الباخره عباس "والمناصيرالقبيله التي غيرت مجري تاريخ السودان بقتل 2من5جنرالات في السودان

يوم الهبة (ام دويمة )


امام القصر

اليوم هو العاشر من سبتمبر 1884 تشير الساعة إلى الخامسة من صباح الاربعاء، درجة الحرارة سبع وعشرون درجة مئوية. نسبة الرطوبة في الجو عالية، وهناك سحابة سوداء تبدو الي الجانب الجنوبي الشرقي لقصر الحكمدارية بالخرطوم.

الخرطوم واجمة في منازلها، وقلة تعد علي اصابع اليد بالمسجد تتلو آيات من الذكر الحكيم الي. يمين القصر كانت تقف ثلاثة بواخر. في المقدمة وامام القصر مباشرة تقف الباخرة عباس الصغيرة خفيفة سريعة، غاطسها قدمان فقط وطولها سبعون قدماً عرضها عند جوارف التحريك (البدالات) إثنان وعشرون قدماً، عنقها اربعة اقدام ونصف للباخرة درع من الحديد سمكه بوصة علي جنبيها.

الي الشرق من عباس الباخرة المنصورة وخلفها الباخرة الصافية ،الاخيرتان باخرتان من الحجم الكبير نسبياً.

تقدمت أربع مراكب خشبية تحمل ثلاثين من التجار اليونانيين والسوريين واليهود بعائلاتهم، فربطت هذه المراكب الي جانبي الباخرة عباس.

داخل الباخرة عباس ، وقف الكابتن محمد سيف الدين والريس علي البشتيلي، و الريس محمد وعامل المرجل يدعى حسن إسماعيل

الكولونيل دونالد إستيوارت

خرج من القصر وكيل غردون باشا السيد دونالد إستيوارت.انه نفس الشخص الذي ارسلته بريطانيا بعد احتلالها لمصر مباشرة عن طريق سواكن لكي يكتب لها تقريراً مفصلا عن الموقف في السودان حتي تقرر علي ضوئه كيف تستطيع رسم سياسة نحوه تمكنها في النهاية من الاستيلاء عليه. وكان ارسال هذا الضابط التابع للواء السواري الحادي عشر، اثار مخاوف الخديوي توفيق. عند وصوله الي الخرطوم دخل في مشاكل مع الحكمدار عبد القادر باشا، عندما وجد انه يحاول افهام الاهالي ان صاحبة السلطة هي بريطانيا، وان مصر هي احدي مستعمراتها. حاول عبد القادر ان يفهمه ان ثورة المهدي دينية وعليه الابتعاد لانه مسيحي، لكن الذي حدث هو ان عبد القادر باشا المسلم هو الذي ابعد.

عندما عين غردون حاكماً عاماً للسودان في بريطانيا، عين كولونيل إستيوارت مساعداً له دون رغبة الاول. وقد قال غردون بانه قد ارسل معه لكي يكون (كممرضة الاطفال له) ويقصد تقويم شطحاته.
كما وصفه إبراهيم فوزي الذي عمل مع الاثنين في كتاب (السودان بين يدي غردون وكتشنر ص365).

و قائلاً عن إستيورات (وكان استيوارت صعب المراس، قوي الشكيمة، مستبداً بآرائه في اكثر الاحوال) ان التقرير الذي كتبه استيوارت عن السودان عندما ارسل اولاً، يظهر شخصية دؤوبة ، ذات قدرة عالية، مع فشل في التعامل مع الشرقيين. هذهـ النقطة الاخيرة جعلته علي وفاق مع اللورد كرومر (بيرنق) ومن قبله دوفرين، علي الرغم من شخصية الاخير الايرلندية المرحة.

أرجع الي الباخرة عباس فأقول: خرج استيوارت من القصر اليها ومن خلفه عدد من رجال القصر يحملون له حقائبه التي اعطيت كثيراً من الاهتمام لما تحويه من اسرار !! ..



القنصل الانجليزى

تبعه بعد ذلك الى الباخرة شاب ايرلندى عمره ستة وعشرين عاماً، كان يعمل بالخرطوم قائماً بأعمال القنصل الانجليزى ومراسلاً لصحيفة التايمز اللندنية. كان يحمل أوراقا تافهة كانت بقنصلية بلادهـ، ومقالاته التى راسل بها صحيفته وبعض الملابس المتهالكة. ذلك الشاب الايرلندى البسيط الشكل والعقل كان (فرانك لابويرباور).

القنصل الفرنسى

بعد ذلك حضرت الى الباخرة شخصيه مهمة، أو بالأصح تصطنع الأهميه إصطناعاً. جاء مسرعاً بساقيه القصيرتين وخطوات سريعه لاتقطع أرضاً و بحركه عصبيه يتلفت يمنة ويسرة تعبيراً عن اهميته. عندما وصل امام قطعة الخشب التى توصله الى الباخرة، نظرالى خلفه ليتاكد من أن الثلاثين حمالاً الذين يسيرون خلفه قد وصلوا جميعاً. إنه يحمل فى تلك الحقائب الكثيرة، كميه من ادوات الاكل الفضيه واكواب الماء وكؤوس الخمر التى صنعت من الكرستال المنشور. يحمل ايضا كميات من الخمر المستورد والخمر الذى صنعه فى منزله بالخرطوم من العنب الذى بحديقة منزله، الذى تركه فى ذاك الصباح لاخر مرة. فى صندوق حمل كميه من (المشرومز) وهى مايسميه فى بلاده (شامبيونز) وهى نوع من الفطر يسمى فى البلاد العربيه (بعش الغراب) يؤكل مع شرائح اللحم البقرى فى اكثر الاحيان. ان هذا الخضار الذى ليس به خضره وانما هو ابيض اللون، يشمئز منه السودانى لان فصيلة منه تنبت فى السودان وتعطى رائحه كريهة سماها السودانيين اسما اقبح من رائحتها، ايضا اتى معه بكميه من انجازاته الاخرى الزراعية ... كمية من الفراولة سيأكلها لاحقاً بوضع القليل من السكر عليها نظرا لعدم وجود (كريمه) يضيفها اليها كما كان يفعل فى منزله فى السنوات الطيبه قبل تطويق الخرطوم، وحتى بعد ان طوقت الخرطوم ففى البدايه استبدل الكريمه بلبن الزبادى السميك. وعلى كل فكمية الفراوله التى حملها معه كانت محفوظه من الشتاء الفائت فى شراب السكر الكثيف.

لاكمال وجباته احضر معه كميه من خضار (الاسبراقوس) وهو مايدعى (بالضغبوس) وفى احيان اخرى (بكشك الماز) وانتاجه فى السودان وفى ذاك الوقت من العام يعتبر فتحا زراعياً.

بقية حقائبه تحمل الاموال التى استطاع ان يتحصل عليها من تجارات مشبوهه فى السودان، ديدن كل القناصل الفرنسيين حينها، مع مجموعة من الهدايا وبذلات الغداء والعشاء وماشابه .ذلك كان القنصل الفرنسى مسيو هيربن ،وهو شخصيه تلقى كراهيه خاصه من غردون.

موظفون وتجار وطبجية

دخلت الى الوابور ايضا شخصيه فارعة الطول مصرية، على عكس القصر المصرى المعهود. يمشى بهدوء ودون اهتمام خاص، يحمل فى احدى يديه حقيبة ملابسه، كان ذلك هو حسن حسنى موظف التلغراف بالغة الانجليزية، وقد احضر كمترجم لكولونيل استيوارت. دخلت الى الباخرة شخصيه اخرى مليئه بعض الشى، وليست منتظمة الملابس وهى شخصية باش كاتب الماليه محمود افندى حلمى غراب لكى يكون كاتبا للكولونيل. ركب ايضا ستة عشر يونانيا من تجار الخرطوم .فى النهايه دخل خمسة طبجية وتوجهوا الى مدفعهم ...

جنود و دافع

فى نفس الوقت كان الف جندى يحملون بنادقهم بالاضافة الى مدافع الباخرتين يركبون فى الباخرة الصافيه والباخرة المنصورة تحت قيادة القائمقام عثمان حشمت بك


التحرك

عندما اكتمل عقد الراكبين فى الثلاث بواخر بدات فى التحرك شمالاً بتعليمات من غردون. هذه التعليمات تقول: على الباخرتين الكبيرتين السير على جانبى الباخره الصغيره، حتى اذا اجتازوا بربر اطلقت المراكب لتكمل رحلتها وحدها الى دنقلا وتستمر الباخرتان مع عباس حتى قرية (قنينيطه) التى تقع شمال بربر. يقف هناك القائمقام عثمان حشمت اربعاً وعشرين ساعة، تكون خلالها الباخره عباس قد اجتازت شلالات الحمار .بعدها يعود حشمت بقواته وباخرتيه الى الخرطوم. سبب الانتظار هو خوف غردون من ان تتعرض الباخره عباس لنيران الباخرتين اللتين استولى عليها الثوار فى بربروهما (الفاشر والمسلمية).

النيران التى تعرضت لها الثلاث بواخر

سارت الثلاث بواخر واربعة مراكب فتعرضوا لنيران الشونة الاميريه فى شندى، ونظراً الى ان الشونة بدات فى اطلاق النار متاخرا فانهم بدانة واحده استطاعوا الافلات منها. عندما وصلوا الى بربر تلقوهم بالقنابل والرصاص من جانبى النهر، فبدات الثلاث بواخر فى تشغيل مدافعها بسرعة وكفاءة ،وتمكنت من الافلات دون اصابات خطيره وصلت الثلاث بواخر الى قنينيطة فى صباح الثلاثاء السادس عشر من سبتمبر 1884.

رجوع المنصورة والصافية

فى قنينيطه وقف القائمقام عثمان حشمت بك مع باخرتيه، واستمرت الباخرة عباس فى رحلتها. بعد ساعة واحده رجعت الباخرتان، فوصلتا الى الخرطوم يوم السبت العشرين من سبتمبر.

و كان أن حكم غردون باشا فيما بعد على قائد الباخرتين عثمان حشمت بك بالاعدام لعدم انتظاره اربعا وعشرين ساعه فى قنينيطه حسب الاوامر، ولكن غردون غير رايه فى الحكم الذى اصدره نظرا لقلة قواده.

إستمرار عباس والمطاردة

فى العبيديه تركت عباس المركبتين لضيق النيل لكى يتما الرحلة وحدهما الى دنقلا وبعد مسافه قصيره تركت المركبتين الاخرين، ولكن نظرا لشدة الهواء فلم يستطع اى مركب من التقدم. باشبوزق يدعى التوم ود على بك هرب من الوابورين وذهب الى محمد الخير ببربرواخبره بقصة الاسطول البحرى هذا فارسل الامير محمد الخير ابن اخيه عبد الماجد..على الباخره الفاشر لمطاردة عباس.

فى الطريق وجد المراكب ولكنه استمر مطاردا لعباس حتى شلالات الحمار حيث مجرى النيل لايسمح لباخرته الضخمه من الاستمرار. عاد عبد الماجد آخذاً معه الاربعة مراكب ومن بها الى بربر

الاصطدام الذى شل عباس

الباخرة عباس عبرت شلالات الحمار و وصلت الى شلالات ود قمر، لم يستطع ملاحاها هناك وهم من اقدر الملاحين الدناقلة من التعرف على مجرى النيل الرئيسى الذى يقع إلى يسارهم فى حين ان جزيرة صخريه ضخمه مقدمتها تحت سطح الماء تقع على يمين مجرى النيل.

هذه الجزيره الصخريه تقع قريبه من قرية الهبة التى تسمى اليوم (ام دويمة) وتقع بين قريتى (الكراع وام بلجى). إصطدمت الباخرة عباس بصخره فى مقدمة الجزيره فشقت اسفلها كما تقطع المدية مكعب الذبدة، اندفع الماء الى داخل الباخرة بكثافه لم يستطيعوا حيالها الا تركها، وقعت عملية الاصطدام فى حوالى التاسعة من صباح الخميس من سبتمبر عام 1884م.










فى قرية الهبة

امر استيوارت برمى صحن المدفع والمدفع فى النهر بعد تعطيله بالمسامير و قطع الماسورة، كما القى ايضا ذخيرة المدفع. قرية الهبة التى هى اقرب نقطه من مكان الارتطام والتى يسكنها المناصير قريه تقع على ميمنة النيل، خلفها تكونات ضخريه منحدره نحو النهر، بالقرية اربع مجموعات من المنازل، شمال المنازل مسجد القرية وغرفة لاجتماعات اهل القريه ومناسباتها الاجتماعيه ولاستقبال ضيوفها.

بعض الذين شاهدوا الوابور من اهل القرية بدأوا يشيرون الى ركابّها بالنزول ويطلبون منهم الامان. أمر استيوارت حسن حسنى الذى ترجم اليه هذه الاشارات، بالنزول الى القرية لمعرفة ولائها هل للحكومة ام للثائرين؟ طلب منه ان ياخذ فى ذهابه معه ملاحين، تردد حسن حسنى فى النزول لان عمل الاستطلاع عمل عسكرى، وليس عمل مترجم كما ان الذهاب فى ماموريه من هذا القبيل فيها مخاطرة بحياته. غضب استيوارت وخيره والملاحين بين القتل بالرصاص اوالذهاب ... اختاروا الاخيرة.

ركبوا زورقا الى الشاطى حيث المسجد ومكان الزوار، فى المسجد وجدوا ثلاث اشخاص بينهم الفقيه (ودعثمان)، لا احد يعرف مادار بين رسل استيوارت والثلاثة بالمسجد، ولكن الذى حدث ان الرسل رجعوا، وارسل ود عثمان الى الشيخ سليمان النعمان قمر شيخ المناصير بقرية السلامات يدعوه للحضور. والجدير بالذكر ان والد سليمان ..الشيخ النعمان ودقمر ..كان قد استشهد فى الدبة وهو يقود الثورة ضد جنود مديرية دنقلا يوم 29 يونيو 1884م.

وصول سليمان النعمان ودقمر

ذهب رسول الشيخ ودعثمان الى سليمان النعمان ودقمر فى السلامات على بعد تسعة اميال فى اتجاه انحدار النهر، واخبره بالموقف فى الهبة.

بعد الظهر كان سليمان فى الهبة، وركاب الوابور قد نزلوا ومحمولاتهم الى الجزيره الضخريه التى ارتطموا بحافتها.. (جزيرة الكون).

عندما عاد حسن حسنى للمرة الثانية، جاء طالباً رؤية الجمال التى ستحضر لاخذهم الى مروى، كان يركب فى زورق ومعه بعض الاهالى الذين ذهبوا معه بزورقهم ذاك الى اهل الوابور لطمأنتهم.

دعى سليمان النعمان كولونيل استيوارت ومن معه للقدوم ،الى حين اعدادالجمال.

الذين نزلوا الى الجزيرة:

1.كولونيل دونالداستيوارت: وكيل غردون
2.فرانك لابويرباور: وكيل قنصل بريطانيا بالسودان ومراسل صحيفة التايمز اللندنية.
3.مسيوهيرين: قنصل فرنسا
4.حسن افندى حسنى: تلغرفجى انجليزى بالخرطوم، واخذ فى الباخرة مترجما لاستيوارت
5.محمد افندى حلمى غراب: باشكاتب الماليه واخذ فى الباخرة كاتبا
6.محمد سيف الدين :قبطان
7.على البشتيلى :ريس
8.الريس محمد :ريس
9.سبعه ملاحين دناقلة
10.حسن اسماعيل: مشغل الغلايه بالوابور
11.اثنى عشر اغريقا من تجار الخرطوم
12.اربع نساء اغريقيات: من نساء تجار الخرطوم مع ازواجهن
13.خمسه طبجية: مصريون
14.اربع خدم.

الذين تبقوا بالجزيره كن نساء، وهن:

1. اربع زوجات اغاريق
2. خادمه
3. بنتان صغيرتان سودانيتان



جمال الكرنوق

نزلوا بالضفه اليمنى للنيل، وتقدم بعضهم مسافة الخمسين متراً الى منزل الضيافه بالقرية، وهوغرفه كبيرة يملكها فقيه القريه الشيخ ودعثمان.

الذين دخلواالغرفه كانوا استيوارت، وباور، وهيرين، وحسن حسنى و12 اغريقى ومحمد حلمى غراب والقبطان.

استيوارت كان يحمل مسدساً فى حزامه، أما البقيه فكانوا خارج الغرفه بضفة النيل تحت اشجار نخيل على بعد خمسة واربعين مترا من الغرفه.

استقبل سليمان النعمان القادمين بترحاب وقدمت القهوة، وبناءاً على طلبهم بداوا عرض الجمال عليهم. تلك الجمال التى كانوا بإنتظارها لتقلهم بعض أن عطبت مركبتهم .. كانوا ياتون بها جملاً جملاً و يعرضونها عليهم.

وكان استيوارت ورجاله يعلقون على نوعية الجمل الذى قدم لهم لكى ياخذوه فى هذه الرحلة الطويلة .. كانت الفكره هى تاجير هذه الجمال، العدد المطلوب يجب ان يكون كافيا لحمل الركاب ومحمولاتهم.

ان الجمال التى يحتاجون إليها .. تقارب الخمسه والثلاثين جملاً لو قاموا بالتخلص من اكثر المحمولات غير الاساسية ... جميع الجمال التى كانت بالقرية سبعة .. لذلك لجأوا الى خطه تقديمها جملا جملا ... اخذوا الجمل الاول الى مكان استيوارت ومن معه ثم يرجعونه الى مكانه الاول ... بعدالانتهاء من السبعة جمال التى لديهم يعيدونها ابتداءا من الاول مرة اخرى وهلمجرا .. لهذا السبب اسماها المناصير اصحاب المنطقه (بجمال الكرنوق ) اى التى تسير فى دائرة، وذهبت مثلا الى يومنا هذا.

الاحداث التى وقعت بالهبة

فى الرابعه والنصف كانت الخطه قد اكتملت، واستيوارت فى غرفته الواسعه تلك ذات الباب الضيق يشاهد فى الجمال التى تمر، معلقا على نوعيتها وحاسبا لعدديتها. فى حوالى الرابعة و خمس واربعين دقيقه انتصب سليمان ودالنعمان ودقمر حاملا ابريق نحاس فى يده اليمنى.

عندما وصل الى خارج الباب رفع ابريقه الى اعلى (و تلك كانت إشارة متفق عليها) فخرجت اعداد من الاعراب انقسمت الى قسمين. قسم صغير اندفع الى الغرفة واخر اكبر هب الى اشجار النخيل بالقرب من ضفة النيل.





الذين كانوا بالغرفة قتلهم الاعراب جميعا ماعدا حسن حسنى الذى جرح فى كتفه فقط، أما الذين كانوا امام النخيل، عندما رأوا اعراب المناصير يندفعون نحوهم هرب عدد منهم والقى بنفسه فى النهر سابحاً.

الذين وقفوا قتلوا جميعاً، أما الذين هربوا قتل عدد منهم وافلت اخرون .. الذين افلتوا كانوا اثنين من الطبجية واربعة من الخدم وعامل اشعال المرجل حسين اسماعيل والريسين.

أحداث الجزيرة الصخرية

عمليات القتل هذه شاهدتها النساء اللائى كن بالجزيرة فلم تقف اليونانيات متفرجات، بل حملت كل واحدة منهن بندقية وجعلت تطلق النار على المطاردين، كانت من بينهن إمراة جيدة التصويب واستطاعت ان تصيب ثلاثة من المناصير، النساء الثلاث اللائى كن مع الاغريقيه القصيره البدينه الجيدة التصويب، كن يقدمن لها الرصاص ويرمين بحليهن فى النهر ويسببن المناصير والثورة وقائدها.

الى هنا فكل ما كان يفعله المناصير هو الابتعاد من مدى نيران بندقيتها، ولكن النسوة ارتكبن خطأ فادح عندما بدأن فى رمى كتب وصناديق بالنهر اعتقد المناصير انها كانت تحوى الاوراق المهمة التى يجرون وراءها.

عندها امر سليمان النعمان رجلا يحمل بندقيه باطلاق النار على اليونانيه المقاتلة، عندما تم ذلك امسكت اخرى بالبندقية، وهنا تم اطلاق النار على الثلاث نساء الاخريات. خادمة الباخرة والبنتان السودانيتان لم يشتركن فى القتال وبالتالى لم يصبن باذى.

الاوراق تذهب الى الامام المهدى

جمعت الاوراق والوثائق واخذت فوراً الى أمير أمراء الشمال محمد الخير ببربر فارسلها بدوره الى الامام المهدى فى شات.

أسباب الأحداث

ان الوقائع التى حدثت لها عدة اسباب:-

1. قبيلة المناصير والرباطاب شاركتا الجعليين الثوره فى المنطقة.
2. قاتل جودت بك - نائب مدير دنقلا - الشيخ النعمان ودقمر فى الدبة وقتله مع عدد اخر من قواته فى التاسع والعشرين من يونيو1884م.
3. وجود اوراق مهمه بتلك الباخره قد يكون خروجها من البلاد خطيراً على الثورة الوليدة. التاكد من وجود الاوراق المهمه قد ظهر فى اصرار المناصير على الوصول اليها دون ان تصاب باذى وارسالها الى الامير محمد الخير ومنه فورا الى المهدى.

كيف عرفوا ان بالباخرة اوراقا مهمه؟ هناك ثلاث احتمالات:-

الاول هو الذى تردد كثيراً فى ان حسن حسنى قد افشى السر - والسؤال لماذا؟ ..

وقد يكون الجواب ان الكولونيل استيوارت بتهديده بين القتل والنزول الى المناصير اغضبه فاراد الثار، وقد لا يكون.

الاحتمال الثانى، هو ان كولونيل استيوارت كان مهتما جدا بما يحمل من محمولات خفيفه لايمكن ان تكون اى شى غير اوراق وكان يريد لها جملاً خاصاً يقوده بنفسه.

الاحتمال الثالث، هو ان المطاردين للباخره قد اتوا بالخبر من باشبوزق التوم ود على بك الذى هرب من الباخرتين لاخبار الامير محمد الخير عبدالله خوجلى.

4. ان سكان السودان عامه قد كرهوا الحكم المصرى الى الحد الذى جعلهم ضد اى موظف تابع له. والمناصيرالذين اكتوا بحكم المتسلطين من حكام ذاك العهد، وما فرضوا من ضرائب عليهم وفى حال عدم الدفع احراق قراهم، قد جعل المناصير القليلى الاراضى الزراعيه. من القبائل التى امتنعت عن الدفع وبالتالى فهم اصحاب عداء مكشوف مع الحكومة. ولكل منهما - الحكومة المصريه والقبيلة - كشف حساب قيد التسديد.

5. قوات استطلاع الامير محمد الخير لم تتوقف عن مطاردة الباخرة، وقد حملت الى المناصير اخبار القصف الذى قامت به البواخر الثلاث (عباس والصافية والمنصورة) على بربر. فقد ادارت البواخر مدافعها الخمسة وبنادقها الالف على المدينة. فقتلت ودمرت ثم هربت.

غردون يسمع خبر العباس

عندما بلغ خبر الباخره عباس غردون فى الرابع عشر من اكتوبر وصفه بانه مرعب جدا ثم دخل مع نفسه فى نزاع، فلو حدث وكانت الاخبار صحيحه فعلى من يقع اللوم؟

وصف غردون الخبر بالمرعب ..وشتت فكره وافسد خططه ..وقطع امداده ..وكشف مابوثائقه من اسرار .. وتقارير .. وعلى من يقع اللوم ؟ ..

موت ذلك الضابط المدلل .. ذو الشخصيه الدؤوبه .. و المقدرات العاليه .. الضابط المستبد برايه .. القوى الشكيمة ..الصعب المراس .. و الذى يحظى بمكانه خاصه لدى ملكة بريطانيا .. احزنها موته اشد الحزن ..وحملها غضبا شديدا على قتلته ..وموته يعد فقدا لاحد قادة الجيش البريطانى .. اما بنو بلدى .. وابطال المناصير الاشاويس .. لهم مليون تحيه .. وهم يعدون الخطط الحربيه المنصوريه المحكمه .. التنفيذ والتنشين .. ليظفروا بقتل احد القاده الانجليز بارضهم ... وقولوا معى واحد (الكولونيل دونالد استيوارت).

و الموعد يتجدد ..

هناك عند الكربكان
منقول لمن لم يعرف المناصير وتاريخهم
اما مااريده منكم اخوتي احفاد ودقمر ان ان نجد اليه او خطه ننقذ بها عباس من طمي سد مروي
بعدما قامت هي بانقاذ السودان من غردون وبتشريفها ومنحها لنا فرصه وسام الشرف والكرامه

شكرا اخى يس على طرح هذا الموضوع الهام --رغم اننا مهمومون بقضية البلد ولكن لاهمية هذا الطرح اردت ان اتداخل فى هذاالموضوع--
اتمنى ان يتبنى المنتدى هذا الامر ونايكون برنامجه القادم باذن الله--للتوثيق لهذا التاريخ والبطولة ليعلم الجميع التاريخ والبطولة المفترى عليها -ولو كانت هذه الباخرة فى اى بقعة فى السودان لاخرجت وتم عرضها فى وسائل الاعلام فقط لانها فى المناصير--
واقترح ان تكون لجنة من المنتدى وتسافر لتلك المنطقة (هذابعد حل القضية ) وتقف علىى ارض الواقع بعدظهور تلك الباخرة وان يأخذوا معهم مختصين لتحديد كيفية سحبها ومن ثم تحديد التكلفة -
وباذن الله سوف يكون هذا عملا وحدثا ضخما وليس مستحيلا --

الاخ يس نشكر لك تعبك فى توثيق هذا التاريخ الناصع
وان يجعل الله ما استهلكت فيه من وقت فى ميزان حسناتك

الحكومة الان تتجاهل هذا التاريخ فى حل قضية اهلنا
ولذلك لاتدرك من ذلك التاريخ الناصع ماتحيط الاقدار فى مقبل الايام
اضم صوتى لصوتكم بفكرة اخراج الباخرة لتكون كاهرامات البجراوية
تقبل مرورى

وباذن الله سوف يكون هذا عملا وحدثا ضخما وليس مستحيلا --

اشكرك اخي سلمان وفعلا الموضوع ساهل جدا وفي نفس الوقت تجاهله خطير

امتعتنا يا استاذ يس بهذا السرد الجميل السرد الجميل اما عن موضوع التوثيق فهذا مهم للغايه واداره السدود من مصلحتها اندثار هذا الارث ولذلك يجب علينا تبنى هذه الفكره وفى اقرب وقت ممكن وتعرض مع التاريخ المدون على النصب التزكارى الموجود بام دويمة وتوضع فى مدحف باسم تراث المناصير

إبن العمة يس---كل عام أنت واسرتكم بألف خير

الموضوع الجميل دا أول مرة أشوفو

موضوع في غاية الأهمية ---نضم صوتنا بقوة

يا أخي شئ يفقع المرارة----تاريخ ناصع تحت الموية

مسكن لأم دريقة وأم جرق

ونحن واهل السودان في صمت القبور

*********

إقتراح جميل من رجل غيور

بعد التحيه أهلي : شكرا يس لفته بارعه وبها اصابة كم عصفور برميه

الاخ يس/لك عاطر التحايا والسلام/ اضم صوتى عاليا لصوتك واقتراح الدفعة نور الهادى/لكننا تعودنا فى المنتدى ان نطرح المقترحات ولكنها تذهب ادراج الرياح /اين تكريم القامة عيسى بروى/اين دار ابناء المناصير بالعاصمة / اين معالجة ومواراة شهداء واقعة الكربكان/واين واين/ ارجو ان نكون عمليين /اقترح ان تعقد اجتماعات دورية ومباشرة لمناقشة تلك القضايا ووضع النقاط على الحروف وتوزيع الاعباء والتكاليف والمسؤوليات ومباشرة المهام وندع التنظير ( وعزومة المراكبية) الاخ القامة صديق ابو حنة ارجو ان تشرح (مثل )عزومة المراكبية

واخيرا جزاء سنمار من الدولة السودانية
ونحن نمثل معدن الوطنية فى القبائل السودانية

مشكور يوسف نعم لو قمنا بهذا العمل بنكون انجزنا اكثر من مشروع

الاخ يس مصطفى لك التحية والاحترام .
الحقيقة هذه المرة الاولى التى امر فيها على هذا البوست وللحقيقة من اروع ما قرات فى الفترة الاخيرة فى هذا المنتدى وانى اشد من ازرك فى جمع تاريخ المناصير واتمنى ان تواصل فى جمع تاريخ المناصير القديم والحديث واكيد ستجد من يمدك بالعون من امثال الاخ هاشم الجزولى , وانه دين فى رقاب الجيل الحالى بالذات ان لم يصنع التاريخ على الاقل فليكتبه.
طبعا اروع ما فى هذا الموضوع انه موثق بالاسماء والتواريخ اى انه جمع من مصادر تاريخية معتمدة .
اود فقط ان اضيف بعض الامور الضرورية التى لاتخل بهذا الموضوع اكثر من انها تعضده ففى رواية لجدى لامى محمد ود آدم ود لصيص المتوفى سنة 1990 عن اكثر من مائة وعشرون سنة والذى عاصر تلك الفترة شابا بالغا , يروى ان الباخرة عباس لم تبدأ احداثها فقط بعد ارتطامها بالجزيرة ولكنها تعرضت لاطلاق نار كثيف من على جانبى النهر خلال مسيرها بارض المناصير وهذا هو السبب الذى ادى الى فقدانها السيطرة لترتطم بالجزيرة , كذلك روى انه قبل وصول الباخرة الى ام دويمة واثناء اطلاق النار عليها كانت هناك امراة سوداء كانت تصوب على الثوار المناصير وقتلت منهم الكثير و ايضا ذكر ان قاتل استيوارت (كرنوق)اسمه عيسى وللاسف نسيت اسم ابيه.
اخى يس لانقاذ هذا التراث من الضياع اضم صوتى للجميع واقترح اولا ان تشكل لجنة استشارية دائمة ومنتخبة من اعضاء المنتدى مهمتها النظر فى الاقتراحات الموجهة من اعضاء المنتدى ودراستها وابداء الراى فيها وتشكيل اللجان المناسبة للاقتراح المحدد, لماذا هذه اللجنة الاستشارية السبب هو ان اى مقترح يقدم من الاعضاء يولد يتيما اى ليست هناك جهه مسؤولة مكلفة بتبنيه وابداء الراى فيه . لذا فى حالة وجود هيئة استشارية يمكن لاى عضو يقدم اقتراح ان يطلب تثنيتة يتم تحويلة اتوماتيكيا الى الهيئة الاستشارية . عندها فقط يمكن ان نفعل جميع المشاريع التى طرحت من قبل اما اطلاق الاقتراحات فى الهواء من غير عنوان لاتقود الى شئ.
عفوا اخى يس على الاطالة وتقبل مرورى.

لك التحية أخي يس

تشكر اخي يسن علي هذا الطرح الرائع

والامل معقود علي الشباب فهم المستقبل وللحاضر فالنتكاتف ونتعاون الي مافيه الخير لبلدنا