المناصير بلدي
الزائر الكريم مرحبا بك في منتدى المناصير بلدي
ان لم تكن مسجلا فيرجى الضغط على زر التسجيل وملء بياناتك لقبول عضويتك

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

المناصير بلدي
الزائر الكريم مرحبا بك في منتدى المناصير بلدي
ان لم تكن مسجلا فيرجى الضغط على زر التسجيل وملء بياناتك لقبول عضويتك
المناصير بلدي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر Empty كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر

مُساهمة من طرف علي الكليس الثلاثاء 27 ديسمبر 2011, 2:27 am

كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر...
علي عسكوري 25ديسمبر2011
تتوه بنا دروب الحياه كما تتوه حبيبات الماء عن بعضها في مجري النهر.. تتقابل في منعرجات مختلفه وتقاطعات متغايره وجنادل وشلالات.. بعضها يواصل سفره الطويل لمصب النهر ، بعضها يتبخر في صيرورة دورة المياه وبعضها يذهب في سياقان النبات.. في كل ذلك يستمر جريان النهر السرمدي قد تعود ذات الحبيبات لتمر مرة اخري في ذات النهر.. وقد لا تعود.. لكن النهر يجري بلا إنقطاع.. فالسرمد موصول بدفع الحياه.. يصطخب تدافعنا... نتدافع مثل حبيبات الماء نتقابل أو لا نتقابل.. لا ندري.. فالثابت جريان النهر وتدافعنا... نمضي .. قد نلوي أو لا نلوي علي شيء... فذلك خيار مفتوح طوال الرحله
المسرح جامعة الجزيره.. التاريخ مطلع العام 1979.. المشاركون ..طلاب الدفعه الأولي حوالي 200 طالب.. الهدف تكوين أول إتحاد لطلاب الجامعه... القوائم المشاركه... مؤتمر الطلاب المستقلين.. الاتجاه الاسلامي... الحزب الشيوعي السوداني.. كان إسم طالب الطب خليل إبراهيم في أعلي قائمة الاتجاه الاسلامي... النتيجه فوز قائمة الطلاب المستقلين بأغلب مقاعد الاتحاد مع عدد محدود للاتجاه الاسلامي.. قبل إجتماع مجلس الاتحاد المكون من 20 مقعدا.. تمكن الاتجاه الاسلامي من إختراق أعضاء المستقلين واستمال جزء منهم ليشكل غالبية المجلس.. ومن ثم السيطره علي اللجنه التنفيذيه للاتحاد... النتيجه.. إتحاد مشلول وانقسام حاد وسط مؤتمر الطلاب المستقلين...
بعد عدة شهور ...ورحلات كثيره بذلها قادة الطلاب المستقلين في جامعة الخرطوم والاسلاميه الي مدني .. مكنت من إعادة توحيد مؤتمر الطلاب المستقلين... في هذه الأثناء وصلت الدفعه الثانيه للجامعه.. بينها كان الطالب (X).. ذا صوت جهور وقد التحق بمؤتمر الطلاب المستقلين... الانتخابات التاليه خاضها الطلاب المستقلون موحدين .. النتيجه... 19 مقعدا من جملة (20) مقعدا في مجلس الاتحاد... هذه المره لم يفز الطالب خليل ابراهيم بمقعد في المجلس وإن فاز صديق له من أبناء دارفور أيضا بالمقعد الوحيد الذي فاز به الاتجاه الاسلامي.
في المساء بعد إنتهاء الفرز وإعلان النتيجه... سير الطلاب مسيره ضخمه داخل الجامعه ووسط داخلياتها التي كان بعضها لم يكتمل... كان الطالب صاحب الصوت الجهور يهتف ( الله كريم يا خليل)... كان المئات يرددون خلفه ذلك الهتاف.. حتي أصبح شعارا يتردد لسنوات عديده بعد كل إنتخابات حتي غادرنا الجامعه..
كان خليل تقبل الله شهادته.. يتقبل ذلك بصدر رحب... بل كان يضحك في بعض المرات... وأذكر في مره أبدي إستغرابه ( إنتو اختاروكم كيف للجامعه .. كلكم طلاب مستقلين)! كان له من روح الدعابه والسخريه نصيب جيد.. وكان سياسيا محنكا يميز بين الخاص و العام... لم يكن أبدا يخلط علاقته الانسانيه معنا بنتائج الصراع غير المتكافي الذي كان الاتجاه الاسلامي يخوضه ضدنا.
كان كثيرا ما يأتي ليجالسنا في قهوة النشاط في المساء.. دوما يجادل وينافح عن الثوره الايرانيه وقتها.. مثله مثل بقية جيله من الاسلاميين وضعوا بيضهم كله في سلة إيران وراهنوا عليها واعتقدوا انها ستطيح بالانظمه العربيه لكنها بعد ثمانيه سنوات من الحرب مع العراق عادت أدراجها خائبه من محاولة اولي.
كان تقبل الله شهادته مخلصا في ولائه لتنظيمه السياسي... كان يتحث في الندوات ويجادل في أركان النقاش العديده.. رغم كل ذلك لا أذكر مطلقا انه دافع عن نظام الراحل جعفر نميري... وإن كنت اعتقد انه كان ملتزما بمشاركة تنظيمه في النظام علي مضض..!
كانت العلاقات بين طلاب جامعة الجزيره في تلك الدفعات ( وآمل ان تكون الي الان) جد متميزه وقويه رغم الخلافات السياسيه. وفي حقيقة الامر كنا أصدقاء.. أذكر أن مجموعه من الطلاب الاسلاميين ضبطت طالب في كلية الطب داخل غرفته في وضع اخلاقي خطير مناف للوائح الجامعه وضوابطها السلوكيه.. وكان الأمر كاف لفصل الطالب من الجامعه وهو في السنه النهائيه ومما زاد الطين بله كان الطالب من حزب مناو لهم.. جاؤونا في الاتحاد بتلك الواقعه بشهودهم ولاحقا باعتراف الطالب نفسه... كان الأمر جد خطير والطالب علي بعد شهور قليله من التخرج.. قررنا التحدث مع قياداتهم... من ضمن من تحدثت معهم كان الشهيد... كان غاضبا جدا من فعلة ذلك الطالب زميله في الفصل... واستدرك بانهم ليست لهم أي مصلحه في فصله من الجامعه.. طلبت منه تدارك الأمر وأن لايخرج من بينهم لاي جهه ولا حتي قياداتهم خارج
الجامعه أو غيرها... قال لي رحمه الله اطمئن أن هذا لن يحدث لكن يجب معاقبة الرجل.. وتمت بالفعل معاقبة الطالب وتم فصله من عضوية الاتحاد... والحق يقال أن موضوع ذلك الطالب لم يسمع به أحد في الجامعه رغم خطورته.. لقد التزم الشهيد بموقفه وظل الامر في طي الكتمان لم يسمع به إلا عدد محدود جدا من قيادات الطلاب.. وقد أكبرت في الشهيد وفي قياداتهم الأخري ذلك الموقف الي اليوم.. لم تسمع بذلك الحادث عمادة الطلاب ولا مشرفيها ولا أي فرد خارج أسوار الجامعه.. كان الشهيد وزملائه من قادة الاتجاه الاسلامي الذين زاملونا بالجامعه ورغم خلافنا السياسي معهم...كانوا رجال ذوي أخلاق عاليه لا يخلطون الخاص بالعام ولا يتحينون الفرص لتصفية الحسابات السياسيه.. كانوا كرماء .. إخوة اخوان كما يقال.. لا يفجرون في الخصومه ولا يهتمون بالصغائر.. كان ينضبطون بالسوك الاجتماعي العام في المجتمع أكثر من لوائح تنظيمهم... هذه شهاده نقولها في حقهم ومازلنا نختلف معهم فكريا... ولو وقعت تلك الحادثه اليوم لسارت بتفاصيلها الركبان ولحطم ذلك الطالب وحطمت معه أسرته وربما حطمت سمعة الجامعه ايضا...
كان العام 1983 عاما سيئا جدا في السودان فجانب الازمه الساسيه لنظام نميري وانعدام الوقود وارتفاع أسعار الغذاء بصوره حاده، شهد ذلك العام حدثين مهمين. أولهما كان اندلاع الحرب الأهليه في جنوب السودان من جديد بعد أن اعلنت الحركه الشعبيه عن نفسها في مايو وأعلنت الكفاح المسلح.. لقد كان ذلك يوما حزينا لكل محبي السلام في السودان وكان الاعلان بمثابة إعلان رسمي لفشل اتفاقية اديس أبابا. أصابت الصدمه الجميع وبداء أن البلاد ستدخل في نفق لا قرار له.. لقد علا الوجوم والاحباط كافة الوجوه فما كادت جراح الحرب الاهليه السابقه تندمل. كنا كطلاب مستقلين لنا ارتباط مباشر بالجنوب وأهله وقد نظم الاتحاد في عام 1980 رحله طلابيه بالتنسيق مع اتحاد جامعة جوبا رحله لجنوب السودان طافت بجوبا ونمولي ويايي وغيرها.. بل كنا قد مضينا أبعد من ذلك في تلك الدوره وقررنا إشراك الاخ واني تومبي لاكو ( حاليا الدكتور واني تومبي) الذي فاز في مجلس الاتحاد عن قائمة الحزب الشيوعي، واخترناه كسكرتير اكاديمي للاتحاد.. عارض طلاب الاتجاه الاسلامي ذلك القرار وواجهوه بشده وترصدوا الاخ واني حتي في حياته الخاصه وكان امر جد مؤسف.
شهد ذلك العام السيء أيضا إعلان نميري لقوانيين سبتمبر سيئة الصيت والتي أدخلت البلاد في جحر ضب حتي اليوم. كان عام 1983 هو العام الوحيد الذي تمكن فيه الاتجاه الاسلامي من الفوز بمقاعد اللجنه التنفيذيه بأغلبية عضوين (11- 9) حدث هذا نتيجة لانشقاقات عديده ضربت قاعدة مؤتمر الطلاب المستقلين بالجامعه. قرر الاسلاميين الخروج باسم الاتحاد بمسيره تأييد لقوانيين سبتمبر. رفض الطلاب ذلك.. أصر الاسلامييون.. جمع الطلاب توقيعات قرابة ال 80% من الطلاب لرفض الخروج باسم الاتحاد.. أصر الاسلامييون علي قرراهم .. خرج أعضاؤوهم القليلون معهم الي داخل واد مدني.. عادوا ببعض البلطجيه من عضويتهم من خارج الجامعه.. تجمع الطلاب باعداد كبيره علي طول شارع الاسفلت الذي يمتد من منازل الاساتذه في الكليه الاعدايه شرقا الي سور الجامعه في مقابلة مدني الثانويه بنات غربا، وقرروا مواجهة الاسلاميين ومنعهم من دخول الجامعه وتفريق مسيرتهم.
قوه ضخمه من الشرطه تجمعت خارج سور الجامعه تراقب الموقف. وقعت مواجهه عنيفه بين الطلاب والمسيره. وقع لكم وركل إمتد لقرابة نصف الساعه.. لم تدخل الشرطه الي الجامعه وظلت تراقب.. تفرقت مسيرة الاسلاميين وكان هنالك بعض الاصابات الطفيفه.. فبينما كانت حوادث القتل بين الطلاب تقع في جامعة الخرطوم.. لم تعرف جامعة الجزيره العصي او السيخ.. كانت درجة التسامح بين الطلاب كبيره جدا... شعر الاسلاميين بعدم مقدرتهم علي قهر الطلاب وفرض سطوتهم علي فناء الجامعه... تفرقوا ولم يأتوا لوجبة الغداء في صالات الطعام في ذلك اليوم... ساد التوتر أجواء الجامعه لعدة أيام... ثم عادت الحياه لطبيعتها.. كانت تلك حالة المواجهه الوحيده التي وقعت بيننا وبين الاسلاميين ذلك الوقت...
بعد عدة أيام أقام الاسلاميون ركن نقاش تعرضوا فيه للاحداث... تحدث الشهيد كثيرا وكان من ضمن ما قال " إن الطالب عادل علي صالح أول من بداء الضرب".. كرر هذه المقوله كثيرا في حديثه.. وصرنا بعد ذلك نناكف بها صديقنا عادل ردحا من الزمن... ليس من الواضح لماذا قال الشهيد ذلك عن صديقنا عادل ( ربما يقوم عادل بتوضيح من جانبه) ولكن علي ايية حال كان العراك ممتدا لمناطق متفرقه وشارك فيه العديدون. هذه الحادثه و بالرغم من العنف الخفيف الذي صاحبها لم تترك أثرا في النفوس.. إذ سرعان ما عاد الطلاب الي بعضهم البعض في ودهم القديم.
كان الشهيد رجلا ملتزما بفكره وتنظيمه يدافع عنه في كل الأزمنه والامكنه. لم يكن أكثرنا شطحا في الخيال، يتوقع أن ذلك الطالب الممتليء صحة ونشاطا، سينقلب يوما ما علي تنظيمه ويثور ضده ويحمل السلاح لمنازلته. أغلب زملائي الذين قابلتهم عبروا عن دهشتهم من التحول الذي طراء في حياته غير أن الحقيقه تبقي ، فلم يكن الشهيد منافقا قط ! كان صادقا في إنتمائه للاسلاميين، وكان صادقا في خروجه عليهم ومنازلتهم بالذخيره... عايشناه واختلفنا فكريا معه وخاصمناه سياسيا لكنه في كل الأحوال كان رجلا صادقا لا يعرف النفاق ولا التزلق.. ربما لو كانت قيادات الاسلاميين تمتلك مثل صدقه مع نفسه ومع الاخرين لاختلفت الاحداث في دولتهم التي ضربها النفاق وغشاها الكذب حتي أصبح ما يقوله أحدهم كذبا عند الآخر
كحبيبات الماء أفترقنا بعد التخرج ولم أقابله لقرابة الثلاث أعوام... قابلته بعد ذلك منتصف عام 1986م في ( ميز) أطباء مستشفي أمدرمان حيث كنا نمضي بعض أمسيات نهاية الاسبوع مع زملائنا وأصدقائنا من الجامعه. قابلته في مدخل المبني.. حياني بالاحضان مبتسما .. وقال لي ( عايزين تعملوا إنتخابات في الميز ولا شنو.. فضحكنا)! بدأت أحدثه عن دارفور وكيف أنني قضيت العامين الماضيين أشارك في توزيع الغذاء هنالك... إعتذر قائلا إن هذا موضوع هام للغايه وطويل.. وإن وقت ورديته في العمل قد جاء.. وقال لي إنه سيعود لمقابلتي لاحقا لمعرفة التفاصيل بعد إنتهاء ورديته... إستدركت وقلت له.. ( لكن يا دكتور إنت ما عارف الليل!) ضحك وقال لي لا تهتم سأحضر.. أريد أن أعرف تفاصيل أزيد..!
حضر متاخرا ووجد مجموعه من زملائنا الاخرين لم يقابلهم منذ التخرج.. فرح جدا بلقائهم وجلس يشاركنا الحديث... إنتحي بي جانبا وسألني عن موضوع دارفور ونقص الغذاء وكان يسال عن القري والناس والأماكن.. كان يستمع بتركيز شديد وبداء لي إنه ساهما بعض الشيء من كثرت ما قلته له.. - لقد كنت علي المستوي الشخصي ناغما علي الحكومه وفي غاية الغضب منذ ذلك الزمان والي اليوم من الاهمال الذي وقع علي اهالي دارفور حينها- .. قلت في نفسي .. ربما أثقلت عليه بكثرة الأخبار السيئه.. حاولت الخروج من الموضوع وسألته عن العمل والحياه المهنيه الخ... أصر علي مواصلة الاستماع للتفاصيل... شكرني في النهايه وقال إنه يجد بعض الملل في الحياه المهنيه.. إفترقنا كحبيبات الماء في نهرالحياه الواسع..
المكان : أسمرا – أرتريا – الزمان - مارس 2005 م. ذهبت مشاركا في إحتفال جبهة الشرق الذي دعت له الكثير من التنظيمات السياسيه وأقيمت ليله سياسيه كبري بشرق السودان كان من ضمن من خاطبوها الشهيد كقائد وزعيم لحركة العدل والمساواه.
كنت علي علم مسبق بوجود الشهيد باسمرا بعد أن أسس حركة العدل والمساواه وأعلن الكفاح المسلح ضد حكومة الخرطوم. طلبت من أحد معاونيه ابلاغه بأنني موجود في أسمره وارغب في لقائه.. وافق علي الفور واتفقنا أن نتقابل عصرا.. تفضل بالذهاب معي مشكورا البروفسير تيسير محمد أحمد..
كان يقيم في منزل بسيط بأحد أحياء أسمراء... وجدنا معه بعض معاونيه وخاصته.. حياني كعادته باشا وبحراره وشوق شديد... جلسنا نتحدث.. بداء لي أكبر سنا مما يجب.. يبدوا أن ضغوط الصراع قد نالت منه... كان سعيدا جدا برزيارتي له.... إستعدنا كثيرا من ذكريات الجامعه العطره.. سأل عن العديدين من زملائنا... إشتكي ان أخبار الكثيرن إنقطعت منه... تحدث أيضا عن قضية المتاثرين بخزان الحمداب وأمدني بالكثير من التفاصيل.. قال إنه يتابع نشاطي ويقدره.. إتفقنا أن نتبادل الدعم السياسي بالصوره التي نراها تخدم القضيه .. حسب رأيه أن القضايا واحده كلها قضايا تهميش وظلم... أمنا في صلاة المغرب.. واصلنا نقاشنا فوق فرشة الصلاه ... إستاذنته بعد ذلك في العوده.. خرج يودعنا الي خارج الدار... كان سعيدا جدا بالزياره...
إتصل بي بعد أن عدنا من مؤتمر جبهة الشرق وقال لي أن لديه أخبارا جيده فقد وافق مجلس الأمن علي إحالة قضية الجرائم في دارفور الي محكمة الجنايات الدوليه.. قال إن العدل والمساوا ستعقد مؤتمر صحفيا في انتركونتننتال أسمراء وطلب مني تأخير عودتي لاروبا لحضور المؤتمر والمشاركه فيه... أخرت سفري يوما اخر وحضرت المؤتمر... كان سعيدا بقرار مجلس الامن وتحدث بحماس شديد عن ذلك... تحدثنا بعد المؤتمر وشكرني علي تاجيل عودتي ومشاركتي في المؤتمر... من وجهة نظره رحمه الله أن قضية دارفور لن تحل دون تحقيق العداله ومحاكمة من أجرموا في حق شعبها... قال إن فظائع يشيب لها الولدان قد وقعت وإن تحقيق العداله للضحايا واجب أخلاقي لن يتنازل عنه وسيسلك له كل السبل مهما كلفه الأمر من عنت ووقت... قال لي إنه قادم للندن في الصيف وتمني أن نتقابل. وبالفعل جاء في زياره الي لندن ودعت الحركه الي لقاء مختصر ( قبل الندوات العامه) لممثلي الأحزاب والفعاليات والنشطاء عقد في فندق سيرستل هوتل في (لانكاستر قيت).. تحدث ومعه رفقيه الشهيد جمالي بتفصيل شديد عن الجرائم في دارفور وعن ما ترتكبه الحكومه من فضائع.. تحدثنا قليلا خارج الفندق... لم يدر بخلدي مطلقا أن ذلك هو لقائي الاخير معه... كحبيبات الماء تفرقنا...
إن موقف الشهيد وقبله الشهيد بولاد ، يثيران بداية بالعمل في التنظيم ثم الخروج عليه ثم منازلته بالسلاح أسئله صعبه تواجه زملائهم في تنظيم الجبهه الاسلاميه يتوجب عليهم إجابتها... هنالك أسئله أخلاقيه و سياسيه و تنظيميه كلها تحتاج لإجابات... فكل من شارك في هذا التنظيم خاصة من القيادات يتوجب عليه تقديم إجابات لما حدث... هل تمت خيانة دكتور خليل تنظيميا..! كيف عجز التنظيم عن مخاطبة تظلماتهم الموضوعيه وتركها تتفاقم حتي بلغت حد الصراع المسلح..! لماذا لم يحدث ما حدث مع اي قائد من منطقه اخري بالسودان! الكثير من الاسئله يمكن طرحها حول ما وقع من أحداث.. لن يجد صمت زملائهم شيئا ولن تجد الادانات والتلفيق... جناحي الحركه الاسلاميه ( الوطني والشعبي) مطالبون بتقديم اجوبه لكثير من الاسئله.. دماء بولاد ورفاقه ودماء خليل ورفاقه ستظل معلقه في رقبة كل من شارك في هذا النظام منذ 1989م.
من وجهة نظري أعتقد ان ثورة الشهيد وقبله بولاد تعود في جذورها الي صدقهم وبحثهم المضني عن العداله الاجتماعيه التي إعتقدوا أن بدخولهم في الجبهه الاسلاميه سيحققون قدرا منها لأهلهم ومناطقهم المهمشه. ومع مرور الوقت إصطدم الشهيدان بإنعدام موجهات وقيم العداله الاجتماعيه ضمن مباديء التنظيم. فغاية ما وجدوه في التنظيم هو رفع الشعارات والهتاف بتطبيق شرع الله وتطبيق الحدود علي الفقراء والمعوزين. وربما إكتشفوا أيضا أن التنظيم يفتقد داخليا في مستوياته العليا الي تساويء وتكافوء الفرص بين أعضائه. ودون شك كان دونهم ومتاحا لهم إكتاز المال وتحقيق الثراء الشخصي لذواتهم، لكنهم إختاروا الخيار الصعب وقرروا أن يكونوا صوتا لمعاناة اهلهم ودفعوا حياتهم ثمنا لذلك وهذا موقف لا يتخذه إلا نظيفي النفس والضمير الذين ينحازون للعدل مهما بلغت التكاليف. لقد اكرمهم الله فماتوا الاثنان ميتة أبطال سيخلدها التاريخ لهم وسيحسدهم عليها الكثيرون!
كحبيبات الماء في النهر السرمدي افترقنا يا صديقي... سنذكرك كقامة سامقه وقفت ضد الظلم والتهميش وبحثت عن العداله لضحايا حكومة عنصريه ظالمه... لقد خلدت إسمك كثائر فذ دخل عاصمة الانقاذ ضحا والناس قائمون فاختلط حابلهم بنابلهم ولا يزال بعضهم يرتجف عند ذكر اسمك... سيذكرك كل المهمشين في السودان وسيذكرك مشردي دارفور وضحاياها... سنسير في ذات الطريق كحبيبات الماء في نهر الحياة العريض.. سنواصل المسير الصعب لتحقيق العداله وسنلتقي كما التقينا عدة مرات دون وعد سابق
نام غريرا عند رب رحيم
تقبل الله شهادتك
ونسال الله أن تكون الجنة مثواك
مع الصديقين والشهداء
وإنا لفراقك لمحزنون
وإنا لله وإنا إليه راجعون
لله ما اعطي ولله ما أخذ
ولا حول ولا قوه إلا بالله
علي الكليس
علي الكليس
عضو ماسي
عضو ماسي

احترام قوانين المنتدى : 75

عدد المساهمات : 2898
نقاط : 28715
تاريخ التسجيل : 29/06/2011

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر Empty رد: كحبيبات الماء نمـــرُ: وداعا صديقي الثائر

مُساهمة من طرف ود المناصير الثلاثاء 27 ديسمبر 2011, 5:01 am

هناك متمرد

وهنا شهيد

ولكن :

هو الآن بين يدي الله

وكفى بالموت واعظا
ود المناصير
ود المناصير
مشرف
مشرف

الأوسمة مشرف منتدى الاغاني والصور

احترام قوانين المنتدى : 100

عدد المساهمات : 3371
نقاط : 34382
تاريخ التسجيل : 06/04/2010

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى