أحلام سقطت

الشرعي جمال
يوسف احمد والطاقم الطبي العامل بالمشرحة بتشريحه ومن ثم رفع الاوراق الي الجهات
الشرطية والعدلية وعقب مواراة جثمان الشاب الخلوق طارق الثري توجهت (الدار) الي
منزل الاسرة حيث نصبت سرادق العزاء بمنزلهم الكائن بالحارة 45 بمحلية كرري.


وعقب تقديم
التعازي في فقيد الشباب.


والد الغريق يتحدث للدار


وداخل سرادق
العزاء قال الدومة ادم سبيل التنور والد الغريق طارق: حضرت للخرطوم بسبب ظروف
العمل وتركت بقية ابنائي في حاضرة ولاية البحر الاحمر نسبة لظروف زوجتي التي تعمل
معلمة في بورتسودان وقال بأن ابنه الشاب الخلوق طارق الذي يبلغ من العمر عشرين
عاماً كان له ارتباط وثيق بكل افراد اسرته لذلك كان يحرص علي الحضور في الاجازات
المدرسية ويقضيها بين الاسرة ومن ثم يعود لبورتسودان لمواصلة دراسته.


ولشئ سطرته
الاقدار قال الدومة بالرغم من توفير المناخ المناسب لابني خاصة في الجانب الدراسي
وخاصة أن والدته تعمل في التدريس لاكثر من عشرين عاماً ببورتسودان حتي اصبحت وكيلة
مدرسة وكانت تتابع معه دروسه وعندما جلس لامتحان الشهادة احرز 66% وعقب تلك
النتيجة كان اصراره واضحا في احراز مجموع اكبر وجلس للمرة الثانية لامتحان الشهادة
واحرز 69 وعقب هذه النتيجة توجه في شهر مايو الي الخرطوم ومكث بيننا في امان الله
وسط خالاته.


شاب يعتمد علي
نفسه:


واضاف والد
الغريق فقيد الشباب بأن ابنه الراحل كان يعتمد علي نفسه من بعد الله سبحانه وتعالي
بدليل عندما لم يحالفه الحظ في الالتحاق بالجامعة كان ياخذ اي مصاريف مني و في تلك
الفترة التي مكثها قام بفتح الدكان الكائن في المنزل وعمل في تشغيله يعمل بلي
استيشن وهذا العمل اسعد اهله وجيرانه لان اطفالهم ظلوا معه في الفترات النهارية
لذلك الحزن خيم علي كل الناس الذين عرفوه واحبوه بصفاته الجميلة والطيبة.


مفاجأة لم
نتوقعها


وقال والد
المرحوم طارق في فترة وجوده وهو ينظم عمله في البلي استيشن كانت الامور تسير بصورة
طيبة ولم يكن هنالك اي نوع من التوقعات التي لم نألفها ودون سابق انذار تحدث
بشجاعة ووضوح عن رغبته بالالتحاق بالقوات المسلحة وهذا الحديث جعلنا نجتهد معه
بالحديث عن تحقيق رغبته في مواصلة الجامعة واكد كما اكدت كل الاسرة وقوفها دخوله
الجامعة باي مبلغ وهذا العرض تقدمت به الاسرة حتي ينال تحقيق الكثير بالرغم من
قناعتنا التامة بشرف الجندية ولكن جاء طارق مؤكداً رغبته بأنه يريد ان يصبح جنديا
في القوات المسلحة وهذا الحديث لامناص ولا نقاش وبعد فشلنا الذريع بدخوله الجامعة
تأكد لنا تماماً بانها رغبته الاكيدة في الحياة ولكنها لم توضح لنا من قبل وبعد ان
رفض كل المحاولات من افراد الاسرة.


وبعد ان فشلت
كل المحاولات تركناه لتحقيق رغبته بانضمامه الي صفوف الجندية بالقوات المسلحة حسب
رغبته وعندما تركناه لتحقيق رغبته اصبح يتابع في الوحدات العسكرية بالقوات المسلحة
حتي توصل لسلاح المظلات الذي كان يرغب في تجنيد جنود للسلاح وعندما علم بذلك لم
يتأخر في اغتنام هذه الفرصة الطيبة وحمل كافة اوراقه وتوجه في صباح باكر الي سلاح
المظلات ومن ثم اصبح يتردد علي السلاح بصورة اشبه بالراتبة في كل صباح الي ان دخل
في مرحلة المعاينات وحتي مرحلة الكشف الطبي علي ما اعتقد ومن ثم حزم حقائبه وتركها
خارج المنزل لا ادري تركها في المعسكر ام خارجه.


اللقاء الاخير


وبحزن عميق قال
والد الشاب الغريق ان اخر مرة شاهد فيها ابنه عندما كانوا يجلسون امام المنزل وهذا
الحديث في مساء السبت وفي الفجر غادر المرحوم المنزل في طريقه لسلاح المظلات ولم
اشاهده الا في ثلاجة الموتي داخل المشرحة.