح، تعطيه كباية حليب يشربها، كان نشربوا نى غير مفوّر.. سعيدي زوجة طيفور كانت قبل ما تملأ الكفتيرتين تعبي لنا الكبايتين.. كبابي شووب كبيرة وتقول( البرد كتلكم يا ولادي هاكم أشربوا! الله يكبركم ويعلمكم ويفرح أهلكم بيكم!) وزوجة أحمد حسب الله الزينة كانت تقول ( حي عليكم يا ولادي كدي أشربوا في الأول.. أعملوا حسابكم من العقارب في الطريق! ألبسوا نعلين ما كاشفات) في الحقيقة بعضنا بعد شراب كبايتو في الطريق كان يشرب بي نخرة الكفتيرة تاني قدر كباية.. ولانكتفى بالكباية البي يدننا ليها هن.. الحقيقة كانت مهمة صعبة تمر عليك كل شهر مرتين تقريباً قبل صلاة الصبح، ونحن رادقين في العنابر أو في حوش الداخلية تجي مساعدة الخدامة حوض المنى، تكشفك من بطانيك وتصحيك وكان ما صحيت تنهرك وتديك دَبـْلـَة فوق ضهرك وتوبخك.. وكان ما صحيت بكرة الصباح ممكن تشتكيك بالرغم من أنك تكون قمت لمهمتك! ولذلك كنا نقوم بسرعة وبهلع وبخوف عشان ما تشتكينا لضابط الداخلية.
نظرة عامة:-
البلد كانت هادئة حالمة وادعة وقتها في الستينات والتعليم كان تاج على الرؤوس، والمعلم كان مهاب، محترم موقر من المجتمع، وقامة لاتطالها الأعناق، وعدد المعلمين المناصير كان بسيط،والأسعار كانت مستقرة سنين طويلة لايزيد سعر أي شئ، وسادة المجتمع معروفين والتجار معروفين والأماكن كانت محفوظة في المجتمع لاقفز بالزانة كما اليوم، والتربية والتعليم وإداراتها كانت ماشة زي السراط المستقيم، والمجتمع كان ينظر لنا كأننا طلبة في جامعة وليس كطلبة في مدرسة ابتدائية، وكثيرا ما نجد مرات رجال وحريم على باب الداخلية أو باب المدرسة واحدة جاية شايلة جواب جاييها من زوجها، أم جاييها من ولدها عشان نقراهو ليها، أو واحدة جاية شايلة ظرف جواب وورقة عشان نكتب ليها حوا ب الى زوجها.. كانن ينظرن لنا بهالة غريبة من الاحترام على أننا أولاد بقوا يقروا الجواب.. وأنت طالب في صف أول ابتدائي عندما تجي تغسل وتكب بالإبريق لى زول أكبر منك.. يشكرك ويقول لك أها ما بقيت تفتح الجواب! كان هذا أمنية بالنسبة لهم..

ليالي السمر:-
كانت أداة من أدوات التسلية عندنا، مرات تقام كل خميس ومرات كل خميسين ، حسب الحالة، ماكان في برنامج معد لها سلفاً، شأن التحضير لبرنامج الاحتفالات، وإنما البرنامج كان في رؤوس الطلبة فقط.. بس إذا تجمعت مجموعة مقدرة، تروح للأستاذ ضابط الداخلية وتقول ليهو، يا أستاذ عايزين ليلة سمر..وبعدين طريقة الإعلان عنها، يتعمل طابور كدة زي القطر من صفين. يلف على الداخلية ويخرج بره سور الداخلية كتنبيه كدة، يكوركو( ليلة سمر... ليلة سمر.. ليلة سمر..) بنغمة خاصة كدة. هذه النغمة تنسمع في جميع أرجاء شري .. الجوء هادي. والليل ساكن والناس الكبار كمزارعية تعبانين نهارن كلو ينوموا من بدري.. يفضلوا العوين والبنات وشوية الشباب يتسامرون في ( البـَرَوِدْ) يسمعوا هذه الصيحات يجوا.. مرات أصلو الخمايس في ناس بيكونوا متوقعين ليلة السمر، تلقاهم يحوموا بي جنب المدرسة من العصر.. الأستاذ ضابط الداخلية كان لزاماً عليه يجي يحضر ليلة السمر.. لانحرم المشاهد الخارجي من المشاهدة، إذا كان عدد البنات أو الآنسات أكثر من عشرة، طوالي ضابط الداخلية يحول ليلة السمر إلى فناء حوش المدرسة.. عشان بره ساهل على الاسر تجي تحضر.. لأنو داخلية المدرسة لى جوه شوية..مرات لما ليلة السمر تكون كبيرة أو تكون فيها مسرحية معدة من ذي قبل، ضابط الداخلية يكلم ناظرة مدرسة البنات الابتدائية، يجيبوا بناتهم ويجوا يحضروا، نطلع ليهم كنب الفصول من المدرسة، أما الطلبة بيكونوا جالسين على الارض.. كان عندنا مسرحيات كثيرة اتعملت.. بامسيكا... المك نمر... الملكة الكنداكة... موقعة الكربكان... تاجوج.. كل المسرحيات دي إتعملت في عهدنا.. لما تكون في ليلة سمر..في فناء حوش المدرسة، من العصر يكلموا الفراش سليمان ود سموعي، عشان ما يقطع أهلو الغرب حوش فرنيب.. عشان يولع رتينتين.. بتاعات الصف الرابع.. أولاد رابعة كان عندهم مذاكرة، كل يوم في الفصل، بضوء الرتينة، وكان لزاماً على طلبة الخارجية يحضروها، حتى نحن صغار كان يحضروها الطلبة من بهية والكير والمهوة وراس الجزيري، نحن في أولى، ولكن كان يحضر من الكير.. حسن سلمان على الشاعر، ومرات يبيت مع ناس عمو سلمان ود الشاعر في أم حصي..أو العامل ودعلي ود الشاعر. كان أهلو خلف دكانو طوالي.. بييتات كدي خلف دكانو طوالي.. من تحت في التمر تلقى بيت ناس السيد ود سعد.. عندو حداديي كدي يحدد فيها يترزق منها ومرتو بت العيدي كانت تبيع الزلابية في سوق النعوفاب.. مقرون فيهم تلقى بيت ناس الليمون أم ناس قسومة عندها دانقة كبيييري كدي فاتحي على جدول الساقي.. وعندها جر موية كبييير ممكَّن في الواطة جنب عنقريبا، ترجاك طوالي راقدي فوق عنقريبا ده.. الليمون ولدا قسم الله.. أبو ناس بابكر قسم الله مامون.. و مامون. أمهم بخوته من كبنة أخت بحيرة.. أم ناس الشباب آدم الذي سكن الكاب مؤخراً... منهم لافوق طوالي تلقى دكان سلمان ود الشاعر.. مع جدول الساقي ماري بي جنبو ومقرون في الدكان برندة، كان عثمان سلمان أب آمنى زمان في بداية حياتو عامل فيهو مكنة يخيت. بعدين خلاهو.. مقابلو طوالي لافوق تلقا دكان الحلبي.. شغال فيهو كان ولدوا لحمود وكان من أحسن الدكاكين في شري، تلقى فيهو أي حاجة.. كنا نتكيف لى ريحة الدكان. مرات نجي نشمها بدون ما يكون عندنا قروش نشتري.. ريحة القماش مخلوطة مع ريحة الصعوط مع ريحة السجاير مع ريحة زيت ماكينة الخياطة البي يخلطوه ليها جاز مع زيت كده يترك أثره على القماش، مع الريحة العامة كدة في الدكان، هذه الخلطات مع بعض تترك ريحة رائحتها هي( رائحة دكان) تشعر بسعادة لما تشمها، تشعر بنفسك كأنك سافرت أو في الصعيد.. صورة السيد ود سليمان أخو الحلبي معلقة في الدكان فوق لاتصل ليها الأيادي لتعبث بها.. زول قيافة لابس بنطلون وقميص ومسرح قجتو. نجي نتفرج فيها معلقه في واجهة الدكان من جوه تواجه الداخل.. السيد سليمان أخو ناس الحلبي مدرس في كلية الفنون الجميلة ومتخصص خط. حاجة نادرة.. ما كان قاعد يجي المناصير إلا لماما.. زوجتو جارة أم ناس عادل السيد.. من أحسن النساء وجاهة في عزها وفي شبابها. لكن مشى تزوج شايقية في العاصمة.. أخت عازف الكمنجة على ميرغي.. قسمتو. رحمو الله.. زول خطاط شديد.. نجي نتفرج في صورتو دي في دكان ناس الحلبي.. قلنا ليهم دا منو! قالوا ده السيد ود كواب أخو ناس الحلبي يسموهو ( اللفندي) لمان تزوج جارة أم ناس عادل السيد أختو بت كواب. عاشة بت كواب أم ود عيسى تبلل ليهو أي عملت ليهو بلال تقول فيه
علاوة بلا شقاوة أب ذوق اللفندي
دخل قصرو الطراوة أب زوق اللفندي...........
كمان هو السيد ود كواب ده كزول خطاط عامل لافتة في دكان عثمان سليم في أم لقاديب واضعها عثمان خارج الدكان من برة على الباب من فوق.. لافتة مقوسة كدة مضروبة لون أسود مكتوب عليها بخط الثلث( عثمان سليم علي) منتهى الروعة الكتابة بالأصفر الذهبي.. واللافتة مجملها بالأسود.. قاعدة سنين اللافتة دي( عثمان سليم علي) بس! ما كتب كلمة الشاعر اللي هي دمغة للشاعراب في شري.. يمكن عشان اللافتة ما بتشيل.. خلى كلمة الشاعر دي!
أها حسن سلمان علي الشاعر ده كان مرات لما ينتهي من المذاكرة ما بيمشى الكير. البلد كلها أهلو. يبيت في أم حصي . يبيت في أم لقاديب. كلهم أهلو..
في أم حصيّ تحت مدرسة شري طوالي هنالك.. ناس أم حصى الأساسيين.. ناس الشمباني.. سليمان ود الشمباني.. وود النعمة محمد أحمد الشمباني، وأولاد عبد الدائم، ناس سليمان ود عبد الدائم.. وناس عطا الفضيل وولدو إحمودي والقوم مرتو.. اسمها القوم..القوم مرة عطا الفضيل دي! عندها قصة سارت بها الركبان( القوم غلتاني!) صار يقول ليك.. ومغذى القصة:-
كان زمن السواقي. هنالك ساقية ناس المتيرة.. وعطا الفضيل راجلا كان عليهو العشاوي في الساقي. العشاوي يبدأ من بعد المغرب لغاية ساعة العشاء المتأخر تكون فوق التكل بتاع الساقي تسوق في البقر وعندك زول هناك يقرع ليك في البوغة بتاعتك.. أها بعد طلق ( تتيق العشاوي) جاء سادر البيوت قال للقوم: القوم عشاكي شنو؟
قالت ليهو عشاي بليلي.. بليلية لوباياً عفن!
قال ليها: القوم غلتاني.. القوم تنطق قاف يمنية معطشة..
قال ليها: القوم غلتاني
وكت أصلو عشاك بليلي! وعايز ليهو مدغ وسهر تاني!
كان تجيبيهو لى قبيل فوق التكل. أصلي قاعد فوق التكل أمدغ وآكل واسوق في بقري. هسي دي يا القوم عشاك ده! عايز لو عـِشَّاوي تاني. أنا اصلى ماني دايرو
بشرب لى لبيني وبرقد!
فصارت مثل( القوم غلتاني!)
ديل أهلهم تحت مدرسة شري الابتدائية للأولاد طوالي.. كان إحمودي ولد و ده يجي مرات يحضر ليلة السمر. مع إنو كسيح لكن راجل ذكي جداً..ومرح جداً..
قلنا لما تكون ليلة السمر في الداخلية، كل عنبر يجيب فانوسو مولع..ولمان تكون في فناء المدرسة، معلمينا قاعدين يتفنجروا يولعوا رتاين فصل رابعة بتاعة المذاكرة، عشان ليلة السمر بي يحضروها معلمات الابتدائية بنات، بي طالبات مدرستهن كلها، والمعلمات كلهن كانن مستوردات من خارج المناصير ، معلمات صعيد، وأساتذتنا قاعدين يتفنجروا قدامن.. ونحن ذاتو كطلبة قاعدي تعجبنا الفنجرة دي من أساتذتنا، عشان بيرفعوا راسنا قدامن. المعلمات كانن من عطبرة وبربر وأبوحمد.. لمان تكون ليلة السمر في المدرسة أستاذ عبيد موسي من راس الجزيري يجي يحضرا.. ويجي بي طنبورو.. ومعاه الشبكي بتاعة الحوت الفيها الرصاص ديك.. قاعد يحب فجيك الحوت بالليل.. أول ما تنتهي ليلية السمر، يشيل شبكتو وينزل على البحر يبداها من قرية المتيرة بي تحت.. يكشح في الشبكي ويمشي لامن يصل راس الجزيري، يكون ملا كيسو حوت، يشيلو ويطلع أهلو.. ولا بيدخلوا على الحريم لى جوه، جنب مراح الحمير يلم ليهو شوك، يسلتوا قبلو.. وياكلو ويمشي زول نوم. ما كان بيخاف بالليل يباري حجيرة البحر من قرية المتيرة لغاية ما يصل راس الجزيري..
في ليلة السمر. مرات المعلمات يشاركن ومرات بعض طالباتهن يشاركن في البرنامج، لما تكون ليلة السمر في المدرسة.. وتجي مرات تحضرا أسر..
الناس بتاعين ليلة السمر يكاد يكونوا محفوظين الذين يساهموا في البرنامج.
1 عيسى بروي.. يشارك بالغناء.. ساكت بدون طنبور.. وكان يجيب كرتونة قوية كدة، شايلا ويدق عليها ويغني.. وكان عندو زي تلاتة أغنيات.. يكررها كل ليلة سمر..( اللينا ناري أنا) شاعرها ود نعوم.. وأغنية بغير إيقاع الدليب( قمر ز ي ده أصلو ما منظور.. إنت من الناس.. والله من الحور).. بعدين مرات يغني( الله هوى ليلنا)
2 زين العابدين الحسن عثمان:-
عندو برضو أغنية( ناري أنا اللينا) يغير كلماتها من كلمات ( ناري أنا اللينا) بتاعة عيسى بروي.. وهو أضاف ليها كلمات أخرى.. كلهم الناس دي كانوا في رابعة ونحن لسه في أولى..
3 أنا وحسن محمد سعيد من شري.. قرية السبيباب.. جنب قرية العطمانين ونحن في أولى.. كنا حافظين مدحة لأولاد حاج الماحي( بريدك يا البشير) نجيب صحاني من الخدامات شكل طار.. ونمدحا.. وليلة السمر الناس جالسين في شكل حلقة على الأرض في الداخلية.. أما الاستاذ ضابط الداخلية ومعاه رؤساء الداخليات بيكونوا قاعدين على سرير في طرف الحلقة دي..
4 علي تومابي رحمه الله.. كانوا أهلو زمنها في خلاء ساني.. كان برضو يشارك. يجمع مجموعة من الطلبة، يجوا يزحفوا ويجعروا يمثلوا الغنم والنعاج وهو راعي في الخلاء.. وكان يزمر ويدوبي ويغني غناء العتمور وهو يسوق في غنمو ديل داخل فناء ليلة السمر.. يشارك بالمقطع ده كل مرة ويجدد الأغاني البي يغنيها والدوبيت والرميات..
5 أولاد قرية فقاعة في شري:-
كان عندهم أغنية يسمونها( الكـُبْـتـَهْ) وجاي اسم الكبتة أنهم بعد يغنونها يجتمعوا صف ويترو بأرجلهم ويجرفون الأرض في شكل حلقة دائرية يمرون داير ما يدور على حلقة الجمعية الأدبية من الداخل حتى تتعفر المنطقة كلها بالتراب والغبار وتصير كالكبتة من شدة الغبار والتراب ويرددون أثناء ذلك هذا المقطع( لـَتـِّيْ قـَنـِـقـَنـِقْ لـَتـِّيْ قـَـنـِقْ.. لـَتِّي قنقنق.. لـَتـِّك لـَنـْقْ) ويكررون هذا المقطع السخيف، وهم كانوا
1 إدريس الصادق
2 القاضي الأمين الحاج
3 عيسى بروي
4 عبد القادر الأمين الحسن
5 الطيب محمد الطيب
6 عثمان الأمين الحاج
7 سليمان على الأمين الحاج
8 الحاج الأمين الحاج
9 محمد بروي
10 عمر الدمري
11 سليمان الأمين الحاج
12 الحاج عمر الحاج
والأغنية بتاعتهم كانت تقول:-
يا حليل أحمد الفـُقـُعْ
في الدقيق بتسف لها ربع
فيها ناس حا أرلا تالول
وفيها حصان بت الرسول
وفيها ناس جابوا لى جنى جر
وفيها عوم الكاك والبحر
وفيها صفوري والتمر
تمرة حمرااا وتمرات صفر
........
كذلك جاءنا كأستاذ جديد في عام 1965 الأستاذ محمد صالح البحاري( ود أب تـِفّـَة) جاء كأستاذ من معهد التربية، وعلمنا أنا وسر الختم محجوب على القاضي من جزيرة سور، كأولاد صوتهم جميل، علمنا وحفظنا منلوج نقولوا في ليلة السمر.. وقد نال هذا المنلوج إعجاب الجميع ، والمنلوج كان مجاراه لأغنية ( القمر بوبا) بس بالعكس لكلماتها..
وكان يقول:
القمر بوبا عليك خفيف
إن بزغتي تعفني النيل
الخشم فرطلة الفيل
الله لاوراك المناخير
...............
شالت السفة وبزغتا
قنبلة ديجول قـُحتا
وبعض الأبيات الأخرى نسيتها
كذلك كنا نشترك ثنائي أنا وسر الختم محجوب على القاضي في أداء بعض الأغاني في ليلة السمر
كان ينعش ليلة السمر أيضاً.. الشاعر سليل الشعراء( أب آمني) عثمان سلمان علي الشاعر من خارج المدرسة، وكان يشارك ببعض أغاني على الشاعر القديمة.. وكان مرات يغني ( الله هوي) وكان له أيضاً منلوج يقوله في ليلة السمر.. وهو مجاراه لأغنية الشاعر ود نعوم( ست الذوق) وكان يقول
ست الذوق مغصني جمالا
خلقتا تشبه السُوَارَه
............
ست الذوق كديسة الحِلـَّة
ديمي مجنني خلق الله
هييي يا ناس أطردوها بره
لونك السجم في الحَلـَّه
ست الذوق هي دابا صغيره
أريتا بالبندق الفي صديره
( انا ما عارف كاتلا ليه! عشان القافية جات كدة والله شنو؟)

حسن الدكيمي.
لم يكن في المدرسة، ولكن كان طالباً في مدرسة كريمة الصناعية الوسطى. زمان كان في حاجة اسمها الصناعية الوسطى والصناعية الثانوية العليا..
كانت أحياناً ليلة السمر تكون في الداخلية الأساسية التي جنب المطبخ، خلف العنابر الجديدة، مقابل حمامات الداخلية..
وقتها كنت حاضر ليلة السمر وأنا في الصف الأول.. بالنهار ندهوا عليا.. قالوا لى شقيقك عثمان مات.. كان عمرو حوالي سنتين.. كنت أحبه كثيرا. بكيت عليه بكاء مراً.. وتأسفت بأني بالمدرسة لم أحضر وفاته..
كان حسن الدكيمي يلقى على مسامعنا في ليلة السمر.. قصيدة من مقررات الصف الرابع يرويها بلحن حزين..جداً يرويها وهو واقف يدور في حلقة ليلة السمر وفي مركز الدائرة موضوعة فوانيس العنبر، ونحن جلوس على الأرض.. أبكتني هذه القصيدة وذكرتني شقيقي عثمان الذي توفي صباح اليوم.. وحسن الدكيمي عندو مقدرة خلابة في إظهار ما يريده ويرويه. بالرغم من أن القصيدة كانت غير حزينة ولكن حسن يرويها بلحن حزين أحزنني كثيراً وأبكاني
وكان يقول:-
السبع ملك الغفارِ
وما تضم الصحاري
أتت اليه الوحوشُ يوماً بكل انكسارِ
القردُ عند اليمينِ والكلبُ عند اليسارِ
والقط يأكلُ طـَرِبَاً يلهو بعظمةِ فارِ...........
يلف ويدور ويروي حسن الدكيمي ويضيف اليها جرة صوت كدة حزينة في الآخر.. زي المرة البي تـَمـَنـِّح وتبكي على عزيز.. كنت جالساً على الأرض والدمـّاعْ.. تف.. تف.. الدماع روق روق.. أبكي على شقيقي عثمان الذي توفي صباح اليوم ولم أشاهده لحظة الوفاة.. ومن كترة البكاء بالنهار عيوني أصيبت برمد. صار ضوء الفوانيس بالليل في ليلة السمر وبؤرة النور في الفوانيس تؤلمنى كثيراً.. فبكيت حتى آلمتنى عيوني.. وتمنيت حسن الدكيمي أن يتوقف ولكنه لم يتوقف.. فصرت أتحاشى ضوء الفوانيس حتى لايزيد عليا الألم.. عمري ست سنوات ونصف.. في الفترة الأولى في صف أول ابتدائي.. بعد أن إنقضت ليلة السمر وعنقريبي كان مفرش في الحوش وعليه برش طبعاً.. مافي لحافات زمان. الكويس عندو برش مزركش والما كويس عندو برش أبيض.. والما عندو يفرش بطانية ساكت.. ما عارف كنا نرقد على البروش فوق العنقريب كيف! البرش ذاتو رقادو حار.. وقوي.. الغريبة حتى العرسان كان يفرشوا ليهم بروش مزركشة وملونة.. مراتب مااااافي..
يقولوا عشان العريس لما يدلكوه بالدلكة رمرام الدلكة ساهل ينفضوه من البرش بعدين.. بس تنفض البرش وخلاص..
جيت حزين بعد انقضاء ليلة السمر اترميت على عنقريبي خائر القوة تماماً.. حزين.. رايت في النوم أخي عثمان الذي توفي نهار الأمس. ألعب معه وألاعبه وأصنع له( ساقية هبوب ) من قصب المريق الناشف.. فرحتا وشعرت أنو ما مات. صحتني الرؤية ولقيتا كلام فارغ.. الولد مات.. فزاد حزني من جديد..
أصلو الأسبوع الفات قطعتا الغرب خليتو كويس ولعبتا معاه ويضحك لى ضحك شديد وكان أبيض اللون مثل أمي ليس أسمرا كما أنا أشبه أبي.. وكان أجمل منى.. آه..
بعد انقضاء اليوم الدراسي.. جيت بئر الماء في الداخلية الفوق نسميها.. وهي هذه الداخلية قد أصبحت فيما بعد الثانوية العامة. البئر وجنبها ثلاثة شتلات كان يسقيهم ود سموعي فراش المدرسة.. أول ما دخلت الدلو في البير ! عايز أجيب موية أغسل جلابية المدرسة. كان جنبي الطالب بابكر كاره من شررى وكان هو الدفعة القبلنا وهو دخل طالب كبيير.. كان زول حنيييين شديد وهجوكي كدة.. وكان عندو حجاب لابسو طوالي مسويهو ليهو أبوه كاره شيخ خلوة السلمات.. حجاب قال ينفعوا الناس ما يسحروه.. كان يعرف خبر وفاة شقيقي عثمان من فراش المدرسة ود سموعي الذي كان يقف على مقربة منا..
أسمع ليك بابكر كارة ده يـَـمـَنـِّح ويقول بصوت حزين أشد حزناً من صوت حسن الدكيمي في ليلة السمر يقول:
الليل.. لي الليلي واي الليلي الليلي
واي أنا الليلي
حي أنا الليلي فجأة بعد ردد هذا المقطع كنت وقتها مليت الدلو وماشي أنشل فيهو لافوق فوق حرف البير..
فجأة قال لى بدون مقدمات( صديق أخوك عثمان مات!) صرخت جنس صرخة ورميت الدلو داك بي مويتو في البير وفرد جرية على باب المدرسة وجري على البحر عشان أقطع الغرب لى أهلي.. فجأة جرى وراي فراش المدرسة سليمان ود سموعي ومعاه الطالب الذي فجر القنبلة في وشي بابكر كاره..
وسليمان ود سموعي ضرب بابكر كاره كف!
أكلا بابكر وسكت..
قال ليهو. ياخي أنا منتظرو ينشل دَلـُوه ده! ويمرق من فوق حَرَف البير.. وأجي أمسكوا من يدو وأكلمو وأوصلوا لغاية البحر! هسي الولد ده رمى الدلو في البير بي مويتو. كان هو ممكن يقع وراء الدلو طوالي ويموت هو الآخر وتكون الأسرة فقدت شخصين في يوم واحد وتكون أنت السبب يا بابكر كاره!
وفعلا كان ممكن أقع في البير
قطعت الغرب بالمركب.. وهاك يا بكاء ودمييس بالتراب وهيصة.. وجدت في حوشنا الحريم يبكن.. أمي قالت ليهن ما تبكن.. أمي صابرة.. كعادتها في مثل هذه المصائب، تكون أقوى من الحجر.. وفي الظروف العادية والفرح، تفرح لامن تدمّع.. عجيبة أمي..
لقيتا قاعدة على سـكـّان النوى البي يسكنوا بيهو نوى التمر للغنم وحوشنا مليان حريم.. جيت وقعتا في حضنها.. مسحت لى راسي وقشت لى دموعي بي طرف توبا.. وقالت لى إرادة الله.. قلت ليها مالو يمه! قالت لى شوية حميمي وقومان نفس.. ورَدَّا الروح! ما مهلتو ما رجا البجري.. أبوه في الصالون جاء لقى رويحتو مرقت! أصلو الولد ده وأنا حاملة بيهو طلعت لقدابة الطير.. ضربني عود اللقدابة في كلوتي شعرتا إنو الضربة هبشتو. لامن ولدتو شعرت في طفقة كدة في سدرو يتألم منها مرات..
قالت لى البركة فيكم إنتو.. تتكلم معاي وأنا شارد الفكر مشتت البال سارح، أنظر لى عنقريب الجنازة الشالوه بيهو للترب. كعادة المناصير العنقريب الشالوا بيهو الجنازة يكفوه يقلبوه على ضهرو ويركزوه على حيطة.. جريت على العنقريب. أشم فيهو لعلي أشم ريحة عثمان أخوى.. وجري على المقابر مقابر ودي شري.. قلت لأمي ماشي أحفروا أجيبوا يمكن يرجع حى.. زمان الزول في المناصير يدفنوه ساكت بعد يموت وخلاص. مافي شهادة وفاة مافي دكتور يقرر إنو مات.. أمي جرت زي العـُصار نادت أبوي من وسط الرجال في الفراش.. قالت ليهو الولد ده راح يسويكم في فـَطـَّةْ وفضيحة. الولد ماشي يحفر الولد ده!
أبوي ومعاهو نفرين جوااا جارين حصلوني قريب المقابر.. وأنا أبكي وأكورك.. خفتا أبوى يضربني.. لكن ما قال لى شي. أعرف أبوي في مثل هذه المواقف لايزيد الطين بله، وإنما يراعي مشاعر الناس الإنسانية، جاي من بعيد وهو مبتسم.. وقال لى صديق أنا عارفك تحب عثمان. لكن يا ولدي، كلنا راح نموت ، وعثمان مشى ليهو لى دار أحسن من هنا.. إنتو ما درسوكم الجنة في المدرسة.. وديل غلمان صغار راح يدخلوها طوالي. أحسن مننا نحن الكبرنا وسوينا لينا عملاً كعب.. ما تبكي على عثمان عشان بي تحرقوا بالنار ! بعدين بيكرهك! وقشا لى دموعي. وساقني وأدخلني في المركب الى أن وصلنى المدرسة.. لم أنسى هذا الجرح حتى الآن ولم أنسى عثمان أخي.. وقلت هو الجهل الذي يخيم على المنطقة، من حيث لاعلاج ولا معالج.. إرادة الله. وقد زادت ليلة السمر الطين بله، وزادت قصيدة حسن الدكيمي( السبع ملك الغفارِ) زادت الجرح وألهبته، وألهبت عواطفي الجياشة..

أولاد برتي:-
كانوا يشتركون في الجمعية الأدبية.. ويقوم بعضهم بالجلد بالسوط.. قشطتين تلاتة كدة! لأنو لو زاد لامن جاب دم، المدرسون يمنعون هذا الشئ.. وكنا نخاف من جلدهم هذا بالسوط.. كانوا طلبة كبار.. قبلنا.. الزين على محجوب.. خليفة عمر علي ود أب عابش.. عمر علي الحسين.. بابكر خير الله.. قسم السيد ود حومااد دين.. علي سليمان قمر.. نعمان سليمان قمر.. عبد الواحد أحمد علي.. حسن إبراهيم أحمد الغاني.. محمد علي أبوزيد.. جعفر محمد الحاج.. مصطفى محمد الحاج.. مكي عبد الرحيم.. عبد الرحمن على حمدابي.. كلهم من أولاد برتي وجزرها ودربي وبوني وكمساب.. وأووس وغيرها..
كذلك كان مرات يتخلل ليلة السمر برنامج( ربوع السودان ) في الراديو.. كان ضابط الداخلية تاج السر نعمان لما يبدأ برنامج الربوع يجيب الراديو بتاعو ويضعو على كرسي وسط ليلة السمر والناس يسمعوا.. وكان لابد أن تكون نهايته أغنية من النعام آدم.. وكان يصفقوا الطلبة معه كلهم.. ينتهي الربوع ونبدأ في برنامج ليلة السمر.. كانت مادة ترفيهية محببة للطلبة.
بـغـداد :-
الخليفة أبو جعفر المنصور يبني عاصمته بغداد، كان يدرسونا ليها في التأريخ، في سنة ثالثة أولية، تاريخ الدولة الإسلامية، من ضمنه الدولة العباسية، وكان كل سنة نبني بغداد، في الركن القصي بتاع المدرسة من جهة المطابخ.. أستاذ التأريخ يقسم الفصل إلى مجموعات، وكل مجموعة تبني بيت.. يعني متر في متر.. قصاراه مترين في مترين.. والفراش سليمان ود سموعي يدينا الجير الملون.. كانت تجيبوا وزارة التربية والتعليم، ويتنافس الطلبة في البناء.. كلنا أولاد أسطوات طين.. نبني مدينة جميلة وبعدين لما تكتمل، يجي يفتتحا أستاذ التأريخ، ويحضروها كل الطلبة والأساتذة، والبيت الفائز يأخذ جائزة، ولكن كنا نبنيها بيوت عادية زي بيوت أهلنا، نحن نشفنا بغداد وين! ولا الاساتذة نورونا بهياكل المعمار الإسلامي الشرقي.. نعمل ليها الأبواب والشبابيك.. ويوم الإفتتاح نجيب شجر صغير نزرعوا حوليها وننظم شوارعها، تشجيع من الأساتذة كان على أن يحببوا الدراسة للطلبة.. السنة الجاية يجوا كمان أولاد ثالثة برضو يهدموها ويبنوا تاني.

طلبة الداخلية والألعاب في العصرية:-
في العصرية يختلطوا معنا طلبة الخارجية، ويجوا محملين بفاكهة الدوم، خاصة أولاد فقاعة، يجيبوا الدوم من دومة( الخليفة ود حمدتو) هذا بيان صالح يقال: وكانت دومة ود حمدتو حلوة للغاية، الناس في شري يقولوا أن ( أولاد قرية فقاعة) مسخوتين ، ساختهم الخليفة ود حمدتو، عشان بيفلعوا دومته بالحجار! وكان طلبة الخارجية يلعبوا معنا وينتظر أولاد رابعة المذاكرة، لكن الواحد من طلبة الخارجية ما كان بيديك ( دومي) إلا أنت طالب الداخلية تعزموا عشاء في صفرتكم! وكمان لما تعزموا عشاء، تلقى ولاد الصفرة المعاك يحمروا ليك! ويكتموها في نفسهم، لكن كان كترتا هدايا الدوم والمعزومين في الصفرة ممكن بعد كدة يشتكوك للمدرس! معادلة صعبة كانت..
والألعاب الممارسة هي كانت لعبة( الـكـَـكْ) أو هي لعبة( قـِـفـَىّ... صـَفـَقْ.. شـَنـَّاقـِي) تتلعب بالكورة..
أو لعبة( الشـَدْ... أي التـّرْ) أو كرة القدم العادية في ميدان المدرسة في الميدان الكبير..دي كان ينفخوا الكورة ضباط الداخلية الكبار من الطلبة، عشان بيلعبوا معاهم المدرسين.. ونفخ الكورة زمان كان مشكلة! موش كل واحد بيقدر ينفخ كورة، الكورة موش زي كور هسي دي الحديثة.. تلقاها منفوخة من محلها! وإذا نزل الهواء فيها تنفخها عند بتاع البنشر.. أو منفاخ حديث.. لا لا..
الكورة كان عندها كفر وعندها همبوبة من جوة كدة حمرااا.. كانت تجيبهم وزراة التربية والتعليم وتصرف من مخزن المدرسة.. أنبوبة كدة زي رئة الإنسان تلقاها مطبقة زي( الفشفاش).. تدخلا في كفر الكورة.. وبعدين في حاجة إسمها( لسان) ده يكون ما بين الأنبوبة والكفر.. كان ما عماتا اللسان ده! الأنبوبة تتشرط.. وكان عندها الكورة خيط دبارة معين.. وعندها حاجة تخيط خشمها بيهو إسمو( الـمـُخـْرَز.. زي ( الـلـُشـْفا) البي يخيتن بيهو الحريم قفاف السعف شكلو زيو.. حتى بعد كدة تنفخ الكورة.
لعبة الدافوري:- بكور الشراب دي معروفة
لعبة النط والقفز:- دي برضو كانت سايدة في زمنا.ز تترسم مربعات كدة على الارض بأشكال معينة، وأنت تعبرها واحدة تلو الأخرى وترجع تاني بدون أن تمس خط من الخطوط المرسومة على الارض.. دي كان يلعبنها معانا بنات المدرسات وأخواتهن في الفسحة بين الداخلية والمدرسة.. براءة.ز كنا نلعب سواا بنات وأولاد..
لعبة التلفون والراديو:-
دي كان نجيب علب الصلصة ونجردها من قعرها ونعمل على مكان قعرها ورقة مثبتة بالصمغ، تكون زي( الدربكة) ونوصلها بخيط طويل مع علبة أخرى.. وكل واحد يسمع من جهة والخيط بينهما يكون مشدود وينتقل الصوت عبر الخيط ويسمع الطرف الثاني.. ومرات يوضع صندوق شكل راديو والخيط يكون موصلاً به..
أما الألعاب الليلية فقد كانت ممنوعة في الداخلية مثال( كـِرْكـِـعـِتْ) أو لعبة ( شليل) لأن بالليل جرس النوم والطلبة يخلدون للراحة.

بعد ليلة السمر طوالي جرس النوم.. مافي زول يفرفر حتى الصباح، يضرب جرس الشاي ويقوموا الكبابين، يكبوا للطلبة الشاي بعد ما يجيبوا طالبين كل يوم اللبن من المتعهد..
مخزن الميز:-
مخزن الميز كما ذكرت فيه كل شئ من وزراة التربية والتعليم.. وكذلك كان فيه الفول السوداني، والتمر والصابون والظهرة. كان كل أسبوع يصرفوا لنا صابونتين وظهرتين.. وكيلو تمر وكيلو فول سوداني.. وكان منظمة الصحة العالمية جايبة ساردين بكميات كبيرة. توزعه على مدارس السودان.. كل أسبوع يصرفوا لنا علبتين ساردين متوسطة الحجم.. دي تشيلا معاك عنبرك .. توديها أهلك! مخير فيها.. الأسبوعين البي تقضيهم في الداخلية تطلع بي أربعة صابونات وأربعة ظهرات وأربعة علب ساردين واثنين كيلو تمر واثنين كيلو فول سوداني.. الصابون كان يكفينا ويكفي أهلنا معانا ، نشيلو كل 15 يوم لى أهلنا.. نغسل ليهم هدومهم وهدومنا..الخير كان وافر.. ووزارة التربية والتعليم.. كانت ماشة زي الصراط المستقيم. أساتذة على طلبة على مدير مدرسة على موجهين. أي واحد فاهم شغلو..
المعلمون في مدرسة شري في عهدنا من 1963 وحتى سنة 1968
1 تاج السر نعمان عثمان أول تعيين ليهو كان في مدرسة شري
2 أستاذ بكري كان من المحس. مشهور بلبس الرداء والقميص. وكان لايلبس جلابية كعادة المدرسين في التدريس
3 محمد شريف الطيب سعد من مقرات قرية السنجراب. قعد فترة طويلة في شري كأستاذ يدرسنا العربي وحصة الطبيعة.. حصة العلوم كانت تسمى الطبيعة.. أخوه البشير الطيب سعد زاملنا في مدرسة أبي حمد الوسطى
4 أحمد محمد عثمان كارلس:- من السلمات درسنا مادة الدين والعربي في صف ثالث ورابع
5 محمد أحمد علي بابكر.. شقيق اللواء خالد علي بابكر وعمر على بابكر من جزيرة سور.. كان أستاذاً ماهراً يدرسنا مادة الرياضيات وكانت تسمى( الحساب)
6 محمد أحمد صالح البحاري( ود اب تـِفـَّه) كان يدرسنا الجغرافيا والطبيعة في صف ثالث..
7 أحمد محمد بابكر( الإحمود) من بربر.. لم يدرسنا ولكن درس بعض الصفوف الأخرى..
.. نظار المدرسة:-
أي مدراء المدرسة
فات قبلنا بسنوات محمد صديق أبو علامة من أبي حمد
2 محمد سيدون من جهة بربر
4 في عهدنا كان واحد إسمو صالح حلفاوي
5 قبلنا بسنة ناظر المدرسة كان إسمو( علي مصطفى) من مقرات.. توفي في شري ودفن بمقابر ودي شري في الغرب..( الناظر مات علينا... والبكا ماهو جايبو لينا) أغنية كان يغنيها عيسى بروي ويضيفها لأغنية( ناري أنا اللينا)6 كذلك الهادي الشفيع.. من شندي في عهدنا كان هو ناظر المدرسة.. وابنه عمر الهادي الشفيع كان دفعتنا.. وكان عندو صداقة مع عضو المنتدى مصطفى محمد الحاج.. وعلم مصطفى كيف تصنع الصفارة من حديد( الباال) كانوا يصنعونها ويبيعونها في المدرسة الصفارة بي تعريفة.. ابنه عمر هذا ابن الناظر شاهدته بعد زواجي في العاصمة تخرج من جامعة القاهرة الفرع.. وأخته كانت تدرس معنا.. نسيت إسمها.. أظن إقبال.. أو إشراقة.. وقتها مدرسة البنات الأولية لم تكن قد تأسست بعد.. كما كانوا يدرسوا معنا بنات كتاار من المناصير وغيرها.. آسيا السيد سليمان من شري. كانت قبلنا كثييير ولكن لحقناها في صف رابع عادت كتيير.. وبنت الناظر الهادي الشفيع.. ولما نشأت مدرسة البنات الابتدائية. كان لايوجد معلمات منصوريات بالمرة.. وكان على وزراة التربية والتعليم أن تحضر معلمات من خارج المنطقة..فحضرن معلمات من عطبرة ومن بربر ومنأبي حمد.. وكانن معهن بنات وأخوات ليهن في صفوف متقدمة، ومدرسة البنات يا دوبا في صف أول. فكانوا هؤلاء البنات يدرسوا معنا في مدرسة الاولاد الأولية. معلمات من بربر من ناس الكنزي كانن عندهم بنات.. واحدة درست معنا في صف ثالث ورابع اسمها نوال أحمد الكنزي.. برضو أستاذه فتحية عبد الحي إبراهيم من أبي جابت أخوانها الفاتح والتاج عبد الحي يدرسوا معنا.. وعندها أخت برضو أصغر منها.. و كانت هذه الاستاذة تحب المناصير كثيراً..
مديرات كثر مررن على مدرسة البنات الابتدائية بعد ذلك.. كانت مديرة مدرسة اسمها( الصبر) من عطبرة ومديرة مدرسة أخرى إسمها زهرة من شندي..
مدير مدرستنا الهادي الشفيع:- مع أنه أغدق علينا الخير في الأكل والشرب في الداخلية، ولكن في عهده سموه ( عهد لم ينجح أحد) مكث حوالي أربعة سنوات قي شري، لم يحالفه الحظ في دخول طلبته المدرسة الوسطى.. ولكن يرجع له الفضل في أنو أدخل نظام الخروفين في الداخلية يوم الجمعة.. لطلبة الداخلية.. وكان الألعاب قبله بس كرة القدم.. عمل شبكة للعبة ( الرنق) وعمل ميدانها في حوش المدرسة مقابل صف رابع.. وعمل لعبة الكورة المعلقة على عمود وتضرب بمضرب. أيضاً عملها مقابل الصف الرابع.. وراح مكتب النشر في العاصمة... أشركنا في مجلة الصبيان ومجلة عمك تنقو.. كانت تحضر كل اسبوعين. إشتركنا فيها. الإشتراك كان قرشين لمجلة الصبيان.. وقرش ونص لمجلة عمك تنقو.. كانت مخصصة فقط لطلبة رابع. ولكن بعد ما نقراها نبيعها لطلبة الصفوف الأخرى بقرش.. ومرات نبيعها لبتاعين الدكاكين في شري بعد ما نقراها.. وكان حضور توزيع البوستة والجوابات مقابل دكان حسن الفكي شئ رائع أن يجيك جواب من الصعيد معناهو أنت مهم.. نتفرج على الظرف ونتفرج على الطابعة الملزوقة على الظرف حتى لو ما جاك جواب.ونشم ريحة الجواب، فيها ريحة ناس الصعيد من جوة ومن برة، طابعة الشهيد أحمد القرشي طه.. شهيد ثورة أكتوبر.. وطابعة عضو مجلس السيادة مبارك زروق. وطابعة عليها علي عبد الرحمن من الأنصار.. وطابعة عليها ( طبق) ملون.. وطابعة كدة عليها الخرتيت شعار السودان وقتها.. وتجي هذه المجلات بتاعة الصبيان وعمك تنقو في لفافة كبيرة كان يرسلوا ليها طالبين من المدرسة يجوا يستلموها ويوزعوها حسب الأسامي.. وكانت كمان تجي لفافة جرايد للاستاذ كارلس من عطبرة مع البوستة كل مرة من مكتبة دبورة من عطبرة.. تجي مع البوستة. رحمه الله كان يحب القراءة والاضطلاع..
برامج أساتذة المدرسة:- الأستاذ قلنا يسموه شيخ.. شيخ تاج السر. شيخ محمد علي بابكر وهكذا.. كلمة أستاذ أو أستاذه دي كانت مافي.. مدرس ممكن هسي دي شايف أولادنا وبناتنا هنا يقولوا( أبله) الأبلة قامت الأبله قعدت.. ما عارف دي معناها شنو؟
الأساتذة ماهيتهم كانت تكفيهم وزيادة.. ما محتاج يسوق والله يحفر والله يزرع.. هسي دي الأستاذ ماهيتو ستة شهور ما تجيهو. تلقاهو يبيع ليمون في سوق النعوفاب.. وجلابيتو مشرطة.. وكرعينو مشققات.. وأيديهو من حش المنجل ناشفات ومشققات.. والله تلقاهو ضابح ليهو عز في الحلة مقمبتا كيمان.. والله تلقاهو بالعراقي المشرمل يخم في الكـفّان من الكراري بتاعة الغنم والحمير.. عشان يمشِّي أمورو لامن ماهيتو تجي. لو عايز يتسلف من دكان الحلي ما يسلفوه.. يخافوا منو التجار. ياخي زمان الأستاذ يتمنوه منا إنو يشيل منهم بتاع الدكاكين.. وهو ذاتو ما بيحتاج يتلسف. وأي بت في الحلي.. كانت تتمنى يعرسها مدرس! والبت السمحي ذاتا ما بيدوها أهلا إلا لى زول مدرس.. الأستاذ كان جاء العصير ذاتو ماري بالتنقير ريحة الهواء ده البي يجي من جلابيتو خلاقي.. الروائح مخلوطة مع ريحة السجاير مع عقابيل الطباشير ، تصنع ريحة معينة كدة في المدرس تعرف في مدرس مراا من هنا. غير الناس التانيين.. وغير مسموح لغير المدرس أن يلبس جلابية نضيفة تيترون ويمر فوق المزارعية.. وإنت إذا ما مدرس ولبستا جلابية ومريت فوق المزارعية يضحكوا فيك.. ويقولوا( المصوبن والجيب خلا).. المدرس كان تاج على الرؤوس.. وإنت كطالب له. كان شفتو جاي بالشارع ده! إنت تزوغ منو بالشارع التاني! ولايمكن تسمح ليك نفسك أن تقعد مجلس ونسي مع أستاذك.. و لايمكن الأستاذ يرسلك يقول ليك جيب لى علبة سجاير من السوق ولا سعوط.. ممنوع.. أخلاقياً ممنوع.. هسي دي الاستاذ بقا يسف من حقة طالبو.. ويسجر من علبة سجاير طالبو.. ياخي زمان لو شافو طالب سفا.. كان القيامي تقوم..
الأساتذة كانوا منعمين ومثقفين.. ومقرشيين.. في الإجازة الصيفية ما بيقعدوا في البلد. الإجازة الصيفية يروحوا الخرطوم وعطبرة.. يقضوها هناك.. كشاتين وونسة ودخول سينمات وكدة.. ويخيتوا جلاليب جديدة للفترة الجاية ويجيبوا أخذية جديدة.. وكمان مرات يسوقوا حريمهن معاهم.. ويجوا قبل فتوح المدرسة بي أسبوع للمناصير منعمين مدللين مكسيين حالقين حلاقة الصعيد السمحي نجي نتفرج في حلاقتن.. ماها زي الكاري البي يحلقوا لينا بيهو في البلد!. حريمن ذاتهن متعاليات على حريم البلد ومنعمات وما بيحشن القش مع الحريم ولا بيكدن الكداد مع الحريم!وونستن ذاتا كـُـتـُرْ تلقاهن يتوسن براهن في الباشي.. حتى الصواني يجيبوا ليهن صينية براهن. يقولوا ديل حريم المدرسين!.. عشان كدة أبوات البنات يتنموا المدرس يفتح خشمو يقول ليهو عايز بتك!
تياب المضغوط واب قجيجة
ورسالة لندن والقوات المحمولة جواً
والتريفيراودموع التجار
والحمام طار والخرطوم بالليل
أنواع التياب دي عرفناها عند حريم المدرسين
كانن هن رائدات الموضة في المناصير، يوجهنها كيفما شئن.!
والواحدي ذاتا كان جيت ماشي بي جنبها ما بتلسم عليك! وهي تعرف إنو راجلا مدرسك! عايزي يحترموها ويخافوا منها زي ما بيخافوا من راجلا المدرس!
لكن بعضهن كان يحترم الطلبة المبرزين زي ما بيحكي ليها زوجها الأستاذ عن طلبته.. مثلا زوجة تاج السر نعمان التى كتبت عنها مريم حسن صالح كانت تحترمني للغاية.. رحمها الله. وزوجة كارس سعدية كانت تحترمني شديد.. الباقيات خُم وأدي البحر.. تعالي على الناس وكدا.. الحريم ذاتن يخافن منهن.
الكاسترد والجلي والأرز المفلفل ده إلا شفناهو عند حريم المدرسين.. أكلنا كلو عند أهلنا كسري بي ملاح ملوخية أو كسري بى ملاح شعيفي وكدا!والخبيز والكعك زمان إلا شفناهو عند حريم المدرسين. يسوقوهن يعلموهن ليهو في عطبرة و في الخرطوم في الإجازات الصيفية، يجن يلخمن بيهو الحريم في البلد.ويجن يحكن لى حريم البلد عن الخرطوم وسينما كلوزيوم والحاجات دي الما بيعرفنها حريم البلد.. عشان كدة أي واحدي عايزي يعرسا مدرس!
والساعات أول مرة نعرف دي ساعة ستاتية ودي ساعة رجالية عند حريم المدرسين.. عندنا ياها الساعة ساعة.. أو ساعة الجيب البي سلسل ديك بتاعة أبوك.. ودي ذاتا كانت نادرة.. وكانت الماركات
ساعة جوفيال ستاتي أحمر ساعة جوفيال ستاتي أبيض
ساعة هنا أم درمان ستاتي ساعة رومر ستاتي
ساعة هنا أم درمان رجالي ساعة استيزن ستاتي
ساعة سيكو ستاتي ليها زمبرك كدة بالجنب لكن ما بتملاها منو! تملا براها فيها شي يكركب كدة من جوه تملا بالإهتزاز. الحريم في الباشي يقلعنها من أيدهن ويهزنها ويتفرجن فيها..
وكل مرة غرض بلا غرض يسألنهن ( الساعة كم!)
حتى ظهرت أغنية اسمها( الجميل الزول محترم.. فاوضني الساعة كم!.. بالله كلمنى الساعة كم!) الناس في البلد يعتمدوا على الضل في التوقيت.. حتى ناس السواقي. يغززوا أوتاد جنب الساقي يسموها( التتق) أما الحريم الكبار. توقيتهن، يقولوا ليك( وكت الضل شال العنقريب) أو( طليقة الغنم البدرانيي) أو ( طليقة الغنم الإخرانيي)أو ( الحمرة طلست) أو ( البُهَّار بـَهـَّر) أو ( فـَجََةْ الحمراا) أو( مغرباً طالس) وكده.. جن حريم المدرسين لبسن الساعات.. والواحدي تفرح لمان تقول ليها الساعة كم! غرد بلا غرد!
المهرجانات في مدرسة شري الأولية:-
يا حليل الزمن السمح لما كانت الجامعات والمعاهد العليا تقوم برحلات في الإجازات الصيفية، وأن لابد للطالب الدارس أن تلامس دراسته المجتمع، ويستفيد ويعطي من مجتمعه، هكذا كانت المدارس الابتدائية وكانت المدارس المتوسطة وكانت الثانويات، وكانت الجامعة الوحيدة والمعاهد، حتى المعاهد المتوسطة دون الثانوية، معهد شندي ومعهد الدلنج ومعهد بخت الرضا، وقتما كانت ميزانية التربية والتعليم فضفاضة وذات جوانب إنسانية وخدمية كثيرة وكبيرة، لا دراسة نظرية بدون مجتمع ولا مجتمع بدون تداخل الكليات النظرية والعمليه فيه.. عشان كدة كان مشروع التخرج مكتمل ولن يكمل ثلته حتى تلامس الكلية المعينة قاع المجتمع بعلمها ، حيث يصبح علماً سائلاً نافعاً.. ما كان يخلو قطار كريمة والله قطار حلفا والله قطار بورتسودان والله قطار نيالا ما كان يخلو من قافلة طلابية.. بنات وأولاد.. عربة قطر كاملة محجوزة للمدرسة الفلانية أو الكلية الفلانية.. وكنا نضع على عربة القطار من الخارج لافتة كبيرة من القماش عريضة يقراها كل زول وتقراها كل محطة يمر عليها القطار، في فخر وعز وسمو ونهضة تعليمية شاملة .. كانت وزراة التربية والتعليم تقوم بأي شئ، من التذاكر والغذاء ومصاريف خاصة للطلبة وملابس رحلات خاصة.. وهدايا.. وكمان هدايا للمواطنين الذين نلتقى بهم وبحوث تكتب من المجتمع حااارة تنقل للكليات..
بهذا المستوى.. مدرسة شري الأولية كان ممكن تصفها أنها كانت جامعة وليست مجرد مدرسة مدرسة أولية ، لأن الأساتذة الذين كانوا فيها بحجم جامعة ، وما تقدمه مدرسة شري الأولية لمجتمعها كان بحجم جامعة.. لابد أن يكون هنالك مهرجانين أو ثلاثة كل سنة.. يبدأ المهرجان من الساعة الثالثة عصراً ويستمر حتى أواخر الليل..

صورة لمهرجان:-
تكتب أوراق في يوم الخميس والطلبة ماشين ذويهم.. يوزعوها لجميع الأهالي ممن يقابلوه.. مرات بتذاكر ومرات بدون تذاكر..( التذكرة لحضور المهرجان كامل قرشين للكبار وقرش للصغار.. وطلبة المدرسة نفسها معفيين من رسوم التذاكر.. يبدأ المهرجان بكرة القدم في تمام الساعة الثالثة.. غالباً ما يكون فريق المدرسة بما فيه الأساتذة.. وفريق شري بما فيه طلبة الثانويات والمتوسطة والجامعة..
فريق المدرسة معظمه من طلبة ثالثة ورابعة بالإضافة للأساتذة.. تاج السر نعمان... عبيد موسى.. أي محمد عثمان موسى الإمامي من جزيرة شري.. الأستاذ محمد علي بابكر من جزيرة سور.. الأستاذ محمد صالح البحاري من شري..
فريق الأهالي كان معظمه يتكون من
1 أحمد قمر خليفه.. كان زول لعاااب شديد وقوي ورشيق الحركة وطوالي كان يدخل الكورة قون
2 السيد حسن أحمد الفكي
3 أحمد الحسين محجوب.. كان زول سريع في الجري وطويل.
4 حسن أحمد سليمان الحلبي من شري
5 هاشم نعمان عثمان من السلمات
6 سليمان النافعابي محمد من شري
7 هاشم الحسن نصر الدين.. من شرري
8 محمد الحسن نصر الدين من شرري
9 حامد نصر الدين.. من أم عطرون
10 محمد خليفه حسين صحن من شري
11 أحمد خليفة حسين صحن من شري
12 عثمان خليفة حسين صحن من شري
13 محمد عثمان جيب الله من المهوة
14 دكتور عبد الله محمد سليمان صبي.. مرات يحضر المهرجانات ويلعب
15 أحمد محمد أحمد كحيل من قرية الشلال
16 السيد سليمان السيد من شري
17 محمد سليمان السيد من شري
18 محمد الحسن بابكر( كركاب)
19 السر حسن صالح من شري
20 عمر عبد الله علي أبوحنة من الحنانين
21 حسن الدكيمي من شري
22 عثمان سليم علي الشاعر من شري
23 جبريل عثمان خميس.. كان يجي للمهرجان من أبر ميلة وهو طالب في معهد التربية وقتها
24 حسين الدقير. يحضر من قرية النقعة.. كان زول لعاااب جدا
25 ابراهيم عثمان حمد ابو روفة من الدغفيلي.. كانوا يشكلوا فريق من 11 منهم والباقين يتبادلوا
26 محمد محمد أحمد الشمباني ( الشاعر)
.....................

فريق المدرسة
كان مكون من الآتية أسماءهم
1 أستاذ تاج السر نعمان
2 أستاذ محمد علي بابكر
3 أستاذ بكري الدنقلاوي
4 أستاذ محمد شريف الطيب سعد من مقرات
5 أستاذ أحمد محمد بابكر( اللحمود) من بربر
6 أستاذ محمد علي بابكر من سور
7 الطالب عمر علي الحسين من جهة برتي قرية الحراز
8 الطالب بابكر خير الله من برتي قرية النوبة
9 الطالب عبد الواحد أحمد علي من جزيرة دربي
10 الطالب الزين على محجوب.. كان لعاااب شديد وجراااي وعندو رقبة طويييلة لما يجي جاري بالكورة على القون مافي واحد بيقدر يحصلوا.. والمشجعين كلهم يكوركوا ويقولوا( اب رقبة جاااكم وقعتوا)
11 الطالب محمد سليمان عبد الله ( الساحر) أو ( فريد) من الدغفلي
12 أستاذ محمد عثمان موسي
13 الممرض أحمد عليقي
14 الدسوقي حسن أحمد الفكي
15 إدريس الصادق
16 القاضي الأمين الحاج

17 تاج السر سليمان محمد أحمد الشمباني
18 الطالب حسن سلمان علي الشاعر
19 الطالب خليفة عمر على محمد ود اب عابش من برتي
.......................

ألعاب أخرى في المهرجان:-
بعد أن تنتهي لعبة كرة القدم.. ومرات الحكم بيكون عبيد موسي وكان رجلاً رياضياً سريعاً في الجرى.. ويستخدم صفارة طابور المدرسة. صفارة غريبة كدة زي بتاعة الشرطة زيها في السوق مافي، كانت تحضرها وزارة التربية والتعليم مع المستلزمات المدرسية.. بعد كدة يتولى الأستاذ عبيد موسى متابعة بقية فقرات المهرجان وكانت عادة تكون
1 لعبة الكراسي2 لعبة جر الحبل
3لعبة البيض4 لعبة الشوالات
5 لعبة البدل والكرفتات6 لعبة الجري والسباق
7 لعبة النط العالي8 فقرة الحركات البهلوانية
.............................
لعبة الكراسي:-
هي لعبة الكراسي المعروفة، وكانت مختصرة على طلبة الصف الأول والثاني
لعبة جر الحبل:-
كانت غالباً ما تكون بين( الترابلة والافندية) يشترك فيها من الأفندية ، الأساتذة والممرضين وعمالة السكة حديد، وطلبة المتوسطة والثانويات.. والترابلة هم المزارعية..
لعبة البيض:-
يشترك فيها طلبة الصفوف.. يوضع بيض على الأرض من خشبة ميدان الكورة إلى الأخرى كل واحد يحمل بيضة في فمه ويديه مغلولتان.. إلى أن يوصلها سليمة في خشبة الميدان الاخرى
لعبة الشوالات:-
كانت دائما تعطى للناس من خارج المدرسة، يوضع الشخص في جوال فارغ ويجري من خشبة الميدان الأولى الى الثانية.. وكان يشترك فيها الناس الكبار، أصحاب الجاه، عشان لما يقعوا بالشوال، الناس يضحكوا فيهم، وكان يشترك فيها أحياناً حسن أحمد الفكي، سليم على الشاعر، العامل سليمان، محمود ود علـّـُوب..حسن أب شعر ..وناظر المدرسة الهادي الشفيع وغيرهم.. وكان المقصود منها الزول الهادي الرزين صاحب الجاه، فجأه يدخلوه في شوال يقع ويقوم والمجتمع والنساء والأطفال يضحكوا، المقصود منها أن تكون مادة ترفيهية على الناس، وإنو وقت الترفيه مافي كبير، كل الناس سواسية.
لعبة البدل والكرفتات:-
كانت تعطى لمزارعية وترابلة وناس عاديين.. والأساتذة كلهم كان عندهم بدل وكرفتات وكذلك طلبة المتوسطة والثانوي والجامعة.. يجي واحد حريف في غرفة مغلقة.. يلبس أي واحد فـُلْ سُوُت بدلة وكرفته، وبنطلون وجزمة رباط. كانت هنالك جزم رباط وجزم نص رباط.. ويفرش لهم بساط.. وينتظرهم صف في نص الميدان. يجوا يسلموا عليهو بي بدلهم دي زي حكاية الرؤساء والناس يضحكوا والواحد فيهم طول عمرو ما لبس بدلة ولا كرفته.. كان يشترك فيها حسن أحمد الفكي.. سليم على الشاعر.. الأمين ود الحسن من القوز... نعمان ود الحسن.. من القوز... محمود ود علوب من قرية العطمانين شري.. سليمان ود السيد من قرية العبابسة.. عبد الله ود العجمي من قرية شري العبابسة.. الحسن ود القريشي من قرية العبابسة... عثمان ود عبادي من قرية العبابسة من شري.. وكانت تكون مضحكة للناس.. وترفه عليهم..
لعبة الجري والسباق:-
معروفة، يشترك فيها الجميع
لعبة النط العالي:- يجيبوا جريد تمر ويضعوه بصورة متدرجة في عصاية طولية على جريدتين قائمات. وجريدة مسننة مدرجة عرضية. كان يفوز في هذه اللعبة دائماً سليم ود الحلبي من شري.. كان زول طويل ونطّاط وقفّاز..
فقرة الحركات البهلوانية:-
كان يقدمها الأستاذ عبيد موسى، كان زول رياضي ويتقلب في الهواء عدة قلبات كدة ويعمل حركات رياضية بهلوانية أمام الجمهور..
جوائز المهرجان:-
كانت جوائز المهرجان كبيرة ومشجعة، مثلا مبلغ جنية وأثنين جنيه في الألعاب الكبيرة وخمسين قرش في اللعبات الصغيرة.. وبعضها هدية كورة قدم لكل واحد.. أو قميص.. أو جلابية .. أو أكياس حلاوة.. ومقلمة ومساطر وكراسات.. أو اشتراك في مجلة الصبيان وعمك تنقو لمدة سنة.. أو حذاء رياضي.. مع شهادات تقدير. يخطها الأستاذ عبيد موسي وكان رجلاً خطاطاً كخط التخصص، وكان يجيد خط النسخ بصورة فائقة، كأنما خطاها أستاذ خط متخصص من كلية الفنون الجميلة.
وحضور المهرجان عادة يكون من سكان شري وخارج سكان شري لقرى بيعدة جداً، ويستمر المهرجان حتى الليل.. وكان وقتها ميز الداخلية يكون مفتوحاً للناس ومعمول حساب الناس، يشاركوا الطلبة عشاءهم بكميات وفيرة وزائدة عن اليوم العادي، لأنو ليست هنالك مطاعم في شري يذهب اليها الناس ولكن كان معظم حضور المهرجان يذهب من الناس البيعرفوهم من شري أو يذهبون لخلوة الحاج أحمد حسب في قرية العطمانين. أو الخلاوي الأخرى، ثم يعودون لليلة الساهرة.. وكانت هنالك غالباً مسرحية مع البرنامج من الطلبة ، وقتها كان ليس هنالك فناناً يمكن أن يغني بالطنبور..
المواكب:-

المواكب:-
كنا كمدرسة أولية ننفعل بالأحداث الوطنية.. وكنا حاضرة التعليم في شري، ينظر إلينا الناس بإعجاب.. وقتها كانت ثورة أكتوبر.. 1964 وكنا في الصف الثالث الابتدائي.. حفظونا كل المدرسة عن ظهر قلب نشيد( أصبح الصبح.. ولا السجن ولا السجان باقي) نؤديه في الطابور الصباحي كل مرة .. وفي صباح عيد الثورة، نخرج في موكب يحمل اللافتات من المدرسة حتى راس الجزيرة شري ثم نعود راجعين ونحن أثناء ذلك نهتف بالثورة، ثم ننشد نشيد أصبح الصبح أثناء الطريق، والناس والنساء على جنبات الطريق يحيونا ويهتفوا معنا والنساء يزغردن.. و اللافتات كانت مكتوبة من قماش الدبلان الأبيض الناصع مكتوب فيها مثلا( دماء الشهيد تنير الطريق)( كان القرشي شهيدنا الأول) مكتوبة بخط نسخ كأرقى ما يكون، يكتبها أستاذ عبيد موسى بالبوهية السوداء..
موكب رد الاعتبار:-
هذا موكب قمنا به، وكان وقتها ناظر المدرسة الهادي الشفيع من شندي، وهو موكب رد الاعتبار للسيدة عائشة رضي الله عنها.. كنا لانعرف الأحداث الساسية، وقتها قالوا أن هنالك طالباً شيوعياً قام بسب السيدة عائشة رضى الله عنها وأعاد في محاضرة في معهد المعلمين العالي قصة ( الإفك) التى برأها الله سبحانه وتعالي عنها في القرآن..
يقال بعد ذلك وقتما عرفنا أنها مكايدة سياسية بين الأحزاب المتصارعة، وقدم الطالب المعنى للمحكمة العليا، وقال أنه لم يقل ذلك بالحرف، كما هلل لذلك خصومه السياسين.. وزودوها.. وحكمت المحكمة العليا ببراءة الطالب.. ولكن المزايدات السياسية استمرت وقال رئيس الوزراء وقتها السيد الصادق المهدي( أن حكم المحكمة الدستورية العليا، حكم تقريري) ولا علاقة لمجلس الوزراء والحكومه به، وسوف تمضي الحكومة في تجريم الشيوعين، وبالفعل طرد الصادق المهدى نواب الشيوعين المنتخبين من الجمعية التأسيسية، وكادت أن تقوم القيامة وقت ذلك.. بالتناحر السياسي والتحريض على قتل الشيوعيين في الشوارع والطرقات، ولكن انصرفت الفتنة عن الناس. يقال أن الصادق المهدي اعتذر عن أنه ألغى سيادياً حكم المحكمة الدستورية ببراءة الطالب.وأعتذر فيما بعد عن طرد نواب منتخبين من الشعب، طردهم من داخل قاعة مجلس الشعب أو الجمعية التأسيسية. يقال أنه قال ذلك في التسعينيات. وأعتذر عن ذلك... ما علينا تناحر سياسي بينهما.. المهم نحن في شري خرجنا موكب رد الاعتبار.

انقضت مدة الناظر الهادي الشفيع، الذي لم ينجح في عهده أي طالب من مدرسة شري الأولية وإن كان هو رجلاً ممتازاً في أدائه، ولكن على عهده الحظ لم يحالف طلبته في الدخول للمدارس الوسطى.. إلا طالباً أو طالبين في سنة من السنوات، وكان الطالب النابغة أبو القاسم على محمد كروم في عهده، لا أدري أن أبا القاسم كروم قد عاد في الصف الرابع أم انتقل للوسطى مباشرة، وكان وقتها الطالب في الصف الرابع قد يعيد أربعة مرات حتى يوفق في الدخول للمدارس الوسطى.. سمعنا أن الناظر قال أبو القاسم ده شاطر.. ولكن لجنة القبول سوف تطرده، فيأبي حمد حتى لو نجح؟، فقام بتبديل اسمه وإعادة تسنينه من جديد وغير اسمه الذي صار الآن أبو القاسم عثمان كروم.. ولعمرى هذا الشئ قد تضرر منه الأخ أبو القاسم على محمد كروم حتى الآن. فأخيه اسمه حسن على محمد كروم، وهو أبو القاسم عثمان كروم.. وقد يسبب له ذلك الشئ اختلافا في الإثبات على أن حسن شقيقه،كذلك غير الناظر أسماء طلبة آخرين كثر، وأعاد تسنينهم من جديد، حتى يتوافق مع لجنة القبول للدخول للمدارس الوسطى، وبالرغم من هذا الاحتياط، فقد وقع عدد من الطلبة المبرزين في هذا الإجراء، الذي كان يبعد بعض الطلبة المقبولين للمدارس الوسطى، وقد كان العمر المحدد للطالب للدخول للمدارس الوسطى هو 14 عاماً، لايتجاوزن عنه ولو عام واحد، وقد حصلت مأساة في هذا الموضوع في سنة من السنين قبلنا بأعوام، لقد كان هنالك طالباً ناجحاً ذكياً ملهماً من أولاد برتي، اسمه خليفه عمر علي محمد ود أب عابش، هذا الطالب كان أول الصف من أولى ابتدائي الى رابعة، ولما جلس لامتحان الدخول للمدارس الوسطى أحرز الرقم الثالث على تسع مدارس أولية أي من مجموع 500 طالب ومعه طالب آخر نابغة أيضاً من جزيرة دربي اسمه عبد الواحد أحمد علي عليه الرحمة أحرز الرقم 27 من جملة الطلبة الممتحنين، أيضا تم فصله لكبر سنه، بكل أسف ذهبوا ولم يتمكنوا مرة أخرى من مواصلة التعليم، لعمري كانت ظروفاً قاسية للغاية، وقد كان عمدة المناصير وحده في لجنة القبول بين الفادنية والرباطاب، وصوته لايرجح أي شئ، حتى وإن رفض، وبالفعل في هذه الحالة بالذات قد اعترض عمدتنا على فصل الطالبين وأعمارهم وقتها 16 عاماً.. فما كان من عضو اللجنة إبراهيم أحمد إلا أن قال له ( يا أرباب.. يا ود قمر.. موش معقول ترعوا أولادكم الغنم ولامن يبقوا رجال تجيبوهم للتعليم!!!) ولعمري كانت هذه وسيلة أن تعطي أبناء الرباطاب فرصة للدخول، حيث يعجز معظمهم من دخول المدارس المتوسطة، بالطبع هم كانوا أذكياء، ولكن المناصير كانوا اشد ذكاءاً منهم.. حيث كان عدد الدخول يكون 40 طالباً للصف الأول المتوسط غالباً ما يكون عدد المناصير 30 طالباً من هذا الرقم، لعمري قد كانت صعبة على نفوسهم ، حيث كانت المدرسة المتوسطة الوحيدة ، هي في منطقتهم.
صينية فطور المعلمين:-
قلنا أنه يذبح للمدرسة من قبل المتعهد كل يوم خروف، وكل 15 يوم.. يوم الجمعة خروفين..، حيث كان يقوم المتعهد بذلك، وكانت عادة كل يوم في الصباح مع صلاة الصبح، يقوم وكيل المتعهد محمود ود علّوب من قرية العطمانين بذبح خروف وتقطيعه وإحضاره لرئيسة الطباخات، الحاجة ختمة.. وكعادة المناصير ينفخون الخرفان بعد الذبح ، يقولوا عشان طلييع الجلد يبقى ساهل، وكان محمود ود علوب بعد أن ينفخ الخروف يوم بالضرب على جلده بجريدة، يقولوا عشان يفكك مسامات الجلد من اللحم ويبقى ساهل في السلخ، في دقيقة تسلخو.. وكان هذا الصوت الصادر يكون مثل النوبة، ينسمع حتى عندنا في الغرب وفي نواحي شري، وكان الناس يقومون على هذا الصوت لصلاة الصبح، حيث أنه لاتوجد مكرفونات، وكانت عادة أيضا في الأيام غير يوم السوق، لو واحد عايز يضبح عز أو خروف ينفخها ويضرب عليها حتى يسمعها الناس، ويعرف الناس أن فلان ضابح، يجوا يشتروا منه( الضرب على الميت حرام) ما علينا. ناسنا كانوا يعملوا كدة! نحن هنا ناس جمع تراث.. كانت أداة من أدوات التنبيه العام.
صينية فطور المعلمين.. كانت تطلع من مطبخ الداخلية، الكبدة من نصيبهم، تحمر بالسمن البلدي، وصحن ناشف يحمر بالسمن البلدي، وصحن دمعه، وصحن فول، بالإضافة للأجبان التى كانت تأتي بها وزارة التربية والتعليم ومنظمة الصحة العالمية، للطلبة والمعلمين، حتى المعلمين الساكنين في الخارجية يفطروا في هذا الصينية وكذلك ناظر المدرسة.. ويشترط أن يكون طالبين واقفين برة أول ما يفطروا يجوا يغسلوا للمعلمين.. ويجب أن تكون حريصاً وأبوك علمك كيف تكب بالإبريق للشخص في البوش والملمات الكبيرة، لأن الغسيل له طقوس خاصة بالإبريق، لو خالفتها أو رشيت جلابية المدرس بتراب الأرض مع نقاط الإبريق مشكلة، قد يجيك كف جامد عند قعر أضانك، ولذلك كنا نتعلم فنون الغسيل للزول بجدارة..
وطقوس الكب بالإبريق هي:-

1 أولاً الإبريق ما يكون ملان شديد، حتى لاتفقد السيطرة على الكب، وترشق المياه على جلابية المدرس أو تبل جزمته.
2 تكون ماسك الصابونة في يدك.. وتصبر شوية وأنت تكب له لامن يزيل آثار الأكل من يديه، حتى لاتتوسخ الصابونة بالدمعة وبواقي الأكل.
3 بعد أن تشعر وأنت تكب له أن بواقي الأكل العالقة قد زالت من يده، تناولو الصابونة، يقعد يدعك لامن الصابونة ترغّـِب.. وأنك في هذه اللحظة توقف الكب.
4 أول ما تشعر إنو يده رغبت.! تستلم منو الصابونة في يدك وتضعها على المسطبة التى قربك.. وتبدا تكب شديد في هذه اللحظة على يدين المعلم لامن تنضف.. وكل هذا وأنت تاكي ضهرك ضهرك منحنى لازم، حتى لاتسقط المياه من الإبريق بدفع قوي يرش المعلم.. بعد أن ينتهي تملأ الإبريق راجع في مكانه وتشيل الصابونة تضعها في رف معين في مكتب المعلمين حتى لايسرقها أحد الطلبة... وقد يقول لك بعد الكب بالإبريق غفر الله لك، أولا..

..
الموجهون، والمشرفون التربويون:-
كان في العام مرتين لابد أن يأتي موجهين من بربر والدامر، يمرون على المدارس، وكان يعلن قبل مجيئهم بأسبوع، حتى تستعد المدرسة كلها، لأنهم كانوا لايجاملون في أي تقصير، يمرون على جميع الفصول فصل ، فصل، ويختارون عدد من كراسات الطلبة، يراجعونها، هل هي مطابقة مع المنهج والله لا.. ويلاحظون مستوى الطلبة في التحصيل في أي مادة.. ويحضرون حصة مع المعلم في جميع المواد في جميع الفصول، ويلاحظون مستوى مشاركة الطلبة، ويأخذون كراسات التحضير من المدرسين يراجعونها، وقد كان المدرس لازم يحضر لأي درس قبل زمن كافي، ويلاحظون مستوى نظافة الطلبة، والأدراج والكنب، ثم يذهبون للداخلية ويدخلون عنبر عنبر، ويدخلون مطبخ الداخلية ويلاحظون الأواني والصاجات التى يعوسن عليها الخدامات.. وكانوا كثيراً يوصون يتجديد( المعراكة) ( البسديق) الذي يمسح به الصاج، يوصون ضابط الداخلية أن تتغير هذه المعراكة كل أسبوع.. ويدخلون مخزن ميز المدرسة، ويسجلون ما وجدوا فيه، استعداداً للعام القادم، أن تأتيهم المواد التموينية، حتى السكر كان يحضر من بربر، لايشترى من دكاكين المنطقة وكذلك الشاي.. يكفي لمدة عام.. كان المشرفون والموجهون يبيتون من ثلاثة أيام الى أربعة أيام.. ويسكنون مع ناظر المدرسة في بيت الناظر.. ويعقدون اجتماعا مغلقاً مع كل معلم على حدة، ويعقدون اجتماعا مع الناظر على حده، كانوا لايجاملون إن رؤوا تقصيراً وكانوا شديدي اللهجة مع المعلمين والناظر، بالرغم من أن المدرسين والناظر منضبطين في مهامهم طوال العام، إلا أن الموجهين لامن يجوا لازم يطلعوا عيوب في أشياء معينة.. وكانت الملاحظات تنقل إلى مديرية التعليم في بربر.. والتوجيه شئ يتحاشاه المعلمين. لأن التوجيه، قد يحرمك من العلاوة السنوية.. أو الترقية، أو قد يؤدي إلى نقلك خارج المنطقة كغرب السودان مثلاً كعملية تأديبية.. وظيفة مدرس نفسها كانت تخوفنا كطلبة وكمجتمع في البلد، أما الناظر فكان شئ لايوصف من المهابة.. فما بالك بوظيفة موجه تربوي أو مشرف.. حاجة كانت تنقطع دونها الأعناق.. هسي دي تلقى الموجه والمشرف يسف من حقة الطالب، ويلعب معاه الكتشينة.. كنا نخاف من المشرفين والموجهين لمان يجوا شري..ولانستطيع أن ننظر في وجهم ولانستطيع حتى أن نمر بقربهم.. كانوا قبلنا في شري يكونوا قد مروا على مدرسة الكاب ومدرسة كبنة الأوليتين. ومعاهم مسجل يسجلوا بيهو الأعمال الجميلة والأناشيد الجميلة ويرفعوها إلى بربر والدامر.. وأحياناً يعطون الطلبة الفائزون هدايا..
مرة جونا مشرفين وموجهين معجبين للغاية من نشيد أدوهو طلبة مدرسة كبنة الأولية وكانوا معجبين المشرفين والموجهين بصوت الطلبة الراقي الجميل المنساب.. وفتحوا لنا المسجل في الطابور الصباحي.. وقالوا لنا المرة الجاية عايزين منكم مجموعات تحفظ نشيد ونسجلوا ليكم.. ووقتها برضو سجلوا من الطابور الصباحي عندنا في شري نشيد( أصبح الصبح)
الأنشودة التى أحضروها من كبنة وهي أنشودة خارجية كانت غير موجودة في منهج المدرسة وهي:-
أيها النيل سلسبيل ماؤك العذب الجميل سر الحياة لى خليل آدم وحيوانُ ُ وخميل
من الجنوب الى الشمال تداعب أمواجك الرمال
سر الطبيعة الشيقة
زاهية وتجلت مشرقة
على الغصون المورقة
وكده
.................
الحقيقة أصوات الطلبة كانت منسجمة بصورة منقطعة النظير، كأنها مجموعة غنائية
أعرف في هذه المجموعة واحد من مدرسة كبنة الأولية كان قبلنا في المتوسطة. محمد خليفة يلغبوه( الكَبـَكْ) مشلخ تلاتة كدة أصفر اللون. مسكتنا الغيرة في مدرسة شري.. كان معنا طالب أهله من كبنة، لكن أبوه جاء عندنا وقعد في قرية كوينة وتزوج عمتنا بت الحرم بت أب حنة وجاب فيها ناس حمزة دفعتنا هذا.. هو الدقير محمد أحمد حجازي من الفقرة من كبنة.. أخو ناس الحسن ود الفقرة.. وصار يعزم للناس ويطبب.. وترك كبنة وقعد في كوينة أما امرأته الاولى أم الفقرة قد توفيت.. بعثنا حمزة الدقير محمد أحمد حجازي عشان يمشي كبنة ويكتب لنا النشيد دة وحفظناهو عن ظهر قلب وأديناهو في المدرسة وفي ليلة السمر.

مجتمع شري:-
الحقيقة بالرغم من شدة التمسك الأخلاقي في مجتمع المناصير عامة وقتها، إلا أن مجتمع شري، كان مجتمعاً جميلاً سهلاً، يفد إليه طلبة الثانويات والمتوسطة والجامعة من جميع أنحاء المناصير، وكانت هذه الزيارات عادية ومقبولة ومفرحة، وهي تشريف لمجتمع شري، خاصة وهي حاضرتهم في التعليم، ليس بإزائها إلا محطة الكاب، التى أضافت عليها محطة السكة حديد رونقاً خاصاً، مثلما أضافت السكة حديد رونقاً خاصة على محطة الكاب. كذلك أضافت الطبيعة وسحر الخضرة والمجتمع السهل المتعلم في شري، أضاف بريقاً آخر على سحرها الطبيعي، وكل ذلك يصب في بوتقة المناصير الواحدة.. شري حيث الطلبة يتسامرون، ومجاميع الكتشينة، والفرق الرياضية، ولعب الكورة اليومي، والمناقشات العالية الراقية مع الطبقة المثقفة.
طلبة المتوسطة والثانوي والجامعة وزياراتهم المتكررة لمدرسة شري الأولية:-
الحقيقة وظيفة مدرس، كانت حولها هالة كبيرة من التقديس والاحترام والتبجيل، لأنه وقتها المدرس كان عنواناً لأي شي.. والمتعلم عامة له وزنه في المجتمع أكثر من التاجر الجاهل أو الرأسمالي الغير متعلم، عشان كدة كان مجتمع الطلبة محترم برضو في هذه المنظومة المجتمعية.
بمجرد أن تتخارج من الأولية وتدخل الوسطى، تعمك هذه الهيبة، في الحقيقة حتى طالب رابعة ابتدائي نفسه، كانوا قبلنا بدفع ، يختاروا منه معلم المدرسة الصغرى، ويختاروا منه الممرض، ويختاروا منه من يمشي لمدرسة جبيت الخاصة بالسكة حديد زي التدريب المهني مدرسة تابعة للسكة حديد تخرج عمال مهرة، يترقون في السكة الحديد لأعلى درجة وظيفية، منهم الباشمهندس محمد رحمه عمدة المناصير في عطبرة وقتها.. كانت وظيفته في السكة حديد ترقى حتى وصل درجة( قمندة) وقمندة يعني زي قمندان البوليس.. عندو بيت حدادي مدادي من الحكومة في عطبرة، عندو صالون خاص به يرفق بأي قطر مسافر إذا كان في مامورية. عندو تصاريح سفر بالسكة حديد درجة ( نوم) واصلاً هو زي ده! دراستة ستة سنوات دراسية فقط. 4 أولية وسنتان مدرسة جبيت التابعة للسكة حديد.. لكن بعد كدة تصير الخبرة العملية عندو واسعة.. يترقى من درجة
1 عامل ماهر عند التخرج
2 الى فني أول.. صيانة .. مراقبة.. برادة.. كهرباء.. عربات.. دريسة.. شؤون محطة.. حسب تخصصه
3 بعد كدة يترقى الى رئيس صناع
4 بعد كدة يترقى الى ملاحظ
5 بعد كدة مفتش
6 بعد كدة ( قمندة) أي قمندان القسم المعين في السكة حديد، كل هذا من خريج رابعة أولية، وسنتين بعدها،طلبة المتوسطة، والثانويات والجامعة، في إجازاتهم، كانوا يحضرون الينا في المدرسة، نغير منهم، ونراهم نضيفين لابسين جلاليب بيضااا مكوية، شأنهم شأن أساتذتنا، يتعاملون مع صف ثالث ورابع، مرات تقديراً لهم المدرس في الحصة، يكون قاعد ويخليهم يدرسونا، ولسان حالهم يقول أن أستاذكم الذي يدرسكم، أنا سوف أطلع وظيفة أكبر منو! أنا طالب ثانوي وأستاذكم متخرج من معهد شندي سنتين بعد الوسطى، كأنو أنا فتا درجة أستاذ بي غادي! نتعجب منهم ومن نضافتهم ويا دابن جايين من مدارس الصعيد، حالقين حلاقة الصعيد، تدريج وقطعية من تحت لافة فوق الأضان، ونستغرب في قطعية الفقها.. المكنة بتاعة الحلاقة عملتا كدة كيف! نحن يحلقوا لينا كاري بالموس ويقصوا لينا الفوق بالمقص ساكت.. نقول ليهم كدي أكتبوا لينا بالإنجليزي في السبورة.. تكتبوا ، وينضموا كتر إنتو.. نستغرب ونتمحن في التعليم البي يخلي لسان الزول يتلوي كدة كيف! ويتكلم شيتاً غير لهجة المناصير، يحذرونا مرات ويقولوا لينا شايفين فلان الحايم معانا ده! أعملوا حسابكم منو! هو السنة الأخيرة في معهد بخت الرضا، جاييكم مدرس! يجونا في ثالثة وفي رابعة.. قبل المدرس يدخل الحصة وفي الفسحة، نديهم أسامينا عشان يكتبوها لينا بالإنجليزي في السبورة، نشيل ورقة ونحفظا.. ونمنى النفس عشان نتطور ونقرا ونمشي للمدارس دي البي تقري الزول لهجة تانية!
الحقيقة خلقوا مجتمع راقي مستنير، في السماء يجوا يلعبوا الكتشينة مع أساتذتنا.. حتى في سوق النعوفاب تلقاهم واقفين حليقة براهم في نص السوق، يناقشوا المسائل الأكاديمية، مرة ساكت في سوق النعوفاب، حب استطلاع، قلتا أهبش حلقتهن دي ولمتهم دي البي يخافوا منها الناس، والمزارعية والترابلة يتفرجوا عليهم بإعجاب شديد.من بعيد لى بعيد. لمة بتاعة طلبة متوسطة وثانويات وجامعة فيهم عثمان المقدوم في الجامعة، فيهم سليمان حسن اب شعر في المعهد الفني، فيهم عثمان خليفة حسين في الثانوي، فيهم صديق حسن اب شعر في المعهد الفني، فيهم أحمد الحسين الحسن في المعهد الفني، فيهم أحمد محمد أحمد كحيل في جامعة الخرطوم، قلتا لى صديق حسن أب شعر وكان واقف طرف، كدي وريني ثلاثة بالإنجليزي يكتبوها كيف! الباقين خايف منهم، صديق يعرفني وإسمو زي إسمي. طوالي دنقر على الواطة كتب لى ثلاثة بالإنجليزي في سرعة البرق. استغربتا من سرعة الكتابة عندو.. مشيت فرحان على أني تخاطبت مع طلبة جامعيين.وثانويين. نستغرب منهم ومن نضافتهم، وهم يزوروا المدرسة.

الدكاكين في شري:-
كنا كطلبة داخلية غير مسموح لنا بالتجول في شري، أثناء الدراسة، إلا بعد أن تستأذن من الأستاذ ضابط الداخلية، ويكتب اسمك في دفتر.. ويحدد لك الزمن.. وممنوع طبعاً تمشي البحر تعوم وأنت في الداخلية، وكان لقوك عمتا عشرة جلدات في الطابور الصباحي، بعد أن تحضر ولي أمرك.. ولكن بعد تأخذ الإذن مسموح ليك تحوم في شري من أم لقاديب لغاية راس الجزيري.. وتروح تشتري حاجياتك من دكاكين شري..
دكان العامل:-
في أم حصي.. قاعد فيهو العامل بي نفسو. مرات ولدو ختم رحمو الله.. غلام ود العامل كان لسه يتعلم في التجارة والبيع، وأبوه مسوي ليهو ماكينة خياطة يخيط فيها.. كان دكان العامل مشهور بأنو يجيب حاجات الطلبة. كراسات وأقلام.. كان ضاع منك كراس تجي تشتري منو! لأنو ما كان بي نحتاج نشتري كراسات، لأن وزارة التربية والتعليم تصرف لنا كل شئ، الكراسات. الاقلام.. الكتب.. المحّايات.. الحبر بقا للطلبة المبرزين في سنة ثانية.. ويعمم الحبر بالمحابر على الدرج في سنة ثالثة ورابعة.. مافي حاجة اسمها أقلام حبر جاف والله سائل.. محابر وعندك ريشة كدة زي القصبة وفيها حاجة كدة اسمها( سنَّة) السنة كان ثمنها تعريفة. بعد سنتك البي يصرفوها ليك تضيع ممكن تشتري سنة من دكان العامل..ونحن في ثالثة ظهرت بصفة قليلة أقلام اسمها أقلام (طَروبـِن) تملأ بي ملاي.. قلة من الطلبة كان عندهم. الباقين يكتبوا بي ريش وسنن ويغمسوا من المحبرة الفوق الدرج.. كل درج فيهو عدة محابر يملاهن الفراش سليمان ود سموعي بالحبر، الكانت تجيبوا وزراة التربية والتعليم، حتى لمان مشينا المتوسطة المحابر موجودة تملا منها قلمك بتاع الحبر. وكان ما عندك قلم تكتب بالريشة والسنة مافي زول بيسألك..
دكان حسن الفكي:-
دكان بتاع كبارات وما كنا نذهب ليهو كتير من المدرسة.. فيهو احتياجات المواطنين الكبيرة، وكان حسن الفكي تاجراً كبيراً لايلتفت لحاجات الطلبة الصغيرة ، مسطرة، قلم رصاص ، محاية، دي كانت تباع في الدكاكين الأخرى.. حسن الفكي كان دكانه، شاي سكر ، زيت .عدس، رز، جاز، ومعظمو بالصفايح والإجمالي.. ومن هذا الدكان من خزينة حسن الفكي، تصرف مواهي المعلمين، ومواهي الخدامات، وموهي الممرض والحكيم باشا..كل الوظائف الحكومية، كانت الوزارات المختلفة تودع الرواتب قبل ثلاثة شهور من صرفها.. وكان حسن الفكي وكيل الاستلام..
دكان عثمان عبادي:-
هذا دكان عامر جداً فيه احتياجات الطلبة والأطفال والناس الكبار.. موجود في منتصف فريق العبابسة بقرية شري.. برندة وداخلها الدكان ومن خلفه باب جانبي حيث يسكن أهله.. تلقى من برة حيطة الدكان بتاعة عثمان عبادي دي كلها مقددة من أثر المسامير بصورة ملفتة.. عشان كان تاجر جلود ينشفها على صفحة الدكان،ويدقها بالمسامير، ما يخلي جلد حايم في سوق النعوفاب والله في شري إلا يشتريهو.. ويشقوا ويعلقوا على صفحة حيطة الدكان وينشفوا ويجففوا ويجمعهن بالكميات الكبيرة ويشحنهن بالمراكب الى الكاب،والجلد المقدد ما بيشتريهو، خرم واحد بتاع سكين يلقاها فرصة ينقص السعر النص، ثم عن طريق عربات البضاعة بالقطر في السكة حديد إلى أم درمان ، كانت شغلانية متعبة ولكن من ورائها يجني ربحاً طائلاً.. بعد ما يضمن الجلود وصلت أم درمان يقوم يسافر وراها من هنا . ويقبض ثمنها ويجي من أم درمان محملاً بالبضائع التى يحتاج إليها المواطنين.. وكان بالنسبة للطلبة في مدرسة شري الأولية يجيب كل ما يخص الطلبة والأطفال.. ملابس. أحذية الشدة.. حلويات بأنواعها.. وخاصة حلاوة لكوم الأبيض والأحمر كانت مقرطسة في صناديق زمان كقطع صغيرة.. كل صندوق فيه خمسة وعشرين حبة.. كان بعضنا يشتري منه صندوق حلاوة اللكوم ويروح يبيعوا في المدرسة.. الصندوق كان سعرو ريال تروح تبيع للطلبة الحبة بي تعريفة.. ربحك فيه يكون قرشين ونص ويطلع معاك الدقيق بتاعة اللكوم ربح برضو تلحسو أو تبيعو.. وكان يجيب عثمان عبادي قصب السكر. يقصصوا ويبيعوا للطلبة أمام دكانه..
وقتها لم ينشأ في ساقية العبابسة دكان أحمد القميري.. ما نشأ هذا الدكان إلا بعد أخوه النذير القميري سافر السعودية ودعم له الدكان..
دكان سليم علي الشاعر:-
كان هذا في قرية أم لقاديب. برضو ده دكان كبارات ومعظمو بالإجمالي وفيه حاجيات الأسر وقليل من حاجيات الطلبة . كان معداً لحاجيات الناس الكبار.. ومرات تلقى حاج سليم خاتي عنقريبو في نص الدكان .. وولدو عثمان سليم الرجل القامة رحمو الله خاتي مكنتو ويخيط.. برضو دكان سليم كان مكان عشان يستلم القروش من الناس البي يجوا يدققوا في طاحونة سليم.. يدوه حق الدقيق في الدكان مع أن الطاحونة بعيدة من الدكان.. عندو صَـرَّة عين كدة رحمو الله. يصر عين ووزي تشوفو مقبل غادي، وهو ما مقبل غادي .. يعاين ليك ويعاين لى قروش الدِقِّـيـَقْ في إ يدك! يقول ليك دَقّّقـَتّ بي كم يا أبني! تقول ليهو عندي كذا ربع.. الربع دقيقو كان بي قرشين..كان ممكن يستلم الشخص الذي في الطاحونة القروش .. ولكن وقتها كان يدقق للناس وفني الطاحونة الرجل القامة الطيب ود الحسين .. وقال لى حاج سليم أنا ما بمسك القروش تدخلني في حساب.. وعليه صار سليم يكون متواجد في دكانو يستلم حصيلة القروش من الأولاد... أحياناً في أولاد كذابين يكون دَقَّـقْ خمسة أرباع عيش، يقول ليهو ربعين! مثلاً ولكن مرات حاج سليم كان ذكياً. هو يعرف الأسرة دي أسرة منو! ويعرف استهلاكها كم! في الأسبوع.. حافظ جميع الأسر في شري وخارج شري.. حتى مركب عمك قصيرون كانت تجي من جزيرة سور محملة بالعيش عشان يدققوه هو سليم كمان حافظ أسر سور .. وعشان كدة مرات يروح يسأل أهل بعض الطلبة يقول ليهم يوم داك دققتوا كم ربع.! وكان أحياناً يقبض بعض الأولاد الجوا دققوا حرامية وأهلهم يدوهم علقة.. ومرات سليم يقول ليهم لى أهلهم الولد ده! تاني ما يجيني مع عيش الدقيق.. حتى أهلهم مرات يخلوا القروش يجيبوها بي نفسهم..
دكان سلمان علي الشاعر:-
يوجد في قرية المتيرة. قرب جدول الساقي.. يرجاك قاعد فيهو سلمان ود الشاعر.. كان رجلاً ظريفاً صاحب نكتة.. دائما يلبس العراقي والسروال ويتلفح التوب.. توب ساكوبيس أبيض ناصع.. كان رجلاً من عاداته لاتفوته جنازة ولا دافنة. حتى ولو في جوف الليل. يجي الغرب للمقابر.. عالي الهمة.. كان صديقاً للوالد عبد الله وعندهم هظار ومزاح مع بعض.. بما أن حاج سلمان على الشاعر رحمه الله رحمة واسعة كان عندو أكثر من مرأة تزوجها فقد عمل برندة في الدكان مقفلة ووضع فيها ماكينة خياطة. كان ابنه عثمان سلمان علي الشاعر يا داب في بداياته يتعلم كيف يخيط..الملابس وخاصة الملابس الستاتية.. كان مشهور دكان سلمان ببيع( الشُرَاك) ( شَرَكَة) من حديد يصنعوها في أم درمان يجيبا بالكمية.. ونحن كأطفال نشرك للطيور كنا نعرف نوعية الشركة الجيدة القوية الحديدا قوي. كانت الشراك الجيدة في دكان سلمان ود الشاعر. أصلية.. بقية الدكاكين فيها شراك طبعا.. لكن الشُرَاك الجيدة عند سلمان علي الشاعر.. كانت هنالك شركة خفيفة تقبض الطيور الصغيرة علج.. صليعة.. دي سعرها قرشين.. الشركة الكبيرة تقبض الطيور الكبيرة.. قمري بليب.. قطا.. دي سعرها شلن.. والشراك الصغيرة مرات الطيور بعد تقبض فيها تشيلا وتطير بيها وتروح تضعها في عش في تمرة طويلة ، خلاص تاني شركتك تكون راحت عليك.. عشان كدة في بعض الطلبة الشركة بعد ما يشركوها يربطوها بي خيط بي مسمار يدفنوه في التراب عشان لما تقبض الطيرة الكبيرة ما تطير بيها.. كمان كان عندنا مشكلة مع السَرَاتي( الحدأة) السراتي تكون حارسانا. أول ما شركتك ما تقبض والطيرة تفرفر فيها وإنت جاي عليها تلقى السرتويي ختفتا بي طيرتا وشركتا وصعدت بها لأعلى تمرة تأكلها هناك وتخلي ليك شركتك هناك. السرتويي كانت حرامية جدا وكانت معذبانا.. عشان كدة كنا نربط الشركة منها بي خيط في الأرض .وعش السراتي في أعلى النخلة كان دائماً ملىء بشراك الأطفال. كفاية التشيل الطيرة القابضة في الشركة وتخلي ليك شركتك.. عشان الشركة خصارة غالية بي خمسة قروش.. كمان في أولاد حرامية هو عايز الشركة والطيرة القابضة الإثنين ما تشيلهم السرتويي يقوم يربط الشركة بي خيط..في مسمار قوي ويدفنو في التراب ويضع جنب الشركة من جهة راسها شوالة قديمة قطعة شوال كدة.. والسرتويي طبعاً حراميي تجي من هناك متحمي أول ما تشوف الشركة قبضت.. تجي جاري تشيل الطيرة، كرعيها ,أظافرا توكر في الخيشة.. وعاد تعال شوف نتفشا فيها، نقطع لها قدومتا السنيني ديك ومرات نحرقا بالنار ونكتلا.. عشان نقول نقلل عدد السراتي.وننتقم منها. وأصعب حاجة شركتك لما تلقط. يقول ليك شركتي لقطتت.. يعني الهبار هبر في الطيرة والشركة هبرت والطيرة طارت ما قبضت.. والسبب أن جهاز ( الهبـَّار) الذي تسبب عليهو الدودي أو الحبي ما كويس.. الشراك تجي من الصعيد عليها هبار حديد ما بينفع معانا.. طوالى نقلعوا ونسوي ليها هبَّار عود محسحس سميح كدي أقل حاجة يهبر في الطيرة.. هبار الحديد مرات لامن الطيرة تاكل الدودي وتمعطا ما يهبر فيها.. ما كويس..
دكان عثمان ود سليمان ود طه:-

دكان صغير في قرية أم حصي ، ما كنا بنذهب ليهو كتير، عشان فيه حاجات المزارعية بس.. طواري مناجل. سكاكين.. لو عايز تيراب لوبا طيب. لوبا عفن.. تيراب بصل. تيراب جرجير.. كان يشتغل طين في الصعيد عثمان ومن هناك عشان قروشو دي تربح ليهو! يقوم يسويها في لوبا وتواريب وطواري أم ديك الاصلي. من أم درمان ويشحنا من هناك يجي يتلقاها في الكاب.
دكان أحمد ود حسب الله:-

عاملو جنب الخلوة بتاعتو.. وهو دكان متعهد المدرسة.. والتعهد بالتناوب مرة هو، ومرة حاج سليم ومرتو سعيدي في أم لقاديب.. برضو دكان فيهو احتياجات عامة. وحديد البوابير والعيش والسكر والشاي وبعض حاجيات المدرسة البي يحتاجو ليها الطلبة. كان حاج أحمد حسب الله عندو دكان قديم أخيراً طور الدكان في موقعه الجديد وعمل مصلاية كبيييرة أضافها على الخلوة بتاعتو القديمة.. كان رجلاً طيب الجناب عابدا يعزم أولاد حاج الماحي طوالي كل سنة كانت عندهم جولة في المناصير. لازم ليليي تكون عند أحمد ود حسب الله.
دكان حسن بابكر:-

كان دكاناً صغيرا.. مافيهو حاجات طلبة. بس يبيع الطحنية للأولاد ويبيع الزيت والجاز البي يضوا بيهو الفوانيس ( كيروسين)
دكان عبد الله( عبديلاهي) ده في قرية فقاعة برضو فيهو الاحتياجات العامة
دكان الطيب ود اللمين:-
برضو دكان صغير فيهو احتياجات الناس العامة.. وبعدو مسكو محومااد ود الطيب ود اللمين. لكن دكان الطيب ود اللمين الاساسي كان في سوق النعوفاب في مقدمة السوق. كان يبيع العيش والدخن.. ويبيع القَـَرضْ..
دكان الصادق ود الجـِزَيـْرِي:-

ده والد إدريس الصادق عندو خرج كدة متجول زي( منداجة) بي لغة عرب المناصير.. غالباً ما يجيب حاجاتو دي يفرشا يوم السوق. كان يبيع شب.. بخور نعلين شدة وباتا.. ومساويك أراك وصحاني بتاعات طلس وعلمون( ألمونيوم) لكن كان جيتو في الجـِزَيـْرِي دي عند أهلو، والله مرأة جاتو دايرة ليها صحن.. طافور. يديها من خرجو وده!.. دكان متحرك.. يعني
دكان إحموده ود كرار:-
ده دكان صغير ومرات يقفل كان ماسكوا إحمودة وبعدو مسكوهو أولادو. سكر شاي. عيش حب. قمح كدة.نحن كطلبة في مدرسة شري الأولية ما كان لينا فيهو احتياجات.
دكان حاج أحمد الحسن عثمان
في حلة القوز، هذا نشأ مؤخراً في منتصف السبعينات.. أما تلك الدكاكين الأخرى قديمة منذ أواخر الخمسينات وبعضها قبل ذلك.

التجارة في المدرسة:-
التجارة في المدرسة كانت تزدهر فترة العصرية بعد ساعات الراحة. يخرجوا الطلبة خارج سور الداخلية يلعبوا.. البيع بالصباح كان ممنوع في المدرسة إلا في فسحة الفطور.مثلاً.. فراش المدرسة سليمان ود سموعي كان يجيب جنى الجداد المسلوق. الحبة بي تعريفة.. المنى بت الرحمة طباخة كانت تبيع الزلابية تمشي ليها بي ورا في شبابيك المطبخ الفاتحة على الشارع تناولك.. الحبتين بي قرش .. لأنو هي كطباخة كان ممنوع تطلع برة المطبخ تبيع.. كانت تعمل الزلابية من دقيق الفينو.. زيرو رقم واحد.. وكانت تجيد صنع الزلابية بصورة مذهلة وزلابيتها حلوة شديد. لأنو الزلابية البي يسوها أهلنا معظمهم ما بيعرفوا ليها.. ويعملوها من دقيق القمح العادي بلا خميرة.. تطلع مسمطة وقوية وشرباني في الزيت، إيدك كلها تـَفـِقْ زيت لما تأكلها.. كان يستكتروا دقيق الفينة وما بيشتروه يعتبروه شغل صعيد.. أما الخميرة لا فورية ولاعادية! .كانت غير موجوده.. وكانت المنى بت الرحمة تسافر تجيبا من فوق. من عطبرة .. كانت مرأة ظريفة ونضيفة وسمحة.. عشان كدة المدرسين كان يشتروا زلابيتها.. مرات تديها ولدا قسم السيد يبيعا ليها في حَلـَّة كدة يبيعا في المدرسة.. حتى ناس العطمانين وهي قريتها، كان يشتروا منها الصباح زلابية يشربوا بيها الشاي قبل ما تمشي هي المدرسة يجوا يشتروا منها يلقوها تعوس في خُسَّها.. كل يوم تعملا.. كنت أجي أشتري منها مرات عند أهلا..
إدريس الصادق والتجارة:-
إدريس الصادق كان يجي يفرش خرج أبوه داك قدام باب الداخلية يبيع بسكويت. لكوم.. طحنية بالعصر..
دادق:-
دادق برضو يجي يفرش من دكان أبوه قدام باب الداخلية وكان مشهور يبيع( الكريز) الكرز يفتح علبة الكريز ويديك حبة بي مويتا بي معلقة كدة في خشمك وتديهو تعريفة.. على الحبة بي مويتا في معلقة.
عثمان علي الأمين وبيع التمر:- عثمان علي الأمين من أوس.. كان يجي شايل فوق خرج على حمار لما التمر يمرق سبايط تمر أم راس وأم نص.. ومهرود.. يبيع للطلبة. دائما تمر الجزاير يمرق بدري قبل تمرنا لافوق. عشان الحرارة والجبال والتربة الحجرية. يبيع ملية الكوز المتوسط بي قر شين..هسي دي بقا عثمان متعهد كبير وساكن بيت ملك في العاصمة في الجرافة وتزوج بنت خالتنا..
أولاد المزارعية:-أولاد المزارعية كان العندو بطيخة نجيضة. والله شمامة.. يشققا.. ويجي شايلا في صينية يبيع الفشقي بي تعريفة..وغالباً دي كان يعملوها ، أولاد قرية المتيرة وقرية أم لقاديب وقرية فقاعة، لأن أهلهم كانوا مزارعية وسمودة، يحرصوا على الخضروات الموسمية بجانب المحصول الأساسي من قمح وذره.
علي كلمون والتجارة:-
برضو علي كلمون كان يجي بي حمارة يبيع في المدرسة يفرش يجيب حلاوة حربة ولكوم يبيع وابوه كان عندو دكان.. مرات أخوه الكبير سليمان كلمون يجي يبيع برضو.
التجارة المتجولة حول حرم الداخلية:-
ديل كان يكونوا شايلين كرتلات. تدفع تعريفة وتختار رسمة على الكرتلة.. والجائزة مثلا تكون ( ديك) أو صندوق حلاوة لكوم.. أو شركة كبيرة.. عثمان عبادي كان يجيب الكرتلات دي يبيعا يجيبا من أم درمان.. برضو الشايل ليهو صندوق حلاوة لكوم لافي بيهو يبيع الحبة بي تعريفة وكدا.
غداء المدرسين:-
كانت هنالك غرفة واحدة في داخلية المدرسة قريبة من الباب.. يسكن فيها ضابط الداخلية.. وخارج سور المدرسة من جهة المستشفى هنالك سكن للمعلمين مبنى على طراز ممتاز، بالرغم من أن المناصير بنايين، لكن جوا بنوه ناس بربر في أوائل الخمسينات.. غداء المدرسين يطلع من مطبخ المدرسة ، الخير كان وافر لايؤثر ذلك في شي. الشاي. كل حاجة. لايطبخوا أي شئ ولا شاي.. كل شئ يجيهم من المطبخ، وكانت الهدايا تأتيهم من المزارعين، طماطم، بصل أخضر ، عجور، شمام ، بطيخ، ما بيودوها للمدرسين، يجيبوها هنا في المطبخ، مثلاً الماهل رحمو الله كان يجي شايل بطيخة يجيبا للخدامات، يقول ليها : بعدين قطعيها للمدرسين مع غداهم! هي تقطع منها وتشيل باقيها.. بعدين رئيسة الخدامات تكلم الأساتذة تقول ليهم البطيخة القبيل ديك مع الغداء جابا فلان.. ناس زي ديل كتار يهدوا خاصة في مواسم الطماطم والخضار، وكان هنالك ناس في شري متخصصين في الخضروات السريعة، مرات جربوا زرعوا الجزر والباذنجان، والموز..
أثنين طلبة كبار تديهم الخدامات الصينية يشيلوها يا الله ويامين يوصلوها في السكن الخارجي برة بالقرب من المستشفى البيوت الفاتحة على الداخلية. ضابط الداخلية يتحرك عليهم هناك يتغدوا مع بعض.. أها نحن هنا نكون إتغدينا زي الساعة إثنين وشوية كدة وضرب جرس الراحة.. كل زول لازم يقطع الحركة ويطلع في سريرو. يقرأ، ينوم، المهم يخنس، وإلا يكتب مهرجل ويقدم في طابور الداخلية المسائي ويجلد خمس جلدات.. أثناء الراحة بيكون الطلبة خلدوا الى الراحة، كل زول لزم سريرو. لكن أثناء هذه الراحة، كانت هنالك فرصة تتم لبعض الطلبة البي يتحاوموا، بسبب، بدون سبب، جنب خشم باب الداخلية!
ليه! ترقباً لصينية المدرسين بعد ياكلوا. طبعا لازم الصينية يكون فيها باقي مما لذ وطاب.. باقي لحم باقي دمعة باقي بطيخ باقي شمام.. والخدامات بيكون راحن أهلن وقفلن المطبخ، بس خلن المطبخ الخارجي البي يرصوا فيهو الصواني بابو فاتح، عشان الطلبة لما يرجعوا صينية المعلمين يتركوها فيهو لى بكرة لامن يجن الصباح يغسلنها،
أها ثلاثة أربعة طلبة كدة يتحاوموا يترقبوا صينية المعلمين.. معظمهم من رؤساء العنابر، عشان مافي طالب عادي أو طالب صغير يتحاوم في زمن الراحة..
واحد من المدرسين يطلع بره باب الحوش بتاعهم ويقول Sad

ياولالالالالالاد.. يا ولد.. يا ولالالالاد) بصوت عالي. الكلمة دي معناها شنو! معناها صينية الغداء فضيت تعالوا شيلوها..
كلمة يا ولد دي تنسمع في الداخلية كلها، مرات يكون عندنا حظ نجري نجيب صينية المعلمين مرات الطلبة الكبار يظفروا بذلك.. نجري نجيب الصينية.. مرات تكون كسرة بس! نكبها في صحن ونسوي ليها دقة ونعجنا بي موية.. مرات تلقى ليك عضم ما ممصوص كويس فيهو باقي لحمة، تخلص عليهو! مرات شوية دمعة.. وإذا مع الغداء بطيخة.. البطيخ عندنا في المناصير ما بيقطعوه زي ناس الصعيد يجردوه من ظهرها الأخضر لا. البطيخ يشقق سرايح بظهره.. كامل. تمسكا وتاكل. طبعا المدرسين يأكلوا الأحمر في البطيخة، بعد الأخضر في الابيض طبعاً، نحن نخلص على الأبيض الفيها ومرات ندي الأخضر كدّه.. سبحان الله ناكل وراء خشوم ناس أكلوا.. ما معروف عندهم شنو.. نكد عضم زول كان ياكل فيه.. لكن إفتراضاَ أن المعلم نضيف وزول راقي ومتسوك.. ما علينا نأكل البواقي.. عمرو ما جاتنا حاجة ولا أصابنا مرض..

خاتمة:-
أما بعد، فهذه عصارة جهدي، وديدبان عقلي، وعصارة ذاكرة، تحاول جهد المقل أن ترسى خيوط ماضي، في أمكنة منحتني ووهبتني العلم، وأضافت من خيراتها على ذاتي ونفسي، فتباريح الهوى قائم، ونار الجوى والشوق باقية، ( شري) حتى أراك متمددة على أثير وفيافي أرضك عائدة روحك إليك، وجسدك الذي كان، عاد بأحسن مما كان عليه في ماضيه، أكثر أريجاً، وأنعم خضرة، ,أصلح حالاً، وأمضى عافية، وأقدر جهداً ، على مصارعة المستقبل، عندها سوف تعود إلى نفسي عافيتها كاملة مكملة بفضل الله وحده الذي لاتغيب ذاته عن خلقه، قيد أنمله..
رحم الله قومي ، وهم في اختلافاتهم هذه، نسأل الله لهم، أن يوحد بينهم، ويجعلهم يتركون حظوظ النفوس الصغيرة، من أجل الغايات الكبيرة السامية..

من طرف **اميره الحومرى** الأحد 04 مارس 2012, 8:27 pm

تسلم ا ستاذنا صديق قلتا احصل البوست دا قبل ما يكتر على برضوا ما قدرتا اليوميين
ديل ليال ما خده منى زمن كتير
وبالنسبه للمدرسه فعلا زمن جميل والناس كلهم حتى الما حالفم الحظ كانوا نوابغ انا بعرف ناس دارسين الخلاوى بس وبرضوا ماشاء الله عليهم الزمن دا التحصيل بس اكاديمى الله يكون فى العون غايتوا الوحد مرات يتمنى ان يكون شاهد على ذلك العصر.
بمناسبه الخلاوى ما جبت ذكرتها لينا هل هى موجوده فى المناصير؟ ولا مافى الناس كانت بتلتحق بيها ؟وهل المناصير بس ختميه ؟هل ليهم فى الطرق الصوفيه ؟يعنى اكتب لينا عن التصوف فى المناصير اذا تفضلت
وتقبل مرورى

تسلمي بت الحومري على المرور بي جاي رغم مشغوليتك مع ليالي.. لكن شوية شوية ممكن تصلى( حوض الراس) زي ما قال النفر..
تسلمي
الخلاوي موجودة والتصوف موجود.. اصلاً ما كان في غيرهم..
الخلاوي بدأت تتراجع مع فتوح المدارس
الناس كانوا ختمية وقادرية.. والبعض الآخر مسلم ملتزم عادي بدون تصوف ولا تسييس..يصلى صلاتو ويصوم صيامو ويحج وكدة!بس بدون زيادة

عندنا خلاوي الكرم.. والمبيت
وعندنا خلاوي القرآن
خلوة السلمات للقرآن
خلوة برتي للقرآن
خلوة ود فطين للقرآن
خلوة العمارين للقرآن
خلوة الشمخية للقرآن
خلوة بهيي الشيخ يس للقرآن

خلوة حلة الفكي مالك للقرآن
خلوة كارة في شرري للقرآن
خلوة حوش فرنيب للقرآن
خلوة الفقرة في كبنة للقرآن
................
اما خلاوي الكرم دي تكاد تكون ما بتتعدا يا أميره

من طرف **ود المناصير** الإثنين 05 مارس 2012, 5:58 am

يا باشمهندس .... سلام ....

والله ما قدرت اكملها ... قلت اقيف شوية وارجع ليك بكرة إن شاء الله

لكن قلنا نسلم عليك .. ونقول ليك ... ربنا يحفظك ..

ربنا يحفظك

ود المناصير..خايف تسحر صاحبك والله شنو؟

إنت ما بتسحرني يا حبيبي

بعدين صاحبك محروس ما تخاف..من صغيييير أنا محروس.. الفضل لله.. وإلا كان رحتا في خبر كان.. الشكر لله

أقرا بي مهلتك عاد يا ... يابا شوية شوية

المهندس صديق لك التحية وما شاء الله وتوثيق نشيد به وتقبل مروري.

دكتور مصباح
هل قريتا كلها!

من طرف **mustafa omer Elhassan** الإثنين 05 مارس 2012, 4:06 pm

الباشمهندس الرايع الفنان صديق

والله ماساءالله عليك

ربنا يحفظك من كل سوء

الكلمات والسرد اكثو من رايع

فجزاك الله خيرا

ولي عوده للتعليق بعمق

صديق أنا قد اختلف عن الناس قراءتي سريعة أحداث عايشتها على الطبيعة أعرف معظم الأسماء التي ( ضارعها بالكدوكة )

كما أني حريص على أن أقرأ كل حرف سطرته عن بلدي وياحليك يابلدنا الفيك ربونا ولدنا. جزاك الله خيرا أخي صديق.

تشكر الأخ شيخنا مصطفى عمر الحسن.. الحقيقة البوست يعنيك برضو ، واكيد راح تجد فيه متعة بأنو يذكرك مراتع الصبا.. والحقيقة أنا برضو ممتن لك، في اننا كثيراً ما نستفيد من بوستاتك العلمية ونقراها بتمعن شديد.. جعلها الله في ميزان حسناتك

صديق أنا قد اختلف عن الناس قراءتي سريعة أحداث عايشتها على الطبيعة أعرف معظم الأسماء التي ( ضارعها بالكدوكة )

كيف ما تضرعها بالكدوكي يا دكتور مصباح! والحكاية تعنيك برضو. هذا التوثيق كلو أنت شاهد عصر عليه، وأثناء كتابتي كثيراً ما أتذكرك في بعض النقاط أو المواقف.. وأنت عشت كل هذه الأحداث في جزيرتنا الغراء، أعادها الله كما كانت ، بل أحسن
بما أن شري كانت حاضرة المناصير. أكيد أبناءها ممتنون لها، بل كل من درس فيها، لابد أنه قد طالته بعض هذه الأحداث
ناس شري
زي مصباح
والنفر
و العريس النزير العوناب
ومصطفى عمر الحسن
وأميره علي
وهيثم الدسوقي
والفكي أحمد
ومحمد بروي
و اختنا شري
الحاج شرف الدين
ودكتور حسين النافعابي
وكل من لم أستطع ذكره
بل الناس الكتااار الدرسوا فيها هنا من أعضاء المنتدى سواء كان في الإبتدائية أو المتوسطة.. أو جاءوا لإمتحان فيها
سلمان عقيد
خالد عابدين
ابو مصطفى
العريس نادر نور الهادي على العطا
هاشم علي الجزولى
وعز الدين محمد علي ضقولي
وغيرهم الكثير
الحقيقة شري ليست ملكاً للشرَّاية فحسب! هي ملك للمناصير كلهم، في أنها حاضرتهم وبؤرة إشعاع تعليمهم ، كما الكاب وكبنة وبرتي وعصمة..
ولكن الوضع معاك يختلف يا دكتور مصباح، في أنك شاهد على تلك الفترة الزمنية، وعايش تلك الفترة الزمنية حتى النخاع.. بل أسرتك كانت مؤثرة في تلك الأحداث

صديق عبدالله علي أبوحنة كتب:
صديق أنا قد اختلف عن الناس قراءتي سريعة أحداث عايشتها على الطبيعة أعرف معظم الأسماء التي ( ضارعها بالكدوكة )
كيف ما تضرعها بالكدوكي يا دكتور مصباح! والحكاية تعنيك برضو. هذا التوثيق كلو أنت شاهد عصر عليه، وأثناء كتابتي كثيراً ما أتذكرك في بعض النقاط أو المواقف.. وأنت عشت كل هذه الأحداث في جزيرتنا الغراء، أعادها الله كما كانت ، بل أحسن
بما أن شري كانت حاضرة المناصير. أكيد أبناءها ممتنون لها، بل كل من درس فيها، لابد أنه قد طالته بعض هذه الأحداث
ناس شري
زي مصباح
والنفر
و العريس النزير العوناب
ومصطفى عمر الحسن
وأميره علي
وهيثم الدسوقي
والفكي أحمد
ومحمد بروي
و اختنا شري
الحاج شرف الدين
ودكتور حسين النافعابي
وكل من لم أستطع ذكره
بل الناس الكتااار الدرسوا فيها هنا من أعضاء المنتدى سواء كان في الإبتدائية أو المتوسطة.. أو جاءوا لإمتحان فيها
سلمان عقيد
خالد عابدين
ابو مصطفى
العريس نادر نور الهادي على العطا
هاشم علي الجزولى
وعز الدين محمد علي ضقولي
نور الهادي عقيد عثمان
وغيرهم الكثير
الحقيقة شري ليست ملكاً للشرَّاية فحسب! هي ملك للمناصير كلهم، في أنها حاضرتهم وبؤرة إشعاع تعليمهم ، كما الكاب وكبنة وبرتي وعصمة..
ولكن الوضع معاك يختلف يا دكتور مصباح، في أنك شاهد على تلك الفترة الزمنية، وعايش تلك الفترة الزمنية حتى النخاع.. بل أسرتك كانت مؤثرة في تلك الأحداث

من طرف **الفكى احمد** الأربعاء 07 مارس 2012, 3:00 am

كالعادة رائع وفوق الوصف يا د. صديق ، تشكر على هذا الجهد وهذا البحث والتنقيب الدقيق الذى يدل ويؤكد على حبك وإخلاصك لمناهل علمك أينما كانت وفخرك واحترامك واعتزازك بأساتذتك وكل من ساهم فى حلقات وساسلة التعليم على إختلاف مراحلها ويبدو ذلك جليا من خلال كتاباتك بمتابعتك لهم وسؤالك وتقصيك أخبارهم وأحوالهم فنعم التلميذ والطالب البار أنت وربنا يديك العافية وأكثر ما أعجبنى وصفك لمدرسة شيرى الأولية بجامعة شيرى حقا فقد كانت تؤدى دور جامعة فى المجتمع المنصورى وقتئذ وكانت محور كل الحياة ومركز إشعاع العلم والثقافه والتواصل الإجتماعى ولو أردنا ان نعدد ونسترسل فى مناقبها لما وسعتنا صفحات وصفحات ..وبما أن الأمر يتعلق بالتاريخ وهو أمانة وبالتوثيق لهذه المنارة الشامخة فسوف أدلى بدلوى لاحقا بعد الإذن ..

لازم لاحقاً تدلي بدلوك يا باشمهندس الفكي.. وأنت شاهد عصر على الأحداث..
يا ترى هل تذكر هذه الأحداث التى ذكرتها أنا..

من طرف **النفر** الأربعاء 07 مارس 2012, 1:03 pm

الكاتب والروائى والمرجع فى تاريخنا والموثق لإرثنا وعاداتنا وتقاليدنا وصاحب الذاكرة الحديدية ... الباشمهندس صديق أبوحنه ... حياك الله وأبقاك وحفظك ورعاك ... ما شاء الله عليك لم تترك شاردة ولا واردة وعدت بنا الى ذلك الزمن الطيب وتلك الفترة التى عايشناها وكأنى أرها ماثلة أمامى ...مدرسة شرى الأولية لها تاريخها الناصع ولها بصماتها الرائعة فى مسيرة حياتنا العلمية ...تعليم وتربية وإنضباط وسلوك وأساتذة أجلاء نكن لهم كل التقدير والإحترام ونلهج لهم بالدعاء الطيب ما حيينا ... سأعودك للمداخله إذا مد الله فى الآجال _
لك تحياتى وودى ،،،

أيوة ايوة يا النفر. لازم تعود وتضيف
قلت ليك
وصلت حوض الراس والله لسه!

مشكور ياهندسة

يقال ان مدرسة شري افتتحت سنة 1945

سوف اتاكد من التاريخ تاني

اول دفعة في مدرسة شري كان فيها : عثمان المقدوم ، المرحوم الاستاذ محمد الحسن عون الله ، ووالدنا المرحوم طه محمد عثمان الافندي هولاء من سمعت عنهم وغيرهم

الوالد كان عنده نتائج وشهادات من مدرسة شري مكتوبة بخط اليد وعليها ختم المدرسة بس دايرة بحث لو لقيتها بنشرها بعد اذنك طبعا اخونا صديق

الليلة حاتم الافندي جانا بي جاي
البركة والخير طلانا..
سنة 1945 كانت مدرسة صغري وليست أولية يا حاتم..
هي جولة بابكر بدري في الإقليم الشمالي.أسس في الرباطاب وأسس مدرسة السنجراب..
التى درس فيها العلامة الدكتور عبد الله الطيب... ودرس معاه عمنا حسن أحمد الفكي.. ليه!
لأنو هناك في السنجراب الرباطاب بي شطارتهم عملوها أولية! بعد ما كانت صغرى زينا.. ونحن تأخرنا شوية حتى صارت أولية
وإلا عمك حسن احمد الفكي كان من باب أولى يدرس صف رابع في شري! جنب أهلو
أنا تحدث عن تاريخها لما كانت مدرسة اولية وليست مدرسة صغرى..مدرسة صغرى دي عايزة بحث دقيق شوية عشان نعرف بالضبط متى كانت مدرسة صغرى..

من طرف **الفكى احمد** الخميس 08 مارس 2012, 7:27 am

السلام على صاحب البوست وعلى المتداخلين وكل ناس المنتدى الطيين ، يجدر بالذكر أن أول ناظر بشيرى كان المرحوم محمد الحَسِين المشهور بود الحَسِين ـ بفتح الحاء وكسر السين ـ وقد كان مقر المدرسة هو نفس المقر الذى حول داخلية للمدرسة الأولية ومن ثم مدرسة متوسطة وثانوية لاحقا وقد تم إنتقال المدرسه الأولية من مقرها الأول إلى مقرها الجديد الذى إكتمل فى العام 1958 وكان الناظر فى ذلك الوقت هو المرحوم محمد طاهر نور الهادى ومن النظار الذين أتوا بعده : محمد محمود الذى كان من ضمن أسرته ثلاث أخوات هن أول من بدأن تعليم البنات بشيرى بمقابل بسيط من كل دارسه والناظر مختار المبارك من الرباطاب والأمين البدوى من الرباطاب وأذكر أن الأمين البدوى كان يصيد الأوز فى الصباح الباكرالذى كان يأتى بكثره بعد حصاد القمح وكذلك كان حسن الفكى وكان لكل منهما بندقية خرطوش وكانت الكلاب كثيرة تحوم حول الداخلية سعيا وراء الفضلات وقد خاف الناظر الأمين البدوى منها على التلاميذ فقتل منها الكثير بخرطوشه وقد كان مربيا جسورا وحاسما وكنا فى الصف الرابع وكان يدرسنا الحساب والدين وكثف لنا من الإختبارات ودروس العصر بعد أن أكملنا المقرر قبل وقت كافى وذهب معنا للإمتحان فى أبى حمد مشجعا ومطمئنا وقد تم قبول أكبر دفعة من مدرسة واحدة هى مدرسة شيرى الأولية فى تاريخ مدارس لجنة أبوحمد حيث تم قبول 28 تلميذامن مجموع ثلاثة وأربعين يتم قبولهم بالمتوسطه وأذكر من المدارس الأوليه حينها : مدرسة شيرى ومدرسة الكاب ومدارس أبوحمد ومقرات والسنجراب وكرقس وكلسيكل وأمكى وقد كان إجمالى التلاميذ الممتحنين حوالى الأربعمائة طالب وفى ذلك العام كان أول اللجنه هو أحمد محمد أحمد كحيل من مدرسة الكاب وهو من الشلال والثانى الفكى أحمد من مدرسة شيرى والثالث محمد عثمان جيب الله من شيرى ومن ضمن تلك الدفعة أيضا محمد خليفة حسين ــ صحن ــ وسليمان النافعابى وبابكر خير الله وسليمان أحمد نعمان وعلى الحسن خلف الله وقسم السيد الحمود وحسن محمد أحمد الصادق وحسن الحلبى وسليمان خليفه وحسن الدكيمى وعبدالرحمن محمد صالح ـ بركل ـ وعلى يوسف وأبراهيم أحمد الحسن والبقية . ومن المدرسين فى ذلك الوقت أذكر شيخ بكرى محمد عثمان وهو من المحس وكان له طفل رضيع توفى بشيرى وأحمد صديق أبو علامه من أبوحمد وشيخ محمد وشيخ أبراهيم محمد حامد ومحمد شريف وشيخ حسن على صديق وشيخ الفاضل وشيخ أحمد الحاج وقد سمى عليه حسن الفكى إبنه أحمد الحاج رحمه الله ....وإلى لقاء آخر بإذن الله تعالى ....

يااااااااااه
يا لها من إضافات رائعة يا تاني اللجنة على أربعمائة طالب..
باشمهندس الفكي أحمد محمدأحمد الفكي
انا عارف ذاكرتك حديدية. هذه الذاكرة الحديدية اضفت فكراً على الجسد، فصار محافظاً، تضاهي جيل اوائل الاربعينات من العمر يا باشمهندس..حتى في شري كنت غير. زول مهذب. يلعب بي مزاج. ينوم بي مزاج. يتونس بي مزاج.. يتحدث بي مزاج. شوية شوية..يعني جبدك إحمد الطنبوري الرجل الرايق المحبوب من الجميع. المزارعي النجيض. الرجل الباسم في وجه من يصافحه..الرجل الذي يعرف اجتماعيات البلد حتى النخاع ولايفرط فيها ويعرف الواجب. الرجل الذي قال لك يا الفكي وأنت ولده( لما تمشى السوق، ما تنسى طيبة، عياني راقدي، لازم تصلا)
زدنا بالله من تلك الفترة الخصبة في تاريخ شري وتاريخ مدرسة شري